157،158،159،160 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
أخرج البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه:
باب الوضوء مرة مرة
157 – حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة
باب الوضوء مرتين مرتين .
158 – حدثنا حسين بن عيسى قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين
———-
فوائد الباب:
1- حديث ابن عباس رضي الله عنهما سبق شرحه في أثناء باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة حديث رقم 140 وذكرنا فوائده هناك
2- قال البخاري في أول كتاب الوضوء “فرض الوضوء مرة مرة وتوضأ أيضا مرتين وثلاثا ولم يزد على ثلاث وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم”.
3- قوله (باب الوضوء مرة مرة) وهي ترجمة أبي داود والنسائي، وقال الترمذي وابن ماجه “باب ما جاء في الوضوء مرة مرة”.
4- عن الزهري قال: «لو توضأ رجل مرة واحدة فأبلغ في تلك المرة أجزأ عنه» أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 133 عن معمر، عن الزهري به إسناده صحيح.
5- عن عبيد الله بن مقسم، عن القاسم بن محمد أنه سئل عن ثلاث غرفات في الوضوء، فقال: «من كان يحسن أن يتوضأ كفته غرفة واحدة» أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 130 عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن مقسم به، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 83 مختصرا قال حدثنا وكيع عن داود بن قيس به نحوه.
6- بوب ابن حبان في صحيحه ؛ ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر في الوضوء على مرة مرة إذا أسبغ
7- قوله (باب الوضوء مرتين مرتين) وهي ترجمة أبي داود في سننه لكن بدون تكرار كلمة ” مرتين”، وترجم عليه ابن خزيمة في صحيحه فقال ” إباحة الوضوء مرتين مرتين”.
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين .
رواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد في مسنده وابن الجارود في المنتقى وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل وهو إسناد حسن صحيح وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم وقال الألباني أيضا حسن صحيح، وأورده الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند 1353 وقال حديث حسن.
9- عن الأسود بن يزيد، أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه «يتوضأ مرتين مرتين» أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 136 وإسناده صحيح.
10- وعن مجاهد قال: «كنت أوضئ ابن عمر مرارا مرتين، ومرارا ثلاثا» أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 137 عن الثوري، عن سلمة بن كهيل عن مجاهد به وإسناده صحيح، وأخرجه القاسم بن سلام في الطهور له 93 من طريق الثوري به بلفظ ” «أَوْصَانِي ابْنُ عُمَرَ مِرَارًا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمِرَارًا ثَلَاثًا ثَلَاثًا» وفي إسناده ” عن مجاهد قال ليث..”، وهذا لا يستقيم وكأن لفظة “ليث” مقحمة أو محرفة من كلمة والله أعلم.
11- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالُوا لِعَلْقَمَةَ: احْفَظْ لَنَا عَنْ عُمَرَ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: «رَأَيْتُهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ أخرجه القاسم بن سلام في الطهور 96 ثنا الأنصاري محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ به ورجاله ثقات،
12- و عن قرظة، قال: «شيعنا عمر إلى صرار، فتوضأ فغسل مرتين» أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/87 وابن أبي شيبة في المصنف 67 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 6049 والبيهقي في معرفة السنن والآثار 183 وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1906 من طريق ابن عيينة، عن بيان، عن الشعبي عن قرظة به إسناده صحيح وزاد البيهقي فكرر لفظة ” مرتين”.
13- عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم وهو جد عمرو بن يحيى المازني وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم :هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ فقال عبد الله بن زيد بن عاصم نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يده فغسل يديه مرتين مرتين ثم تمضمض وأستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه
أخرجه الإمام مالك في الموطأ 32 برواية يحيى ، وأخرجه الستة كما يأتي وهو غير حديث الباب لاختلاف مخرجهما لذا ترجم عليه ابن خزيمة وكذا ابن حبان في صحيحيهما ” باب إباحة غسل بعض أعضاء الوضوء شفعا، وبعضه وترا”.
