(39) (911) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان/ ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3،والمدارسة، والاستفادة.
وشارك حسين البلوشي وسيف بن غدير النعيمي، ومحمد الصومالي وسامي
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
911 – أخرج أبو داود عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل.
هذا حديث حسن
———————
معاني الحديث:
(وقف عليه) أي: على قبره.
(فقال استغفروا لأخيكم) أي اطلبوا له المغفرة من الله. أي قولوا: اللهم اغفر له.
(وسلوا له التثبيت) أي اطلبوا له من اللّه تعالى أن يثبت لسانه لجواب الملَكين. أي: قولوا: ثبته اللّه بالقول الثابت.
(فإنه الآن يسأل) أي: أي يأتيه في تلك الحال ملكان، ويسألانه، فهو أحوج ما كان إلى الاستغفار والتثبيت
تنبيه: بعض المشايخ المعاصرين قال: أن قول (فإنه الآن يسأل) خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنها من علم الغيب، بينما استدل بها شيخ آخر على أن الميت يعجل له السؤال.
تنبيه: تلقين الميت لا إله إلا الله في القبر لا يصح، وسيأتي أن الصواب تلقينه في مرض موته.
كذلك قراءة سورة يس على الميت لا يصح
للميت أحكاماً كثيرة مذكورة في كتب الفقه نوجز لك أهمها فيما يلي:
1/ من عاد محتضراً، فعليه أن يأمره بالصبر، وحسن الظن بالله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يموتن أحدكم وإلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل” أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر.
2/ نفى الألباني توجيه المحتضر إلى القبلة: قال: أنكره سعيد بن المسيب كما في المحلى، ومالك كما في المدخل، ولا يصح حديث. (أحكام الجنائز)
ومن قال بالتوجيه استدلوا بما ورد في المستدرك أن البراء بن مسعود أوصى أن يوجه إلى القبلة لما احتضر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أصاب الفطرة … “.
3/ تلقينه الشهادة، لما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله”.
قال الإمام النووي معناه: من حضره الموت.
4/ تغميض عينيه بعد مفارقة الروح للجسد، لما في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي سلمة – وقد شق بصره – فأغمضه، ثم قال: “إن الروح إذا قبض تبعه البصر”
وكذلك يستحب شد لحييه بعد مفارقة الروح، لئلا يبقى فمه مفتوحاً، وكذلك تليين مفاصله، وتمديد أعضائه، ليسهل تغسيله وتجهيزه.
5/ تعجيل تجهيزه، لحديث (أسرعوا بالجنازة .. )
ومنها حمله واتباعها وفيه أجر عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شَهِدَ الجنازة من بيتها وفي رواية من اتّبع جنازة مسلم ٍ إيماناً واحتساباً حتى يُصَلّى عليه فله قيراط، ومن شَهِدَهَا حتى تُدْفن، فله قيراطان، قيل: يا رسول الله، وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين) رواه البخاري (الجنائز/1240)
ولا يجوز أن تُتْبَع الجنائز بما يخالف الشريعة
، ومن ذلك:
رفع الصوت بالبكاء، وإتْبَاعها البخور، ويَلحَقُ
ذلك، رفع الصوت بالذكر أمام الجنازة، لأنه بدعة، ولقول قيس بن عباد: “كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند الجنائز “ولأن فيه تشبهاً بالنصارى.
6/ الإسراع بقضاء دينه، وفيه أحاديث ذكرها الألباني في أحكام الجنائز ص25
7/ تغسيله، وتكفينه
8/ الصلاة عليه.
9/ دفنه، وكيفية ذلك أن يحفر له في مقابر المسلمين ما يواريه من شق، أو لحد، واللحد أفضل، ثم يدفن موجها إلى القبلة، ويسنم القبر قليلاً، ويرش بالماء، ليثبت ما دفن به من رمل أو حصى، ولا يجصص القبر، ولا يبنى عليه، لما في المسند وصحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه، والسنه أن يدفن المسلم في مقابر المسلمين، وأن يدخل من قدمي القبر إن تيسر ذلك، ويقول الذي يدخله في اللحد بسم الله وعلى ملة رسول الله.
