1358(مكرر) -تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ ( من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة ،والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
( من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا )
( جمع وتأليف عبد الله الديني )
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1358- قال الإمام إسحاق بن راهويه في مسنده :
أخبرنا عيسى بن يونس نا سعدان الجهني عن سعد أبي المجاهد الطائي عن أبي المدله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت: يا رسول الله ما بناء الجنة قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وتربتها الزعفران وحصبتها اللؤلؤ من يدخلها ينعم لا ييأس ولا يخرق ثيابه ولا يبلى شبابه وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يرد لهم دعوة الصائم حتى يفطر وإمام عادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماوات فيقول الرب وعزتي لأنصرنك بعد حين .
هذا حديث حسن . وأبو مدلة وثقه وكيع كما في ” سنن أبي ماجه ” (1752) .
* قال ابن ماجه رحمه الله : حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن سعدان الجهني عن سعد أبي مجاهد الطائي وكان ثقة عن أبي مدلة وكان ثقة عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
*وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله : ثنا أبو كامل وأبو النضر قالا ثنا زهير ثنا سعد الطائي قال أبو النضر سعد أبو مجاهد ثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة يقول قلنا صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انا إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد قال لو تكونون أو قال لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك الاذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز و جل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين .
هذا حديث صحيح .
—————
* صحح الحديث محققو المسند بالشواهد (13 / 410 ) وقال عن أبي مدلة : وأبو المدلَّة مولى عائشة أم المؤمنين لم يرو عنه غير سعد الطائي -وذكره ابن حبان في “الثقات” وسماه عبيد الله بن عبد الله ، وقال علي ابن المديني- فيما نقله الحافظ في “التهذيب”. أبومدلة مولى عائشة لا يُعرف اسمُه، مجهولٌ، لم يرو عنه غير أبي مجاهد الطائي. وقال الذهبي في “الميزان”: لا يكاد يُعرف، وقال الحافظ في “التقريب”: مقبول.
* معاني المفردات :
( شممنا ) أي لاعَبْناَ الأهلَ وعاشَرْناهُنَّ .
( لبنة ) بفَتح اللاَّم وكسْر الباء : وَاحِدة اللَّبِن وهي التَّي يُبْنَى بها الجِدَار . وَيُقَال بِكَسْر اللاَّم وسُكون البَاء .
( وملاطها ) بكسر الميم أي ما بين اللبنتين موضع النورة في النهاية الملاط الطين الذي يجعل بين سافي البناء يملط به الحائط أي يخلط .
( المسك الأذفر ) أي الشديد الريح .
( وحصباؤها ) الحَصْباء هو الْحصَى الصِّغار .
أي حصباؤها الصغار التي في الأنهار قاله القاري . وقال صاحب أشعة اللمعات أي حصباؤها التي في الأنهار وغيرها . قلت : الظاهر هو العموم
( اللؤلؤ والياقوت ) أي مثلها في اللون والصفاء .
( ييأس ) من اليَأس : ضدّ الرَّجَاء . وفي لفظ ( يبأس ) من البُؤس : الخضوع والفقر . والْمبتئِس : : الكاره والحزين .
- الفوائد :
1 ) فيه فضل دوام الذكر والفكر فى أمور الاَخرة ، والمراقبة ، وجواز
ترك ذلك فى بعض الأوقات ، والاشتغال بالدنيا .
2 ) فيه أن مثل هذا ليس بنفاق ، لهذا أعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الحال التى وجدوها من أنفسهم عنده لو كانوا ملازمين لها لصافحتهم الملائكة فى الطريق .
3 ) لصافحتكم الملائكة قيل أي علانية وإلا فكون الملائكة يصافحون أهل الذكر حاصل . وقال ابن حجر : أي عيانا في سائر الأحوال .
4 ) فيه أن مصاحبة أهل العلم والصلاح مما يزيد الإيمان ، ويذكر بالآخرة .
