66 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(2062): من ثمرات العقائد الصحيحة
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
فهذه العقائد الصحيحة النافعة تملأ القلوب أمناً وإيماناً ويقيناً ونوراً وهدايةً وتعبداً لله وتألهاً له، وإنابة إليه في كل الأحوال، ولجوءاً إليه في كل النوازل والمهمات، وطمأنينة بمعرفته، وسكوناً إلى ذكره والثناء عليه.
وتوجب للعبد قوة التوكل على الله، والاعتماد الكامل، والاستعانة به في مزاولة الأعمال الدينية والدنيوية.
وكلما ضعفت إرادة العبد، ووهت قوته في محاولة المهمات أمده هذا الإيمان الصادق بقوة قلبية تتبعها الأعمال البدنية.
وكلما أحاطت به المخاوف كان هذا الإيمان حصناً حصيناً يلجأ إليه المؤمن، فيطمئن قلبه وتسكن نفسه.
قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا? لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَان?ا وَقَالُوا? حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
[سُورَةُ الِ عِمْرَانَ: (173)]
[الرياض الناضرة: (7) – (8)]
______________
(2063): وقد مدحَ اللَّهُ من يغفرُ عندَ غضبِهِ، فقال:
(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)؛ لأنَّ الغضبَ يحملُ صاحبه على أنْ يقول غيرَ الحقِّ، ويفعلَ غيرَ العدل، فمن كانَ لا يقول إلا الحقَّ في الغضبِ والرِّضا دل ذلك على شدةِ إيمانِهِ وأنَّه يملكُ نفسَهُ.
تفسير ابن رجب الحنبلي (2) / (234)
______________
(2064): *من ثمرات الإيمان الصحيح*
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
وهذا الإيمان الصادق واليقين الصحيح؛ يحمل صاحبه على العزة والقوة والشجاعة القولية والفعلية، فإنه متى يتيقن العبد أن الله هو النافع الضار، المعطي المانع، وأن من اعتز به فهو عزيز، ومن التجأ لغيره فهو الذليل، وأن الخلق كلهم فقراء إلى الله، لا ينفعون ولا يضرون، أوجب له ذلك القوة بالله، والالتجاء إليه، وألا يخاف، ولا يرجو أحداً غير الله، ولا يطمع إلا في فضله.
وبهذا يتم له التحرر من رق المخلوقين، وألا يعلق قلبه بأحد منهم في نفع ولا دفع ضر، بل يكون الله وحده مولاه وناصره، يتولاه في طلب المنافع، ويستنصره في دفع المضار، فيتم له من كفاية المولى وتيسير أموره، ما لا يتم لمن لم يكن معه هذا الإيمان؛ ويحصل له من قوة القلب وشجاعته، ما لا يصل إليه من لم يبلغ درجته، وهذا كله من ثمرات الإيمان الصحيح.
[الرياض الناضرة: (8)]
______________
(2065): قال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله تعالى
العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره؛ فأسعد الخلق أعظمهم عبودية لله؛ فأعظم ما يكون العبد قدراً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم ولو في شربة ماء نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم، وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كله لله، ولا يُشرَك به شيء»
الفتاوى (39) / (1) ا
______________
(2066): قال الزجاج: «أعلَمَ اللهُ عزوجل أنه لا جهةَ لهدايتهم؛ لأنهم قد استحقُّوا أن يَضِلُّوا بكفرهم؛ لأنهم كفروا بعد البينات» ((1)).
ومعنى (كيف يهديهم) ((2)) أي: أنه لا يهديهم؛ لأنَّ القومَ عرفوا الحقَّ، وشهدوا به وتيقَّنوه، وكفروا عمدًا، فمن أين تأتيهم الهداية؟! فإنَّ الذي ترتجى هدايتُه من كان ضالًّا ولا يدري أنه ضالٌّ، بل يظنُّ أنه على هدى، فإذا عرفَ الهدى اهتدى، وأما من عرفَ الحقَّ وتيقَّنه وشهدَ به قلبُه ثمَّ اختار الكفرَ والضلال عليه، فكيف يهدي اللهُ مثل هذا؟!
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة – ط عطاءات العلم (1) / (253)
______________
(2067): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قد يكون الإنسان مُعذَّبًا في قبرِه، فإذا سألت الله له السلامة سَلِم.
[الشرح الممتع/ (5) / (384)]
______________
(2068): {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص (82)]
فلما علم أنه منظر، بادى ربه، من خبثه، بشدة العداوة لربه ولآدم وذريته، فقال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} يحتمل أن الباء للقسم، وأنه أقسم بعزة اللّه ليغوينهم كلهم أجمعين.
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص (83)]
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} علم أن الله سيحفظهم من كيده. ويحتمل أن الباء للاستعانة، وأنه لما علم أنه عاجز من كل وجه، وأنه لا يضل أحدا إلا بمشيئة اللّه تعالى، فاستعان بعزة اللّه على إغواء ذرية آدم هذا، وهو عدو اللّه حقا.
ونحن يا ربنا العاجزون المقصرون، المقرون لك بكل نعمة، ذرية من شرفته وكرمته، فنستعين بعزتك العظيمة، وقدرتك، ورحمتك الواسعة لكل مخلوق، ورحمتك التي أوصلت إلينا بها، ما أوصلت من النعم الدينية والدنيوية، وصرفت بها عنا ما صرفت من النقم، أن تعيننا على محاربته وعداوته، والسلامة من شره وشركه، ونحسن الظن بك أن تجيب دعاءنا، ونؤمن بوعدك الذي قلت لنا: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} فقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا.
{إنك لا تخلف الميعاد}
(تفسير السعدي — السعدي ((1376) هـ))
______________
(2069): عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: “قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر? وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ”
تفسير البغوي
______________
(2070): تأثير المرأة على الرجل
قال تعالى:
{وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا} [النساء: (28)]
قال طاووس: أي في أمور النساء، ليس يكون الرجل في شيء أضعف منه في النساء. وقال وكيع: يذهب عقله عِندهنّ. (الطبري 6/ 625)
وقال جرير:
يصرعنَّ ذا اللب حتى لا حراك بهِ
وَهُنَّ اضعفُ خلقِ اللهِ إنسانًا
(ذا اللب) يريد به الرجل الحاذق ذا العقل. فمع كونهنّ ضِعاف البنية، رقيقات الطبع، لينات المطبع؛ إلا أنهن يصرعن الرجل العظيم الذي لو اجتمع عليه رجال لما استطاعوه، وهذا التأثير والغَلَبة؛ على النفس.
______________
(2071): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
الشياطين تؤيد الكذب، والملائكة تؤيد الصدق، والتأييد بحسب الإيمان؛ فمن كان إيمانه أقوى من غيره كان جنده من الملائكة أقوى.
… النبوات (ص (292)).
______________
(2072): قال ابن رجب رحمه الله:
“إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطلع عليها الناس
جامع العلوم والحكم (ص 172)
______________
(2073): قال عبد الحق الإشبيلي: واعلم أنّ سوء الخاتمة -أعاذنا الله منها- لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سمع بهذا ولا علم به، ولله الحمد. وإنّما تكون لمن له: فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربّما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، فيأخذه قبل إصلاح الطوِيّة ويُصطلَم قبل الإنابة، فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله.
وقال: «ويروى أنّه كان بمصر رجل يلزم مسجدًا للأذان والصلاة، وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة، فرقي يومًا المنارةَ على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني، فاطّلع فيها، فرأى ابنة صاحب الدار، فافتتن بها، فترك الأذان ونزل إليها، ودخل الدار عليها، فقالت له: ما شأنك؟ وما تريد؟ قال: أريدكِ. قالت: لماذا؟ قال: قد سَبَيتِ لُبِّي، وأخذتِ بمجامع قلبي. قالت: لا أجيبك إلى ريبة أبدًا. قال: أتزوجك. قالت: أنت مسلم، وأنا نصرانية، وأبي لا يزوجني منك. قال لها: أتنصّر. قالت: إن فعلت أفعل. فتنصّر الرجل ليتزوجها، وأقام معهم في الدار فلمّا كان في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار، فسقط منه، فمات. فلم يظفر بها، وفاته دينه!».
الداء والدواء = الجواب الكافي – ط عطاءات العلم (1) / (391)
كتاب العاقبة ((181))
______________
(2074): قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم والحزن والغم؛
لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر مقبلاً على الله وعلى عبادته، وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية.
شرح بلوغ المرام (533) / (3)
______________
(2075): من نصائح ووصايا العلامة ابن باز رحمه الله ..
-أوصي كل طالب علم، وكل مسلم … بالإخلاص لله في جميع الأعمال ..
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (322) / (2)).
-أوصى كل طالب علم، وكل مسلم، بخشية الله سبحانه، ومراقبته في جميع الأمور.
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (322) / (2)).
– أنصح … أن نتواصى بتقوى الله تعالى كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119].
