1323 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم.
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _
1323 – قال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن سنان قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى {أولئك هم الوارثون}).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وهو في الصحيحة (2279)
جاء في مسلم (2767) من حديث عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا كان يوم القيامة، دفع الله عز وجل إلى كل مسلم، يهوديا، أو نصرانيا، فيقول: هذا فكاكك من النار ”
وفي رواية أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى» فيما أحسب أنا. قال أبو روح: لا أدري ممن الشك، قال أبو بردة: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم
قال النووي رحمه الله: ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار. فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره. معنى (فكاكك من النار) أنك كنت معرضا لدخول النار، وهذا فكاكك؛ لأن الله تعالى قدر لها عددا يملؤها، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين.
وأما رواية يجيء ناس من المسلمين بذنوب فمعناه أن الله يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)،
وقوله: ويضعها مجاز، والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه لكن لم أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الاثم الباقي وهو إثمهم، ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها، ومن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها والله أعلم.
أما رواية أبي طلحة الراسبي: (( … ويضعها على اليهود والنصارى)) ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في” الضعيفة ” (1316) (5399) أن الحديث معل، وذكر أن البيهقي في ” الشعب ” أعله وقال البيهقي عن حديث ابي هريرة:
– “ويشبه أن يكون هذا الحديث تفسيراً لحديث الفداء، فالكافر إذا أورث على المؤمن مقعده من الجنة، والمؤمن إذا أورث على الكافر مقعده من النار؛ يصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر.