234 جامع الأجوبة الفقهية ص 276
مجموعة ناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن محمد بن دورة الكعبي
ومشاركتي وضعت بجوارها(* )
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
بلوغ المرام
94 – وعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من أتى الغائط فلْيَسْتَتِر” رواه أبو داود.
مسألة : حكم الاستتار عند الغائط.
♢- جواب ناصر الريسي:
♢- هذا الحديث هو أحد الأحاديث التي جاءت في آداب قضاء الحاجة ومنها الاستتار فالاستتار نوعان كما ذكر شراح الحديث:
الأول: واجب وهو ستر العورة.
الثاني: مستحب وهو الابعاد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة.
♢- (أتى الغائط) أى قصد قضاء الحاجة وقعد ليقضيها.
♢- درجة الحديث: كما ذكره صاحب توضيح الأحكام من بلوغ المرام (1/ 349)
إسناده حسن عن أبي هريرة، أما عن عائشة فوهم.
روى الحديث أصحاب السنن عن أبي هريرة، ورواه أيضا ابن حبان (4/ 257)، والحاكم (1/ 265)، والبيهقي (1/ 94)، قال المحدثون: ومداره على أبي سعيد الحمصي الحبراني، قيل: أنه صحابي، ولكن لا يصح، والراوي عنه حصين الحبراني، وهو مجهول، قال أبو زرعة: شيخ صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في العلل. ونقل الشيخ الساعاتي في الفتح الرباني (1/ 262) ما يثبت أن أبا سعيد الخير هو من الصحابة، ونقل عن الحافظ ابن حجر في الفتح بأن إسناد هذا الحديث حسن. كما صححه ابن حبان والحاكم والنووي وابن الملقن.
* ما يؤخذ من الحديث:
1 – الأمر بالاستتار حال قضاء الحاجة، سواء للغائط أو البول.
2 – وجوب الاستتار وتحريم كشف العورة في هذه الحال وفي غيرها، إلا ما استثني للحاجة.
3 – أما ستر بقية الجسم أثناء قضاء الحاجة عن أنظار الناس، فإنه من الآداب الكريمة، والأخلاق الفاضلة، فلا ينبغي أن يقضي حاجته أمام الناس، ولو لم يروا عورته؛ فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يبتعد عن الناس؛ كما في حديث المغيرة المتقدم برقم (79).
والاستتار حال قضاء الحاجة عادة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد أخرج أبو داؤد والنسائى والترمذى وقال: حسن صحيح، من حديث المغيرة ابن شعبة رضى اللَّه عنه بلفظ: (كان إذا ذهب المذهب أبعد) يعنى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا يدل على استحباب الاستتار عند قضاء الحاجة.
♢- وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية (17/ 8):
“يستحب لقاضي الحاجة في الفضاء أن يستتر عن أعين الناس بحيث لا يرى جسمه . أما بالنسبة للعورة فيجب حجبها ، فإن وجد حائطا أو كثيبا أو شجرة استتر به ، وإن لم يجد شيئا أبعد حتى لا يراه أحد”. انتهى
♢- قال الإمام الصنعاني في سبل السلام (1/ 79): بعد أن أورد الحديث:
“والحديث كالذي سلف: دال على وجوب الاستتار”. انتهى
♢- قال الشيخ ابن عثيمين في فتح ذي الجلال والإكرام (1/ 305):
“أضف هذا إلى حديث المغيرة السابق، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خذ الإداوة فانطلق حتى توارى عني”. أضف هذه السنة القولية إلى السنة الفعلية السابقة.
قوله – عليه الصلاة والسلام-: “من أتى الغائط” ماذا يريد بالغائط؟ يريد به: المكان المطمئن من الأرض؛ لأنه هو الذي يؤتى إليه، لكن هذا الغائط – أعني: المكان المنخفض من الأرض- لا ينتابه الناس إلا لأجل قضاء الحاجة، وقوله: “فليستتر” اللام هنا للأمر، والأمر يحتمل الوجوب، ويحتمل الاستحباب، والفاء في قوله: “فليستتر” رابطة للجواب؛ لأن الجواب إذا اقترن بلام الأمر وجب أن يقرن بالفاء”. انتهى
والله أعلم…