سنن أبي داود (تحقيق)
(الأخ؛ سيف الكعبي)
(بالتعاون مع مجموعة السلام العلمية)
10 – باب فِيمَنْ أَعْتَقَ عَبِيدًا لَهُ لَمْ يَبْلُغْهُمُ الثُّلُثُ.
3960 – حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ قَوْلاً شَدِيدًا ثُمَّ دَعَاهُمْ فَجَزَّأَهُمْ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً.
أخرجه الإمام مسلم 1668، والإمام أحمد 33/ 60
3961 – حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ – يَعْنِى ابْنَ الْمُخْتَارِ – حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ وَلَمْ يَقُلْ فَقَالَ لَهُ قَوْلاً شَدِيدًا.
صححه الشيخ الألباني
3962 – حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ – هُوَ الطَّحَّانُ – عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى زَيْدٍ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ – يَعْنِى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- – «لَوْ شَهِدْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ لَمْ يُدْفَنْ فِى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ».
نقل ابن أبي حاتم في المراسيل: أن أبا قلابه لم يسمع من أبي زيد بينهما عمرو بن بجدان، ولما سأل عنه الإمام أحمد؛ قال: غير معروف.
قال المنذري: أخرجه النسائي وقال: هذا خطأ والصواب رواية أيوب يعني السختياني.
قلت: ولا أدري هل هذا من قول النسائي؛ فإني لم أجده، ومحتمل يكون من قول المنذري.
وورد من طريق الحسن عن عمران وفيه (لقد هممت أن لا أصلي عليه) أخرجه النسائي وأحمد 33/ 101، والبيهقي في معرفة السنن؛ قال محققوا المسند: منقطع؛ الحسن لم يسمع من عمران؛ لكنه توبع كما في الرواية 19826. انتهى
قلت: الرواية التي فيها المتابعة؛ ليس فيها هذه الزيادة (أن لا أصلي عليه) لكن قال عبدالحق: لعل هذا المقصود بقوله (قال له قولا شديدا) في رواية مسلم. وراجع (البدر المنير)
3963 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ وَأَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً.
أخرجه مسلم؛ واستدركه الدارقطني عليه؛ بأن ابن سيرين لم يسمع من عمران بن حصين وأيده العلائي، وانتصر النووي لمسلم وكذلك الشيخ مقبل وراجع (التتبع ص288)، وقد يكون قول الدارقطني أقرب خاصة أن الإمام مسلم إنما أورده آخر الباب في الشواهد.
11 – باب فِيمَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ. (11)
3964 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُ الْعَبْدِ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَهُ السَّيِّدُ».
تعقب ابن القيم قول المنذري؛ أن البخاري ومسلم أخرجاه
ونقل ابن القيم في تهذيب السنن؛ أن هذا الحديث أعله أحمد؛ قال: يرويه عبيدالله بن أبي جعفر من أهل مصر، وهو ضعيف في الحديث …
وقال أبوالوليد: هذا الحديث خطأ.
قال ابن القيم: المحفوظ عن سالم: إنما هو في البيع (من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع)
وقد تقدم اختلاف سالم ونافع فيه، وأن سالما رفعه، وكان البخاري يصححه، ونافع وقفه على عمر، وكان مسلم والنسائي وغيره يحكمون له.
وأما قصة العتق: فإنها وهم من ابن أبي جعفر؛، خالف فيها الناس.
قال البيهقي (الكبرى 5/ 325): في روايته: وهي خلاف رواية الجماعة …
وورد عن ابن مسعود مرفوعا (من أعتق عبدا فماله للذي أعتقه) انتهى كلام ابن القيم باختصار.
قلت: ذكر البيهقي؛ أن ابن مسعود أعتق غلامه ثم قال: أما إن مالك لي ثم تركه؛ وهذا أصح. انتهى
كأنه يقصد تعليل المرفوع
12 – باب فِى عِتْقِ وَلَدِ الزِّنَا. (12)
3965 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ». وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ.
الصحيحة 672، والصحيح المسند 1369
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمة سهيل بن أبي صالح بلفظ (فرخ الزنا لا يدخل الجنة) وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 5/ 459:هذا من غرائب سهيل
المهم؛ زاد البيهقي أن سفيان قال: إذا عمل بعمل أبويه؛ وذكر الشيخ الألباني أنه ورد عن عائشه مرفوعا وكذلك عن ابن عباس مرفوعا وضعفهما؛ لكن قال: لا مناص من الأخذ بهما مع قول سفيان مع الحديثين الضعيفين. أما ما ورد عن عائشة؛ أنه صلى الله عليه وسلم قاله في منافق؛ فضعيف. انتهى كلام الالباني باختصار
مع أن حديث عائشه صححه بعض الباحثين؛ بأن سلمه بن الفضل من أثبت الناس في ابن إسحاق؛ لكن قال البيهقي وذكر الحديث؛ وسلمه يروي مناكير وورد بسند مرسل عن الزهري عن عائشه.
