كتاب الإخلاص
باب: الترهيب من الرياء
الأحاديث (22 – 36)
تعليق سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع محمد الرحيمي وابوعيسى محمد ديرية وأحمد بن علي وموسى الصومالي ومحمد الفاتح وعاطف وعبدالله البلوشي وعدنان البلوشي وإسلام ومصطفى الموريتاني وادريس الصومالي ومحمد أشرف وعبدالله كديم وجمعه النعيمي وسلطان الحمادي ومحمد سيفي ومحمد بن سعد وسعد السوري وعمار السوري وعاصم السوري وحمزة سلبد
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
2 – (الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئاً منه).
22 – (1) [صحيح] عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ، هُوَ قارئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ”.
رواه مسلم والنسائي.
ورواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في “صحيحه”؛ كلاهما بلفظ واحد عن (1) الوليد ابن الوليد أبي عثمان المديني؛ أن عُقبةَ بنَ مسلم حدَّثه، أن شُفَيّاً الأصبحيّ حدثه:
_
أنه دخل المدينةَ فإذا هو برجلٍ قد اجْتمَعَ عليه الناسُ، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو هريرةَ، قال: فَدَنَوْتُ منه، حتى قَعدتُ بين يديه؛ وهو يحدِّث الناسَ، فلمَّا سَكَتَ وخلا، قلت له: أسألك بحقِّ وبحقِّ، لمّا حَدَّثْتَني حديثاً سمعتَه من رسول الله – ﷺ – وعَقِلْتَه وعَلِمتَه، فقال أبو هريرة. أفعلُ، لأحدِّثنَّك حديثاً حَدَّثنيه رسولُ الله – ﷺ – عَقِلْتهُ وعلمتُه، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشغةً فمكثنا قليلاً ثم أفاق، فقال: لأحدِّثنَّك حديثاً حدَّثنيه رسول الله – ﷺ – أنا وهو في هذا البيت، ما معنا أحدٌ غيري وغيرُه، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشغةً أخرى، ثم أفاق ومسح عن وجهه، فقال: أفعلُ، لأُحَدِّثَنَّك حديثاً حدثنيه رسول الله – ﷺ – أنا وهو في هذا البيت، ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثم نَشَغَ أبو هريرة نشغةً شديدةً، ثم مال خارّاً (1) على وجهه، فأسندتُه طويلاً، ثم أفاق، فقال: حدثني رسول الله – ﷺ -:
“إن الله تبارك وتعالى إذا كان يومُ القيامةِ، يَنزلُ إلى العبادِ (2)، لِيَقضِيَ بينهم، وكلُّ أمّةٍ جاثيةٌ، فأولُ من يُدعى به رجلٌ جمع القرآنَ، ورجلٌ قُتلَ في سبيلِ اللهِ، ورجلٌ كثيرُ المال، فيقولُ اللهُ عزوجل للقارئِ: ألم أعلِّمْكَ ما أنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى يا ربِّ، قال: فما عَمِلتَ فيما عَلِمتَ؟ قال: كنت أقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، فيقول الله ﷿ له: كَذَبْتَ، وتقول له الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقالَ: فلان قارئٌ، وقد قيل ذلك.
_
ويؤتى بصاحب المال، فيقولُ اللهُ عزوجل : ألم أُوْسع (1) عليك حتّى لم أدَعْكَ تحتاجُ إلى أحدِ؟ قال: بلى يا ربِّ؛ قال: فماذا عملتَ فيما آتيتُكَ؟ قال: كُنتُ أَصِلُ الرَّحِمُ، وأتصدَّقُ. فيقولُ الله له: كذَبْتَ، وتقولُ الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جوادٌ، وقد قيل ذلك.
