[٦٦٧٠] (٢٦٢٩) فتح ذي النعم بالبدر الأتم شرح صحيح مسلم
شارك محمد البلوشي وعبدالله المشجري وعبدالله البلوشي ابوعيسى ، وعبدالله كديم وطارق أبي تيسير وعبدالحميد البلوشي وعبدالملك
وتعاون أحمد بن علي في تخريج الأحاديث الاخيرة في الشرح
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(٤٦) – (بابُ فَضْلِ الإحْسانِ إلى البَناتِ)
[٦٦٧٠] (٢٦٢٩) – (حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزاذَ، حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمانَ، أخْبَرَنا عَبْدُ اللهِ، أخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ (ح) وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَهْرامَ، وأبُو بَكْرِ بْنُ إسْحاقَ -واللَّفْظُ لَهُما- قالا: أخْبَرَنا أبُو اليَمانِ، أخْبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِي بَكْرٍ؛ أنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أخْبَرَهُ، أنَّ
عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ – ﷺ – قالَتْ: جاءَتْني امْرَأةٌ، ومَعَها ابْنَتانِ لَها، فَسَألَتْنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا، غَيْرَ تَمْرَةٍ واحِدَةٍ، فَأعْطَيْتُها إيّاها، فَأخَذَتْها، فَقَسَمَتْها بَيْنَ ابْنتَيْها، ولَمْ تَأْكُلْ مِنها شَيْئًا، ثُمَّ قامَتْ، فَخَرَجَتْ، وابْنَتاها، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ – ﷺ -، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَها، فَقالَ النَّبِيُّ – ﷺ -: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البَناتِ بِشَيْءٍ، فَأحْسَنَ إلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النّارِ».
==========
أولاً: شرح الحديث، وبيان مفرداته:
* ينظر شرح الصحيح المسند 939 من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابا من النار يوم القيامة).
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من ثمانيّات المصنّف بالنسبة للسند الأول، ومن سباعيّاته بالنسبة للثاني، وفيه ثلاثة من التابعين المدنيين روى بعضهم عن بعض: ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، وهو من الفقهاء السبعة، وفيه عائشة – رضي الله عنهما -، من المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنِ الزُّهْرِيِّ) وقد أخرجه الترمذيّ مختصرًا من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد عن معمر، بإسقاط عبد الله بن أبي بكر من السند، فإن كان محفوظًا احتَمَل أن يكون الزهريّ سمعه من عروة مختصرًا. انتهى [«الفتح» ١٣/ ٥٣٦، كتاب «الأدب» رقم (٥٩٩٥)].
ووقع في رواية عِراك بن مالك، عن عائشة الآتية: «جاءتني مسكينة، تَحْمِل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فاعطت كل واحدة منهنّ تمرةً، ورفعت تمرة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها، فأعجبني شأنها …» الحديث، وللطبرانيّ من حديث الحسن بن عليّ نحوه.
ويمكن الجمع بأن مرادها بقولها في حديث عروة:
«فلم تجد عندي غير تمرة واحدة»؛ أي: أخصّها بها، ويَحْتَمِل أنها لم يكن عندها في أول الحال سوى واحدة، فأعطتها، ثم وجدت ثنتين، ويَحْتَمِل تعدد القصة، قاله في «الفتح» [«الفتح» ١٣/ ٥٣٦ – ٥٣٧].
قال الأتيوبي عفا الله عنه: احتمال تعدّد القصّة هو الأقرب عندي، والله تعالى أعلم.
وفي رواية الطيالسيّ في «مسنده»: «قالت: دخل عليّ رسول الله – ﷺ -، وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك يا عائشة؟ قلت: يا رسول الله الوالدة، ورحمتها، وأخبرته، فقال رسول الله – ﷺ -:»من ابتلي بشيء منهنّ، فأحسن صحبتهنّ، كنّ له سترًا من النار«.
(فَقالَ النَّبِيُّ – ﷺ -:مَنِ ابْتُلِيَ) بالبناء للمفعول، من الابتلاء قال القرطبيّ -: هذا يفيد بحكم عمومه أن السِّتر من النار يحصل بالإحسان إلى واحدة من البنات، فأمّا إذا عال زيادة على الواحدة، فيحصل له زيادة على السِّتر من النار السَّبْق مع رسول الله – ﷺ – إلى الجنة، كما جاء في الحديث الآخر، وهو قوله: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو»
-وضمّ أصابعه- [«المفهم» ٦/ ٦٣٦].
وفي رواية للبخاريّ: «من يلي من هذه البنات شيئًا»، قال في «الفتح»:
واختُلف في المراد بالابتلاء، هل هو نفس وجودهنّ، أو ابتُلي بما يصدر
منهنّ؛ وكذلك هل هو على العموم في البنات، أو المراد من اتَّصَفَ منهنّ
بالحاجة إلى ما يُفعَل به؟ انتهى.
قال الأتيوبي عفا الله عنه: هكذا ذَكَر الاحتمالات في «الفتح»، ولم يرجّح
شيئًا، والذي يظهر لي أن المراد:
الابتلاء بما يصدر منهن، من القيام بتربيتهنّ، ثم تزويجهنّ، ثم ما يحصل لهنّ من مشكلات الحياة، والله تعالى أعلم.
وقال النوويّ -: إنما سمّاه ابتلاءً؛ لأن الناس يكرهونهنّ في العادة؛ قال الله تعالى: ﴿وإذا بُشِّرَ أحَدُهُمْ بِالأُنْثى ظَلَّ وجْهُهُ مُسْوَدًّا وهُوَ كَظِيمٌ (٥٨)﴾ [النحل ٥٨] [«شرح النوويّ» ١٦/ ١٧٩].
(فَأحْسَنَ إلَيْهِنَّ) قال القرطبيّ -؛ أي: صانهنّ، وقام بما يُصلحهن، ونَظَر في أصلح الأحوال لهنّ، فمن فعل ذلك، وقَصَد به وجه الله تعالى، عافاه الله تعالى من النار، وباعده منها، وهو المعبَّر عنه بالسِّتر من النار، ولا شكّ في أن من لم يدخل النار دخل الجنة، وقد دلّ على ذلك قوله في الرواية الأخرى في المرأة التي قسمت التمرة بين بنتيها: «إن الله قد أوجب لها الجنة، وأعاذها من النار». انتهى [»المفهم” ٦/ ٦٣٦].
وقال في «الفتح»:
قوله: «فأحسن إليهنّ» هذا يُشعر بأن المراد بقوله في أول الحديث: «مِن هذه» أكثر من واحدة، وقد وقع في حديث أنس الآتي في الباب: «من عال جاريتين»، ولأحمد من حديث أم سلمة: «من أنفق على ابنتين، أو أختين، أو ذاتَي قرابة، يحتسب عليهما»، والذي يقع في أكثر الروايات بلفظ الإحسان، وفي رواية عبد المجيد: «فصبر عليهنّ»، ومثله في حديث عقبة بن عامر في «الأدب المفرد»، وكذا وقع في ابن ماجه، وزاد:
«وأطعمهنّ، وسقاهنّ، وكساهنّ»، وفي حديث ابن عباس، عند الطبرانيّ:
«فأنفق عليهنّ، وزوّجهنّ، وأحسن أدبهنّ»، وفي حديث جابر، عند أحمد،
وفي «الأدب المفرد»: «يؤويهنّ، ويرحمهنّ، ويكفلهنّ»، زاد الطبريّ فيه:
«ويزوجهنّ»، وله نحوه من حديث أبي هريرة في «الأوسط»، وللترمذيّ، وفي
«الأدب المفرد» من حديث أبي سعيد: «فأحسن صحبتهنّ، واتقى الله فيهنّ»،
وهذه الأوصاف يجمعها لفظ الإحسان الذي اقتصر عليه في حديث الباب.
وقد اختُلِف في المراد بالإحسان:
هل يُقتصر به على قدر الواجب، أو بما زاد عليه؛
والظاهر الثاني، فإن عائشة – رضي الله عنها أعطت المرأة التمرة، فآثرت بها ابنتيها، فوصفها النبيّ – ﷺ – بالإحسان بما أشار إليه من الحكم المذكور، فدلّ على أن من فعل معروفًا لم يكن واجبًا عليه، أو زاد على قَدْر الواجب عليه عُدّ محسنًا، والذي يقتصر على الواجب، وإن كان يوصف بكونه محسنًا، لكن المراد من الوصف المذكور قَدْر زائد، وشَرْط الإحسان أن يوافق الشرع، لا ما خالفه، والظاهر أن الثواب المذكور إنما يحصل لفاعله، إذا استمر إلى أن يحصل استغناؤهنّ عنه بزوج أو غيره، كما أشير إليه في بعض ألفاظ الحديث، والإحسان إلى كل أحد بحسب حاله.
وقد جاء أن الثواب المذكور يحصل لمن أحسن لواحدة فقط، ففي
حديث ابن عباس المتقدم: «فقال رجل من الأعراب: أو اثنتين؛ فقال: أو اثنتين«، وفي حديث عوف بن مالك، عند الطبرانيّ:»فقالت امرأة«، وفي
حديث جابر:»وقيل«، وفي حديث أبي هريرة:»قلنا«، وهذا يدلّ على تعدد السائلين، وزاد في حديث جابر:»فرأى بعض القوم أن لو قال: وواحدة؟
لقال: وواحدة«، وفي حديث أبي هريرة:»قلنا: وثنتين؟ قال: وثنتين، قلنا:
وواحدة؟ قال: وواحدة .
(كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النّارِ») كذا في أكثر الأحاديث التي تقدّمت الإشارة
إليها، ووقع في رواية عبد المجيد: «حجابًا»، وهو بمعناه، والله تعالى أعلم.
وحديث عائشة – رضي الله عنها – هذا متّفقٌ عليه.
قال ابن باز : الحديث عام للأب والأم بقوله – صلى الله عليه وسلم – : «من كان له ابنتان فأحسن إليهما كن له سترًا من النار» وهكذا لو كان له أخوات أو عمات أو خالات أو نحوهن فأحسن إليهن فإنا نرجو له بذلك الجنة .
الحديث:
[٦٦٧١] (٢٦٣٠) – (حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا بَكْرٌ -يَعْنِي: ابْنَ
مُضَرَ- عَنِ ابْنِ الهادِ، أنَّ زِيادَ بْنَ أبِي زِيادٍ مَوْلى ابْنِ عَيّاش، حَدَّثَهُ عَنْ عِراكِ بْنِ
مالِكٍ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ عائِشَةَ، أنَّها قالَتْ: جاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ، تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَها، فَأطْعَمْتُها ثَلاثَ تَمَراثٍ، فَأعْطَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُما
تَمْرَةً، ورَفَعَتْ إلى فِيها تَمْرَةً لِتَأْكُلَها فاسْتَطْعَمَتْها [“وفي نسخة: «فاستطعمها»”] ابْنَتاها، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتى كانَتْ تُرِيدُ أنْ تَأْكُلَها بَيْنَهُما، فَأعْجَبَنِي شَأْنُها، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ – ﷺ -، فَقالَ: «إنَّ اللهَ قَدْ أوْجَبَ لَها بِها الجَنَّةَ، أوْ أعْتَقَها بِها مِنَ النّارِ»).
شرح الحديث:
قال الفيّوميّ: قال الأصمعيّ: المِسْكِينُ أحسن حالًا من الفَقِيرِ، وهو الوجه؛
لأن الله تعالى قال: ﴿أمّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ﴾ [الكهف ٧٩]، وكانت تساوي جملةً، وقال في حقّ الفقراء: ﴿لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجاهِلُ أغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾ [البقرة ٢٧٣]، وقال ابن الأعرابيّ: المِسْكِينُ هو
الفقير، وهو الذي لا شيء له، فجَعَلهما سواءً، والمِسْكِينُ أيضًا الذليلُ المقهورُ،
وإن كان غنيًّا، قال تعالى: ﴿وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والمَسْكَنَةُ﴾ [البقرة ٦١] انتهى [«المصباح المنير» ١/ ٢٨٣].
وفي رواية ابن حبّان: «إن الله قد أوجب لها الجنّة، وأعتقها بها من النار»، والله تعالى أعلم.
وحديث عائشة – رضي الله عنها- هذا من أفراد المصنّف -.
مسألة:
في انتقاد الحفّاظ على مسلم في هذا الحديث:
قال الحافظ أبو الحسين العطّار – في «غرر الفوائد»: وفي سماع عراك
من عائشة – رضي الله عنها- نظر؛ فإنه إنما يروي عن عروة، عن عائشة، وقد ذكر الإمام أبو
عبد الله أحمد بن حنبل: أن حديثه عن عائشة مرسل، وقال موسى بن هارون
الحافظ: لا نعلم له سماعًا من عائشة، …. وقد جمعهما بلد واحد، وعصر
واحد، وهذا ومثله محمول على السماع عند مسلم والله أعلم.
انتهى [«غرر الفوائد» ١/ ٢٥٥ – ٢٥٧].
وقد أخرج الحديث ابن ماجه بسند آخر صحيح، فقال في «سننه»:
(٣٦٦٨) – حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، عن مسعر،
أخبرني سعد بن إبراهيم، عن الحسن، عن صعصعة، عَمِّ الأحنف، قال:
دخلت على عائشة امرأة، معها ابنتان لها، فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل
واحدة منهما تمرة، ثم صَدَعَت الباقية بينهما، قالت: فأتى النبيّ – ﷺ -، فحدَّثَته، فقال: «ما عَجَبُك؟ لقد دخلت به الجنة». انتهى [«سنن ابن ماجه» ٢/ ١٢١٠].
قال البوصيريّ -﵀-: هذا إسناد صحيح. انتهى، وهو كما قال،
وصعصعة هو ابن معاوية التميميّ عمّ الأحنف بن قيس، له صحبة، وقيل: إنه
مخضرم [«تقريب التهذيب» ص ١٥٢]، والله تعالى أعلم.
الحديث:
[٦٦٧٢] (٢٦٣١) – (حَدَّثَنِي عَمْرٌو النّاقِدُ، حَدَّثَنا أبُو أحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ،
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أبِي بَكْرِ بْنِ أنَسٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ
مالِكٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ – ﷺ -: «مَن عالَ جارِيتَيْنِ، حَتّى تَبْلُغا، جاءَ يَوْمَ القِيامَةِ أنا وهُوَ»، وضَمَّ أصابِعَهُ).
(حَتّى تَبْلُغا)؛ حتى تستقل بالزواج . وهي إذا بلغت أحق بالرعاية . قال القرطبيّ: ولهذا المعنى قال علماؤنا: لا تسقط النفقة عن والد الصبية بنفس بلوغها، بل بدخول الزوج بها. انتهى [«المفهم» ٦/ ٦٣٦ – ٦٣٧].
وقال النوويّ : معنى عالهما: قام عليهما بالمؤنة، والتربية، ونحوهما، مأخوذ من العَول، وهو القُرْب، ومنه: ابدأ بمن تعول، ومعناه: جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين. انتهى [«شرح النوويّ» ١٦/ ١٨٠].
(جاءَ يَوْمَ القِيامَةِ أنا وهُوَ») قال القاضي عياض : قوله: «من عال جاريتين جاء يوم القيامة أنا وهو، وضمّ أصابعه» كذا في كتاب مسلم، ويَحْتَمِل أن تمامه: كهاتين، أو كهذه، وضمّ أصابعه، كما قال في الحديث الآخر: «كهاتين، وقرَن أصابعه». انتهى [«مشارق الأنوار» ٢/ ٤٠٥].
قال الأتيوبي عفا الله عنه (وضَمَّ أصابِعَهُ): إصبعيه، وهما الوسطى، والتي تليها، كما هو مفسّر في رواية ابن حبّان؛
قال ابن حبّان : قوله -ﷺ-: «كنت أنا وهو في الجنة كهاتين» أراد به في الدخول والسبق، لا أن مرتبة من عال ابنتين، أو أختين في الجنة كمرتبة المصطفى -ﷺ- سواء.- انتهى [«صحيح ابن حبان» ٢/ ١٩١]، والله تعالى أعلم.
