73 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم -رقم 73
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام والمدارسة، والاستفادة
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مختصر عبدالحق الأشبيلي
بَاب فِي تَاوِيلِ الرُّؤْيَا
2271عن نافع أن عبد الله بن عمر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أراني في المنام أتسوك بسواك فجذبني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما فقيل لي كبر فدفعته إلى الأكبر)
2272 عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها أيضا بقرا والله خير فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر)
——————
-استعمال مسواك الغير ليس بمكروه، إلا أن المستحب أن يغسله ثم يستعمله، وفيه حديث عن عائشة رضي الله عنها وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع إليها السواك لتغسله فقالت: فكنت أبدأ به فأستاك ثم أغسله … (الفتح)، ومثله لَمَّا طلب النبي صلى الله عليه وسلم السواك الذي عند عبدالرحمن، أخذته عائشة فهذبته له.
-بوب البخاري على الحديث باب دفع السواك إلى الأكبر، وأخرج الحديث تعليقاً.
قال ابن بطال: ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام. قال المهلب: هذا إذا لم يترتب القوم، فإذا ترتبوا بدأ بالأيمن. وراجع الصحيحة 1555، حيث أيد الشيخ الألباني كلام المهلب أن الشراب يبدأ بالأيمن، أما الكلام فيبدأ بالأكبر.
قلت: لعل الشراب يعطى الأكبر أو الذي طلب أولاً ثم يبدأ بمن على يمينه، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سقى، قال: (ابدؤوا بالكبير) أخرجه أبويعلى، قال ابن حجر: سنده قوي.
تنبيه: أشار البخاري إلى أن رواية أسامه مختصرة، فقال: اختصره نعيم عن ابن المبارك عن أسامه، ولفظها كما في الكبرى للبيهقي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك فأعطاه أكبر القوم ثم قال: إن جبريل أمرني أن أكبر) قال محققو المسند: أسامه هو الليثي، صدوق، ويشهد له حديث عائشة في سنن أبي داود 50 وفيه أيضاً أن ذلك كان يقضه، قال ابن حجر: لَمَّا كان في اليقظة أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما رآه في النوم.
-قال بعض أصحابنا: ورؤية إعطاء السواك للكبير هي رؤيا صريحة من نبينا صلى الله عليه وسلم فهي تشريع.
………………….
(شرح الحديث الثاني)
-قال بعض الأئمة؛ َفِيه أَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمى الْمَدِينَة يثرب، وَقد نهى عَنْهُ بعده وسماها طابة، لِأَنَّهُ كَانَ يُغير الِاسْم الْقَبِيح إِلَى الْحَسَن عَلَى التَّبَرُّك والتفاؤل.
وقال ابن الملقن في التوضيح وفيه: تسمية المدينة يثرب، وقد نهي عن التسمية بها … وسببه ما فيه من معنى التثريب، والشارع من شأنه تغيير الأسماء القبيحة إلى الحسنة. ويجوز أن يقال: إن هذا قبل النهي … ووسمها بطابة لتكون داعية لإيطابها للمسلمين واستطابة العيش بها.
قلت: ويحتمل أنه سماها بيثرب؛ لأن بعض السامعين لا يعرفها إلا بذلك، خاصه هنا قرن بين التسميتين.
قَالَ الْبغوي:
هَذَا الحَدِيث يشْتَمل عَلَى أَنْوَاع مِن الرُّؤْيَا مِنْهَا السَّيْف، وَالسيف السّلطان، فَإِن رَأَىهُ قد رَفعه فَوق رَأسه، نَالَ سُلْطَانا مَشْهُورا، فَإِن لم يكن مِمَّن يَنْبَغِي لَهُ، فَهُوَ وُلِدَ، … وَمَا حدث فِي السَّيْف مِن انكسار أَو ثلمة فَهُوَ حدث فِيمَا ينْسب السَّيْف إِلَيْهِ فِي التَّاوِيل، فَإِن رَأَى أَنَّهُ سل سَيْفا مِن غمد، ولدت امْرَأَته غُلَاما، فَإِن انْكَسَرَ السَّيْف فِي الغمد، مَاتَ الْوَلَد، وَإِن انْكَسَرَ الغمد دون السَّيْف، مَاتَت الْأُم، وَسلم الْوَلَد.
