22 – 66 إعانة المولى المجيب في التعليق على الترغيب والترهيب
تعليق سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع محمد الرحيمي وابوعيسى محمد ديرية وأحمد بن علي وموسى الصومالي ومحمد الفاتح وعاطف وعبدالله البلوشي وعدنان البلوشي وإسلام ومصطفى الموريتاني وادريس الصومالي ومحمد أشرف وعبدالله كديم وجمعه النعيمي وسلطان الحمادي ومحمد سيفي ومحمد بن سعد وسعد السوري وعمار السوري وعاصم السوري وحمزة سلبد
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
2 – (الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئاً منه).
22 – (1) [صحيح] عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ، هُوَ قارئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ”.
رواه مسلم والنسائي.
ورواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في “صحيحه”؛ كلاهما بلفظ واحد عن (1) الوليد ابن الوليد أبي عثمان المديني؛ أن عُقبةَ بنَ مسلم حدَّثه، أن شُفَيّاً الأصبحيّ حدثه:
_
أنه دخل المدينةَ فإذا هو برجلٍ قد اجْتمَعَ عليه الناسُ، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو هريرةَ، قال: فَدَنَوْتُ منه، حتى قَعدتُ بين يديه؛ وهو يحدِّث الناسَ، فلمَّا سَكَتَ وخلا، قلت له: أسألك بحقِّ وبحقِّ، لمّا حَدَّثْتَني حديثاً سمعتَه من رسول الله – ﷺ – وعَقِلْتَه وعَلِمتَه، فقال أبو هريرة. أفعلُ، لأحدِّثنَّك حديثاً حَدَّثنيه رسولُ الله – ﷺ – عَقِلْتهُ وعلمتُه، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشغةً فمكثنا قليلاً ثم أفاق، فقال: لأحدِّثنَّك حديثاً حدَّثنيه رسول الله – ﷺ – أنا وهو في هذا البيت، ما معنا أحدٌ غيري وغيرُه، ثم نَشَغَ أبو هريرة نَشغةً أخرى، ثم أفاق ومسح عن وجهه، فقال: أفعلُ، لأُحَدِّثَنَّك حديثاً حدثنيه رسول الله – ﷺ – أنا وهو في هذا البيت، ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثم نَشَغَ أبو هريرة نشغةً شديدةً، ثم مال خارّاً (1) على وجهه، فأسندتُه طويلاً، ثم أفاق، فقال: حدثني رسول الله – ﷺ -:
“إن الله تبارك وتعالى إذا كان يومُ القيامةِ، يَنزلُ إلى العبادِ (2)، لِيَقضِيَ بينهم، وكلُّ أمّةٍ جاثيةٌ، فأولُ من يُدعى به رجلٌ جمع القرآنَ، ورجلٌ قُتلَ في سبيلِ اللهِ، ورجلٌ كثيرُ المال، فيقولُ اللهُ عزوجل للقارئِ: ألم أعلِّمْكَ ما أنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى يا ربِّ، قال: فما عَمِلتَ فيما عَلِمتَ؟ قال: كنت أقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، فيقول الله ﷿ له: كَذَبْتَ، وتقول له الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردت أن يقالَ: فلان قارئٌ، وقد قيل ذلك.
_
ويؤتى بصاحب المال، فيقولُ اللهُ عزوجل : ألم أُوْسع (1) عليك حتّى لم أدَعْكَ تحتاجُ إلى أحدِ؟ قال: بلى يا ربِّ؛ قال: فماذا عملتَ فيما آتيتُكَ؟ قال: كُنتُ أَصِلُ الرَّحِمُ، وأتصدَّقُ. فيقولُ الله له: كذَبْتَ، وتقولُ الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقول الله تبارك وتعالى: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جوادٌ، وقد قيل ذلك.
ويؤتى بالذي قُتِلَ في سبيلِ الله، فيقولُ اللهُ له: في ماذا قُتِلتَ؟ فيقول: أيْ ربِّ! أَمَرْتَ بالجهاد في سبيلكَ، فقاتلتُ حتى قُتلتُ، فيقول الله له: كَذَبْتَ، وتقولُ الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقول الله: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جريءٌ، فقد قيل ذلك”. ثم ضرب رسول الله – ﷺ – على ركبتي، فقال:
“يا أبا هريرة! أولئك الثلاثةُ أولُ خلقِ الله تُسعَر بهم النارُ يومَ القيامةِ”.
