1637 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3
والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——–”——-“——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——-‘———‘
الصحيح المسند
1637- قال الحاكم رحمه الله: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يحيى بن معين، ثنا عقبة المجدر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما زالت قريش كاعة(1) حتى توفي أبو طالب ».
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(1) كاعة، أي: جبانة.
——————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
1- تخريج الحديث:
أخرجه الحاكم في “مستدركه”برقم: (4266)، كتاب الهجرة الأولى إلى الحبشة بهذا اللفظ والطبراني في “الأوسط” برقم: (594) بنحوه بلفظ «مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَافَّةً عَنِّي حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ» .
من طريق عروة بن الزبير عن عائشة.
* قال ابن عساكر: ” والمحفوظ كاعة بالعين ” تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 339).
2- الحكم على الحديث:
* أورد ابن عساكر الأحاديث المرفوعة لهذا الحديث ثم قال: ” قال ابن عساكر: كذا قالا عن عائشة والمحفوظ مرسل أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا عباس بن محمد نا يحيى بن معين نا عقبة المجدر نا هشام بن عروة عن أبيه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما زالت قريشة كاعة عني حتى مات أبو طالب أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما زالت قريش كاعين حتى مات أبو طالب”. تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 339)
* قال الألباني: ” قلت: فيه عقبة المجدر ولم يخرج له الشيخان وهو صدوق فالإسناد جيد” صحيح السيرة النبوية (ص: 31).
في كتاب مناقب الأنصار من صحيح البخاري، باب قصة أبي طالب
وتحته أحاديث:
# العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار
# عن ابن المسيب ، عن أبيه ، أن أبا طالب لما حضرته الوفاة ، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل ، فقال : أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ، ترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزالا يكلمانه ، حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ، ما لم أنه عنه فنزلت : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } . ونزلت : { إنك لا تهدي من أحببت }
# عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر عنده عمه ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه ، يغلي منه دماغه حدثنا إبراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي ، عن يزيد بهذا ، وقال تغلي منه أم دماغه
ثانياً: دراسة الحديث دراية:
1- غريب الحديث:
* قال الخطابي رحمه الله: ” كاعة جمع كائع وهو الجبان كما يقال بائع وباعة وقائد وقادة يريد أنه كان يحوط رسول الله ويذب عنه فكانت قريش تكيع وتجبن عن أذاه
يقال كع الرجل عن الأمر إذا جبن وانقبض يكع وكاع يكيع
قال الفراء كععت عن الشيء وكيئت وأزأت بمعنى واحد” غريب الحديث للخطابي (1/ 129).
* قال ابن الأثير: “الْكَاعَةُ: جَمْعُ كَائِعٍ، وَهُوَ الْجَبَانُ، كَبَائِعٍ وَبَاعَةٍ. وَقَدْ كَاعَ يَكِيعُ. وَيُرْوَى بِالتَّشْدِيدِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
أَرَادَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْبُنُونَ عَنْ أَذَى النَّبِيِّ فِي حَيَاتِهِ، فَلَمَّا مَاتَ اجْتَرَأُوا عَلَيْهِ.” النهاية في غريب الحديث (4/218).
2- وفاة أبي طالب من سير أعلام النبلاء:
ثم توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة:
يقال في قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون} [الأنعام: 26] أنها نزلت في أبي طالب ونزل فيه: {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: 56] .
قال سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عمن سمع ابن عباس يقول في قوله تعالى: {وهم ينهون عنه} قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وينأى عنه.
ورواه حمزة الزيات، عن حبيب، فقال: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وقال معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “يا عم قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله…… أخرجه مسلم.
وللبخاري مثله من حديث شعيب بن أبي حمزة.
وقد حكى عن أبي طالب، واسمه عبد مناف، ابنه علي، وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
ابن عون، عن عمرو بن سعيد، أن أبا طالب، قال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي، فعطشت، فشكوت إليه، فأهوى بعقبه إلى الأرض، فنبع الماء فشربت.
وعن بعض التابعين، قال: لم يكن أحد يسود في الجاهلية إلا بمال، إلا أبو طالب وعتبة بن ربيعة.
قلت: ولأبي طالب شعر جيد مدون في السيرة وغيرها.
وفي “مسند أحمد” من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن حبة العرني، قال: رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه، ثم ذكر قول أبي طالب، ظهر علينا أبو
طالب وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي ببطن نخلة فقال: ماذا تصنعان يابن أخي؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال: ما بالذي تصنعان من بأس، ولكن الله لا تعلوني استى أبدا، فضحكت تعجبا من قول أبي.
