1320 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم.
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _
1320 – قال الإمام النسائي رحمه الله في عمل اليوم والليلة: أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن ضرار بن مرة عن أبي صالح الحنفي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
1321 – قال الإمام النسائي رحمه الله في عمل اليوم والليلة: أخبرنا محمد بن علي بن حسن بن شقيق قال أبي أخبرنا قال أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خير الكلام أربع لا تبالي بأيتهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
هذا حديث صحيح.
………………………….
حديث 1320 سبق برقم 418 في مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،
قال ابن رجب في ” جامع العلوم والحكم “: وقد روي هذا عن كعب من قوله، وقيل: إنه أصح من المرفوع. الحديث الثالث والعشرون
قوله (من قبل نفسه): قال السندي: أي: غير حاك عن غيره، أو غير قارئ القرآن فإنه حكاية لقوله تعالى.
وأصلُ التَّسْبِيح: التَّنزيهُ والتقديس والتبرئة من النَّقاَئِص ثم استُعْمِل في مواضعَ تقْرُب منه اتِّسَاعا. يُقال سبَّحته أسبِّحه تسبيحا وسُبحانا فمعنى سُبْحان اللّهِ: تَنْزيه اللّهِ وهو نَصْب على المصدر بفِعْل مُضْمر كأنه قال: أُبَرئُ اللّه من السُّوء بَراءةً. وقيل معناه: التَّسرُّع إليه والخِفَّة في طاعَته. وقيل معناه: السُّرْعة إلى هذه اللَّفْظة. وقد يطلق التَّسْبيح على غَيره من أنْواع الذّكر مجازاً كالتَّحْميد والتَّمْجيد وغَيرِهما. ” النهاية ” (2/ 833).
(حمد) الحاء والميم والدال كلمةٌ واحدة وأصلٌ واحد يدلّ على خلاف الذمّ. يقال حَمِدْتُ فلاناً أحْمَدُه. ورجل محمود ومحمّد، إذا كثُرت خصاله المحمودة غيرُ المذمومة. قال الأعشى يمدح النعمان بن المنذر، ويقال إنه فضّله بكلمته هذه على سائر مَن مدحه يومئذ:
إليك أبيتَ اللّعنَ كانَ كَلاَلُها *** إلى الماجد الفَرْعِ الجَوادِ المُحَمَّدِ
قال ابن القيم: الحمد: إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه. “بدائع الفوائد” (2/ 93).
” الله أكبر ” قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: معناها: أنَّ الله تعالى أكبر مِن كلِّ شيء في ذاتِه وأسمائِه وصفاتِه، وكلُّ ما تحتمله هذه الكلمة مِن معنى. قال الله عزّ وجل: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ} [الزمر: 67] وقال عزّ وجل: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَانَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ *} [الأنبياء] ومن هذه عظمته فهو أكبر مِن كل شيء. وقال الله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} [الجاثية]. فكلُّ معنى لهذه الكلمة مِن معاني الكبرياء فهو ثابتٌ لله عزّ وجل.
تنبيه: زعم بعضُ العلماء أن معنى «الله أكبر»: الله كبير، ولكن هذا زعمٌ ضعيف جدًّا؛ لأن كلَّ إنسانٍ يعرفُ الفَرْقَ بين كبير وأكبر.
صحيحٌ أنَّ الله تعالى سمَّى نفسَه {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد: 9] لكن معنى «أكبر» غير معنى «الكبير»، فهم فَرُّوا مِن المفاضلة بين الخالق والمخلوق، ولكن هذا الفرار الذي فروا منه أوقعهم في شرٍّ ممَّا فَرُّوا منه، أوقعهم بأن يأتوا بوصف لو أخذنا بظاهره لكان المخلوق والخالق سواء.
” الشرح الممتع ”
إذاً؛ نقول: «الله أكبر» اسمُ تفضيلٍ على بابه، وحُذف المفضَّل عليه ليتناول كلَّ شيء، فهو أكبر مِن كلِّ شيء عزَّ وجلَّ وهكذا يُقال في «أَعْلم».
” لا إله إلا الله ” لا معبود حق إلا الله.
راجع حديث 1280 في فضائل التوحيد من الصحيح المسند.
من فضائل كلمة التوحيد:
أنها كَلِمَةُ اَلتَّقْوَى، كَمَا قَالَهُ عُمَرُ وَغَيْرُهُ مِنْ اَلصَّحَابَةِ،
وَهِيَ كَلِمَةُ اَلْإِخْلَاصِ، وَشَهَادَةُ اَلْحَقِّ وَدَعْوَةُ اَلْحَقِّ، وَبَرَاءةٌ مِنْ اَلشِّرْكِ، وَنَجَاةُ هَذَا اَلْأَمْرِ وَلِأَجْلِهَا خُلِقَ اَلْخَلْقُ.
وَلِأَجْلِهَا أُرْسِلَتْ اَلرُّسُلُ وَأُنْزِلَتْ اَلْكُتُبُ
فَمَنْ قَالَهَا وَمَاتَ عَلَيْهَا كَانَ مِنْ أَهْلِ دَارِ اَلثَّوَابِ، وَمَنْ رَدَّهَا كَانَ مِنْ أَهْلِ اَلْعِقَابِ.
وَمِنْ أَجْلِهَا أُمِرَتْ اَلرُّسُلُ بِالْجِهَادِ، فَمَنْ قَالَهَا عُصِمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَمَنْ أَبَاهَا فَمَالُهُ وَدَمُهُ هَدَرٌ.
وَهَي مِفْتَاحُ دَعْوَةِ اَلرُّسُلِ، وَبِهَا كَلَّمَ اَللَّهُ مُوسَى كِفَاحًا.
وَهِيَ مِفْتَاحُ اَلْجَنَّةِ.
وَهِيَ: ثَمَنُ اَلْجَنَّةِ قَالَهُ اَلْحَسَنُ.
و مَنْ كَانَتْ آخِرَ كَلَامِهِ دَخَلَ اَلْجَنَّةَ.
وهي نَجَاةٌ مِنْ اَلنَّارِ.
وتُوجِبُ اَلْمَغْفِرَةَ.
وهي أَحْسَنُ اَلْحَسَنَاتِ.
وهي تَمْحُو اَلذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا.
وتُجَدِّدُ مَا دُرِسَ مِنَ اَلْإِيمَانِ فِي اَلْقَلْبِ.
وَهِيَ اَلَّتِي لَا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ فِي اَلْوَزْنِ، فَلَوْ وُزِنَتْ اَلسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ رَجَحَتْ بِهِنَّ. وَلِذَلِكَ تَرْجَحُ بِصَحَائِفِ اَلذُّنُوبِ، كَمَا فِي حَدِيثِ اَلسِّجِلَّاتِ وَالْبِطَاقَةِ.
وَهِيَ أَفْضَلُ مَا قَالَهُ اَلنَّبِيُّونَ، كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي دُعَاءِ عَرَفَةَ.
وَهِيَ أَفْضَلُ اَلذِّكْرِ.
وَمِنْ فَضَائِلِهَا أَنَّهَا تَفْتَحُ لِقَائِلِهَا أَبْوَابَ اَلْجَنَّةِ اَلثَّمَانِيَةِ.
وَمِنْ فَضَائِلِهَا أَنَّ أَهْلَهَا وَإِنْ دَخَلُوا اَلنَّارَ بِتَقْصِيرٍ فِي حُقُوقِهَا فَإِنَّهُمْ لَا بُدَّ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا. تلخيص من كتاب ” فضل كلمة التوحيد ” للحافظ ابن رجب رحمه الله.