10/ الدعاء له بعد دفنه لحديث الباب، وقرر ابن عثيمين أن الدعاء بالتثبيت والإستغفار يكون ثلاثاً، وأظن دليله حديث (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً)
11/ إنفاذ وصيته من ثلث ماله.
12/ تعزية أهله، وحثهم على الصبر، والتسليم لقضاء الله تعالى وقدره، ويبين لهم المعزي ما أعده الله تعالى للصابرين من المثوبة، وينهاهم عن النياحة، والتسخط على ما قدر الله تعالى. فيشرع أن يقول ما ورد في السنة: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب) رواه البخاري (الجنائز/1204) أو ما تيسر.
13/ أن يُصنع لأهل الميت طعامٌ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فإنه قد أتاهم أمر شغلهم”، كما في المسند والحاكم وأبي داود.
14/ لا تجوز إقامة المآتم، ولا عمل الولائم، لما في ذلك من عدم إظهار الرضا بالقضاء، ولما فيه من مخالفة السنة.
15/ الكف عن ذكر مساوئ الميت، وعن سبه، لما في المسند وصحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا”. ويستثنى من ذلك الكلام على من نشر بدعه.
16/يستحب زيارة المقابر للسلام على الميت، فلحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد” رواه مسلم في صحيحه.
– قال صاحبنا حسين:
الحديث ذكره الامام عبد الله بن الامام احمد في السنة في فتنة القبر والسؤال فيه.
واستدل به العمراني رحمه الله في نفس المسألة في كتابه الانتصار في الرد على المعتزلة الأشرار
واستدل به ابن القيم على الدعاء بعد الدفن في كتابه الروح.
-ولا بأس بذكر بعض صفاته الحميدة، وخاصة صفاته الدينية التي يحبها الله تعالى.
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “وجبت”، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال: “وجبت”، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: “هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض”.
وفي صحيح البخاري عن أبي الأسود عن عمر بن الخطاب مرفوعا “أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، فقلنا: وثلاثة. قال: وثلاثة، فقلنا: واثنان. قال: واثنان”، ثم لم نسأله عن الواحد.
وراجع أحكام الجنائز للألباني.
-وسأل أعضاء اللجنة الدائمة:
أيحل لنا القيام أو الجلوس عند القبر من أجل الدعاء للميت؟
ج الزيارة الشرعية للقبور أن يقصد إليها للعظة والاعتبار، وتذكر الموت، لا للتبرك بمن قُبر فيها من الصالحين، فإذا جاءها سلم على من فيها فقال السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وإن شاء دعا للأموات بغير ذلك من الأدعية المأثورة. ولا يدعو الأموات، ولا يستغيث بهم في كشف ضر أو جلب نفع، فإن الدعاء عبادة، فيجب التوجه بها إلى الله وحده، ولا بأس أن يقف عند القبر أو يجلس من أجل الدعاء للميت، لا للتبرك أو الاستراحة فإن القبور ليست بموضع استراحة أو سكنى حتى يجلس فيها. ويشرع الوقوف على القبر بعد الدفن للدعاء للميت بالثبات والمغفرة؛ لما ثبت أن صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا فرغ من الدفن وقف عليه وقال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل).
اللجنة الدائمة
قال صاحبنا حسين: وفي الحديث فائدة عظيمة وهي الرد على عباد القبور لأن الميت يحتاج الى الدعاء ويحتاج الى شفاعة الأحياء كما في هذا الحديث فمن كان محتاجا الى الدعاء كيف يطلب منه!!
