1383 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة مجموعة طارق ابوتيسير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة، والمدارسة
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
—————
الصحيح المسند :
1383- قال البزار رحمه الله كما في كشف الأستار: حدثنا علي بن المنذر ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول : يخرج الأعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها ؟ فيلقى المؤمنون شدة شديدة ، ثم ينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء فيقوم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال : سمع الله لمن حمده قتل الله المسيح الدجال وظهر المؤمنون فأحلف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال : إنه لحق وأما أنه قريب فكل ما هو آت قريب.
هذا حديث حسن .
*وقال الإمام أسحاق بن راهويه رحمه الله في مسنده : أخبرنا المخزومي نا عبد الواحد بن زياد نا عاصم بن كليب حدثني أبي قال: كنت جالسا مع أبي هريرة رضي الله عنه في مسجد الكوفة فأتاه رجل فقال أأنت القائل تصلي مع عيسى بن مريم قال يا أهل العراق إني قد علمت أن سيكذبوني ولا يمنعني ذلك أن أحدث بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصادق المصدوق إن الدجال يخرج من المشرق في حين فرقه من الناس فيبلغ كل مبلغ في أربعين يوما فيزل المؤمنين منه أزلا شديدا وتأخذ المؤمنين فيه شدة شديدة فينزل عيسى بن مريم فيصلي بهم فإذا رفع رأسه من الركوع أهلك الله الدجال ومن معه فأما قولي إنه حق قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وهو الحق وأما قولي إني أطمع أن أدرك ذلك فلعلي أن أدركه على ما يرى من بياض شعري ورقة جلدي وقدح مولدي فيرحمني الله تعالى فأدركه فأصلي معه ارجع إلى أهلك فأخبرهم بما أخبرك أبو هريرة رضي الله عنه فقال الرجل أين يكون ذلك قال فأخذ حصى من مسجد فقال من ها هنا وأعاد الرجل عليه فقال أتريد أن أقول من مسجد الكوفة هو يخرج من الأرض قبل أن تبدل يجعله الله حيث شاء .
هذا حديث حسن .
—————-
الصحيح المسند 1383
البحث اولا من حيث السند وروايات من طرق اخرى :
قال البخاري رحمه الله: بَاب نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام 3448 – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}صحيح البخاري ت – (ج 8 / ص 556
—————–
ونقل بعض اهل العلم
قوله
وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان، وقد تقدم في (باب ما جاء في الآيات الكبار) حديثان في ذلك:
أحدهما: حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه؛ قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: “ما تذاكرون؟”. قالوا: نذكر الساعة. قال: “إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: (فذكر) الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم .
رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، ومسلم واللفظ له، وأهل ( الجزء رقم : 3)–ص 98- السنن. وقال الترمذي : “هذا حديث حسن صحيح”.
الثاني: حديث وائلة بن الأسقع رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر نحو حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه.
رواه: الطبراني، وابن مردويه، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي على ذلك.
وتقدم في ذكر ابن صياد حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وفيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ائذن لي فأقتله يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن يكن هو؛ فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام …. الحديث.
رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
وتقدم في (باب قصة المؤمن مع الدجال) حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه: “وينزل عيسى ابن مريم ، فإذا رآه – يعنى الدجال – ووجد ريحه؛ ذاب كما يذوب الرصاص”.
رواه مسدد موقوفا. قال البوصيري : “ورواته ثقات”.
وتقدم في (باب ما جاء في فتنة الدجال) خمسة أحاديث في ذلك:
أولها: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم (فذكر الحديث، وفيه:) ثم ينزل عيسى ابن مريم ، فينادي من السحر، فيقول: يا أيها الناس! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني. فينطلقون؛ فإذا هم بعيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم. فإذا صلى صلاة الصبح؛ خرجوا ( الجزء رقم : 3)- -ص 99- إليه”. قال: “فحين يراه الكذاب؛ ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه، فيقتله، حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله! هذا يهودي. فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله .
رواه الإمام أحمد، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وروى ابن خزيمة طرفا منه في “كتاب التوحيد”، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ورواه الحاكم مختصرا وصححه، وقال الذهبي : “على شرط مسلم
انتهى.
قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة
رقم الحديث: 1969
الحديث: “ يخرج الدجال في خفة من الدين و إدبار من العلم ,و له أربعون يوما يسيحها ,اليوم منها كالسنة و اليوم كالشهر و اليوم كالجمعة , ثم سائر أيامه مثل أيامكم , و له حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا , يأتي الناس , فيقول : أنا ربكم و إن ربكم ليس بأعور , مكتوب بين عينيه ك ف ر , يقرأه كل مؤمن , كاتب و غير كاتب , يمر بكل ماء و منهل , إلا المدينة و مكة , حرمهما الله عليه , و قامت الملائكة بأبوابها “ .
قال الألباني في “ السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ 4 / 439 : $ ضعيف $. أخرجه أحمد ( 3 / 367 ) و ابن خزيمة في “ التوحيد “ ( ص 31 – 32 ) و الحاكم ( 4 / 530 ) من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن # جابر # رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :فذكره , و قال الحاكم : “ صحيح الإسناد “ . ووافقه الذهبي . قلت :أبو الزبير مدلس , و قد عنعنه , فهي علة الحديث . و قد سكت عنها في “المجمع “ ( 7 / 344 ) و ادعى أنه رواه أحمد بإسنادين ! و إنما روى منه قوله : “ مكتوب بين عينيه كافر , يقرؤه كل مؤمن “.أخرجه ( 3 / 327 ) من طريق حسين بن واقد : حدثني أبو الزبير حدثنا جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و إسناده جيد . و هذا القدر منه صحيح , بل متواتر , جاء عن جمع من الصحابة , منهم : أنس ,و بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . رواهما مسلم ( 8 / 193 ) و ابن عمر عند ابن حبان ( 1896- موارد ) و انظر “ الفتح “ ( 13 / 100 ) و “المجمع “ ( 7 / 327 – 350 ) . و قوله : “ يأتي الناس ..”إلخ , ثابت في أحاديث صحيحة مشهورة .
———–_——————–_——
ثانيا : مكان خروج المسيح الدجال
«حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في خبر الجساسة والدجال، وفي آخره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو (وأومأ بيده إلى المشرق) . قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
رواه: مسلم، وأبو داود، والطبراني في “الكبير”، وهذا لفظ مسلم.
«وعن فاطمة بنت قيس أيضًا رضي الله عنها؛ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى الصلاة جامعة، فخرجت في نسوة من الأنصار، حتى أتينا المسجد، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، ثم صعد المنبر. قالت فاطمة: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يديه، حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: “ألا أخبركم أنه في بحر الشام”، ثم أغمي عليه ساعة، ثم أريح، ثم سري عنه، ثم قال: “بل هو في بحر العراق، بل هو في بحر العراق، يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها: أصبهان، من قرية من قراها يقال لها: رستقاباد، يخرج حين يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان، معه نهران: نهر من ماء، ونهر من نار، فمن أدرك منكم ذلك، فقيل له: ادخل الماء؛ فلا يدخل فإنه نار، وإذا قيل له: ادخل النار؛ فليدخلها؛ فإنها ماء» .
رواه الطبراني في “الكبير” و “الأوسط”، في حديثها الطويل. قال الهيثمي: “وفيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف جدًا”.
(السيجان) : جمع ساج. قال الجوهري: ” (الساج) : الطيلسان الأخضر، والجمع سيجان”. وقال ابن منظور في “لسان العرب”: ” (الساج) : الطيلسان الضخم الغليظ، وقيل: هو الطيلسان المقور، ينسج كذلك، وقيل: هو طيلسان أخضر”. وقال ابن الأعرابي: ” (السيجان) : الطيالسة السود، واحدها ساج”. انتهى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج الدجال من هاهنا (وأشار نحو المشرق) » .
رواه: ابن حبان في “صحيحه”، والحاكم في “مستدركه”، وهذا لفظ ابن حبان.
ولفظ الحاكم؛ قال: «يخرج الدجال من هاهنا أو هاهنا أو من هاهنا، بل يخرج هاهنا (يعني: المشرق) » . قال الحاكم “صحيح الإسناد ولم يخرجاه”، ووافقه الذهبي في “تلخيصه”.
وعنه رضي الله عنه؛ قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال؛ قال: أحسبه قال: “يخرج من نحو المشرق”» .
رواه البزار. قال الهيثمي: “وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد وثق”.
وعنه رضي الله عنه؛ قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يومًا، والله أعلم ما مقدارها، الله أعلم ما مقدارها (مرتين) … » الحديث.
رواه: ابن حبان في “صحيحه”، والبزار. قال الهيثمي: “ورجاله رجال الصحيح، غير علي بن المنذر، وهو ثقة”. وقال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”: “أخرجه البزار بسند جيد”.
