12 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——‘——–‘
——-‘——‘——-”
——-‘——‘——-”
الصحيح المسند 12
أخرج البخاري في خلق أفعال العباد عن عبدالرحمن بن ابزى
قال أبيٌّ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزلت عليَّ سورة أمرت أن اقرئكها قلت : سميت لك ؟ قال : نعم . قلت لأبيّ يا أبا المنذر
فرحت بذلك ؟ قال : وما يمنعني
وهو يقول (قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰلِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ)[سورة يونس 58]
——-‘——-‘—–
ورد للحديث شاهد في صحيح البخاري باب تفسير : لم يكن الذين كفروا
و صحيح مسلم كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ رَضِيَ حديث رقم 4637
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ : { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا } قَالَ : وَسَمَّانِي ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَبَكَى
وقال ابن الملقن رحمه الله في التوضيح لشرح الجامع الصحيح:
وفي رواية: فقرأ: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} وللحاكم وقال: صحيح الإسناد – عن أبي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قرأ عليه: {لم يكن} وقرأ فيها: (إن الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعمل خيرا فلن يكفره) . ولأحمد من حديث علي بن زيد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي حبة لما نزلت: {لم يكن} قال جبريل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيًا”. فقال له: “إن الله أمرني أن أقرئك هذه السورة”، فبكى، وقال: يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وذكرت ثمة؟ قال: “نعم” . ورواه عبد بن حميد أيضًا من حديث مجاهد به .
بيان الحديث من كل رواياته :
قوله ( آللَّه سماني؟) الاستفهام حقيقي، وليس في ذلك رد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه أمرني أن أقرأ عليك.
لأن أبيًا ربما ظن أن اللَّه أمر نبيه أن يقرأ على رجل من أمته، أو أنه عينه لا بالنص كقوله: اقرأ على أول داخل، فكان أبيًا.
وقيل: إن الاستفهام للتلذذ بالجواب واستعذابه واستجلاء النص.
وهو قول وجيه ويستبعد أن يكون الاستفهام تعجبيًّا، لأنه أجيب بنعم . ( فتح المنعم )
وذرفت: سالت.
قوله ( بفضل الله وبرحمته )
ﻗﺎﻝ تعالى ( ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﻟﺘﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﺬﻱ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻪ ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ) ﻭﻗﺎﻝ ( ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻭﺑﺸﺮﻯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ) ﻭﻗﺎﻝ
(ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺟﺎءﺗﻜﻢ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺷﻔﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ) ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﻓﻘﺎﻝ ( ﻗﻞ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻔﺮﺣﻮا )
ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻋﺒﺎﺭاﺕ اﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻔﻀﻞ ﻭاﻟﺮﺣﻤﺔ ؛ ﻭاﻟﺼﺤﻴﺢ : ﺃﻧﻬﻤﺎ اﻟﻬﺪﻯ ﻭاﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻔﻀﻠﻪ : ﻫﺪاﻩ ، ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ : ﻧﻌﻤﺘﻪ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﺮﻥ ﺑﻴﻦ اﻟﻬﺪﻯ ﻭاﻟﻨﻌﻤﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ( اﻫﺪﻧﺎ اﻟﺼﺮاﻁ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﺻﺮاﻁ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ) ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﻨﻌﻤﻪ ﻋﻠﻴﻪ ( ﺃﻟﻢ ﻳﺠﺪﻙ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﺂﻭﻯ ﻭﻭﺟﺪﻙ ﺿﺎﻻ ﻓﻬﺪﻯ ﻭﻭﺟﺪﻙ ﻋﺎﺋﻼ ﻓﺄﻏﻨﻰ ) ﻓﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻫﺪاﻳﺘﻪ ﻟﻪ ﻭﺇﻧﻌﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻳﻮاﺋﻪ ﻭﺇﻏﻨﺎﺋﻪ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﻧﻮﺡ ( ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻲ ﻭﺁﺗﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ) ﻭﻗﻮﻝ ﺷﻌﻴﺐ ( ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﺭﺯﻗﺎ ﺣﺴﻨﺎ )ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ اﻟﺨﻀﺮ ( ﻓﻮﺟﺪا ﻋﺒﺪا ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﺎ ﻋﻠﻤﺎ ) ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ (ﺇﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻟﻐﻔﺮ ﻟﻚ اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻚ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻭﻳﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻳﻬﺪﻳﻚ ﺻﺮاﻃﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻭﻳﻨﺼﺮﻙ اﻟﻠﻪ ﻧﺼﺮا ﻋﺰﻳﺰا )
الفوائد لابن القيم
—–
فوائد:
الأول: قال أبو عبيد بن سلام: إنه – صلى الله عليه وسلم – إنما أراد بذلك العرض على أبي؛ ليعلم أبي منه القراءة، ويستثبت فيها, وليكون عرض القرآن سنة وليس هذا على أن يستذكر منه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيئًا بذلك العرض .
