1420 التعليق على الصحيح المسند
سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة؛
————-
الصحيح المسند
1420 حديث أبي هريرة( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )
——–
لا يستطيع أحد أن يدفع عن نفسه شيئا :
ترى بعض المسلمين يعكفون على قبور الموتى، ويسألونهم حاجتهم، وهم عبيد مثلهم لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا فالحسين لم يستطع أن يمنع عن نفسه القتل، أن يدفع عن ـ البلاء، ويجلب النفع ؟
والأموات يحتاجون إلى دعاء الأحياء، فنحن ندعو لهم، ولا ندعوهم من دون الله، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: 20 – 21].
فضل الدعاء
– “لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل، وإنَّ البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء، فيتعالجان إلى يوم القيامة” أخرجه الترمذي وحسَّنه الألباني في صحيح الترمذي (2813)
من أسباب دفع البلاء :
– الصدقة وقاية للمال وسببا لدفع البلاء.
أن الله يدفع بالصدقة أنواعا من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: (وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)صحيح الجامع، والصحيح المسند 285
تكلمنا على أنواع الصبر وفضله في الحديث الذي في
الصحيح المسند
1410- وقال الإمام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد: حدثنا قرة بن حبيب قال حدثنا إياس بن أبى تميمة عن عطاء بن أبى رباح عن أبى هريرة: قال جاءت الحمى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت ابعثنى إلى آثر أهلك عندك فبعثها إلى الأنصار فبقيت عليهم ستة أيام ولياليهن فاشتد ذلك عليهم فأتاهم في ديارهم فشكوا ذلك إليه فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعو لهم بالعافية فلما رجع تبعته امرأة منهم فقالت والذي بعثك بالحق إني لمن الأنصار وإن أبى لمن الأنصار فادع الله لي كما دعوت للأنصار قال ما شئت إن شئت دعوت الله أن يعافيك وإن شئت صبرت ولك الجنة قالت بل أصبر ولا أجعل الجنة خطرا.
هذا حديث صحيح
من الأحاديث التي ذكرناها في فضل الصبر :
ما ورد في الحديث ( ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته )أخرجه البخاري 5641 أخرجه مسلم 2573 ، وراجع
السلسلة الصحيحة برقم : 2503
وكذلك ورد ( أبشري يا أم العلاء ! فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه ؛ كما تذهب النار خبث الذهب والفضة )
صحيح .السلسلة الصحيحة برقم : 714
وقد سبق جمع الأحاديث في فضل المرض والصبر عليها؛ تحت حديث 934 من الصحيح المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 🙁 ما من عمل يوم إلا وهو يختم عليه ولا ليلة إلا وهو يختم عليه، ولا ليلة إلا وهو يختم عليها، حتى إذا حيل بين العبد وبين العمل، قال الحفظة : يا ربنا، هذا عمل عبدك قبل أن يحال بينه وبين العمل، وأنت أعلم )….
وتكلمنا على الأحاديث من حيث التصحيح والتضعيف ، وذكرنا لها شواهد تتقوي بها .
– الرغبة إلى الله في رفع المرض أفضل من سؤال الله البلاء، بل أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل خفت فصار مثل الفرخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هل كنت تدعو بشئ قال :نعم كنت أقول :اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا قلت :اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؛ قال :فدعا الله له فشفاه. أخرجه مسلم 2688
تنبيه :
ونقل الشيخ مقبل في الشفاعة حديث غريب :
– وقال البزار رحمه الله كما في “تفسير ابن كثير” رحمه الله (ج3 ص208) : عن عبدالله بن شبيب عن أبي شيبة عن عبدالله بن عبدالملك عن أبي قتادة العدوي عن ابن أخي الزهري عن عمه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((ما من عبد يعمّر في الإسلام أربعين سنةً إلاّ صرف الله عنه أنواعًا من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين سنةً ليّن الله له الحساب، فإذا بلغ ستين سنةً رزقه الله الإنابة إليه بما يحبّ، فإذا بلغ سبعين سنةً غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر (2) ، وسمّي أسير الله وأحبّه أهل السّماء، فإذا بلغ الثّمانين تقبّل الله منه حسناته وتجاوز عن سيّئاته، فإذا بلغ التّسعين غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وسمّي أسير الله في أرضه، وشفّع في أهل بيته)).
