(33) (905) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / الشيخ طحنون آل نهيان ومسجد محمد بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2، والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
905 – قال الإمام أحمد رحمه الله 4/ 217 حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: سمعته يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي خطئ وعمدي، اللهم إني استهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي)
——————–
أحاديث مشابهه:
? – هذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم لحصين أبي عمران، ذكره الشيخ مقبل في الصحيح المسند 310 وفيه ( … اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت، وما علمت وما جهلت)
-ورد هذا الدعاء عن عمر رضي الله عنه أخرجه ابن أبي شيبة، ووقع في رواية أن عمر رضي الله عنه كان يقوله دبر كل صلاة مكتوبة، والراجح رواية الإطلاق، وهناك بحوث هل يجوز تخصيص الدعاء بعد الصلوات المكتوبات
تنبيه: ورد عن عمر أنه كان يقول هذا الدعاء (اللهم استغفرك لذنبي واستهديك لمراشد أمري وأتوب إليك فتب علي إنك أنت ربي بعد الصلاة المفروضة لكن الراجح أنه جاء عنه مطلق غير مقيد بالصلاة المفروضة، وهناك بحوث للعلماء حول مشروعية تخصيص الدعاء بعد الصلاة المفروضة من مجيز ومانع، ومن البحوث بحث بعنوان تمام الكلام في تخصيص المواظبة على الدعاء بعد السلام، خلص فيه الباحث إلى عدم صحة شئ في التخصيص خلافاً لما قرره الظفر التهانوي في إعلام السنة 3/ 164، ومحمد هاشم السندي في التحفة المرغوبة في أفضلية الدعاء بعد المكتوبة، والأهدل في سنية رفع اليدين في الدعاء بعد المكتوبة وغيرها.
المعاني:
الأرشد هو ضد الغى
الشرح:
قال تعالى ((رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)).
فهؤلاء الفتية سألوا اللَّه تبارك وتعالى ((أنْ يمنَّ عليهم برحمة عظيمة، تناسب عنايته باتّباع الدين الذي أمر به، فسألوا رحمة خاصة من ربهم جلَّ وعلا تقتضي كمال العناية بهم، وتفيض عليهم من كمال الإحسان والإنعام.
وقد جمعوا بين السعي والفرار من الفتنة، وبين تضرّعهم وسؤالهم اللَّه عز وجل تيسير أمورهم،، فجعل اللَّه لهم مخرجاً، ورزقهم من حيث لا يحتسبون والشرعية المطلوبة.
-وفي الحديث أنّ الدعاء وظيفة المؤمن في كل مهماته في حياته.
– وفيه التعوذ من شر النفس. لأنها أحد موانع الخير، ومنه قوله تعالى (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)
– وفيه الإكثار من دعاء اللَّه تعالى بسؤال الرحمة والرشد؛ لأن فيهما الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
والعزيمة على الرشد؛ لأنها مبدأ الخير، فالهداية مع العزم تجمع الخير.
– وفيه أن الأدعية الشرعية جمعت وحوت كلّ ما يتمنّاه العبد في دينه ودنياه.
-وورد في السنة دعاء شمل معان ومقاصد جليلة، ومطالب عالية في العقيدة والأخلاق والعبادات الظاهرة والباطنة وهو قوله صلى الله عليه وسلم:
((اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعْ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْالُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)).
وينبغي أن يعلم أن الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه تعالى نوعان:
النوع الأول: ما عُلِم أنه خير محضٍ، كسؤال خشيته من اللَّه تعالى, وطاعته وتقواه، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار, فهذا يطلب من اللَّه تعالى بغير تردد، ولا تعليق بالعلم بالمصلحة؛ لأنه خير محض.
النوع الثاني: ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا، كالموت والحياة، وغيرها من الأمور التي يجهل عواقبها، فهذه لا ينبغي أن يُسأل اللَّه منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد، وقد تضمّن الدعاء في هذا الحديث النوعين؛ فإنه لما سأل الموت والحياة قيّد ذلك بما يعلم اللَّه تعالى أن فيه الخيرية لعبده, ولما سأل الخشية وما بعدها مما هو خير صرف جزم به، ولم يقيّده بشيء)).
ولهذا ينبغي للعبد أن يفقه في باب الدعاء، ما يدعو به؛ لأنه يدعو رب الأرض والسموات، فينبغي أن يتخيَّر لمولاه أجمل الألفاظ، وأحسن المعاني، وأنبل الأماني.