وروى معتمر بن سليمان، عن أبيه أن قريشا أظهروا لبني عبد المطلب العداوة والشتم، فجمع أبو طالب رهطه، فقاموا بين أستار الكعبة يدعون الله على من ظلمهم، وقال أبو طالب: إن أبى قومنا إلا البغي علينا فعجل نصرنا، وحل بينهم، وبين الذي يريدون من قتل ابن أخي، ثم دخل بآله الشعب.
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (باختصار):
( قـوله باب قصة أبي طالب)
واسمه عند الجميع عبد مناف وشذ من قال عمران بل هو قول باطل نقله ابن تيمية في كتاب الرد على الرافضي أن بعض الروافض زعم أن قوله تعالى “إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران” أن آل عمران هم آل أبي طالب وأن اسم أبي طالب عمران
واشتهر بكنيته وكان شقيق عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك أوصى به عبد المطلب عند موته إليه فكفله إلى أن كبر واستمر على نصره بعد أن بعث إلى أن مات أبو طالب وقد ذكرنا أنه مات بعد خروجهم من الشعب وذلك في آخر السنة العاشرة من المبعث وكان يذب عن النبي صلى الله عليه وسلم ويرد عنه كل من يؤذيه وهو مقيم مع ذلك على دين قومه وقد تقدم قريباً حديث ابن مسعود.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه وأخباره في حياطته والذب عنه معروفة مشهورة ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا
وقـوله كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ولما نقاتل حوله ونناضل
وقد تقدم شيء من هذه القصيدة في كتاب الاستسقاء وحديث بن عباس في هذا الباب يشهد لذلك
ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب قال: “أي عم، قل: لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة”. قال: يابن أخي، والله لولا أن تكون سبة على أهل بيتك، يرون أني قلتها جزعا من الموت، لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها، فلما ثقل أبو طالب رؤي يحرك شفتيه، فأصغى إليه أخوه العباس ثم رفع عنه فقال: يا رسول الله! قد والله قالها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم أسمع”.
قلت: هذا لا يصح، ولو كان سمعه العباس يقولها لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هل نفعت عمك بشيء، ولما قال علي بعد موته، يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات. صح أن عمرو بن دينار روى عن أبي سعيد بن رافع، قال: سألت ابن عمر: {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: 56] ، نزلت في أبي طالب؟ قال: نعم.
زيد بن الحباب، قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن العباس، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما ترجو لأبي طالب؟ قال: “كل الخير من ربي”.
أيوب، عن ابن سيرين، قال: لما احتضر أبو طالب دعا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يابن أخي إذا أنا مت فأت أخوالك من بني النجار، فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم.
قال عروة بن الزبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت قريش كاعة عني حتى مات عمي.
كاعة: جمع كائع، وهو الجبان، يقال: كع: إذا جبن وانقبض.
وقال يزيد بن كيسان: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: “قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة”. فقال: لولا أن تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله عليه الجزع لأقررت بها عينك. فأنزل الله: {إنك لا تهدي من أحببت} الآية. أخرجه مسلم.
وقال الثوري وغيره، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن عمك الشيخ الضال قد مات. قال: “اذهب فوار أباك ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني”. فأتيته فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بهن ما على الأرض من شيء. ورواه الطيالسي في “مسنده” عن شعبة.
عن أبي إسحاق فزاد بعد اذهب فواره: “فقلت: إنه مات مشركا” قال: “اذهب فواره” وفي حديث تصريح السماع من ناجية قال: شهدت عليا يقول: وهذا حديث حسن متصل.
وقال عبد الله بن إدريس: حدثنا محمد بن إسحاق، عمن حدثه، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن جعفر، قال: لما مات أبو طالب عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم سفيه من قريش، فألقى عليه ترابا، فرجع إلى بيته، فأتت بنته تمسح عن وجهه التراب وتبكي فجعل يقول: “أي بنية لا تبكين، فإن الله مانع أباك”، ويقول ما بين ذلك: “ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب”. غريب مرسل.
وروي عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم عارض جنازة أبي طالب، فقال: “وصلتك رحم يا عم وجزيت خيرا” تفرد به إبراهيم بن عبد الرحمن الخوارزمي.
وهو منكر الحديث يروي عنه عيسى غنجار، والفضل السيناني.
وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب في مرضه قال: “أي عم، قل: لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة”. فقال: يابن أخي والله لولا أن تكون سبة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي يرون أني قلتها جزعا حين نزل بي الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها، فلما ثقل أبو طالب رؤي يحرك شفتيه، فأصغى إليه العباس ليستمع قوله، فرفع العباس عنه، فقال: يا رسول الله، قد والله قال الكلمة التي سألته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لم أسمع”.
إسناده ضعيف لأن فيه مجهولا، وأيضا، فكان العباس ذلك الوقت على جاهليته، ولهذا إن صح الحديث لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم روايته وقال له: لم أسمع، وقد تقدم أنه بعد إسلامه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك، فلو كان العباس عنده علم من إسلام أخيه أبي طالب لما قال هذا، ولما سكت عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: “هو في ضحضاح من النار”، ولقال: إني سمعته يقول: لا إله إلا الله، ولكن الرافضة قوم بهت.
قال ابن حجر :
تنبيه في سؤال العباس عن حال أبي طالب ما يدل على ضعف ما أخرجه بن إسحاق من حديث بن عباس بسند فيه من لم يسم أن أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لا إله إلا الله فأبى قال فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه فأصغى إليه فقال يا ابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها وهذا الحديث لو كان طريقه صحيحاً لعارضه هذا الحديث الذي هو أصح منه فضلاً عن أنه لا يصح وروى أبو داود والنسائي وبن خزيمة وبن الجارود من حديث علي قال لما مات أبو طالب، قلت يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات قال اذهب فواره، قلت إنه مات مشركاً فقال اذهب فواره الحديث ووقفت على جزء جمعه بعض أهل الرفض أكثر فيه من الأحاديث الواهية الدالة على إسلام أبي طالب ولا يثبت من ذلك شيء وبالله التوفيق
وقد لخصت ذلك في ترجمة أبي طالب من كتاب الإصابة
تنبيه : قال ابن حجر : عبد الله بن أبي أمية أي بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وهو أخو أم سلمة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وقد أسلم عبد الله هذا يوم الفتح واستشهد في تلك السنة في غزاة حنين .
إشكال :
قال ابن حجر :
قوله أحاج بتشديد الجيم وأصله أحاجج وقد تقدم في أواخر الجنائز بلفظ أشهد لك بها عند الله وكأنه عليه الصلاة والسلام فهم من امتناع أبي طالب من الشهادة في تلك الحالة أنه ظن أن ذلك لا ينفعه لوقوعه عند الموت أو لكونه لم يتمكن من سائر الأعمال كالصلاة وغيرها فلذلك ذكر له المحاججة.
وأما لفظ الشهادة فيحتمل أن يكون ظن أن ذلك لا ينفعه إذ لم يحضره حينئذ أحد من المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم فطيب قلبه بأن يشهد له بها فينفعه وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عند أحمد فقال أبو طالب لولا أن تعيرني قريش يقولون ما حمله عليه إلا جزع الموت لأقررت بها عينك واخرج بن إسحاق من حديث بن عباس نحوه .
ولأحمد من طريق أبي حازم عن أبي هريرة في قصة أبي طالب قال فأنزل الله انك لا تهدي من أحببت وهذا كله ظاهر في أنه مات على غير الإسلام
ويضعف ما ذكره السهيلي أنه رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم لأن مثل ذلك لا يعارض ما في الصحيح
3- فوائد قصة وفاة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب:
- فيه أنَّ كلمة التوحيد تنفع من قالها قبل المعاينة للملائكة التي تقبض الأرواح، فحينئذ تنفعه شهادة التوحيد، ويدل عليه قوله تعالى {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [شرح صحيح البخارى] لأبي الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي (3/ 344).
- فيه أن أبا طالب مات على غير الإسلام. [عمدة القاري شرح صحيح البخاري] لبدر الدين العيني الحنفي، (17/ 22) طبعة دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى 2001 م.
- فيه جواز زيارة القريب المشرك وعيادته. [فتح الباري شرح صحيح البخاري] لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني (7/ 236) طبعة دار الريان للتراث – الطبعة الأولى – 1986م.
- فيه أن التوبة مقبولة ولو في شدة مرض الموت. المرجع السابق (7/ 236).
- فيه أن الكافر إذا شهد شهادة الحق نجا من العذاب؛ لأن الإسلام يجب ما قبله . المرجع السابق (7/ 236).