وسيأتي هذا الحديث بتمامه في ذكر نزول عيسى عليه الصلاة والسلام إن شاء الله تعالى.
وعنه رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي المسيح الدجال من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك يهلك» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي وقال: “هذا حديث صحيح”.
وعنه رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لينزلن الدجال خوز وكرمان في سبعين ألفًا، وجوههم كالمجان المطرقة» .
رواه الإمام أحمد، وإسناده حسن.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة» .
رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم في “مستدركه”، وقال الترمذي: “هذا حديث حسن غريب”. وقال الحاكم “صحيح الإسناد ولم يخرجاه”، ووافقه الذهبي في “تلخيصه”. قال الترمذي: “وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما”.
قلت: وقد تقدم حديث أبي هريرة، ويأتي حديث عائشة رضي الله عنها إن شاء الله تعالى.
وعن سعيد بن المسيب؛ قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: “هل بالعراق أرض يقال لها: خراسان؟ قالوا: نعم. قال: فإن الدجال يخرج منها”.
رواه ابن أبي شيبة.
«وعن أبي بكر الصديق أيضًا رضي الله عنه: أنه قال: “يخرج الدجال من مرو من يهوديتها “.»
رواه نعيم بن حماد في “الفتن”.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفًا من اليهود عليهم السيجان» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى؛ من حديث محمد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي. قال الهيثمي: “وروايته عنه جيدة، وقد وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجالهما رجال الصحيح، ورواه الطبراني في “الأوسط” كذلك “.
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن يخرج الدجال وأنا حي؛ كفيتكموه، وإن يخرج الدجال بعدي؛ فإن ربكم عز وجل ليس بأعور، إنه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها … » الحديث.
رواه: الإمام أحمد، وابن حبان في “صحيحه”، ورجال أحمد رجال الصحيح؛ غير الحضرمي بن لاحق، وهو ثقة.
———————
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يخرج من المشرق من جهة الفتن والشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الفتنة هاهنا” وأشار إلى المشرق، فالمشرق منبع الشر والفتن يخرج من المشرق من خراسان مارّاً بأصفهان داخلاً الجزيرة من بين الشام والعراق ليس له هم إلا المدينة، لأن فيها البشير النذير عليه الصلاة والسلام، فيحب أن يقضي على أهل المدينة، ولكنها محرمة عليه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: “على كل باب منها ملائكة يحفظونها”، هذا الرجل يخرج خلة بين الشام والعراق، ويتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفاً؛ لأنهم جنوده، فاليهود من أخبث عباد الله وهو أضل عباد الله فيتبعونه ويؤوونه وينصرونه، ويكونون مسالح له -أي جنوداً مجندين- هم وغيرهم ممن يتبعهم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: “يا عباد الله فاثبتوا يا عباد الله فاثبتوا” يثبِّتنا عليه الصلاة والسلام، لأن الأمر خطير وقال عليه الصلاة والسلام: “من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات”، يأتيه الإنسان ويقول: لن يُضلني ولن أتأثر به، ولكن لا يزال يلقي عليه من الشبهات حتى يتبعه والعياذ بالله.
ـــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر – باب اليوم الآخر.