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
-أنصح .. كل مسلم في كل مكان بأن يتذكروا دائما أن أهم شيء يدعى إليه ويلتزم به ويسار عليه هو توحيد الله سبحانه، وإخلاص العبادة له سبحانه، والإيمان به وبرسله، ودعوة الناس إلى عبادته وطاعته وترك نواهيه، والاستقامة على ذلك وتحبيبه إليهم عز وجل، ودعوتهم إلى التوبة، وبيان أن ذلك هو عين سعادتهم في الدنيا والآخرة.
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
-أنصح إخواني جميعا بالتثبت فيما يشيعه الناس عن العلماء أو غيرهم؛ لأن كثيرا من الناس يشيعون عن العلماء وطلبة العلم أشياء كثيرة لا أصل لها، فإذا لم يتثبت المؤمن في الأمور التي يتحدث فيها أوقع الناس في الغلط، وهذا ليس من النصح في الدين، وقد أنكر الله سبحانه على من لم يتثبت في الأخبار ولم يردها إلى أهلها بقوله سبحانه: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلًا [النساء:83] وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6] وقال ?: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت متفق عليه، وقال ?: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع خرجه الإمام مسلم في صحيحه.
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
-أنصح لطلبة العلم بالنظرة السليمة إلى الأمور والأحوال العامة، فإن الخير والصلاح في بلادنا كثير، ونحمد الله تعالى على ذلك، وندعوه جل وعلا أن يزيدنا من فضله وكرمه، وأن يوفقنا وولاة أمرنا لكل ما يرضيه وينفع عباده، ويجب أن نعرف هذا الخير والصلاح؛ لأن ذلك من أسباب شكر الله على نعمه وطلب المزيد من فضله، ثم بعد ذلك ننظر في الأخطاء لنعالجها بالقرآن الكريم وحكمته وهديه وإرشاده، كما قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] وهكذا سيرة النبي ? في دعوته وإبلاغه الناس، فيها الخير العظيم والدلالة على الطريق القويم والأسلوب المفيد في الدعوة والتوجيه كما سبق بيان ذلك.
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
-أنصح أيضا إخواني … وجميع المسلمين بتعظيم وحدة الجماعة والمحافظة عليها أشد المحافظة، والحذر من أسباب الفرقة والاختلاف، وأذكرهم في هذا المقام بقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ? وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:102].
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
– أوصي طلبة العلم وجميع المؤمنين بالحذر الشديد من كيد الأعداء وشبهاتهم وافتراءاتهم، وقد أرشدنا كتاب الله عز وجل إلى الحذر من افتراءاتهم وتآمرهم بقوله جل وعلا: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران:186] وبقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ الآية [النساء:71].
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
– الأسلوب الحسن في الدعوة والنصح والأمر والنهي من أسباب القبول وعدم النفرة، وضد ذلك الأسلوب السيئ الذي يسبب النفرة ..
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
-تأليف القلوب على الحق من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، فالواجب السعي في ذلك والحرص عليه بكل إخلاص وصدق.
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (247) / (7)).
-الواجب على طالب العلم وعلى كلّ مسلم التّفقّه في الدّين والتّبصّر والتّعلّم والحذر من الغفلة والإعراض، والجهل لأنّ هذه الدّار دار العمل، دار التّعلّم، دار التّفقّه في الدّين، و يقول– صلّى الله عليه وسلّم -: ((مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) ويقول – صلّى الله عليه وسلّم -: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ)) ويقول– صلّى الله عليه وسلّم -: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ به طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)).
رحلتي مع الكتاب (8) ..
-من المهمّ في حقّ الطّالب أن يعتني بالقرآن وأن يتدبّره ويكثر من تلاوته وإذا تيسّر حفظه فهذا أنفع وأعظم، هو كتاب الله، هو أصدق كتاب وأعظم كتاب، وأعظم مرجع، فالوصية لأبنائي الطّلبة ولكلّ مسلم العناية بالقرآن والحرص على تلاوته والإكثار منها، مع حفظه إذا تيسّر، مع التّدبّر والتّعقّل والعمل، فالمقصود العمل، فلا بدّ من التّدبّر والتّعقّل و لابدّ من العمل بأداء ما أوجب الله وترك ما حرّم الله، هو كتاب الله فيه الهدى والنّور كما قال –تعالى-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصّلت: 44] {وهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]
فالوصية الوصية العناية بالقرآن والإكثار من تلاوته وتدبّر معانيه والعمل بما فيه، هذه وصية للجميع للطّالب وغير الطّالب، ولكنّ الطّالب بوجه أخصّ أوصيه بتقوى الله والعناية بما أوجب عليه وترك ما حرّم عليه وأن يحافظ على الصّلوات ويكون قدوة في ذلك ومثالا عاليا في الصّلوات وطاعة الله – عزّ وجلّ –
رحلتي مع الكتاب (9).
