12 – بَابُ فَضَائِلِ خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا
69 – (2430) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ – وَاللَّفْظُ حَدِيثُ أَبِي أُسَامَةَ -، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، بِالْكُوفَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ» قَالَ: أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَشَارَ وَكِيعٌ إِلَى السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
70 – (2431) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، جَمِيعًا عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، – وَاللَّفْظُ لَهُ – حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ»
71 – (2432) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ ” قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعْتُ وَلَمْ يَقُلْ فِي الْحَدِيثِ: وَمِنِّي
72 – (2433) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، «بَشَّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ، فِيهِ وَلَا نَصَبَ»
72 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجَرِيرٌ، ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ كُلُّهُمْ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ
73 – (2434) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «بَشَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ»
74 – (2435) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ، ثُمَّ يُهْدِيهَا إِلَى خَلَائِلِهَا»
75 – (2435) حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ: «أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ» قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا»
75 – حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، جَمِيعًا، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ إِلَى قِصَّةِ الشَّاةِ وَلَمْ يَذْكُرِ الزِّيَادَةَ بَعْدَهَا
76 – (2435) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «مَا غِرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ لِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ»
77 – (2436) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ»
78 – (2437) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذَلِكَ فَقَالَ: «اللهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ» فَغِرْتُ فَقُلْتُ: وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ فَأَبْدَلَكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا
الفوائد
——–‘——–‘——–
مشاركة عبدالله البلوشي أبي صالح:
*ترجم البخاري -رحمه الله- في كتاب مناقب الأنصار من صحيحه، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها*
وأورد الأحاديث التي في صحيح مسلم مع بعض الاختلاف
وكرر بعض الأحاديث في مواضع أخرى من الصحيح، أحاول بعون الله استقصاءها وذكرها ونقل شيء من شرح بعض العلماء لها، فكما يقول العلماء فقه البخاري في تراجمه:
*أولا: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]، ” ولم يقل: ماذا خلق ربكم “*
قال ابن حجر:
وهذا أول باب تكلم فيه البخاري على مسألة الكلام وهي طويلة الذيل قد أكثر أئمة الفرق فيها القول …
قلت (أبو عيسى): لعل موضع مطابقة حديث فضل خديجة -رضي الله عنها- لترجمة الباب هي كلام الله عز وجل وأمره جبريل -عليه السلام- أن يبشر خديجة ببيت في الجنة فالترجمة فيها كلام الله مع الملائكة
، وقال العيني -رحمه الله- الذي قال: “لم أرى أحدا من الشراح ذكر لهذا الحديث مطابقة للترجمة اللهم إلا أن يقال بالتعسف: إن معنى: لمن أذن له أمر له، لأن معنى الإذن لأحد بشيء أن يفعل يتضمن معنى الأمر على وجه الإباحة”.
*ثانيا: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله، إنه لقول فصل حق وما هو بالهزل باللعب.*
قال ابن حجر:
كذا للجميع زاد أبو ذر الآية قال بن بطال أراد بهذه الترجمة وأحاديثها ما أراد في الأبواب قبلها أن كلام الله تعالى صفة قائمة به وأنه لم يزل متكلما ولا يزال ثم أخذ في ذكر سبب نزول الآية والذي يظهر أن غرضه أن كلام الله لا يختص بالقرآن فإنه ليس نوعا واحدا كما تقدم نقله عمن قاله وأنه وإن كان غير مخلوق وهو صفة قائمة به فإنه يلقيه على من يشاء من عباده بحسب حاجتهم في الأحكام الشرعية وغيرها من مصالحهم وأحاديث الباب كالمصرحة بهذا المراد.
وموضع الشاهد على هذه الترجمة: فأقرئها من ربها السلام
قلت (أبو عيسى): ليتنبه على مسألة صفة الكلام وليراجع قول أهل السنة فيها في كتب العقيدة.
*ثالثا: كتاب الأدب، باب: حسن العهد من الإيمان*
قال ابن حجر: تنبيه جرى البخاري على عادته في الاكتفاء بالإشارة دون التصريح فإن لفظ الترجمة قد ورد في حديث يتعلق بخديجة رضي الله عنها أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب من طريق صالح بن رستم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف أنتم كيف حالكم كيف كنتم بعدنا قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال فقال يا عائشة إنها كانت تأتينا زمان خديجة وإن حسن العهد من الإيمان وأخرجه البيهقي أيضا من طريق مسلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله بمعنى القصة.
قلت سيف: أورده الألباني في الصحيحة 216. وذكر له شواهد
*رابعا: كتاب أحاديث الأنبياء، باب: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين. ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون يقال: يكفل يضم، (كفلها) ضمها، مخففة، ليس من كفالة الديون وشبهها*
قال العيني:
قوله: (خير نسائها)، أي: خير نساء أهل الدنيا في زمانها، وليس المراد أن مريم خير نسائها، لأنه يصير كقولهم، يوسف أحسن إخوته، وقد منعه النحاة، وعن وكيع: أي خير نساء الأرض في عصرها،.
وقال القاضي: أي من خير نساء الأرض.
وقال الكرماني: يحتمل أن يراد بقوله: خير نسائها مريم، نساء بني إسرائيل، وبقوله: خير نسائها خديجة، نساء العرب أو تلك الأمة، وهذه الأمة وفي رواية النسائي من حديث ابن عباس: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ورواه أبو يعلى أيضا، وقد مر الكلام فيه مستقصى في: باب قول الله تعالى: {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون} (التحريم: 11).
قلت سيف: حديث ابن عباس رضي الله عنهما هو في الصحيح المسند 596. وعزاه لأحمد.
وهو في المسند الجامع من ستة طرق عن داود بن أبي الفرات حدثنا علباء بن أحمر عن عكرمة فذكره
قال النووي: المراد جميع نساء الأرض أي كل من بين السماء والأرض من النساء والاظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها
*خامسا: كتاب النكاح، باب: غيرة النساء ووجدهن*
__________
*قال ابن حجر -رحمه الله- في شرح حديث استئذان هالة:*
قوله (استأذنت هالة بنت خويلد هي أخت خديجة وكانت زوج الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس والد أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكروها في الصحابة وهو ظاهر هذا الحديث وقد هاجرت إلى المدينة لأن دخولها كان بها أي بالمدينة ويحتمل أن تكون دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حيث كانت عائشة معه في بعض سفراته ووقع عند المستغفري من طريق حماد بن سلمة عن هشام بهذا السند قدم بن لخديجة يقال له هالة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم في قائلته كلام هالة فانتبه.
