74 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2297): (فَصْلٌ)
وقال ابن القيم رحمه الله في الكلام على مَرَاحِل العالِمَين وكيفيةِ قَطْعِهمِ إياَّها فْلَنْرجِعْ إليه فنقول أمَّا الأَشْقَياءُ فقطعُوا تِلكَ المراحلَ سَائِرين إلى دارِ الشقاء مُتزودين غضَبَ الربِ سُبْحَانِهِ.
ومُعَاداةَ كُتُبِهِ ورُسُلِهِ، وما بُعِثُوا به ومُعَادَاةَ أوليائِهِ والصَّدَّ عن سبيلِهِ ومحاربةَ مَن يدعو إِلى دينه ومقاتلةَ الذين يأمرون بالقسط من الناس وإقامة دعوة غير دعوة الله التي بَعَثَ بها رُسَلَه لِتَكُونَ الدعوةُ لَهُ وَحْده.
فقطعَ هؤلاءِ الأَشقياءُ مَرَاحِلَ أعمارِهِم في ضِدّ ما يُحِبه اللهُ ويُرَضاه: وأَمَّا السائِرونَ إليه فظالِمُهُم قَطَعَ مَراحِلَ عُمُرِهِ في غفلاتِهِ وايثار شهواته ولَذَّاتِهِ على مَراضِ الرب سبحانه وأوامِرِه مع ايمانه بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر.
لكن نفسه مغلوبة معه مأسورة مع حظه وهواه يعلم سوء حاله ويعترف بتفريطه ويعزم على الرجوع إلى الله فهذا حال المسلم.
وأما من زين له سوء عمله فرآه حسنًا وهو غير معترف ولا مقر ولا عازم على الرجوع إلى الله والإِنابة إليه أصلًا.
فهذا لا يكاد إسلامه أن يكون صحيحًا أبدًا ولا يكون هذا إلا منسلخ القلب من الإيمان ونعوذ بالله من الخذلان.
وأَما الأَبرار المقتصدون فقَطَعوا مَرَاحِلَ سَفَرهم بالاهتمام بإقامةِ أمْرِ اللهِ وعقدِ القلبِ على تَرْكِ مُخَالَفَتِهِ ومَعَاصِيه فَهمهُم مصرْوُفْةٌ إلى القيامِ بالأَعمالِ الصالحةِ واجتنابِ الأَعمالِ القبيحةِ.
فأَولُ مَا يَسْتَيقِظُ أَحَدُهُم مِن مَنامِهِ يَسْبِقُ إِلى لُبِهِ القِيامُ إلى الوُضُوءِ والصلاة كما أَمَرَهُ اللهُ فإِذا أَدّى فَرْضَ وقْتِهِ اشْتَغَلَ بالتلاوةِ والاَذكارِ إلى حِينِ تطلعُ الشمسُ فيركَعُ الضُحِى.
ثم يَذْهَبُ إلى ما أقامَهُ اللهُ فيه مِن الأسبابِ فإِذا حَضرَ فرْضُ الظُهرِ بادَرَ إلى التَّطَهُّر والسعي إلى الصف الأولِ مِن المسجدِ فَأدّى فَريْضَتَهُ كما أُمِرَ مُكَمِّلًا لها بِشَرَائِطِهَا وأركانِهِا وسُنَنِها وحَقَائِقِهَا الباطِنةِ مِن الخشوعِ والمُرَاقبةِ والحُضُورِ بين يَدَي الرب.
فَيَنْصرِفُ مِن الصلاةِ وقد أَثَّرَتْ في قلْبه وبَدَنِهِ وسائر أحْوَالِهِ آثارًا تَبْدُو على صَفَحَاتِهِ وِلِسِانِهِ وجَوارِحِهِ ويجَدُ ثَمَرتَهَا في قلبهِ من الإنابة إلى دارِ الخُلود والتجافي عن دار الغرور وقِلَّةِ التكَالبِ والحِرص على الدنيا وعَاجِلها.
قَد نهَتهُ صَلاتُه عَن الفحشاءِ والمنكر وَحَبَّبَتْ إليه لِقاءَ اللهِ ونَفَّرتْهُ عن كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُه عن اللهِ فَهُو مَغْمُومٌ مَهْمُومٌ كَأَنَّهُ في سِجْنٍ حتى تحْضُرَ الصلاةُ.