وحديث أنس بن مالك هذا من أفراد المصنّف .
أولاً: تبويبات الأئمة:
* بوب البخاري في صحيحه 1418 بَابٌ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَالقَلِيلِ مِنَ الصَّدَقَةِ.
* بوب البغوي في شرح السنة (6/185) باب فضل الصدقة على الأولاد والأقارب، قال الله سبحانه وتعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة {14} يتيما ذا مقربة {15}} [البلد: 14 – 15]، أي: ذا قرابة، يقال: هو ذو مقربتي وذو قرابتي، وقلما يقال: فلان قرابتي.
* قال البيهقي في الشعب (7/457): الخامس و السبعون من شعب الإيمان و هو باب في رحم الصغير و توقير الكبير قال : فإنها ذكرتها في باب واحد لأن المعنى معاملة كل أحد بحسب سنة و قدر قوته و بما يليق بمنزلته فالذي يقتضيه حال الصغير أن يرحم و الذي تقضيه حال الكبير أن يوقر.
* وبوب البيهقي في كتاب الآداب ص 10 بَابٌ: فِي رَحْمَةِ الْأَوْلَادِ وَتَقْبِيلِهِمْ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، وأورد أحاديث كثيرة في هذا الباب فلتراجع
* بوب البيهقي في السنن الكبرى باب النفقة على الأولاد، قال الله جل ثناؤه: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} [البقرة: 233] وقال: {فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن} [الطلاق: 6]، وأورد أربعة أحاديث منها حديث الباب
* بوب أبو عوانة في مستخرجه (20/131): باب: ثواب من يعدل بين أولاده في القسمة، والإحسان إلى البنات، وثواب من قدم ثلاثة من الولد، أو اثنين فصبر، وثواب من عال جاريتين.
الفوائد الباب:
١ – (منها): بيان فضل الإحسان إلى البنات، والنفقة عليهنّ، والصبر عليهنّ، وعلى سائر أمورهنّ.
٢ – (ومنها): تأكيد حقّ البنات؛ لِما فيهنّ من الضعف غالبًا عن القيام بمصالح أنفسهنّ، بخلاف الذكور؛ لِما فيهم من قوة البدن، وجزالة الرأي، وإمكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال.
٣ – (ومنها): جواز سؤال المحتاج، ولا سيّما إذا كانت امرأة معها البنات ٠
٤ – (ومنها): سخاء عائشة – رضي الله عنها-؛ لكونها لم تجد إلا تمرة فآثرت بها.
٥ – (ومنها): أن القليل لا يمتنع التصدق به؛ لحقارته، بل ينبغي للمتصدق أن يتصدق بما تيسَّر له قَلّ أو كثر.
٦ – (ومنها): جواز ذِكر المعروف، إن لم يكن على وجه الفخر، ولا المنّة.
٧ – (ومنها): ما قاله ابن بطال -: إنما سمّاه ابتلاء؛ لأن الناس يكرهون البنات، فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك، ورَغَّب في إبقائهنّ، وتَرْك
قتلهنّ بما ذُكر من الثواب الموعود به مَن أحسن إليهنّ، وجاهد نفسه في الصبر
عليهنّ، وقال الحافظ العراقيّ- في «شرح الترمذيّ»: يَحْتَمِل أن يكون معنى
الابتلاء هنا: الاختبار؛ أي: من اختُبِر بشيء من البنات؛ ليُنظَر ما يفعل،
أيُحسِن إليهنّ، أو يسيء؟ ولهذا قيّده في حديث أبي سعيد – رضي الله عنه- بالتقوى، فإن من لا يتقي الله لا يأمن أن يتضجر بمن وكَله الله إليه، أو يُقصّر عما أُمر بفعله،
أو لا يقصد بفعله امتثال أمر الله، وتحصيل ثوابه [«الفتح» ١٣/ ٥٣٨]، والله تعالى أعلم.
[البحر المحيط الثجاج، بتصرف يسير].
8- أكرام الإسلام للمرأة خلافا لاهل الجاهلية قبل الإسلام :
وإذا نظرنا في كتاب الله وجدناه يشنع على أهل الجاهلية الأولى، أن الواحد منهم كان يستاء إذا بشر بالأنثى يظل وجهه مسودًا وهو كظيم، ثم يستحي من قومه فيتوارى عنهم خجلًا، ثم يأخذ يحدث نفسه أيأدها فيدفنها حيةً أم يبقيها على الهون والذل؟!
قال الله فيهم: {وَيَجعَلُونَ لِلَّهِ البَنَـاتِ سبحانه وَلَهُم مَّا يَشتَهُونَ وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُم بِالأنثَى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ القَومِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ, أَم يَدُسٌّهُ فِي التٌّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحكُمُونَ} [النحل: 57-59].
وهذه المشاعر الجاهلية لا تزال تعشعش في قلوب بعض الرجال ولاسيما إذا كثر من امرأته إنجاب البنات مع أن المرأة كالأرض تنبت ما يلقي الزارع فيها من البذور.
قال –عزَّ وجلَّ: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا﴾ [الشورى:49-50].
وتأمل كيف قدم الإناث ردًا على من كان يحقر من شأنهن،
ومن هنا ندرك أن قرة العين على الحقيقة ليس بأن يكون المولود ذكرًا أو أنثى، إنما تتحقق إذا كانت ذريةً صالحةً طيبة، ذكورًا كانوا أم إناثًا، يقول –عزَّ وجلَّ- في وصف عباد الرحمن: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان:74].
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه أحكام المولود: «فقسم الله سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام اشتمل عليها الوجود، وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد فقد وهبهما إياه، وكفى بالعبد تعرضًا لمقته أن يتسخط ما وهبه، وبدأ سبحانه بذكر الإناث: فقيل جبرًا لهن لأجل استثقال الوالدين لمكانهن…».
وقال صالح بن أحمد: كان أبي إذا ولد له ابنة يقول: «الأنبياء كانوا آباء بنات» ويقول: «قد جاء في البنات ما قد علمت»……
9- والاكرام الإسلامي للمرأة هو الإكرام الحقيقي خلافا لجاهلية الكفار الغربيين والشرقيين الذين يجعلونها سلعة .
ثانيا: ملحقات:
(المسألة الأولى):
* أولاً:
إنَّ مما يسأل عنه العبد أهله وولده، كيف رعايته إياهم، وتربيته لهم، وفى هذا يقول –صلى الله عليه وسلم-: «الرجل راعٍ في أهل بيته ومسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسئولةٌ عن رعيتها». ومما ينبغي الاهتمام به في باب التربية ما يتعلق بتربية البنات خاصة، لعظم شأنهن وبالغ أثرهن في المجتمع أخلاقًا وسلوكًا، فإن البنت إذا كبرت صارت الزوجة والأم والمعلمة وغير ذلك، مما ينتظرها من مهمات الحياة، فإذا صلحت صلح شيءٌ كثير، وإذا فسدت فسد شيءٌ كثير.
* ثانيا:
والأب والأم في عبادة لله -عز وجل- حين التربية، والإنفاق، والسهر، والمتابعة، والتعليم، بل وحتى إدخال السرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك،
وقال -عليه الصلاة والسلام-: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة» [متفق عليه].
سأل رجل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- السؤال التالي: إن لدي أربعة أطفال وأريد أن أكتفي بهم وأتفرغ للعبادة والطاعة فما رأيكم؟
فأجاب رحمه الله: «تربيتك لأبنائك التربية الصالحة عبادة».
وقد كان أحد السلف متعبدًا متفرغًا للمناجاة فقال لصاحب الأولاد الذي كان يغبطه على ما هو فيه من العبادة: «لروعة منك بسبب العيال خير مما أنا فيه».
* ثالثا :
وعلى المربي استصحاب النية في جميع الأمور التربوية؛ حتى يؤجر. فهو يلزم النية في تعليمهم، وفي النفقة عليهم، وفي ممازحتهم وملاعبتهم، وإدخال السرور عليهم، والصبر حال مرضهم ويعود نفسه على ذلك، ويجدد النية كل حين.