قلت: فعلى هذا لا يتقوى.
وبعضهم قال: هو شر الثلاثة من باب؛ أن الغالب أنه يمشي في نفس الطريق المحرمة.
تنبيه: حديث (العرق دساس) الذي ذكره صاحب العون؛ بكل طرقه لا يصح وراجع الضعيفة
13 – باب فِى ثَوَابِ الْعِتْقِ. (13)
3966 – حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِىُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِى عَبْلَةَ عَنِ الْغَرِيفِ بْنِ الدَّيْلَمِىِّ قَالَ أَتَيْنَا وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ زِيَادَةٌ وَلاَ نُقْصَانٌ فَغَضِبَ وَقَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقْرَأُ وَمُصْحَفُهُ مُعَلَّقٌ فِى بَيْتِهِ فَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ. قُلْنَا إِنَّمَا أَرَدْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
قَالَ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى صَاحِبٍ لَنَا أَوْجَبَ – يَعْنِى – النَّارَ بِالْقَتْلِ فَقَالَ «أَعْتِقُوا عَنْهُ يُعْتِقِ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ».
قال محققوا المسند 25/ 393: الغريف الديلمي؛ مجهول، لكن تابعه عبدالله بن فيروز. وورد بلفظ (اعتقوا عنه) وبلفظ (فليعتق) وهي أرجح. انتهى باختصار
14 – باب أَىِّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ (14)
3967 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ الْيَعْمَرِىِّ عَنْ أَبِى نَجِيحٍ السُّلَمِىِّ قَالَ حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِقَصْرِ الطَّائِفِ – قَالَ مُعَاذٌ سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ بِقَصْرِ الطَّائِفِ بِحِصْنِ الطَّائِفِ كُلُّ ذَلِكَ – فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَهُ دَرَجَةٌ». وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلاً مُسْلِمًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَاعِلٌ وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرَّرِهِ مِنَ النَّارِ وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ وِقَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرَّرِهَا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
صححه الشيخ الألباني كما في الصحيحة 1756، وهو في الصحيح المسند 1016، وذكره الإمام أحمد مطول.
وورد في البخاري 2517، مسلم 1509 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا (من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا من أعضائه من النار حتى فرجه بفرجه) واللفظ لمسلم، وفي رواية لهما قال سعيد بن مرجانه: فذكرته لعلي بن الحسين، فأعتق عبدا له قد أعطاه به ابن جعفر عشرة آلاف أو ألف دينار.
3968 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِى سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً كَانَتْ فِدَاءَهُ مِنَ النَّارِ».
فيه بقية لكن هو نفس الحديث السابق
3969 – حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ أَنَّهُ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ مَعْنَى مُعَاذٍ إِلَى قَوْلِهِ «وَأَيُّمَا امْرِئٍ أَعْتَقَ مُسْلِمًا وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً». زَادَ «وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ إِلاَّ كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ يُجْزَى مَكَانَ كُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْهُمَا عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ سَالِمٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ شُرَحْبِيلَ مَاتَ شُرَحْبِيلُ بِصِفِّينَ.
وراجع جامع التحصيل؛ حيث نقل أن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل
وراجع الخلاف في اسانيده 14/ 34 وعلل ابن أبي حاتم 558.
وذكر الشيخ الألباني له شاهد عند الطحاوي من طريق أيوب عن أبي قلابه قال: قال شرحبيل بن حسنه …
وإسناده جيد لو سلم من تدليس أبي قلابه. انتهى
وذكر صاحب العون حديث أبي أمامه (وأيما امرئ مسلم أعتق أمرأتين كانتا فكاكه من النار) وهو في الصحيحه 2611 لكن ذكر أن سالم بن أبي الجعد اختلف عليه من وجوه أصحها حديث أبي نجيح ثم صحح الحديث بطريق أبي قلابه عن شرحبيل كما سبق أن ذكرناه.
15 – باب فِى فَضْلِ الْعِتْقِ فِى الصِّحَّةِ.
3970 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى حَبِيبَةَ الطَّائِىِّ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَثَلُ الَّذِى يُعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَثَلِ الَّذِى يُهْدِى إِذَا شَبِعَ».
ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة 1322، وكذلك محققوا المسند؛ بأبي حبيبه وأنه: مجهول.
لكن قال ابن عبدالبر: وورد من حديث أبي سفيان عن جابر مثله.
ولم أقف عليه