64، 65 التعليق على الصحيح المسند
مشاركة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي و أبي علي راشد الحوسني وأبي سالم محمد الكربي ومحمد الدارودي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
64 – قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 204): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أخبرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (1) قَالَ: كَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. زَادَ فِي حَدِيثِ يَحْيَى: وَكَذَلِكَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ}.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.
٦٥ – قال أبو داود رحمه الله (ج ٤ ص ٢٠٣): حَدَّثَنا أبُو كامِلٍ أخبرَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أخبرَنا سَعِيدٌ عَنْ قَتادَةَ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنْ المَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وطَمَعًا ومِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (١) قالَ: كانُوا يَتَيَقَّظُونَ ما بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ يُصَلُّونَ.
هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.
* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج ٩ ص ٥٥): حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِي زِيادٍ أخبرَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ: أنَّ هَذِهِ الآيَةَ ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنْ المَضاجِعِ﴾ نَزَلَتْ فِي انْتِظارِ الصَّلاةِ الَّتِي تُدْعى العَتَمَةَ.
هَذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إلّا مِن هَذا الوَجْهِ
————————–
أولاً: دراسة الحديث رواية:
* صححه الشيخ الألباني في سنن أبي داود 1324.
و قال الشيخ الألباني في “إرواء الغليل” (2/ 222/ 469): “إسناده صحيح على شرط الشيخين، كما قال الحاكم، ووافقه الذهبي.
وقد تابعه يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري القاضي- عن أنس، بلفظ: “إن هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نزلت في انتظار هذه الصلاة التي تدعى العتمة”.
أخرجه الترمذي (2/ 207) وقال: “حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه”.
قلت – (الألباني) -: وإسناده صحيح، ورجاله رجال البخاري؛ غير شيخ الترمذي عبد الله بن أبي زياد، وهو ثقة.
والألباني جعل هذه الأحاديث يشهد بعضها لبعض
وذكر حديث حذيفة :
* وجاء عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بين المغرب والعشاء في المسجد قال الإمام أحمد ٢٣٣٢٩ – حَدَّثَنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنا إسْرائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ المِنهالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: سَألَتْنِي أُمِّي: مُنْذُ مَتى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ ﷺ؟ قالَ: فَقُلْتُ لَها: مُنْذُ كَذا وكَذا، قالَ: فَنالَتْ مِنِّي وسَبَّتْنِي، قالَ: فَقُلْتُ لَها: دَعِينِي، فَإنِّي آتِي النَّبِيَّ ﷺ فَأُصَلِّي مَعَهُ المَغْرِبَ، ثُمَّ لا أدَعُهُ حَتّى يَسْتَغْفِرَ لِي ولَكِ، قالَ: فَأتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ المَغْرِبَ، فَصَلّى النَّبِيُّ ﷺ [إلى] العِشاءِ، ثُمَّ
انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ، فَعَرَضَ لَهُ عارِضٌ فَناجاهُ، ثُمَّ ذَهَبَ فاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقالَ: «مَن هَذا؟»، فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ، قالَ: «ما لَكَ؟»، فَحَدَّثْتُهُ بِالأمْرِ، فَقالَ: «غَفَرَ اللهُ لَكَ ولِأُمِّكَ»، ثُمَّ قالَ: «أما رَأيْتَ العارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟»، قالَ: قُلْتُ: بَلى، قالَ: «فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ لَمْ يَهْبِطِ الأرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، ويُبَشِّرَنِي أنَّ الحَسَنَ، والحُسَيْنَ سَيِّدا شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ، وأنَّ فاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِساءِ أهْلِ الجَنَّةِ» (١)
وصححه محققو المسند و الألباني في الإرواء وفي الصحيحة 796 وهو في الصحيح المسند 298 وبوب عليه في مختصر قيام الليل 67 باب الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء سوى ركعتين .