فبعض الناس يحرص على تربية ابنائه للدنيا . او ليقوموا عليه إذا دخل في السن .
وإنما الأصل هو رضا الله ثم المؤمن القوي أحب إلى الله وفي كل خير .
* رابعا:
وعلى الأبوين الحرص على الدعاء فالدعاء هو العبادة، وقد دعا الأنبياء والمرسلون لأبنائهم وزوجاتهم ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾ [الفرقان: 74]، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: 35] وغيرها في القرآن كثير. وكم من دعوة اهتدى بسببها ضال، وكم من دعوة اختصرت مسافات التربية. وتحر أوقات الإجابة، وابتعد عن موانعها.
ومن أعظم الأخطاء:
الدعاء على الأبناء بالويل والثبور وعظائم الأمور فربما وجدت بابًا مفتوحًا فتقع، وعلى الوالدين عدم الدعاء على الأبناء بل الدعاء لهم.
* خامسا:
وعلى الوالد الحرص على الكسب الحلال، وتجنب الشبه، حتى لا يقع في الحرام؛ فإنه صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به»
* سادسا:
ولا بد أن يكون في البيت المسلم جلسة إيمانية بين الحين والآخر ، وأن يكون الابوان قدوة حسنة لاولادهم
وأول محاضن التعليم للصغيرة هو حضن الأم التي تسمع صغيرتها ذكر الله -عز وجل- وحمده والثناء عليه!
، وتأملا في قول الله -تعالى-: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 82] فصلاح الأب هذا عم أبناءه بعد موته بسنوات.
وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره فإن «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده.. » الحديث.
ومما ابتليت به بعض الأمهات كثرة الخروج والتجول في الأسواق بل وكثرة الزيارات والمناسبات، وبالإمكان التقلل منها قدر المستطاع والتفرغ لأمر الزوج والأبناء، وإن ابتليت الأم بكثرة الخروج فلا بد أن تحتاط لابنتها في البيت فقد سمعنا ما يندى له الجبين من الإهمال في هذا الجانب وجعل الثقة في غير موضعها!
وغالب الآباء والأمهات في بيوتهم هم الذين يتحدثون ويتكلمون، ولا يدعون فرصة للبنت أن تتحدث. وفي فتح باب الحوار والنقاش إشباع لرغبة الحديث ثم معرفة ما يدور في خلدها والمرحلة التالية بعد الاستماع توجيهها على ضوء ما تسمعا منها، وكلما كانت الابنة متحدثة كلما ساقها ذلك إلى تربية نفسها عبر توجيه غير مباشر من والديها، مع ما في ذلك كله من ربط البنت بأسرتها بدلاً من الحديث مع الصديقات أو ربما ينجر إلى الحديث مع شاب أجنبي والعياذ بالله..
وعلى الأبوين إشعار البنت بالأبوة والحنان وقد تكون أكثر من الولد حاجة إلى ذلك؛ فعلى الوالدين العناية بالجانب العاطفي للابنة وإشباعه قدر المستطاع.
فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستقبل ابنته فاطمة ويمشي لها وكان إذا رآها رحب بها وقال: «مرحبًا بابنتي»، ثم يجلسها عن يمينه أو شماله [رواه مسلم].
وكان -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها فأخذ بيدها فقبلها، وأجلسها مجلسه…» [رواه أبو داود والترمذي].
وكان أبو بكر – رضي الله عنه – يدخل على ابنته أسماء ويقبلها ويسأل عن حالها.
والهاتف والانترنت والشاشة كلها سلاح ذو حدين، تأثيرها على كبار وكبيرات السن فما بالكما بالابنة الصغيرة أو التي شبت عن الطوق ودخلت مرحلة المراهقة؟ لا بد من الملاحظة والمتابعة وحسن التوجيه فإن الأمر خطير وربما جر إلى فساد في الأخلاق والعقائد والدين، وهذه الأجهزة بمثابة جلساء للفتاة.
سابعا :
* والأصل في تربية النشء إقامة عبودية الله -عز وجل- في قلوبهم، وغرسها في نفوسهم وتعاهدها، ومن نعم الله علينا أن المولود يولد على دين الإسلام، دين الفطرة، فلا يحتاج إلا إلى رعايته، ومداومة العناية به؛ حتى لا ينحرف أو يضل وهنا يكون للوالدين أجر الدلالة على الخير
وقد ورد عن الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يعلمون أبناءهم علامات الساعة وهذا من الإيمان بالغيب، عدا أن وقوع المغيبات على النحو الذي حدثت به الأخبار ينبت الإيمان به ويقويه ويوجب الاستعداد لقيام الساعة بالتوبة النصوح والعمل الصالح.
وأبعدهم عن تعليق التمائم والحروز وقراءة الكف مثلاً واغرس عقيدة الولاء والبراء في قلوبهم؛ فإن ذلك تحصين لهم، واحرص على أن تعودهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشجعهم عليه؛ فإن ذلك من دواعي ثباتهم على هذا الدين، ولما في ذلك من الوجوب والأجر العظيم.
ولا يظن الوالدان أن الصغير لا يدرك ولا يعي فهذا النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول للحسن بن علي -رضي الله عنهما- وقد أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه وهو طفل صغير.. يقول له – صلى الله عليه وسلم – مربيًا ومعلمًا: «كخ كخ» ليطرحها، ثم قال: «أما شعر أنا -يعني آل محمد- لا نأكل الصدقة؟» [رواه مسلم].
* ثامنا:
والصلاة، الصلاة، فهي الفريضة العظيمة والركيزة الثانية من فرائض الإسلام بعد الشهادتين .
قال ابن تيمية رحمه الله: «ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزر الكبير على ذلك تعزيرًا بليغًا؛ لأنه عصى الله ورسوله».
تاسعا :
والإحسان إليهن يكون بأمورٍ كثيرة ومنها:
– حسن اختيار الأم،
وهذا أول صور الإحسان إلى الذرية، فإن صلاح الأم من أسباب صلاح أبنائها. كم حفظ الله من ذريةٍ بصلاح آبائها،
– وكذلك حسن اختيار الاسم،
– وتوفير حاجات البدن من غذاءٍ ولباسٍ ودواء، والسعي لأجل هذا الغرض من أسباب دخول الجنة،
– كما ينبغي إكرامهن والعطف عليهنَّ ورحمتهن، كان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا دخلت عليه فاطمة، قال: «مرحبًا بابنتي»، وخرج يومًا يصلى بالناس وهو يحمل أُمامة بنت بنته زينب، فكان إذا ركع وضعها وإذا قام حملها.
وكلما كبرت الفتاة احتاجت إلى مزيدٍ من الشعور بالتقدير والاحترام، فإذا وفرت لها هذه الحاجة وأحست بأن لها في بيت أبويها قيمةً ومنزلة كان ذلك أدعى إلى استقرار نفسيتها، وطمأنينتها واستقامة أحوالها، أما إذا رأت الاحتقار والإهمال، فلا تعامل إلا بلغة الأمر والنهى والطلب والخدمة أورثها ذلك كرهًا لبيتها ولأهلها، وربما وسوس لها الشيطان فأخذت تبحث عما تفقده من العطف والحنان بالطرق المحرمة التي تؤدي بها إلى هاويةٍ سحيقة الله أعلم أين يكون قرارها.
– يجب تربية البنات تربيةً إسلامية، وتعاهدها منذ مدارج العمر الأولى، تربيتها على:
– آداب الاستئذان.
– آداب الطعام والشراب.
– آداب اللباس. ومنه الحجاب.
– تلقينها ما تيسر من القرآن والأذكار الشرعية.
– تعليمها الوضوء والصلاة، وأمرها بها إذا كانت بنت سبعٍ، وإلزامها بها إذا صارت بنت عشرٍ.
فإنها إذا نشأت على الخير ألفته وأحبته، سهل عليها الالتزام به والثبات عليه.