وقال (هالة هالة) قال المستغفري الصواب هالة أخت خديجة انتهى وروى الطبراني في الأوسط من طريق تميم بن زيد بن هالة عن أبي هالة عن أبيه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ فضمه إلى صدره وقال هالة هالة وذكر بن حبان وبن عبد البر في الصحابة هالة بن أبي هالة التميمي فلعله كان لخديجة أيضا بن اسمه هالة والله أعلم.
قلت سيف: وقريب منه ما أخرجه الحاكم لكنه من طريق علي بن محمد بن عمرو بن تميم عن زيد بن هالة عن أبيه فذكره وفيه …. وسرَّ به لقرابته من خديجة رضي الله عنها. … وراجع رجال الطبراني ترجمة علي بن محمد
وقد يكون طريق المستغفري هي طريق الحاكم
وذكر الشيخ مقبل في رجال الحاكم ترجمة زيد بن هالة وأن في السند سقط ونقل عن الهيثمي أن فيه جماعة لم يعرفهم.
قوله (فعرف استئذان خديجة) أي صفته لشبه صوتها بصوت أختها فتذكر خديجة بذلك وقوله (ارتاع) من الروع بفتح الراء أي فزع والمراد من الفزع لازمه وهو التغير ووقع في بعض الروايات (ارتاح) بالحاء المهملة أي اهتز لذلك سرورا وقوله (اللهم هالة) فيه حذف تقديره اجعلها هالة فعلى هذا فهو منصوب ويحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هذه هالة وعلى هذا هو مرفوع وفي الحديث: أن من أحب شيئا أحب محبوباته وما يشبهه وما يتعلق به.
قوله (حمراء الشدقين) بالجر قال أبو البقاء يجوز في حمراء الرفع على القطع والنصب على الصفة أو الحال ثم الموجود في جميع النسخ وفي مسلم حمراء بالمهملتين وحكى بن التين أنه روي بالجيم والزاي ولم يذكر له معنى وهو تصحيف والله أعلم قال القرطبي قيل: معنى حمراء الشدقين بيضاء الشدقين والعرب تطلق على الأبيض الأحمر كرهة اسم البياض لكونه يشبه البرص ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: (يا حميراء) ثم استبعد القرطبي هذا لكون عائشة أوردت هذه المقالة مورد التنقيص فلو كان الأمر كما قيل لنصت على البياض لأنه كان يكون أبلغ في مرادها قال والذي عندي أن المراد بذلك نسبتها إلى كبر السن لأن من دخل في سن الشيخوخة مع قوة في بدنه يغلب على لونه غالبا الحمرة المائلة إلى السمرة كذا قال والذي يتبادر أن المراد بالشدقين ما في باطن الفم فكنت بذلك عن سقوط أسنانها حتى لا يبقى داخل فمها إلا اللحم الأحمر من اللثة وغيرها وبهذا جزم النووي وغيره.
قلت سيف: قال الذهبي: قيل … أن كل حديث فيه يا حميراء لا يصح أو 2/ 167 السير. وكذلك ذكر ذلك ابن القيم في المنار المنيف
وتعقبا بحديث أخرجه النسائي في قصة لعب الحبشة قال النبي صلى الله عليه وسلم يا حميراء تحبين أن تنظرين.
قال الزركشي في المعتبر وذكر ابن كثير عن شيخه المزي كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في سنن النسائي. قلت: وحديث آخر في النسائي ….. دخل الحبشة يلعبون. انتهى
ولم أقف في سنن النسائي إلا على هذا الحديث. وكذلك الألباني لم يجده حتى في الكبرى كما في الصحيحة 3277
ولفظ يا حميراء في قصة لعب الحبشة يغلب على ظني شذوذها لأن الحديث له طرق في الصحيحين وغيرهما ولم ترد هذه اللفظة إلا هنا
قوله (قد أبدلك الله خيرا منها) قال بن التين في سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على هذه المقالة دليل على أفضلية عائشة على خديجة إلا أن يكون المراد بالخيرية هنا حسن الصورة وصغر السن انتهى ولا يلزم من كونه لم ينقل في هذه الطريق أنه صلى الله عليه وسلم رد عليها عدم ذلك بل الواقع أنه صدر منه رد لهذه المقالة ففي رواية أبي نجيح عن عائشة عند أحمد والطبراني في هذه القصة (قالت عائشة فقلت أبدلك الله بكبيرة السن حديثة السن فغضب حتى قلت والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلا بخير). وهذا يؤيد ما تأوله بن التين في الخيرية المذكورة والحديث يفسر بعضه بعضا وروى أحمد أيضا والطبراني من طريق مسروق عن عائشة في نحو هذه القصة (فقال صلى الله عليه وسلم ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بي إذ كفر بي) الناس الحديث قال عياض قال الطبري وغيره من العلماء الغيرة مسامح للنساء ما يقع فيها ولا عقوبة عليهن في تلك الحالة لما جبلن عليه منها ولهذا لم يزجر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عن ذلك.
وتعقبه عياض بأن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها فلعلها لم تكن بلغت حينئذ.
قلت وهو محتمل مع ما فيه من نظر قال القرطبي لا تدل قصة عائشة هذه على ان الغيرى لا تؤاخذ بما يصدر منها لأن الغيرة هنا جزء سبب وذلك أن عائشة اجتمع فيها حينئذ الغيرة وصغر السن والإدلال قال فإحالة الصفح عنها على الغيرة وحدها تحكم نعم الحامل لها على ما قالت الغيرة لأنها هي التي نصت عليها بقولها فغرت.
وأما الصفح فيحتمل أن يكون لأجل الغيرة وحدها ويحتمل أن يكون لها ولغيرها من الشباب والإدلال.
قلت الغيرة محققة بتنصيصها والشباب محتاج إلى دليل فإنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي بنت تسع وذلك في أول زمن البلوغ فمن أين له أن ذلك القول وقع في أوائل دخوله عليها وهي بنت تسع.
