1642 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
——–‘——-‘——‘
الصحيح المسند 1642
قال الإمام ابويعلى رحمه الله حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبدالله بن عبدالله بن الأصم عن يزيد بن الأصم قال : ثقلت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. بمكة وليس عندها من بني أخيها فقالت : اخرجوني من مكة اني لا اموت بها . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت بمكة فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها في موضع الفيئة قال : فماتت فلما وضعناها في لحدها أخذت ردائي فوضعته تحت خدها في اللحد فأخذه ابن عباس فرمى به .
——–”——–‘——–‘
ورد في حديث يزيد بن الأصم عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال
وأنكره البخاري فقال : لا أعلم أحدا قال فيه عن يزيد بن الأصم عن ميمونة إلا جرير بن حازم.
وذكر الدارقُطني الخلاف ورجح انه عن يزيد بن الأصم مرسلا العلل 4013
لكن الشطر الذي أورده الشيخ مقبل إنما هو شهود يزيد بن الأصم لوفاتها .
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها:هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر أن صعصعة الهلالية، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة من حمير، وقيل من كنانة وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي رهم بن عبد العزى، وقيل عند سبرة بن أبي رهم هذا، وقيل عند حويطب بن عبد العزى، وقيل: عند فروة أخيه وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمر عمرة القضية زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وكان يلي أمرها وهي أخت أم ولده أم الفضل بنت الحارث الهلالية لأبيها وأمها، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف على عشرة أميال من مكة وهي آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما يزيد بن الأصم :
يزيد ابن الأصم واسمه عمرو ابن عبيد ابن معاوية البكائي بفتح الموحدة والتشديد أبو عوف كوفي نزل الرقة وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين يقال له رؤية ولا يثبت [تثبت] وهو ثقة من الثالثة مات سنة ثلاث ومائة بخ م ٤
تقريب التهذيب
أمه برزة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو وابن عباس ابني خالة
روى مسلم وأهل السنن من طرق، عن يزيد بن الأصم العامري، «عن خالته ميمونة بنت الحارث قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف» . لكن قال الترمذي: روى غير واحد هذا الحديث، عن يزيد بن الأصم مرسلا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.
البداية والنهاية 6/391
وعن يزيد بن الأصم، حدثتني ميمونة بنت الحارث، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال»، قال: «وكانت خالتي، وخالة ابن عباس» مسلم
ولقد وردت مناقبها رضي الله عنها في أحاديث دلت على أنها كانت من سادات النساء رضي الله عنها وأرضاها.
1- من تلك الأحاديث ما أخرجه ابن سعد بإسناده إلى علي بن عبد الله بن عباس قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس فزوجه ميمونة، فأضلا بعيريهما فأقاما أياماً ببطن رابغ حتى أدركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقديد وقد ضما بعيريهما، فسارا معه حتى قدم مكة فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه”.
قلت سيف : هو من طريق الواقدي
2- وروى ابن سعد بإسناده إلى سليمان بن يسار: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا
رافع ورجلاً من الأنصار، فزوجاه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة”.
الطبقات الكبرى 8/133، وأخرجه مالك في الموطأ 1/348.
مرسل لكن رجح ابن عبدالبر في التمهيد احتمال سماع سليمان بن يسار من ميمونة خاصة أنها مولاته وقد ولد سنة 34 وماتت هي سنة 66 التمهيد
فهو على شرط المتمم على الذيل
3- وروى أيضاً بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة جعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الطبقات 8/133
فيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة شيخ ابن سعد مختلف في تضعيفه وتوثيقه . والأكثر على ضعفه . ثم هو من رواية داود بن الحصين عن عكرمة
في هذه الأحاديث الثلاثة منقبة عظيمة لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها وأرضاها فقد أكرمها الله ـ عز وجل ـ بأن جعلها إحدى أمهات المؤمنين اللاتي هن أزواجه عليه الصلاة والسلام في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
روى الحاكم بإسناده إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها وأقام بمكة ثلاثاً فأتاه حويطب بن عبد العزى في نفر من قريش في اليوم الثالث فقالوا له: إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا قال: وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاماً فحضرتموه قالوا: لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا فخرج بميمونة بنت الحارث رضي الله عنها حتى أعرس بها بسرف
المستدرك 4/31 وقال عقبه:
“هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي”
أخرجه في المختارة من طريق أبان بن صالح وعبدالله ابن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد أبي الحجاج عن ابن عباس وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره وهو حرام كان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثا فأتاه حويطب. ….
قلت سيف : وسنده جيد فهو على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
وقول ابن عباس تزوجها وهو حرام خولف في ذلك خالفته ميمونة نفسها وأبو رافع .