ويؤتى بالذي قُتِلَ في سبيلِ الله، فيقولُ اللهُ له: في ماذا قُتِلتَ؟ فيقول: أيْ ربِّ! أَمَرْتَ بالجهاد في سبيلكَ، فقاتلتُ حتى قُتلتُ، فيقول الله له: كَذَبْتَ، وتقولُ الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقول الله: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جريءٌ، فقد قيل ذلك”. ثم ضرب رسول الله – ﷺ – على ركبتي، فقال:
“يا أبا هريرة! أولئك الثلاثةُ أولُ خلقِ الله تُسعَر بهم النارُ يومَ القيامةِ”.
قال الوليدُ أبو عثمان المديني: وأخبرني عُقبةُ أن شُفَيّاً هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا، قال أبو عثمان: وحدّثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيّافاً لمعاويةَ قال: فدخل عليه رجلٌ فأخبره بهذا عن أبي هريرة. فقال معاوية: قد فُعل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بَقِيَ مِنَ الناسِ؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديداً، حتى ظَنَنَّا أنه هالكٌ، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بِشَرٍّ. ثم أفاق معاويةُ، ومسح عن وجهه، وقال: صدق اللهُ ورسولُه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ورواه ابن خزيمة في “صحيحه” نحو هذا لم يختلف إلا في حرف أو في حرفين.
قوله: (جريء) هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد، أي: شجاع.
_
(نَشَغ) بفتح النون والشين المعجمة وبعدها غين معجمة، أي: شهق حتى كاد يغشى عليه أسفاً أو خوفاً.
————
————
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند ( قسم الزيادات على الصحيحين )
الوليد بن أبي الوليد مختلف هل هما اثنان أم واحد
وقد لينه ابن حجر قال الألباني وفاته توثيق أبي زرعة.
وابن حجر اعتبرهما إثنان
والحديث أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد 349 وكذلك أخرجه من ذكرهم المنذري من طرق عن ابن المبارك نا حيوة بن شريح ثني الوليد بن أبي الوليد به
23 – (2) [صحيح] وعن أبي بنِ كعبٍ قال: قال رسول الله – ﷺ -:
“بَشِّرْ هذه الأمّةَ بالسَّناءِ والدِّين والرِّفعةِ، والتمكين في الأرضِ، فَمَنْ عَمِل منهم عَملَ الآخرةِ للدنيا؛ لم يَكُنْ له في الآخرةِ من نَصيبٍ”.
رواه أحمد، وابن حبان في “صحيحه”، والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم:
“صحيح الإسناد”.
وفي رواية للبيهقي: قال رسول الله – ﷺ -:
“بَشِّرْ هذه الأمّةَ بالتيسيرِ، والسَّناءِ والرِّفعةِ (1) بالدين، والتمكينِ في البلاد، والنصر، فمن عملَ منهم بعملِ الآخرةِ للدنيا؛ فليس له في الآخرةِ من نَصيبٍ”.
——-
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند. وابوالعالية كثير الإرسال لكن ثبت سماعه من أبي بن كعب كما في حديثه عنه في سنن الترمذي وهو في الصحيح المسند 7 .
24 – (3) [صحيح] وعن أبي هند الدارِيَّ؛ أنه سمع النبي – ﷺ – يقول:
“من قامَ مقامَ رياءٍ وسُمعةٍ؛ راءى اللهُ به يومَ القيامةِ وسَمَّعَ”.
رواه أحمد بإسناد جيد، والبيهقي.
——–
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند فيه أبو صخر حميد بن زياد مختلف فيه . وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
25 – (4) [صحيح] عن عبد الله بن عَمروٍ ﵄ قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“مَن سمَّع الناسَ بعملِه؛ سَمَّعَ الله به مَسامعَ خَلقِه، وصغَّرَه وحقَّرَه”.
رواه الطبراني في “الكبير” بأسانيد أحدها صحيح، والبيهقي (2).
__________
على شرط الذيل على الصحيح المسند وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
26 – (5) [صحيح] وعن جُندُبِ بنِ عبدِ اللهِ قال: قال النبي – ﷺ -:
“من سَمَّع؛ سَمَّعَ اللهُ به، ومن يُراءِ؛ يراءِ اللهُ بهِ”.
رواه البخاري ومسلم.