14- تابعه عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك به أخرجه البخاري 185 تابعه معن بن عيسى كما عند مسلم 235 والترمذي 32 تابعه عبد الله بن مسلمة كما عند أبي داود 118 تابعه ابن القاسم كما عند النسائي 97 تابعه عتبة بن عبد الله كما عند النسائي 98 تابعه عبد الله بن وهب كما عند ابن خزيمة في صحيحه 173
وتابع وهيب مالكا كما عند البخاري 186و192 – وقال في الموضع الثاني مسح رأسه مرة-ومسلم 235 وزاد مرة واحدة ، تابعه خالد بن عبد الله كما عند البخاري 191 ومسلم 235 وأبي داود 119 والترمذي 28 وكذا ابن ماجه 405 -وقد روياه مختصرا جدا- والإمام أحمد في مسنده 16445 تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة كما عند البخاري 197وابن حبان في صحيحه 1093، تابعه سليمان هو ابن بلال كما عند البخاري 199 ومسلم 235 تابعه سفيان – هو ابن عيينة- كما عند النسائي 99 وابن خزيمة في صحيحه 172 وفيه ” ورجليه مرتين”
وهذا الحديث سيأتي شرحه وتذكر فوائده بعد بضعة عشر بابا بإذن الله تعالى .
15- قال الترمذي في سننه: “والعمل على هذا عند عامة أهل العلم: أن الوضوء يجزئ مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء.وقال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضوء على الثلاث أن يأثم وقال أحمد، وإسحاق: لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى”.
16 – قال ابن خزيمة : باب إباحة الوضوء مرة مرة «والدليل على أن غاسل أعضاء الوضوء مرة مرة مؤد لفرض الوضوء، إذ غاسل أعضاء الوضوء مرة مرة واقع عليه اسم غاسل، والله عز وجل أمر بغسل أعضاء الوضوء بلا ذكر توقيت، وفي وضوء النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا وغسل بعض أعضاء الوضوء شفعا، وبعضه وترا دلالة على أن هذا كله مباح، وأن كل من فعل في الوضوء ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات مؤد لفرض الوضوء؛ لأن هذا من اختلاف المباح، لا من اختلاف الذي بعضه مباح وبعضه محظور»
17- قوله (حدثنا حسين بن عيسى) تابعه الإمام أحمد في مسنده 16464، تابعه أحمد بن الأزهر -قال ابن خزيمة وكتبته من أصله- كما عند ابن خزيمة في صحيحه 170 تابعه العباس بن محمد الدوري كما عند البيهقي في السنن الكبرى 379 تابعه محمد بن الفرج الأزرق كما عند البيهقي في السنن الكبرى 379.
18- قوله (حدثنا يونس بن محمد) تابعه سريج بن النعمان كما عند الإمام أحمد في مسنده 16464 وابن خزيمة في صحيحه 170 تابعه سعيد بن منصور كما عند الدارقطني في سننه 1/93/10
19- وعبد الله بن زيد الصحابي هو عم عباد بن تميم الراوي عنه قاله البغوي في شرح السنة. وليس هو صاحب الأذان.
========
( 24) باب الوضوء ثلاثا ثلاثا
159 – حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
160 – وعن إبراهيم قال قال صالح بن كيسان قال ابن شهاب ولكن عروة يحدث عن حمران فلما توضأ عثمان قال ألا أحدثكم حديثا لولا آية ما حدثتكموه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها قال عروة الآية{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات}
—–
1- قوله (باب الوضوء ثلاثا ثلاثا) وهي ترجمة أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم وأما ابن حبان فصرح بالحكم فقال ” استحباب الوضوء ثلاثا ثلاثا”.
2- وقد أخرجه مسلم 230 من طريق أبي النضر عن أبي أنس أن عثمان توضأ بالمقاعد فقال: ” ألا أريكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم توضأ ثلاثا ثلاثا”.
3- حديث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وأخرجه ابن ماجه مختصرا.
4- فرض على العالم تبليغ ما عنده من العلم وبثه في الناس، لأن الله قد توعد الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى باللعنة من الله وعباده، وأخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.
5- هذه الآية وإن كانت نزلت في أهل الكتاب، فقد دخل فيها كل من علم علما تعبد الله العباد بمعرفته، ولزمه من بثه وتبلغيه ما لزم أهل الكتاب من ذلك قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.
