97 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب تعليم الرجل أمته وأهله
97 – أخبرنا محمد هو ابن سلام حدثنا المحاربي قال حدثنا صالح بن حيان قال قال عامر الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران ثم قال عامر أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة
فوائد الباب:
1- قوله ( تعليم الرجل أمته) منصوص عليه في حديث الباب.
2- قوله (وأهله) من باب أولى، ويزيده وضوحا الحديث التالي.
3- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته متفق عليه ومن مسؤولية الرجل في أهله تعليمهم
4- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أخرجه الستة لكن أخرج أبو داود الحديث مختصرا.
5- فيه فضل من أدب جاريته وعلمها قاله البخاري في صحيحه.
6- والذى يعتق أمته فيتزوجها فله أجر العتق والتزويج ، وأجر التأديب والتعليم قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري
7- فيه أن من فعل هذا فهو مفارق للكبر، آخذ بحظ وافر من التواضع، وتارك للمباهاة بنكاح ذات شرف ومنصب. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
8- فيه كراهية التطاول على الرقيق قاله البخاري.
9- فيه فضل من أسلم من أهل الكتابين قاله البخاري وتضمنت الترجمة الرد على من خصه بالنصارى فقط ، نعم جاءت رواية عند البخاري 3446 ” وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي” لكنها ليست بكافية للتخصيص. والله أعلم.
10 – فيه معنى قوله تعالى (أُو۟لَـٰۤئكَ یُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَیۡنِ بِمَا صَبَرُوا۟ وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ)
[سورة القصص 54]
11- ذكر بعض أهل التفسير قوله تعالى
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ یُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَیۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ نُورࣰا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)
[سورة الحديد 28] أنها في أهل الكتاب. وهناك أقوال أخرى يراجع لها كتب التفسير.
12- فيه جواز ” اتخاذ السراري “، ومن أعتق جاريته ثم تزوجها” قاله البخاري.
13 – فيه تزوج من يعرف دينها وأخلاقها
14- فيه وجوب إيمان أهل الكتاب برسالة الإسلام كما في صحيح مسلم بشرح النووي.
15- قوله (ثلاثة لهم أجران) فيه استخدام الأعداد لتسهيل الحفظ وشد الانتباه.
16 – قوله ( رجل من أهل الكتاب) فقوله ” رجل” من باب التغليب، قال الحافظ ابن حجر في الفتح :”حكم المرأة الكتابية حكم الرجل كما هو مطرد في جل الأحكام حيث يدخلن مع الرجال بالتبعية إلا ما خصه الدليل ” انتهى . وقد خصت الشريعة أهل الكتاب بأحكام دون سائر الكفار وهذه منها والله أعلم.
17 – قال ابن حجر في شرح هذا الحديث : قالَ القُرْطُبِيُّ الكِتابِيُّ الَّذِي يُضاعَفُ أجْرُهُ مَرَّتَيْنِ هُوَ الَّذِي كانَ عَلى الحَقِّ فِي شَرْعِهِ عَقْدًا وفِعْلًا إلى أنْ آمَنَ بِنَبِيِّنا ﷺ فَيُؤْجَرُ عَلى اتِّباعِ الحَقِّ الأوَّلِ والثّانِي انْتَهى ويُشْكِلُ عَلَيْهِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَتَبَ إلى هِرَقْلَ أسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أجْرَكَ مَرَّتَيْنِ وهِرَقْلُ كانَ مِمَّنْ دَخَلَ فِي النَّصْرانِيَّةِ بَعْدَ التَّبْدِيلِ وقَدْ قَدَّمْتُ بَحْثَ شَيْخِ الإسْلامِ فِي هَذا فِي حَدِيثِ أبِي سُفْيانَ فِي بَدْءِ الوَحْيِ انتهى
قال ابن حجر في بدء الوحي :
وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَنَّ كُلَّ مَنْ دَانَ بِدِينِ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانَ فِي حُكْمِهِمْ فِي الْمُنَاكَحَةِ وَالذَّبَائِحِ لِأَنَّ هِرَقْلَ هُوَ وَقَوْمَهُ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي النَّصْرَانِيَّةِ بَعْدَ التَّبْدِيلِ وَقَدْ قَالَ لَهُ وَلِقَوْمِهِ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُمْ حُكْمَ أَهْلِ الْكِتَابِ خِلَافًا لِمَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَوْ بِمَنْ عُلِمَ أَنَّ سَلَفَهُ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الْيَهُودِيَّةِ أَوِ النَّصْرَانِيَّةِ قَبْلَ التَّبْدِيلِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قال الأتيوبي – عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن المراد عموم أهل الكتاب، كما يدلّ عليه قصّة هرقل. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
18- عادة ما يكون من آمن من أهل الكتاب، والعبد، والأمة غرباء في المجتمع، وقد لا ينتبه لهم، فرفع الشارع من شأنهم.
19- قوله (أدى حق الله) وعند البخاري 2551 من طريق بريد ” الذي يحسن عبادة ربه”. فحق الله أن يعبده وحده لا شريك له كما يحب ربنا ويرضى.
20 – قوله (وحق مواليه) وعند البخاري من طريق بريد ” ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة”.
21 – قوله (ثم أعتقها فتزوجها) وعند البخاري 5083 معلقا ” ثم أصدقها” بدلا من ” فتزوجها”. أي أعطاها الصداق وهو المهر.
22 – وهل جعل النبي صلى الله عليه وسلم صداق صفيه عتقها خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم سيأتي إن شاء الله الكلام عليه في كتاب النكاح.
