79 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2507): الفتوى رقم (١٨٦٧٦)
س: ما هي آداب تلاوة القرآن الكريم؟
ج: لتلاوة القرآن آداب منها:
١ – أن يكون قارئ القرآن عمله خالصا لوجه الله لا رياء ولا سمعة، ولا يطلب به أجرة؛ لأن عبادته تقربا إلى الله.
٢ – من آداب تلاوة القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
عند ابتدائه للقراءة، ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان ابتداء قراءته من أول السورة عدا سورة التوبة؟
٣ – يستحب لقارئ القرآن عند قراءته أن يكون على وضوء، فإن كانت قراءته من مصحف وجب عليه الوضوء؛ لقوله ﷺ: «لا يمس القرآن إلا طاهر (١)» .
٤ – يستحسن أن يجلس عند قراءة القرآن على هيئة حسنة ولباس حسن مستقبل القبلة، وفي مكان محترم يليق بالقرآن.
٥ – يستحب أن يقرأ بخضوع وخشوع وتمهل وتدبر وتفكر في آياته، ومنصرف بقلبه وحواسه لما يقرأ من القرآن، ولا يقطع القراءة بكلام الآدميين من غير حاجة.
٢ – يستحب أن يرتل القرآن بصوت حسن مع تبيين الحروف والحركات والعناية بأحكام التجويد حسب قدرته.
٧ – إذا كان أحد يسمعه وهو يقرأ القرآن أو يصلي، فينبغي أن لا يزعجهم برفع الصوت أو يشوش على من يصلي.
٨ – لا يهذ القارئ القرآن هذا فلا يفهم عنه ما يقول، ولا يمططه ويمده مدا يخل بألفاظه فيخرجه عن المقصود من تلاوته، بل وسطا بين ذلك.
٩ – لا يقرأ القرآن بألحان الغناء كألحان أهل الفسق، ولا بترجيع النصارى ولا نوح الرهبانية، فإن ذلك كله لا يجوز.
(١) موطأ مالك النداء للصلاة (٤٦٨)، سنن الدارمي الطلاق (٢٢٦٦) .
١٠ – ومن آداب القراءة أن يمسك عن القراءة إذا تثاءب حتى يذهب التثاؤب؛ تعظيما لله؛ لأنه مخاطب ومناج لربه، والتثاؤب من الشيطان.
١١- ومن آداب القراءة أن يقف عند آية الرحمة فيسأل الله من فضله، وأن يقف عند آية العذاب والوعيد فيستجير بالله منه، وعند آية التسبيح فيسبح، وذلك في غير الصلاة المفروضة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … عضو … نائب الرئيس … الرئيس
بكر أبو زيد … صالح الفوزان … عبد الله بن غديان … عبد العزيز آل الشيخ … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
______________
(2508): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
من كان ينام عن قيام الليل فصلاة الضُّحى بدل عن قيام الليل.
(مجموع الفتاوى ٢٨٤/٢٢)
______________
(2509): قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى :
فالرادُّ على أهل البدع : مجاهدٌ ،
حتى كان يحيى بن يحيى يقول :
( الذب عن السنَّة أفضل من الجهاد ).
مجموع الفتاوى ٤ / ١٣
______________
(2510): عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ لِصُحْبَتِهَا»
البر والصلة للحسين بن حرب ١/١٤
______________
(2511): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أهْلُ الطّاعةِ عِندَهُم اسْتِقرار وعِندهُم طُمَأْنِينَة، ولَوْ كانَ الواحِدُ مِنهُم فقيرًا ،
فإنّ الله يُعطِيهِ سَعَةَ بالٍ وقناعَةً .
(تفسير سورة المائدة – ٩٠/٢).
______________
(2512): قال ابن الجوزي رحمه الله :
“مَنْ عاشَ معَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ طَيِّبَ النَّفسِ في زَمَنِ السَّلامَة؛ خفّت عَليهِ زمَن البَلاء، فهُناكَ المحَك”.
صيد الخاطر (ص٢٩٠).
و قال ابن رجب رحمه الله :
من عَاشَ مَعَ الله طَابَ عيشه وَمن عَاشَ مَعَ نَفسه وهواه طَال طيشه.