فإِذا حَضَرَتْ قَام إلى نعَيْمِهِ وسُرُورِه وقُرةِ عينه وحَيَاةِ قلبهِ فهو لا تطيبُ له الحياة إلا بالصلاةِ هذا وهُم في ذلك كُلِّهِ مُرَاعُونَ لِحْفِظِ السُنن لا يُخِلُّونَ منها بِشئٍ ما أَمكَنَهُم.
فَيَقْصُدُوْنَ مِن الوُضوءِ أكمله ومِن الوقتِ أَوَّلَه ومِن الصفوف أوَّلَهَا عن يمينِ الإمامِ أو خلفَ ظهره.
ويأتونَ بعد الفريضة بالاذكارِ المشروعةِ كالاستغفارَ ثلاثًا وقولِ اللهُم أنت السلامُ ومنكَ السلامُ تَباركتَ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ.
وقول لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ لَهُ المُلكُ ولَهُ الحمدُ وهو على كل شئ قدير اللهُم لا مانعَ لما أَعْطَيْتَ ولا معطي لما مَنَعتَ ولا ينفعُ ذا الجدِ منكَ الجدُ لا إلهَ إلا اللهُ ولا نعبدُ إلا اياهُ له النعمةُ وله الفضلُ وله الثناءُ الحَسَنُ لا إِله إلا اللهُ مخلصينَ له الدينَ ولو كره الكافرون.
ثم يُسبِحُونَ ويحَمدُون ويُكَبِرونَ تِسعًا وتِسعينَ ويَخْتِمُونَ المائةَ بلا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهو علي كل شئٍ قدير.
ومَن أَرَادَ المزيدَ قَرأَ آيةَ الكُرسيِ والمُعَوِذَتين عَقِبَ كل صلاةٍ فإن فيها أحَادِيْث رواها النسائي وغيرهُ.
ثم يَركَعُونَ السنة على أحْسَنِ الوُجُوهِ هذا دَأبُهُم في كُلّ فَرِيْضَةٍ.
فإذا كان قِبلَ غُروبِ الشمس تَوَفَّرُوْا على أذَكارِ المسَاءِ الوَارِدةِ في السُنَةِ نَظِيْرُ أَذكارِ الصَّباحِ الوَارِدَةِ في أَوَّلِ النهارِ لا يُخِلُّونَ بِها أَبَدًَا.
فإِذا جَاءَ اللَيلُ كَانُوا فِيه على مَنازِلهِم مِن مَواهِبِ الربِ سُبْحَانَهُ التي قَسَّمَها بينَ عِبادِهِ.
فإِذا أَخَذُوا مَضَاجِعَهُم أَتَوا بِأَذْكارِ النَّوْمِ الوَارِدَةِ في السُنةِ وهي كَثيرةٌ تبلغُ نَحْوًا من أَربَعِينِ.
فيأتونَ مِنها ما عَلمُوْهُ وما يَقْدِرُوْنَ عليه مِن قِراءَةِ سُوْرَةِ الاخلاص والمُعَوذَتَينِ ثلاثًا ثم يَمْسَحُوْنَ بها رُؤُوسَهُمْ وَوُجُوهَهُم وأجْسَادَهُم ثلاثًا ويَقْرَؤُونَ آيةَ الكُرْسِي وخَوَاتِيم سُورةِ البَقَرةِ ويُسَبّحُونَ ثلاثًا وثلاثين ويَحْمِدُونَ ثلاثًا وثلاثين ويُكَبرُونَ أَرْبعًا وثلاثين.
ثم يَقولُ أَحَدُهم اللَّهُمَّ إِني أسْلَمْتُ نَفِسيْ إليكَ وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إليكَ وفَوَّضْتُ أمْرِى إِليكَ وأَلجأتُ ظَهْرِيْ إِليكَ رَغْبِةً ورَهْبَةً إليك لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنكَ إِلا إِليكَ. آمنْتُ بِكتَابِك الذِي أَنْزَلتَ ونَبّيكَ الذي أَرْسَلْتَ.