وانكسار الْقوس مُصِيبَة.
وَالْبَقر سنُون، فَإِن كَانَت سماناً كَانَت مخاصيب، وَإِن كَانَت عِجَافًا كَانَت مجاديب، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قصَّة يُوسُف: {ثُمَّ يَاتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَاكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} [يُوسُف: 48]،
وَالْفرس عز وسلطان.
والفيل سُلْطَان أعجمي، فَإِن رَكبه فِي أَرض حَرْب، كَانَت الدبرة عَلَى أَصْحَاب الْفِيل، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الْفِيل: 1].
ثم ذكر تأويل لبعض الحيوانات والهوام وقال:
وَكَذَلِكَ سَائِر الْهَوَام أَعدَاء عَلَى مَنَازِلهمْ، وَذُو السم مِنْهَا أبلغ فِي الْعَدَاوَة.
والنسر، وَالْعِقَاب سُلْطَان قوي.
وذكر تأويل بقية الطيور وقال:
والديك رَجُل أعجمي مِن نسل الْمُلُوك، قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم أَن ديكا نقرني نقرة أَو نقرتين، فأولت أَن رجلا مِن الْعَجم سيقتلني، فَقتله أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة.
ثم ذكر تأويل الضفدع والجراد والسمكة. انتهى باختصار
قال النووي:
قال العلماء وتفسيره صلى الله عليه و سلم هذه الرؤيا بما ذكره؛ لأن سيف الرجل أنصاره الذين يصول بهم كما يصول بسيفه وقد يفسر السيف في غير هذا بالولد والوالد والعم أو الأخ أو الزوجة، وقد يدل على الولاية أو الوديعة وعلى لسان الرجل وحجته، وقد يدل على سلطان جائر وكل ذلك بحسب قرائن تنضم تشهد لأحد هذه المعاني في الرائي أو في الرؤية.
قال: وقد جاء في غير مسلم زيادة في هذا الحديث (ورأيت بقراً تنحر)، وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا بما ذكر فنحر البقر هو قتل الصحابة رضي الله عنهم الذين قتلوا بأحد.
قال القاضي عياض: ضبطنا هذا الحرف عن جميع الرواة والله خير رفع الهاء والراء على المبتدأ سيف، والخبر: (وبعد يوم بدر) بضم دال بعد ونصب يوم، قال: وروى بنصب الدال قالوا: ومعناه ما جاء الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين؛ لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم فزادهم ذلك ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وتفرق العدو عنهم هيبة لهم.
قال القاضي قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا. قال القاضي: والأولى قول من قال: والله خير من جملة الرؤيا، وكلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا عند رؤياه البقر بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه و سلم وإذا الخير ما جاء الله والله أعلم. انتهى
ورجح القرطبي في قوله: ((ورأيت أيضًا فيها بقرًا، والله خيرٌ)) أن معناه: وثواب الله خيرٌ للنفر المقتولين بالشهادة …
تنبيه 1: قد يقصد القاضي ببدر الثانية ما ذكره القرطبي: قال علماؤنا: إن يوم بدر في هذا الحديث هو يوم بدر الثاني، وكان من أمرها: أن قريشًا لما أصابت في أحد من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما أصابت، وأخذوا في الرُّجوع نادى أبو سفيان يُسمِعُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: موعدكم يوم بدر في العام المقبل. فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض أصحابه أن يجيبه بنعم، فلمَّا كان العام المقبل – وهي السنة الرابعة من الهجرة -؛ خرج في شعبانها إلى بدر الثانية، فوصل إلى بدر، وأقام هناك ينتظر أبا سفيان، وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى بلغ عسفان. ثمَّ: إنهم غلبهم الخوف، فرجعوا، واعتذروا بأن العام عام جدب. وكان عذرًا محتاجًا إلى عذر، فأخزى الله المشركين، ونصر المؤمنين. ثمَّ: إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزل منصورًا، وبما يفتح الله عليه مسرورًا، إلى أن أظهر الله تعالى دينه على الأديان، وأخمد كلمة الكفر والطغيان.