شرح حديث لبيك اللهم لبيك ١/٦٠
______________
(2513): قال الإمام ابن حزم – رحمه الله – :
إذا تكاثَرَتِ الهموم ، سقطت كلُّها
رسائل ابن حزم 1/347
______________
(2514): يمكن أن تُفهم مقولة ابن حزم الذائعة:
“ إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها”.
أن السقوط هنا لا يعني زوال الهموم إنما يعني سقوط قيمتها في نفس صاحبها، كما قال المتنبي:
“فصرتُ إذا أصابتني سهام
تكسرت النصال على النصال”.
______________
(2515): ” ذهاب الدين بترك السنن ”
عن عبد الله بن الديلمي قال : بلغني إن أول ذهاب الدين ترك السُّنة؛ يذهب الدين سنة سُنّة، كما يذهب الحبل قوة قوة.
شرح أصول الإعتقاد اللالكائي ١/٩٣.
_____________
(2516): قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
إذا شُكِرَتِ النِّعم اتَّسعت، وبارك الله فيها وعَظُم الانتفاع بها، ومتى كُفِرَت النعم زالت، وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة .
[ مجموع الفتاوى | 5 / 166 ]
______________
(2517): قالَ شَيخ الإِسلَام ابنُ تـيميّة -رحـمه اللّٰـه تعالى
مِنْ أَعظم مَا يقوي الأَحوال الشيطانيّة؛ سَمَاع الغناء وَالمَلَاهي
الفَتَاوى ٢٩٥/١١.
______________
(2518): قالَ صالح الدمشقي لِابنِه:
يا بُنَي إذا مَرَّ بِكَ يومٌ وليلَة قَد سَلِمَ فيهما دِينُكَ، وجِسمُكَ ومالُكَ، وعِيالُكَ؛ فأكثِر الشُّكرَ للهِ تعالىٰ، فكَم مِن مَسْلوبٍ دِينُه، ومَنزوعٍ مُلكُهُ، ومهتوكٍ سِترُه، ومَقصومٌ ظَهرُه في ذلكَ اليوم، وأنتَ في عافِيَة.
تاريخ دمشق لابن عساكر.
______________
(2519): قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله:
إذَا تَعِبَ العَبْدُ قَلِيْلاً اِسْتَرَاحَ طَويْلاً، وَإِذَا تَحَمَّلَ مَشَقَّةَ الصَّبْرِ سَاعَةً قَادَهُ لِحَيَاةِ الأَبَدِ، وَكُلُّ مَا فِيْهِ أَهْلُ النَّعِيْمِ المُقِيْمِ فَهُو صَبْرُ سَاعَةٍ .
مِفْتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ (٣٤٧/٢)
______________
(2520): قال جماعة من الناس: إذا ماتت نصرانيةٌ في بطنها جَنينٌ مُسلم، نَزَل ذلك القَبْرَ نعيمٌ وعذابٌ، فالنَّعيم للابن والعذاب للأم، ولا بُعْدَ فيما قاله، كما لو دُفِنَ في قبر واحدٍ مؤمنٌ وفاجرٌ، فإنه يجتمعُ في القبر النعيمُ والعذابُ.
بدائع الفوائد – ص١٠٦٠
______________
(2521): [ بيان أن دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب سبب لاستجابة دعائه ]
قال النووي رحمه الله- :
(وَكَانَ بَعْض السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة؛ لِأَنَّهَا تُسْتَجَاب، وَيَحْصُل لَهُ مِثْلهَا).
شرح النووي على مسلم (٤٩/١٧)
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله :
فحريٌّ بكلِّ مسلمٍ أن يُكثرَ من الدعاء لإخوانه لينال تلك الأجورَ الكريمةَ والفضائل العظيمة، ومِن لطيف ما يُستأنسُ به في هذا المقام ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء عن أحمد بن الضحاك الخشاب
قال: رأيتُ فيما يرى النائمُ شُريحَ بنَ يونس، فقلتُ: ما فعل بكَ ربُّكَ يا أبا الحارث؟
قال: غفر لي، ومع ذلك جعل قصري إلى جنب قصر محمد بن بشير بن عطاء الكندي، فقلتُ: يا أبا الحارث أنتَ عندنا أكبرُ من محمد بن بشير، فقال: لا تقُل ذاك، فإنَّ الله تعالى جعل لمحمد بن بشير حظًّا في عمل كلِّ مؤمن ومؤمنة؛ لأنَّه كان إذا دعا قال: اللَّهمَّ اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات “.
