596 – فتح الملك بنفحات المسك شرح صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسلطان الحمادي وأحمد بن خالد وعمر الشبلي ومحمد سيفي وعدنان البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة من صحيحه:
36 – بَابُ مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ جَمَاعَةً بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ.
596 – – حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: وَاللهِ مَا صَلَّيْتُهَا. فَقُمْنَا إِلَى بُطْحَانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ، وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ».
——————————
من فوائد الباب:
1- قوله: (من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت) “قال بعض أهل العلم: لا أعلم خلافا في جواز جمع الصلاة بعد ذهاب الوقت لمن فاتته بعذر بين كالنوم وشبهه إلا الليث بن سعد…… وهذا الحديث خلاف قوله”. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
2- قلت: حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- الوارد في الباب السابق هو دليل لهذا الباب أيضا، وترجم النسائي على حديث أبي قتادة فقال: الجماعة للفائت من الصلاة.
3- قوله: (يوم الخندق) بفتح الخاء والدال وهو أعجمي تكلمت به العرب؛ أي: يوم حفر الخندق، وكان في السنة الرابعة من الهجرة، وتسمى بغزوة الأحزاب وكان يسب الكفار لأنهم كانوا سبب اشتغال المؤمنين بحفر الخندق الذي هو سبب لفوات صلاته. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
4- “فإن قلت: ما وجه تأخيره -عليه السلام- الصلاة إلى ذهاب وقتها. قلت: يحتمل أنه أخرها نسيانا بسبب الاشتغال بأمر العدو، أو عمدا وكان ذلك الاشتغال عذرا فى التأخير قبل نزول صلاة الخوف، وأما اليوم فلا يجوز التأخير بالقضاء”. قاله الكرماني في الكواكب الدراري. قلت: الأول هو الظاهر أي النسيان من النبي -صلى الله عليه وسلم-.
5- تأخير النبي -صلى الله عليه وسلم- العصر حتى غربت الشمس يوم الخندق لم يكن عن نوم بغير خلاف، وإنما اختلف، وقد أشار البخاري في ( أبواب الخوف ) إلى أنه كان اشتغالاً بالعدو. ويعضده: حديث علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس). قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
تنبيه : قوله ( وإنما اختلف ) قال محقق كتاب فتح الباري لابن رجب دار ابن الجوزي : كذا ، فإما أن يكون قوله ( وإنما اختلف ) مقحما ، أو يكون وقع سقط تقديره : “في سببه ” . والله أعلم
6- “وفي حديث جابر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى العصر بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب.
7- ولم يصرح فيه بأنه صلى بهم جماعة، لكن قوله: (فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها) مما يدل على أنه صلاها جماعة. وقد خرجه الإسماعيلي في صحيحه، ولفظه: (فصلى بنا العصر). وذكر باقيه. وهذا تصريح بالجماعة”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
8- وفي الحديث: دليل على اتساع وقت المغرب؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قاموا بعد غروب الشمس، فنزلوا إلى بطحان، فتوضئوا، ثم صلوا العصر قبل المغرب، ثم صلوا المغرب، فلو كان وقت المغرب مضيقاً لكان قد وقعت صلاة العصر في وقت المغرب، ولم يكن فرغوا منها حتى فات وقت المغرب، فتكون صلاة المغرب حينئذ مقضية بعد وقتها. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
9- فيه قضاء الصلاة الأولى فالأولى. قاله البخاري. وقال الترمذي: “باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدأ”.
10- قول الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما صلينا. قاله البخاري.
قلت: وذكر فيه قول عمر -رضي الله عنه-: “فقال: يا رسول الله، والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس تغرب وذلك بعد ما أفطر الصائم”. أي معناها ما صليت. وعند البخاري 945 من طريق علي بن المبارك: “يا رسول الله، ما صليت العصر حتى كادت الشمس أن تغيب”. وترجم عليه النسائي في السنن الكبرى: “إذا قيل للرجل صليت؛ هل يقول: لا”.
11- قوله: (فجعل يسب كفار قريش) فيه دلالة على جواز سب المشركين؛ للتقرير عليه، والمراد ما ليس بفاحش، إذ هو اللائق بمنصب عمر -رضي الله عنه-. قاله ابن الملقن في التوضيح.
12- قوله: (قال النبي -صلى الله عليه وسلم- والله ما صليتها) “وإنما حلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، تطييبًا لقلب عمر -رضي الله عنه-؛ فإنه شقَّ عليه تأخيرُ العصر إلى قريب من الغروب، فأخبره -صلى الله عليه وسلم-: أنه لم يصلِّها بعدُ؛ ليكون لعمرَ أسوةً، ولا يشقَّ عليه ما جرى، وتطيبَ نفسُه، وأكد ذلك الخبرَ باليمين”. قاله ابن العطار في العدة شرح العمدة.
13- فيه: جواز الحلف من غير استحلاف، إذا بنيت على ذلك مصلحة دينية، وهو كثير في القرآن. قاله ابن الملقن.
14- إن “اجتماع الصحابة كلهم على النسيان يوم الخندق بعيد جدا، إلا أن يقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الناسي، وأن الصحابة اتبعوه على التأخير من غير سؤال له عن سببه”. قاله الحافظ ابن رجب في الفتح.
15- فيه: يحرس بعضهم بعضا في صلاة الخوف. قاله البخاري.
16- فيه باب غزوة الخندق وهي الأحزاب قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع. قاله البخاري.
17- ذكر الإباحة للمرء عند اشتداد الخوف أن يؤخر الصلاة إلى أن يفرغ من قتاله. قاله ابن حبان.
18- هذا الحديث كان قبل نزول صلاة الخوف. قاله ابن الملقن.
19- زاد أبو نعيم الأصبهاني في كتابه الإمامة والرد على الرافضة 27 من طريق عبد الله بن بكر: “وَقَدْ غَلَبَنَا النَّوْمُ فَنَامَ عَنِ الْفَجْرِ”.
وذكر ابن رجب أن هذا أيضا دليل على صلاة الفائتة في جماعة.
20- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الخندق. فقال: ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس وهي صلاة العصر. أخرجه البخاري 6396 ومسلم 627 وأبو داود 409 والترمذي 2984 وابن ماجه 684 فهي الصلاة الوسطى.
21- قوله: (حتى كادت الشمس تغرب).
فائدة زائدة: عن أنس -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلا شئ يسير. فقال: والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه. وما نرى من الشمس إلا يسيرا. أخرجه البزار في مسنده 7242 قال حدثنا محمد بن المثنى، وعمرو بن علي، قالا: حدثنا خلف بن موسى بن خلف، حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس به. رجاله ثقات.
22- قوله: (حدثنا معاذ بن فضالة) تابعه يحيى القطان كما عند البخاري 598 تابعه المكي بن إبراهيم كما عند البخاري 4112 تابعه معاذ بن هشام كما عند مسلم 631تابعه خالد بن الحارث كما عند النسائي.
23- قوله: (حدثنا هشام) هو الدستوائي تابعه شيبان كما عند البخاري 641 تابعه علي بن مبارك كما عند البخاري 945 ومسلم631.
24- قوله: (عن أبي سلمة) وعند البخاري 641 من طريق شيبان: “سمعت أبا سلمة” وعند مسلم 631 والترمذي 180 من طريق معاذ بن هشام: “حدثنا أبو سلمة” وزاد الترمذي: ” ابن عبد الرحمن”.
25- قوله: (عن جابر بن عبد الله) وعند البخاري 641 من طريق شيبان: “أخبرنا جابر بن عبد الله”.