قال الوليدُ أبو عثمان المديني: وأخبرني عُقبةُ أن شُفَيّاً هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا، قال أبو عثمان: وحدّثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيّافاً لمعاويةَ قال: فدخل عليه رجلٌ فأخبره بهذا عن أبي هريرة. فقال معاوية: قد فُعل بهؤلاء هذا، فكيف بمن بَقِيَ مِنَ الناسِ؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديداً، حتى ظَنَنَّا أنه هالكٌ، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بِشَرٍّ. ثم أفاق معاويةُ، ومسح عن وجهه، وقال: صدق اللهُ ورسولُه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ورواه ابن خزيمة في “صحيحه” نحو هذا لم يختلف إلا في حرف أو في حرفين.
قوله: (جريء) هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد، أي: شجاع.
_
(نَشَغ) بفتح النون والشين المعجمة وبعدها غين معجمة، أي: شهق حتى كاد يغشى عليه أسفاً أو خوفاً.
————
————
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند ( قسم الزيادات على الصحيحين )
الوليد بن أبي الوليد مختلف هل هما اثنان أم واحد
وقد لينه ابن حجر قال الألباني وفاته توثيق أبي زرعة.
وابن حجر اعتبرهما إثنان
والحديث أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد 349 وكذلك أخرجه من ذكرهم المنذري من طرق عن ابن المبارك نا حيوة بن شريح ثني الوليد بن أبي الوليد به
23 – (2) [صحيح] وعن أبي بنِ كعبٍ قال: قال رسول الله – ﷺ -:
“بَشِّرْ هذه الأمّةَ بالسَّناءِ والدِّين والرِّفعةِ، والتمكين في الأرضِ، فَمَنْ عَمِل منهم عَملَ الآخرةِ للدنيا؛ لم يَكُنْ له في الآخرةِ من نَصيبٍ”.
رواه أحمد، وابن حبان في “صحيحه”، والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم:
“صحيح الإسناد”.
وفي رواية للبيهقي: قال رسول الله – ﷺ -:
“بَشِّرْ هذه الأمّةَ بالتيسيرِ، والسَّناءِ والرِّفعةِ (1) بالدين، والتمكينِ في البلاد، والنصر، فمن عملَ منهم بعملِ الآخرةِ للدنيا؛ فليس له في الآخرةِ من نَصيبٍ”.
——-
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند. وابوالعالية كثير الإرسال لكن ثبت سماعه من أبي بن كعب كما في حديثه عنه في سنن الترمذي وهو في الصحيح المسند 7
24 – (3) [صحيح] وعن أبي هند الدارِيَّ؛ أنه سمع النبي – ﷺ – يقول:
“من قامَ مقامَ رياءٍ وسُمعةٍ؛ راءى اللهُ به يومَ القيامةِ وسَمَّعَ”.
رواه أحمد بإسناد جيد، والبيهقي.
——–
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند فيه أبو صخر حميد بن زياد مختلف فيه . وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
25 – (4) [صحيح] عن عبد الله بن عَمروٍ ﵄ قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“مَن سمَّع الناسَ بعملِه؛ سَمَّعَ الله به مَسامعَ خَلقِه، وصغَّرَه وحقَّرَه”.
رواه الطبراني في “الكبير” بأسانيد أحدها صحيح، والبيهقي (2).
__________
على شرط الذيل على الصحيح المسند وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
26 – (5) [صحيح] وعن جُندُبِ بنِ عبدِ اللهِ قال: قال النبي – ﷺ -:
“من سَمَّع؛ سَمَّعَ اللهُ به، ومن يُراءِ؛ يراءِ اللهُ بهِ”.
رواه البخاري ومسلم.
(سمَّع) بتشديد الميم، ومعناه: من أظهر عمله للناس رياء؛ أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة، وفضحه على رؤوس الأشهاد.
27 – (6) [صحيح لغيره] وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“من قامَ مقامَ رياءٍ راءى اللهُ به، ومن قام مقامَ سُمعةٍ سَمَّع اللهُ به”.
رواه الطبراني بإسناد حسن.
——–
قال صاحب أنيس الساري : فيه ابن لهيعة وشيخ الطبري يحدث من كتب غيره فطعن فيه .
والحديث في الشواهد
28 – (7) [صحيح لغيره] وعن معاذ بن جبل عن رسول الله – ﷺ – قال:
“ما من عبدٍ يقومُ في الدنيا مقامَ سُمعَةٍ ورياءٍ إلا سمَّع اللهُ به على روس الخلائقِ يومَ القيامة”.
رواه الطبراني بإسناد حسن.
