67 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2092): قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي -حفظه الله-:
رؤية المؤمنين لربهم في الجنة من أشرف مسائل أصول الدين، وهي التي لأجلها شمر المشمرون وتنافس المتنافسون، ولأجلها حرم الذين هم عن ربهم محجوبون وعن بابه مطرودون.
الهداية الربانية (1) / (114)
______________
(2093): نصيحة للآباء:-
إياكم وتربية الأبناء على الاستجابةِ لرغباتِهم في الغيابِ سواء في المدارس أو حلقات تحفيظ القرآن بلا سببٍ يَستدعي ذلك، سوى ضَعفِ الرَّغبةِ في الدراسةِ والتعَلُّم.
فقد كان يزيد بن هارون رحمه الله يقول لطلابه:
(من غاب خاب وأكل نصيبَه الأصحاب).
الحث على العلم للعسكري (72) ..
______________
(2094): قال ابن القيم -رحمه الله -في «المدارج» (2/ 236):* «وَالشُّكْرُ مَعَهُ الْمَزِيدُ أَبَدًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: (7)] فَمَتَى لَمْ تَرَ حَالَكَ فِي مَزِيدٍ، فَاسْتَقْبِلِ الشُّكْرَ» *
______________
(2095): {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ}
قال ابن كثير -رحمه الله-:
وَقَدْ رُوِيَ تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الْكَرِيمِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَحُذَيْفَةَ بْنِ اليمان وعبد الله بن عباس وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ وَعَطَاءٌ وَالضَّحَّاكُ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ السَّلَفِ والخلف.
تفسير ابن كثير (4) / (229)
______________
(2096): قال ابن القيم -رحمه الله-:
*وكمالُ كلِّ إنسانٍ إنما يتمّ بهذين النوعين: هِمَّةٌ ترقِّيه، وعلمٌ يبصِّره ويهديه* فإنَّ مراتبَ السعادةِ والفلاح إنما تفوتُ العبدَ من هاتين الجهتين، أو من إحداهما:
* إمَّا أن لا يكون له علمٌ بها، فلا يتحركُ في طلبها.
* أو يكون عالمًا بها ولا تنهضُ همَّتُه إليها.
فلا يزالُ في حضيض طبعه محبوسًا، وقلبُه عن كماله الذي خُلِقَ له مصدودًا منكوسًا، قد أسامَ نفسَه مع الأنعام راعيًا مع الهَمَل، واستطابَ لُقَيْمات الراحة والبَطالة، واسْتَلانَ فراشَ العجز والكسل، *لا كمن رُفِعَ له عَلَمٌ فشمَّر إليه، وبُورِكَ له في تفرُّده في طريق طلبه فلزمه واستقام عليه، قد أبَتْ غَلَباتُ شوقِه إلا الهجرة إلى الله ورسوله، ومقَتَت نفسُه الرفقاءَ إلا ابنَ سبيلٍ يرافقُه في سبيله.*
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ط العلمية (1) / (46)
______________
(2097): {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}
قال ابن العربي: هذه الآية دليل على وجوب النية الخالصة في كل عمل. [القرطبي: (18) / (246)]
______________
(2098): بركة نصرة التوحيد
بركات نصرة التوحيد لا تكاد تحصى
ومنها أن مناصريه الداعين إليه يبارك لهم في ذريتهم ديناً ودنيا فقد تفضل الله على ابراهيم بالذرية الطيبة بل جعل كل الأنبياء بعده من عقبه قال تعالى عنه (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا)
ولما كشف الله محنة القول بخلق القرآن في ولاية المتوكل وبسببه جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة والإمام محمد بن سعود لما ناصر دعوة التوحيد أقام الله له الدولة السعودية الأولى ثم الثانية ثم الثالثة التي لازالت على التوحيد بل صارت نصرة التوحيد بركة على نسل غير المكلفين فهدهد سليمان ? انتصر للتوحيد وغضب من الشرك في مملكة سبأ وبلغ سليمان عن ذلك المنكر العظيم فصار قتل كل هدهد محرماً نهينا عن قتله احتراماً له من أجل
أنه كان سبباً في إسلام أمة كاملة وتوحيدها لله عز وجل فكان بركة على جنسه من الطيور ولما ناوأ الوزغ إبراهيم ? بنفخ النار عليه كان شؤماً على بني جنسه فأمرنا قتل كل وزغ ورتب على ذلك الحسنات فسبحان من جعل التوحيد ونصرته سبباً للعز والسعادة وجعل الشرك سبباً للذل والشقاوة.
* منقووووووول
______________
(2099): روى ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 130) من طريق إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود قال: “الْبَلاَءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ”، وصحح إسناده الألباني في “السلسلة الضعيفة ” (7/ 395).
وروى القاضي أبو يوسف في الآثار (ص: 196) بسنده عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالْكَلَامِ”.
قال السخاوي: “ويشهد لمعناه قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي دخل عليه يعوده … وأنشد القاضي ابن بهلول:
لا تنطقن بما كرهت فربما ** نطق اللسان بحادث؛ فيكون”
انتهى من “المقاصد الحسنة” (ص: 242).
ويشير السخاوي لما رواه البخاري (5338) عن ابن عباسٍ رضي اللَّهُ عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّه، فَقَالَ: كَلَّا، بَلْ حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، كَيْمَا تُزِيرَهُ القُبُورَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَنَعَمْ إِذًا.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: “وفي بعض الآثار: البلاء موكل بالقول، وهو مع هذا من أمثالهم السائرة.” انتهى من “الأمثال” (ص: 74).
وروى ابن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي أنه قال: “إِنِّي لأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ؛ إِلاَّ مَخَافَةَ أَنِ أُبْتَلَى بِهِ” انتهى من “الصمت وآداب اللسان” (ص: 169).
______________
(2100): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
فمن تعصب لأهل بلدته أو مذهبه أو طريقته أو قرابته أو لأصدقائه دون غيرهم؛
كانت فيه شعبة من الجاهلية، حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله”.
الفتاوى ((28) / (422))]
______________
ة
(2101): قال العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي رحمه الله:
ما يفعله كثير من الخطباء والوعاظ من كثرة حركات اليدين عالية وسافلة ويمنة ويسرة طيلة الخطبة ويعتبرون ذلك وسائل إيضاح.
وإنني أجدني لا أطمئن إلى هذا الصنيع ولا أرتضيه لنفسي ولا ض إلى لغيري؛ لذا: أوجه نصيحتي لهؤلاء الخطباء والوعاظ الذين أصبحت هذه الحركات عادة ملازمة لهم أن يتخلصوا منها لقربها من المحظور إن لم يكن فعلها محظورا …
الأفنان الندية (162) / (2) …
______________
(2102): من ??أشراط الساعة??
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن من أشراط الساعة أن يظهر الفُحش، والتفحش، وسوء الجوار، وقطع الأرحام، ويُخوّن الأمين، يُؤتمن الخائن”
رواه البزار والطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (5894
______________
(2103): *البدعةُ منشؤها وضابطها*
*قال النبي -?- *: *أما بعد*، *فإن خير الحديث كتاب الله*، *وخير الهدي هدي محمد*، *وشر الأمور محدثاتها*، *وكل محدثة ضلالة*”
رواه أحمد صير
*وقال* (*من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد*)
رواه مسلم (1718)
*تعريف البدعة*:
*قال الشاطبي عليه -رحمة الله- معرفاً البدعة بأنها: (طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية) *
الاعتصام للشاطبي، ج 1/ 37
*منشأ البدع*
*قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله*: (*ومعلوم أن كل من سلك إلى الله جل وعز علما وعملا بطريق ليست مشروعة موافقة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأئمة وأئمتها فلا بد أن يقع في بدعة قولية أو عملية*)
شرح العقيدة الأصفهانية صـ (181)
*ضابط البدعة*
*قال الحافظ ابن ?ثير رحمه الله*: (*أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة هو بدعة، لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، ولأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها*)
تفسير ابن كثير (7/ 279)
*قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: البدعة أن يتعبد الإنسان لله بما لم يشرعه الله -عزَّ وجلَّ- هذه هي البدعة*. *أما وسائل العبادة فإنها ليست ببدعة*، *فهناك فرق بين المقاصد والوسائل*،* *فلو قال قائل -مثلاً- *: *مكبر الصوت في الصلاة والخطبة والمواعظ كان غير موجود في عهد الرسول*، *فهو بدعة*! *لقلنا*: *هذا غلط*؛ *لأن ذلك وسيلة لإيصال الخير إلى الناس*)
لقاء الباب المفتوح [25]
*هل كل من وقع في بدعة مبتدع؟ للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله*:
*الجواب: من وقع في بدعة إن كانت ظاهرة واضحة كالقول بخلق القرآن*، *أو دعاء غير الله أو الذبح لغير الله أو شيء من هذه الأمور الواضحة فهذا يبدّع بالبدعة الواحدة*،*وإذا كانت البدعة من الأمور الخفية*، *ووقع فيها من يتحرى الحق خطأ منه فهذا لا يبدّع ابتداء*، *وإنما ينصح ويبين له خطؤه وإذا أصر عليها يبدّع حينئذ*،
*يقول ابن تيمية رحمه الله*: *كثير من علماء السلف والخلف وقعوا في بدع من حيث لا يشعرون*، *إما استندوا إلى حديث ضعيف أو أنهم فهموا من النصوص غير مراد الله* -*تبارك وتعالى*- *أو أنهم اجتهدوا*،
*فإذا عُرف من عالم فاضل يحارب البدع ويدعو إلى السنة وعرفوا صدقه وإخلاصه وتحذيره من البدع فوقع بسبب من الأسباب في شيء من البدع الخفية فلا نسارع إلى تبديعه*،
*هذا هو القول الصحيح*، *وإلا لو حكمنا على كل من وقع في بدعة أنه مبتدع لما سلم أحد من أئمة الإسلام فضلا عن غيرهم*.
*المصدر*:*شريط بعنوان*: *لقاء مع الشيخ في مسجد الخير*
______________
(2104): [*الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة و السلام* فيه غفران الزلات]
فالإكثار من الصلاة عليه فيها غفران الزلات وتكفير السيئات وإجابة الدعوات وقضاء الحاجات، وتفريج المهمات والكربات، وحلول الخيرات والبركات، ورضا رب الأرض والسماوات، وهي نور لصاحبها في قبره منجية من الشرور والآفات، وفيها القيام ببعض حقه وتنمية محبته في القلب التي هي من أشرف القربات، وهي من أسباب الهداية إلى صراط مستقيم، وهي دعاء وسؤال للرب الرحيم.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: (56)].
[الفواكه الشهية في الخطب المنبرية] للعلامة السعدي رحمه الله
______________
(2105): [*والقاعدة في الصدقة الجارية كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته*.]
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
صدقة جارية يعني أن يتصدق الإنسان بشيء ويستمر هذا الشيء وأحسن ما يكون المساجد بناء المساجد صدقة جارية لأن أجر الباني مستمر مادام هذا المسجد قائما ليلا ونهارا والمسلمون يمكثون في المساجد في صلاتهم وقراءتهم وتعلمهم العلم وتعليمهم العلم وغير ذلك
•ومن الصدقات الجارية أن يوقف الإنسان وقفا من عقار أو بستان أو نحوه على الفقراء والمساكين أو على & طلبة العلم أو على المجاهدين في سبيل الله أو ما أشبه ذلك
•ومن الصدقات الجارية أن يطبع الإنسان كتبا نافعة للمسلمين يقرءون فيها وينتفعون بها سواء كانت من مؤلفين في عصره أو من مؤلفين سابقين المهم أن تكون كتبا نافعة بنتفع بها المسلمون من بعده
•ومن الصدقات الجارية إصلاح الطرق فإن الإنسان إذا أصلح الطرق وأزال عنها الأذى واستمر الناس ينتفعون بهذا فإن ذلك من الصدقات الجارية
*والقاعدة في الصدقة الجارية كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته*. ” شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين ” (ج (5) / (438)).
______________
(2106): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
قال تعالى:
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الموتِ بِالْحَقِّ)
أي: جاءت بما بعد الموت من ثواب وعقاب، وهو الحق الذي أخبرت به الرسل؛ ليس مراده أنها جاءت بالحق الذي هو الموت فإن هذا مشهور لم ينازَع فيه، ولم يقل أحد: إن الموت باطلٌ حتى يقال: جاءت بالحق.
الفتاوى 265/ 4
______________
(2107): {في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ بِما كانوا يَكذِبونَ} [البقرة: (10)]
وقوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} والمراد بالمرض هنا: مرض الشك والشبهات والنفاق، لأن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله: مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات المردية، فالكفر والنفاق والشكوك والبدع، كلها من مرض الشبهات، والزنا، ومحبة [الفواحش و] المعاصي وفعلها، من مرض الشهوات، كما قال تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} وهي شهوة الزنا، والمعافى من عوفي من هذين المرضين، فحصل له اليقين والإيمان، والصبر عن كل معصية، فرفل في أثواب العافية.
وفي قوله عن المنافقين: {أية:
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} تفسير: بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين، وأنه بسبب ذنوبهم السابقة، يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها كما قال تعالى: {أية:
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} تفسير: وقال تعالى: {أية:
فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} تفسير: وقال تعالى: {أية:
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} تفسير: فعقوبة المعصية، المعصية بعدها، كما أن من ثواب الحسنة، الحسنة بعدها، قال تعالى: {أية:
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}.
تفسير السعدي
______________
(2108): قاعدة: (الفطر مما دخل وليس مما خرج)
قال ابن عباس وعكرمة: (الفطر مما دخل وليس مما خرج) ولو تعمَّد ذلك الصائم على كلامهم، وهذه القاعدة المأثورة عن السلف ممن ذكرها البخاري، وهي أغلبية وليست كلية، بدليل أن الرجل في الجماع لا يُدخِل في جوفه شيء وهو مفطِّرٌ إجماعًا، فلا يندرج في القاعدة، وكذلك القاعدة في الوضوء بعكسه، وهي: (أن الوضوء مما خرج وليس مما دخل)، وهي كذلك أغلبية وليست كلية، فأكل لحم الجزور يَنقض الوضوء على الصحيح وهو إدخال وليس إخراجًا، فالقاعدتان طردًا وعكسًا منتقضتان بهذين المثالين، فهما قاعدتان أغلبيتان وليستا كليتين.
الشيخ عبد الكريم الخضير
______________
(2109): قال النووي رحمه الله:
” لَيْسَ كُلُّ مَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَوْنِهِ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ يَكُونُ مُحَرَّمًا أَوْ مَذْمُومًا، فَإِنَّ تَطَاوُلَ الرِّعَاءِ فِي الْبُنْيَانِ، وَفُشُوَّ الْمَالِ، وَكَوْنَ خَمْسِينَ امْرَأَةً لَهُنَّ قَيِّمٌ وَاحِدٌ: لَيْسَ بِحَرَامٍ، بِلَا شَكٍّ، وَإِنَّمَا هَذِهِ عَلَامَاتٌ، وَالْعَلَامَةُ لَا يُشْتَرَطُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالْمُبَاحِ وَالْمُحَرَّمِ، وَالْوَاجِبِ وَغَيْرِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ” انتهى من “شرح النووي على مسلم” (1/ 159)
وقال المناوي رحمه الله:
” ليس كل علامة على قرب الساعة تكون مذمومة، بل ذكر لها أمورا ذمها، كارتفاع الأمانة، وأمورا حمدها، وأمورا لا تحمد ولا تذم، فليس أشراط الساعة من الأمور المذمومة “.
انتهى من “فيض القدير” (6/ 9).
______________
(2110): *العقل مِن مَصادِرِ المعرفة عند أهلِ السُّنَّةِ وليس مصدرا مستقلّا عن الشرع*
*قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله (العَقلُ مصدَرٌ من مَصادِر المعرفةِ الدِّينيَّةِ، إلَّا أنه ليس مصدرًا مستقلًّا، بل يحتاجُ إلى تنبيهِ الشَّرعِ، وإرشادِه إلى الأدلَّةِ، فالعَقلُ لن يهتديَ إلَّا بالوَحيِ، والوَحيُ لا يُلغي العقلَ، والنُّصوصُ الشَّرعيةُ قد جاءت متضمِّنةً لأدِلَّةٍ عقليَّةٍ صافيةٍ من كُلِّ كَدَرٍ، فما على العَقلِ إلَّا فهمُها وإدراكُها, لا تحسبَنَّ أنَّ العُقولَ لو تُرِكَت وعلومَها التي تستفيدُها بمجَرَّدِ النَّظَرِ، عَرَفَت اللهَ مَعرفةً مُفَصَّلةً، بصفاتِه وأسمائِه على وَجهِ اليقينِ.*
*الصارم المسلول (2/ 459) *
*وخوضُ العَقلِ في أمورِ الإلهيَّاتِ باستقلالٍ عن الوَحيِ: مَظِنَّةُ الهلاكِ وسَبيلُ الضَّلالِ.*
*قال أبو القاسِمِ الأصبهانيُّ: أمَّا أهلُ الحَقِّ فجَعَلوا الكتابَ والسُّنَّةَ إمامَهم، وطلبوا الدِّينَ من قِبَلِهما، وما وقع لهم من معقولهِم وخواطِرِهم عَرَضوه على الكِتابِ والسُّنَّةِ، فإن وَجَدوه موافقًا لهما قَبِلوه، وشَكروا اللهَ حيث أراهم ذلك ووفَّقهم إليه، وإن وَجَدوه مخالفًا لهم تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتابِ والسُّنَّة، ورجعوا بالتُّهمةِ على أنفُسِهم؛ فإنَّ الكِتابَ والسُّنَّةَ لا يهديان إلَّا إلى الحَقِّ، ورأيُ الإنسانِ قد يرى الحقَّ، وقد يرى الباطِلَ، وهذا معنى قولِ أبي سليمانَ الدارانيِّ، وهو واحدُ زمانِه في المعرفةِ: ما حدَّثَتني نفسي بشَيءٍ إلَّا طلبتُ منها شاهدَينِ من الكِتابِ والسُّنَّةِ، فإن أتت بهما، وإلَّا رَدَدْتُه في نَحرِها. أو كلامًا هذا معناه.*
*الحجة في بيان المحجة: (2/ 238) *
______________
(2111): °°المعصية سبب في خبث النفس°°
قال إبن القيم رحمه الله تعالى:
وَالْمَعَاصِي تَخُونُ الْعَبْدَ أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَى نَفْسِهِ فِي تَحْصِيلِ هَذَا الْعِلْمِ، وَإِيثَارِ الْحَظِّ الْأَشْرَفِ الْعَالِي الدَّائِمِ عَلَى الْحَظِّ الْخَسِيسِ الْأَدْنَى الْمُنْقَطِعِ، فَتَحْجُبُهُ الذُّنُوبُ عَنْ كَمَالِ هَذَا الْعِلْمِ، وَعَنْ الِاشْتِغَالِ بِمَا هُوَ أَوْلَى بِهِ، وَأَنْفَعُ لَهُ فِي الدَّارَيْنِ.
فَإِذَا وَقَعَ مَكْرُوهٌ وَاحْتَاجَ إِلَى التَّخَلُّصِ مِنْهُ، خَانَهُ قَلْبُهُ وَنَفْسُهُ وَجَوَارِحُهُ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ مَعَهُ سَيْفٌ قَدْ غَشِيَهُ الصَّدَأُ وَلَزِمَ قِرَابَهُ، بِحَيْثُ لَا يَنْجَذِبُ مَعَ صَاحِبِهِ إِذَا جَذَبَهُ، فَعَرَضَ لَهُ عَدُوٌّ يُرِيدُ قَتْلَهُ، فَوَضَعَ يَدِهِ عَلَى قَائِمِ سَيْفِهِ وَاجْتَهَدَ لِيُخْرِجَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ، فَدَهَمَهُ الْعَدُوُّ وَظَفِرَ بِهِ.
كَذَلِكَ الْقَلْبُ يَصْدَأُ بِالذُّنُوبِ وَيَصِيرُ مُثْخَنًا بِالْمَرَضِ، فَإِذَا احْتَاجَ إِلَى مُحَارَبَةِ الْعَدُوِّ لَمْ يَجِدْ مَعَهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَالْعَبْدُ إِنَّمَا يُحَارِبُ وَيُصَاوِلُ وَيُقْدِمُ بِقَلْبِهِ، وَالْجَوَارِحُ تَبَعٌ لِلْقَلْبِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ مَلِكِهَا قُوَّةٌ يَدْفَعُ بِهَا، فَمَا الظَّنُّ بِهَا؟
وَكَذَلِكَ النَّفْسُ فَإِنَّهَا تَخْبُثُ بِالشَّهَوَاتِ وَالْمَعَاصِي وَتَضْعُفُ
الداء والدواء = الجواب الكافي – ط دار المعرفة (1) / (90)
______________
(2112): حكي عن الربيع بن خثيم -رحمه الله تعالى-:
” أنه مرَّ على صبيان في الكُتَّاب يبكون، فقال:
مابالكم يا معشر الصبيان؟، قالوا: إنَّ هذا يوم الخميس يوم عرض الكتاب على المُعلِّم فنخشى أن يضربنا، فبكى الربيع، وقال: يا نفس كيف بيوم عرض الكتاب على الجبار “
[سير السلف للأصبهاني (257)]
______________
(2113): قال الله جل وعلا: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس) ِ ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة/ 177.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
(أُولَئِكَ) أي: المتصفون بما ذُكر من العقائد الحسنة، والأعمال التي هي آثار الإيمان، وبرهانه ونوره، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية: فأولئك هم (الَّذِينَ صَدَقُوا) في إيمانهم؛ لأن أعمالهم صدَّقت إيمانهم، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) لأنهم تركوا المحظور، وفعلوا المأمور؛ لأن هذه الأمور مشتملة على كل خصال الخير، تضمناً، ولزوماً؛ لأن الوفاء بالعهد يدخل فيه الدين كله، ولأن العبادات المنصوص عليها في هذه الآية: أكبر العبادات، ومن قام بها: كان بما سواها أقوم، فهؤلاء هم الأبرار، الصادقون، المتقون.
” تفسير السعدي ” (ص 83).
______________
(2114): عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ النَّبِيَّ ? فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، وَقَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى النَّبِيُّ ? بِهِ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ خَيْبَرَ – أَوْ قَالَ: حُنَيْنٌ – غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ ? شَيْئًا يُقْسَمُ، وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ ? (546) ? قَالَ: قَسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ ? فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ النَّبِيَّ ? فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «قَسْمٌ قَسَمْتُهُ لَكَ» قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَا هُنَا – وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ – بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَالَ: «إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ» فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ ? يُحْمَلُ وَقَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ?: «أَهُوَ أَهُوَ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ» فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ ? فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ ?، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا عَبْدَكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ، قُتِلَ شَهِيدًا» حديث صحيح، رواه الإمام النسائي وانفرد به بين أصحاب الكتب الستة في كتاب الجنائز من سُنَنه 60:4 (1953) ورواه الحاكم في ((المستدرك على الصحيحين)) 595:3 – 596
______________
(2115):،
*الرزق رزقان والسعيُ سعيان*
*سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- عن الرزق هل يزيد أو ينقص؟ و هل هو ما أكل أو ما ملكه العبد*؟
*فأجاب – رحمه الله -:الرزق نوعان: أحدهما: ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير*،
*والثاني: ما كتبه و أعلم به الملائكة، فهذا يزيد و ينقص بحسب الأسباب، فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقاً، وإن وصل رحمه زاده الله على ذلك كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن سرَّه أن يبسط له في رزقه و يُنسأ له في أثره فليصِل رحِمه*» *وكذلك عُمُرُ داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين*، *ومِن هذا الباب قول عمر*: «*اللهم إن كنت كتبتَني شقيّاً فامحني و اكتبني سعيداً فإنك تمحو ما تشاء و تُثبت*»،
*ومن هذا الباب قوله تعالى عن نوح {أنِ اعبدوا الله و اتقوه و أطيعون يغفر لكم من ذنوبكم و يؤخركم إلى أجلٍ مسمَّى}، و شواهده كثيرة، و الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدَّره الله و كتبه، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه و اكتسابه: ألهمه السعي و الإكتساب، و ذلك الذي قدره له بالإكتساب لا يحصل بدون الإكتساب، *و ما قدره له بغير إكتساب كموت موروثه يأتيه به بغير إكتساب*.
*والسعي سعيان:*
*سعي فيما نصب للرزق كالصناعة و الزارعة و التجارة وسعي بالدعاء و التوكل و الإحسان إلى الخلق و محو ذلك، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه*)
مجموع الفتاوى ((8) / (540)، (541))