وإِنْ شَاءِ قَال باسمك ربِي وَضَعْتُ جنْبِي وبِكَ أرفْعَهُ فإِنْ أَمْسَكْتَ نفسِي فاغْفِرْ لَها وإِنْ أَرْسَلْتَهَا فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصالِحين.
وإِن شَاءَ قَال: اللهُمَّ رَبَّ السموات السبع وَرَبَّ العَرشِ العظيمِ رَبي وَرَبَّ كُل شَئِ فالِقَ الحب والنَّوى مُنَزّلَ التوراةِ والانجيل والقرآن أعوُذ بِكَ مِن شركُلَ دابةِ أَنْتَ آخذٌ بِناصِيتِهَا.
أنْتَ الأوَّلُ فليس قَبْلَكَ شئٌ وأنتَ الآخرُ فليْسَ بَعْدَكَ شَئٌ وأَنْتَ
الظاهِرُ فَليْسَ فَوقَكَ شَئٌ وأنْتَ الباطنُ فَلَيْسَ دُوْنَكَ شَئٌ إقض عني الدينَ وأَغْنِني مِن الفقرِ.
وبالجُملَة فَلا يَزَالُ يَذْكُر الله على فراشِهِ حتى يَغْلِبَهُ النومُ فهذا نَوْمُهُ عِبَادَةٌ وزَيادَةٌ لَه مِن قُربِهِ مِن اللهِ.
فإِذا اسْتَيْقَظَ عاد إِلى عَادتِهِ الأُوْلَى وَمَعَ هذا فَهُوَ قائمٌ بِحقُوقُ العِبادِ مِن عِيادَةِ المَرْضَى وتَشْيِيْعٍ الجنائِز وإِجَابةِ الدَّعْوَةِ والمُعَاوَنَة لهم بالجاه والبدن والنفس والمال وزِيارَتِهِم وتفَقُدِهِم. وقائمٌ بِحِقُوقِ أَهْلِهِ وعِيالِه.
فَهُوَ مُنَتَقلٌ في مَنَازِلِ العُبُودِيةِ كَيفَ نقلَهُ فِيها الأَمْرُ فإِذا وَقَعَ مِنه تَفِرْيطٌ في حَقٍ مِن حُقُوقِ اللهِ بادَرَ إِلى الاعتذارِ والتوبةِ والاستغفارِ ومَحْوِهِ ومُدَاوَاتِهِ بِعَمَلٍ صَالحٍ يُزيلُ أَثَرَهُ فهذا وَظِيفَتُهُ دَائِما.أهـ.
موارد الظمآن لدروس الزمان
______________
(2298): وقال ابن تيمية رحمه الله : (إذا كان مبتدعًا يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقًا يخالف الكتاب والسنة … بُيِّن أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله، ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله تعالى لا لهوى الشخص مع الإنسان؛ مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد أو تباغض أو تنازع على الرئاسة، فيتكلم بمساوئه مظهرًا للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص، واستيفاؤه منه؛ فهذا من عمل الشيطان [مجموع الفتاوى ٢٨/ ٢٢١].
______________
(2299): قال الإمام الشافعي رحمه الله
اجتناب المعاصي، وترك ما لا يعنيك، ينور القلب، عليك بالخلوة، وقلة الاكل، إياك ومخالطة السفهاء ومن لا ينصفك، إذا تكلمت فيما لا يعنيك ملكتك الكلمة، ولم تملكها.”
[مناقب الشافعي للبيهقي – (2 /172)]
______________
(2300): قال الشيخ ابن عثيمين رحمـه الله:-
فينبغي للإنسان أن يتذكر دائما الموت لا على أساس الفراق للأحباب والمألوف ؛لأن هذه نظرة قاصرة، ولكن على أساس فراق العمل والحرث للآخرة، فإنه إذا نظر هذه النظرة استعد وزاد في عمل الآخرة.
(الشـرح الممتـع 231/5)”.
______________
(2301): قال ابن القيم رحمه الله:
فَفِي الْقَلْبِ شَعَثٌ، لَا يَلُمُّهُ إِلَّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ. وَفِيهِ وَحْشَةٌ، لَا يُزِيلُهَا إِلَّا الْأُنْسُ بِهِ فِي خَلْوَتِهِ.
وَفِيهِ حُزْنٌ لَا يُذْهِبُهُ إِلَّا السُّرُورُ بِمَعْرِفَتِهِ وَصِدْقِ مُعَامَلَتِهِ.