——
قال صاحب أنيس الساري : شرحبيل بن معشر ليس فيه جرح ولا تعديل . وقال البزار : لا نعلم له سماع من معاذ .
والحديث في الشواهد
29 – (8) [صحيح موقوف] وعن ابن عباس ﵄ قال:
مَنْ راءى بشيءٍ في الدنيا من عملِه؛ وكَلَه اللهُ إليه يومَ القيامةِ، وقال: انظُرْ هل يُغْني عنك شيئاً؟!
رواه البيهقي موقوفاً (1).
__________
30 – (9) [حسن] وعن رُبَيْحِ بنِ عبدِ الرحمن بن أبي سعيدٍ الخدري عن أبيه عن جده قال:
خرج علينا رسولُ اللهِ – ﷺ – ونحن نتذاكَر المسيحَ الدَّجال، فقال:
“ألا أخبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ؟ “. فقلنا: بلى يا رسولَ اللهِ! فقال:
“الشركُ الخفيُّ؛ أن يقومَ الرجلُ فيصلِّي، فَيُزَيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ”.
رواه ابن ماجه والبيهقي.
(رُبَيْح) بضم الراء وفتح الباء الموحدةِ بعدها ياء آخر الحروف وحاء مهملة. ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
——–
قال البخاري : ربيح منكر الحديث . وذكر ابن عدي الحديث في ترجمته. وكذلك فيه كثير بن زيد.
وراجع الصحيحة 951
31 – (10) [حسن] وعن محمود بن لبيد قال: خرج (1) النبي – ﷺ – فقال:
“يا أيها الناسُ! إياكم وشِرْكَ السرائرِ”.
قالوا: يا رسول الله! وما شِرْكُ السرائرِ؟ قال:
“يَقومُ الرجل فيصلِّي، فَيُزَيِّنُ صلاتَه جاهداً لما يرى من نظرِ الناسِ إليه، فذلك شركُ السرائرِ”.
رواه ابن خزيمة في “صحيحه”.
__________
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 2/290 عن محمود بن الربيع عن جابر
فإن لم يثبت إلا عن محمود بن الربيع فيبقى الخلاف هل تثبت روايته من باب مراسيل الصحابة أم لا .
32 – (11) [صحيح] وعن محمود بن لبيد؛ أن رسول الله – ﷺ – قال:
“إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ”.
قالوا: وما الشركُ الأصغرُ يا رسولُ اللهِ؟ قال:
“الرياءُ، يَقولُ اللهُ ﷿ إذا جزى الناسَ بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً”.
رواه أحمد بإسناد جيد، وابن أبي الدنيا والبيهقي في “الزهد” وغيره.
قال الحافظ ﵀: “ومحمود بن لبيد رأى النبي – ﷺ -، ولم يصح له منه سماع فيما أرى، وقد خَرَّجَ أبو بكر بنُ خزيمة حديث محمود المتقدم في “صحيحه”، مع أنّه لا يُخرج فيه شيئاً من المراسيل، وذكر ابن أبي حاتم أنّ البخاري قال: “له صحبة”، قال: وقال أبي: “لا يُعرَف له صحبة”، ورجح ابن عبد البَر أنَّ له صحبة. وقد رواه الطبراني بإسناد جيد عن محمود بن لبيد عن رافع بن خُديج وقيل: إنَّ حديث محمود هو الصواب؛ دون ذكر رافع بن خُديج فيه. والله أعلم”.
——-
ذكر رافع بن خُديج ورد من رواية عبدالله بن شبيب وهو واهٍ .
33 – (12) [حسن] وعن أبي سعيد بن أبي فَضالة -وكان من الصحابة- قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:
“إذا جمعَ اللهُ الأوّلين والآخِرينَ ليومِ القيامةِ، ليومٍ لا ريبَ فيه، نادى منادٍ: من كان أشركَ في عملِه لله أحداً فليطلبْ ثوابَه من عندِه، فإنّ الله أغنى الشركاء عن الشرك”.
رواه الترمذي في التفسير من “جامعه” (1)، وابن ماجه، وابن حبان في “صحيحه”، والبيهقي.
__________
الحديث اخرجه احمد 3/466 وقال: محققو المسند صحيح لغيره
34 – (13) [صحيح] وعن أبي هريرة؛ أنّ رسول الله – ﷺ – قال:
“قال الله ﷿: أنا أغنى الشركاء عن الشركِ، فَمَنْ عمِلَ لي عملاً أشركَ فيه غيري فأنا منه بريءٌ، وهو للذي أشركَ (1) “.