أو يقصد وهو حرام يعني قبل أن يخرج من الحرم .
5- روى الإمام أحمد بإسناده إلى أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت في بعث مرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اذهب فأتني بميمونة” فقلت: يا رسول الله: إني في البعث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أليس تحب ما أحب” فقلت: بلى قال: “فاذهب فأتني بها” فذهبت فجئته بها.
المسند مع الفتح الرباني 22/137 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/248، وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن علي بن أبي رافع وهو ثقة
قلت سيف : على شرط الذيل على الصحيح المسند
صححه محققو المسند ان صح سماع الحسن بن علي بن أبي رافع من جده
لكن وجدت تصريحه بالسماع منه في حديث آخر في سنن أبي داود وهو في الصحيح المسند 1222 .
1ـ انظر ترجمتها في: الطبقات الكبرى لابن سعد 8/132-140، المستدرك للحاكم 4/30-33، الاستيعاب على حاشية الإصابة 4/391-395، أسد الغابة 5/550، سير أعلام النبلاء 2/238-245، البداية والنهاية 8/63، الإصابة 4/397-399
تنبيه : وكلمة “سرف”: اسم مكان يبعد عن مكة ستة أميال وقيل سبعة وتسعة واثني عشر وهو الموضع الذي بنى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بميمونة “انظر معجم البلدان” 3/212.
6- إن تسميتها باسم “ميمونة” إنما سماها بهذا الاسم المبارك الميمون المصطفى صلى الله عليه وسلم. فقد روى أبو عبد الله الحاكم بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان اسم خالتي ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة”.
المستدرك 4/30 وقال عقبه: “صحيح” ووافقه الذهبي.
قلت سيف : حكم عليه الألباني بالشذوذ كما في الصحيحة 211
7- شهد لها المصطفى عليه الصلاة والسلام بحقيقة الإيمان واستقراره في قلبها رضي الله عنها. فقد روى الحاكم بإسناده أيضاً إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الأخوات مؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمة بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن” .
المستدرك 4/32-33 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي. ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/138.
- وعن كريب مولى بن عباس رضي الله عنهما عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه ميمونة بحلاب اللبن وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون إليه . أخرجه البخاري 1989 ومسلم 2606
هذا الحديث اشتمل على منقبة عظيمة وفضيلة ظاهرة لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها وأخواتها اللاتي ذكرن معها رضي الله عنهن وأرضاهن.
8- ومن مناقبها رضي الله عنها:
روى ابن سعد و الحاكم عن يزيد بن الأصم ابن أخت ميمونة قال: تلقيتُ عائشة وهي مقبلة من مكة أنا وابن لطلحة بن عبيد الله وهو ابن أختها وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك فأقبلت على ابن أختها تلومه وتعذله، وأقبلت علي فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أن الله تعالى ساقك حتى جعلك في أهل بيت نبيه، ذهبت والله ميمونة ورُمي برسنك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا لله عز وجل وأوصلنا للرحم.
قال الذهبي في التلخيص:
فيه دليل على أن ميمونة ماتت قبل عائشة فبطل قول من قال ماتت سنة إحدى وستين، أهـ
المستدرك (4/ 32) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
قلت سيف : على شرط الذيل على الصحيح المسند
شيخ الحاكم هو عبدالله بن الحسين بن الحسن ثقة كما في تراجم شيوخ الحاكم وعزى توثيقه للذهبي وابن نقطة
وهناك عبدالله بن الحسين القاضي ابوحريز من رجال التقريب أعلى من هذا روى عن سعيد بن جبير وطبقته مختلف فيه والأكثر على تضعيفه بل قيل منكر الحديث
وكان يقول بالرجعة .
قال الذهبي: “قلت: فيه دليل على أن ميمونة ماتت قبل عائشة فبطل قول من قال: ماتت سنة إحدى وستين”أهـ، التلخيص للذهبي على حاشية المستدرك 4/32.
والحديث الطبقات الكبرى 8/138، المستدرك 4/31 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وأورده الحافظ في الإصابة 4/399 وقال عقبه: “هذا سند صحيح”.
فقد شهدت عائشة أم المؤمنين لميمونة رضي الله عنها بصفتين عظيمتين من صفات عباد الله المخلصين هما تقوى الله التي هي فعل المأمور وترك المنهي، وصلة الرحم التي هي أصل من أصول الأخلاق التي حث الله عباده على صلتها وعدم قطعها. وجزم الحافظ ابن كثير بأنها توفيت سنة إحدى وخمسين.
