1302تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
مسجد سعيد الشبلي
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
وممن شارك الأخ سيف بن غدير النعيمي
(جمع وتأليف سيف بن دورة الكعبي)
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
1302 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أخبرنا علي بن ثابت عن عكرمة بن عمار قال حدثني ضمضم بن جوس قال قال أبو هريرة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر فقال خلني وربي أبعثت علي رقيبا فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر اذهبوا به إلى النار
قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
هذا حديث حسن.
———————
معاني الكلمات: (متواخيين): وقع في رواية (متحابين)، وقيل معناهما متقابيلين في القصد والسعي.
-َكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ، وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَلَا يُبَالِي مَا يَقُولُ.
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خطورة ذَلِكَ فَانْظُرْ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ 2621فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنِّي لَا أَغْفِرُ لِفُلَانٍ؟ قَدْ غَفرْتُ لَهُ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» فَهَذَا الْعَابِدُ الَّذِي قَدْ عَبَدَ اللَّهَ مَا شَاءَ أَنْ يَعْبُدَهُ، أَحْبَطَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ عَمَلَهُ كُلَّهُ.
وبوب عليه النووي باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى)
وَفي البخاري، ومسلم2988 مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا؛ يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا؛ يَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ»، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ».
وبوب البخاري عليه: بَاب حِفْظِ اللِّسَانِ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ وَقَوْلِهِ تَعَالَى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وبوب عليه النووي: باب التكلم بالكلمة يهوى بها في النار
– واحتجت المعتزلة بهذا الحديث في احباط الاعمال بالمعاصي والكبائر ومذهب أهل السنة إنها لا تحبط إلا بالكفر ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته وسمي احباطا مجازا ويحتمل أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر (قرره النووي)
-فيه سعة رحمة الله، وأنه عزوجل يغفر كل الذنوب إلا الشرك قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
-فيه فضيلة حسن الظن بالله حيث أدخلت المذنب الجنة
– فيه خطورة الإعجاب بالنفس حيث أدخلت الآخر النار
-لا يجوز تعيين شخص بعينه أن الله لن يغفر له ومنه قوله تعالى (ليس لك من الأمر شئ)
-الحذر من زلات اللسان، ومنه حديث سؤال معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل نعمله بعدك فذكر الجهاد والصيام والصدقة وفيه (فذكر معاذ كل خير يعمله ابن آدم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعاد بالناس خير من ذلك» قال: فماذا بأبي أنت وأمي عاد بالناس خير من ذلك؟ قال: فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه قال: «الصمت إلا من خير» قال: وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا؟ قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ معاذ، ثم قال: «يا معاذ ثكلتك أمك – أو ما شاء الله أن يقول له من ذلك – وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر، قولوا خيرا تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا» الصحيح المسند 538
-بعض السيئات تبطل الحسنات، وررد في ذلك آثار، أما المعتزله فقالوا: تحبط الإيمان وخلدوه في النار وهذا القول تفردوا به، أما أهل السنة وإن أبطلوا حسناته فيبقى عنده أصل الإيمان فيدخل الجنة بعد العذاب (ابن رجب بمعناه)
– يجب على المسلم أن يعامل نفسه بأحكام العبودية لا بأحكام الألوهية.
-قد يكون للطاعة طغيان من حيث أنها قد تؤدي للعجب والكبر.
-عدم استحقار الآخرين
– على الطائع الجمع بين الخوف والرجاء
-القسم على الله جائز إذا كان من باب إحسان الظن بالله مثل قصة أنس بن النضر وفي الحديث حديث (رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره) بمعناه
-مما ورد فيه النصوص أنه يحبط العمل: المن بالصدقة، وترك صلاة العصر.
-لا تشهد على رجل بعينه أنه من أهل النار إلا من ثبت فيه النص حتى ذكر الشيخ ابن عثيمين اليهودي والنصراني؛ لأن هذا في الظاهر أنه من أهل النار لكن الباطن الله أعلم به.
قال الأخ سيف بن غدير: لكن صالح آل الشيخ رجح تعميم الحديث (أيما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار) قال: من مات على الكفر نحكم عليه بالظاهر، ولا نقول أنه مات على الإسلام؛ لأن هذا خلاف الأصل فنبقى على الأصل، وكذلك المسلم نستصحب الأصل فلا نشهد عليه بشرك ولا كفر ولا نفاق إذا مات
تنبيه: رجح أبوحاتم والدارقطني في الحديث المذكور الإرسال (علل ابن أبي حاتم 2263)
وبعض الباحثين حمل قول العلماء الذين منعوا الحكم على معين بالكفر على المسلم الذي تلبس بمكفر.
أما الكافر الأصلي الذي عاش كل حياته كافرا ولم نعلم أنه دخل الإسلام قط فهذا يشهد بأنه من أهل النار. انتهى نقل سيف بن غدير
وسألت اللجنة الدائمة عن تكفير المعين: فأجابوا بقولهم:”من فعل أو قال أو اعتقد ما يقتضي الكفر حكم بكفره وعومل معاملة الكفار معينا كان أو غير معين؛ لعموم الأدلة، كمن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو تكلم بكلام الكفر، كمن سب الله أو رسوله أو استهزأ بشيء من الدين، فإنه يحكم بكفره ويستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي أمر المسلمين قتله مرتدا، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
(07) / (03) / (2015)، (7): (10) ص – ابوصالح: سؤال له تعلق بالمسألة السابقة:
– هل يمكن أن يوجد في زماننا أناس يعتبرون من أهل الفترة، ولم تصلهم ااحجة الرسالية الصحيحة؟