169 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مشاركة عبدالله المشجري وعبدالملك وأحمد بن علي وناجي الصيعري وعلي الكربي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل في الصحيح المسند:
169 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 354): حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت بريدة يقول: جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما هذا يا سلمان؟ » قال صدقة عليك وعلى أصحابك قال «ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة» فرفعها فجاء من الغد بمثله فوضعه بين يديه يحمله فقال «ما هذا يا سلمان؟ » فقال هدية لك فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه «ابسطوا» فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فآمن به وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكذا وكذا درهمًا وعلى أن يغرس نخلًا فيعمل سلمان فيها حتى يطعم قال فغرس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما شأن هذه؟ » قال عمر أنا غرستها يا رسول الله قال فنزعها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم غرسها فحملت من عامها.
الحديث أخرجه الترمذي رحمه الله في “الشمائل” (ص 16) فقال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حُرَيْثٍ، حدثنا علي بن حسين بن واقد، حدثني أبي فذكره.
هذا حديث صحيحٌ. وقوله في هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قال له سلمان: إنها صدقة، فقال له: «ارفعها»، يخالف المشهور أنه قال لأصحابه: «كلوا».
——–
وقصة إسلام سلمان مطولة :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ قَالَ
( كُنْتُ رَجُلا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ ( أي رئيسها ) ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ ، أَيْ مُلازِمَ النَّارِ ، كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ ، وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ ( أي خادمها ) الَّذِي يُوقِدُهَا لا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً ، قَالَ وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ ( أي بستان ) عَظِيمَةٌ ، قَالَ فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا ، وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى ، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَكُنْتُ لا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ …..
رواه أحمد في المسند (5/441) وقال المحققون : إسناده حسن .
بوب عليه الشيخ مقبل في الجامع:
باب تحريم الصدقة على بني هاشم ، وباب
ما جاء في خاتم النبوة ، وباب الهدية
أما تحريم الصدقة على آل البيت فقد بسطنا القول فيه عند الحديث رقم 1198 من الصحيح المسند
وأما خاتم النبوة تكلمنا عليه عند الحديث 999 من الصحيح المسند ، وفي شرح مسلم باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومَحَلِّه من جسده
وأما الهدية فقد تكلمنا عنها في الصحيح المسند 555
جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان في بريرة ثلاث سنن: عتقت فخيرت. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولاء لمن أعتق. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرمة على النار، فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فقال: لم أر البرمة؟ فقيل: لحم تصدق على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة، قال: هو عليها صدقة ولنا هدية» البخاري 5097، مسلم 1504
قال محققو الشمائل المحمدية:
سلمان الفارسي : نسبة لفارس، وهو صحابي جليل وهو واحد ممن اشتاقت لهم الجنة، وكان أخبره بعض الرهبان بظهور النبي في الحجاز ووصف له فيه علامات وهي عدم قبول الصدقة وقبول الهدية، وخاتم النبوة فأحب الفحص عنها. وفي الأسماء واللغات للنووي 1/ 226 : وسبب اسلامه أنه هرب من أبيه وكان مجوسيا. فلحق براهب ثم بجماعة من الرهبان فدله واحد منهم على الذهاب الى الحجاز وأخبره بظهور النبي فقصده مع عرب فغدروا به وباعوه في وادي القرى ليهودي، ثم اشتراه منه يهودي من قريظة فقدم به المدينة فأقام بها مدة حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه بصدقه فلم يقبلها ثم بعد مدة أتاه بهدية فقبلها ورأى خاتم النبوة فتأكد من خبر الراهب قال سلمان فرأيت الخاتم فقبلته وبكيت فأجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فحدثني بشأني كله وفاتني معه بدر وأحد بسبب الرق فقال لي يا سلمان كاتب عن نفسك فكاتبته على أن أغرس ثلاثمائة نخلة وعلي أربعين أوقية ذهب فقال صلى الله عليه وسلم أعينوا صاحبكم بالنخل وكان صلى الله عليه وسلم هو الذي يغرسها، ثم جاءه أحد الصحابة بالذهب. وأول مشاهده الخندق، وآخى رسول الله بينه وبين أبي الدرداء، وقد أشار على رسول الله بحفر الخندق توفي بالمدائن سنة 36 هـ
الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث (ص31)