وَفِيهِ قَلَقٌ لَا يُسَكِّنُهُ إِلَّا الِاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ، وَالْفِرَارُ مِنْهُ إِلَيْهِ.
وَفِيهِ نِيرَانُ حَسَرَاتٍ: لَا يُطْفِئُهَا إِلَّا الرِّضَا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَقَضَائِهِ، وَمُعَانَقَةُ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ لِقَائِهِ.
وَفِيهِ طَلَبٌ شَدِيدٌ: لَا يَقِفُ دُونَ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَحْدَهُ مَطْلُوبَهُ.
وَفِيهِ فَاقَةٌ: لَا يَسُدُّهَا إِلَّا مَحَبَّتُهُ، وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَدَوَامُ ذِكْرِهِ، وَصِدْقُ الْإِخْلَاصِ لَهُ. وَلَوْ أُعْطِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَمْ تَسُدَّ تِلْكَ الْفَاقَةَ مِنْهُ أَبَدًا.
مدارج السالكين – ط الكتاب العربي ٣/١٥٦ — ابن القيم
______________
(2302): يقول الحافظ ابن رجب -رحمه الله- :
فالواجب على العبد الاستعداد للموت قبل نزوله بالأعمال الصالحة والمبادرة إلى ذلك؛ فإنه لا يدري المرء متى تنزل هذه الشِّدة من ليل ونهار، وذكر الأعمال الصالحة عند الموت مما يحسن ظن المؤمن بربه، ويُهوِّن عليه شدة الموت ويقوِّي رجاءه.
مجموع الرسائل (٤٠/٢)
_____________
(2303): وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ (٢٩)
عن ابن عباس في قوله: { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} قال: التفت عليه الدنيا والآخرة، وكذا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} يقول: آخر يوم من أيام الدنيا أول يوم من أيام الآخرة، فتلتقي الشدة بالشدة، إلا من رحمه الله.
تفسير ابن كثير
______________
(2304): قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
إذا ظَهَرَ الزِّنا والرِّبا في قَريةٍ، أُذِنَ بهَلاكِها.
صفة الصفوة لابن الجوزي: (1/185)
______________
(2305): قال الإمام ابن القيم رحمه الله :-
فهو – سبحانه – إذا أَراد أن يعز عبده ويجبره وينصره كسره أَوَّلًا، ويكون جبره له ونصره عَلى مقدار ذله وانكساره .
زاد المعاد (١٩٨/٣)
_____________
(2306): قال التابعي الإمام صفوان بن سليم القرشي :-
ليأتين على الناس زمان ، تكون هِمّةُ أحدهم فيه : بطنُهُ
ودينُهُ : هواه.
[ الجوع لابن أبي الدنيا 261 ]
اللهم سلم سلم …
______________
(2307): *عقوبات الذنوب*
قال ابن القيم -رحمه الله-:
ومنها: مسخ القلب، فيُمسَخ كما تمسخ الصورة، فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته. فمن القلوب ما يمسَخ على خُلُق خنزير لشدة شبه صاحبه به، ومنها ما يمسخ على خُلُق كلب أو حمار أو حيّة أو عقرب وغير ذلك .
الداء والدواء ١/٢٧٥
______________
(2308): *عقوبات الذنوب*
قال ابن القيم -رحمه الله-:
ومنها: المعيشة الضَّنْك في الدنيا وفي البرزخ، والعذاب في الآخرة. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤)﴾ [طه: ١٢٤].
الداء والدواء ٢٧٨/١
______________
(2309): قال تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }
قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- :
”فضل الله”: القرآن ، “ورحمته”: أن جعلكم من أهله .
”مصنف ابن أبي شيبة” (30066)
______________
(2310): قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
وكذلك يشاور زوجته في أحوال البيت وكيفية تدبيره.
وإذا رأى منها الأمانة والأهلية، جعل لها الاستقلال في تدبير مصارف البيت، لتهتم وتشعر بمسؤوليتها، وتجتهد في الأعمال الاقتصادية، ويستفيد رب البيت الراحة والطمأنينة.
فمتى كانت الأنثى أصيلة أمينة، ورأت من زوجها هذه الثقة؛ بذلت النصح التام، وعز عليها أن يذهب شيء في غير محله.