وبوب البيهقي على حديث أنس وغيره باب من فتر عن قيام الليل فصلى ما بين المغرب والعشاء
تنبيه : هناك تتمة لحديث أنس الذي أورده مقبل برقم 65 وهي ( وكان الحسن يقول : قيام الليل )
ثانياً: دراسة الحديث درايةً:
1- تبويبات الأئمة على الحديث:
* بوب أبوداود في سننه على هذا الحديث باب وَقْتِ قِيَامِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ اللَّيْلِ، وأورد قبله رواية في حديث أنس فِى هَذِهِ الآيَةِ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) قَالَ : كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : قِيَامُ اللَّيْلِ.
2- شرح الحديث:
* قال الشوكاني في نيل الأوطار (3/68): ” والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء والأحاديث ، وإن كان أكثرها ضعيفاً ، فهي منتهضة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال، قال العراقي : وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة : عبد اللَّه بن مسعود ، وعبد اللَّه بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وابن عمر ، وأنس بن مالك في ناس من الأنصار .
ومن التابعين الأسود بن يزيد ، وأبو عثمان النهدي ، وابن أبي مليكة ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن المنكدر ، وأبو حاتم ، وعبد اللَّه بن سخبرة ، وعلي بن الحسين ، وأبو عبد الرحمن الحبلي ، وشريح القاضي ، وعبد اللَّه بن مغفل ، وغيرهم . ومن الأئمة سفيان الثوري” .ا.هـ.
* قال الشيخ عبدالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود: ” أورد أبو داود هذا الأثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير هذه الآية، وهي قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ قال: (كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون). يعني أنهم يصلون الليل قبل العشاء وبعدها، ومعنى ذلك أنهم كانوا مستيقظين منتبهين في ذلك الوقت، لا ينامون ويعرضون صلاة العشاء للضياع والتأخر كما هو شأن المنافقين الذين ينامون ولا يصلون العشاء ولا يحضرون، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر) ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها؛ لأن النوم قبلها يؤدي إلى ضياعها وتأخيرها، وخروجها عن وقتها، والتساهل فيها، وإذا كان الإنسان مستيقظاً فإنه يكون مصلياً في ذلك الوقت، ويكون في نفس الوقت متمكناً من أداء صلاة العشاء، فقد جاء عن بعض السلف كأنس وغيره من التابعين أنهم قالوا في قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ إن ذلك ما بين صلاة المغرب والعشاء. كما جاء في هذا الأثر، وجاء أنها صلاة الليل، وهنا قال الحسن : هو قيام الليل، وليس معنى ذلك أن فعلهم هذا يكون قبل العشاء فقط؛ لأن الوتر لا يؤتى به إلا بعد العشاء. نعم إذا جمع بين الصلاتين المغرب والعشاء جمع تقديم فله أن يصلي ما شاء ويوتر ولو لم يدخل وقت العشاء؛ لأن العشاء بها فحل الإتيان بالوتر والإتيان بصلاة الليل كاملة، بحيث يصلي الإنسان وينام وقد أتى بوتره وصلاته. قوله: [ وكان الحسن يقول: قيام الليل ]. يعني أن الصلاة في قوله: (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ )) المقصود بها قيام الليل.”
* لم يثبت حديث مرفوع في تحديد الركعات التي يُتنفل بها بين المغرب والعشاء، قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة تحت حديث رقم 467: ” واعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح ، وبعضه أشد ضعفا من بعض ، وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد . وأما من قوله صلى الله عليه وسلم ؛ فكل ما رُوي عنه واهٍ لا يجوز العمل به ” ثم ذكر بعده الحديث رقم 468 ورقم 469.
3- المسائل الأخرى:
* ذكر بعض الباحثين في بحث له بعنوان ” بحث في صلاة الأوابين” أقوال أهل العلم في قوله تعالى: ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ” [ السجدة : 16 ]:
* القَولُ الأَوَّلُ : قيام الليل ، وهو قول جمهور المفسرين .
