21 – بَابُ طِيبِ رَائِحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِينِ مَسِّهِ وَالتَّبَرُّكِ بِمَسْحِهِ
80 – (2329) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ وَهُوَ ابْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: ” صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ ”
81 – (2330) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ – وَاللَّفْظُ لَهُ – حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ أَنَسٌ: «مَا شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا، وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
82 – (2330) وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً، وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
22 – بَابُ طِيبِ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ
83 – (2331) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟» قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ
84 – (2331) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا، فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَى فِرَاشِكِ، قَالَ فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَى الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا تَصْنَعِينَ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا، قَالَ: «أَصَبْتِ»
85 – (2332) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعًا فَيَقِيلُ عَلَيْهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْعَرَقِ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ عَرَقَهُ فَتَجْعَلُهُ فِي الطِّيبِ وَالْقَوَارِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا؟» قَالَتْ: عَرَقُكَ أَدُوفُ بِهِ طِيبِي
الفوائد
—————-
قال سيف بن غدير في مشاركته:
قال ابن منظور:
وَفِي حَدِيثِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وَرِيحًا كأَنما أَخْرَجَها مِنْ جُونة عطَّارٍ؛ الجُونة، بِالضَّمِّ: الَّتِي يُعدُّ فِيهَا الطيبُ ويُحْرز.
قال ابن الجوزي:
جونة عطار الجونة وعاء يجعل فيه الطيب وغيره وجمعها جون وهذا الحديث يتضمن كثرة استعمال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- للطيب.
كشف المشكل من حديث الصحيحين.
وقال صاحب العين: هو سليلة مستديرة مغشاة أدما.
قال القرطبي رحمه الله:
قول جابر ـ رضى الله عنه ـ: {صليت مع رسول الله في صلاة الأولى}؛ هذا من باب إضافة الاسم إلى صفته، كما قالوا: مسجد الجامع.
وقد تقدم القول فيه، يعني بالصلاة الأولى: صلاة الظهر؛ فإنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ويحتمل أن يريد بها صلاة الصبح؛ لأنها أول صلاة النهار.
وقوله: {فوجدت ليده بردا أو ريحا}؛ هذه {أو} الأولى أن تكون بمعنى الواو لا للشك؛ لأنها لو كانت شكا، فإذا قدرنا إسقاط {أو ريحا} لم يستقم تشبيه برودة يده بإخراجها من جونة عطار؛ فإن ذلك إنما هو تشبيه للرائحة، فإذا حملت {أو} على معنى الواو الجامعة استقام التشبيه للرائحة، والإخبار عن وجدان برودة اليد التي تكون عن صحة العضو، ويحتمل أن يريد بالبرودة برودة الطيب، فإنهم يصفونه بالبرودة.
وقوله: {ما شممت عنبرا، ولا مسكا، ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ}؛ هذا يدل على أنه كان طيب الريح وإن لم يتطيب، ثم إنه كان يستعمل الطيب، ويعجبه رائحته؛ لأنه كان يناجي الملائكة؛ ولأنه مستلذ لحس الشم كالحلاوة لحس الذوق؛ ولأنه مقو للدماغ، ومحرك لشهوة الجماع؛ ولأنه مما يرضي الله تعالى إذا قصد به القربة، والتهيؤ للصلاة.
وقوله: {كان أزهر اللون}؛ يعني: أبيض اللون في صفاء، كما قال في الرواية الأخرى: {ليس بالأبيض الأمهق}؛ أي: المتألق البياض الذي صفته تشبه بياض الثلج، والجص.
وقوله: {إذا مشى مشى تكفؤا}؛ مهموزا. قال شمر: أي: مال يمينا وشمالا.
قال الأزهري: هذا خطأ، وهذه صفة المختال.
ولم تكن صفته ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ وإنما معناه: أنه يميل إلى سمته، ويقصد في مشيته؛ كما قال في الرواية الأخرى: {كأنما ينحط من صبب}.
قلت: ويبينه ما قد جاء في رواية ثالثة: {يمشي تقلعا}.
وقولها: {دخل علي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال عندنا}؛ أي: نام عندهم في القائلة؛ وفيه دليل على دخول الرجل على ذوات محارمه في القائلة، وتبسطه معهن، ونومه على فراشهن، وكانت أم سليم ذات محرم له من الرضاعة. قاله القاضي عياض.