ومتى أخذ على يدها، وحفظ عليها، وقتر قوتَها وحوائجها الأصلية والعالية؛ لم يستفد بهذا العمل إلا العناء والتعب، وكثرة النزاع وتكدر العيش.
وكم رأينا ورأى غيرنا من هذا شيئاً كثيراً!
فالهناء والسعادة، والخير العاجل والآجل تبع للدين وأخلاقه، والشقاء والشر، حيث فقد الدين، وفقدت آدابه.
[الرياض الناضرة ص ٦٥]
______________
(2311): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإبل خلقت من الشياطين. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني وغيره.
——
وذكر الله تعالى هذه الآية: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [الغاشية:17]
——
قال القرطبي في تفسيره عن الحيوان: لأن ضروبه أربعة: حلوبة وركوبة وأكولة وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع. فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم. اهـ.
——
وسُئل ابن باز رحمه الله عن الحكمة من الوضوء من لحم الإبل
فقال: الله أعلم، قال بعض أهل العلم: لأنها خلقت من الشياطين، أن الشيطان خلق من النار، والنار تطفأ بالماء، وفي صحة الأحاديث الدالة على أنها خلقت من الشياطين نظر.
فالحاصل: أن الحكمة فيها يقال فيها: الله أعلم، ربنا حكيم عليم، لا يشرع شيء إلا لحكمة سبحانه وتعالى نعم.
______________
(2312): موعظة بليغة
قال ابن الجوزي -رحِمهُ الله- :
يَا سَكْرَانَ الْهَوَى مَتَى تَصْحُو، يَا كَثِيرَ الذُّنُوبِ مَتَى تَمْحُو إِلَى كَمْ تَهْفُو وَتَغْفُو، وَتَتَكَدَّرُ وَنِعَمُنَا تَصْفُو، ابْكِ لِمَا بِكَ، وَانْدُبْ فِي شَيْبَتِكَ عَلَى شَبَابِكَ، وَتَأَهَّبْ لِسَيْفِ الْمَنُونِ فَقَدْ عَلِقَ الشَّبَا بِكَ.
انْتَبَهَ الْحَسَنُ لَيْلَةً فَبَكَى، فَضَجَّ أَهْلُ الدَّارِ بِالْبُكَاءِ، فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ:
ذَكَرْتُ ذَنْبًا لِي فَبَكَيْتُ!
يَا مَرِيضَ الذُّنُوبِ مالك دَوَاءٌ كَالْبُكَاءِ.
التبصرة ( 287).
______________
(2313): قال ابن سعدي: رحمة الله
فرحم الله عبداً اغتنم أيام القوة والشباب، وأسرع بالتوبة والإنابة قبل طي الكتاب .
الفواكه الشهية ٢١٧
______________
(2314): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
فلما ظهر في الشام و مصر والجزيرة
الإلحاد والبدع.
سلّط الله عليهم الكفار .
ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام
وقهر الملحدين والمبتدعين
نصرهم الله على الكفار
الفتاوى ج13/178.
______________
(2315): [[ الدعاء لولي الأمر ]]
قال العلّامة صالِح الفُوزان حفظهُ الله :
تُركت هذه السُنة حتى صار الناسُ يستغربون الدُّعاءَ لولاة الأمور ويُسيئون الظنَّ بمن يفعله.
الدُّعاء لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والصلاح من منهج أهل السُنة وتركُه من منهج المبتدعة.
[ الملخص الفقهي ٢٠١/١ ]
قال الفضيل بن عياض رحمه الله :
“لو كان لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام لأني لو جعلتها للنفسي لم تجاوزني ولو جعلتها له كان صلاح الإمام صلاح العباد والبلاد”
الحلية (8/91)
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
“إني لأدعو لولي الأمر بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار وأرى له ذلك واجباً عليَّ”
السنة للخلال ص 38
قال ابن باز رحمه الله : “اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻮﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﻦ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻭاﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻰ ﻟﻪ ﻷﻥ ﺻﻼﺣﻪ ﺻﻼﺡ للأمة ﻓﺎﻟﺪﻋﺎء ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﺪﻋﺎء ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻔﻴﻪ اﻟﻠﻪ ﺷﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺷﺮ ﺟﻠﺴﺎء اﻟﺴﻮء ﻓﺎﻟﺪﻋﺎء ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭاﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻭﺑﺼﻼﺡ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﻭﺻﻼﺡ اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﻘﺮﺑﺎﺕ.”
الفتاوى [210/8]
قال الإمام أبو محمد البربهاري رحمه الله :
“وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله”
شرح السنة (ص113).
قال ابن عثيمين رحمه الله
“الذي لا يدعو للسلطان فيه بدعة من بدعة قبيحة وهي : الخوارج والخروج على الأئمة ولو كُنتَ ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم لدعوت للسلطان لأن السلطان إذا صلح صلحت الرعية”
لقاء الباب المفتوح 169 .
حفظ الله ولاة الأمر على طاعته
اللهم وفق ولاة الأمر لما تحبه وترضاه وسدد خطاهم وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير
آمين َ
______________
(2316): [ما هي الحياة الطيبة التي وعد الله عباده في الدنيا]
قال ابن القيم
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [سُورَةُ النَّحْلِ: ٩٧] .
لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْهَا الْحَيَاةَ الْمُشْتَرَكَةَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكُفَّارِ، وَالْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ، وَمِنْ طِيبِ الْمَأْكَلِ وَالْمَلْبَسِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَنْكَحِ، بَلْ رُبَّمَا زَادَ أَعْدَاءُ اللَّهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ فِي ذَلِكَ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً،
وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا أَنْ يُحْيِيَهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، فَهُوَ صَادِقُ الْوَعْدِ الَّذِي لَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ، وَأَيُّ حَيَاةٍ أَطْيَبُ مِنْ حَيَاةِ مَنِ اجْتَمَعَتْ هُمُومُهُ كُلُّهَا وَصَارَتْ هَمًّا وَاحِدًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ؟
وَلَمْ يَتَشَعَّبْ قَلْبُهُ، بَلْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ، وَاجْتَمَعَتْ إِرَادَتُهُ وَأَفْكَارُهُ الَّتِي كَانَتْ مُتَقَسِّمَةً بِكُلِّ وَادٍ مِنْهَا شُعْبَةٌ عَلَى اللَّهِ، فَصَارَ ذِكْرُهُ بِمَحْبُوبِهِ الْأَعْلَى وَحُبُّهُ وَالشَّوْقُ إِلَى لِقَائِهِ، وَالْأُنْسُ بِقُرْبِهِ هُوَ الْمُسْتَوْلِي عَلَيْهِ، وَعَلَيْهِ تَدُورُ هُمُومُهُ وَإِرَادَتُهُ وَقُصُودُهُ بِكُلِّ خَطَرَاتِ قَلْبِهِ..
الداء والدواء = الجواب الكافي – ط دار المعرفة ١/١٨٤ — ابن القيم (ت
______________
(2317): قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
« تعلَّموا العلم، وعلِّموه النَّاس، وتعلَّموا له الوَقَار والسَّكينة، وتواضعوا لمن تعلَّمتُم منه، ولمن علِّمتموه، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم جهلكم بعلمكم »
جامع بيان العلم (١٣٥/١)
______________
(2318): قال عبد الله ابن مسعود -رضي الله عنه -:
” مِن الجفاء أن تسمع المؤذن، ثم لا تقول مثل ما يقول ”
[مصنف ابن أبي شيبة (٢٣٨٣)]
______________
(2319): قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
*اجعل المُخالفَ لِلحقِّ كأنه مريضٌ تُريدُ مُعالجتهُ، لا كأنّهُ مُجرمٌ تُريدُ معاقبته.*
دروس الحرمين (١٤٣)
______________
(2320): قال ابن القيم -رحمه الله-:
