كتاب السُّنَّةِ
باب: الترغيب في البداءة بالخير ليُستن به، والترهيب من البداءة بالشر خوف أن يستن به
الأحاديث ( 61 – 66 )
تعليق سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع محمد الرحيمي وابوعيسى محمد ديرية وأحمد بن علي وموسى الصومالي ومحمد الفاتح وعاطف وعبدالله البلوشي وعدنان البلوشي وإسلام ومصطفى الموريتاني وادريس الصومالي ومحمد أشرف وعبدالله كديم وجمعه النعيمي وسلطان الحمادي ومحمد سيفي ومحمد بن سعد وسعد السوري وعمار السوري وعاصم السوري وحمزة سلبد
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——-‘——–‘——-‘——-‘——–‘——-‘——-‘——–
61 – (1) [صحيح] عن جَريرٍ ﵁ قال:
كنا في صدر النهار عند رسولِ الله – ﷺ -، فجاءه قومٌ غراةٌ مُجتابي النِّمار والعَباء، مُتقلِّدي السيوفِ، عامَّتهم من مُضر، بل كلهم من مُضر، فَتَمَعَّر وجهُ رسولِ الله – ﷺ – لَمّا رأى ما بهم من الفاقة، فدخل، ثم خرج، فأمر بلالاً فأذَّن وأقام، فصلى (1)، ثم خطب فقال:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}، إلى آخر الآية. . . (2) {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، والآية التي في (الحشر): {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (3) تَصَدَّقَ رجلٌ من دينارِه، من درهمِه، من ثوبِه، من صاعِ بُرِّه، من صاعِ تَمره، -حتى قال:- ولو بِشِقِّ تمرة. قال: فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّةِ كادَتْ كَفُّه تَعجِزُ عَنها، بل قد عَجَزَتْ. -قال:- ثم تتابعَ الناسُ حتى رأيتُ كَومَيْنِ من طعامِ وثيابٍ، حتّى رأيت وجهَ رسول الله – ﷺ – يَتَهلَّلُ كأنه مُذْهبةٌ، فقال رسول الله – ﷺ -:
“من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فلَه أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده، من غير أن يَنقصَ من أجورِهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليهِ وِززها وزرُ من عملَ بها من غير أن ينقصَ من أوزارهم شيء”.
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة.
قوله: (مجتابي) هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة.
__
و (النمار) جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط، أي: لابسي النمار، قد خرقوها في رؤوسهم.
و (الجوب): القطع.
وقوله: (تَمَعَّرَ) هو بالعين المهملة المشددة؛ أي: تغيّر.
وقوله: (كأنه مُذهبة) ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون، وضبطه بعضهم بذال معجمة وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة، وهو الصحيح المشهور. ومعناه على كلا التقديرين: ظهور البِشْر في وجهه – ﷺ – حتى استنار وأشرق من السرور.
و (المذهبة): صفيحة منقشة بالذهب، أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب، يصف حسنه وتلألؤه.
62 – (2) [حسن صحيح] وعن حذيفةَ ﵁ قال:
سأل رجلٌ على عهدِ رسولِ الله – ﷺ -، فأمسكَ القومُ، ثم إنّ رجلاً أعطاه؛ فأعطى القومُ، فقال رسولُ الله – ﷺ -:
“من سَنَّ خيراً فاستُنَّ به، كان له أجرُهُ، ومثلُ أجور من تَبِعَهُ، غير مُنْتَقَصٍ من أجورهم شيئاً، ومن سَنَّ شراً فاستُنَّ به، كان عليه وزرُه، ومثلُ أوزار من تبعه، غير مُنتقصٍ من أوزارهم شيئاً”.
رواه أحمد، والحاكم وقال: “صحيح الإسناد”.
——
يشهد له الحديث السابق
63 – (3) [صحيح] ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة (1).
—–
تعقبه الألباني في الحاشية بأن مسلم أخرجه
64 – (4) [صحيح] وعن ابن مسعود ﵁، أن النبي – ﷺ – قال:
“ليس مِن نفسٍ تُقتَلُ ظلماً إلا كان على ابنِ آدمَ الأولِ كِفلٌ (2) من دمِها،
لأنّه أولُ من سَنَّ القتلَ”.
رواه البخاري ومسلم والترمذي.
65 – (5) [حسن صحيح] وعن واثلة بن الأسقع عن النبي – ﷺ – قال:
“من سَنَّ سنةً حسنةً فله أجرُها ما عُمِلَ بها في حياتِه، وبعد مماته حتّى تُتركَ، ومن سَنَّ سنةً سيئةً فعليه إِثْمُها حتى تُتركَ، ومن مات مُرابِطاً جَرى عليه عملُ المرابطِ حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ”.
رواه الطبراني في “الكبير” بإسناد لا بأس به.
——
سيأتي إن شاء الله في الجهاد 1222
66 – (6) [حسن لغيره] عن سهل بن سعد ﵄؛ أنّ النبي – ﷺ – قال:
“إن هذا الخيرَ خزائنُ، ولتلك الخزائن مفاتيحُ، فطوبى لعبدٍ جَعَلَهُ الله ﷿ مفتاحاً للخيرِ، مغلاقاً للشرِّ، وويلٌ لِعبدٍ جَعَلَهُ الله مفتاحاً للشرِّ، مغلاقاً للخير”. (1)
رواه ابن ماجه -واللفظ له-، وابن أبي عاصم، وفي سنده لين، وهو في “الترمذي” بقصةٍ (2).
__________
تعقبه الألباني بأن عزوه للترمذي سهو وراجع الصحيحة 1332
وتراجع الألباني عن تضعيفه
وذكره صاحب ذخيرة الحفاظ 1974 ونقل ضعف عبدالرحمن بن زيد بن أسلم
وكذلك ضعفه السخاوي بعبدالرحمن بن زيد وذكر له شاهد من حديث أنس وقال وابن أبي حميد منكر الحديث
وقال صاحب إبانة الحاجة على مقدمة ابن ماجه : إسناد ساقط ورجح مقبل أن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم لا يقبل في الشواهد
وضعف إسناده الأرناؤوط في تحقيق ابن ماجه بعبدالرحمن بن زيد بن أسلم
وذكر الألباني متابعا لعبدالرحمن بن زيد هو عقبة بن محمد عن زيد بن أسلم
وعقبة الظاهر انه أخو اسباط بن محمد قال ابن أبي حاتم عن أبيه : لا أعرفه
وللحديث شاهد اخر مرسل ضعيف فالحديث بمجموع طرقه حسن . انتهى من الصحيحة
قلت سيف بن دورة : في المسند المعلل ذكروا رواية عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وقالوا :
ـ قال البخاري: محمد بن عقبة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم، قال: إن عند الله خزائن الخير والشر، مفاتيحها الرجال.
قال لي علي: عن معتمر بن سليمان، سمع محمد بن عقبة.
وقال لي أَبو بكر: عن عبد الأعلى بن حماد، عن معتمر، عن عقبة بن محمد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم.
قال أَبو عبد الله: وعبد الرحمن لا يصح حديثه. «التاريخ الكبير» 1/ 200.