5 ) قال الطيبي : ليس الحديث تسلية للمنهمكين في الذنوب كما يتوهمه أهل الغرة بالله ، فإن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إنما بعثوا ليردعوا الناس عن غشيان الذنوب ، بل بيان لعفو الله تعالى وتجاوزه عن المذنبين ليرغبوا في التوبة . والمعنى المراد من الحديث هو أن الله كما أحب أن يعطي المحسنين أحب أن يتجاوز عن المسيئين وقد دل على ذلك غير واحد من أسمائه الغفار الحليم التواب العفو ، ولم يكن ليجعل العباد شأنا واحدا كالملائكة مجبولين على التنزه من الذنوب بل يخلق فيهم من يكون بطبعه ميالا إلى الهوى متلبسا بما يقتضيه ثم يكلفه التوقي عنه ويحذره من مداناته ويعرفه التوبة بعد الابتلاء ، فإن وفى فأجره على الله ، وإن أخطأ الطريق فالتوبة بين يديه ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم به أنكم لو كنتم مجبولين على ما جبلت عليه الملائكة لجاء الله بقوم يتأتى منهم الذنب فيتجلى عليهم بتلك الصفات على مقتضى الحكمة ، فإن الغفار يستدعي مغفورا كما أن الرزاق يستدعي مرزوقا .
6 ) فيه بيان بعض صفة الجنة ، وصفة أهلها .
7 ) تنوع هذه الألوان في الجنة علامة على شدة جمالها ، وروعة منظرها .
8 ) فيه فضلية الامام العدل ، وجاء أيضا في الحديث الصحيح أنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله .
9 ) فيه فضل الصيام ، وأنها سبب لإجابة الدعوة ، وروي في بعض الأحاديث عند فطره .
10 ) فيه خطورة الظلم .
11 ) فيه شدة الإعتناء بدعوة المظلوم ولو كان فاجرا أو كافرا .
12 ) (يرفعها الله فوق الغمام) أي تجاوز الغمام أي السحاب ، وقيل : رفعها فوق الغمام وفتح أبواب السماء لها كناية عن سرعة القبول والوصول إلى مصعد الإجابة .
13 ) فيه أنه تعالى يمهل ولا يهمل .
14 )مختلـــف الحديــــث رقم :(٧٦)
كيف التوفيـــــق بيـــن حديث: ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲﷺ- ﻗﺎﻝ: «ﺟﻨﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺁﻧﻴﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺟﻨﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺁﻧﻴﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭا ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﺭﺩاء اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﺔ ﻋﺪﻥ ”
أخرجه البخاري{٧٤٤٤} ومسلم {١٨٠}
وبين حديث ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺔ، ﻣﺎ ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ:” ﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻭﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ، ﻣﻼﻃﻬﺎ اﻟﻤﺴﻚ اﻷﺫﻓﺮ، ﺣﺼﺒﺎﺅﻫﺎ اﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻭاﻟﻠﺆﻟﺆ، ﻭﺗﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﻮﺭﺱ ﻭاﻟﺰﻋﻔﺮاﻥ، ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻳﺨﻠﺪ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ، ﻭﻳﻨﻌﻢ ﻻ ﻳﺒﺄﺱ، ﻻ ﻳﺒﻠﻰ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ، ﻭﻻ ﺗﺨﺮﻕ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ”
-رواه أحمد وغيره وهو في الصحيح المسند{١٣٥٨}
يعني الحديث الأول فيه أن بعض الجنان كلها ذهب وبعض الجنان كلها فضة
أما الحديث الثاني ففيه أن الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة
قال ابن حجر في الفتح:
وظاهر الأول أن الجنتين من ذهب لا فضة فيهما وبالعكس ويعارضه حديث أبي هريرة قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة الحديث أخرجه احمد والترمذي وصححه بن حبان وله شاهد عن بن عمر أخرجه الطبراني وسنده حسن وآخر عن أبي سعيد أخرجه البزار ولفظه خلق الله الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة الحديث ويجمع بأن الأول صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها والثاني صفة حوائط الجنان كلها ويؤيده انه وقع عند البيهقي في البعث في حديث أبي سعيد أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وعلى هذا فقوله آنيتهما وما فيهما بدل من قوله من ذهب ويترجح الاحتمال الثاني . اهـ
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح:
وذكر ابن المنذر عن أبي موسى في قوله: “جنتان من ذهب” قال: للسابقين، “وجنتان من فضة” قال: للتائبين. وفي رواية: الذهب للمقربين، والفضة لأصحاب اليمين.
قال ابن كثير في التفسير:
وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه -قال حماد: ولا أعلمه إلا قد رفعه-في قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} ، وفي قوله: {ومن دونهما جنتان} قال : جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين. اهـ