فنسأل الله الكريم أن يغفرَ لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
فقه الأدعية والأذكار ٢/٢٣٢ — عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
تنبيه : العنوان استفدته من العلامة الإتيوبي رحمه الله في كتابه ” البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج “.
______________
(2522): قال ابن مسعود رضي الله عنه: وَاللَّهِ لقَدْ أخَذْتُ مِن في رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِضْعًا وسَبْعِينَ سُورَةً، واللَّهِ لقَدْ عَلِمَ أصْحَابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِّي مِن أعْلَمِهِمْ بكِتَابِ اللَّهِ، وما أنَا بخَيْرِهِمْ.
قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ في الحِلَقِ أسْمَعُ ما يقولونَ، فَما سَمِعْتُ رَادًّا يقولُ غيرَ ذلكَ. البخاري (5000) ومسلم (2462) باختلاف يسير
______________
(2523): تحريم قتل المعاهَد من الكفار ، والوعيد الشديد في ذلك
جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً) رواه البخاري (2995) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
والمراد به : مَن له عهد مع المسلمين ، سواء كان بعقد جزية ، أو هدنة من سلطان ، أو أمان من مسلم .
” فتح الباري ” (12 / 259) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
فمن قدم إلى بلادنا من الكفار لعملٍ ، أو تجارة ، وسُمح له بذلك فهو : إما معاهَد ، أو مستأمن : فلا يجوز الاعتداء عليه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أن من قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة) ، فنحن مسلمون ، مستسلمون لأمر الله عز وجل ، محترِمون لما اقتضى الإسلام احترامه من أهل العهد ، والأمان ، فمَن أخلَّ بذلك : فقد أساء للإسلام ، وأظهره للناس بمظهر الإرهاب ، والغدر ، والخيانة ، ومَن التزم أحكام الإسلام واحترم العهود والمواثيق : فهذا هو الذي يُرجى خيرُه ، وفلاحه .
” فتاوى الشيخ العثيمين ” (25 / 493) .
______________
(2524): وسمعتُ شيخَنا أبا العباس ابن تيمية يقول: يستحيل دخول «لام العاقبة» في فعل الله، فإنها حيث وردت في الكلام؛ فهي لجهل الفاعل بعاقبة فعله، كالتقاط آلِ فى عود لموسى، فإنهم لم يعلموا عاقبته، أو لعجز الفاعل عن دفع العاقبة (ظ/ ٢٨ أ) نحو: «لِدُوا للمَوتِ وابْنُوا لِلْخَرَابِ» (٤).
فأمَّا في فعل من لا يَعْزُبُ عنه مثقال ذرة، ومن هو على كل شيءٍ قدير؛ فلا يكون قط إلا «لام كي» وهى لام التعليل.
ولمثل هذه الفوائدِ التي لا تكادُ توجدُ في الكتب يُحْتَاج إلى مجالسةِ الشيوخ والعلماء!!.
بدائع الفوائد – ط عطاءات العلم ١/١٧
______________
(2525): قال الحسن البصري رحمه الله
“أفضل أخلاق المؤمن:
” العفو”” .
الآداب الشرعية (71/1)
______________
(2526): قال الإمام الشافعي رحمه الله:
مَنْ صَدَقَ فِي أُخُوَّةِ أَخِيهِ،
• قَبِلَ عِلَلَهُ،
• وَسَدَّ خَلَلَهُ،
• وَغَفَرَ زَلَلَهُ.
[تهذيب الأسماء للنووي ٥٥/١]
______________
(2527): قال ابن القيم-رحمه الله-:
مرض القلب نوعان: نوع لا يتألم به صاحبه فى الحال، وهو النوع المتقدم، كمرض الجهل، ومرض الشبهات والشكوك، ومرض الشهوات. وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما، ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم، ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم، وإلا فألمه حاضر فيه حاصل له، وهو متوار عنه باشتغاله بضده، وهذا أخطر المرضين وأصعبهما. وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم، فهم أطباء هذا المرض.