وفيه أن عباد القبور بدلوا السنة بالبدعة فالسنة الدعاء للاموات اما عباد القبور فعكسوا فجعلوا يطلبون الشفاعة من الأموات
-الدعاء هو العبادة فسؤال العبد ربه لنفسه أو لغيره وإعلانه ضراعته وعبوديته لمولاه حينما يطلب حاجته منه رغّب فيه سبحانه في كتابه العزيز فقال (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم). [آية 60من سورة غافر] وقال (ادعو ربكم تضرعاً وخفية). [آية 55من سورة الأعراف] وسنَّهُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوله وفعله والأصل فيه الإطلاق حتى يثبت تقييده بوقت أو الترغيب في الإكثار منه في حال أو في وقت معين كحال السجود في الصلاة أو آخر الليل فيحرص المسلم على الإتيان به على ما بينته النصوص من إطلاق وتقييد. وقد ثبت في أحاديث صلاة الجنازة الدعاء للميت وثبت الدعاء له بالاستغفار، وثبت الدعاء عند زيارة قبره. اللجنة الدائمة
وقالوا مرة: الوارد مطلق الدعاء للميت بعد دفنه فيقول: اللهم اغفر له، اللهم ثبته بالقول الثابت ونحو ذلك، ولا يجب التوجه للقبلة، ولا يشترط ذلك بل يدعو له، ولو كان متوجها لغير القبلة.
-القراءة على القبر بعد الدفن بدعة لأنها لم تكن في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولم يأمر بها ولم يكن يفعلها. بل غاية ما ورد في ذلك أنه كان عليه الصلاة والسلام ـ بعد الدفن يقف ويقول استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ..
وأما الاجتماع عند أهل الميت وقراءة القرآن ووضع الطعام وما شابه ذلك فكلها من البدع. الشيخ ابن عثيمين
-الإستغفار والدعاء هو المشروع أما ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين فقال: ” إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ:
بَلَى أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا
فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ” رواه البخاري 1378 ومسلم (292).
ومناسبة هاتين الجريدتين لتخفيف العذاب عن هذين المعذبين؟
وهذا خاص به صلى الله عليه وسلم أما ما يقوم به بعض الناس من زراعة الأشجار ووضع الجريد، فخلاف السنة وفعل السلف لعدة أسباب:
أولاً: أننا لم يكشف لنا أن هذا الرجل يعذب.
ثانياً: أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميت، لأننا ظننا به ظن سوء أنه يعذب وما يدرينا فلعله يُنعم،
” انتهى من مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله باختصار.فيه فضيلة المشاركة في الجنائز، والدعاء، والملائكة تقول للداعي، ولك بمثله.
وفي رواية للبخاري (1328) (نَعَى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ صَاحِبَ الْحَبَشَةِ يَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ). وأخرجه مسلم بنحوه 951 دون الإستغفار
قال النووي في “شرح مسلم”:
” فِيهِ: اِسْتِحْبَاب الإِعْلام بِالْمَيِّتِ لا عَلَى صُورَة
نَعْي الْجَاهِلِيَّة , بَلْ مُجَرَّد إِعْلام للصَّلاة عَلَيْهِ وَتَشْيِيعه
وَقَضَاء حَقّه فِي ذَلِكَ , وَاَلَّذِي جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْ النَّعْي لَيْسَ
الْمُرَاد بِهِ هَذَا , وَإِنَّمَا الْمُرَاد نَعْي الْجَاهِلِيَّة الْمُشْتَمِل
عَلَى ذِكْر الْمَفَاخِر وَغَيْرهَا ” انتهى.
-اتفق أهل العلم على أن الدعاء والصدقة والحج تصل للميت.
أما الدعاء والاستغفار فلقول الله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء).
وأما الصدقة فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة: (أن رجلا قال: للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم) رواه البخاري برقم 1388، ومسلم برقم 1004، وثبت في البخاري عن سعد بن
عبادة: (أن أمه توفيت وهو غائب فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال: نعم، فقال: أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها) رواه البخاري برقم 2756.