وأما إدلال المحبة فليس موجبا للصفح عن حق الغير بخلاف الغيرة فإنما يقع الصفح بها لأن من يحصل لها الغيرة لا تكون في كمال عقلها فلهذا تصدر منها أمور لا تصدر منها في حال عدم الغيرة والله أعلم
قلت سيف: وسيأتي جواب لنا أظنه أوفق.
=======
=======
مشاركة صالح الصيعري وإبراهيم البلوشي:
شذرات في ترجمة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) للشيخ محمد بازمول
قلت سيف: وتم حذف ما لا يصح. وما تركناه لغرض بينا درجته وبعضها تركناها مع الضعف لتتميم الترجمة واضفنا كلام لأهل العلم:
اسمها ونسبها، قصة زواجها بالرسول ?، قصتها مع الرسول ? عند بدء الوحي، فضائلها ومناقبها، أولادها ووفاتها …
حياة خديجة بنت خويلد قبل الإسلام
- اسم خديجة بنت خويلد ونسبها
خديجة أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية. فيلتقي نسبها مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب.
قلت سيف: ولم يصح شيء في قصة زواجها ومنه قصة سقيها الخمر لأبيها فزوجها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولكن سيأتي تصحيح أحمد لإحدى الروايات من كلام ابن تيمية
- كم كان عمر خديجة بنت خويلد لما تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
كانت خديجة أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي. ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. ثم بعده النبي صلى الله عليه وسلم فبنى بها وله خمس وعشرون سنة وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة”. وعلى هذه الرواية يكون عمرها لما تزوجها الرسول 40 سنة.
وهذا الذي ذكره ابن بكار هو المشهور اليوم، والأول لم يعتمد ولم يشتهر لحال الواقدي -والله اعلم- فإن أهل الحديث لا يقبلونه.
يعني تزوجها وعمرها ثمان وعشرين سنة
علاقة خديجة بنت خويلد بالإسلام والمسلمين
هي أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها.
قال بن الأثير: “خديجة أول خلق الله أسلم لإجماع المسلمين. وقال الزهري وقتادة وموسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي وسعيد ين يحيى: “أول من آمن بالله ورسوله خديجة وأبو بكر وعلي رضي الله عنهم”.
قصتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند بدء الوحي
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: “أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ …..
– فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (*) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (*) اقْرَا وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}.
– فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خديجة بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي! فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخديجة وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي!
– فَقَالَتْ خديجة: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ.
– فَانْطَلَقَتْ بِهِ خديجة حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خديجة وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خديجة: يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ!
– فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟
– فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ!
– فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟!
– قالَ: نَعَمْ لَمْ يأت رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.
– ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ”
أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، حديث رقم (4)، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان حديث رقم (160).
فضائل خديجة بنت خويلد ومناقبها
مناقبها جمة وكثيرة. وهي ممن كمل من النساء كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة. وكان النبي ? يثني عليها ويفضلها على سائر العالمين المؤمنين. ورزق منها ولد
أولاد خديجة بنت خويلد ووفاتها
أولاد خديجة من الرسول صلى الله عليه وسلم: القاسم، والطيب، والطاهر -ماتوا رضعا- ورقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة.
قال ابن عبدالبر: “لم يختلفوا أنه ولد له صلى الله عليه وسلم منها ولده كلهم حاشا إبراهيم” (. قال: “وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، وهن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة”. قال: “وأجمعوا أنها ولدت له ابناً يسمى القاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم” اهـ. ثم ذكر خلافهم في الطاهر، وعبدالله، من أولاده صلى الله عليه وسلم.
- خبر عن أولادها من الرسول صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن نوفل أو ابن بريدة عن خديجة بنت خويلد قالت سألت رسول الله ?: أين أطفالي منك؟ قال: في الجنة
– قالت: فأين أطفالي من أزواجي من المشركين؟
– قال: في النار. فقلت: بغير عمل؟
– قال: الله أعلم بما كانوا عاملين”. [أخرجه أبو يعلى في مسنده بسند فيه انقطاع، فهو ضعيف].
بل سيأتي حكم ابن تيمية عليه بالوضع
متى توفيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها؟
عن عائشة رضي الله عنها: “إن خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة”.
وقيل: توفيت في رمضان.
ودفنت بالحجون عن خمس وستين سنة.
قال الواقدي: خرجوا من شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين فتوفي أبو طالب وقبله خديجة بشهر وخمسة أيام.
وقال الحاكم: ماتت بعد أبي طالب بثلاثة أيام.
وروى عروة عن عائشة قالت: “توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة”.
قال الواقدي: “توفيت في رمضان ودفنت بالحجون“.
مقبرة المعلا (الحجون) – مكة
وقال قتادة: “ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين”. وكذا قال عروة.
توفيت خديجة رضي الله عنها بعد أن مضى من النبوة عشر سنين وهي بنت خمس وستين سنة.
قال حكيم بن حزام: دفناها بالحجون ونزل رسول الله في حفرتها ولم يكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها رضي الله عنها.
عام الأحزان: قال ابن إسحاق: “تتابعت على رسول الله ? المصائب بهلاك أبي طالب وخديجة”.
مقبرة الحجون، معروفة في مكة، وتعرف بمقبرة (المعلا)، وقبلها (الشرشورة) وهي الجهة التي يغسلون فيها الموتى، ويجهزونهم للصلاة عليهم. وتعرف الجهة الأخرى التي فيها قبر السيدة خديجة بـ (جنة المعلا)، وللفيروز آبادي رسالة صغيرة باسم “إثارة الحجون بمعرفة من دفن من الصحابة بالحجون”. ولبعض الناس اعتقادات باطلة وتصرفات لا تجوز شرعاً عند قبر السيدة خديجة، مما دعى الحكومة إلى إحاطة جهة قبرها بسياج تميزت به عن سائر المقبرة، وهي على يسار النازل من الحجون المتجه إلى الحرم.
أيهما أفضل خديجة أم عائشة:
قال ابن عثيمين: نأخذ المذهب الوسط. هذه في أول الإسلام حصلت لها مزايا لا تلحقها فيه عائشة ولعائشة من المزايا في نشر السنة والعلم وهداية الأمة ما لا يدركها غيرها.