وقولها: {فجعلت أسلت العرق فيها}؛ أي: تجمعه في القارورة، كما قد جاء في الرواية الأخرى.
وقولها: {أدوف به طيبي} بالدال المهملة ثلاثيا؛ أي: أخلطه، وهكذا صحيح الرواية فيه، وهو المشهور عند أهل اللغة، وحكي فيه: الذال المعجمة، ثلاثيا ورباعيا، وقد استوفيناه في كتاب الإيمان.
المفهم، لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم.
وقال ابن القيم في زاد المعاد:
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر التطيب، ويحب الطيب، وكان لا يرد الطيب، وثبت عنه في حديث رواه مسلم أنه قال: «من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه طيب الرائحة خفيف المحمل» وبعضهم يرويه: «من عرض عليه طيب فلا يرده» وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكة [وعاء الطيب] يتطيب منها، وكان أحب الطيب إليه المسك.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد:
“فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حفظ الصحة بالطيب.
لما كانت الرائحة الطيبة غذاء الروح، والروح مطية القوى، والقوى تزداد بالطيب، وهو ينفع الدماغ والقلب، وسائر الأعضاء الباطنية، ويفرح القلب، ويسر النفس ويبسط الروح، وهو أصدق شيء للروح، وأشده ملاءمة لها، وبينه وبين الروح الطيبة نسبة قريبة.
كان أحد المحبوبين من الدنيا إلى أطيب الطيبين صلوات الله عليه وسلامه.
وقال رحمه الله تعالى:
” ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة}.
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر التطيب، وتشتد عليه الرائحة الكريهة وتشق عليه.
والطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى، تتضاعف وتزيد بالطيب، كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة.
والمقصود أن الطيب كان من أحب الأشياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله تأثير في حفظ الصحة ودفع كثير من الآلام وأسبابها بسبب قوة الطبيعة به ” انتهى.
“زاد المعاد” (4/ 308)
وقال النووي:
” وَيَتَأَكَّد اِسْتِحْبَابه لِلرِّجَالِ يَوْم الْجُمُعَة وَالْعِيد، عِنْد حُضُور مَجَامِع الْمُسْلِمِينَ، وَمَجَالِس الذِّكْر وَالْعِلْم، وَعِنْد إِرَادَته مُعَاشَرَة زَوْجَته وَنَحْو ذَلِكَ ” انتهى.
وأفضل ما يتطيب به المسك:
روى مسلم (2252) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ ?قَالَ: (الْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ).
والتطيب يكون في الرأس واللحية غالبا:
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ (لمعانه) فِي مَفْرِقِ رأس النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ.
متفق عليه.
والاستجمار بأنواع العود والبخور من السنة أيضا، ويكون على الثياب وتحت الإبط واللحية.
وروى مسلم (2254) عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بِالْأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الْأَلُوَّةِ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قال النووي:
” الِاسْتِجْمَار هُنَا اِسْتِعْمَال الطِّيب وَالتَّبَخُّر بِهِ مَاخُوذ مِنْ الْمِجْمَر , وَهُوَ الْبَخُور.
وَأَمَّا (الْأَلُوَّة) فَقَالَ الْأَصْمَعِيّ وَأَبُو عُبَيْد وَسَائِر أَهْل اللُّغَة وَالْغَرِيب هِيَ الْعُود يَتَبَخَّر بِهِ ” انتهى.
قال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية:
فَصْلٌ (فِي الرَّوَائِحِ الطَّيِّبَةِ وَفَائِدَتِهَا فِي الصِّحَّةِ):
وَلِلرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ أَثَرٌ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ …. فذكر بنحو كلام ابن القيم
وَلِلنَّسَائِيِّ وَالْبُخَارِيِّ فِي تَارِيخِهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ {أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَطَّيَّبُ بِالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ،} وَفِي الصَّحِيحِ أَوْ فِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّهَا طَيَّبَتْهُ لِإِحْرَامِهِ وَلِحِلِّهِ مِنْهُ بِالْمِسْكِ}.
رَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى الْقُومِسِيُّ عَنْ عَفَّانَ عَنْ سَلَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبِي الْمُنْذِرِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {حُبِّبَ إلَى مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ} وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَفَّانَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ عَنْ سَلَامٍ.
وَسَلَامٌ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَا بَاسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ حَدِيثُهُ ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ لِينٌ أَيْضًا.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَيَّارِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَهُ إسْنَادٌ جَيِّدٌ.
. وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ {أَنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ} وَرَوَى هَؤُلَاءِ إلَّا الْبُخَارِيَّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ {: أَنَّ النَّبِيَّ ?قَالَ فِي الْمِسْكِ: هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ} وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّ النَّبِيَّ?
قَالَ: {غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَالسِّوَاكُ وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَالْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ تُحِبُّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ وَتَتَأَذَّى بِالرَّائِحَةِ الْخَبِيثَةِ كَمَا فِي قِصَّةِ الْبَصَلِ وَالثُّومِ وَالْكُرَّاثِ، وَالشَّيَاطِينُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ عَكْسُهُمْ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ {إنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ} أَيْ: بِالشَّيَاطِينِ.
وَفِي مُسْنَدِ الْبَزَّارِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرِيمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنَاءَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ يَجْمَعُونَ الْأَكْبَاءَ فِي دُورِهِمْ} الْكِبَا بِكَسْرِ الْكَافِ مَقْصُورٌ: الْكُنَاسَةُ، وَالْجَمْعُ الْأَكْبَاءُ مِثْلُ: مِعًى وَأَمْعَاءَ، وَالْكُبَةُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ كُبُونَ. الآداب الشرعية لابن مفلح [3/ 24]
قال صاحب فتح السلام شرح عمدة الأحكام.
وفي حديث وائل بن حجرٍ عند الطّبرانيّ والبيهقيّ: لقد كنت أصافح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو يمسّ جلدي جلده , فأتعرّفه بعدُ في يدي , وإنّه لأطيب رائحة من المسك.
وفي حديثه عند أحمد ” أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -بدلوٍ من ماء، فشرب منه ثمّ مجّ في الدّلو ثمّ في البئر , ففاح منه مثل ريح المسك “.
وروى مسلم حديث أنس. في جمع أمّ سليم عرَقَه – صلى الله عليه وسلم – , وجعلها إيّاه في الطّيب، وفي بعض طرقه ” وهو أطيب الطّيب “.
وقال بعضهم:
ومع الأسف فإنّ كثيراً من الآباء لا يلمسون خدود أبنائهم إلاّ حين الصفع! وماذا نملك لهم إذا نُزعت من قلوبهم الرحمة؟!.
===========
قلت سيف بن دورة هذه تتمات على الشرح: – أسباط من الرواة الثلاثة الذين انتقد أبو زرعة مسلما في الإخراج لهم، وهذا هو الحديث الوحيد الذي أخرجه مسلم لأسباط بن نصر، أما قطن بن نسير- وهو من شيوخ مسلم- فأخرج له مسلم حديثين، الحديث الأول في المتابعات، والحديث الثاني مقرون بغيره. أحمد بن عيسى، وهذا هو أكثر هؤلاء الثلاثة رواية في صحيح الإمام مسلم، نيف وثلاثين كلها مقرونة إلا ثلاثة أحاديث وهو متابع فيها في كتب أخرى.
– قلت سيف: وحديث أسباط في الشواهد.
قال باحث في الوصف الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم:
صفة كفيه: –
كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم.
صفة أصابعه: –
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف (يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.
قلت سيف: حديث هند قال باحث: فيه جميع بن عمر قال في التقريب و: ضعيف رافضي، وفيه أيضاً بعض المجاهيل.
وذكر الألباني له طرق في الصحيحة 379: الأول: عن أبي اسيد وفيه عطاء الشامي لا يعرف.
وحديث عمر الراجح إرساله، وحديث ابن عباس فيه عبد الله بن سعيد المقبري متروك، وعن أبي هريرة وفيه النضر بن طاهر متهم فالحديث لا يزال ضعيف انتهى كلام الباحث
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم:
على أولاد أصحابه الكرام يعطف، يداعبهم يتودد إليهم برقة متلطف:
– عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم. فأتي بصبي فبال عليه. فدعا بماء. فأتبعه بوله ولم يغسله.)) صحيح مسلم / رقم: 286
-عن أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص – رضي الله عنها – قالت: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سنه سنه). قال عبد الله: وهي بالحبشية: حسنة، قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعها). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي)). قال عبد الله: فبقيت حتى ذكر، يعني من بقائها.—- صحيح: البخاري / رقم: 5993
– عن محمود بن الربيع الأنصاري – رضي الله عنه – قال: ((عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي، وأنا ابن خمس سنين، من دلو.)) صحيح: البخاري / رقم: 77
وقد وجدت بحثا بعنوان:
الروائح التي يطلقها جسم الإنسان
(الأحكام و المزيلات الشرعية)
تعريف الرائحة:
الرائحة والريح في اللغة: النسيم طيبا كان أو نتنا. يقال: وجدت رائحة الشيء وريحه. والرائحة عرض يدرك بحاسة الشم. وقيل: لا يطلق اسم الريح إلا على الطيب.
