159 – فتح الأحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل في الصحيح المسند:
159 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 354) : حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد أخبرني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول: أصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدعا بلالًا فقال (( يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك فأتيت على قصر من ذهب مرتفع مشرف فقلت لمن هذا القصر قالوا لرجل من العرب قلت أنا عربي لمن هذا القصر قالوا لرجل من المسلمين من أمة محمد قلت فأنا محمد لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب )) فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر )) فقال يا رسول الله ما كنت لأغار عليك قال وقال لبلال (( بم سبقتني إلى الجنة؟ )) قال ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( بهذا )) .
الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 360) فقال رحمه الله ثنا علي بن الحسن وهو ابن شقيق، ثنا الحسين بن واقد … فذكره.
وأخرجه الترمذي (ج 10 ص 174) فقال: حدثنا الحسين بن حُرَيْثٍ أبو عمار المروزي، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي … فذكره، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ.
وأخرج ابن أبي شيبة (ج 12 ص 28) قصة عمر فقال رحمه الله زيد بن حباب
……………………….
راجع حديث رقم ( 157 ) في الكلام حول رواية حسين بن واقد عن ابن بريدة والحديث في الصحيحين نحوه من حديث أبي هريرة كما سيأتي .
قال الترمذي في جامعه : ومعنى هذا الحديث أني دخلت البارحة الجنة يعني رأيت في المنام كأني دخلت الجنة هكذا روي في بعض الحديث ويروى عن ابن عباس أنه قال رؤيا الأنبياء وحي.
قال في تحفة الاحوذي : روى الشيخان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة الحديث ويروى عن بن عباس قال رؤيا الأنبياء وحي . مقصود الترمذي بذكر هذا الأثر أن ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في شأن عمر هو حق وصدق لا شبهة فيه فإن رؤيا الأنبياء وحي . اهـ
وفي الصحيحين من حديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال عند صلاة الفجر: “يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة”. قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. قال أبو عبد الله: “دف نعليك” يعني: تحريك.
قال ابن الملقن :
قوله: “بأرجى عمل عملته” أي: لأنه قد يعمل في السر ما لا يعلمه – صلى الله عليه وسلم -، وإنما رجى بلال ذلك لما علم أن الصلاة أفضل الأعمال بعد الإيمان.
وفيه: سؤال الصالحين عما يهديهم الله إليه من الأعمال المقتدى بهم فيها ويتمثل رجاء بركتها.
و”دف نعليك” بالفاء المشددة. أي: تحريك نعليك كما هو في بعض نسخ البخاري، والدف: الحركة الخفيفة. -وهو بفتح الدال المهملة- وحكى أبو موسى المديني في “مغيثه” إعجامها. قال صاحب “العين”: دف الطائر؛ إذا حرك جناحيه، ورجلاه في الأرض . وقال ابن التين: دوي نعلك: حفيفهما، وما يسمع من صوتهما، والدف: السير السريع. وفي رواية ابن السكن: “دوي نعليك” -بضم الدال المهملة- وهو الصوت، وعند الإسماعيلي: “حفيف نعليك”. وللحاكم: “خشخشتك أمامي” .
وقوله: (“بين يدي في الجنة”) أي: أنه رأه بموضع بين يديه، كأن بلالا تقدمه.
وفي الحديث دليل على أن الله تعالى يعظم المجازاة على ما يسر به العبد بينه وبين ربه مما لا يطلع عليه أحد. وقد استحب ذلك العلماء -أعني: أعمال البر- ليدخرها، ومن ذلك ما وقع لبلال، فإنه لم يعلم به الشارع حتى أخبره.
وفيه: فضيلة الوضوء والصلاة عقبها؛ لئلا يبقى الوضوء خاليا عن مقصوده، وإنما فعل ذلك بلال؛ لأنه علم أن الصلاة أفضل الأعمال بعد الإيمان كما سلف، فلازم.
وقوله: (لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت). قد يستدل به من يرى أن كل صلاة لها سبب تصلى، وإن كان وقت الكراهة، والطهور هنا يحتمل الأمرين: الغسل والوضوء.