* تنويه:
“فعلى الأسرة نصح البنات منذ الصغر على الحجاب وتدريبهن عليه. ثم إذا كبرن على الأسرة أن تلزمهن بالحجاب وبالحشمة وستر العورات لقوله – تعالى -: {وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 30].
وتحذير البنت من التبرج من الأفضل أن يكون عن طريق الإقناع وغرس أوامر الله ورسوله في ذلك في نفسها؛ لأن هناك البعض من الفتيات قد دُرِبن على أن الحجاب عادة من العادات لذلك ترى بعضهن يخرجن من بيوت آبائهن بأكمل حشمة، حتى إذا ابتعتدن عن المنزل خلعن الحجاب رداء الحياء وظهرهن للأعين في أقبح صورة من الفتنة والإغراء”.
وتأملا في حال من تربت في بيت النبوة! قالت فاطمة بنت محمد – صلى الله عليه وسلم – لأسماء بنت عميس: «إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها»، تقصد إذا ماتت ووضعت في نعشها، قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئًا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمة: «ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل عليَّ أحد».
عاشرا :
من أهم الأمور التي يجب عدم إغفالها في شأن البنات هو المبادرة إلى تزويجها إذا بلغت مبلغ النساء، وتقدم لها من يُرضى دينه وأمانته وخلقه ورضيت به، فإن هذا من أعظم الإحسان؛ لأن تأخير الفتاة عن التزويج من أعظم أسباب الانحراف عن الطريق السوية لاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن.
وتيسير ولي الفتاة أمر زواجها من مهرٍ ومتطلباتٍ أخرى كل ذلك مما يشجع الراغبين في التقدم إلى الفتاة ثم إلى أخواتها من بعدها،
وتعاهدها بالصلة والزيارة بعد تزويجها، وتلمس حاجاتها وعلاج ما يعترضها من المشكلات، ومشاركتها في أفراحها وأتراحها.
* والزوج يحب الزوجة المدبرة الحكيمة التي تقوم على شؤون بيتها . فقد كانت فاطمة -رضي الله عنها- تخدم في بيت علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -؛ حتى أتعبها الرحى وشق عليها كثرة العمل.
* تنويه:
ولتحذر الأسرة ولاسيما الأم من التدخل المباشر في حياة ابنتها فإن كثرة دخولها في ما لا يعنيها قد يودي بحياة ابنتها الزوجية.
الحادية عشر :
ثم على الزوج بعد ذلك أن يتقى الله تعالى في هذه المرأة التي تركت بيتها وأهلها وعزها، وأصبحت تحت يده ومسئوليته:
– فليأمرها بالمعروف، وينهاها عن المنكر،
– ويعاشرها بالمعروف ويحسن صحبتها،
– ولا يظلمها ويهينها؛ كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «استوصوا بالنساء خيرًا فإنهنَّ عوانٌ عندكم –أي: أسيراتٌ عندكم- وخيركم خيركم لأهله» ، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله.
الثانية عشر :
أننا نعيش في زمنٍ كثرت فيه الفتن، وتهيأت فيه من سبل الفساد والضلال ما لم يتهيأ مثله في عصرٍ من العصور السابقة وهذا يؤكد علينا المسؤولية، ويوجب مضاعفة الجهد في التربية والنصح والتوجيه، والأخذ بأسباب السلامة.
ومن سبل الوقاية:
– استقامة الأب والأم وصلاحهما،
– وكذلك العناية بشأن الدعاء فإن له أثرًا عظيمًا.
وهكذا ينبغي أن يعلم الأبناء الدعاء، ويلقنون منه ما ينفعهم الله به.
فمن أسباب الصلاح كذلك:
– تعاهد الفتاة بالتوجيه والتنبيه بالأسلوب المناسب بالمباشرة أو التلميح حسب ما يقتضيه الحال،
– وكذلك توجيهها إلى إحسان اختيار الصديقة، فخصوصًا الأم فإن الصداقة لها أثرٌ عظيم في السلوك والأفكار وغير ذلك،
– ومنها تجنيب البيت وسائل الهدم والتدمير، فإن كثيرًا من القنوات الفضائية، وكثيرًا من مواقع الإنترنت تهدم أكثر مما تبني وكم ضاع بسببها من شرف، وكم تلطخ بسببها من عرض فالسلامة في البعد عنها،
فإن وجدت هذه الوسائل في المنزل فليراعي رب الأسرة ألا تكون هذه الوسائل مفتوحة الباب على مصراعيها لأهله يتابعون منها ما يشاءون، ويتصلون بالشبكة متى يريدون؛ لأنهم بذلك يضرون أنفسهم ضررًا عظيمًا.
وهكذا أيضًا بالنسبة لأجهزة الهاتف فإنها لم تعد اليوم وسيلة مكالمةٍ فقط فانتبهوا لهن وراقبوهن، ولا تغفلوا عن ذرياتكم.
* ويحسن بالأم أن تتفقد غرفة ابنتها، ولها أن تفتح حقيبة ابنتها المدرسية وترى ما بها، والعلماء يجوزون هذا الفعل شرعًا وأنه ليس من التجسس المنهي عنه، وهو من باب رعاية الأبناء.
وإن وجدت الأم ما يسوء من صور أو أشرطة، أو غيرها فلتعالج الأمر بحكمة وروية. وللأم حفظ الأسرار وعدم البوح بها وهتك أسرار البنت دون فائدة تُرجى!
*الثالثة عشرة
احرصا على كتم الغضب والانفعال، وتعوذا من الشيطان إذا داهمكما، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حدًا. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضربات، وأن يكون عمر الصغير فوق السنوات العشر، وأن يضرب بمسواك أو عصا صغيرة، ويتجنب الوجه والعورة، واحرص على التسمية عليه حال الضرب، ولا تضرب وأنت غضبان هائج، وإن استبدلت بالضرب التشجيع أو الحرمان فهو خير لك ولابنتك.
* الرابعة عشرة
من مهمة الأم والأب تعليم الابنة تعاليم الشرع خاصة أحكام الطهارة والحيض وما يتعلق بأمور النساء، لأن الفتاة قد تخجل عن السؤال، وبالإمكان التمهيد لذلك قبل مرحلة البلوغ أو إهداؤها مجموعة من الكتب بها تلك الأحكام والفتاوى، وكلما كانت الأم قريبة إلى ابنتها كان التعليم وطرح الأسئلة أسهل للفتاة، خاصة إذا كبرت سنها وبدت عليها علامات البلوغ فإنها أحق بصداقة أمها ورفقتها.
*الخامسة عشرة :
العدل بين الذكر والأنثى وعدم المفاضلة بينهما فإن بعض الآباء إذا رزقه الله -عز وجل- الذكور يميل إليهم دون الإناث ويفضلهم في المعاملة والحديث
ومهمة الوالدين تقريب الأبناء إلى بعضهم البعض وتحبيبهم لبعض وزرع الاحترام والتقدير والإيمان والمساعدة بينهم حتى تنمو شجرة المحبة والألفة بين الإخوة.
[تربية البنات، الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري]. مع إضافات
——–
_____
——-
* يوجد بحث منشور عن المنجيات من النار ذكر فيها الباحث أسباب كثيرة مما ورد في الشرع مما ينجي من النار، واختصارها فيما يأتي:
- الإيمان بالله واليوم والآخر قال تعالى: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) [آل عمران/16])
- من سبقت لهم من الله الحسنى قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)} [الأنبياء/101 – 103]
- أهل بدر « … وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».
البخاري 4890 ومسلم 2494
- مَن حضرَ بيعة الرضوان عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -،وَهُوَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ: لاَ يَدْخُلُ النَّارَ رَجُلٌ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ….. أخرجه مسلم ٦٤٨٨
وراجع الصحيحة 2160
- إذا كان مِن أهل الأعراف قال تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} [الأعراف/46 – 47]
- المؤمنون الذين دعوا الله تعالى في آخر سورة البقرة.
- الشهادتان بإخلاص فَقَالَ:لا يشهد أحد لا إله إلا الله واني رسول الله فدخل النار او تطعمه
مسلم ٥٨ من حديث عتبان
- من قال الشهادتان وعيسى عبد الله ورسوله .. عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -:” مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ “.