لسان العرب [2/ 455]، تاج العروس من جواهر القاموس [6/ 416]، مختار الصحاح [ص 267]،الموسوعة الفقهية الكويتية [22/ 40]
والأخشم من لا يجد الريح سواء كانت طيبة أو نتنه. معالم السنن للخطابي 288 [1/ 64]،شرح أبي داود للعيني [1/ 408]،لسان العرب [12/ 178]،
– ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583) ومسلم (1151)
قال الحافظ ابن القيم في ((الوابل الصيب)) (1/ 52): من المعلوم أنَّ أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أنَّ رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أنَّ ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا، ثم إنَّ تأويله لا يرفع الإشكال إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين فقولوا: استطابه ليست كاستطابة المخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب …
و قال الشيخ علي الشبل في كتاب ((التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري)) (ص36): ((والاستطابة لرائحة خلوف فم الصائم من جنس الصفات العُلى، يجب الإيمان بها مع عدم مماثلة صفات المخلوقين))
وقال الشيخ البراك: قوله: ” … مع أنه سبحانه تعالى منزه عن استطابة الروائح … إلخ”: هذا الجزم من الحافظ رحمه الله بنفي صفة الشم عن الله تعالى الذي هو إدراك المشمومات لم يذكر عليه دليلاً إلا قوله: “إذ ذاك من صفة الحيوان”، وهذه الشبهة هي بعينها شبهة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة. وهي شبهة باطلة؛ فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه وسائر صفاته. وصفة السمع ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث – وهو قوله: “لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك” – ليس نصاً في إثبات الشم، بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إن صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الإثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري [ص 15]
-الروائح الطيبة وفائدتها على الصحة ….
وذكر كلام ابن مفلح السابق
-عرق جسم النبي صلى الله عليه وسلم وطيبه:
الأحاديث الواردة في ذلك:
وذكر أحاديث الباب ثم ذكر فوائد:
الأولى:
قال النووي رحمه الله تعالى: وفي هذه الأحاديث بيان طيب ريحه صلى الله عليه و سلم وهو مما أكرمه الله تعالى،
قال العلماء كانت هذه الريح الطيبة صفته صلى الله عليه و سلم وإن لم يمس طيبا ومع هذا فكان يستعمل الطيب في كثير من الأوقات مبالغة في طيب ريحه لملاقاة الملائكة وأخذ الوحي الكريم ومجالسة المسلمين … شرح النووي على مسلم [15/ 85]
قال القاضي عياض: وأما نظافة جسمه، وطيب ريحه وعرقه، ونزاهته عن الأقذار، وعورات الجسد فكان قد خصه الله تعالى في ذلك بخصائص لم توجد في غيره، ثم تممها بنظافة الشرع، وخصال الفطرة العشر. الشفا بتعريف حقوق المصطفى [153]، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين [ص 208]
الثانية:
ويُروا أن مبدأ هذه الرائحة الطيبة بجسده صلى الله عليه وسلم من ليلة الإسراء.
فقد روى ابن مردويه عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسري به ريحه ريح عروس وأطيب من ريح عروس. قال السيوطي في الخصائص الكبرى [1/ 259]:وأخرج ابن مردويه من طريق أبي هاشم عن انس، والله أعلم بصحة ذلك فإنني لم أجده مع كثير بحث عنه.
الثالثة:
ما اشتهر على ألسنه بعض العوام أن الورد خلق عن عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وأبو زكريا يحيى النووي والحافظ وغيرهم: إنه باطل لا أصل له.
والحديث رواه الديلمي في مسند الفردوس من طريق مكي بن بندار وقد اتهمه الدار قطني بوضع الحديث.
