(18) (886) تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / محمد بن رحمة الشامسي (18)
(للأخ؛ سيف الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3، والمدارسة، والتخريج رقم 1،والاستفادة
(من لديه فائده أو تعقيب فليفدنا)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
886 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني ثابت البناني عن عبد الله بن مغفل المزني قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب باسمك اللهم فكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله عز وجل بأبصارهم فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا فقالوا لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا.
قال أبو عبد الرحمن قال حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس وقال حسين بن واقد عن عبد الله بن مغفل وهذا الصواب عندي إن شاء الله.
وهذا حديث حسن.
__________________
-حديث صلح الحديبية ورد مطولاً في الصحيحين
-في رواية لأبي بكر بن أبي داود، صرح ثابت بالسماع عن عبدالله بن مغفل.
-فائدة راجع لها سير أعلام النبلاء 5/ 222.
– في رواية عند مسلم 1808من حديث أنس ذكر عدد الفرسان الذين غدروا ثمانين رجلاً.
-مشروعية البسملة عند كتابة الرسائل، قال تعالى (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)
– مشروعية التنازل عن بعض الحقوق التي ليس فيها طعن في الشريعة مثل عبادة غير الله أو استباحة محرم من أجل الصلح فهذه لا يجوز التصالح عليها، ومنه قوله تعالى (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6))، ومن المحرمات في العصر الحديث الني تنادي بها بعض الدول الكافرة حرية الفكر ولو كان ملوثا، وسلب المرأة عفتها بدعوى المساواة والحقوق، وغير ذلك من طوامهم. مع أنه لا يوجد أعظم من الإسلام فقد أعطى الله عزوجل كل ذي حق حقه. وكرَّم المرأة أعظم تكريم.
– للحرم المكي مكانه عظيمة في الشرع فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الصلح مع أن ظاهره فيه غضاضه لعلمه أن الله لن يضيعه، فقبوله الصلح من أجل المحافظة على حرمة البيت وعدم إيقاع القتال فيه، وغيرها من الحكم.
– قد تكون بعض الأمور ظاهرها فيها النقص لكن الله يعلم أن الخيرية فيها، لذا سمى رب العزة هذا الصلح فتحاً، قال تعالى (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)) وراجع تفسير ابن جرير الطبري وابن كثير والسعدي وغيرها من تفاسير أهل السنة لهذه السورة.
– يقيض الله عزوجل الأسباب لينال المسلمون الخير من حيث لا يشعرون، فلما وصلت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قريب من مكة أبت أن تسير، فقال بعض الصحابة: خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل”، ثم قال: “والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها” ثم زجرها فوثبت، قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية … )
– الدفاع عن المظلوم، ولو كانت بهيمة.
– ذكر الفيل الذي أرسله أبرهه الحبشي لهدم الكعبة، ونزلت سورة في إهلاكهم
_ كان من بنود الصلح:
* يرجع النبي صلى الله عليه وسلم من العام المقبل ليعتمر
* وكتبت قريش أيضاً (على ألا يأتيك منا رجل – وإن كان على دينك – إلا رددته إلينا)
وغيرها من البنود
-وفق الله عزوجل النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الصلح للحلم والصفح والتأني والنظر لمآلات الأمور.
– لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم، أي مشورة فيها رأي بقتال، لأنه كان يمشي على هداية ونور من ربه.
-فلا يجوز التشاور مع وجود النص.
– كل من بايع في الحديبية وعد بعدم دخول النار ورد في مسلم2496 عن أم مبشر انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة * لا يدخل النار ان شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها قالت بلى يا رسول الله فانتهرها فقالت حفصة (وإن منكم إلا واردها) فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا)
– لا تتخلف عن الخير فإنك لا تعلم متى يكتب لك ربك الرضوان والمغفرة.
– نقض أناس من أهل الصلح وغدرهم، لا يعني أن الجميع نقض، إلا إذا علموا بهم وأقروهم.
– ناظر ابن عباس الخوارج في دفاعه عن علي بن أبي طالب لمَّا صالح معاوية رضي الله عنهم، ومما استدل عليهم بقصة صلح الحديبية، وأن محي النبي صلى الله عليه وسلم كلمة (رسول الله) لم يعن أنه محى الرسالة، بل قال: (إني رسول الله وإن كذبتموني) ثم أمر علي بمحوها (راجع للمناظره حديث رقم 694) من الصحيح المسند وسبق شرحها.
-كذلك علي بن أبي طالب استدل بالصلح على من اعترض عليه في صلحه مع معاوية، وكانوا يريدون استمرار القتال مع أهل الشام وقال لهم قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) فأمة محمد أعظم حرمة من رجل وامرأة
* وهذه فوائد مختاره من كتاب (فوائد من صلح الحديبيه) للشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث ذكر تسعة وثلاثون ومئة فائدة، جمعها من القصة بطولها التي في الصحيحين وغيرهما، ولعلنا نذكرها بأكملها في شرحنا لمسلم إن شاء الله؛ لنفاستها. فمن الفوائد المتعلقة بحديثنا المختصر:
-معرفة رفع الله من تواضع لأجله.
-معرفة إذلال الله من تعزز بمعصيته.
-رأفته صلى الله عليه وسلم ورحمته حيث لم يغضب
– الفرق بين ذلك وبين غضبه في فسخ العمرة.
– الوثوق بخبر الكافر في بعض أمور المسلمين ليس مذموما.
– إخبار الكافر وأمره ببعض مصالحه في مثل قوله: ” نهكتهم الحرب ” ليس مذموما.
– ما أعطي الصحابة من المحبة كما يفهم من غير موضع، وما أعطوا من اليقين والسكينة والثبات. (دمجت ثلاثة فوائد)
– ما فيها من علامات النبوة التي يطول تعدادها، ومن أراد ذلك فليتأمل سورة الفتح.
– أن موافقة الكفار على شيء من هديهم يجوز عند الحاجة. (قلت: ومنه اتخاذه صلى الله عليه وسلم خاتما لختم الكتب حيث كان الملوك لا يقرؤون إلا كتابا مختوما)
– العبرة في كون الكفار ولاة البيت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مطرودون عنه