—————————————-
ثالثا: سبب تسمية: («عيسى عليه السَّلام»، و«الدَّجال» بِالمسيح)
سُمِّيَ عيسىٰ عليه الصَّلاةُ والسَّلام بـِ« المسيح »: لأنَّه كان يمسَحُ بيده ذا عاهة إلَّا بَرِىء. وقيلَ: لأنَّهُ كان أمْسَحَ الرّجْل، لا أخمص له. وقيلَ: لأنَّهُ خرج مِنْ بطن أُمِّه ممسوحًا بالدّهْنِ.وقيلَ: لأنَّه كان يمْسَح الأرض؛ أيْ: يَقْطَعُها. وقيلَ: المسيح الصِّديق. وقيلَ: هو بالعبرانيَّة: مَشِيحًا، فعُرِّب. أمّا الدَّجال فسمِّيَ به: لأنَّ عينه الواحدة ممسُوحَة. ويقالُ: رجلٌ ممسوح الوجه ومسيحٌ، هُوَ: ألَّا يبقىٰ علىٰ أحدِ شِقْى وجهه عينٌ ولا حاجبٌ إلاَّ اِسْتَوىٰ. وقيلَ: لأنَّه يمْسَح الأرض؛ أيْ: يَقْطَعُها. وقالَ أبُو الهيثم: إنَّه المِسّيح – بوزن سِكّيتٍ -، وإنَّه الَّذي مُسِحَ خَلْقُه؛ أيْ: شُوّهَ، وليسَ بشيء.اهـ. من ([ «النِّهاية فِي غريب الحديث والأثر» لابن الأثير – رحمه الله تعالىٰ – / ص: 869 / طبعة: دار ابن الجوزي 1427هـ. ])
————————————
رابعا : صحيح قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام
قال العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام وقتله إياه على سياق رواية أبي أمامة رضي الله عنه مضافا إليه ما صح عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم :
1 – يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم – [ ولا تكون حتى تقوم الساعة ] – أعظم من فتنة الدجال [ ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها ] [ وإنه لا يضر مسلما ]
2 – وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته [ الأعور ] الدجال [ إني لأنذركموه ]
3 – وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم
4 – وهو خارج فيكم لا محالة . [ إنه لحق وأما إنه قريب فكل ما هو آت قريب ] . [ إنما يخرج لغضبة يغضبها ] و [ لا يخرج حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ]
5 – فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم . ( وفي حديث أم سلمة : وإن يخرج بعد أن أموت يكفيكموه الله بالصالحين )
6 – وإنه يخرج [ من [ أرض ] قبل المشرق ] [ يقال لها : ( خراسان ) ] [ في يهودية أصبهان ] [ كأن وجوههم المجان المطرقة ] من خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا [ وعاث ] شمالا يا عباد الله فاثبتوا . [ ثلاثا ]
7 – فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي . ( وفي حديث عبادة : إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا )
8 – إنه يبدأ فيقول : أنا نبي ولا نبي بعدي
9 – ثم يثني فيقول : أنا ربكم . ولا ترون ربكم حتى تموتوا
10 – وإنه أعور [ ممسوح ] [ العين اليسرى ] [ عليها ظفرة غليظة ] [ خضراء كأنها كوكب دري ] [ عينه اليمنى كأنها عنبة طافية ] [ ليست بناتئة ولا حجراء ] [ جفال الشعر ] [ ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم ] إن ربكم ليس بأعور [ ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم أن ربكم ليس بأعور ] [ ثلاثا ] [ وأشار بيده إلى عينيه ] [ وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ]
11 – [ إنه يمشي في الأرض وإن الأرض والسماء لله ]
12 – [ إنه شاب قطط كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ] [ قصير أفحج دعج ] [ هجان ]
13 – [ وإنه آدم جعد ] [ جفال الشعر ]
14 – وإنه مكتوب بين عينيه : كافر يقرؤه [ من كره عمله أو يقرؤه ] كل مؤمن كاتب أو غير كاتب
15 – وإن من فتنته أن معه جنة ونارا [ ونهرا وماء ] [ وجبل خبز ] [ وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار ] فناره جنة وجنته نار– [ وسأله المغيرة بن شعبة عنه ؟ فقال : قلت : إنهم يقولون : معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء ؟ قال : هو أهون على الله من ذلك ] ( وفي حديث آخر : [ معه نهران يجريان أحدهما – رأي العين – ماء أبيض والآخر – رأي العين – نار تأجج ] [ فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار ] [ وليغمض [ عينيه ] ثم ليطأطئ [ رأسه ] فإنه يجده ماء [ باردا عذبا ] [ طيبا ] [ فلا تهللوا ] . وفي أخرى : فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره )
16 – فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ [ عليه ] فواتح سورة ( الكهف ) [ فإنها جواركم من فتنته ]
17 – وإن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم . فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك
18 – وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين
19 – وإن من فتنته أن يمر بالحي [ فيدعوهم ] فيكذبونه [ فينصرف عنهم ] فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت
20 – وإن من فتنته أن يمر بالحي [ فيدعوهم ] فيصدقونه [ ويستجيبون له ] فيأمر السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا
21 – ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل
22 – [ يخرج في ] زمان اختلاف من الناس وفرقة [ ( و ) بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين فيرد كل منهل فتطوى له الأرض طي فروة الكبش ]