وقد قال ابن التين: قراءته عليه ليثبت أبي ويؤدي إلى غيره؛ ليس أنه – صلى الله عليه وسلم – تثبت منه، وقال: من ظن ذلك فهو جاهل أو كافر، وقال عمر – رضي الله عنه -: على أقضانا، وأبي أقرؤنا وإنا ندع من قراءته لقوله تعالى: {ما ننسخ من آية} [البقرة: 106] إن كان لا يدع ما سمع من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا لم يسمع من النسخ.
وقال عياض: عرض عليه؛ ليسن عرض القرآن على حفاظه البارعين فيه، وليسن التواضع في أخذ الإنسان القرآن وغيره من العلوم الشرعية من أهلها وإن كانوا دونه في الشهرة وغيرها وينبه الناس على فضيلة أبي؛ لأنا لا نعلم أحدًا شاركه في ذلك.
قال النووي: والمختار في الحكمة من قراءته صلى اللَّه عليه وسلم على أبي أن تستن الأمة بذلك في القراءة .
قال النووي: وقيل: للتنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه
قال صاحب فتح المنعم : وهذا احسن
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في كشف المشكل من حديث الصحيحين:
أما قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي فلتعليم أبي، وخصه بذلك تشريفًا له. وتخصيص هذه السورة يمكن أن يكون لأنها تحتوي على التوحيد والرسالة والقرآن والصلاة.
الثانية: وجه تخصيص هذِه السورة ما تضمنته من ذكر الرسالة والصحف والكتب، وقيل: لاحتوائها على التوحيد والرسالة والقرآن والصلاة والزكاة والمعاد وغير ذلك من وجازتها، وقيل: لأن فيها: {رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)} وذكرها القرطبي
قال ابن تيمية : هذه السورة جليلة القدر وقد ورد فيها فضائل …. وذكر حديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ بن كعب وقال : وتخصيص هذه السورة بقراءتها على أبيّ يقتضي اختصاصها وامتيازها بما اقتضى ذلك ثم ذكر أنها قراءة تبليغ وإسماع وتلقين لا كما ظنه بعضهم أنه من باب التواضع لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو المعلم .
وخص أبيّ لفضيلته في علم القرآن . كما أمر ابن مسعود بالقراءة ليسمعه لا قراءة للتصحيح و التلقين . انتهى باختصار من التفسير المجموع لابن تيمية .
الثالثة: الثناء عاجل بشرى المؤمن :
نبتهج إذا قيل لنا إن الناس تُثني علينا
وترتاح نفوسنا لعبارات الثناء والشكر
والشكر مطلوب بذلُه وقبوله ، ومن هذا الباب الثناء على الْمُحسِن ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَنَعَ إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعُوا له حتى تُروا أنكم قد كافأتموه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .
فما بالك اذا كان الثناء من رب العزة .
الرابعة – وفي الحديث منقبة لأبي رضي الله عنه بذكر اللَّه تعالى له، ونصه عليه، قال النووي: ولا نعلم أحدًا من الناس شاركه في هذا.
الخامسة – وفيه البكاء للسرور والفرح مما يبشر الإنسان به ويعطاه من معالي الأمور.
السادسة – ومن سؤال أبي السؤال للتثبت في المحتملات.
السابعة – وفي الحديث استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه وأهل العلم به، وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه.
الثامنة : ﻓﺮﺡ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ: «ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ: ﻓﺮﺣﺔ ﻋﻨﺪ ﻓﻄﺮﻩ، ﻭﻓﺮﺣﺔ ﻋﻨﺪ ﻟﻘﺎء ﺭﺑﻪ» .