البداية والنهاية 8/63.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: “وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين ونقل ابن سعد عن الواقدي أنها ماتت سنة إحدى وستين قال وهي آخر من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم انتهى. ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله وستين وهماً من بعض الرواة ولكن دل أثر عائشة الذي حكاه عنها يزيد بن الأصم أن عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف والأثر المذكور صحيح فهو أولى من قول الواقدي
وقد جزم يعقوب بن سفيان أنها ماتت سنة تسع وأربعين، وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين وقيل سنة ست وستين وكلاهما غير ثابت والأول أثبت”
وذكر ابن جملة من دخل بهن ومنهن ميمونة وقال :
فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن إحدى عشرة2.
جلاء الأفهام ص/138
قال العلامة ابن القيم: “قال الحافظ أبو محمد المقدسي وغيره: وعقد على سبع ولم يدخل بهن … فمن فارقها في حياتها ولم يدخل بها لا يثبت لها أحكام زوجاته اللاتي دخل بهن ومات عنهن صلى الله عليه وسلم”أ.هـ3
جلاء الأفهام ص/138
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع وكان يقسم منهن لثمان: عائشة، وحفصة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وصفية، وأم حبيبة، وميمونة، وسودة، وجويرية”.
ـ زاد المعاد 1/114
هؤلاء أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار والاعتراف بفضلهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة كان فاسقاً حائداً عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وقال بعض أهل العلم : “ويجب أن يعلم أن أخير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع وأرضاهم ونقر بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن وأنهن أمهات المؤمنين، كما وصفهن الله تعالى ورسوله ونقول في الجميع خيراً ونبدع ونضلل ونفسق من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً مخالفاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك”5.
_______
وابن عباس روى قصة مبيته في بيت خالته ميمونة .
*وفي صحيح البخاري:*
# عَطَاءٌ ، قَالَ : حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلاَ تُزَعْزِعُوهَا ، وَلاَ تُزَلْزِلُوهَا ، وَارْفُقُوا فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعٌ ، كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ ، وَلاَ يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ.
# عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً وَلَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ ، قَالَتْ : أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي ، قَالَ : أَوَفَعَلْتِ ؟ ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ .
—-
وقال ابن الملقن -رحمه الله- في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام:*
روي لها عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ستة وأربعون حديثًا، اتفقا [منها] على سبعة، وللبخاري حديث، ولمسلم خمسة، قاله النووي، وقال ابن الجوزي: لها [ستة وسبعون] حديثًا، روى عنها ابن أختها ابن عباس وجماعة من التابعين.
—–
فتاوى ( وضع شيء تحت رأس الميت )
مسألة :
ما حكم وضع الحجر أو التراب تحت رأس الميت عند الدفن؟
الجواب من بعض علماء مصر :
إنه “ورد في السنة النبوية الشريفة وفعل السلف رضوان الله عليهم ما يفيد مشروعية وضع حجر أو لَبِنَةٍ تحت رأس الميت عند الدفن؛ فعن ابن جريج، عن أَبِي بكرِ بن مُحمَّد، عَن غير واحدٍ مِن أصحابهم: “أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم وُسِّدَ لَبِنَةً جُعِلَ إِلَيْهَا رَأْسُهُ؛ تَدْعَمُهُ وَلَا تُجْعَلُ تَحْتَ خَدِّهِ”، قُلْنَا لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه: لَبِنَةٌ صَحِيحَةٌ أَمْ كُسَيْرَةٌ؟ قَالَ: “بَلْ لَبِنَةٌ” أخرجه عبد الرزاق في “المصنَّف”.
وأضاف: “وعن يزيد بن الأصَمِّ رضي الله عنه: “أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوَّج ميمونة رضي الله عنها وهو حلالٌ، وبنى بها وهو حلالٌ، فماتت بسَرِف، فحَضَرت جنازتها، فدفنَّاها في الظُلَّة التي فيها البناء، فدخلتُ أنا وابنُ عباس رضي الله عنهما -وهي خالتي- قبرها، فلما وضعناها في اللحد مال رأسُها، فجمعت ردائي فجعلته تحت رأسها فأخذه ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما فرمى به، ووضع تحت رأسها كَذَّانة” رواه ابن سعد في “طبقاته”، وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى في “مسنديهما”، والحاكم في “مستدركه” وصححه، والكَذَّانة: الحجَر.