البخاري 3435 ومسلم 28
- من عبد الله وحده وأقام الصلاة وآتى الزكاة … عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ:” مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَإِنَّ اللهَ يُدْخِلُهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَمَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَعَصَى، فَإِنَّ اللهَ مِنْ أَمْرِهِ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ “
حسنه محققو المسند 22768
وبنحوه في البخاري ٣٨٩٢ ومسلم ٤٤٨١
- من مات لا يشرك بالله شيئا عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ»
الكبرى للنسائي 10902 . وعند مسلم عن عثمان من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة. مسلم ٢٦ .
- محبة الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – بِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَصَبِيٌّ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الدَّوَابَّ، خَشِيتَ عَلَى ابْنِهَا أَنْ يُوطَأَ، فَسَعَتْ وَالِهَةً، فَقَالَتِ: ابْنِي ابْنِي، فَاحْتَمَلَتِ ابْنَهَا، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا فِي النَّارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:لاَ وَاللَّهِ، لاَ يُلْقِي اللَّهُ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ، قَالَ: فَخَصَمَهُمْ نَبِيُّ اللَّهُ – صلى الله عليه وسلم – “
الصحيحة 2407
وبنحوه في البخاري ٥٩٩٩ ومسلم ٧٠٧٨ من حديث عمر بن الخطاب
- الصَّدَّقَةُ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا عَنِ الصَّدَقَةِ قَالَ: إِنَّهَا حِجَابٌ عَنِ النَّارِ، لِمَنِ احْتَسَبَهَا، يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ….”
ضعيف الترغيب 517
- كلُّ معروف صدقة عن عَائِشَةَ، تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةِ مَفْصِلٍ، فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ …. وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى، فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ» وَرُبَّمَا قَالَ: «يُمْسِي».
رَوَاهُ مُسْلِمٌ
- صيام التطوع عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
- من يحبُّ للناس ما يحب لنفسه ففي الحديث فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ .
مسلم 1844
- صلاةُ الفجرِ في جماعة عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -،يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» – يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ -،” … رواه مسلم وراجع
صحيح أبي داود 455
- الاستجارةُ من النار عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -:” مَا يَسْأَلُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا، إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ. وَلَا اسْتَجَارَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثًا، إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَجِرْهُ “.
صححه محققو المسند 12439 وهو في الصحيح المسند ١٢٣
- الدعاءُ بعد الصلاة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ الْكِنَانِىِّ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِىَّ حَدَّثَهَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذَلِكَ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ جِوَاراً مِنَ النَّارِ وَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَ أَحَداً مِنَ النَّاسِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ تِلْكَ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ جِوَاراً مِنَ النَّارِ». أخرجه أبو داود ٥٠٨١ وقلنا ضعفه الألباني في
الضعيفة 1624 ( راجع تخريج سنن أبي داود لسيف بن دورة )
- صلاةُ أربعِ ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُخْتِي أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -،تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»
صحيح. ابن ماجه 1160
وقال محققو البلوغ: عنبسة مجهول ط الآثار
- صلاةُ أربع ركعات قبل العصر وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ حَرَّمَ اللهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ»،قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ رَأَيْتُكَ تُصَلِّي وَتَدَعُ، قَالَ: «لَسْتُ كَأَحَدِهِمْ».
ضعيف الترغيب 328
- ما يقول عند الصباح والمساء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -،قَالَ:” مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَعْتَقَ اللَّهُ رُبُعَهُ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ نِصْفَهُ، وَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا أَعْتَقَ اللَّهُ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ، فَإِنْ قَالَهَا أَرْبَعًا أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ “.
ضعيف. الضعيفة 1041
- اغبرار القدمين في سبيل الله عن عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الجُمُعَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ.
البخاري 907
الخوف من الله والجهاد في سبيله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في جوف عبد أبدا و لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب عبد أبدا) رواه النسائي والحاكم قال الشيخ الألباني: (صحيح) أخرجه أحمد وغيره وطريق محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة حسنه. وأخرجها ابوعوانة في مستخرجه. وهو في مسلم 1891 ذكره آخر حديث في الباب واقتصر على لفظ: لا يجتمعان …. مؤمن قتل كافرا ثم سدد.
- اتقاء النار ولو بشق تمرة عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ،- مَرَّتَيْنِ – ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»
البخاري، برقم ١٤١٣، ومسلم، برقم ١٠١٦.
وراجع الصحيحة 3459
- فضل الصلاة في المدينة المنورة وزيارة الرسول – صلى الله عليه وسلم -؟ عَنْ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ، فَإِنَّهُ لَا يَمُوتُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»أخرجه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني ، وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 735. وقال صحيح على شرط الشيخين. وراجع الصحيحة 2928
- كثرة الصلاة على الرسول – صلى الله عليه وسلم – قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ».قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»،قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»،قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»،قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» “
حسن صحيح. صحيح الترغيب 1670 وهو في الصحيح المسند
- عينان لا تمسهما النار :
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: عينان لا تمسهما النار: عين بكت خشية من الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله قال حديث حسن غريب.
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال النبي ﷺ: عينان لا تمسهما النار أبدا عين باتت تكلأ في سبيل الله، وعين بكت خشية من الله رواه أبو يعلى ورواته ثقات، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عينان لا تريان النار.
قال العقيلي وذكر حديث أنس : والرواية في هذا الباب لينه وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد . قال الألباني لعله يعني رواية شبيب بن بشر وحسنه لغيره محققو المسند 28 / 446
- عتق الرقاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ»
البخاري 6715 ومسلم1509
- الذبُّ عن عِرض المسلم عَنِ ابْنٍ لأَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَجُلاً وَقَعَ فِي رَجُلٍ فَرَدَّ عَنْهُ آخَرُ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ ..
صحيح لغيره. صحيح الترغيب 2847 وحسنه لغيره محققو المسند وراجع تخريجنا لنضرة النعيم
- الحمَّى حظ أمتي من النار عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -:” الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَهِيَ نَصِيبُ الْمُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ “
صحيح لغيره. صحيح الترغيب 3445
- من قال لا إله إلا الله والله أكبر عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ:” مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَأَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، قَالَ اللَّهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي لَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، قَالَ اللَّهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، لِيَ المُلْكُ وَلِيَ الحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ اللَّهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي، وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ قَالَهَا فِي مَرَضِهِ ثُمَّ مَاتَ لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ “
صحيح لغيره. صحيح الترغيب 3481 وهو في الصحيح المسند 1434
- تحرُم النار على كل هين سهل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ»
الصحيحة 938 وصحيح الترغيب 2676
قال العقيلي:
قالَ لَنا الحَضْرَمِيُّ: سَألْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ، عَنْ جُمْهُورِ، فَقالَ: أكْتُبُ عَنْهُ هَذا يُرْوى مِن غَيْرِ هَذا الوَجْهِ بِإسْنادٍ صالِحٍ ( تخريج الترغيب والترهيب لسيف بن دورة )
- أشياء عديدة تمنع دخول النار عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ:” إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا، رَأَيْتُ مِنَ أُمَّتِي رَجُلًا نَزَلَ بِهِ عَذَابُ الْقَبْرِ فَجَاءَهُ وُضُوءُهُ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ….. وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي انْتَهَى إِلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَغُلِّقَتْ دُونَهُ فَجَاءَتْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَفَتَحَتْ لَهُ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَوَلَجَ “
الضعيفة 7129 وراجع العلل المتناهية ١١٦٥ ، ١١٦٦
قال باحث :
وقال الإمام الذهبي في تلخيصه للعلل المتناهية (ص243) :
رواه فرج بن فضالة – ضعيف – هلال أبو جبلة عن سعيد بن المسيب عن عبدالرحمن بن سمرة .
هلال هذا شيخ يكتب حديثه .
ورواه مخلد بن عبدالواحد أبو الهذيل – منكر الحديث – عن علي بن زيد – ضعيف – عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن .
وقد رواه سليمان بن عبد الرحمن ، عن مروان بن معاوية ، عن كتاب أبي عبدالر حمن ، عن ابن جدعان .
وذكره الهيثمي في المجمع (7/179) وقال :
رواه الطبراني بإسناد ين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي ، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف .ا.هـ.
أما سليمان بن أحمد الواسطي ففيه كلام أشد مما ذكر الهيثمي .
قال عنه الذهبي في الميزان (3/277) :
صاحب الوليد بن مسلم كذبه يحيى وضعفه النسائي ، وقال ابن أبي حاتم : كتب عنه أبي وأحمد ويحيى ثم تغير وأخذ في الشرب والمعازف فترك
قلت (الذهبي) : يكنى أبا محمد وأصله دمشقي .
قال البخاري : فيه نظر ، وقال ابن عدي : أنبأنا عنه عبدان بعجائب ، ووثقه عبدان ، ثم قال ابن عدي : هو عندي ممن يسرق الحديث وله أفراد .ا.هـ.
وخالد بن عبد الرحمن المخزومي قال عنه المزي في تهذيب الكمال (8/124) :
قال البخاري وأبو حاتم : ذاهب الحديث . زاد أبو حاتم : تركوا حديثه . ا.هـ.
وزاد ابن حجر في التهذيب (3/89) :
وقال البخاري في الأوسط : رماه عمرو بن علي بالوضع ، وقال صالح بن محمد : منكر الحديث ، وقال الحاكم أبو أحمد : خالد بن عبد الرحمن المخزومي الخراساني سكن مكة حديثه ليس بالقائم .
وقد علق المناوي على الحديث في فيض القدير (3/26) فقال :
وعزاه الحافظ العراقي إلى الخرائطي في الأخلاق ، وقال : وسنده ضعيف .ا.هـ.
ونقل المناوي كلام ابن الجوزي على الحديث الذي ذكرناه ، ونقل أيضا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على الحديث .
وقد حكم عليه العلامة الألباني – رحمه الله – بالضعف في ضعيف الجامع (2086) فقال : ضعيف .
وقد أورد الحديث الإمام ابن كثير في تفسيره (4/421) فقال :
وقال أبو عبد الله الحكيم الترمذي في كتابه “نوادر الأصول” حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن نافع ، عن ابن أبي فديك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الرحمن بن سمرة قال : فذكره .
وذكره الزبيدي في الإتحاف وعزاه للحكيم في النوادر وضعفه .
وكتاب “نوادر الأصول ” من مظان الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وخاصة بعد نقل كلام العلماء السابقين على الحديث .
3 – استحسان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم للحديث :
وقد ذهب بعض العلماء منهم الحافظ أبو موسى المديني في كتاب ” الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية ” وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم – رحمهم الله – إلى استحسان هذا الحديث دون النظر في سنده . وإليك التفصيل .
كما في كتاب الروح (1/82) :
قال في الوابل الصيب (111) :
رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية وبنى كتابه عليه وجعله شرحا له ، وقال : هذا حديث حسن جدا ، رواه عن سعيد بن المسيب عمرو بن ازر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال أبو جبلة .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شان هذا الحديث ، وبلغني عنه انه كان يقول : شواهد الصحة عليه .ا.هـ.
ولكن كما ذكرنا أن الحديث لا يثبت ، وكلام شيخ الإسلام وابن القيم على العين والرأس ولكن هذا أمر غيبي لا يثبت إلا بصحة السند ، والسند لا يثبت بعد نقل كلام جمع من أهل العلم على الحديث .
قال باحث آخر:
وقال العقيلي في (الضعفاء) (4/350) :
(هلال بن عبد الرحمن الحنفي [يعني أبا جبلة] منكر الحديث ثم أشار إلى ثلاثة أحاديث له هذا أحدها، وقال : كل هذا مناكير لا أصول لها ولا يتابع عليها .
الثانية : عن علي بن زيد بن جدعان وسعد بن ابراهيم وهلال أبي جبلة وعمر بن ذر وغيرهم عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة . وهي رواية منكرة جداً.
قال ابن حبان في (المجروحين) (3/43-44) في ترجمة مخلد بن عبد الواحد أبي الهذيل ما نصه :
(من أهل البصرة يروي عن البصريين وعلي بن زيد بن جدعان وغيره ، روى عنه المكي بن ابراهيم والناس ، منكر الحديث جداً ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات فبطل الاحتجاج به فيما وافقهم من الروايات(6).
وهو الذي روى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال :
“خرج علينا رسول صلى الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة فقال : لقد رأيت البارحة عجبا ، رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرده عنه .
وذكر حديثاً طويلا مشهورا تركت ذكره لشهرته(7).
أخبرنا القطان بالرقة من كتابه قال : حدثنا عامر بن يسار قال حدثنا مخلد بن عبد الواحد أبو الهذيل البصري عن علي بن زيد بن جدعان . الحديث بطوله). انتهى
فانظر كيف أورد ابن حبان في ترجمة هذا الراوي الهالك – الذي قال فيه (منكر الحديث جداً—) – هذا الحديثَ، دون غيره ، ومن عادة المصنفين في الضعفاء أن يذكروا في ترجمة الرجل أنكر ما وجدوه من أحاديثه .
ثم تأمل قوله : (وهو الذي روي عن علي بن زيد—) إلى آخره، فإنه يحتمل أن يكون معناه هو أن ابن حبان يرى أن هذا الراوي هو أول من روى هذا الحديث فتكون بقية الطرق مسروقة أو ملقنة أو مدخلة أو متوهماً فيها.
ثم إن مخلداً هذا هو الذي روى ذاك الخبر الطويل الباطل في فضل السور وفيه قال الذهبي في (الميزان) (4/83): (فما أدري من وضعه إن لم يكن مخلد افتراه).
وقال الطبراني – على ما نقله ابن كثير رحمه الله في (جامع المسانيد والسنن) (8/331 – 333) – :
(حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا سلمان بن أحمد الواسطي حدثنا مروان بن معاوية حدثنا الراوي بن عبد الرحمن(8) عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة—)، فذكره مرفوعاً.
الثالثة: عن عمر بن ذر عن سعيد بن المسيب به.
قال الطبراني – كما في (جامع المسانيد والسنن) أيضاً – :
حدثنا محمد بن جعفر بن شقير حدثنا علي بن شعيب الحراني حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن عمر بن ذر(9) عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت الليلة عجباً.
قال ابن كثير: فذكر مثل حديث علي بن زيد.
قال الهيثمي في (المجمع) (7/179 -180) : (رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي، وكلاهما ضعيف).
قلت: بل كلاهما ضعيف جداً بل كلاهما متهم ، سليمان بن أحمد الواسطي الحافظ صاحب الولبد بن مسلم كذبه يحيى بن معين.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال ابن عدي: هو عندي ممن يسرق الحديث، وله أفراد.
وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألت أبي عن حديث رواه [سليمان هذا] عن الأوزاعي يعني بسند صحيح فقال: هذا كذب موضوع.
وقال صالح جزرة: كان يتهم في الحديث، وقال مرة: كذاب. انتهى
وذكر العراقي لأحمد من حديث اسماء بنت أبي بكر اذا دخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا احتف به عمله الصلاة والصيام الحديث وإسناده صحيح. انتهى
وهذا الحديث الذي أشار إليه العراقي
قال محققو المسند ٢٦٩٧٦ : رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن محمد بن المنكدر لم يذكروا له سماعا من أسماء بنت أبي بكر، وهو قد أدركها.
وأخرجه الطبراني في “الكبير” 24/ (281) من طريق حجين بن المثنى، بهذا الإسناد. مختصرا.