والنوع الثانى: مرض مؤلم له فى الحال، كالهم والغم والحزن والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية، كإزالة أسبابه، أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب، ويدفع موجبها مع قيامها، وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب، ويشقيه ما يشقيه.
إغاثة اللهفان ١/١٨
______________
(2528): قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ -رَحِمَ اللَّهُ رُوحَهُ-: إنَّ اللَّهَ -عز وجل- أَعَزَّ هَذَا الدِّينَ بِرَجُلَيْنِ لَيْسَ لَهُمَا ثَالِثٌ، أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ الرِّدَّةِ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَوْمَ الْمِحْنَةِ.
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب ١/٣٠١ — السفاريني (ت ١١٨٨)
______________
(2529): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“فنحن الآن في حاجة إلىٰ جهاد النفس
فالقلوب مريضة، والجوارح مقصّرة، والقلوب متنافرة، وهذا يحتاج إلىٰ جهادٍ قبل كل شيء”.
الفتاوى (٣١٧/٢٥).
______________
(2530): قال تعالى:
{اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}
قال الشوكاني رحمه الله:
”قد يُوَسّع اللهُ الرِّزْق لِمَن كان كافراً، ويقتره على مَن كان مؤمنًا،
ابتلاءً وامتحاناً،
فلا يدل البسط على الكرامة،
ولا القبض على الإهانة”.
فتح القدير ( ٢٥٢/١٣ )
______________
(2531): قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله :
“التوحيد حسنة عظيمة، وطاعة كبيرة تُكفر بها الذنوب،
وأساس تُقبل به الأعمال” .
شرح كتاب التوحيد ( ٣)
______________
(2532): قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
”كلما كان توحيد العبد أعظم، كانت مغفرة الله له أتم، فمن لقيه لا يشرك به شيئاً البتة، غفر له ذنوبه كلها، كائنة ما كانت، ولم يعذب بها”.
مدارج السالكين [576/1]
______________
(2533): قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
”ليست العبرة بكثرة العمل ولا بكثرة البكاء، وإنما العبرة في الطريق الذى عليه الإنسان”.
شرح فضل الإسلام ص( ١٣)
______________
(2534): أحمد بن تيمية أيده الله وأحسن إليه، أوصاني مرة في سنة ثلاث وسبعمائة، وصية بليغة حفظتُ منها قوله:
لا تقصد رضا الناس بأقوالك ولا أفعالك فإن رضا الناس غاية لا تدرك، اليوم تُرض الناس يشكروك، وفي غدٍ تسخطهم يذمّوك، انقضى عمرك بين شكرهم وذمهم ولا حقيقة لأحدهما، بل إذا عرض لك امر فيه طاعة الله أقدم عليه ولو أن في قبالته ألفًا يذمونك، فإن الله يكفيك شرهم.
— ابن حبّال البعلي. النصيحة المختصرة ص42.