وهذا ما قرره ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 5/ 379.
وقال بعد أن قرر ميزة كل واحدة: والفواضل من نساء هذه الأمة خديجة وعائشة
وفاطمة أفضل منهما ….. إلى آخر كلامه
ورد ابن تيمية على من فضل ازواجه صلى الله عليه وسلم على العشرة فلا يعرف إلا عن بن حزم واستدل ابن حزم أنهما في درجة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية: يلزم من دليله أن المرأة مع زوجها. إن تكون ازواجه وخدمه في الجنة أعلى من الانبياء ….. مجموع الفتاوى 4/ 359
وفي 4/ 394: ذكر أن جملة ازواجه أفضل من جملة نسائه. وأن الفاضلة منهن تفضل الفاضلة من بناته ….. مجموع الفتاوى
وقال مالك: لا أقدم على بضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد.
وبعضهم قدم خديجة لأنها هي الأصل وكل من آمن فهو في ميزان حسناتها
أما ما ظاهره أنه يفضل عائشة في مختصر منهاج النبوة فإنما هو في معرض الرد على الرافضي الذي أراد تنقص عائشة.
وكذلك في تفضيله نفقة أبي بكر على نفقة خديجة وبأن نفقة أبي بكر شملت المسلمين. ونفقتها اقتصرت على الرسول صلى الله عليه وسلم … ليس من باب المفاضلة لكن من باب دفع تنقص الرافضي لأبي بكر.
أما مريم وآسيا فنقل النووي عن القاضي عياض احتمال نبوتهما فلا يلحق بهما غيرهما. وإن كانتا وليتان فلا يمتنع أن يشاركهما غيرهما في فضيلة الكمال من هذه الأمة.
واستغرب النووي احتمال النبوة قال: ونقل الإجماع على عدمها.
يقصد أن النبوة تخص الرجال بنص القرآن.
وكذلك وصفت مريم بالصديقة في مقام الثناء فلو كانت نبيه لذكرت بوصف النبوة
وسيأتي نقل كلام ابن القيم في التفضيل.
تنبيه: ذكر السهيلي معنى لطيف لذكر البيت في حديث (بشر خديجة ببيت من قصب. .. ) وهو أن بيتها اول بيت في الإسلام ومنه انبعث نور الإسلام. ولم يذكر لفظ القصر لمناسبة اللفظ.
وذكر ابن حجر مناسبة أخرى: وهو أن أخص أهل بيته يرجعون إليها الحسن والحسين وفاطمة وعلي بن أبي طالب تربى في بيتها وتزوج ابنتها.
وكذلك ذكر السهيلي مناسبة أن بيتها ليس فيه
صخب حيث أنها لم تكدر النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الدهر. ولم تتأخر عن الإيمان حتى تحوجه للانزعاج ورفع الصوت. وكذلك هو من قصب ومناسبته أنها نالت قصب السبق للنصرة.
– قد تغار المرأة من امرأة متوفاة بل من امرأة لم ترها.
– لا يمنع غيرة الغير من ذكر أصحاب الفضل.
– الإنكار الغير مباشرة فعائشة تنقصت خديجة والنبي صلى الله عليه وسلم يذكر فضلها، لأن عائشة جعلته صلى الله عليه وسلم كالحكم.
ثم الثناء على خديجة يجعل عائشة تتيقن أن تنقصها مع عدم جوازه فهو ليس في محله. فتارة النبي صلى الله عليه وسلم ينكر.
وتارة يثني كما أثنى مرة على صفية. وإن أباها نبي وعمها نبي وزوجها نبي.
– حسن العشرة من الإيمان.
– الغيرة مغتفرة لكن يجب أن لا توقع في الاستحقار والغيبة. وفي الحديث (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته). من حفظي
– لم يثبت أن خديجة أغضبت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرره ابن القيم في بعض كتبه
– فيه معنى إن من البر صلة أهل ود أبيه.
– أنه من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده. فبهذا تنال خديجة أجر كل من آمن من الرجال والنساء. خاصة أن بعض أهل العلم قال هي أول من آمن مطلقا.
قال ابن حجر: ومما اختصت به سبقها نساء هذه الأمة إلى الإيمان، فسنت ذلك لكل من من آمنت بعدها فيكون لها مثل أجرهن. لما ثبت أن من سن سنة حسنة. وقد شاركها في ذلك أبوبكر الصديق بالنسبة للرجال. ولا يعرف قدر ما لكل واحد منهما من الثواب بسبب ذلك إلا الله. انتهى
قال ابن كثير في الباعث الحثيث: وأول من أسلم من الرجال الأحرار: أبوبكر. وقيل: مطلقا. ومن الولدان: علي. وقيل: إنه أول من أسلم مطلقا، ولا دليل عليه من وجه يصح. ومن الموالي: زيد بن حارثة. ومن الارقاء: بلال. ومن النساء: خديجة، وقيل: إنها أول من أسلم مطلقا، وهو ظاهر السياقات في أول البعثة، وهو محكي عن ابن عباس والزهري وقتادة ومحمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي وجماعة وادعى الثعلبي عليه الإجماع: قال: إنما الخلاف فيمن أسلم بعدها.
قال ابن عثيمين:
لا شك أنها أول من آمن به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءهـا وأخبرهـا بما رأى في غار حراء، قالت: كلا، والله لا يخزيك الله أبدا. وآمنت به، وذهـبت به إلى ورقة بن نوفل، وقصت عليه الخبر، وقال له: إن هـذا الناموس الذي كان ينزل على موسى. ” الناموس ” أي: صاحب السر. فآمن به ورقة.
وقال بعضهم: أن أبا بكر اول من أسلم حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإبلاغ.
وإلا سيكون سبقه للإسلام خديجة وورقة.
– الإسراء كان مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم على فقده خديجه.
– عاش النبي صلى الله عليه وسلم مع خديجة خمس وعشرين سنة.
– الحب رزق من الله. وله أسباب فجمعت خديجة أسباب كثيرة ليرزق الله نبيه حبها
– التسلية بمن بقي من أقارب أو خلائل من تحب وبرهم إحسانا لمن تحب عسى الله أن يجمعك بحبيبك الأعظم.
ومن ذلك الإحسان للمسلمين والرحمة بالخلق لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الخير للجميع. ولعل الله يجمعك به.