6- قال المهلب بن أبي صفرة ” فيه: أن الإخلاص لله في العبادة، وترك الشغل بأسباب الدنيا يوجب الله عليه الغفران، ويتقبله من عبده” نقله ابن بطال.
7- قال المهلب بن أبي صفرة “وإذا صح هذا وجب أن يكون من لها في صلاته عما هو فيه، وشغل نفسه بالأماني، فقد أتلف أجر عمله، وقد وبخ الله بذلك أقواما : ( لاهية قلوبهم ) [ الأنبياء : 3 ] وقد جاء أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه “. قاله المهلب ونقله ابن بطال في شرحه.
8- فيه جواز الاستعانة في إحضار الماء وهو إجماع من غير كراهة. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
9- فيه استحباب غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء في ابتداء الوضوء.
10- فيه تثليث غسل اليدين، والإجماع قائم على أنه سنة. قاله ابن الملقن.
11- فيه استحباب التثليث في غسل الرجلين، وبعضهم لا يراه، وعلقه بالإنقاء، والنص يرده. قاله ابن الملقن.
12- ” فيه استحباب ركعتين بعد الوضوء …. وحديث بلال في البخاري: أنه كان متى توضأ صلى”. قاله ابن الملقن.
13- فيه إثبات حديث النفس، وهو مذهب أهل الحق، ثم حديث النفس قسمان: ما يهجم عليها ويتعذر دفعه عنها، وما يسترسل معها ويمكن قطعه، فيحمل الحديث عليه دون الأول؛ لعسر اعتباره قاله ابن الملقن.
14- قال ابن بطال:
من وسوس له الشيطان وحدث نفسه فى صلاته بأشياء دون قصد منه لذلك، فإنه يرجى أن تقبل صلاته، ولا تبطل، وتكون دون صلاة الذى لم يحدث نفسه، بدليل أن النبى، (صلى الله عليه وسلم) ، قد اشتغل باله فى الصلاة حتى سها، وهذا قل ما يسلم منه أحد، وقد قال (صلى الله عليه وسلم) : إن الشيطان لا يزال بالمرء فى صلاته يذكره ما لم يكن يذكر حتى لا يدرى كم صلى –
[شرح صحيح البخارى لابن بطال (1/ 249)]
منه حديث عائشة في البخاري:373 – عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي» وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا، وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ فَأَخَافُ أَنْ تَفْتِنَنِي»[صحيح البخاري (1/ 84)]
15 – قال ابن القيم:
وقالَ عبد الله بن أحمد: حَدَّثْتُ أبِي بِحَدِيثِ حَسّانَ بْنِ إبْراهِيمَ عَنْ عبد الملك الكوفي قالَ: سَمِعْتُ العلاء قالَ: سَمِعْتُ مكحولا يُحَدِّثُ عَنْ أبي أمامة وواثلة: («كانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ يَمِينًا ولا شِمالًا، ورَمى بِبَصَرِهِ فِي مَوْضِعِ سُجُودِهِ») فَأنْكَرَهُ جِدًّا وقالَ: اضْرِبْ عَلَيْهِ. فأحمد أنْكَرَ هَذا وهَذا، وكانَ إنْكارُهُ لِلْأوَّلِ أشَدَّ؛ لِأنَّهُ باطِلٌ سَنَدًا ومَتْنًا.
والثّانِي: إنَّما أنْكَرَ سَنَدُهُ، وإلّا فَمَتْنُهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ، واللَّهُ أعْلَمُ.
ولَوْ ثَبَتَ الأوَّلُ لَكانَ حِكايَةَ فِعْلٍ فَعَلَهُ، لَعَلَّهُ كانَ لِمَصْلَحَةٍ تَتَعَلَّقُ
بِالصَّلاةِ كَكَلامِهِ هُوَ وأبو بكر وعمر وذو اليدين فِي الصَّلاةِ لِمَصْلَحَتِها أوْ لِمَصْلَحَةِ المُسْلِمِينَ، كالحَدِيثِ الَّذِي رَواهُ أبو داود عَنْ أبي كبشة السلولي عَنْ سهل بن الحنظلية قالَ: «ثُوِّبَ بِالصَّلاةِ يَعْنِي صَلاةَ الصُّبْحِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي وهُوَ يَلْتَفِتُ إلى الشِّعْبِ».