المقاصد الحسنة [ص 216]، التذكرة في الأحاديث المشتهرة [ص 197]، اللؤلؤ المرصوع للقاوقجي [ص 58]، الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة للكرمي [ص 91]، المصنوع في معرفة الحديث الموضوع [ص 70]
والعقل يكذبه لأن الورد كان موجوداً قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذن العقل يحيل هذا فكيف تقولون إن الورد خلق من عرق النبي صلى الله عليه وسلم.
رائحة الجسم:
الأحاديث الواردة في ذلك:
عن عكرمة: أن أناسا من أهل العراق جاءوا فقالوا يا ابن عباس أترى الغسل يوم الجمعة واجبا؟ قال لا ولكنه أطهر وخير لمن اغتسل ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب وسأخبركم كيف بدء الغسل؟ كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم وكان مسجدهم ضيقا مقارب السقف إنما هو عريش فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم حار وعرق الناس في ذلك الصوف حتى ثارت منهم رياح آذى بذلك بعضهم بعضا فلما وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الريح قال ” أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه ” قال ابن عباس ثم جاء الله بالخير ولبسوا غير الصوف وكفوا العمل ووسع مسجدهم وذهب بعض الذي كان يؤذي بعضهم بعضا من العرق. رواه أبو داود في سننه [1/ 150] برقم 353، وقال الشيخ الألباني: حسن
عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا. أخرجه البخاري (1/ 293، رقم 818)، ومسلم (1/ 394، رقم 562).
وفي رواية لمسلم (564): “من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم”
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم جمعة فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً. رواه مسلم. 78 – (567) [1/ 396]
عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما فأتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبقت بركعة فلما دخلت المسجد وجد النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا حتى يذهب ريحها أو ريحه فلما قضيت الصلاة جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله والله لتعطيني يدك قال فأدخلت يده في كم قميصي إلى صدري فإذا أنا معصوب الصدر قال إن لك عذرا. رواه أبو داود 3826 [8/ 326]، قال الألباني: صحيح، وراجع صحيح التعليق على ابن خزيمة (1672)
قلت سيف: هو في الصحيح المسند 1135
قال النووي: … قال العلماء ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ماله رائحة كريهة من المأكولات وغيرها قال القاضي ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشى قال وقال بن المرابط ويلحق به من به بخر في فيه أو به جرح له رائحة قال القاضي وقاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها ولا يلتحق بها الاسواق ونحوها. شرح النووي على مسلم [5/ 48]
الأحكام:
رائحة الجسم الكريهة عذر في ترك الجماعة:
إذا ابتلي الشخص بوجود رائحة كريهة تخرج من بدنه، ولم يمكن إخفاؤها باستعمال الطيب ونحوه، فهو معذور في تركه الجماعة، ويرجى له الأجر من الله تعالى، وإذا كان اغتساله يزيل هذه الرائحة فليفعل ذلك قدر استطاعته، وقد نص الفقهاء على أن وجود الرائحة الكريهة عذر في ترك الجماعة، بل يمنع صاحب الرائحة من دخول المسجد وإيذاء المصلين والملائكة.
بل بعضهم ألحق: من بفيه بخر أو به جرح له رائحة وكذلك القصاب والسماك والمجذوم والأبرص أولى بالإلحاق.
وبالنسبة للبصل والثوم: كونه يعذر بذلك ينبغي تقييده بما إذا أكل ذلك بعذر أو أكل ناسيا قرب دخول وقت الصلاة. حاشية ابن عابدين [1/ 661]، غمز عيون البصائر [4/ 58] بل ألزمه بعضهم بطبخها، بل من رائحته كريهة يؤخر عن الصف الأول ولو سبق إليه وراجع كتب المذاهب
قال ابن عثيمين: وهؤلاء يحرم عليهم أن يدخلوا المسجد والروائح الكريهة بفيهم.
وكذلك من به إصنان والإصنان رائحة كريهة تفوح من إبطيه أو تفوح من أذنيه أو تفوح من رأسه وتؤذي فإنه لا يجوز أن يصلي ما دامت الرائحة المؤذية فيه لا يجوز أن يدخل المسجد بل يبتعد ويمكن أن تعالج هذه الروائح فلا يشم منك إلا الرائحة الطيبة.