ولعل الله أيتها الأخت المسلمة بإحسانك للمسلمات أن يجمعك بخديجة.
– من أعظم أدلة الحب أن ترتاح لصوت من يذكرك بصوت من تحب.
– على أهل السنة أن يتولوا أزواج النبي صَلى الله عَليه وسَلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن ازواجه خصوصا خديجة أم أكثر أولاده فإن جميع أولاده الذكور والإناث منها إلا إبراهيم، فإنه من سريته مارية القبطية. وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة الطيبة. والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم. فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وعائشة وخديجة هما أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء أيهما أفضل. والتحقيق أن لكل واحدة منهن من الفضائل والخصائص ما ليس للأخرى فلخديجة السبق والمعاونة والتثبيت وكون أكثر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم منها ما ليس لعائشة. ولعائشة من العلم والتعليم ونفع الأمة ما ليس لخديجة رضي الله عنهما.
راجع الواسطية مع في التنبيهات اللطيفة للشيخ السعدي
– لم يكن يقصد النبي صلى الله عليه وسلم بأغلب زيجاته قضاء شهوته لكن يحمل هم الدعوة. فبعض زوجاته استشهد أزواجهن وبعضهن انقذهن من السبي. اللجنة الدائمة بمعناه
– فيه معنى بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء. فعاشت خديجة أشد غربة الإسلام.
– لا بأس أن تعرض المرأة نفسها على الرجال.
– قد يطلق الكمال ولا يراد به النبوة بل التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى.
قال ابن تيمية: وقد ذكر القاضي أبوبكر والقاضي أبو يعلى وأبو المعالي وغيرهم الإجماع على أنه ليس في النساء نبيه. والقرآن والسنة دلا على ذلك … مجموع الفتاوى 4/ 396
– حديث مشكل فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران رواه أحمد 11347 وحسنه ابن حجر
قلت سيف: أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري وصححه محققو المسند لغيره حيث قالوا: حديث أبي سعيد رضي الله عنه فيه زياد بن أبي زياد ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها
قلت سيف: وحديث عائشة فيه محمد بن عمرو انفرد عن أبي سلمة وهو مكثر. مع أن المتن مخالف لما في الصحيحين وغيرهما من إطلاق السيادة لفاطمة رضي الله عنها.
ثم رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة معلة حيث يحدث بالشيء عن أبي سلمة ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قاله ابن معين
قال صاحبنا عبدالله البلوشي أبو عيسى: في الصحيحة 1508 – ” أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون “.
رواه أحمد (1/ 293)
ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عند
الطبراني (12179) بسنده عن كريب عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: ” سيدات نساء أهل
الجنة بعد مريم بنت عمران: فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون “.
قلت: وإسناده صحيح. وذكره الهيثمي (9/ 223) بلفظ آخر نحوه وقال: ” رواه الطبراني، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك “.
قلت: طريق كريب سالم منه، فاقتضى التنبيه. وله شاهد من حديث عائشة مرفوعا
مثله دون لفظة ” بعد ” ولكنه قدم (مريم) في الذكر. أخرجه الحاكم (3/ 185
و186) وسكت عنه، وقال الذهبي: ” صحيح على شرط الشيخين “. وهو كما قال.
الصحيحة
قلت سيف: سبق بيان إعلال أسبقية مريم بنت عمران. وتضعيف ابن حجر له سيأتي
– أما عن قوله تعالى: (واصطفاك على نساء العالمين)
فقال ابن كثير:
أي في زمانها فإن خديجة أفضل منها وكذا آسية بنت مزاحم امرأة فرعون أو مساوية لها في الفضل، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. انتهى
قال ابن كثير بعد أن صحح الحديث السابق أن فاطمة أفضل نساء أهل الجنة إلا مريم قال: فهما أفضل الأربع. ويحتمل تساويهما ويحتمل أن مريم أفضل. ويؤيد أن مريم أفضل حديث ابن عباس مرفوعا: سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية.
لكن ورد هذا الحديث (بواو) العطف وليس (بثم)
وقال القرطبي: وهذا حديث حسن يرفع الاشكال ومن قال أن مريم ليست نبيه اول الحديث.
قال ابن حجر: الحديث الدال على الترتيب ليس بثابت وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة الترتيب. ….. (فتح الباري)
ولم يرجح شيء
وعزاه الهيثمي للطبراني وقال: فيه محمد بن الحسن بن زبالة متروك.
وعزي إلى ابن عبدالبر لكن صحح انه من رواية الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعا. سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة بنت محمد وخديجة وآسية امرأة فرعون. قال ابن عبدالبر وعزاه لأبي داود: وهو الصواب في إسناد هذا الحديث ومتنه. وإنما رواية الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة لا عن موسى بن عقبة. (الاستيعاب).
ونقله صاحب طرح التثريب: لكن قال: لم يخرجه أبوداود في السنن فلعله في غيره.
وهكذا نقل هذا السند المزي في تهذيب الكمال و ابن حجر في تهذيب التهذيب. عن إبراهيم بن عقبة.
فيبقى الاشكال
لكن قال ابن عساكر وذكر رواية موسى بن عقبة: رواه غيره فقال عن ابراهيم بن عقبة ثم ساق اسناده عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهن أجمعين. تاريخ ابن عساكر 70/ 107.
– عظم أجر خديجة حيث مات لها أولاد من النبي صلى الله عليه وسلم.
– حديث أولاد خديجة من أزواجها السابقين في النار لا يصح قاله ابن تيمية
وراجع الرد على الشاذلي لابن تيمية: حيث رد علم كل من لم تبلغه الدعوة إلى الله وذكر أن الآثار وردت أنهم يرسل إليهم رسل في الدار الآخرة. انتهى
– راجع الضعيفة 1483. 3242. 3779. 5027. 5101. 6097. 6097. 6223. 6224. ذكر أحاديث ضعيفة في شأن خديجة
– في الصحيحة 2818: كان إذا أتي بشيء يقول: اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة. اذهبوا إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة.