(سمَّع) بتشديد الميم، ومعناه: من أظهر عمله للناس رياء؛ أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة، وفضحه على رؤوس الأشهاد.
27 – (6) [صحيح لغيره] وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“من قامَ مقامَ رياءٍ راءى اللهُ به، ومن قام مقامَ سُمعةٍ سَمَّع اللهُ به”.
رواه الطبراني بإسناد حسن.
——–
قال صاحب أنيس الساري : فيه ابن لهيعة وشيخ الطبري يحدث من كتب غيره فطعن فيه .
والحديث في الشواهد
28 – (7) [صحيح لغيره] وعن معاذ بن جبل عن رسول الله – ﷺ – قال:
“ما من عبدٍ يقومُ في الدنيا مقامَ سُمعَةٍ ورياءٍ إلا سمَّع اللهُ به على روس الخلائقِ يومَ القيامة”.
رواه الطبراني بإسناد حسن.
——
قال صاحب أنيس الساري : شرحبيل بن معشر ليس فيه جرح ولا تعديل . وقال البزار : لا نعلم له سماع من معاذ .
والحديث في الشواهد
29 – (8) [صحيح موقوف] وعن ابن عباس ﵄ قال:
مَنْ راءى بشيءٍ في الدنيا من عملِه؛ وكَلَه اللهُ إليه يومَ القيامةِ، وقال: انظُرْ هل يُغْني عنك شيئاً؟!
رواه البيهقي موقوفاً (1).
__________
30 – (9) [حسن] وعن رُبَيْحِ بنِ عبدِ الرحمن بن أبي سعيدٍ الخدري عن أبيه عن جده قال:
خرج علينا رسولُ اللهِ – ﷺ – ونحن نتذاكَر المسيحَ الدَّجال، فقال:
“ألا أخبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ؟ “. فقلنا: بلى يا رسولَ اللهِ! فقال:
“الشركُ الخفيُّ؛ أن يقومَ الرجلُ فيصلِّي، فَيُزَيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ”.
رواه ابن ماجه والبيهقي.
(رُبَيْح) بضم الراء وفتح الباء الموحدةِ بعدها ياء آخر الحروف وحاء مهملة. ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
——–
قال البخاري : ربيح منكر الحديث . وذكر ابن عدي الحديث في ترجمته. وكذلك فيه كثير بن زيد.
وراجع الصحيحة 951
31 – (10) [حسن] وعن محمود بن لبيد قال: خرج (1) النبي – ﷺ – فقال:
“يا أيها الناسُ! إياكم وشِرْكَ السرائرِ”.
قالوا: يا رسول الله! وما شِرْكُ السرائرِ؟ قال:
“يَقومُ الرجل فيصلِّي، فَيُزَيِّنُ صلاتَه جاهداً لما يرى من نظرِ الناسِ إليه، فذلك شركُ السرائرِ”.
رواه ابن خزيمة في “صحيحه”.
__________
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 2/290 عن محمود بن الربيع عن جابر
فإن لم يثبت إلا عن محمود بن الربيع فيبقى الخلاف هل تثبت روايته من باب مراسيل الصحابة أم لا .
32 – (11) [صحيح] وعن محمود بن لبيد؛ أن رسول الله – ﷺ – قال:
“إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ”.
قالوا: وما الشركُ الأصغرُ يا رسولُ اللهِ؟ قال:
“الرياءُ، يَقولُ اللهُ ﷿ إذا جزى الناسَ بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً”.
رواه أحمد بإسناد جيد، وابن أبي الدنيا والبيهقي في “الزهد” وغيره.
قال الحافظ ﵀: “ومحمود بن لبيد رأى النبي – ﷺ -، ولم يصح له منه سماع فيما أرى، وقد خَرَّجَ أبو بكر بنُ خزيمة حديث محمود المتقدم في “صحيحه”، مع أنّه لا يُخرج فيه شيئاً من المراسيل، وذكر ابن أبي حاتم أنّ البخاري قال: “له صحبة”، قال: وقال أبي: “لا يُعرَف له صحبة”، ورجح ابن عبد البَر أنَّ له صحبة. وقد رواه الطبراني بإسناد جيد عن محمود بن لبيد عن رافع بن خُديج وقيل: إنَّ حديث محمود هو الصواب؛ دون ذكر رافع بن خُديج فيه. والله أعلم”.