وإذا صلى بجانبك كريه الرائحة فغير مكانك شرح رياض الصالحين -محمد بن صالح العثيمين [ص 351]، وراجع مجموع فتاوى ابن باز [12/ 84] باختصار
من رائحته كريهة يخرج من المسجد
قال القرطبي:
قال العلماء: إذا كانت العلة في إخراجه من المسجد أنه يتأذى به ففي القياس أن كل من تأذى به جيرانه في المسجد بأن يكون ذرب اللسان سفيهاً عليهم أو كان ذا رائحة قبيحة لا تريمه – أي لا تفارقه – لسوء صناعته أو عاهة مؤذية كالجذام وشبهه وكل ما يتأذى به الناس كان لهم إخراجه ما كانت العلة موجودة حتى تزول.
وكذلك يجتنب مجتمع الناس حيث كانت لصلاة أو غيرها كمجالس العلم والولائم وما أشبهها من أكل الثوم وما في معناه مما له رائحة كريهة تؤذي الناس. تفسير القرطبي 2/ 267 – 268
قال ابن عثيمين: بل في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: “لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا وجد ريحهما – يعني البصل والثوم – من الرجل في المسجد أمر به فخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخاً”.
ولهذا قال في شرح المنتهى وفي شرح الإقناع: يستحب إخراجه من المسجد – يعني إخراج من فيه رائحة كريهة – من إصنان أو بصل أو نحوهما والله الموفق. حرر في 22/ 3/1399هـ. مجموع فتاوى ورسائل العثيمين [13/ 304]
قال الألباني: ولذلك قلنا:
(ويجب على المستطيع إخراجهم من المسجد لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه …
قال النووي: هذا فيه اخراج من وجد منه ريح الثوم والبصل ونحوهما من المسجد وازالة المنكر باليد لمن أمكنه. شرح النووي على مسلم [5/ 53]
قال السندي: تأديبا له
قال الألباني: وظاهر الأمر يفيد وجوب الإخراج وقد صرح بذلك ابن حزم كما سبق فهو دليل آخر على تحريم دخول المسجد على هؤلاء لأنه المقابل للوجوب (إلا من أكلها لعذر كجوع أو مداواة فإنه يدخل ولا يخرج لحديث المغيرة بن شعبة …. الثمر المستطاب [ص 667]
قلت سيف: وحديث المغيرة سبق ولعلنا إن شاء الله نتعرض لهذه المسألة في أحكام المساجد.
-الرائحة الكريهة للجسم لا تسقط الحج؟
قال القاضي قال بعض العلماء: ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أنه يجتنب ليحترز منه وينبغي للسلطان منعه من مخالطة الناس ويأمره بلزوم بيته ويرزقه إن كان فقيرا
فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي منعه عمر رضي الله عنه والعلماء بعده من الاختلاط بالناس.
قال النووي في شرح مسلم [14/ 173]: وهذا الذي قاله هذا القائل صحيح متعين ولا يعرف عن غيره خلاف. اهـ
وبه يعلم أن سبب المنع في نحو المجذوم خشية ضرره وحينئذ فيكون المنع واجبا فيه وفي العائن كما يعلم من كلامهم بالأولى حيث أوجبوا على المعتمد خلافا لمن نازع فيه على المحتسب الأمر بنحو صلاة العيد ومنع الخونة من معاملة النساء لما في ذلك من المصالح العامة وأن المدار في المنع على الاختلاط بالناس فلا منع من دخول مسجد وحضور جمعة أو جماعة لا اختلاط فيه بهم وحينئذ ظهر عدم عد ذلك عذرا في ندب أو وجوب الحج أو العمرة ولو كفاية لإمكان فعلهما مع عدم الاختلاط وبفرض أنه لا يمكن إلا مع ذلك يجاب بأن وجوب النسك آكد من وجوب الجمعة فلا يلزم من عد ذلك عذرا فيها فلا يرد على ذلك ما اعتمدته في شرح العباب أن خبث الريح عذر فيها وإن لم يختلط والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. الفتاوى الفقهية الكبرى (1/ 212)
نقل الفقهاء إجبار الزوجة على إزالة الروائح الكريهة من بدنها وثيابها والعكس
قال بعض المفتين في سؤال ورد له من امرأة تتأذى من رائحة زوجها:
الفتوى: قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إني لأحب أن أتزيَّن للمرأة، كما أحب أن تتزين لي المرأة؛ لأن الله يقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير (1/ 610).
إن امتنع الزوج من ترك ذلك، فلها أن تطلب فراق زوجها المدخن؛ لما في عشرته والبقاء معه من الضرر والأذى لها ولأولادها.
