645 ، 646 ، 647 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الأذان من صحيحه:
30 – بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ.
وَكَانَ الْأَسْوَدُ إِذَا فَاتَتْهُ الْجَمَاعَةُ ذَهَبَ إِلَى مَسْجِدٍ آخَرَ.
وَجَاءَ أَنَسٌ إِلَى مَسْجِدٍ قَدْ صُلِّيَ فِيهِ؛ فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَصَلَّى جَمَاعَةً.
645 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً».
646 – حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ درجة).
647 – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ، مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ».
———–‐——–‐‐—-
من فوائد الباب:
1- قوله: (باب فضل صلاة الجماعة) وترجم عليه ابن ماجه فقال: “بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ”. انتهى، وكون الشيء واجبا لا ينافي كونه ذا فضيلة. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح ردا على من توهم التعارض بين ترجمة الباب والترجمة التي قبلها.
وأقول: بل كل واجب ذو فضيلة وهو أحب إلى الله تعالى من النوافل.
2- حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
3- حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. أخرجه البخاري وأبو داود وابن ماجه.
4- حديث أبي هريرة سبق تخريجه وذكر بعض فوائده في كتاب الصلاة باب 61 باب الحدث في المسجد وباب 87 الصلاة في مسجد السوق. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
5- قوله: (وكان الأسود إذا فاتته الجماعة ذهب إلى مسجد آخر) وصله ابن أبي شيبة في المصنف 6044 قال حدثنا محمد بن فضيل، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن الأسود؛ أنه كان إذا فاتته الصلاة في مسجد قومه، ذهب إلى مسجد غيره.
تابعه الأعمش عن إبراهيم قال: كان الأسود بن يزيد إذا فاتته الجماعة في مسجد قومه علق النعلين بيديه وتتبع المساجد حتى يصيب جماعة. رواه أبو الشيخ في كتاب الترهيب: ثنا محمد بن نمير ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا حفص بن غياث عن الأعمش به.
6- فيه أن من فاتته الجماعة فِي مسجد لَمْ يجد فِيهِ جماعةً، فإنه يذهب إلى مسجد آخر لتحصيل الجماعة، كما فعله الأسود. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
7- فيه أن من دَخَلَ مسجداً قَدْ صلي فِيهِ جماعة، فإنه يصلي فِيهِ جماعة مرة ثانية. صح ذَلِكَ عَن أنس بْن مَالِك، كما علقه عَنْهُ البخاري، واحتج بِهِ الإمام أحمد. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
8- قوله: (وجاء أنس إلى مسجد قد صلي فيه فأذن وأقام وصلى جماعة). وصله أبو يعلى في مسنده 4355 حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد، عن الجعد أبي عثمان قال: مر بنا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة فقال: «أصليتم؟»، قال: قلنا: نعم، وذاك صلاة الصبح، «فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى بأصحابه» قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية: “صحيح موقوف “، تابعه سعيد بن منصور قال: ثنا حماد بن زيد قال: ثنا الجعدي أبو عثمان به نحوه. أخرجه ابن المنذر في الأوسط 3/61 ، تابعه جعفر بن سليمان عن أبي عثمان قال: رأيت أنس بن مالك قد دخل مسجدا قد صلي فيه فأذن وأقام. أخرجه ابن المنذر في الأوسط 3/61. تابعه أبو عبد الصمد العمي، ثنا الجعد أبو عثمان اليشكري به نحوه. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5015 من طريق الحميدي ثنا أبو عبد الصمد به تابعه يونس، عن أبي عثمان به نحوه. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5016 ، وترجم عليه البيهقي فقال: “باب الجماعة في مسجد قد صلي فيه إذا لم يكن فيها تفرق الكلمة”.