تنبيه 2: سبق أن قررنا في الأبواب السابقة أن الرؤيا المكروهه لا تعبر، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يعبرها بل قال: والله خير … ) تفاؤلاً على أحد المعاني، لكن يشكل أن عمر عبًر رؤيا الديك الذي نقره فقال: (ولا أراه إلا دنو أجلي) وتعبير يوسف عليه الصلاة والسلام لصاحبه في السجن، فربما نقول: أما تعبير يوسف عليه الصلاة والسلام فهو شرع من قبلنا ثم هو معجزة، ويمكن أن نقول أن التعبير إذا كان لا يسبب فتنه، كما حصل لعمر، فعمر رضي الله عنه يعرف أنه الباب وأنه سيكسر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أسكن أحد فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد).
-المهلب ذكر قريب من المعنى السابق في تأويل السيف وقال:
وربما يكون السيف أباه أو عمه …
وقال: سيفه لسانه يجرده فى خصومه أو منازعه، فإن لم تكن له نية وكان بذلك فى مسجد … فإنه يقوم مقامًا بحجة ويبدى لسانه بالنصيحة والعلم والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. انتهى مختصراً من شرح ابن بطال
قال في مرقاة المصابيح في رجوع السيف أحسن:
أي تعبيره ما جاء به من الفتح أي فتح مكة أو صلح الحديبية؛ لأنها مفتاح الفتح، وهو أنسب؛ لعطف قوله (واجتماع المؤمنين) فإنه وقع حين فتح مكة.
أما القرطبي فحمله على ما بعد أحد مباشرة فقال يعني بعد غزوة أحد:
اجتمعت على ذلك جماعاتهم، وصحَّت في ذلك رغباتهم، فخرجوا على ما بهم من الضعف والجراح فغزوا غزوة حمراء الأسد … ثم فتح الله تعالى عليهم، ونصرهم في غزوة بني النضير، ثم في غزوة ذات الرِّقاع، ثم لم يزل الله تعالى يجمع المؤمنين، ويكثرهم، ويفتح عليهم إلى بدر الثانية، وكانت في شعبان في السنة الرابعة من الهجرة، وبعد تسعة أشهر ونصف شهر من أحد، فما فتح الله عليه به في هذه المدة هو المراد هنا كما يأتي.
وقال في قوله: ((فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد))؛ يحتمل أن يكون أخذ ذلك من أن الرجال المقاتلة في الحرب يشبهون بالبقر؛ لما معها من أسلحتها التي هي قرونها، ولمدافعتها بها …
قال القاضي: وهذه الرؤيا تدل أنها كلها قبل الهجرة، وظاهرها أنها واحدة غير منفصلة، والله أعلم انتهى
يقصد قوله (رأيت في المنام أني أهجر … )، وقوله (ورأيت في رؤياي) فهي واحدة
وذكر بعض أهل العلم كلاماً مفاده: أن انقطاع صدر السيف ما أصاب المسلمين من الإنكسار، أما البقر فهم الشهداء.
وقال ابن الملقن:
فيه: أن البقر يعبر بالرجال …. وعبرها في القرآن بالسنين، فهي تدل على أشياء كلٌّ تأوله ما يليق بها.
وفيه: تأخير البيان إلى وقت الحاجة إذا لم يتبين له من حين رأى أنها المدينة.
-ذكر بعض العلماء أنه ورد في رواية “رأيت في ذباب سيفي ثلمة، وأدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة” رواه أحمد 1/ 271، والحاكم 2/ 128 – 129 من حديث ابن عباس، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. ورواه أحمد 3/ 351، والدارمي 2/ 1378 (2205) والنسائي في “الكبرى” 4/ 389 (7647) من حديث جابر بن عبد الله
وعن ابن هشام: “فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم الذي رأيت في سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل”سيرة ابن هشام” 3/ 7.
وروى الواقدي أنه أراد أن لا يخرج من المدينة لرؤيا رآها. وفيها: “إن سيفي ذا الفقار انقسم من عند ظبته، وأولته بقتل رجل من بيتي، وكأني مردف كبشًا، وهو كبش الكتبية يقتل إن شاء الله”
قلت: وهو في حديث ابن عباس عند الحاكم مطولاً، وفيه عبدالرحمن بن أبي الزناد لكن روايته عن هشام وأبيه لا بأس بها.
وسيأتي لحديث ابن عباس شاهد لبعضه من حديث جابر.
قال القسطلاني:
وبهذا الحديث سبب بينه في حديث ابن عباس المروي عند أحمد أيضًا والنسائي في قصة أُحد، وإشارة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لا يبرحوا من المدينة وإيثارهم الخروج لطلب الشهادة ولبسه اللأمة وندامتهم على ذلك، وقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل” وفيها “إني رأيت أني في درع حصينة” الحديث.
قلت: الحديث ذكره ابن الملقن في البدر المنير، فقال: «أنَّه – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم – كَانَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ إِذا لبس لأمته أَن يَنْزِعهَا، حَتَّى يَلْقَى العدوَّ ويقاتِلُ».
هَذَا الحَدِيث ذكره البُخَارِيّ فِي «صَحِيحه» فِي بَاب قَول الله تَعَالَى (وشاورهم فِي الْأَمر) بِغَيْر إِسْنَاد، فَقَالَ: «وشاور النَّبِي – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم – أَصْحَابه يَوْم أحد فِي الْمقَام وَالْخُرُوج، فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوج، فَلَمَّا لبس لأمته وعزم قَالُوا: أقِم. فَلم يمل إِلَيْهِم بعد الْعَزْم وَقَالَ: لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ يلبس لامَتَهُ فَيَضَعهَا حَتَّى يحكم الله».
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي «سنَنه» من رِوَايَة أبي الْأسود، عَن عُرْوَة أَن رَسُول الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم – قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ إِذا (أَخذ) لأمة الْحَرْب وَأذن فِي النَّاس بِالْخرُوجِ إِلَى الْعَدو أَن يرجع حَتَّى يُقَاتل». وَهُوَ بعض من حَدِيث طَوِيل، ذكره ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ مُوسَى بن عقبَة عَن الزُّهْرِيّ، وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق صَاحب «الْمَغَازِي» عَن شُيُوخه من أهل الْمَغَازِي وَهُوَ عَام فِي أهل الْمَغَازِي وَإِن كَانَ مُنْقَطِعًا.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَقد كتبناه مَوْصُولا بِإِسْنَاد حسن … فَذكره من رِوَايَة ابْن عَبَّاس.
قلت: وَوَصله أَحْمد فِي «مُسْنده» من حَدِيث جَابر أَيْضا قَالَ: حَدثنَا عَفَّان، ثَنَا حَمَّاد، أبنا أَبُو الزبير، عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله (قَالَ: «رَأَيْت كَأَنِّي فِي درع حَصِينَة وَرَأَيْت بقرًا منحرة، فأولت أَن الدرْع الحصينة الْمَدِينَة، وَأَن الْبَقر نفر، وَالله خير. فَقَالَ (أَصْحَابه): لَو أَنا أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ؛ فَإِن دخلُوا علينا قاتلناهم. (فَقَالُوا): يَا رَسُول الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم – مَا دخل علينا فِيهَا (فِي) الْجَاهِلِيَّة، فَكيف يدْخل (علينا) فِيهَا فِي الْإِسْلَام؟ فَقَالَ: شَانكُمْ إِذا. فَلبس لأمته فَقَالَ الْأَنْصَار: رددنا عَلَى رَسُول الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم – رَايه! (فَجَاءُوا) فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، شَانك إِذا. فَقَالَ: إِنَّه لَيْسَ لنَبِيّ إِذا لبس لأمته أَن يَضَعهَا حَتَّى يُقَاتل».
فَائِدَة: اللأمة مَهْمُوزَة كَذَا قيدها القَاضِي عِيَاض فِي «مشارقه» وَكَذَا نَص عَلَيْهِ ابْن فَارس، وفسرها بالدرع (وَكَذَا قيدها بِهِ صَاحب «منَّة اللُّغَة» إِلَّا أَنه جعلهَا الدرْع التَّامَّة) وَكَذَا قيدها (بِهِ) الأجدابي فِي كِتَابه «كِفَايَة المتحفظ».انتهى كلام ابن الملقن
وانظر تغليق التعليق، وتخريج أحاديث الكشاف، والسلسلة الصحيحة 1100