وأما الحج فقد قال صلى الله عليه وسلم لمن سألته عن الحج: (أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته، قالت: نعم قال: فدين الله أحق بالقضاء) رواه البخاري برقم 6699، ومسلم برقم 1148.
ومما سبق تعلم أن الصدقة عن الميت تنفعه ويصل إليه ثوابها.
وقد روي حديث ضعيف في الصلاة عن الميت، وذكر الإمام مسلم في
مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك أنه ضعف هذا الحديث ثم قال: لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ (يعني عن الميت) اخْتِلافٌ اهـ.
قال النووي:
قَوْله: (لَيْسَ فِي الصَّدَقَة اِخْتِلافٌ) فَمَعْنَاهُ
أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لا يُحْتَجُّ بِهِ , وَلَكِنْ مَنْ أَرَادَ بِرَّ
وَالِدَيْهِ فَلْيَتَصَدَّقْ عَنْهُمَا فَإِنَّ الصَّدَقَة تَصِلُ إِلَى الْمَيِّتِ
وَيَنْتَفِع بِهَا بِلا خِلَافٍ بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب.
وَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَقْضَى الْقُضَاةِ أَبُو الْحَسَن الْمَاوَرْدِيّ
الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِيّ فِي كِتَابه الْحَاوِي عَنْ بَعْض أَصْحَاب الْكَلام مِنْ أَنَّ الْمَيِّت لا يَلْحَقُهُ بَعْد مَوْته ثَوَاب فَهُوَ مذهب بَاطِلٌ قَطْعًا وَخَطَأٌ بَيِّنٌ مُخَالِفٌ لِنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاع الأُمَّة فَلا اِلْتِفَاتَ إِلَيْهِ وَلا تَعْرِيجَ عَلَيْهِ. وَأَمَّا الصَّلاة وَالصَّوْم فَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء أَنَّهُ لا يَصِلُ ثَوَابُهُمَا إِلَى الْمَيِّت إِلا إِذَا كَانَ الصَّوْم وَاجِبًا عَلَى الْمَيِّت فَقَضَاهُ عَنْهُ وَلِيُّهُ أَوْ مَنْ أَذِنَ لَهُ الْوَلِيُّ فَإِنَّ فِيهِ قَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ أَشْهَرُهُمَا عَنْهُ أَنَّهُ لا يَصِحّ، وَأَصَحُّهُمَا عِنْد مُحَقِّقِي مُتَأَخِّرِي أَصْحَابِهِ أَنَّهُ يَصِحّ. اهـ بتصرف.
قال ابن القيم رحمه الله:
وقد دلَّ على انتفاع الميت بالدعاء: إجماع الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة .. وهذا كثير في الأحاديث بل هو المقصود بالصلاة على الميت، وكذلك الدعاء له بعد الدفن .. وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم. ” الروح ” (118، 119).
قال صاحبنا حسين:
قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله في الطحاوية:
وقد دل على انتفاع الميت بالدعاء إجماع ا?مة على الدعاء له في ص?ة الجنازة، وا?دعية التي وردت بها السنة في ص?ة الجنازة مستفيضة. وكذا الدعاء له بعد الدفن. انتهى
قال الحافظ ابن حجر:
وقد اختلف السلف في هذه المسألة:
فأجاز الصيام عن الميت: أصحاب الحديث وعلق الشافعي في القديم القول به على صحة الحديث كما نقله البيهقي في ” المعرفة “، وهو قول أبي ثور وجماعة من محدثي الشافعية وقال البيهقي في ” الخلافيات “: هذه المسألة ثابتة، لا أعلم خلافاً بين أهل الحديث في صحتها فوجب العمل بها …
قال ابن حجر في الحديثين: وليس بينهما تعارض حتى يُجمع بينهما؛ فحديث ابن عباس صورة مستقلة سأل عنها من وقعت له، وأما حديث عائشة فهو تقرير قاعدة عامة، وقد وقعت الإشارة في حديث ابن عباس إلى نحو هذا العموم حيث قيل في آخره ” فدين الله أحق أن يقضى “. ” فتح الباري ” (4/ 193، 194).
