سُورَةِ الجاثية تفسير آيات 6 – 11 تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهـا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهـا هـزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَ? يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَ? مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هـذَا هـدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}
……………………………
يَقُولُ تَعَالَى: هـذِهِ آيَاتُ اللَّهِ -يَعْنِي الْقُرْآنَ بِمَا فِيهِ مِنَ الْحُجَجِ وَالْبَيِّنَاتِ- {نَتْلُوهـا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} أَيْ: مُتَضَمِّنَةً الْحَقَّ مِنَ الْحَقِّ، فَإِذَا كَانُوا ?َ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَ?َ يَنْقَادُونَ لَهَا، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ؟!
ثُمَّ قَالَ: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} أَيْ: أَفَّاكٍ فِي قَوْلِهِ كَذَّابٍ، حَ?َّفٍ مَهِينٍ أَثِيمٍ فِي فِعْلِهِ وَقِيلِهِ كَافِرٍ بِآيَاتِ اللَّهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ} أَيْ: تُقْرَأُ عَلَيْهِ {ثُمَّ يُصِرُّ} أَيْ: عَلَى كُفْرِهِ وَجُحُودِهِ اسْتِكْبَارًا وَعِنَادًا {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا} أَيْ: كَأَنَّهُ مَا سَمِعَهَا، {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [أَيْ] فَأَخْبِرْهُ أَنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابًا أَلِيمًا مُوجِعًا.
{وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهـا هـزُوًا} أَيْ: إِذَا حَفِظَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ كَفَرَ بِهِ وَاتَّخَذَهُ سُخْرِيًّا وَهـزُوًا، {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} أَيْ: فِي مُقَابَلَةِ مَا اسْتَهَانَ بِالْقُرْآنِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ؛ وَلِهَذَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إن يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ.ثُمَّ فَسَّرَ الْعَذَابَ الْحَاصِلَ لَهُ يَوْمَ مَعَادِهِ فَقَالَ: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ} أَيْ: كُلُّ مَنِ اتَّصَفَ بِذَلِكَ سَيَصِيرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، {وَ? يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا}
أَيْ: ?َ تَنْفَعُهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَ?َ أَوْ?َدُهـمْ، {وَ? مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} أَيْ: وَ?َ تُغْنِي عَنْهُمُ ا?ْلِهَةُ الَّتِي عَبَدُوهـا مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا، {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {هـذَا هـدًى} يَعْنِي الْقُرْآنَ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} وَهـوَ الْمُؤْلِمُ الْمُوجِعُ