-عليك بحسن الظن بالله، وعليك بالإكثار من دعائه وسؤاله أن يهديك وأن يصلح قلبك وعملك، وأن يميتك على الإسلام، وأن يمنحك خشيته ومراقبته وتعظيم أمره ونهيه، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] وهو القائل: سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
فإياك والقنوط، وإياك والشك في فضل الله وكرمه، وعليك بحسن الظن بالله، أحسن .. الظن بالله، وأبشر .. بالخير، وعليك ببذل المستطاع في طاعة الله ورسوله، وفي حب الله ورسوله، وفي إيثار محاب الله ورسوله، وفي ترك ما نهى الله عنه ورسوله.
ولك العقبى الحميدة كما قال تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49]، جعلنا الله وإياكم من المتقين …
فتاوى نور على الدرب ..
______________
(2076): *من ثمرات الإيمان الصحيح*
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
ومن ثمراته أيضًا: أن يسلي العبد عند المصائب، ويهون عليه الشدائد والنوائب.
ومن يؤمن بالله يهد قلبه، وهو العبد الذي تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ فيرضى ويسلم للأقدار المؤلمة، وتهون عليه المصائب المزعجة، لصدورها من عند الله، وإيصالها إلى ثوابه.
قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا? فِي ابْتِغَا ءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا? تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}
[سُورَةُ النِّسَاءِ: (104)]
ولهذا يوجد عن المؤمنين الصادقين -حين تصيبهم النوازل والقلاقل والابتلاء- من الصبر والثبات والطمأنينة والسكون والقيام بحق الله ما لا يوجد عشر معشاره عند من ليس كذلك، وذلك لقوة الإيمان واليقين.
[الرياض الناضرة: (9)]
______________
(2077): قال ابن القيم: إظهار الحال للناس عند الصادقين: حمق وعجز، وهو من حظوظ النفس والشيطان. وأهل الصدق والعزم لها أستر وأكتم من أرباب الكنوز من الأموال لأموالهم. ا. هـ بتصرف. مدارج السالكين (3) / (290)
______________
(2078): قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
من لم يكن له من نفسه واعظ؛
لم تنفعه المواعظ
قال أبو نُوَاس:
لا ترجعُ الأنفسُ عن غيها
ما لم يكن منها لها زاجرُ
وقال البوصيري:
والنفسُ كالطفلِ إن تُهملْهُ شبَّ على
حُبِّ الرَّضاعِ وإن تَفطمْهُ ينفطمِ
______________
(2079): قال ابن القيم رحمه الله:
“. النظرة تفعل في القلب، ما يفعل السهم في الرمية،
فإن لم تقتله، جرحته.”
روضة المحبين (97/ 1)
______________
(2080): عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ ?، خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، وَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ ?، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ»
الشريعة للآجري (4) / (1675)
______________
(2081): كَانَ أَحْمَد بْن المعذل رحمه الله إِذَا حزبه أَمر قَامَ من اللَّيْل يُصَلِّي وَيَامُر أَهله بِالصَّلَاةِ وَيَتْلُو هَذِه الْآيَة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه (132)] ثُمَّ ينشد
أَشْكُو إِلَيْك حوادثا أقلقنني
فتركنني متواصل الأحزان
من لي سواك يَكُون عِنْدَ شدائدي
إِن أَنْتَ لَمْ تكلأ فَمن يكلاني
لَوْلَا رجاؤك وَالَّذِي عودتني
من حسن صنعك لاستطير جناني
البلدانيات للسخاوي (1) / (222)
______________
(2082): قال سفيان الثوري -رحمه الله-:
فَقَدْ بَلَغَنَا – وَاللهُ أَعْلَمُ – أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَجِدُ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْحَسَنَاتِ الْهَمُّ وَالْحَزَنُ.