قالَ أبو داود: يَعْنِي وكانَ أرْسَلَ فارِسًا إلى الشِّعْبِ مِنَ اللَّيْلِ يَحْرُسُ، فَهَذا الِالتِفاتُ مِنَ الِاشْتِغالِ بِالجِهادِ فِي الصَّلاةِ، وهُوَ يَدْخُلُ فِي مَداخِلِ العِباداتِ كَصَلاةِ الخَوْفِ، وقَرِيبٌ مِنهُ قَوْلُ عمر: إنِّي لَأُجَهِّزُ جَيْشِي وأنا فِي الصَّلاةِ. فَهَذا جَمْعٌ بَيْنَ الجِهادِ والصَّلاةِ. ونَظِيرُهُ التَّفَكُّرُ فِي مَعانِي القُرْآنِ واسْتِخْراجُ كُنُوزِ العِلْمِ مِنهُ فِي الصَّلاةِ، فَهَذا جَمْعٌ بَيْنَ الصَّلاةِ والعِلْمِ، فَهَذا لَوْنٌ، والتِفاتُ الغافِلِينَ اللّاهِينَ وأفْكارُهُمْ لَوْنٌ آخَرُ، وبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
زاد المعاد في هدي خير العباد ص٢٤٢/١
وتوسعنا في مسألة حديث النفس في شرح حديث 1223 باب يفكر الرجل الشئ في الصلاة وقال عمر : رضي الله عنه إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة
16- فيه الحث على الاعتناء بتعلم آداب الوضوء وشروطه، والعلم بذلك والاحتياط فيه، والحرص على أن يتوضأ على وجه يصح عند جميع العلماء ولا يترخص بالاختلاف. قاله ابن الملقن.
17- فيه تحصيل ماء طهور بالإجماع قاله ابن الملقن.
18- فيه فضل إسباغ الوضوء.
19- قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ عُلَمَاؤُنَا يَقُولُونَ: هَذَا الْوُضُوءُ أَسْبَغُ مَا تَوَضَّأَ بِهِ أَحَدٌ لِلصَّلَاةِ أي حديث عثمان في الباب وقد أخرجه مسلم 226 والبيهقي في معرفة السنن والآثار 698.
20- عن ابن عمر أنه «توضأ ثلاثا ثلاثا. ورفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم» أخرجه النسائي 81 وابن ماجه 414 والإمام أحمد في مسنده 3526 وصححه الألباني، لكن أورده الشيخ مقبل في أحاديث معلة ظاهرها الصحة وقال ” هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابا حاتم يقول: إن رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر مرسلة. كما في “تهذيب التهذيب”. قلت قال أبو حاتم كما في المراسيل لابنه 780 ” وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ لَا نَدْرِي سَمِعَ مِنْهُمَا أَمْ لَا لَا يَذْكُرُ الْخَبَر”. وهو يصلح في الشواهد في كل الأحوال.
21- قوله ( وعن إبراهيم قال: قال صالح بن كيسان) هو موصول بالإسناد السابق خلافا لمن زعم أنه معلق وقد قال البيهقي في معرفة السنن والآثار 699 ” قَالَ الْبُخَارِيُّ: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ صَالِحٌ به” فصرح بأنه عن عبد العزيز، وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه 611 من طريق عبد العزيز الأويسي قال: ثنا إبراهيم بن سعد به.
22- حديث عثمان فيه ثلاثة من التابعين في نسق ابن شهاب الزهري فمن بعده إلى الصحابي، والتثليث في غسل الكفين، وهو إجماع. قاله ابن الملقن في التوضيح. وفي الإسناد الذي يليه فيه أربعة من التابعين.
23- قوله ( ثم أدخل يمينه في الإناء) فيه استعمال اليمين لإدخالها في الإناء.
24- قوله (دعا بإناء) وعند البخاري 164 من طريق شعيب ” دعا بوضوء”.
25- قوله ( فمضمض واستنشق) وعند البخاري 164 من طريق شعيب ” ثم تمضمض واستنشق واستنثر” وعند أبي داود في سننه من طريق ابن أبي مليكة ” فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا”.