9- أخرج الطبراني في المعجم الأوسط 9032 من طريق إبراهيم بن طهمان، حدثني أبو عثمان اليشكري، قال: مر بنا أنس بن مالك في مسجد بني رفاعة، وقد صلينا الغداة، ومعه نفر فأذن بعضهم، فركع الركعتين، ثم أقام، فتقدم أنس بن مالك فصلى بهم الغداة، فلما فرغ من صلاته أرسل إلى وسادتين، فأتي بهما فالتفتنا له، فقعد يحدثنا، فكان فيما حدثنا، أنه خدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال له لشيء فعله: «لم فعلت هذا؟» ، ولا لشيء لم يفعله: «ألا فعلت كذا».
10- فيه باب الصلاة في مسجد السوق وصلى ابن عون في مسجد في دار يغلق عليهم الباب. قاله البخاري.
“وقال الكرمانيّ: غرض البخاريّ الرد على الحنفية حيث قالوا بامتناع المسجد في الدار المحجوبة عن الناس، والذي في كتب الحنفية الكراهة لا التحريم، وظهر بحديث أبي هريرة أن الصلاة في السوق مشروعة، وإذا جازت الصلاة فيه فرادى كان أولى أن يتخذ فيه مسجد للجماعة. قاله ابن بطال”.
[كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (7/ 323)] الشاملة
11- فيه”باب ما ذكر في الأسواق. وقال عبد الرحمن بن عوف: لما قدمنا المدينة؛ قلت: هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع. وقال أنس: قال عبد الرحمن: دلوني على السوق؟ وقال عمر: ألهاني الصفق بالأسواق”. قاله البخاري.
12- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاَةُ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ، يُعَلِّقُ نَعْلَيْهِ وَيَتَّبِعُ الْمَسَاجِدَ، حَتَّى يُصَلِّيَهَا فِي جَمَاعَةٍ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6043 قال: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ به. انتهى، منقطع.
13- عن سلمة بن الأكوع: أنه كان إذا فاتته الصلاة مع القوم أذن وأقام ويبني الإقامة. أخرجه ابن المنذر في الأوسط 3/61 قال: حدثنا موسي بن هارون قال: ثنا محمد بن أحمد قال: ثنا يحيي قال: ثنا عاصم (عن )يزيد بن ابي عبيد عن سلمه بن الاكوع به. وما بين القوسين كان (بن) وأظنه تحريف من (عن).
14- عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: جَاءَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَنَحْنُ فِي آخِرِ الصَّلاَة، فَسَمِعَ مُؤَذِّنًا فَأَتَاهُ. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6045 قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ به. قلت: فيه الربيع بن أبي راشد ذكره العجلي وابن حبان في الثقات ووثقه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ وروى عنه جمع. فالإسناد صحيح.
15- عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «كَانَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ اكْتَرَى حِمَارًا، فَطَافَ عَلَيْهِ الْمَسَاجِدَ، حَتَّى يُدْرِكَ الْجَمَاعَةَ». أخرجه ابن الجعد في مسنده 616 قال: حُدِّثْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فذكره. قلت: علقه ابن الجعد كما ترى.
16- عن محمد بن المبارك الصوري، قال: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة – يعني في الجماعة – أخذ بلحيته وبكى. أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء 6/125 قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن مصفى، ثنا محمد بن المبارك الصوري به. رجاله ثقات.
17- قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: “وهذه الدرجات والأجزاء التي تفضل بها صلاة الجماعة، منها في حديث أبي هريرة: أربع؛ لقوله: (وذلك أنه إذا توضأ، ثم خرج إلى المسجد)؛ لأن قوله: (وذلك) إشارة إلى تفسير الجمل المذكورة في أول الكلام، فقوله: (ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة)، هذه درجة وهي نية الصلاة في جماعة، وقوله: (لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة) فهذه درجة ثانية. وقوله: (فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه)، وهذه درجة ثالثة، والدرجة الرابعة قوله: (إن أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة). وفي حديث آخر لأبي هريرة قال -عليه السلام-: (لو يعلم الناس ما في النداء، والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا)، فهاتان درجتان، و(لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه)، فهذه درجة. وقوله: (لو يعلمون ما في العتمة والصبح) يريد فضل اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في الصبح، لقوله تعالى: (إن قرآن الفجر كان مشهودا) [ الإسراء : 78 ]، وقال -عليه السلام-: (تجتمع فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار فى العصر والفجر)، فهاتان درجتان، وتمام الدرجات الباقية من جنس هذه المذكورة لا محالة، فطلبنا فى الآثار والقرآن، ما جانس هذه الدرجات، مما تختص به صلاة الجماعة، وليست للفذ، فوجدنا منها: إجابة النداء إلى الصلاة، لقوله تعالى: ( أجيبوا داعى الله) [ الأحقاف : 31 ]، ولقوله: (إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) [ الجمعة: 9 ]. ومنها: لزوم الخشوع في السير إلى المسجد، لقوله -عليه السلام-: (ائتوا الصلاة وعليكم السكينة). ومنها: لزوم الذكر في سيره….. ومنها: السلام على الرسول، والدعاء عند دخوله في المسجد، وعند خروجه، فهاتان درجتان. ومنها: السلام عند دخوله في المسجد، إن كان خاليا، فقد روى عن ابن عباس في قوله تعالى: (فسلموا على أنفسكم) [ النور : 61 ]، قال: هو المسجد إذا دخلته فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. ومنها: الركوع فى المسجد عند دخوله، فقد أمر الرسول بذلك وهو تحية المسجد. ومنها: ترك الخوض في أمر الدنيا؛ لحرمة المسجد والصلاة، وذكر الله تعالى فيه …. ومنها: إجابة الدعاء بحضرة النداء للصلاة. ومنها: اعتدال الصفوف، وإقامتها، والتراصص فيها، وإلزاق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم….. ومنها: استماع قراءة الإمام والتدبر لها… ومنها: قوله: ربنا ولك الحمد إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده ….. ومنها: شهادة الملائكة لمن حضر الجماعة ….. ومنها: تحرى موافقة الإمام في الجماعة، فلا يختلف على الإمام في القرآن والعمل؛…. ومنها: فضل تسليمه على الإمام وعلى من بجنبه. ومنها: فضل دعاء الجماعة. ومنها: الاعتصام بالجماعة من سهو الشيطان … فتمت سبعة وعشرين درجة.
18- فإن قال قائل: فما معنى اختلاف الدرجات والأجزاء فى الآثار، فمرة قال: (بسبع وعشرين درجة ). ومرة قال: (بخمسة وعشرين جزءا ؟) . فالجواب: أن الفضائل لا تدرك بالرأي، وإنما تدرك بالتوقيف، وهذا الاختلاف له معنى صحيح يؤيد بعضه بعضا، وذلك أنه يحتمل أن يكون -عليه السلام- أعلمه الله عز وجل، أن فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ بخمسة وعشرين جزءا، ثم زاد تعالى في فضل الجماعة على صلاة الفذ، فكمله سبعا وعشرين، ومثل هذا المعنى كثير في شريعته -عليه السلام …… وفيه وجه آخر يحتمل أن يكون السبع والعشرون الدرجة للعشاء والصبح ، ويكون لسائر الصلوات خمس وعشرون درجة” قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
وسبقه أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار؛ فذكر الوجه الأول في الجمع بينهما. وسبقهما ابن خزيمة فقال:
19- قال ابن خزيمة في صحيحه: “قوله -صلى الله عليه وسلم-: “بضع” كلمة مجملة؛ إذ البضع يقع على ما بين الثلاث إلى العشر من العدد، وبين -عليه السلام- في خبر ابن مسعود أنها تفضل بخمس وعشرين، ولم يقل: لا تفضل إلا بخمس وعشرين، وأعلم في خبر ابن عمر: “أنها تفضل بسبع وعشرين درجة”.