لكن إذا اختارت الصبر، ورجت أن يهديه الله على يديها، لزمها أن تعطيه حقوقه، ومنها: حقه في الاستمتاع، فلا يجوز أن تمتنع منه إذا أرادها؛ لما روى البخاري (3237) ومسلم (1736) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ).
وأما الامتناع من فراشه، بغرض حمله على ترك التدخين، فهذا نوع من ولاية التأديب والقوامة التي للزوج على زوجته، وليس العكس، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكر أن للزوجة أن تؤدب زوجها، أو أعطاها شيئا من هذه الولاية.
انظر: الموسوعة الفقهية (1/ 21 – 22)، مصطلح: ” تأديب “.
فاحرصي على أداء حقه، واستمري في نصحه، ولا تعيني الشيطان عليه، فإن الرجل إذا منعته الزوجة حقه قد يفكر في طرق الحرام.
على أنه من الممكن أن تظهري التكره لذلك، والتأفف من الرائحة الكريهة، ومطالبته بإزالتها وتنظيف فمه، وإظهار التغضب ـ بقدر ـ أحيانا، مع الاستمرار في نصحه، وإظهار الشفقة عليه، لكن مع أداء حقه، وألا يصل الأمر إلى حد الهجر، أو الامتناع من الفراش، ما دمت قد رضيت بالبقاء معه، وتحمل ما تجدينه من الأذى، وإياك أن تعيني الشيطان عليه، أو تضجريه بحيث ينفر منك ومن فراشك، فإن مثل ذلك غير مأمون العاقبة في حقه، وربما أحدث ضررا ومفسدة، فوق ما تطلبينه من امتناعه من التدخين. نسأل الله أن يوفقك ويعينك ويهدي زوجك. انتهى الجواب
-بالنسبة لرائحة الفم عند أكل الثوم والبصل والنهي عن شهود الجماعة: ظاهر النهي يفيد التحريم، ولا وجه صحيح عند من ذهب إلى الكراهة.
رائحة الفم الكريهة .. الأسباب والعلاج
تنتج رائحة الفم عن تخمر الفضلات الطعامية المتبقية، أو جفاف الفم خاصة لمن يتنفس منه، وايضا التهابات المريء والمعدة، أو الشراهة في الطعام والتخمة، وغير ذلك ونلخصه في:
أسباب عامة وتشمل
أمراض جهاز الهضم: التخمة، أمراض الكبد
أمراض استقلابية: داء السكري
أمراض الدم والتهاب الكلية
بعض الأسباب الفموية الأخرى ومنها:
دور التدخين
الأجهزة السنية الصناعية
وإذا عرف السبب فعليه مراجعة المختص لإزالته أو التخفيف منه.
– ألحق الفقهاء من به بخر بالثوم والبصل
إزالة رائحة الحيض:
قال ابن رجب الحنبلي: والصحيح الذِي عليهِ جمهور الأئمة العلماء بالحديث والفقه: أن غسل المحيض يستحب فيهِ استعمال المسك، بخلاف غسل الجنابة، والنفاس كالحيض في ذلك، وقد نص على ذَلِكَ الشَافِعي وأحمد، وهما أعلم بالسنة واللغة وبألفاظ الحديث ورواياته مِن مثل ابن قتيبة والخطابي ومن حذا حذوهما ممن يفسر اللفظ بمحتملات اللغة البعيدة. ومعلوم أن ذكر المسك في غسل الجنابة لَم يرو في غير هَذا الحديث، فعلم أنهم فسروا فيهِ بالطيب. فتح الباري [1/ 470]
وفي المغني: وتأخذ فرصه ممسكة فتتبع بها مجرى الدم والموضع الذي يصل إليه الماء من فرجها ليقطع عنها زفورة الدم ورائحته فإن لم تجد مسكا فغيره من الطيب فإن لم تجد فالماء شاف كاف. المغني [1/ 261] وراجع المجموع 2/ 188
واستعمال المسكة الراجح بعد الغسل: لحديث عائشة ان اسماء بنت شكل سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض (فقال تأخذ احداكن ماءها وسدرتها فتطهر وتحسن الطهور ثم تصب علي رأسها فتدلكه ثم تصب عليها الماء ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها) رواه مسلم. المجموع [2/ 188]، شرح النووي على مسلم [4/ 13]
استحباب تطييب محل الحيض عام لكل النساء ولا يخص المتزوجات
وقد اتفقوا على استحبابه للمتزوجة وغيرها والبكر والثيب والله أعلم. المجموع [2/ 188] إلا المحرمة
رائحة الإبط:
الأحاديث الواردة في ذلك:
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا. رواه البخاري في صحيحه برقم 902 [2/ 6]، ومسلم برقم 1995 [3/ 3]،اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [1/ 164]
فيستعمل ما يزيل ذلك وكذلك نتف الإبط ونقل الإجماع ابن عبدالبر في التمهيد (21/ 68) وغيره على سنيته، وقد ذهب أبو بكر بن العربي إلى وجوب ذلك، وعامة العلماء على أنه مستحب، انظر: فتح الباري (10/ 339).