______________
(2535): إن في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن البقعة والدار والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة، قال تعالى: ﴿إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها﴾ فروى الترمذي في جامعه من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: «قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿يومئذ تحدث أخبارها﴾ فقال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا كذا وكذا» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
الوابل الصيب – ط دار الحديث ١/٨١ — ابن القيم (ت ٧٥١
______________
(2536): (عَشِرَ)
فِيهِ «إنْ لَقِيتُم عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ» أَيْ إِنْ وَجَدْتم من يَأخُذُ العُشْر على ما كان يأخُذُه أهْلُ الجاهليَّة مُقيمًا عَلَى دِينِه فاقْتُلُوه، لكُفْره أَوْ لاسْتِحْلالِه لِذَلِكَ إِنْ كَانَ مُسْلِمًا وأخَذَه مُسْتَحِلًاّ وَتَارِكًا فَرْضَ اللَّهِ وَهُوَ رُبعُ العُشْر. فَأَمَّا مَن يَعْشُرُهم عَلَى مَا فَرَض اللَّهُ تَعَالَى فحَسَنٌ جميلٌ، قَدْ عَشَرَ جماعةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَلِلْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ، فيجوزُ أَنْ يُسَمَّى آخِذُ ذَلِكَ عَاشِرا، لإضافةِ مَا يأخُذُه إِلَى العُشْر، كرُبْع العُشْر، وَنِصْفِ العُشْر، كَيْفَ وَهُوَ يأخُذُ العُشْر جميعَه، وَهُوَ زَكاةُ مَا سَقَتْه السَّماء. وعُشْر أموالِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِي التِّجَارَات. يُقَالُ: عَشَرْت مالَه أَعْشُرُه عُشْرًا فَأَنَا عَاشِر، وعَشَّرْته فَأَنَا مُعَشِّر وعَشَّار إِذَا أخَذْتُ عُشْرَه. وَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ عُقُوبة العَشَّار فَمَحْمُولٌ عَلَى التَّأْوِيلِ الْمَذْكُورِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ليسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ، إنَّما العُشُور عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» العُشُور: جَمْعُ عُشْر، يَعْنِي مَا كانَ مِنْ أمْوالهم للتجارَات دُونَ الصَّدَقَاتِ. وَالَّذِي يلَزْمَهُم مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ مَا صُولِحُوا عَلَيْهِ وقتَ العَهْد، فَإِنْ لَمْ يُصَالَحُوا عَلَى شَيْءٍ فَلَا يلْزَمُهم إِلَّا الجِزْية.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ أخَذُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا بلادَهم للتِّجارة أخَذْنا مِنْهُمْ إِذَا دَخَلُوا بلادَنا للتِّجَارة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «احْمَدوا اللَّهَ إذْ رَفَع عَنْكُمْ العُشُورَ» يَعْنِي مَا كانَت المُلوك تأخُذُه مِنْهُمْ.
(س) وَفِيهِ «إنَّ وفْدَ ثَقيف اشْتَرطُوا أَنْ لَا يحشروا ولا يُعْشَرُوا ولا يحبّوا» أَيْ لَا يُؤْخَذ عُشْرُ أمْوالهم. وَقِيلَ: أرَادُوا بِهِ الصَّدَقةَ الواجبةَ، وإنَّما فسَّح لَهُمْ فِي تَرْكها لإنَّها لَمْ تَكُن وَاجِبَةً يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِمْ، إِنَّمَا تَجِب بتَمَام الحَوْل.
وسُئل جابرٌ عَنِ اشْتِرَاطِ ثَقِيفٍ أَنْ لَا صَدَقَةَ عَلَيْهِمْ وَلَا جِهَادَ، فَقَالَ: عَلِمَ أنَّهم سَيَتَصَدَّقون ويُجاهدُون إِذَا أَسْلَمُوا.
فَأَمَّا حَدِيثُ بَشير بْنِ الخَصاصِيَّة حِينَ ذَكَرَ لَهُ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: «أَمَّا اثْنَانِ مِنْهَا فَلَا أُطِيقُهما، أمَّا الصَّدقةُ فإنَّما لِي ذَوْدٌ، هُنَّ رِسْلُ أهْلي وحَمُولتُهم، وأمَّا الْجِهَادُ فأخافُ إِذَا حَضَرت خَشَعَتْ نَفْسي.
فكفَّ يدَه وَقَالَ: لَا صَدَقةَ وَلَا جِهَادَ فَبِمَ تَدخُل الجنَّة؟» فَلَمْ يَحْتَمِل لِبَشير مَا احْتَمل لثَقِيف.
ويُشْبه أَنْ يَكُونَ إنَّما لَمْ يَسْمَح لَهُ لِعْلمه أَنَّهُ يَقْبَل إِذَا قِيلَ لَهُ، وثَقِيفٌ كَانَتْ لَا تَقْبله فِي الْحَالِ، وَهُوَ واحدٌ وَهُم جَمَاعة فأرادَ أَنْ يَتألَّفهم ويُدَرِّجَهم عَلَيْهِ شَيْئًا فَشَيْئًا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «النساءُ لَا يُحْشَرْنَ وَلَا يُعْشَرْن» أَيْ لَا يُؤْخذ عُشْر أمْوالِهنّ.