وذكره الهيثمي في “مجمع الزوائد” 3/51 وقال: رواه أحمد، والطبراني طرفا منه في “الكبير”، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وسلف نحوه بإسناد صحيح برقم (26925) . انتهى
وهذا الذي ذكره محققو المسند 26925 قالوا أخرجه البخاري ومسلم وفيه سؤال الملكين
- تقُولُ الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ عَنْ أبِي إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنِي كُدَيْرٌ الضَّبِّيُّ: أَنَّ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: أَخْبَرَنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: «أَوَهُمَا أَهَمَّتَاكَ؟»،قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «تَقُولُ الْعَدْلَ وَتُعْطِي الْفَضْلَ»،قَالَ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ الْعَدْلَ كُلَّ سَاعَةٍ، وَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَ فَضْلَ مَالِي، قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتُفْشِي السَّلَامَ»،قَالَ: هَذِهِ أَيْضًا شَدِيدَةٌ، فَقَالَ: «فَهَلْ لَكَ إِبِلٌ؟»،قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَانْظُرْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِكَ وَسِقَاءٍ ثُمَّ اعْمِدْ إِلَى أَهْلَ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا فَاسِقِهِمْ، فَلَعَلَّكَ لَا تُهْلِكُ بَعِيرَكَ وَلَا تَخْرِقُ سِقَاءَكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ»،فَانْطَلَقَ الْأَعْرَابِيُّ يُكَبِّرُ، فَمَا انْخَرَقَ سِقَاؤُهُ وَلَا هَلَكَ بَعِيرُهُ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا “
ضعيف مرسل. ضعيف الترغيب 563
- أداء الفرائض عن قَزْعَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي خَالِي قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بَيْنَ عَرَفَةَ وَالْمُزْدَلِفَةِ، فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَقُلْتُ: مَاذَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ أَوْجَزْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ، أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ بِكَ النَّاسُ فَافْعَلْ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّاسُ إِلَيْكَ فَدَعِ النَّاسَ، خَلِّ سَبِيلَ النَّاقَةِ»
الصحيحة 3508 وحسن طريق اليشكري خاصة ان له شواهد متفرقة في أحاديث عدة معروفة مشهوره في الصحاح وغيرها غير الفقرة الأخيرة فراجع لها الحديث رقم ٧٢ . انتهى من الصحيحة
بينما ضعفه محققو المسند راجع حديث رقم ٢٧١٥٣ و ١٥٨٨٣ وقالوا : ولقول السائل: دلني على عمل يدخلني الجنة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تعبد الله لا تشرك به.. ” شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1397) ، ومسلم (14) .
وآخر من حديث معاذ عند الترمذي (2616) ، سيرد 5/230 و236 و237 و245.
وثالث من حديث أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (1396) ، ومسلم (12) (13) ، وسيرد 5/417 وفيه: “وتصل الرحم”، بدل: “وتحج البيت وتصوم رمضان”.
- عْتِقُ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ أَقَصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» قَالَ: أَوَ لَيْسَتَا وَاحِدًا؟ قَالَ: «لَا، عِتْقُ النَّسَمَةِ أَنْ تَعْتِقَ النَّسَمَةَ، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ عَلَى الرَّقَبَةِ، وَالْمَنِيحَةُ الرَّغُوبُ، وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ»
صحيح. صحيح الترغيب 1898 والصحيح المسند 132
- الصيام جنة من النار «الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ صِيَامٌ حَسَنٌ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ»
صحيح الترغيب 982 والصحيح المسند ٩٠٧
- من مات له ثلاثة من الولد عَنْ أَبِي النَّضْرِ السَّلَمِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: لا يَمُوتُ لأَحَدٍ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَحْتَسِبُهُمْ إِلا كُنَّ لَهُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ”
البخاري 6656 بمعناه
- الصبر على موت الأولاد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -:غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهَا، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: «وَاثْنَتَيْنِ».
البخاري 101 ومسلم 2633
- الصبر على تربية البنات
البخاري 1418 ومسلم 2629
- تمرة واحدة تعتق من النار
البخاري 1417 ومسلم 1016 بلفظ (اتقوا النار ولو بشق تمرة)
- من أطعم أخاه حتى يشبعه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ خُبْزًا حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ حَتَّى يَرْوِيَهُ بَعَّدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ».
موضوع. الضعيفة 70
- مَا يُنَجِّي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ عَنْ مَالِكِ بن مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا يُنَجِّي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: الإِيمَانُ بِاللَّهِ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمِلٌ، قَالَ: يُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فَقِيرًا، لا يَجِدُ مَا يُرْضَخُ بِهِ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيِيًّا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: يَصْنَعُ لأَخْرَقَ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَخْرَقَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا؟ قَالَ: يُعِينُ مَغْلُوبًا، قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعِينَ مَظْلُومًا؟ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ أَنْ تَتْرُكَ فِي صَاحِبِكَ، مِنْ خَيْرٍ تُمْسِكُ الأَذَى، عَنِ النَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَفْعَلُ خَصْلَةً مِنْ هَؤُلاءِ، إِلا أَخَذَتْ بِيَدِهِ حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.
الصحيحة 2669
وفي البخاري ٢٥١٨ ومسلم ٨٤ شاهد لأكثره وراجع تخريج الترغيب والترهيب لسيف بن دورة
- الإكثار من ذكر الله عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -:أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَأَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَقَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ”
الصحيح المسند 1038
- من حافظ على الصلوات الخمس عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَقَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بُرْهَانٌ وَلاَ نُورٌ وَلاَ نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَهَامَانَ وَفِرْعَوْنَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ.
ضعيف الترغيب 312 تراجعات الألباني
- التي شربت بول النبي – صلى الله عليه وسلم – عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حُكَيْمَةُ بِنْتُ أُمَيْمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ لَهُ قَدَحٌ مِنْ عِيدَانٍ يَبُولُ فِيهِ ثُمَّ يُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: بَرَكَةُ جَاءَتْ مَعَ أُمِّ حَبِيبَةَ مِنَ الْحَبَشَةِ فَشَرِبَتْهُ فَطَلَبَهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالُوا: شَرِبَتْهُ بَرَكَةُ فَسَأَلَهَا فَقَالَتْ شَرِبْتُهُ فَقَالَ: لَقَدِ احْتَضَرْتِي مِنَ النَّارِ بِحِضَارٍ أَوْ قَالَ: جُنَّةٍ أَوْ هَذَا مَعْنَاهُ”
ضعيف راجع تخريج سنن أبي داود لسيف بن دورة.
مجالس الذكر قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ ” قَالَ:” يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ ” قَالَ:” يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ ” قَالَ:” يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ” قَالَ:” يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ ” قَالَ:” يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً ”
البخاري 6408 ومسلم 2689
- من قال هذا الدعاء ثلاثاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:مَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَأُشْهِدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، مَنْ قَالَهَا مَرَّةً أَعْتَقَ اللَّهُ ثُلُثَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ ثُلُثَيْهِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَهَا ثَلاثًا أَعْتَقَ اللَّهُ كُلَّهُ مِنَ النَّارِ”
الضعيفة 1041 تراجعات الألباني
- التعوذ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ثَلاثًا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلاثًا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ ثَلاثًا قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ”
صحيح الجامع 5630
- الباقيات الصالحات جُنة من النار عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:خُذُوا جُنَّتَكُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: لاَ جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهَا يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ”
الصحيحة 3264
- العمل الذي يقرب من الجنة ويباعد من النار «لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ» الحديث
صحيح. سنن الترمذي 2616
- كلمة التوحيد آخر الزمان عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:” يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَا نُسُكٌ، وَيُسَرَّى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَيَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا ” قَالَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ لِحُذَيْفَةَ: فَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صِيَامٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَا نُسُكٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، فَرَدَّدَهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: «يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ»
الصحيحة 87
- الأذان لصلاة الفجر عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ الْأَذَانَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلَّا أَغَارَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «عَلَى الْفِطْرَةِ» ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ» فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى “.
مسلم 382
- ثلاث من كن فيه تحرم عليه النار عَنْ نَوْفَلٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسٍ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:” ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَرُمَ عَلَى النَّارِ، وَحَرُمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَحُبٌّ فِي اللَّهِ، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ “
حسن. مسند احمد 12122