- فيه أن عذاب الكفار متفاوت، والنفع الذي حصل لأبي طالب من خصائصه ببركة النبي – صلى الله عليه وسلم – وذلك لحديث أن العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنه – قال للنبي – صلى الله عليه وسلم – ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – ((هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)). المرجع السابق (7/ 236) والحديث أخرجه البخاري في [صحيحه] برقم 3885.
- فيه أن سبب عرض النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه أن يقول لا إله إلا الله ولم يقل فيها محمد رسول الله لأن الكلمتين صارتا كالكلمة الواحدة. [فتح الباري شرح صحيح البخاري] (7/ 236).
- فيه أن الداعية إلى الله يبيّن للناس الترغيب، يرغّبهم في الخير، ويبيّن لهم العواقب الحسنة إن استجابوا، ويحذرهم من العواقب الوخيمة إن لم يستجيبوا، فالداعية يبشر وينذر. [إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد] للشيخ صالح بن فوزان الفوزان (1/ 354) – طبعة مؤسسة الرسالة.
- فيه أن الداعية لا ييأس إذا لم يستجب له من يدعوهم. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه أن المشرك لا يجوز الاستغفار له ولا التّرحّم عليه إذا مات على الشرك، وكذلك في حالة الحياة فالمشرك لا يستغفر له وهو حي، ولا يُترحّم عليه، وإنما يطلب له الهداية. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه أن الهداية التي يملكها الرسول هي هداية الإرشاد والدعوة والبيان ويملكها كل عالم يدعو إلى الخير. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه أن من أسباب حرمان الهداية هو التعصّب للباطل، وحميّة الجاهلية. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه مشروعية الدعوة إلى الله – عز وجل -. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه أن من قال: لا إله إلاّ الله فإنه يُقبل منه، ويُحكم بإسلامه، ما لم يظهر منه ما يُناقض هذه الكلمة من قول أو فعل، فإن ظهر منه ما يناقض هذه الكلمة حُكم بردّته. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه دليل على أن الأعمال بالخواتيم؛ فأبو طالب عاش على الكفر والشرك، لكنه لو قال: لا إله إلاّ الله عند الوفاة، واستجاب للرسول – صلى الله عليه وسلم – لختم له بالإسلام. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه التحذير من جلساء السوء. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه ردٌّ على من زعم إسلام أبي طالب من الشيعة والخرافيين. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه تفسير لا إله إلاّ الله، وأن معناها: ترك عبادة غير الله؛ لأنّ أبا جهل وزميله فهما أنه إذا قال: لا إله إلاّ الله فقد ترك ملّة عبد المطّلب، وأن لا إله إلاّ الله ليست مجرّد كلمة تُقال، وإنما هي كفر بالطّاغوت وإيمان بالله عزّ وجلّ. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه الردّ على المرجئة، الذين يقولون: إن الإيمان هو مجرّد المعرفة أو الاعتقاد؛ لأنها لم تعتبر معرفة أبي طالب لرسالة النبي – صلى الله عليه وسلم – إسلاماً. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه تحريم الاستغفار للمشركين، والترحّم عليهم، وموالاتهم، ومحبتهم. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه التحذير من التعصّب لدين الآباء والأجداد إذا كان يخالف ما جاءت به الرسل. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه الردّ على المشركين الذين يتعلّقون بالأولياء والصالحين، ويدعونهم من دون الله، لأنه إذا كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يملك لعمه أبي طالب الهداية فغيره من باب أولى. المرجع السابق (1/ 354).
- فيه أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا قال للرجل: قل لا إله إلا الله؛ فقبح الله من أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام. ذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه [التوحيد] في مسائل باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56] المسألة الرابعة.
فيه أن {ما كان} أو {ما ينبغي} أو {لا ينبغي} ونحوها إذا جاءت في القرآن والحديث، فالمراد أن ذلك ممتنع غاية الامتناع. [القول المفيد في شرح كتاب التوحيد] للشيخ محمد بن صالح العثيمين (1/ 352) طبعة دار ابن الجوزي.
24 .قال ابن حجر : تكملة من عجائب الاتفاق أن الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم أربعة لم يسلم منهم اثنان وأسلم اثنان وكان اسم من لم يسلم ينافي أسامي المسلمين وهما أبو طالب واسمه عبد مناف وأبو لهب واسمه عبد العزى بخلاف من اسلم وهما حمزة والعباس