– حديث عفيف لما روى إسلام خديجة وعلي بن أبي طالب قال عفيف: تمنيت أن أكون رابعهم: لا يصح أورده العقيلي في ترجمة أسد بن عبد الله البجلي. وترجمة إسماعيل بن اياس
– حديث ابن أبي هالة ابن لخديجة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم رفض أبو زرعة أن يقرأه. وخشي أن يكون بعضه لا يصح (الضعفاء لأبي زرعة)
– ورد في الصحيح المسند 1624 وعزاه لأحمد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قلادة ابنته لتفدي زوجها أبي العاص وكانت القلادة لخديجة ادخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة ……
– في الصحيح المسند 1464 وعزاه لأحمد عن عروة حدثني جار لخديجة بنت خويلد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: والله لا أعبد اللات والعزى والله لا أعبد أبدا. قال: فتقول خديجة: خل اللات، خل العزى، قال: كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون.
– قال ابن القيم: ارسل سلامه – يعني رب العزة – إلى خديجة رضي الله عنها وهذه خاصية لا تعرف لامرأة سواها (زاد المعاد 1/ 78)
– لا يضر الفرق في السن القليل بين الزوجين اذا وجدت صفات ومصالح أفضل.
– تكسب الأنبياء بالتجارة ورعي الغنم ومهن أخرى
تنبيه 1:
قال ابن القيم – في مبحث التفضيل بين عائشة وفاطمة-:
فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم، فإن أريد بالفضل
كثرة الثواب عند الله عز وجل: فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص؛ لأنه بحسب تفاضل
أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر
أرفع درجة منه في الجنة.
وإن أريد بالتفضيل التفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة
أعلم وأنفع للأمة وأدّت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة
وعامتها.
وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب: فلا
ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اختصاص لم يشركها
فيه غير أخواتها.
وإن أريد السيادة: ففاطمة سيدة نساء الأمة.
وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار
الكلام بعلم وعدل.
وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يُفصِّل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحق، وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضِّله تكلم بالجهل والظلم. ” بدائع الفوائد ” (3/ 682، 683).
قال ابن كثير: في التفضيل بين عائشة وخديجة: الأحسن الوقف. لأنه يحتمل قوله (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) يحتمل عاما بالنسبة للمذكورات وغيرهن. ويحتمل أن يكون عاما بالنسبة إلى ما عدى للمذكورات. انتهى
وسيأتي أن ابن كثير نقل كلام شيخه ابن تيمية.
– تنبيه 2:
قال صاحبنا أحمد بن علي:
6224 – (كان إذا ذكر خديجة؛ أثنى عليها فأحسن الثناء. قالت [عائشة]: فغرت يوما فقلت: ما أكثر ما تذكر حمراء الشدق، قد
أبدلك الله خيرا منها! قال:
ما أبدلني الله خيرا منها؛ قد آمنت بي إذ كفر بي الناس،
وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس،
ورزقني الله عز وجل ولدهـا إذ حرمني أولاد النساء).
ضعيف بهذا التمام.
أخرجه أحمد (6/ 117 – 118) – والسياق له -، والطبراني
في “المعجم الكبير” (3/ 23 22/ 1) مختصرا من طريق مجالد عن الشعبي عن
مسروق عن عائشة قالت: … فذكره.
قلت: وهـذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير مجالد، وليس بالقوي – كما
تقدم مرارا -. وقول الهيثمي في “المجمع ” (9/ 224):
“رواه أحمد وإسناده حسن “.
فهذا من تساهـله! و? سيما والحديث في “الصحيحين” مختصر عن هـذا،
وليس فيه قوله: “ما أبدلني الله خيرا منها”.
وكذلك قول الهيثمي قبله – وقد ذكره بسياقين آخرين -:
“رواه الطبراني، وأسانيده حسنة”!
فإن في السند الأول عنده (23/ 10/14) مبارك بن فضالة عن هـشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة … مختصرا، وفي أخره:
قلت: يا رسول الله! اعف عني عفا الله عنك، والله! لا تسمعني أذكر
خديجة بعد هـذا اليوم بشيء تكرهـه.
————
مواضع وفوائد لخديجة رضي الله عنه من كتب ابن تيمية:
تتبعنا في مجموع الفتاوى والمستدرك عليه وغيرها حيث كتبت اسم خديجة في محرك البحث في كتب هؤلاء الأئمة فخرجت نتائج كثيرة:
مشاركة عدنان البلوشي (البريمي)
وهذه فوائد من كتب ابن تيمية حول خديجة رضي الله عنها طلبنا جمعها فجمعها الأخ عدنان:
– سئل شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى -: عن ” خديجة ” ” وعائشة “: أمي المؤمنين أيتهما أفضل؟ فأجاب: بأن سبق خديجة وتأثيرهـا في أول الإسلام ؛ ونصرهـا وقيامها في الدين لم تشركها فيه عائشة و? غيرهـا من أمهات المؤمنين. وتأثير عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة؛ وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة و? غيرهـا مما تميزت به عن غيرهـا.
مجموع الفتاوى 4/ 393
– وقال شيخ الإسلام – رحمه الله -: فصل: وأفضل نساء هـذه الأمة ” خديجة ” و ” عائشة ” و ” فاطمة “. وفي تفضيل بعضهن على بعض نزاع وتفصيل ليس هـذا موضعه. وخديجة وعائشة من أزواجه. فإذا قيل بهذا الاعتبار: إن جملة ” أزواجه ” أفضل من جملة ” بناته ” كان صحيحا؛ ?ن أزواجه أكثر عددا والفاضلة فيهن أكثر من الفاضلة في بناته.
مجموع الفتاوى 4/ 394
– وقال شيخ الإسلام: فصل: وأما ” نساء النبي صلى الله عليه وسلم ” فلم يقل: إنهن أفضل من العشرة إ? أبو محمد بن حزم وهـو قول شاذ لم يسبقه إليه أحد وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء ونصوص الكتاب والسنة تبطل هـذا القول. وحجته التي احتج بها فاسدة؛ فإنه احتج على ذلك بأن المرأة مع زوجها في درجته في الجنة ودرجة النبي صلى الله عليه وسلم أعلى الدرجات فيكون أزواجه في درجته وهـذا يوجب عليه: أن يكون أزواجه أفضل من الأنبياء جميعهم وأن تكون زوجة كل رجل من أهـل الجنة أفضل ممن هـو مثله وأن يكون من يطوف على النبي صلى الله عليه وسلم من الولدان ومن يزوج به من الحور العين أفضل من الأنبياء والمرسلين وهـذا كله مما يعلم بطلانه عموم المؤمنين. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام} ” فإنما ذكر فضلها على النساء فقط.