قال الإمام القرطبي في ” أحكام القرآن ” (14/67) :
وَفِي الصَّلَاة الَّتِي تَتَجَافَى جُنُوبهمْ لِأَجْلِهَا أَرْبَعَة أَقْوَال :
أَحَدهَا : التَّنَفُّل بِاللَّيْلِ ; قَالَهُ الْجُمْهُور مِنْ الْمُفَسِّرِينَ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاس , وَهُوَ الَّذِي فِيهِ الْمَدْح , وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَالْأَوْزَاعِيّ وَمَالِك بْن أَنَس وَالْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن وَأَبِي الْعَالِيَة وَغَيْرهمْ . وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى : ” فَلَا تَعْلَم نَفْس مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّة أَعْيُن ” [ السَّجْدَة : 17 ] لِأَنَّهُمْ جُوزُوا عَلَى مَا أَخْفَوْا بِمَا خَفِيَ . وَاَللَّه أَعْلَمُ .ا.هـ.
واستدل الجمهور بما يلي :
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ ، وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ . قَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ؛ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ ثُمَّ تَلَا : ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ” حَتَّى بَلَغَ ” يَعْمَلُونَ ” … الحديث .
أخرجه الترمذي (2616) ، وابن ماجه (3973) ، والنسائي في الكبرى (11330) ، وأحمد (5/231) .
وقال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وقد رد الحافظ ابن رجب كلام الترمذي كما في ” جامع العلوم والحكم ” (2/135) بأن الحديث معلول بعلتين : الأول : الانقطاع بين أبي وائل ، ومعاذ رضي الله عنه .
الثاني : أنه رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب ، عن معاذ ، خرجه الإمام أحمد مختصرا ، قال الدارقطني : وهو أشبه بالصواب ؛ لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عليه فيه .
قال الحافظ ابن رجب : قلت : ورواية شهر عن معاذ مرسلة يقينا … .ا.هـ.
وقال الشيخ الألباني في الإرواء (2/141) بعد أن ذكر طرق الحديث وما فيها من العلل : وخلاصة القول : أنه لا يمكن القول بصحة شيء من الحديث إلا القدر الذي أورده المصنف – يعني صاحب منار السبيل وهو : وذروة سنامه الجهاد – لمجيئة من طريقين متصلين يقوي أحدهما الآخر .ا.هـ.
* القَولُ الثَّانِي :صلاة العشاء ، وهي صلاة العتمة .
ودليل هذا القول :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ” نَزَلَتْ فِي انْتِظَارِ الصَّلَاةِ الَّتِي تُدْعَى الْعَتَمَةَ. أخرجه الترمذي (3196) ، وابن جرير (12/100) .
قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وقال ابن كثير : رَوَاهُ اِبْن جَرِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد .
وأورده الشيخ مقبل الوادعي في ” الصحيح المسند من أسباب النزول ” ( ص115) .
* القَولُ الثَّالثُ: التنفل بين المغرب والعشاء.
ودليل هذا القول :
ما ورد من سبب نزول هذه الآيات وهي :
1 – عن الحارث بن وجيه قال : سمعت مالك بن دينار قال : سألت أنس بن مالك عن قوله تعالى : ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ” فقال : كان ناس من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة فأنزل اللَّه فيهم ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ” .
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما نقل الشوكاني في ” نيل الأوطار (3/54) ، وفي سنده الحارث بن وجيه .
قال ابن معين : ليس حديثه بشيء . وقال البخاري ، وأبو حاتم : في حديثه بعض المناكير ، زاد أبو حاتم : ضعيف الحديث . وقال النسائي : ضعيف .
وقد ذكر ابن عدي في الكامل هذا الحديث مما تفرد به الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار ، وأيضا حديث : تحت كل شعرة جنابة .
وقد ضعف هذا الحديث الشوكاني بالحارث ، وقال : ورواه أيضاً من رواية أبان بن أبي عياش عن أنس نحوه وأبان ضعيف أيضاً ورواه أيضاً من رواية الحسن بن أبي جعفر عن مالك بن دينار عنه .ا.هـ.
والحسن بن أبي جعفر أيضا لا يفرح به ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : ضعيف . وقال في موضع آخر : متروك الحديث .
2 – عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال بلال : لما نزلت هذه الآية ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ” كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كانوا يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت .
أخرجه البزار في مسنده (1364) ، وقال : ولا نعلم روى أسلم عن بلال إلا هذا الحديث ، ولا نعلم له طريقا عن بلال غير هذا الطريق .
وقال الهيثمي في المجمع (7/90) : رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف .ا.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في مختصر البزار (1498) : إسناده ضعيف .
3 – عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ” قَالَ : كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ . وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : قِيَامُ اللَّيْلِ .
أخرجه أبو داود (1321) ، والبيهقي في السنن (3/19) .
قال صاحب عون المعبود : قَالَ الْعِرَاقِيّ : وَإِسْنَاده جَيِّد .
وصححه العلامة الألباني – رحمه الله – في صحيح سنن أبي داود (1173) .
4 – عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ” كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ” [ الذاريات : 17 ] قَالَ : كَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ . زَادَ فِي حَدِيثِ يَحْيَى : وَكَذَلِكَ ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ ” .
أخرجه أبو داود (1322) ، والبيهقي في السنن (3/19) .
وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود .
وقد أورد محمد بن نصر المروزي في ” قيام الليل ” أبوابا تتعلق بهذه الأية في المراد بالتجافي ، والخلاف الوارد فيها ، والسيوطي في الدر المنثور (6/545) أورد أثارا كثيرة .
* القَولُ الرَّابِعُ :صلاة الفجر والعشاء جماعة .
وقد استحسن هذا القول القرطبي فقال : قُلْت : وَهَذَا قَوْل حَسَن , وَهُوَ يَجْمَع الْأَقْوَال بِالْمَعْنَى . وَذَلِكَ أَنَّ مُنْتَظِرَ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يُصَلِّيَهَا فِي صَلَاةٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ جَلَّ وَعَزَّ ; كَمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَا يَزَال الرَّجُل فِي صَلَاة مَا اِنْتَظَرَ الصَّلَاة ” .ا.هـ.
* جاء في حلية الأولياء (3/58): عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: «صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ وَبَلَغَ بِالثَّانِيَةِ إِلَى النَّحْلِ».
وجاء في الحلية كذلك (4/273): عَنْ وَرْقَاءَ، قَالَ: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ»
* جاء في سنن سعيد بن منصور (2/450): عن إبراهيم قال كان الأسود يختم القران في شهر رمضان في كل ليلتين وينام فيما بين المغرب والعشاء وكان يختم فيما سوى ذلك في ستة سنده صحيح.
* ينظر مصنف عبدالرزاق (3/46) باب الصلاة فيما بين المغرب والعشاء، وأورد تحته آثارا عديدة في هذا الباب، ومنها لا على سبيل الحصر:
- عن منصور قال بلغني أنها نزلت ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة فيما بين المغرب والعشاء.
- عن جابر عن عبد الرحمن بن أبي الأسود عن أبيه الأسود بن يزيد قال قال عبد الله نعم ساعة الغفلة فيما بين المغرب والعشاء يعني الصلاة.
- عن سلمان قال صلوا فيما بين المغرب والعشاء فإنه يخفف عن أحدكم من حزبه ويذهب عنه ملغاة أول الليل فإن ملغاة أول الليل مهدنة لآخره.
وجاء أثر سلمان في السنن الكبرى للبيهقي 4759 بلفظ: عن أبي الشعثاء المحاربي قال: كنت في جيش فيهم سلمان، قال: فقال سلمان: ” عليكم بهذه البهائم التي تكفل الله بأرزاقها فارفقوا بها في السير، وأعطوها قوتها، وعليكم بالصلاة فيما بين المغرب والعشاء؛ فإنها تخفف عنكم من جزء ليلتكم، وتكفيكم الهذر ”
* حديث: ” من عكف نفسه فيما بين المغرب والعشاء في مسجد جماعة لم يتكلم إلا بصلاة أو قرآن ” أورده السبكي في أحاديث الإحياء التي لا أصل لها (6/297)، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع 5603.