وَجمع سُبْحَانَهُ بَين الصَّبْر وَالْيَقِين إِذْ هما سَعَادَة العَبْد وفقدهما يفقده سعادته فَإِن الْقلب تطرقه طوارق الشَّهَوَات الْمُخَالفَة لأمر الله وطوارق الشُّبُهَات الْمُخَالفَة لخبره فبالصبر يدْفع الشَّهَوَات وباليقين يدْفع الشُّبُهَات فَإِن الشَّهْوَة والشبهة مضادتان للدّين من كل وَجه فَلَا ينجو من عَذَاب الله إِلَّا من دفع شهواته بِالصبرِ وشبهاته بِالْيَقِينِ وَلِهَذَا أخبر سُبْحَانَهُ عَن حبوط أَعمال أهل الشَّهَوَات والشبهات فَقَالَ تَعَالَى ﴿كَالَّذِين من قبلكُمْ كَانُوا أَشد مِنْكُم قُوَّة وَأكْثر أَمْوَالًا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كَمَا استمتع الَّذين من قبلكُمْ بخلاقهم وخضتم كَالَّذي خَاضُوا﴾ فَهَذَا الِاسْتِمْتَاع بالخلاق هُوَ استمتاعهم بنصيبهم من الشَّهَوَات ثمَّ قَالَ ﴿وخضتم كَالَّذي خَاضُوا﴾ وَهَذَا هُوَ الْخَوْض بِالْبَاطِلِ فِي دين الله وَهُوَ خوض أهل الشُّبُهَات ثمَّ قَالَ ﴿أُولَئِكَ حبطت أَعْمَالهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَأُولَئِكَ هم الخاسرون﴾ فعلق سُبْحَانَهُ حبوط الْأَعْمَال والخسران بِاتِّبَاع الشَّهَوَات الَّذِي هُوَ الِاسْتِمْتَاع بالخلاق وباتباع الشُّبُهَات الَّذِي هُوَ الْخَوْض بِالْبَاطِلِ.
رسالته إلى أحد إخوانه ١٨/١
______________
(2321): قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم/7.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
“والتحقيق: أن الزيادة من النعم، وطاعته من أجلّ نعمه” انتهى من “عدة الصابرين” (ص 283).
______________
(2322): يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟ فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أوَ كلما جاءنا رجل أجدل من رجلٍ تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء» مجموع الفتاوى ٥/ ٢٩.
______________
(2323): إذا رأيت في نفسك قلة في ذكر الله، فإن فيك شبهًا بالمنافقين، ولهذا وصف الله المؤمنين أولي الألباب بأنهم: ﴿لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٩٠، ١٩١]
وما يضرك إذا ذكرت الله؟
فليس هناك عضو كاللسان في عدم التعب، فإذا كان كذلك فأكثر من ذكر الله.
وجاء في الحديث: أن رجلًا قال: يا رسول الله! إن شرائع الإِسلام قد كثرت عليَّ، – يعني: وقد كبرت – فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله» (٢) يعني: أدم ذكر الله . تفسير العثيمين: النساء ( 2/ 365).
_____________
(2324): سئل العلامة ابن غديان رحمه الله من ابنته:
كيف أُرَبّي أبنائي في هذا الزمن الصعب؟
فقال: التربية بالدعاء والقدوة، فأكثري من الدعاء لهم، وكوني قدوة لهم، فلا يروكِ حيث نهيتيهم، ولا يفتقدوكِ حيث أمرتيهم، فإذا غاب المربّي انتظمت سيرتُه كخيوط الذهب..
كتاب في مجلس الشيخ ابن غديان ص٧…
______________
(2325): ٥٨٩ – حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ضِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا، يَقُولُ: إِنَّ «اللَّهَ عزوجل إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَتَحَ لَهُ بَابَ عَمَلٍ، وَأَغْلَقَ عَنْهُ بَابَ الْجَدَلِ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا فَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الْجَدَلِ، وَأَغْلَقَ عَنْهُ بَابَ الْعَمَلِ»
الإبانة الكبرى – ابن بطة ٢/٥١٠ — ابن بطة (ت ٣٨٧)
______________
(2326): أصُول السّنة عندنَا التَّمَسُّك بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وَترك الْبدع وكل بِدعَة فَهِيَ ضَلَالَة وَترك الْخُصُومَات فِي الدّين وَالسّنة تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائِل الْقُرْآن وَلَيْسَ فِي السّنة قِيَاس وَلَا تضرب لَهَا الْأَمْثَال وَلَا تدْرك بالعقول وَلَا الْأَهْوَاء إِنَّمَا هُوَ الإتباع وَترك الْهوى
أصول السنة لأحمد بن حنبل ١/١٤