مجموع الفتاوى 4/ 395
-وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {كمل من الرجال كثير؛ ولم يكمل من النساء إ? عدد قليل إما اثنتان أو أربع} ” وأكثر أزواجه لسن من ذلك القليل. والأحاديث المفضلة للصحابة كقوله صلى الله عليه وسلم ” {لو كنت متخذا من أهـل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا} ” يدل على أنه ليس في الأرض أهـل: لا من الرجال ولا من النساء أفضل عنده من أبي بكر وكذلك ما ثبت في الصحيح عن علي أنه قال: خير هـذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. وما دل على هـذا من النصوص التي ? يتسع لها هـذا الموضع. وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره وما يأتي به من الفوائد العظيمة: له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة وهـذا كقوله: إن مريم نبية وإن آسية نبية وإن أم موسى نبية. وقد ذكر القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى وأبو المعالي وغيرهـم: الإجماع على أنه ليس في النساء نبية والقرآن والسنة دلا على ذلك: كما في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهـل القرى} وقوله: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة} ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه: الصديقية وهـذا مبسوط في غير هـذا الموضع.
مجموع الفتاوى 4/ 396
قلت سيف: وهذه فوائد أخرى من كتب ابن تيمية:
– رد ابن تيمية على الرافضة في انكارهم قتال أبي بكر لأهل الردة فقال بل منهم من ينكر أن زينب ورقية وأم كلثوم بنات له صلى الله عليه وسلم ويقولون أنهن بنات لخديجة من زوجها الكافر. …. (أحكام المرتد)
– سالت خديجة عن أولادها من غيره فقال في النار حكم عليه ابن تيمية بالوضع درء تعارض العقل
– حديث (فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أبطأ عليه جبريل فقالت خديجة: ما أرى ربك إلا قد قلاك. …. ) قال ابن كثير: مرسل من هذين الوجهين و لعل ذكر خديجة غير محفوظ أو قالته على سبيل التحزن.
– إيمان خديجه وأبو بكر قبل انشقاق القمر وقبل أخباره بالغيوب وقبل تحديه بالقرآن لكن كان بعد سماعهم القرآن الذي هو نفسه آية مستلزمه لصدقه ونفس كلامه وإخباره بأني رسول مع ما يعرف من أحواله مستلزم لصدقه إلى غير ذلك من آيات الصدق وبراهينه بل خديجة قالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف. الجواب الصحيح 6/ 511
– رد ابن تيمية على من زعم من المنطقيين أن الملك عبارة عن صورة خيالية التي ترتسم في الحس المشترك أو أنها العقول والنفوس. وذكر حديث نزول الوحي والنصوص على حقيقة الملك (الرد على المنطقيين)
– استدل ابن تيمية في كتب العقيدة على صدق نبوة محمد بما وصفته به خديجة من الصفات الطيبة.
راجع كتب العقيدة المفردة لابن تيمية.
وراجع كذلك المستدرك على مجموع الفتاوى 3/ 105.
وكذلك راجع كتاب النبوات 1/ 248
– في جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا:
قوله (أخبار آحاد لا تفيد العلم) فجوابه من ثلاثة طرق:
أن الأحاديث الصحيحة في هذا الباب توافق القرآن ….
وذكر قول نوفل لما ذكرت خديجة أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا الناموس الذي كان يأتي موسى.
– يقرر ابن تيمية أنه لا يجب على المرأة ستر قدميها ولا يديها في الصلاة اذا لم يكن عندها رجال أجانب وان الصحابيات لم يؤمرن في صلاتهن مع القمص إلا بالخمار وقد روي أن الملائكة لا تنظر للزينة الباطنة فإذا وضعت خمارها لم ينظر إليها وروي في ذلك حديث عن خديجة ….. حجاب المرأة ولباسها في الصلاة. ومجموع الفتاوى 22/ 119
قلت سيف: حديث إلقاء خديجة خمارها لتعرف هل هذا ملك أم شيطان لا يصح
– أول ما نزل من القرآن ….. مجموع الفتاوى 16/ 258
– السور القصار في القرآن متناسبة ….. مجموع الفتاوى 16/ 477
– قد يدخل يعني في معنى الحديث بعض أخباره قبل النبوة كقول خديجة كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم. … لأنه يستفاد ما كان عليه من كرائم الأخلاق ومحاسن الأفعال قبل النبوة …. مجموع الفتاوى 18/ 10
– لا توجد مسألة مجمع عليها إلا بينها الرسول صلى الله عليه وسلم … وقد كان بعض الناس يذكر مسائل فيها إجماع بلا نص كالمضاربة وليس كذلك بل المضاربة كانت مشهورة في الجاهلية لا سيما قريش. فإن الأغلب كان عليهم التجارة وكان أصحاب الأموال يدفعونها إلى العمال ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد سافر بمال غيره قبل النبوة كما سافر بمال خديجة …… مجموع الفتاوى 19/ 195
– مسألة في اطفال المشركين. المستدرك على مجموع الفتاوى 1/ 105
وسبق ترجيح أن أطفال المشركين في الجنة في بحوث اخرى.
قال في المستدرك على مجموع الفتاوى 1/ 119: فواضل رجال هذه الأمة ونسائها أفضل من فواضل غيرهم حتى آسية ومريم. وهل هي من زوجات نبينا:
والفواضل من هذه الأمة كخديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن أفضل منهما
فإن الصواب الذي عليه عامة المسلمين وحكى الإجماع عليه غير واحد أنهما ليستا بنبيتين وإنما غايتهما الصديقية ……
– وفي المستدرك على مجموع الفتاوى 2/ 87: (الجرح والتعديل والتفصيل فيه)
قال وكذلك نقل مهنا عنه قلت لأحمد: حديث خديجة كان أبوها يرغب أن يزوجه. فقال أحمد: الحديث معروف. سمعته من غير واحد. قلت: إن الناس ينكرون هذا. قال: ليس هو بمنكر. قال: فلم يقبل مجرد إنكارهم.