——-
ذكر رافع بن خُديج ورد من رواية عبدالله بن شبيب وهو واهٍ .
33 – (12) [حسن] وعن أبي سعيد بن أبي فَضالة -وكان من الصحابة- قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“إذا جمعَ اللهُ الأوّلين والآخِرينَ ليومِ القيامةِ، ليومٍ لا ريبَ فيه، نادى منادٍ: من كان أشركَ في عملِه لله أحداً فليطلبْ ثوابَه من عندِه، فإنّ الله أغنى الشركاء عن الشرك”.
رواه الترمذي في التفسير من “جامعه” (1)، وابن ماجه، وابن حبان في “صحيحه”، والبيهقي.
__________
الحديث اخرجه احمد 3/466 وقال: محققو المسند صحيح لغيره
34 – (13) [صحيح] وعن أبي هريرة؛ أنّ رسول الله – ﷺ – قال:
“قال الله ﷿: أنا أغنى الشركاء عن الشركِ، فَمَنْ عمِلَ لي عملاً أشركَ فيه غيري فأنا منه بريءٌ، وهو للذي أشركَ (1) “.
رواه ابن ماجه -واللفظ له-، وابن خزيمة في “صحيحه”، والبيهقي، ورواة ابن ماجه ثقات.
——–
قال شعيب الأرناؤوط في تحقيق ابن ماجه : هو في مسلم 2985
بينما قال محققو المسند في تخريجه في مسند أحمد 7999 : على شرط مسلم
وقالوا وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة .
وعن محمود بن الربيع أخرجه أحمد 5/428
وعن شداد بن أوس عند الطيالسي
35 – (14) [صحيح] وروى البيهقي عن يعلى بن شدادٍ عن أبيه قال:
كنا نَعُدُّ الرياءَ في زَمَنِ النبي – ﷺ – الشركَ الأصغرَ (2).
——-
سيأتي تخريجه إن شاء الله في الحديث التالي
(فصل)
36 – (15) [حسن لغيره] وعن أبي علي -رجلٍ من بني كاهلٍ- قال:
خطبَنا أبو موسى الأشعريُّ فقال:
يا أيها الناسُ! اتَّقوا هذا الشركَ، فإنه أخفى من دبيبِ النملِ. فقام إليه عبدُ الله بن حَزَن وقيسُ بن المُضارِب فقالا: والله لَتخْرُجَنَّ مما قلتَ، أو لنأتينَّ عُمَرَ مأذوناً لنا أو غيرَ مأذونٍ، فقال: بل أخرجُ مما قُلتُ، خطبنا رسولُ الله – ﷺ – ذات يومٍ، فقال:
“يا أيها الناسُ! اتّقُوا هذا الشركَ؛ فإنه أخفى من دبيبِ النَّملِ”.
فقال له من شاءَ اللهُ أن يقولَ: وكيف نَتَّقيه وهو أخفى من دبيبِ النملِ يا رسول الله! قال:
“قولوا: اللهمَّ إنّا نَعوذُ بك من أنْ نُشركَ بك شيئاً نَعلمُه، ونستغفرُكَ لما لا نعلمُه”.
رواه أحمد والطبراني.
ورواته إلى أبي علي محتج بهم في “الصحيح”، وأبو علي وثقه ابن حبان، ولم أرَ أحداً جرحه. (1)
__________
حسنه ابن حجر بمجموع طرقه
وابن رجب له رسالة إسمها شرح حديث شداد بن أوس .
وبين محقق الرسالة أن أصل الدعاء ثابت دون تقييده بالصلاة ولفظه : ( إذا كنز الذهب والفضة فاكنزوا هذه الكلمات ) في النفس منها شيء . انتهى