وأما الحنفية: فاستدلوا بأحاديث ضعيفة في المنع من الصيام عن الميت، وقد ردَّ عليهم الحافظ ابن حجر في ” الموضع السابق “.
وقد استدل بعضهم بحديث ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم نافع، أو ولد صالح يدعو له ” وهو في ” صحيح مسلم ” (1631)، وقد ردَّ الإمام ابن القيم على من استدل به فقال:
وأما استدلالكم بقوله صلى الله عليه وسلم ” إذا مات العبد انقطع عمله “: فاستدلال ساقط فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقل (انقطع انتفاعه) ” الروح ” (ص 129).
-قال الشيخ الألباني رحمه الله:
ما يفعله الولد الصالح مِن الأعمال الصالحة؛ فإن لوالديه مثلَ أجره، دون أن ينقص من أجره شيء؛ لأن الولد مِن سعيهما وكسبهما.
قال ابن كثير في إهداء قراءة القرآن: وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء. ” تفسير ابن كثير “.
ب. قال الشوكاني:
وأحاديث الباب تدل على أن الصدقة من الولد تلحق الوالدين بعد موتهما بدون وصية منهما، ويصل إليهما ثوابها ” نيل الأوطار “.
-وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
ولم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعاً أو صاموا تطوعاً أو حجوا تطوعاً أو قرؤوا القرآن؛ يهدون ثواب ذلك إلى أموات المسلمين، فلا ينبغي العدول عن طريق السلف فإنه أفضل وأكمل.
” الاختيارات العلمية ” (ص 54).
ومن فتاوى اللجنة الدائمة:
السؤال الثالث من الفتوى رقم (2232)
س3: هل يصل ثواب قراءة القرآن وأنواع القربات إلى الميت؟ سواء من أولاده أو من غيرهم؟
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم أنه قرأ القرآن ووهب ثوابه للأموات من أقربائه أو من غيرهم … أما أنواع القربات الأخرى: فما دلَّ دليل صحيح على وصول ثوابه إلى الميت وجب قبوله، كالصدقة عنه والدعاء له، والحج عنه، وما لم يثبت فيه دليل: فهو غير مشروع حتى يقوم عليه الدليل.
تنبيه: من قال لا بأس به كـ محمد بن الحسن و أحمد -في رواية- استدلوا بما نقل عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أوصى أن يُقرأ على قبره وقت الدفن بفواتح سورة البقرة وخواتمها، ونقل أيضاً عن بعض المهاجرين قراءة سورة البقرة.
ومن قال: لا بأس بها وقت الدفن فقط، وهو رواية عن أحمد أخذ بما نقل عن ابن عمر وبعض المهاجرين.
وفيه حديث مرفوع ضعفه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنه ( … وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة، وعند رجليه بخاتمتها) أحكام الجنائز ص23
-قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله عن الدعاء جماعة:
“ليس هذا من سنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا من سنة الخلفاء الراشدين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، وإنما كان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرشدهم إلى أن يستغفروا للميت ويسألوا له التثبيت، كلٌّ بنفسه
، وليس جماعة” اهـ.”فتاوى الجنائز” (ص 228).
وكذلك أفتى بذلك أعضاء اللجنة الدائمة قالوا: بما تقدم يعلم أن الصواب عدم الدعاء بصفة جماعية بعد صلاة الميت وأن ذلك بدعة. انتهى (9/ 16)
– في الحديث أن العبد يمتحن في قبره ويسأل كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه
-روى البخاري (458)، ومسلم (956) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوْ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ. قَالَ: أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي
بِهِ؟! دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ أَوْ قَالَ قَبْرِهَا، فَأَتَى قَبْرَهَا
فَصَلَّى عَلَيْهَا. ففيه إباحة الإعلام بالموت لأجل الصلاة،
والدعاء له، بل هما دالان على الاستحباب، ولأن ذلك وسيلة لأداء حقه من الصلاة عليه واتباع جنازته.