الحكمة من مشروعية نتف الإبط:
تخف الرائحة به بخلاف الحلق فإنه يقوي الشعر ويهيجه فتكثر الرائحة لذلك. فتح الباري لابن حجر [10/ 344]،طرح التثريب [2/ 43]
والجمهور على العمل بالحديث في ترك الشعور المطلوب إزالتها وأن لا يتجاوز المسلم الوقت الذي وقته رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو أربعين.
وجوز ابن باز وغيره استعمال المزيلات للشعر بدل النتف والنتف أفضل.
ولا تمنع المحادة من النتف: لا تمنع الحادة من التنظيف بتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق الشعر المندوب إلى حلقه ولا من الاغتسال بالسدر والامتشاط به لحديث أم سلمة ولأنه يراد للتنظيف لا للتطييب. المجموع [18/ 186]، المغني [9/ 167]، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف [9/ 305]
بل بعضهم قال يزال الشعر من الميت وفيه خلاف اختار العثيمين الأخذ إذا كثر
الجشاء: قال العلماء: ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها. قال القاضي: ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشى.
شرح صحيح مسلم للنووي [2/ 324]، فتح الباري لابن حجر [9/ 575]، مواهب الجليل لشرح مختصر خليل [2/ 183]،التاج والإكليل لمختصر خليل [2/ 183]
التجشاء في الصلاة
قالت الحنابلة: ولا يكره رفع بصره إلى السماء حال التجشأ إذا كان في جماعة لئلا يؤذي من حوله بالرائحة.
من به فساء باستمرار:
فلا يجوز له الذهاب للمساجد لأنه يجب صيانتها من كل رائحة كريهة لأن ذلك يؤذي المصلين، ويؤذي الملائكة الكرام.
بل منع أن يتعمد الإحداث في المسجد.
– يستحب في تغسيل الميت استعمال الكافور وبعض الطيب.
تنبيهات:
أرسل لي أحد الأصحاب:
حديث جابر بن سَمُرة ـ رضي الله عنه ـ (خدي أحدهم واحدا واحدا)، (وأما أنا فمسح خدي) بصيغة التثنية، وفي نسخة بالإفراد على إرادة الجنس
المصدر بعض المواقع
وأرسل لي صاحبنا أحمد بن علي:
18838 – حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَهْلِي، عَنْ أَبِي قَالَ: ” أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ صَبَّ فِي الْبِئْرِ أَوْ شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ، فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ ”
قال محققو المسند حديث حسن.
قلت سيف: قال محققو المسند: لا تضر جهالة الرواة؛ لأنهم جمع. انتهى
لكن لعل بعضهم أخذ من بعض، المهم الأمر قريب.
وفي الصحيحة236 – ” طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها “.
ورد بلفظ نظفوا أفنيتكم في زيادات وضعفها الألباني: 3539 – إن الله تعالى طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم و لا تشبهوا باليهود (ت) عن سعد. قال الشيخ الألباني: (ضعيف) انظر حديث رقم: 1616 في ضعيف الجامع
تنبيه (سيف): طلب صاحبنا أبوصالح مزيد بحث في حديث (طهروا افنيتكم .. )
قلت: قال باحث: هو من حديث سعد بن أبي وقاص والراجح أن الحديث ضعيف ويغني عنه قوله تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة 222،؛ وأدلة التطهر كثيرة منها: (الطهور شطر الإيمان … ) أخرجه مسلم
وورد في (سنن النسائي) 5116 أخبرنا أبو عبيدة بن أبي السفر عن عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا بكر المزلق قال حدثنا عبد الله بن عطاء الهاشمي عن محمد بن علي قال سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطيب قالت نعم بذكارة الطيب المسك والعنبر. تحقيق الألباني: ضعيف الإسناد