حلية الأولياء (7) / (47)
______________
(2083): {لا يَسأَمُ الإِنسانُ مِن دُعاءِ الخَيرِ وَإِن مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئوسٌ قَنوطٌ} [فصلت: 49]
هذا إخبارٌ عن طبيعة الإنسان من حيثُ هو، وعدم صبرِه وجَلَدِه، لا على الخير ولا على الشرِّ، إلاَّ مَن نقله الله من هذه الحال إلى حال الكمال، فقال: {لا يسأمُ الإنسانُ من دعاءِ الخيرِ}؛ أي: لا يملُّ دائماً من دعاء الله في الغنى والمال والولدِ وغير ذلك من مطالب الدُّنيا، ولا يزال يعملُ على ذلك، ولا يقتنعُ بقليل ولا بكثيرٍ منها؛ فلو حصل له من الدُّنيا ما حصل؛ لم يزل طالباً للزيادة. {وإن مَسَّهُ الشرُّ}؛ أي: المكروه كالمرض والفقر وأنواع البلايا، {فَيؤوسٌ قنوطٌ}؛ أي: ييأس من رحمة الله تعالى، ويظنُّ أن هذا البلاء هو القاضي عليه بالهلاكِ، ويتشوَّشُ من إتيان الأسبابِ على غير ما يحبُّ ويطلبُ؛ إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ فإنَّهم إذا أصابهم الخيرُ والنعمةُ والمحابُّ؛ شكروا الله تعالى، وخافوا أن تكونَ نعمُ الله عليهم استدراجاً وإمهالاً، وإن أصابتْهم مصيبةٌ في أنفسهم وأموالهم وأولادِهم؛ صبروا ورَجَوا فضل ربِّهم فلم ييأسوا.
– تيسير الكريم الرحمن
______________
(2084): قال ابن حزم -رحمه الله-:
*إِذا تكاثرت الهموم سَقَطت كلهَا*
الأخلاق والسير في مداواة النفوس (1) / (26)
______________
(2085): *قال الإمام ابن السِّعدي رحمه اللهم:* (*من كان قصده بالدعاء التقرب إلى الله تعالى بالدعاء وحصول مطلوبه فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا تحصيل مطلوبه فقط، كحال أكثر الناس فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون*
*وهذا من ثمرات العلم النافع فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلةووسائل جميلة*)
*الفتاوي السعدية (43) *
______________
(2086): صحيح.
أخرجه فى «المسند» ((5) / (238)): حدثنا أبو اليمان أنبأنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمى عن معاذ قال: «أوصانى رسول الله ? بعشر كلمات قال: لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا، فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرا، فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية، فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل، وإياك والفرار من الزحف، وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك … »
وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح بلا ريب.
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (7) / (89)
______________
(2087): وعن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله ?: (لا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك فاخرج منها).
وعن جابر، قال: قال رسول الله ?: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم)
وقال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى: (أن الله تبارك وتعالى لم يرضك لي فأوصاك بي، ورضيني لك فلم يوصيني بك).
بر الوالدين (1) / (2) — ابن الجوزي (ت (597))
______________
(2088): قال ابن القيم -رحمه الله-:
والشيء قد يُحَبُّ من وجه دون وجه، وليس شيءٌ يُحَبُّ لذاته من كل وجه إلا الله عز وجل وحده، الذي لا تصلح الألوهية إلّا له، فلو كان في السماوات والأرض آلهة إلا الله فسدتا.
والإلهية التي دعت الرسلُ أُمَمَهم إلى توحيد الرَّبِّ بها: هي العبادة والتألُّه.
ومن لوازمها: توحيد الربوبية الذي أقَرّ به المشركون، فاحتجَّ الله عليهم به، فإنه يلزم من الإقرار به الإقرارُ بتوحيد الإلهية.
إغاثة اللهفان (857) / (2)
______________
(2089): قال جبير بن نفيل: لما فتحت قبرص فُرّق بين أهلها, فبكى بعضهم إلى بعض, ورأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي, فقلت: يا أبا الدرداء. ما يبكيك في يوم أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: ويحك يا جبير, ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره, بينا هي أمة قاهرة ظالمة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.
مجلة البيان (221) / (4)
______________
(2090): قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
فالواجب على من رزق العلم، أن يتحمل المشقة في نفع الناس به: قضاءً وتدريساً، ودعوة إلى الله عز وجل.
الفتاوى (210) / (7)
______________
(2091): وَقَوْلُهُ: {يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} أَيْ: فِي حَالِ عِبَادَتِهِ خَائِفٌ رَاجٍ، وَلَا بُدَّ فِي الْعِبَادَةِ مِنْ هَذَا وَهَذَا، وَأَنْ يَكُونَ الْخَوْفُ فِي مُدَّةِ الْحَيَاةِ هُوَ الْغَالِبُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الِاحْتِضَارِ فَلْيَكُنِ الرَّجَاءُ هُوَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ.
تفسير ابن كثير