23 – [ ولا يخرج حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق [ يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ] فيخرج إليهم جيش من المدينة من من خيار أهل الأرض يومئذ . فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم . فيقول المسلمون : لا . والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم [ وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ] فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم – [ هم ] أفضل الشهداء عند الله – ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا [ فيجعل الله الدبرة عليهم ( أي الروم ) فيقتتلون مقتلة إما قال : لا يرى مثلها وإما قال : لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم ؟ ] فيبلغون قسطنطينية فيفتحونها ( وفي رواية : سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر ؟ قالوا : نعم يا رسول الله قال : لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جوانبها الذي في البحر ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر . فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا ) فبينما هم يقتسمون الغنائم – قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح [ الدجال ] قد خلفكم في أهليكم . [ فيرفضون ما بأيديهم ] فيخرجون وذلك باطل [ فيبعثون عشرة فوارس طليعة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ] فإذا جاؤوا الشام خرج ]
24 – وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا [ أربع مساجد : مسجد ] مكة و [ مسجد ] المدينة [ والطور ومسجد الأقصى ]
25 – وإن أيامه أربعون يوما يوما كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قالوا : فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا اقدروا له قدره قالوا : وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ]
26 – وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله قيل : فما يعيش الناس في ذلك الزمان ؟ قال : التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام
27 – لا يأتي مكة والمدينة من نقب من نقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة
28 – [ وإنه ليس من بلدة إلا يبلغها رعب المسيح [ الدجال ] إلا المدينة [ لها يومئذ سبعة أبواب ] على كل نقب من نقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح ]
29 – حتى ينزل عند السبخة [ سبخة الجرف ] [ دُبر أحد ] [ فيضرب رواقه ]
30 – فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص [ وأكثر من يخرج إليه النساء ]
31 – [ فيتوجه قبله رجل من المؤمنين [ ممتليء شبابا ] [ هو يومئذ خير الناس أو من خيرهم ] فتلقاه المسالح – مسالح الدجال – فيقولون له : أين تعمد ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الذي خرج . قال : فيقولون له : أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول : ما بربنا خفاء . فيقولون : اقتلوه . فيقول بعضهم لبعض : أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه ؟فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال : يا أيها الناس [ أشهد أن ] هذا الدجال الذي ذكر ( وفي طريق : الذي حدثنا ) رسول الله صلى الله عليه وسلم [ حديثه ] قال : فيأمر الدجال به فيشبح فيقول : خذوه وشبحوه . فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال : فيقول : أو ما تؤمن بي ؟ قال : فيقول : أنت المسيح الكذاب [ فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا ] . قال : فيؤمر به فيؤشر المئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه [ فيقتله ] ( وفي حديث النواس : فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ) . قال : ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له : قم . فيستوي قائما قال : [ ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك ] ثم يقول له : أتؤمن بي ؟ فيقول : [ والله ] ما ازددت فيك إلا بصيرة . قال : ثم يقول : يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس . قال : فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا قال : فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ]
32 – [ ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام ] [ ثم يأتي جبل إيليا فيحاصر عصابة من المسلمين ] [ فيلقى المؤمنون شدة شديدة ] [ ويفر الناس من الدجال في الجبال ] فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم يومئذ قليل
33 – وإمامهم رجل صالح [ وقال صلى الله عليه وسلم : المهدي منا آل البيت [ من أولاد فاطمة ] يصلحه الله في ليلة ] [ يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ] [ أجلى الجبهة أقنى الأنف ] [ يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ] [ يملك سبع سنين ]– وقال صلى الله عليه وسلم : ( عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار : عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام ) – وقال : ( من أدركه منكم فليقرئه مني السلام )
34 – [ فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم [ من السماء ] عيسى بن مريم الصبح ] [ عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ]
35 – [ ليس بيني وبينه نبي ( يعني : عيسى ) وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه : رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ) – وقال : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم ( وفي رواية : وأمكم ) منكم ؟ ) . قال : ابن أبي ذئب : تدري ما ( أمكم منكم ) ؟ قلت : تخبرني . قال : فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ) ]
36 – فرجع ذلك الإمام ينكص – يمشي القهقرى – ليتقدم عيسى [ فيقول : تعال صل لنا ] . فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : [ لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ] تقدم فصل . فيصلي بهم إمامهم
37 – [ ثم يأتي الدجال جبل ( إيلياء ) فيحاصر عصابة من المسلمين ] [ فيقول لهم الذين عليهم : ما تنتظرون بهذا الطاغية [ إلا ] أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا ]
38 – [ فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة ][ صلاة الصبح ] [ فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم ] [ فيؤم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال : سمع الله لمن حمده قتل الله المسيح الدجال وظهر المسلمون ] . فإذا انصرف قال : افتحوا الباب . فيفتح وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج [ فيطلبه عيسى عليه الصلاة والسلام ]