– وهناك مسألة عن الورث متعلق بخديجة وزينب الهلالية …. … لم أفهمهما. المستدرك على مجموع الفتاوى 4/ 126
– حديث استشفاع آدم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهما لا يصحان. وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب واستدل بحديث اول ما بدا به الوحي ونزول جبريل ….. مجموعة الرسائل 4/ 24 و4/ 11
– وفي منهاج النبوة مواضع في ذكره أنه اول من آمن به بعد وجوب البلاغ أبوبكر 8/ 298
وذكر انتفاع الرسول صلى الله عليه وسلم بمال أبي بكر أكثر من مال خديجة 8/ 400
إلى غير ذلك من المواضع في منهاج النبوة التي تبين كذب الرافضة.
وراجعت المواضع التي ذكرت فيها خديجة في كتب ابن القيم وهي ثمانين موضع فكانت فوائده قريبه من فوائد ابن تيمية
سبق ترجيحات ابن كثير ومما يمكن أن نضيف هنا من كتبه:
من البداية والنهاية:
– ساق أحاديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: إذا لقيت ضرائرك فسلمي عليهن. يعني مريم وآسية وكلثم أخت موسى.
وأحاديث أخرى في معناه
قال ابن كثير: كل هذه الأحاديث في اسانيدها نظر.
– وبلغت خديجة خمسا وستين سنة ويقال خمسين. وهو أصح.
– ذكر قصة ورقة وشعر له.
– أصل الصلاة وجب في حياة خديجة.
– ذكر أنها كانت معهم في الشعب حين هجرت قريش بني هاشم
– ذكر وفاة خديجة.
– القدر المشترك بين مريم وآسية وخديجة أن كل واحدة كفلت نبيا.
من التفسير:
– ضعف حديث أن أولاد خديجه من زوجها المشرك في النار.
– ذكر خصائص خديجة: أنه لم يتزوج عليها غيرها. ومنها أن أولاده كلهم منها إلا إبراهيم فإنه من سريته مارية. ومنها أنها خير نساء الأمة. واختلف في تفضيلها على عائشة على ثلاثة أقوال. ثالثها الوقف: وسئل شيخنا أبو العباس بن تيمية عنهما فقال: اختصت كل واحدة منهما بخاصية. ……
– ومن خواص خديجة أنها لم تسوءه قط. ولم تغاضبه. ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب قط ولا هجر. وكفى بهذه منقبة وفضيلة.
من كتب الذهبي:
تاريخ الإسلام:
سفره مع عمه إن صح:
استنكر قصة سفر عمه به وكلام الراهب بعدة أمور من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ذلك بل أتى خائفا لخديجة لما رأى جبريل.
سير أعلام النبلاء:
لخديجة ترجمة فيه 2/ 109
وفي ميزان الاعتدال:
ذكر عدة أحاديث أنكرت على بعض الرواة في شأن خديجة
—-
مشاركة محمد البلوشي:
مسائل فقهية في الأحاديث:
أ- شرح الأحاديث:
ب – ترجمة خديجة رضي الله عنها.
د. الاستنباط:
يدل الحديث (2432) إلى (2437) إلى مسألة: ميل القلب والمحبة إلى أحد الزوجات، وهي مسألة متعلقة بالقَسْم، وفيما يملكه الرجل وما لا يملكه.
قالوا في (الموسوعة الفقهية الكويتية):
ذهب الفقهاء إلى أنه يجب على الزوج العدل بين زوجتيه أو زوجاته في حقوقهن من القسم والنفقة والكسوة والسّكنى، وهو التسوية بينهن في ذلك، والأصل فيه قول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} عقيب قوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}، ندب الله تعالى إلى نكاح الواحدة عند خوف ترك العدل في الزّيادة، وإنما يخاف على ترك الواجب، فدل على أن العدل بينهن في القسم والنفقة واجب، وإليه أشار في آخر الآية بقوله عز وجل: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا}،أي تجوروا، والجور حرام فكان العدل واجباً ضرورةً ; ولأن العدل مأمور به في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَامُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} على العموم والإطلاق إلا ما خص أو قيّد بدليل ; ولأن النّساء رعية الزوج، فإنه يحفظهن وينفق عليهن، وكلّ راع مأمور بالعدل في رعيته.
والعدل الواجب في القسم يكون فيما يملكه الزوج ويقدر عليه من البيتوتة والتأنيس ونحو ذلك،
أما ما لا يملكه الزوج ولا يقدر عليه كالوطء ودواعيه، وكالميل القلبيّ والمحبة. . فإنه لا يجب على الزوج العدل بين الزوجات في ذلك ; لأنه مبنيّ على النشاط للجماع أو دواعيه والشهوة، وهو ما لا يملك توجيهه ولا يقدر عليه،
وكذلك الحكم بالنّسبة للميل القلبيّ والحبّ في القلوب والنّفوس فهو غير مقدور على توجيهه، وقد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى: {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ} يعني في الحبّ والجماع، وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ويعدل ثم يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك» يعني المحبة وميل القلب ; لأن القلوب بيد الله تعالى يصرّفها كيف شاء.
ونص الحنفية والشافعية والحنابلة على أنه يستحبّ للزوج أن يسوّي بين زوجاته في جميع الاستمتاعات من الوطء والقبلة ونحوهما؛ لأنه أكمل في العدل بينهن، وليحصنهن عن الاشتهاء للزّنا والميل إلى الفاحشة، واقتداءً في العدل بينهن برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روي «أنه كان يسوّي بين نسائه حتى في القُبَل».
ونص المالكية على أن الزوج يترك في الوطء لطبيعته في كلّ حال إلا لقصد إضرار لإحدى الزوجات بعدم الوطء – سواء تضررت بالفعل أم لا – ككفّه عن وطئها مع ميل طبعه إليه وهو عندها لتتوفر لذته لزوجته الأخرى، فيجب عليه ترك الكفّ ; لأنه إضرار لا يحلّ.
ونقل ابن عابدين عن بعض أهل العلم أن الزوج إن ترك الوطء لعدم الداعية والانتشار عذر، وإن تركه مع الداعية إليه لكن داعيته إلى الضرة أقوى فهو مما يدخل تحت قدرته “. انتهى المقصود