* ذكر صاحب بحث ” صلاة الأوابين “: ” ذكر الشوكاني في نيل الأوطار (3/54) أحاديث في فضل الصلاة بين المغرب والعشاء ، وذكر عللها إن كانت معلولة فمن ذلك :
1 – عن ابن عباس قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : ” من أحيا ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء غفر له وشفع له ملكان ” .
رواه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان في كتاب ” ثواب الأعمال الزكية”.
فَائِدَةٌ :
قال الإمام الذهبي في السير (16/178) : وَقَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ : … وَعرضَ كِتَابُهُ ” ثوَابُ الأَعمَالِ عَلَى الطَّبَرَانِيِّ ، فَاسْتحْسَنَهُ . وَيُرْوَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مَا عملتُ فِيْهِ حَدِيْثاً إِلاَّ بَعْدَ أَن اسْتَعْمَلْتُهُ … وَلَهُ كِتَابُ ” ثوَابِ الأَعمَالِ ” فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ .ا.هـ.
وقد أعل الحديث الشوكاني في النيل (3/54) فقال : وفي إسناده حفص بن عمر القزاز . قال العراقي : مجهول .ا.هـ.
وجهله الذهبي في ” الميزان ” (1/564) أيضا .
2 – عن ابن عباس قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : ” من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم رفعت له في عليين ، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى ، وهي خير من قيام نصف ليلة .
قال الشوكاني : أخرجه الديلمي في ” مسند الفردوس ” .
قال العراقي : وفي إسناده جهالة ونكارة ، وهو أيضاً من رواية عبد اللَّه بن أبي سعيد ، فإن كان الذي يروي عن الحسن ويروي عنه يزيد بن هارون فقد جهله أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات ، وإن كان ابن أبي سعيد المقبري فهو ضعيف .ا.هـ.
وقال العراقي في ” تخريج الإحياء ” : وسنده ضعيف .
3 – عن مكحول يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم كُتبتا في عليين .
قال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/172) : رواه ابن نصر في ” قيام الليل ” ، وكذا ابن أبي شيبة ، وعبد الرزاق … وإسناده ضعيف مرسل .ا.هـ.
وضعفه في ضعيف الجامع (5660) .
4 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ ، لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيمَا بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ ، عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً .
أخرجه الترمذي (435) ، وابن ماجه (1374) .
قال الترمذي : حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ . قَالَ : و سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ : عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَضَعَّفَهُ جِدًّا .
وقال الذهبي في الميزان (3/211) : لَهُ حَدِيثٌانِ مُنْكَرٌان : أَنَّ مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ ، وَمَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، وَعُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ وَغَيْرُهُمَا . وَهَّاهُ أَبُو زُرْعَةَ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ذَاهِبٌ .ا.هـ.
وذكره الألباني في الضعيفة (469) .
5 – عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلى اللَّه عليه وسلم يقول : من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها خمسين سنة .
رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل ( المختصر : ص 131) .
قال الذهبي في الميزان (3/681) : قال أبو زرعة : منكر الحديث .وقال ابن حبان : يقلب الأخبار ، ويرفع الموقوف ، لا يحل الاحتجاج به … وذكر الحديث .ا.هـ.
وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/78) وقال : قال أبو زرعة : اضربوا على هذا الحديث ، فإنه شبه موضوع . قال أبو زرعة : ومحمد بن غزوان الدمشقي منكر الحديث .ا.هـ.
وذكره العلامة الألباني في الضعيفة (468) .
6 – عن ابن عمر قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : من صلى أربع ركعات بعد المغرب كان كالمعقب غزوة بعد غزوة في سبيل اللَّه .
أخرجه البغوي في ” شرح السنة ” (3/474) .
قال الشوكاني في ” النيل ” (3/54) : وفي إسناده موسى بن عبيد الربذي وهو ضعيف جداً . قال العراقي : والمعروف أنه من قول ابن عمر غير مرفوع هكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف .ا.هـ.
7 – عن ابن مسعود قال : كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي بين المغرب والعشاء أربع ركعات .
أخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل ( المختصر : ص 132 – 133) .
قال الشوكاني في ” النيل ” (3/54) : وهو منقطع لأنه من رواية معن بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن جده ولم يدركه .ا.هـ.
8 – عُبَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سُئِلَ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصَلَاةٍ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ ، أَوْ سِوَى الْمَكْتُوبَةِ قَالَ : نَعَمْ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ .
أخرجه أحمد (5/431) .
قال الهيثمي في المجمع (2/229) : رواه أحمد ، والطبراني في الكبير ، ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسم ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وقال الأرنؤوط في تخريج المسند (39/59 ح 23652) : إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن عُبيد .ا.هـ.
9 – عن محمد بن عمار بن ياسر قال : رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات ، وقال : رأيت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال : من صلى بعد المغرب ست ركعات ؛ غفرت له ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر .
قال الهيثمي في المجمع (2/229) : رواه الطبراني في الثلاثة وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري ، قلت : ولم أجد من ترجمه.ا.هـ.
وقال المنذري في ” الترغيب والترهيب ” : حديث غريب ، رواه الطبراني في ” الثلاثة ” ، وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري . قال الحافظ : وصالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل .ا.هـ.
وقال الشوكاني في النيل (3/54) : وقال ابن الجوزي: إن في هذه الطريق مجاهيل .ا.هـ.
وقد ضعف الحديث العلامة الألباني في ” ضعيف الترغيب والترهيب ” (1/172) وقال عن صالح بن قطن : قلت : فهو مجهول ، ومن فوقه مجهولون أيضا .ا.هـ.
10 – عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ عِشْرِينَ رَكْعَةً ؛ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ .
أخرجه الترمذي (435) ، وابن ماجه (1373) .
وفي إسناده يعقوب بن الوليد المدائني .
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ (4/455) : قَالَ أَحْمَدُ : مَزَقْنَا حَدِيثَهُ ، وَكَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَيَحْيَى , وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا : كَانَ مِنْ الْكَذَّابِينَ الْكِبَارِ يَضَعُ الْحَدِيثَ .
وقال الألباني في ” ضعيف الترغيب والترهيب (1/171) : موضوع .
11 – عن الأسود بن يزيد قال : ما أتيت عبد الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدته يصلي ، فقلت له ذلك قال : نِعم ساعة الغفلة ، يعني بين المغرب والعشاء .
أخرجه عبد الرزاق (4725) ، والطبراني في ” الكبير ” (9/288 ح 9450) .
قال الهيثمي في المجمع (2/230) : وفيه جابر الجعفي ، وفيه كلام كثير .ا.هـ.
وقال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/172) : ضعيف .
12 – عن سلمان قال : صلوا فيما بين المغرب والعشاء ، فإنه يخفف عن أحدكم حزبه ، ويذهب عنه ملغاة أول الليل ، فإن ملغاة أول الليل مَهَدَنة لآخره .
أخرجه عبد الرزاق (4726) ، والبيهقي في السنن (3/20) بلفظ : عن أبي الشعثاء المحاربي قال : كنت في جيش فيهم سلمان فقال سلمان : عليكم بهذه البهائم التي تكفل الله بأرزاقها ، فارفقوا بها في السير واعطوها قوتها ، وعليكم بالصلاة فيما بين المغرب والعشاء ، فإنها تخفف عنكم من جزء ليلتكم وتكفيكم الهذر .
وفيه العلاء بن بدر ولم أجد له ترجمة ، والله أعلم .
13 – عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : سَأَلَتْنِي أُمِّي : مَتَى عَهْدُكَ ، تَعْنِي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ، فَنَالَتْ مِنِّي . فَقُلْتُ لَهَا : دَعِينِي آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُصَلِّيَ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ، فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ، ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ حُذَيْفَةُ . قُلْتُ نَعَمْ قَالَ : مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ ؟ قَالَ : إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
أخرجه الترمذي (3781) ، والنسائي في الكبرى (380) ، وأحمد (392 ، 404) .
قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
قال المنذري في الترغيب والترهيب : رواه النسائي بإسناد جيد .
وصححه العلامة الألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” (1/382) ، والأرنؤوط في تخريج المسند (38/430) .
14 – عن محمد بن الحجاج أو ابن أبي الحجاج أنه سمع عبدالكريم يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ركع عشر ركعات بين المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة . فقال له عمر بن الخطاب : إذا تكثر قصورنا وبيوتنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر وأفضل – أو قال – أطيب .
أخرجه ابن المبارك في الزهد .
ذكر العلامة الألباني في الضعيفة (4597) وقال : وهذا مرسل ضعيف.
* بعذ أهل العلم أطلق على الركعات التي يُتنفل بها بين المغرب والعشاء ” صلاة الأوابين” ورجح أنه لا مانع من إطلاق صلاة الأوابين عليها ، وعلى صلاة الضحى ومن هؤلاء :
1 – الإمام الشوكاني . قال في النيل (3/55) : وهذا وإن كان مرسلاً لا يعارضه ما في الصحيح من قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم : ” صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال ” فإنه لا مانع أن يكون كل من الصلاتين صلاة الأوابين .
2 – الخطيب الشربيني . قال في مغني المحتاج : ومنها صلاة الأوابين ، وتسمى صلاة الغفلة ؛ لغفلة الناس عنها بسبب عشاء أو نوم أو نحو ذلك . وهي عشرون ركعة بين المغرب والعشاء لحديث الترمذي : أنه صلى الله عليه وسلم قال : من صلى ست ركعات بين المغرب والعشاء كتب له عبادة اثنتي عشرة سنة .
وقال الماوردي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها ويقول هذه صلاة الأوابين . ويؤخذ منه ومن خبر الحاكم السابق أن صلاة الأوابين مشتركة بين هذه وصلاة الضحى .ا.هـ.
وقد جاء في الموسوعة الفقهية (27/134 – 135) ما نصه : وَيُؤْخَذُ مِمَّا جَاءَ عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى وَالصَّلَاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ أَنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ تُطْلَقُ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى , وَالصَّلَاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ . فَهِيَ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَهُمَا كَمَا يَقُولُ الشَّافِعِيَّةُ .
وَانْفَرَدَ الشَّافِعِيَّةُ بِتَسْمِيَةِ التَّطَوُّعِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِصَلَاةِ الْأَوَّابِينَ , وَقَالُوا : تُسَنُّ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ , وَتُسَمَّى صَلَاةُ الْغَفْلَةِ , لِغَفْلَةِ النَّاسِ عَنْهَا , وَاشْتِغَالِهِمْ بِغَيْرِهَا مِنْ عَشَاءٍ , وَنَوْمٍ , وَغَيْرِهِمَا .ا.هـ.
* سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى نور على الدرب (8/2):
تقول السائلة نسمع بأنه يستحب بعد صلاة المغرب صلاة ست ركعات أو أكثر وهي تسمى صلاة الأوابين فهل هذه الصلاة ذكرت فيها أحاديث نبوية وهل أداوم على صلاة هذه الركعات وإذا كانت هذه الصلاة غير مسنونة أو لم تذكر فيها أحاديث فهل يستحب أن أصلى نفلا مطلقا أم ماذا؟ أفيدونا يا أصحاب الفضيلة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجاب رحمه الله تعالى: المغرب لها سنة راتبة بعدها وهي ركعتان كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى بعدها ركعتين وأما الست الركعات التي تسمى صلاة الأوابين فلا أعلم لها أصلاً وأما التنفل المطلق ما بين المغرب والعشاء فإنه لا حرج عليك في هذا لأن جميع الأوقات التي ليس فيها وقت نهي كلها يشرع فيها الصلاة نفلاً مطلقاً فإن الصلاة خير موضوع والإكثار منها مما يقرب إلى الله تبارك وتعالى وقد مدح الله تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون فأنت إذا تنفلتي فيما بين المغرب والعشاء نفلاً مطلقاً ولو كثر عدده فلا حرج عليك في هذا