39 – [ فيذهب عيسى بحربته نحو الدجال ] فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء [ فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريه دمه في حربته ] فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله [ فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق ]
40 – فيهزم الله اليهود [ ويسلط عليهم المسلمون ] [ ويقتلونهم ] فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة – إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق – إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي [ ورائي ] فتعال فاقتله
41 – [ ثم يلبث الناس بعده سنين سبعا ليس بين اثنين عداوة ]
42 – فيكون عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في أمتي [ مصدقا بمحمد صلى الله عليه وسلم على ملته ] حكما عدلا وإماما [ مهديا ] مقسطا [ فيقاتل الناس على الإسلام ف ] يدق الصليب ويذبح الخنزير [ وتجمع له الصلاة ] ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض [ والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ] [ حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ] [ وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين ] . – [ والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج ( الروحاء ) حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما ]
43 – ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذا أوحي الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء . [ ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر – وهو جبل الخمر – وهو جبل بيت المقدس – فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما ] ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لكتفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ] ويكون الثور بكذا وكذا من المال وتكون الفرس بالدريهمات – [ وقال صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لعيش بعد المسيح طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات فلو بذرت حبك على الصفا لنبت ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ) ]
44 – وتنزع حمة كل ذات حمة [ وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ] حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره . وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها [ ثم يقال : تكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم ]
45 – [ فيمكث عيسى عليه الصلاة والسلام في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ]
46 – فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا [ باردة من قبل الشام ] فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ( وفي حديث ابن عمرو : لا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه ) ويبقى شرار الناس [ في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا قال : فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ] يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة ]
47 – [ ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا أول من يسمع رجل يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله – وقال : ينزل الله – مطرا كأنه الطل أو الظل – شك من الراوي – فتنبت منه أجساد الناس ثم نفخ فيه أخرى فإذا قيام هم ينظرون [ الزمر : 68 ] ثم يقال : يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسؤولون [ الصافات : 24 ] . ثم يقال : أخرجوا بعث النار فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين . فذاك يوم يجعل الولدان شيبا [ المزمل : 17 ] وذلك يوم يكشف عن ساق [ القلم : 42 ) ]
المصدر : كتاب ( قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ) للعلامة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى وهناك ذكر الشيخ الألباني مصادر هذه الأحاديث و طرقها و الحكم عليها . للاختصار اقتصرنا على ذكر نص الحديث فقط و من أراد الاستزادة فليرجع إلى الكتاب .
—————————–
وجاء في عون المعبود في كتاب الملاحم في الباب الرابع عشر باب خروج الدجال ص٢٩٥ في معنى الدجال
الدجال هو فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية، وسمي دجّالا لأنه يغطي الحق بالكذب، وقيل لضربه نواحي الأرض، يقال دَجَل مخففا ومشددا إذا فعل ذلك، وقيل بل قيل ذلك لأنه يغطي الأرض فرجع إلى الأول. وقال القرطبي في التذكرة اختلف في تسميته دجّالا على عشرة أقوال.
وقد جاء أيضا في نفس الكتاب والباب ص ٣٠٨ قال الشوكاني في رسالته المسماة بالتوضيح في تواتر ما جاء في الأحاديث في المهدي والدجال والمسيح : وقد ورد في نزول عيسى عليه السلام من الأحاديث تسعة وعشرون حديثا، ثم سردها وقال بعد ذلك : وجميع ماسقناه بالغ حد التواتر كما لايخفى على من له فضل اطلاع، فتقرر بجميع ما سقناه أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى عليه السلام متواترة. انتهى.
وعن الحديث الأول رقم 1383 ذكر الدكتور محمد بن غيث في كتابه المسمى أحاديث أشراط الساعة وفقهها في الفصل الأول الأشراط الكبرى الأرضية المبحث الأول خروج المسيح الدجال-عليه لعنة الله- ص٤٩٥ رواه البزار، ح(٩٦٤٢)، وابن حبان، ح(٦٨١٢) وقال الأرناؤوط في تعليقه: (إسناده قوي)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣٤٩/٧): (رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة).
قلت سيف : وقد حاول صاحبنا حسين وعبدربه جمع كلام أهل العلم في الحكم على الأحاديث، فنسأل الله أن ييسر مراجعتها، ثم ننقلها في شرح حديث آخر.