سلسلة التسهيل لأسماء الله الحسنى (25)
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
-مراجعة سيف بن دورة الكعبي.
-جمع وتأليف سيف بن غدير النعيمي.
===================
(بديع السموات والأرض)
قال ابن كثير: (بديع السماوات والأرض:
مبدع السموات والأرض وخالقهما ومنشئهما و محدثها على غير مِثَالٍ سَبَقَ).
كما قال مجاهد والسُّدِّي. ومنه سميت البدعة بدعة؛ لأنه لا نظير لها فيما سلف.
((التفسير)) (3/ 307)
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: (بديع السماوات والأرض؛ أي: خالقهما ومبدعهما في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع، والنظام العجيب المحكم).
((التفسير)) (5/ 303).
*فائدة:
جاء في شفاء العليل لابن القيم (ص 132)
” وكذلك مبدع الشيء وبديعه لا يصح إطلاقه إلا على الرب كقوله: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} والإبداع إيجاد المبدع على غير مثال سبق ”
*تنبيه:
وهو من الأسماء المضافة – يعني البديع – ولم يأت من وجه صحيح تسمية الله سبحانه وتعالى بالبديع وإنما وقعت تسميته سبحانه وتعالى على وجه الإضافة، بديع السموات والأرض؛ أي الخالق لهما على أحسن خلق ونظام ….
قاله بعض الباحثين.
وأيضا يوصف بأنه تعالى بديع السماوات والأرض، وهي صفةٌ ثابتةٌ له بالكتاب والسنة.
*الدليل من الكتاب:
1 – قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة: 117].
2 – وقوله: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُل شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنعام: 101].
*الدليل من السنة:
حديث أنس بن مالك؛ قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام. فقال: ((لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سُئِلَ به؛ أعطى، وإذا دُعِيَ به؛ أجاب)).
((صحيح سنن أبي داود)) (1495).
*قال ابن سعدي _رحمه الله في فتح الرحيم الملك العلام: (بديع السموات والأرض)
-أي خالقهما ومبدعهما بأحسن خلقة ونظام، وأبدع هيئة وصفة، قد تمت فيهما أوصاف الحسن ونهاية الحكمة، وأودع فيهما من لطائف صنعته وعجائب قدرته وأسرار خلقته ما يشهد لمبدعها بكمال الحكمة، وسعة الحمد، وواسع العلم، ولطيف اللطف، ودقيق الخبرة.