وَقِيلَ: لَا يُؤْخَذ العُشْر مِنْ حَلْيِهِنَّ، وإلاَّ فَلَا يُؤْخَذُ عُشْر أمْوالِهنَّ وَلَا أمْوال الرِّجال.
النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/٢٤٠
ْ______________
(2537): قال العلّامة الشيخ ابن باز رحمه الله:
”من نشر ما ينفع النّاس؛
يكون له مثل أجور من انتفع بذلك”.
مجموع الفتاوى (١٧٩/٦).
______________
(2538): قال ابن القيم -رحمه الله -في«المدارج » (2/ 236):«وَالشُّكْرُ مَعَهُ الْمَزِيدُ أَبَدًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧] فَمَتَى لَمْ تَرَ حَالَكَ فِي مَزِيدٍ، فَاسْتَقْبِلِ الشُّكْرَ».
______________
(2539): قال أبو بكر الواسطي رحمه الله:
” ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام ، ولا أخلاق الجاهلية ولا أحلام ذوي المروءة “.
—
الحلية(١٠/ ٣٧٢)
______________
(2540): قال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك
بعض لجان الفتوى
______________
(2541): قال الفضل بن سهل : إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها ، فهي تمحيص للذنوب ، وتعرّض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وتذكير بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحضّ على الصدقة .
مرآة الجنان وعبرة اليقظان ٢/٦
______________
(2542): يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «مصيبةٌ تُقبِلُ بها على الله خيرٌ من نعمةٍ تُنسيكَ رضا الله»
خطب المسجد الحرام ١/٣٩
______________
(2543): قال سفيان : ” ما يكره العبد خير له مما يحب ، لأن ما يكرهه يهيجه للدعاء ، وما يحبه يلهيه ” .
شعب الإيمان – ط الرشد ١٢/٣٦٩
______________
(2544): قال ابن الجوزي رحمه الله:
إِذا جَلَست فِي ظلام اللَّيْل بَين يَدي سيدك فَاسْتعْمل أَخْلَاق الْأَطْفَال فَإِن الطِّفْل إِذا طلب من أَبِيه شَيْئا فَلم يُعْطه بكى عَلَيْهِ.
المدهش ١/٢١٩ — ابن الجوزي (ت ٥٩٧)
______________
(2545): “فمن يخشى الله ويخاف الله إذا ذكر ووعظ بآيات الله اتعظ وانتفع .”
من كتاب: تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين
______________
(2546): قالَ العلّامةُ ابنُ عُثيمين -رحمه الله
”من الأخلاق الفاضلة أن الإنسان يلتمس العذر لأخيه ما وجد له محملًا، لا سيما إذا كان المَعتذَر عنه معروفًا بالاستقامة والنصح “.
شرح بلوغ المرام (١٠/١٤)
______________
(2547): قال الحافظ الذهبيُّ في وصيته لتلميذه محمد السلاميّ-رحمهما الله:-
..فثمة طريق قد بقي لا أكتمه عنك وهو: كثرة الدعاء، والاستعانة بالله العظيم في آناء الليل والنهار، وكثرة الإلحاح على مولاك بكل دعاء مأثور تستحضره أو غير مأثور، وعقيب الخمس: في أن يصلحك ويوفقك.
وصيّة الذهبي ١٨…
______________
(2548): قَالَ: حدث أبو يعلى الموصلي
– وأنا أسمع- قال: سمعت علي بن المديني يقول: إن اللَّه أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث، أَبُو بَكْر الصديق يوم الردة، وأَحْمَد بْن حَنْبَل يوم المحنة.
تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية ٥/١٨٤ — الخطيب البغدادي
______________
(2549): قال تعالى : { وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ }
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وأعظم آية في البحر هو أنه مسجور، أي ممنوع من أن يفيض على الأرض فيغرق أهلها
تفسير القرآن الكريم، (ص١٧٧)
مجموعات درر وفتاوى ابن عثيمين رحمه الله
______________
(2550): قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
” ورُبَّما كان معاملة الناس بالقول الحَسن أحبُّ إليهم من إطعام الطعام والإحسان بإعطاء المال،
كما قال لقمان لابنه :
يا بني لتكن كلمتك طيبة، ووجهك مُنبسطًا، تكن أحبّ إلى الناس مِمَن يعطيهم الذهب والفضة”.
