تعليق على الصحيح المسند؛
(للأخ؛ سيف الكعبي)
(بالتعاون مع مجموعة السلام العلمية)
من عنده تعقيب أو تنبيه فاليفدنا
825 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان ثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيا وإمام ضلالة وممثل من الممثلين.
هذا حديث حسن.
التعليق: قال الشيخ الألباني في الصحيحة 281:الجملة الأخيرة أخرجها البخاري ولفظه (أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون)، وحمله بعض الأئمة على من يصور الصور لتعبد أو يضاهي خلق الله كأن يقول: سأصنع صورة أفضل من الصورة التي خلقها الله أو أشد الناس عذابا في أهل المعاصي من المسلمين. وراجع (شرح النووي، وفتح الباري لابن حجر)
والحديث ذكره الدارقطني في العلل 5/ 304 ورجح الموقوف، وذكره من رواية حسين بن واقد عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن عبد الله موقوفا. وقال: ولا يصح عن أبي وائل.
ونص ابن طاهر المقدسي في الأطراف: أن أبا حذيفة تفرد برفعه عن الثوري.
وقال محققوا المسند؛ إن الدارقطني لم يذكر هذه الطريق وهي حسنه
826 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أسود أخبرنا أبو بكر عن الحسن بن عمرو عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه وسلم ان المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء.
هذا حديث صحيح.
وراجع له طرق أخرى لكن فيها ضعف تحقيق المسند. طبعة الرسالة.
والمقصود من نفي الإيمان في الحديث؛ نفي كمال الإيمان، حتى إن بعض الشراح ذكر أن استخدام صيغة المبالغة في الحديث؛ لأن الكامل قل أن يخلو من منقصة. انتهى
بل قد يدعو على شخص يظنه يستحق اللعن وهو لا يستحقه؛ وورد عن أن ابن عمر لم يلعن شئ ليس إنسانا. يعني لعن إنسانا واحد فلعله ظنه يستحق اللعن وراجع شرح الأدب المفرد.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد … )
(و الفاحش)؛ هو ذو الفحش في كلامه وأفعاله. وهو كل ما يشتد قبحه من المعاصي، ويرد الفحش كثيرا بمعنى الزنا. وقد ذكر البخاري في الأدب المفرد عدة أحاديث في النهي عن الفحش.
(ولا البذيء) الفاحش في قوله.
827 – قال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله: حدثنا العباس بن جعفر حدثنا عمرو بن عون حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة.
هذا حديث صحيح.
التعليق:
-حسنه ابن حجر، وذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) سورة البقرة 276. وقال: وهذا من باب المعاملة بنقيض المقصود.
-والحديث فيه الحذر من جمع فضول الأشياء من الحرام أو إذا صاحَبَها فخر وخيلاء كمن يجمع المال من الحرام أو شخص يجمع فضول العلم؛ ليقال عالم. قال تعالى (لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث).
حتى قال معمر: سمعت أنه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنه حتى يمحق.
-تحريم الربا ثابت بالقرآن والسنة والإجماع.
ثبت تحريم الربا بالقرآن والسنه والإجماع؛
قال تعالى: (الَّذِينَ يَاكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَاذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (281) سورة البقره
وقال تعالى: (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (39) سورة الروم
– ومن السنه؛ أنه صلى الله عليه وسلم عد أكل الربا من الموبقات، ولما أعرج به رأى رجل في وسط نهر يلقم أحجارا؛ فسأل عنه فقيل: هذا آكل الربا، وفي حجة الوداع أمر بوضع الربا، وورد لعن آكل الربا وموكله و ….
– وثبت تحريم الربا بالإجماع نقله غير واحد من الإئمة.
وهناك بحث جمع فيه الباحث الآثار الاجتماعية السيئة التي يسببها الربا؛
1.الربا ينبت في النفس الإنسانية الجشع كما ينبت الحرص والبخل.
2.الشَّره والكسل
3. الإسراف وعدم الادخار
4. الاضطراب النفسي المستمر؛ لآكل الربا وموكله
5. تخبط المرابي
6. الجبن والكسل
7. قسوة القلب
8. أن أكل الربا والتغذي به من جملة موانع إجابة الدعاء
والآثار التي تظهر في المجتمع الذي يتعامل بالربا آثار كثيرة نذكر بعضها فيما يلي:-
1. فقدان التآلف وحصول الكراهية والحقد والبغض بين أفراد ذلك المجتمع
2. اختلال توزيع الثروة المؤدي إلى خلل يصيب المجتمع
3. تدمير الربا للمجتمعات حيث يؤدي لقهر الناس
4. عدم استخدام المواهب في نهضة البلاد واستغلال خيراتها
5. التعامل بالربا يؤدي إلى خَلْق طبقة مترفة لا تعمل
6. استغلال حاجة المحتاجين
7. الربا يلغي معاني الفضيلة
8. انقطاع المعروف بين الناس من القرض
9. أنه وسيلة الاستعمار
انتهى بتصرف في بعضه واختصار