26- قوله ( ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار) وعند البخاري 1934 من طريق معمر ” ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا”.
27- قوله ( ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين) وعند البخاري 1934 من طريق معمر ” ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا ثم اليسرى ثلاثا”.
28- قوله ( من توضأ نحو وضوئي هذا) وعند البخاري 6433 من طريق معاذ بن عبد الرحمن ” من توضأ مثل هذا الوضوء” وعند مسلم 229 من طريق زيد بن أسلم ” رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: «من توضأ هكذا”
29- قوله ( ثم صلى ركعتين) وعند البخاري 6433 من طريق معاذ بن عبد الرحمن ” ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس”.
30- قوله ( لا يحدث فيهما نفسه) وعند البخاري 1934 من طريق معمر ” لا يحدث نفسه فيهما بشيء”.
31- وزاد البخاري 6433 من طريق معاذ بن عبد الرحمن ” وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تغتروا” فيه الحذر من الإرجاء، والحذر من التشبه باليهود وترجم عليه البخاري فقال ” باب قول الله تعالى { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }.
32- قوله (غفر له ما تقدم من ذنبه) وعند مسلم 229 من طريق زيد بن أسلم ” وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة”
33 – قال الطحاوي : فثبت بما ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة، فثبت بذلك أن ما كان منه من وضوئه ثلاثا ثلاثا إنما هو لإصابة الفضل لا الفرض.
شرح معاني الآثار
34 – عن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ثلاثا ثلاثا ورأيته يتوضأ مرة مرة.
الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(330)
35 – جاءت رواية عند البخاري في صحيحه وفيها (وُضُوءاً خَفِيفاً)
قال الأماسي :
إما بأنَّه توضَّأ مرة مرة،
أو بأنَّه خفَّف استعمال الماء بالنِّسبة إلى غالب عادته، ويؤيِّد هذا الرِّوايةُ الأخرى الآتية بعد باب: ((فلم يُسْبِغِ الوُضوء))، إنجاح القارِي لصحيح البخارِي
يقصد أنه توضأ ثلاثًا لكن وضوءاً خفيفاً
36 – قال ابن عبدالبر :
وأما غسل الوجه ثلاثة على ما في حديث عبد الله بن زيد هذا فهو الكمال والغسلة الواحدة إذا أوعبت تجزئ بإجماع من العلماء لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توضأ مرة مرة ومرتين وثلاثة وهذا أكثر ما فعل من ذلك عليه السلام وتلقت الجماعة ذلك من فعله على الإباحة والتخيير في الثنتين والثلاث إلا إن ثبت أن شيئا من ذلك نسخ لغيره فقف على إجماعهم فيه
قال بن القاسم عن مالك ليس في ذلك توقيت قال الله تعالى (فاغسلوا وجوهكم) ولم يوقت الاستذكار.
37 -قال ابن عثيمين:
فوائد منها حرص النبي – صلى الله عليه وسلم -على تعليم الأمة حيث كان يوصيهم بما فيه كمال دينهم ومنها مشروعية إسباغ الوضوء أي إكماله وهو نوعان واجب ومستحب فالواجب أن يغسل مرة واحدة والمستحب الثلاث والسنة أن يتوضأ مرة مرة أحيانا ومرتين مرتين أحيانا وثلاثا ثلاثا أحيانا ولا يزيد وكذلك يتوضأ بغسل الوجه ثلاثا واليدين مرتين والرجلين مرة في وضوء واحد لأن كل هذا مما جاءت به السنة والإنسان ينبغي له أن يفعل كل ما جاءت به السنة حتى يكون مستوعبا لما جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وحتى لا ينسى شيئا مما جاءت به الشريعة لأن العمل بالشريعة حفظ لها
الشرح المختصر على بلوغ المرام
38 – قال الكرماني:
قال النووي:
واتفق الجمهور على أنه يكفي في الغسل جريان الماء على الأعضاء ولا يشترط الدلك خلافاً لمالك وقال إنما قال صلى الله عليه وسلم نحو وضوئي ولم يقل مثل لأن حقيقة مماثلته لا يقدر عليها غيره.
والمراد بالغفران غفران الصغائر دون الكبائر .
[الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (2/ 209)]