وتابع “علام”: “ولذلك استحب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة وضعَ حجرٍ، أو لبِنةٍ، أو كومِ ترابٍ، أو شيءٍ مرتفعٍ تحت رأس الميت؛ كالمِخدَّة بالنسبة للحيِّ؛ قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في “الأم” (1/ 315، ط. دار الفكر): [وتُوضَعُ الموتى في قبورهم على جُنُوبِهِم اليُمنى، وتُرفَعُ رءوسُهم بحجَرٍ أو لبِنةٍ] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في “المجموع شرح المُهذَّب” (5/ 291، ط. دار الفكر): [ويُوسَّدُ رأسه بلبنةٍ أو حَجَرٍ؛ كالحي إذا نام] اهـ.
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في “أسنى المطالب” (1/ 327، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(فرعٌ: يُرفَعُ رأسُ الميت) ندبًا (بنحو لبنةٍ) طاهرةٍ؛ ككوم تُرابٍ] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدامة الحنبلي في “المغني” (3/ 428، ط. دار عالم الكتب): [ويَضَع تحت رأسه لبنةً أو حجرًا أو شيئًا مرتفعًا؛ كما يصنع الحيُّ، وقد رُوِيَ عن عمر رضي الله عنه قال: “إذا جعلْتُمُوني في اللَّحْد فأَفْضُوا بخدِّي إلى الأرض”] اهـ.
قلت سيف أثر عمر : قال البوصيري في الاتحاف : رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف مجالد
وأخرجه أيضا ابن المنذر في الأوسط من طريق مجالد .
وقال العلَّامة البهوتي الحنبلي في “دقائق أولي النهى” (1/ 373، ط. عالم الكتب): [(و) يُسنُّ أن يجعل (تحت رأسه لبنة)، فإن لم توجد: فحجر، فإن لم يوجد: فقليل من تراب؛ لأنه يشبه المخدة للنائم، ولئلَّا يميل رأسه] اهـ.
بينما يرى الحنفية أن يُسند الميت بالتراب ونحوه؛ حتَّى لا ينقلب جسده، ولم يذكروا وضع الحجر أو اللبن تحت رأس الميت؛ قال العلَّامة بدر الدين العيني الحنفي في “البناية شرح الهداية” (3/ 253، ط. دار الكتب العلمية): [وفي “الينابيع”: السنة أن يفرش في القبر التراب، وفي كتب الشافعية والحنابلة: يجعل تحت رأسه لبنة أو حجر، قال السروجي: ولم أقف عليه عن أصحابنا] اهـ. وقال أيضًا في (3/ 254): [ويُسندُ الميت بالتُّراب أو نحوه؛ حتى لا ينقلب] اهـ.
ويرى المالكية أن يُسند رأس الميت بالتراب؛ حتى لا ينحدر رأسه أو يميل؛ قال الإمام ابن أبي زيد القيرواني المالكي في “النوادر والزيادات” (1/ 643، ط. دار الغرب الإسلامي): [ويَعْدِلُ رأسه بالثرى؛ لئلَّا يتصوَّب] اهـ؛ أي: لئلّا ينحدر.
وقال الإمام شهاب الدين القرافي المالكي في “الذخيرة” (2/ 478، ط. دار الغرب الإسلامي): [وَيُسْنَدُ رَأْسُهُ بِالتُّرَابِ] اهـ.
وبناءً على ذلك: فقد استحب جمهور الفقهاء وضع حجرٍ أو تُرابٍ أو لَبِنةٍ تحت رأس الميت عند دفنه، يُرفَع به رأسه ويسند به جسده، تشبيهًا بالحي إذا نام، بل ورد ذلك في السُّنة المُشرَّفة وفعل السلف الصالح؛ كما جاء في النصوص والآثار وأقوال العلماء.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
قال صاحبنا عبدلله البلوشي أبوعيسى :
الأثر الذي في مصنف عبدالرزاق في إسناده مجهول.
والأثر الثاني :
زيادة “ووضع تحت رأسها كذانة” أظنها زيادة غير موجودة في الصحيح المسند.
قال العثيمين رحمه الله في الشرح الصوتي لزاد المستقنع:
“إذا نقول وضع اللبنة الأصل عدم سنيتها وضع اللبنة تحت رأسه فإذا كان هذا هو الأصل فمن ادعى أنه سنة فعليه الدليل ولا أعلم في ذلك سنة ولهذا عده بعض العلماء من البدع”
وابن باز قال : إذا دعت الحاجة فلا بأس ليعتدل الميت . وإذا لم تدعو الحاجة فلم يرد فيه شيء . انتهى
قلت سيف :
الكذان : حجارة كأنها المدر فيها رخاوة ، وربما كانت نخرة ، والواحدة كذانة .
ووضع الكذانة هو إسناد صحيح عند أبي يعلى . واخرجه إسحاق بن راهويه 2031 أخبرنا وهب بن جرير به قال إسحاق بعد أن ذكر الحديث : هو حجر