الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم –
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
ألقاه الأخ: سيف الكعبي
بالتعاون مع الأخوة في مجموعة السلام والمدارسة والتخريج رقم 1؛
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
2195 عن عائشة * أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين. وفي رواية (يأمرني أن استرقي من العين)
———–
الفوائد:
– سبق ذكر أحكام الإصابة بالعين أول كتاب الطب.
– هذا الحديث يحتمل معناه؛ استرقي من احمرار في العين أو من العين الحاسدة كرقية وقائية.
– لا يعارض حديث (لا يسترقون)، لأن المقصود (أسترقي من العين) أطلبي أحدا يعلمك رقية العين ثم أرقى نفسك.
– فيه طلب العلاج بالأسباب الشرعية. لأن بعض الناس قد يستعمل أسباب غير شرعية، وسبق ذكر بعضها؛ ومنه حديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة (العين حق ونهى عن الوشم) فمحتمل؛ لما أثبت تأثير العين؛ نهى عن أعتقاد أن الوشم له تأثير في دفع العين.
2196 عن أنس بن مالك في الرقى قال (رخص في الحمة والنملة والعين)
وفي رواية (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة)
—————
– الترخيص في الرقية من هذه الثلاثة ليس فيه المنع من رقية غيرها؛ إنما كان الترخيص وقع بقدر السؤال (قرره النووي)
– أما حديث (قال النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء: علمي هذه رقية النملة، كما علمتيها الكتابة).
فله طرق؛ رجح الدارقطني في العلل (15/ 308) المرسل، وله طريق آخر فيها كريب بن سليم، وطريق ثالث فيها متروك
2197 عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رأى بوجهها سفعة فقال: بها نظرة فاسترقوا لها) يعني بوجهها صفرة
——————
– هذا من الأحاديث التي تعقب الدارقطني فيها البخاري ومسلم وأعله بالإرسال. (وراجع شرح النووي). ويحتاج بحث، لكن سبق أن ذكرنا علامات معرفة المتضرر بالعين. وأن منها تغير في اللون والشحوب.
– سفعة؛ أصفرار أو سواد أو تغير في اللون وقيل أخذة من الشيطان (وراجع شرح النووي)، قال الحسين بن مسعود (الفراء): (سفعة) أي نظر يعني من الجن. ومنه قوله تعالى (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)
# 2198 عن جابر بن عبد الله يقول (رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية وقال لأسماء بنت عميس مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة قالت لا ولكن العين تسرع إليه قال أرقيهم قالت فعرضت عليه فقال أرقيهم) وفي رواية عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول (أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو قال أبو الزبير وسمعت جابر بن عبد الله يقول لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله أرقي قال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)
وفي لفظ (فقال رجل من القوم أرقيه يا رسول الله ولم يقل أرقى)
——————-
– فيه رقية الإنسان أهل بيته، ولو كانت أمرأة، وهكذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعمارة بن حزم في الرقية، وفي حديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل.
فجعل الرقية من باب المنفعة أكثر منها أنها تجارة، أما أذنه لأبي سعيد الخدري ومن معه في أكل الجعل الذي تحصلوا عليه؛ فهم كانوا في حال خاص من الحاجة ومنعتهم تلك القبيلة الكافرة من حق الضيف. ولم يثبت أن السلف امتهنوا مهنة الرقية.
– وكم من ناس امتهنوا هذه المهنة وافتتنوا بالمال؛ وتركوا طلب العلم؛ وتوسعوا فيه توسع غير محمود؛ بل بعضهم افتتن بالنساء؛ فلا يتورع من الخلوة بهن ولمس أجسادهن. ثم إنما أخذ الصحابة بعد شفاء الرجل لا على مجرد القراءة.
– فيه رعاية النبي صلى الله عليه وسلم للصغار.
– فيه أن الصغار تسرع إليهم العين خاصة من رزق بجمال أو ذكاء ومنه قوله تعالى (لا تقصص رؤياك على أخوتك) وقوله تعالى (يا بني لا تدخلوا من باب واحد). وكم من الناس يعرضون صور لأولادهم في الهواتف النقالة.
2199 عن جابر قال * كان لي خال يرقى من العقرب فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى قال فأتاه فقال يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقى من العقرب فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) وفي رواية عن (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى قال فعرضوها عليه فقال ما أرى بأسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه)
——————-
– من محاسن الإسلام أنه يحث على نفع المسلمين.
– ورد في رواية (إنما هي مواثيق) أخرجها أحمد وغيره وفيها ابن لهيعة، وله أسانيد أخرى؛ ضعيفة جدا.
– نص محمد بن الحسن الشيباني؛ على منع الرقى التي لا يعرف معناها.
قلت: ومنه قوله تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية).
– ونص الخطابي والبيهقي وابن تيمية على منع الرقى التي بغير العربية (وراجع معالم السنن، والسنن الكبرى 9/ 350، واقتضاء الصراط المستقيم) قال ابن تيمية: لا يجوز اتخاذ غير اللغة العربية شعارا.
قلت: إلا لمن لا يجيد العربية فيدعو ربه بلغته؛ وليحذر من الألفاظ المشتبهه.
(22 باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك)
2200 عن عوف بن مالك الأشجعي قال: (كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك)
—————-
-قال المناوي: استدل بعمومات نصوص الرقية أناس فأجازوا كل رقية جربت منفعتها وإن لم يعقل معناها.
وتعقبهم الألباني؛ بأن حديث عوف فيه أن ما يؤدي إلى الشرك يمنع وما لا يعرف معناه؛ لا يؤمن أن يؤدي إليه فيمنع أحتياطا) وقال كذلك: ويؤيده أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يسمح لآل عمرو بن حزم في بأن يرقي إلا بعد أن أطلع على صفة الرقية ورأى أنه لا بأس بها، وما لا يعقل معناه؛ لا سبيل إلى الحكم عليها بأنه لا بأس بها.
قلت: فيحمل حديث؛ خال جابر؛ على أن رقية العقرب كانت معروفة أو أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه بلغه توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الرقية المشروعة والرقية غير المشروعة.
– فيه عدم جواز التداوي بالمحرمات. ومنه السحر. وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية، فقد يكون لضعف اليقين عنده وضعف توكله على الله أو عدم مبالاته. وقد يشفى برقى فيها مخالفات شرعية من باب الفتنة له، مثل من يستجاب دعاءه عند قبور الأولياء فهذا فتنة؛ فلا يستجرينكم الشيطان.
– مما يدفع العين التبريك؛ وكذلك إرجاع الفضل لله فإن رأى شيئا من ماله كبستان أو دار أو مركوب فأعجبه؛ فليقل (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) نقل القرطبي عن الإمام مالك قريب من هذا المعنى، ومنه قوله تعالى (لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) وكذلك قول (سبحان الذي سخر لنا هذا … ) عند الركوب.
– من قال أن الرقية أجتهادية؛ بدليل هذه الأحاديث، جعل لها ضوابط:
* أن لا يعتقد أن الرقية تؤثر بنفسها
* أن لا يكون فيها ما لا يعرف معناه.
* أن لا يجعل كتاب الله تجربة؛ لأنه إذا لم يعتقد الشفاء فيه؛ لا ينتفع به
* لا يستخدم الجن لأنه باب مجهول
*ألا يشابه أهل السحر والشعوذة والكهانة بحركات لا تنفع
* الدعاء بالأحاديث الضعيفة جائز؛ بشرط عدم نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وليس فيها معاني غير صحيحه؛ وإلا صارت منكرة. والأولى الإقتصار على القرآن والسنة الصحيحة.