” التوضيح ” (9/117)
قال ابن علان : «ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي» وهي بتكرير الخاء والشين المعجمتين مفتوحة الأول والثالث، ذكره أبو موسى المديني في ذيل الغريبين إنها حركة لها صوت كصوت السلاح وهي بمعنى رواية مسلم «خشف نعليك» بفتح الخاء وسكون الشن المعجمتين وفي آخرها فاء، واختلف في معناه، فقيل هو الحركة، وقيل الصوت. وفي رواية خشفة بزيادة الهاء، وعليها ففي الشين التحريك والإسكان. واختلف هل هما بمعنى الحركة والساكن بمعنى الحس (نعليك بين يدي في الجنة) لا ينافي تقدمه بين يديه حديث «آتي باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول محمد، فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك» لأن تقدم الخدم تقدم للمخدوم قال الشاعر:
إن سار عبدك أولاً أو آخراً
في ظل مجدك ما تعدى الواجبا
فإذا تأخر كان خلفك خادماً
وإذا تقدم كان دونك حاجباً
بوجهيه كلاً من الوضوء والغسل والتيمم ولو مندوبة ويومىء إليه قوله (في ساعة من ليل أو نهار) لكن جاء في رواية عنه «ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين» وظاهرها أن صلاته إنما كانت عند تطهره من الحدث فقط فلم تشمل الطهارة المجددة إلا أن يقال السكوت عن الشيء لا ينفيه .اهـ
” دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ” (6/466)
قال النووي في شرح مسلم: قال أصحابنا: ويستحب تجديد الوضوء، وهو أن يكون على طهارة، ثم يتطهر ثانيًا من غير حدث، وفي شرط استحباب التجديد أوجه:
أحدها: أنه يستحب لمن صلى به صلاة سواء أكانت فريضة أم نافلة.
الثاني: لا يستحب إلا لمن صلى فريضة.
الثالث: يستحب لمن فعل به ما لا يجوز إلا بطهارة كمس المصحف، وسجود التلاوة.
الرابع: يستحب، وإن لم يفعل به شيئا أصلا بشرط أن يتخلل بين التجديد والوضوء زمن يقع بمثله تفريق، ولا يستحب تجديد الغسل على المذهب الصحيح المشهور، وحكى إمام الحرمين وجها أنه يستحب، وفي استحباب تجديد التيمم وجهان أشهرهما لا يستحب. اهـ كلام النووي.
وسئل ابن تيمية أيهما أفضل: المداومة على الوضوء أم ترك المداومة؟ .
فأجاب: أما الوضوء عند كل حدث ففيه حديث بلال المعروف عن بريدة بن حصيب … وهذا يقتضي استحباب الوضوء عند كل حدث ولا يعارض ذلك الحديث الذي في الصحيح عن {ابن عباس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء من الغائط فأتي بطعام فقيل له: ألا تتوضأ؟ قال: لم أصل فأتوضأ} فإن هذا ينفي وجوب الوضوء وينفي أن يكون مأمورا بالوضوء لأجل مجرد الأكل ولم نعلم أحدا استحب الوضوء للأكل. الفتاوى 21/169
قال في تحفة الأحوذي : مشرف أي له شرفة والشرفة من القصر ما أشرف من بنائه .وعند الترمذي : قَصْرٍ مُرَبَّعٍ مُشْرِفٍ مِنْ ذَهَبٍ .
وفي مسلم 2394عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ” دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخل، فذكرت غيرتك ” فبكى عمر وقال: أي رسول الله أو عليك يغار؟
تنبيه : وقع عند ابن خزيمة : ” ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين ” قال الألباني في صحيح ابن خزيمة : قال: كذا وقع للمصنف رحمه الله وترجم له بما سبق ووقع في المسند وغيره أذنت من التأذين وهو الصواب كما نبهت عليه في تخريج الترغيب .اهـ
ترجم ابن خزيمة : باب استحباب الصلاة عند الذنب يحدثه المرء لتكون تلك الصلاة كفارة لما أحدث من الذنب .