– قال صاحبنا حسين:
وفيه أن السؤال يكون مباشرة قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في تذكرة المؤتسي في شرح عقيدة عبد الغني المقدسي:
أشار هـنا إلى فتنة القبر، وأن الناس يفتنون في قبورهـم، فكل عبد يدخل قبره يسأل، ويكون هـذا السؤال فور إدراجه قبره والفراغ من دفنه، ولهذا””كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا ?خيكم وسلوا له التثبيت، فإنه ا?ن يسأل ”
-وفيه جواز الوقوف على القبر مع عدم وجوبه قال الامام ابن عبد البر في الاستذكار:
وقال سعيد بن جبير رأيت بن عمر قام على قبر وقال يستحب إذا أنس من الرجل الخير أن يفعل به ذلك
وعن ميمون بن مهران أنه وقف على قبر فقيل له أواجب هـذا فقال ? ولكن هـؤ?ء أهـل بيت هـذا لهم مني قليل
ومن حديث الزهـري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على قبر حتى دفن
ومن حديث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال استغفروا ?خيكم وسلوا له التثبيت فإنه ا?ن يسأل (62/ 3)
مسألة هل يرفع اليدين في الدعاء بعد الدفن ام لا؟
قال المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله في شرح الأربعين النووية:
هـل يجوز رفع اليدين عند الدعاء للميت؟
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ?صحابه وهـم يدفنون ميتا في المقبرة: (استغفروا ?خيكم، واسألوا له التثبيت؛ فإنه ا?ن يسأل)، فما أعلم شيئا يدل على رفع اليدين في هـذا الموضع، لكن ا?مر الذي كان يقع بكثرة … لم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم في جميع تلك الصلوات أنه كان يرفع يديه بعد الفريضة، ومن هـنا ف? ترفع ا?يدي في الدعاء بعد الفريضة، لكن هـناك أمور يسيرة أو نادرة ولم ينقل فيها شيء، وا?مر فيها واسع، فإن رفع يديه فما نعلم شيئا يمنعه، وإن لم يرفعها فليس هـناك مانع. انتهى
قلت (سيف) وقسم ابن عثيمين الرفع أربع أقسام:
قسم الأصل عدم الرفع كما في خطبة الجمعة سواء للإمام أو المأموم، حيث أنكر بعض الصحابة على بشر بن مروان. ويستثنى الإستسقاء.
وقسم لا يشرع فيه الرفع أبداً كالصلاة
قسم مسكوت عنه وهذا الأصل الرفع مثل الدعاء للميت، لكن ليس في الحديث دليل على الرفع ولو فعله النبي صلى الله عليه وسلم لنقل، لكن من رفع لا ننكر عليه
وقسم يشرع فيه الرفع كالدعاء يوم عرفه انتهى من حفظي
قال الألباني عن رفع اليدين: ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كانت نوبته عند عائشة وخرج من الحجرة، وتبعته عائشة فهو يمشي وهي خلفه حتى وصل البقيع، فقام ورفع يديه فدعا، هذا ثابت، أما بخصوص (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل)، لم يرد رفع اليدين في هذا المكان بخصوصه.
قال عبدالله بن عقيل وأما استقبال القبلة في هذه الحال، فلا أعلم فيه دليلا خاصا. وكذلك رفع اليدين حال الدعاء. قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله: وأما رفع اليدين في تلك الحال، فلا أراه لعدم وروده، والله أعلم.
-قال صاحبنا سامي:
فيه دلالة 1 – على انتفاع الميت باستغفار الحي له، وعليه ورد قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} وقوله: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ونحوهما.
2 – فيه دليل على أنه يسأل في القبر.