20 – قال صاحب فتح العلام بعد ذكر أقوى ثلاث أقوال في الجمع بين الأحاديث:
ثم وقفت على قول رابع في الجمع بينهما:
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى» (٢٣/ ٢٢٢): وَقَدْ جُمِعَ بَيْنَهُمَا: بِأَنَّ حَدِيثَ الْخَمْسِ وَالْعِشْرِينَ ذُكِرَ فِيهِ الْفَضْلُ الَّذِي بَيْنَ صَلَاةِ الْمُنْفَرِدِ وَالصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَةِ، وَالْفَضْلُ: خَمْسُ وَعِشْرُونَ، وَحَدِيثُ السَّبْعَةِ وَالْعِشْرِينَ ذُكِرَ فِيهِ صَلَاتُهُ مُنْفَرِدًا وَصَلَاتُهُ فِي الْجَمَاعَةِ، وَالْفَضْلُ بَيْنَهُمَا؛ فَصَارَ الْمَجْمُوعُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ. اهـ.
فائدة: قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في «الفتح» (٤/ ٣٠): والمراد بهذه الأجزاء، والأضعاف، والدرج معنى واحد والله أعلم وهو أنَّ صلاة الفذ لها ثواب مقدَّر معلوم عند الله، تزيد صلاة الجماعة على ثواب صلاة الفذ خمسة وعشرين، أو سبعة وعشرين. اهـ.
21- ذهب أكثر العلماء إلى جواز إعادة الجماعة فِي المساجد فِي الجملة كما فعله أَنَس بْن مَالِك؛ منهم: عَطَاء وقتادة ومكحول، وَهُوَ قَوْلِ إِسْحَاق وأبي يوسف ومحمد وداود. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
22- واستدل من لَمْ يكره الإعادة بحديث أَبِي سَعِيد الْخُدرِيَّ، قَالَ: جَاءَ رجلٌ وقد صلى رَسُول الله؛ فَقَالَ: (أيكم يتجر عَلَى هَذَا؟) فقام رَجُل، فصلى مَعَهُ. خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وهذا لفظه. وَقَالَ: هَذَا حَدِيْث حسن – وابن خزيمة وابن حبان فِي صحيحهما والحاكم وَقَالَ: صحيح الإسناد.
وقد قواه الإمام أحمد وأخذ بِه. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
قلت: وأورده العلامة الألباني في إرواء الغليل 535. وأورده الوادعي في الصحيح المسند 400 وعزاه لأبي داود – قال الإمام أبو داود (ج ٢ ص ٢٨٢): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ رَجُلًا يُصَلِّي وَحْدَهُ فَقَالَ «أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ».
حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا سليمان الأسود الناجي، وقد وثَّقه ابن معين كما في «تهذيب التهذيب».
وأبو المتوكل هو علي بن داود، ويقال: دؤاد، كما في «تهذيب التهذيب».
وأخرجه الترمذي (ج ٢ ص ٦) وقال: حديث حسن.
* وقال الإمام أحمد (ج ٣ ص ٤٥): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن سليمان عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري: أن رجلًا دخل المسجد وقد صلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بأصحابه فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من يتصدق على هذا فيصلي معه؟» فقام رجل من القوم فصلى معه.
هذا حديث صحيحٌ. وسليمان هو الناجي البصري، كما في الترمذي، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود. والحديث يدل على جواز إقامة جماعة أخرى في مسجد قد صلي فيه جماعة، وليس لمن يمنع من هذا دليل يصلح للحجية، راجع «تحفة الأحوذي» (ج ٢ ص ٩ إلى ص ١١).
والحديث رواه أيضًا أحمد (ج ٣ ص ٦٤) فقال: ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا سليمان الأسود به.
الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ١/٣٣٩
23- قوله في حديث أبي سعيد الخدري: ( صلاة الجماعة) وعند ابن ماجه 788 من طريق عطاء بن يزيد أيضا: “صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَة” .
وعند أبي داود 560 من طريق عطاء.
عَنْ هِلَالِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الصَّلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، فَإِذَا صَلَّاهَا فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلَاةً»، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْفَلَاةِ تُضَاعَفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي الْجَمَاعَةِ» وَسَاقَ الْحَدِيثَ
25 – قوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا )
ورد عند البخاري 465 بلفظ
( صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً )