490 – فتح الاحد الصمد شرح الصحيح المسند
مجموعة: أحمد بن علي، ومحمد البلوشي وعدنان البلوشي وعمر الشبلي وأحمد بن خالد وأسامة الحميري وسلطان الحمادي ومحمد فارح ويوسف بن محمد السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف: سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا).
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الشيخ مقبل رحمه الله:
490 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 251): حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضًا الحكم وآخرهن الصلاة».
هذا حديث حسنٌ.
الحديث أخرجه محمد بن نصر في “الصلاة” (ج 1 ص 415) فقال رحمه الله: حدثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد المُسْنَدِي، ثنا الوليد بن مسلم به.
——–
صححه الألباني في صحيح الترغيب 572
قال محققو المسند 22160:
إسناده جيد، عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي الدمشقي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في “الثقات”، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات. سليمان بن حبيب: هو المُحارِبي الدَّاراني. اهـ
بوب عليه مقبل في الجامع:
64 – أهمية الصلاة في نفوس المسلمين وكونها آخر ما يتركونه من الإسلام
83 – إخباره صلى الله عليه وسلم بتهاون المسلمين بالدين
8 – اليمين بغير ذكر أداة القسم والمقسم به
51 – الحكم عروة من عرى الإسلام والرد على الذين يقولون بفصل الحكم عن الشريعة
قال ابن الملقن:
فصل:
روى ابن عيينة عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت شداد بن معقل قال: سمعت ابن مسعود يقول: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة.
وروى يونس، عن الزهري، عن الصُّنابحي، عن حذيفة قال: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، ويكون أول نقضه الخشوع.
ورويناه مرفوعًا من حديث عوف بن مالك الأشجعي.
وللدارقطني من حديث أبي هريرة مرفوعًا: “أول شيء ينزع من أمتي علم الفرائض”. ولا تعارض لأنها من الأعمال الظاهرة، وما سلف من الأعمال الباطنة.
[التوضيح لشرح الجامع الصحيح 29/ 572]
تنبيه 1:
(2569) – «أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا».
(صحيح) … [طب] عن أبي الدرداء. صحيح الترغيب (543).
تنبيه 2: قال ابن الجوزي في العلل المتناهية:
بَابُ عِلْمِ الْفَرَائِضِ.
(197) -أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ نا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَليِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قَالَ أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ قَالَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ تَعَلَّمِ الْفَرَائِضَ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ وَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يُنْسَى وَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي».
قَالَ الْمُصَنِّفُ: هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ? والمتهم به حفص ابن عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَلافِ قَالَ الْبُخَارِيُّ هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ رَمَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ بِالْكَذِبِ وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
تنبيه 3: شاهد للحديث
” ذهاب الدين بترك السنن ”
عن عبد الله بن الديلمي قال: بلغني إن أول ذهاب الدين ترك السُّنة؛ يذهب الدين سنة سُنّة، كما يذهب الحبل قوة قوة.
شرح أصول الإعتقاد اللالكائي (1) / (93).
(10644) – عن ابن فيروز الديلمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله ?:
«لينقضن الإسلام عروة عروة، كما ينقض الحبل قوة قوة».
أخرجه أحمد ((18202)) قال: حدثنا هيثم بن خارجة، قال: أخبرنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عَمرو، عن ابن فيروز الديلمي، فذكره
أَخرجه الدَّارِمي ((103)) قال: أخبرنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عَمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، قال: بلغني أن أول الدين تركا السنة، يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة.
المسند الجامع ((11161))، وأطراف المسند ((6927)).
والحديث أخرجه ابن وضاح في «البدع» ((172))، وابن بطة في «الإيمان والقدر» (الإبانة) (1) / (154) ((226)) ..
المسند المصنف المعلل (23) / (492) — مجموعة من المؤلفين
وفي مسند أحمد بن حنبل – 18324
قال محققو المسند: حسن لغيره
مسند أحمد تخريج شعيب الأرنؤوط: (573/ 29)
قال المناوي:
(لتنقضن) بالبناء للمجهول أي تنحل نقضت الحبل نقضا حللت برمه وانتقض الأمر بعد التئامه فسد (عرى الإسلام) جمع عروة وهي في الأصل ما يعلق به من طرف الدلو والكوز ونحوهما فاستعير لما يتمسك به من أمر الدين ويتعلق به من شعب الإسلام (عروة عروة) قال أبو البقاء: بالنصب على الحال والتقدير ينقض متتابعا فالأول كقولهم ادخلوا الأول فالأول أي شيئا بعد شيء (فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها) أي تعلقوا بها يقال تشبث به أي تعلق (فأولهن نقضا الحكم) أي القضاء وقد كثر ذلك في زمننا حتى في القضية الواحدة تنقض وتبرم مرات بقدر الدراهم (وآخرهن الصلاة) حتى أن أهل البوادي الآن وكثيرا من أهل الحضر لا يصلون رأسا ومنهم من يصلي رياء وتكلفا {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس}
[فيض القدير 5/ 263]
جاء في فتاوى ابن باز:
معنى تنقض عرى الإسلام عروة عروة
س: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة … ما معنى هذا الحديث؟ وما المقصود بنقض الحكم؟
ج: الحديث المذكور أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن حبان في صحيحه بإسناد جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه … ومعناه ظاهر وهو أن الإسلام كلما اشتدت غربته كثر المخالفون له والناقضون لعراه يعني بذلك فرائضه وأوامره، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» أخرجه مسلم في صحيحه.
