42 – التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
الصحيح المسند
42 – قال الامام النسائي رحمه الله في”عمل اليوم والليلة” {ص397}: أخبرنا محمد بن عقيل قال أخبرنا حفص قال حدثني إبراهيم عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أنس بن مالك أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو يا حي يا قيوم
هذا حديث صحيح
……………………….
انظر الصحيحة (3182) (كان إذا حزبَه أمرٌ، قال: يا حيُ! يا قيُّومُ! برحمتِكَ أستغيثُ).
قال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى: وقد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو من أربعين قولاً، قد أفردها السيوطي بالتصنيف. قال ابن حجر: وأرجحها من حيث السند: “الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”.
وقال ابن الجزري: وعندي أن الاسم الأعظم: “لا إله إلا هو الحي القيوم”. وذكر ابن القيّم فى “الهدي” أنه “الحي القيّوم”، فينظر في وجه ذلك . ( نقلا من شرح النسائي للاثيوبي 15/221 )
الحديث الذي أشار إليه الحافظ هو حديث مِحْجَنَ بْنَ الأَدْرَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ الْمَسْجِدَ، إِذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “قَدْ غُفِرَ لَهُ” ثَلاَثًا).
صحيح أبي داود 985
قال ابن القيم رحمه الله :
وفى تأثير قوله: “يا حىُّ يا قَيُّومُ، برحمتِك أستغيثُ” فى دفع هذا الداء مناسبة بديعة، فإنَّ صفة الحياة متضمِّنةٌ لجميع صفات الكمال، مستلزمة لها، وصفة القَيُّومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسمُ الله الأعظمُ الذى إذا دُعىَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى: هو اسمُ الحَىّ القَيُّوم، والحياة التامة تُضاد جميعَ الأسقام والآلام، ولهذا لَمَّا كَمُلَتْ حياة أهل الجَنَّة لم يلحقهم هَمٌ ولا غَمٌ ولا حَزَنٌ ولا شىء من الآفات. ونقصانُ الحياة تضر بالأفعال، وتنافى القيومية، فكمالُ القيومية لكمال الحياة، فالحىُّ المطلق التام الحياة لا يفوتُه صِفة الكمال ألبتة، والقَيُّوم لا يتعذَّرُ عليه فعلٌ ممكنٌ ألبتة، فالتوسل بصفة الحياة والقَيُّومية له تأثيرٌ فى إزالة ما يُضادُّ الحياة، ويضُرُّ بالأفعال. ” زاد المعاد ” (4/204)
وجاء في أذكار الصباح والمساء أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها ” ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك ( به ) ؟ ( أن ) تقولي إذا أصبحت و إذا أمسيت :
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، و أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ” .الصحيحة (227)
“ والحي القيوم ، هما الجامعان لمعاني الأسماء الحسنی ، وعليهما مدار الأسماء الحسنى ، وإليهما ترجع معانيها جميعها ؛ إذ جميع صفات البارئ سبحانه راجعة إلى هذين الاسمين . فالحي : الجامع الصفات الذات ، والقيوم : الجامع الصفات الأفعال ، فالصفات الذاتية كالسمع والبصر واليد والعلم ونحوها راجعة إلى اسمه « الحي ، وصفات الله الفعلية كالخلق والرزق والإنعام والإحياء والإماتة ونحوها راجعة إلى اسمه القيوم ؛ لأن من دلالته أنه المقيم لخلقه خلقا ورزقا وإحياء وإماتة وتدبيرة ، فرجعت الأسماء الحسنى كلها إلى هذين الاسمين ، ولذا ذهب بعض أهل العلم إلى أنهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى “ . ( فقه الاسماء الحسنى للشيخ عبدالرزاق العباد )