23- قوله (قال الشعبي: أعطيناكها بغير شيء)، ” فيه أن للعالم أن يعرف المتعلم منه قدر ما أفاده من العلم، وما خصه به، ليكون ذلك أدعى لحفظه ، وأجلب لحرصه قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
24- قوله ( قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة) فيه: إثبات فضل المدينة، وأنها معدن العلم وموطنه، وإليها كان يرحل في طلبه ويقصد في التماسه . قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
قلت هو مبني على أن قوله ( المدينة ) هي المدينة النبوية وهو الظاهر عند الإطلاق ويعكر عليه هنا أنه ورد في بعض طرقه ” العراق” وفضل المدينة مشهور معروف وأنها أصل السنة قبل انتشار الصحابة في سائر المدن.
25- قوله (ثم قال عامر أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة) وعند مسلم ” قال عامر للخراساني” وبينت رواية مسلم من طريق هشيم سبب قول الشعبي ذلك بأن ” رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي، فقال: يا أبا عمرو، إن من قبلنا من أهل خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته، ثم تزوجها: فهو كالراكب بدنته،”.
26- فيه أن العالم يفتي بالحديث للسائل قدر الإمكان فيربط السائل بنصوص الوحي.
27 – فيه ما كان عليه السلف من تحمل المشاق لطلب العلم والرحلة فيه .
28 – فيه معنى حديث أسلمت على ما أسلفت من خير.
29 – بلغ بعض أهل العلم اللذين يؤتون أجرهم مرتين عشرين. فذكر الثلاثة في الحديث لمعنى. راجع تحفة الأحوذي
30 – وقوله في رواية مسلم ” كالراكب بدنته ” وعند أبي عوانة في مستخرجه 4659 ابن حبان في صحيحه 4053 ” كالراكب هديه” ، “كأنهم توهموا في العتق التزوج، والرجوع بالنكاح فيما خرج عنه بالعتق، فأجابه الشعبي بما يدل على أنه محسن إليها إحسانا بعد إحسان، وأنه ليس من الرجوع في شيء فذكر لهم الحديث.” قاله ابن الملقن في التوضيح
31 – قوله (حدثنا المحاربي) هو عبد الرحمن بن محمد تابعه سفيان الثوري كما عند البخاري 2547 تابعه سفيان بن عيينة كما عند البخاري 3011 ومسلم 154 والترمذي 1116 تابعه عبد الله هو ابن المبارك كما عند البخاري 3446 تابعه عبد الواحد – هو ابن زياد – كما عند البخاري 5083 تابعه شعبة كما عند مسلم 154 تابعه هشيم كما عند مسلم 154 تابعه عبدة ين سليمان كما عند مسلم 154 وابن ماجه 1956 . تابعه بن أبي زائدة – هو يحيى -كما عند النسائي في السنن الصغرى 3344
32 – قوله (حدثنا صالح بن حيان) وعند البخاري من طريق ابن عيينة ” حدثنا صالح بن حي أبو حسن “وعند البخاري 5083 من طريق عبد الواحد ” صالح بن صالح الهمداني ” تابعه مطرف كما عند البخاري 2544 ومسلم 154 وأبي داود 2053 والنسائي 3345 .تابعه الفضل بن يزيد كما عند الترمذي 1116 تابعه فراس كما عند الإمام أحمد في مسنده 19634
33 – قوله (قال عامر الشعبي) وعند البخاري 3011 من طريق ابن عيينة “سمعت الشعبي ” تابعه بريد كما عند البخاري 2551 تابعه أبو حصين كما عند البخاري 5083. معلقا
34 – قوله (عن أبيه) وعند البخاري 3011 من طريق ابن عيينة “سمع أباه ” وصرح البخاري 2547 من طريق الثوري فقال ” عن أبي موسى الأشعري”.
35 – والرواية المعلقة عند البخاري هي (وقال أبو بكر عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها ثم أصدقها) وصله أبو داود الطيالسي في مسنده 503 ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 13740 ، والإمام احمد في مسنده 19656 عن أسود بن عامر وحسين بن محمد وأخرجه البزار في مسنده 2979 عن فضالة بن الفضل الكوفي و أبو نعيم في حلية الأولياء – في أثناء ترجمة أبي بكر بن عياش- من طريق عبد الحميد بن صالح ، وأخرج أبو سعيد ابن الأعرابي في معجمه 848 عن أحمد بن عبد الجبار ،وأخرجه البيهقي في السنن الصغير 2406 والكبرى 13740 من طريق أحمد بن يونس . قال أبو نعيم الأصبهاني عقبه ” تفرد به أبو بكر عن أبي حصين”. قلت تابعه شعبة عن أبي حصين به أخرجه ابن الأعرابي في معجمه 1304 وعنده “تزوجها” بدلا من “أصدقها”
36 – تنبيه الرواية بلفظ ” بمهر جديد” ضعفها العلامة الألباني لشذوذها كما في الضعيفة 3364
37 – أخرج البيهقي في السنن الكبرى 13744 من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: كان ابن عمر يكره أن يجعل عتق المرأة مهرها حتى يفرض لها صداقا “، قال البيهقي: وعلى مثل هذا يدل حديث أبي موسى برواية أبي بكر بن عياش، وبالله التوفيق. انتهى.
38- فيه رواية الأقارب بعضهم عن بعض أبي بردة عن أبيه وفي رواية بريد عن أبي بردة عن أبيه، بريد هو ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري وكنيته أبو بردة ككنية جده