ومعنى قوله في الحديث: «وأولها نقضا الحكم» معناه ظاهر وهو عدم الحكم بشرع الله وهذا هو الواقع اليوم في غالب الدول المنتسبة للإسلام. ومعلوم أن الواجب على الجميع هو الحكم بشريعة الله في كل شيء والحذر من الحكم بالقوانين والأعراف المخالفة للشرع المطهر لقوله سبحانه:
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وقال سبحانه: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} وقال عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
وقد أوضح العلماء رحمهم الله أن الواجب على حكام المسلمين أن يحكموا بشريعة الله في جميع شئون المسلمين، وفي كل ما يتنازعون فيه، عملا بهذه الآيات الكريمات، وبينوا أن الحاكم بغير ما أنزل الله إذا استحل ذلك كفر كفرا أكبر مخرجا له من الملة الإسلامية ….. أما إذا لم يستحل ذلك وإنما حكم بغير ما أنزل الله لرشوة أو غرض آخر مع إيمانه بأن ذلك لا يجوز، وأن الواجب تحكيم شرع الله، فإنه بذلك يكون كافرا كفرا أصغر، وظالما ظلما أصغر، وفاسقا فسقا أصغر.
فنسأل الله سبحانه أن يوفق حكام المسلمين جميعا للحكم بشريعته ….
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور «وآخرهن الصلاة» فمعناه كثرة التاركين لها والمتخلفين عنها. وهذا هو الواقع اليوم في كثير من البلدان الإسلامية. فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يوفقهم للثبات على دينه والاستقامة عليه، وأن يعينهم على إقام الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها في جماعة، في بيوت الله عز وجل، وهي المساجد التي قال الله فيها عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} والصلاة هي عمود الإسلام وهي الركن الثاني من أركانه العظام كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة» وقوله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت».
وقد أمر الله عز وجل بإقامتها والمحافظة عليها في كتابه الكريم فقال عز وجل: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} وقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقال عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} والوسطى هي صلاة العصر كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأوجب سبحانه المحافظة على الصلوات الخمس وإقامتها كما شرع الله، وخص الوسطى بمزيد التأكيد، ولعل الحكمة في ذلك أنها تقع في آخر النهار بعد مباشرة الناس للأعمال، وربما كسلوا عنها أو ناموا عنها بسبب تعب العمل، فحثهم الله سبحانه على المحافظة عليها وحذرهم من إضاعتها وقال سبحانه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} والآيات في شأن الصلاة كثيرة.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح وقال عليه الصلاة والسلام: «بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة» أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وقال عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف» أخرجه مسلم في صحيحه.
والأحاديث في شأن الصلاة والحث عليها والتحذير من تركها والتهاون بها كثيرة جدا، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العظيم أن التكاسل عنها من صفات المنافقين الموعودين بالدرك الأسفل من النار، كما قال الله عز وجل في سورة النساء: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} وقال سبحانه بشأن المنافقين في سورة التوبة: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَاتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}
نسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية من صفات الكفار والمنافقين ونسأله سبحانه أن يوفقنا وجميع المسلمين للثبات على دينه والاستقامة عليه والسلامة من أسباب غضبه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 9/ 205]
تنبيه: ورد حديث فيه شطر حديث الباب وفيه زيادة منكرة، قال الألباني:
4302 – (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليكونن أئمة مضلون، وليخرجن على إثر ذلك الدجالون الثلاثة).
ضعيف
أخرجه الحاكم في “المستدرك” (4/ 528) عن محمد بن سنان القزاز: حدثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليمامي: حدثنا جهضم بن عبد الله القيسي عن عبد الأعلى بن عامر، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن ابن عمر قال:
“كنت في الحطيم مع حذيفة فذكر حديثاً، ثم قال: (فذكره). وقال: قلت: يا أبا عبد الله! قد سمعت هذا الذي تقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم”. وقال الحاكم:
“صحيح الإسناد”! ورده الذهبي بقوله:
“قلت: بل منكر؛ فعبد الأعلى ضعفه أحمد وأبو زرعة، وأما جهضم فثقة، ومحمد بن سنان كذبه أبو داود”.
قلت: وفي “التقريب” أنه ضعيف. والله أعلم.
وللجملة الأولى من الحديث طريقان آخران عن حذيفة:
الأول: عند البخاري في “التاريخ” (4/ 2/ 233).
والآخر: عند الحاكم أيضاً (4/ 469) وصححه، ووافقه الذهبي.
ولها شاهد من حديث أبي أمامة بسند صحيح؛ مخرج في “الترغيب” (1/ 197).
[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 9/ 294]
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
صلاة:
التعريف:
1 – الصلاة أصلها في اللغة: الدعاء، لقوله تعالى: {وصل عليهم (1)} أي ادع لهم.
وفي الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل، وإن كان مفطرا فليطعم أي ليدع لأرباب الطعام.
وفي الاصطلاح: قال الجمهور: هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة.
وقال الحنفية: هي اسم لهذه الأفعال المعلومة من القيام والركوع والسجود.
مكانة الصلاة في الإسلام:
2 – للصلاة مكانة عظيمة في الإسلام. فهي آكد الفروض بعد الشهادتين وأفضلها، وأحد أركان الإسلام الخمسة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان وقد نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم تاركها إلى الكفر فقال: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة وعن عبد الله شقيق العقيلي قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. فالصلاة عمود الدين الذي لا يقوم إلا به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وهي أول ما يحاسب العبد عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر كما أنها آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقته الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم: الصلاة وما ملكت أيمانكم وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها. فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة
كما أنها العبادة الوحيدة التي لا تنفك عن المكلف، وتبقى ملازمة له طول حياته لا تسقط عنه بحال.
وقد ورد في فضلها والحث على إقامتها، والمحافظة عليها، ومراعاة حدودها آيات وأحاديث كثيرة مشهورة.
[الموسوعة الفقهية الكويتية 27/ 51]