– وقال البيهقي في “الزهد” كما في “اللآلي المصنوعة” (ج1 ص144): حدثنا أبوعبدالله الحافظ وغيره قالوا: حدثنا أبوالعباس (3) محمد بن يعقوب حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبدالله بن محمد بن رمح بن المهاجر أنبأنا ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أنس به.
قال السيوطي نقلاً عن الحافظ: وهذا أمثل طرق الحديث فإن رجاله ثقات، وبكر بن سهل وإن كان النسائي تكلّم فيه فقد توبع عليه، قال إسماعيل بن الفضل الاخشيد في “فوائده”: حدثنا أبوطاهر بن عبدالرحيم حدثنا أبوبكر بن المقري حدثنا أبوعروبة الحراني حدثنا مخلد بن مالك حدثنا الصنعاني، هو حفص بن ميسرة به.
قال أبو عبدالرحمن-يعني الشيخ مقبل – : غالب أسانيد هذه الأحاديث تدور على مجروحين ومجاهيل إلا الحديث الذي رواه البيهقي في “الزهد” مع متابعة بكر بن سهل، فالذي يظهر لي أن الحديث بمجموع طرقه صالح للحجية. والله أعلم.
وإن كنت تريد المزيد راجعت “القول المسدد في الذبّ عن مسند أحمد” ص(29) -إلى آخر البحث حول الحديث-، و”اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة” (ج1 ص138) -إلى آخر البحث حول الحديث-، و”الخصال المكفرة” للحافظ ابن حجر (ج1 ص264) -من الرسائل المنيرية- و”مجمع الزوائد” (ج10 ص205-206)، فقد قال في بعض طرق حديث أنس: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات.انتهى كلام الشيخ مقبل من كتابه الشفاعه
قلت : لكن المعلمي رد هذه المتابعات بكلام نفيس في حاشيته على الفوائد 482 وأورده محقق القول المسدد مختصرا في تعقبه على ابن حجر
فالحديث منكر لا يصح.
عدم اليأس من روح الله :
وذكر بعض لجان الفتوى أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب؛ فقالوا :
والله تعالى أخبر عن نفسه بأنه “غافر الذنب” واسمه تعالى: “الغفار”.
وقال سبحانه: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] (النساء: 116) .
ولا شك أن الذنوب والمعاصي توجب سخط الله وعقابه، ولكن دلت نصوص الكتاب وانسنة على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب:
السبب الأول: التوبة، وهذا متفق عليه بين المسلمين.
قال تعالى: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ] (الزمر: 53-54) ، وقال تعالى: [أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] (التوبة: 104) . وقال سبحانه: [وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ] (الشورى: 25) .
وللتوبة النصوح شروط ذكرها أهل العلم.
السبب الثاني: الاستغفار، كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم .
السبب الثالث: الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، كما قال تعالى: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ] (هود: 114) . وقال صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر . وقال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . وقال: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه . وقال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.
السبب الرابع الدافع لعقاب الله: دعاء المؤمنين للمؤمن، مثل صلاتهم على جنازته، فعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شفعوا فيه.
وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه . رواهما مسلم .
السبب الخامس: ما يعمل للميت من أعمال البر كالصدقة ونحوها، فإن هذا ينتفع به بنصوص الكتاب والسنة الصحيحة واتفاق الأئمة، وكذلك العتق والحج، بل قد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال: من مات وعليه صيام صام عنه وليه . وثبت مثل ذلك في الصحيح من صوم النذر من وجوه أخرى.
السبب السادس: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة، كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة .
السبب السابع: المصائب، وهي كل ما يؤلم من هم أوحزن أو أذى في مال أو عرض أو جسد أو غير ذلك، لكن ليس هذا من فعل العبد، وهذه المصائب يكفر الله بها في الدنيا، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه . ولما نزل قوله تعالى: [مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ] (النساء: 123) . قال أبو بكر : يا رسول الله: قد جاءت قاصمة الظهر، وأينا لم يعمل سوءا؟! فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر: ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأوى؟ فذلك ما تجزون به.
السبب الثامن: ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة، فإن هذا مما تكفر به الخطايا.
السبب التاسع: أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.
السبب العاشر: رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد، فالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء سبحانه.
وما تقدم من مكفرات الذنوب متعلق بالذنوب المطلقة، ولكن هناك كفارات أخرى مقدرة، وهي الهدي والعتق والصدقة وصيام، كما يكفر المجامع في رمضان والمظاهر والمرتكب لبعض محظورات ا لحج أو تارك بعض واجباته أو قاتل الصيد.
ولمزيد بيان راجع كتاب “معرفة الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة” للإمام الحافظ ابن حجر.
مما يمحوا الله به الخطايا :
الوضوء.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 🙁 إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب )رواه مسلم.
وحديث الحدود كفارات
وحديث من حج فلم يرفث…
وحديث الصلوات الخمس والجمعه الجمعه ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينها…
وحديث حتى الشوكة يشاكها…
وغيرها من النصوص وقد جمعت أحاديث كثيرة في كتاب : الخصال الواردة في كتاب الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة
الخصلة الأولى :إسباغ الوضوء ـ رقم الحديث 6ـ 8
الخصلة الثانية : قول مثل قول المؤذن ـ رقم الحديث 9
الخصلة الثالثة : صلاة التسبيح ـ رقم الحديث 10 .
الخصلة الرابعة : موافقة تأمين الملائكة – رقم الحديث 11 ـ 12.
الخصلة الخامسة : صلاة الضحى – رقم الحديث 14 .
الخصلة السادسة : قراءة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين بعد صلاة الجمعة ــ رقم الحديث 15 ـ 16 .
الخصلة السابعة : صيام رمضان وقيامه ـ رقم الحديث 17 ـ 22 .
الخصلة الثامنة : قيام ليلة القدر رقم الحديث 23 ـ 26
الخصلة التاسعة : صوم يوم عرفة ـ رقم الحديث 2 ، 27 ـ 28 .
الخصلة العاشرة : الإهلال من المسجد الأقصى رقم الحديث 29 ـ 31 .
الخصلة الحادية عشر : الحج الخالص لله رقم الحديث 33 ـ 35 .
الخصلة الثانية عشر : الصلاة خلف المقام رقم الحديث 36 .
الخصلة الثالثة عشر : الدعاء يوم عرفة رقم الحديث 37
الخصلة الرابعة عشر : قراءة آخر سورة الحشر
رقم الحديث 38 ـ 39 .
الخصلة الخامسة عشر : تعليم القرآن للأبناء
رقم الحديث 40 .
الخصلة السادسة عشر : فضل التسبيح والتكبير
رقم الحديث 41 .
الخصلة السابعة عشر : عد أمواج البحر مع التكبير
رقم الحديث 42 .
الخصلة الثامنة عشر : الرباط في مدينة عكا
رقم الحديث 43 .
الخصلة التاسعة عشر : قود الأعمى أربعين خطوة ـ رقم الحديث 44 .
الخصلة العشرون : السعي في حاجة المسلم
رقم الحديث 45 .
الخصلة الحادية والعشرون : فضل المصافحة ــ رقم الحديث 46 .
الخصلة الثانية والعشرون :حمد الله عقب الأكل واللبس رقم الحديث 47
الخصلة الثالثة والعشرون : فضل التعمير في الإسلام وأنه يشفعه الله في أهل بيته … – رقم الحديث 48 ـ 76 .
ويحتاج الكتاب إلى إفراد تحقيق فالطبعات المتداولة لم تهتم بتتبع الطرق والعلل، نسأل الله أن ييسر لمن يقوم بذلك.