مجموع الرسائل (١٠٠/١)
______________
(2551): يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها: لا تتضمن تناقض المعنى، وتضاده؛ بل قد يكون معناها متفقا، أو متقاربا…. فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق، وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى، بمنزلة الآية مع الآية؛ يجب الإيمان بها كلها، واتباع ما تضمنته من المعنى، علما وعملا، لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى، ظنا أن ذلك تعارض” انتهى من “مجموع الفتاوى” (13/393).
قال السيوطي:
وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ: لِاخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَتَنَوُّعِهَا فَوَائِدٌ:
مِنْهَا: التَّهْوِينُ وَالتَّسْهِيلُ وَالتَّخْفِيفُ عَلَى الْأُمَّةِ.
وَمِنْهَا: إِظْهَارُ فَضْلِهَا وَشَرَفِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ إِذْ لَمْ يَنْزِلُ كِتَابُ غَيْرِهِمْ إِلَّا عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ. ومنها: إعظام أجرها من حيث إنهم يفرغون جهدهم في تحقيق ذلك وضبطه لفظة لفظة حتى مقادير المدات وتفاوت الإمالات ثم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح.
ومنها: إظهار سر الله في كتابه وصيانته له عن التبديل والاختلاف مع كونه على هذه الأوجه الكثيرة.
ومنها: المبالغة في إعجازه بإيجازه إذ تنوع القراءات بمنزلة الآيات ولو جعلت دلالة كل لفظ آية على حدة لم يخف ما كان فيه من التطويل ولهذا كان قوله: ﴿وأرجلكم﴾ منزلا لغسل الرجل والمسح على الخف واللفظ الواحد لكن باختلاف إعرابه.
ومنها: أن بعض القراءات يبين ما لعله يجهل في القراءة الأخرى فقراءة: «يطهرن» بالتشديد مبينة لمعنى قراءة التخفيف وقراءة: «فامضوا إلى ذكر الله» تبين أن المراد بقراءة: «فاسعوا»الذهاب لا المشي السريع.
الإتقان في علوم القرآن ١/٢٧٨-٢٧٩
يقول الزرقاني رحمه الله في “مناهل العرفان” (1/149): “والخلاصة: أن تنوع القراءات يقوم مقام تعدد الآيات. وذلك ضرب من ضروب البلاغة: يبتدئ من جمال هذا الإيجاز، وينتهي إلى كمال الإعجاز.
أضف إلى ذلك ما في تنوع القراءات من البراهين الساطعة، والأدلة القاطعة، على أن القرآن كلام الله، وعلى صدق من جاء به وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الاختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقض في المقروء وتضاد، ولا إلى تهافت وتخاذل؛ بل القرآن كله على تنوع قراءاته يصدق بعضه بعضا، ويبين بعضه بعضا، ويشهد بعضه لبعض، على نمط واحد في علو الأسلوب والتعبير، وهدف واحد من سمو الهداية والتعليم.
وذلك من غير شك يفيد تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف. ومعنى هذا أن القرآن يُعجِز إذا قرئ بهذه القراءة، ويعجز أيضا إذا قرئ بهذه القراءة الثانية، ويعجز أيضا إذا قرئ بهذه القراءة الثالثة، وهلم جرا. ومن هنا تتعدد المعجزات بتعدد تلك الوجوه والحروف.
ولا ريب أن ذلك أدل على صدق محمد، لأنه أعظم في اشتمال القرآن على مناحٍ جمة في الإعجاز، وفي البيان على كل حرف ووجه، وبكل لهجة ولسان (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال/42” انتهى.
______________
(2552): قَالَ الإِمَامُ ابن باز رحمه الله:
«الوَقْتُ هُوَ الحَيَاة، وَمَنْ أَضَاعَ وَقْتَهُ أَضَاعَ حَيَاتَهُ،
وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ نَدِمَ وَلَا تَنْفَعُهُ النَدَامَة».
مَجْمُوْع فَتَاوَى ابْنُ باَز (٢٦١/١٦)