رواه ابن ماجه -واللفظ له-، وابن خزيمة في “صحيحه”، والبيهقي، ورواة ابن ماجه ثقات.
——–
قال شعيب الأرناؤوط في تحقيق ابن ماجه : هو في مسلم 2985
بينما قال محققو المسند في تخريجه في مسند أحمد 7999 : على شرط مسلم
وقالوا وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة .
وعن محمود بن الربيع أخرجه أحمد 5/428
وعن شداد بن أوس عند الطيالسي
35 – (14) [صحيح] وروى البيهقي عن يعلى بن شدادٍ عن أبيه قال:
كنا نَعُدُّ الرياءَ في زَمَنِ النبي – ﷺ – الشركَ الأصغرَ (2).
——-
سيأتي تخريجه إن شاء الله في الحديث التالي
(فصل)
36 – (15) [حسن لغيره] وعن أبي علي -رجلٍ من بني كاهلٍ- قال:
خطبَنا أبو موسى الأشعريُّ فقال:
يا أيها الناسُ! اتَّقوا هذا الشركَ، فإنه أخفى من دبيبِ النملِ. فقام إليه عبدُ الله بن حَزَن وقيسُ بن المُضارِب فقالا: والله لَتخْرُجَنَّ مما قلتَ، أو لنأتينَّ عُمَرَ مأذوناً لنا أو غيرَ مأذونٍ، فقال: بل أخرجُ مما قُلتُ، خطبنا رسولُ الله – ﷺ – ذات يومٍ، فقال:
“يا أيها الناسُ! اتّقُوا هذا الشركَ؛ فإنه أخفى من دبيبِ النَّملِ”.
فقال له من شاءَ اللهُ أن يقولَ: وكيف نَتَّقيه وهو أخفى من دبيبِ النملِ يا رسول الله! قال:
“قولوا: اللهمَّ إنّا نَعوذُ بك من أنْ نُشركَ بك شيئاً نَعلمُه، ونستغفرُكَ لما لا نعلمُه”.
رواه أحمد والطبراني.
ورواته إلى أبي علي محتج بهم في “الصحيح”، وأبو علي وثقه ابن حبان، ولم أرَ أحداً جرحه. (1)
__________
حسنه ابن حجر بمجموع طرقه
وابن رجب له رسالة إسمها شرح حديث شداد بن أوس .
وبين محقق الرسالة أن أصل الدعاء ثابت دون تقييده بالصلاة ولفظه : ( إذا كنز الذهب والفضة فاكنزوا هذه الكلمات ) في النفس منها شيء . انتهى
[2 – كتاب السُّنَّةِ] (1)
1 – (الترغيب في اتباع الكتاب والسنة)
37 – (1) [صحيح] عن العِرباض بنِ ساريةَ ﵁ قال:
وعَظنا (2) رسولُ الله – ﷺ – موعظةً وَجِلتْ (3) منها القلوبُ، وذَرَفَتْ (4) منها العيونُ، فقلنا: يا رسولَ الله! كأنها موعظةُ مودِّعٍ، فأوصنا. قال:
“أوصيكم بتقوى اللهِ، والسمع والطاعةِ، وإنْ تَأمَّر عليكم عبدٌ، وإنَّه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنةِ الخلفاء الراشدين المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنواجذِ، وإيَّاكم ومحدَثات الأمور، فإن كلَّ بدعة ضلالةٌ”.
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وابن حبان في “صحيحه”، وقال الترمذي:
“حديث حسن صحيح”.
قوله: “عضوا عليها بالنواجذ” أي: اجتهدوا على السنة والزموها، واحرِصوا عليها كما يلزم العاضُّ على الشيء بنواجذه، خوفاً من ذهابه وتفلته.
و (النواجذ) بالنون والجيم والذال المعجمة: هي الأنياب، وقيل: الأضراس.
__________
هو في الصحيح المسند
38 – (2) [صحيح] وعن أبي شُرَيح الخزاعيّ قال:
خرج علينا رسولُ الله – ﷺ – فقال:
” [أبشروا] (1)، أليسَ تَشهدون أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنِّي رسولُ الله؟ “.
قالوا: بلى. قال:
“إنَّ هذا القرآن [سبب] (2) طَرَفُهُ بيدِ الله، وطرفهُ بأيديكم، فتمسَّكوا به؛ فإنَّكم لن تَضلُّوا ولن تَهلِكوا بعده أبداً”.
رواه الطبراني في “الكبير” بإسناد جيد (3).
——
هو في الصحيح المسند
39 – (3) [صحيح لغيره] وروي عن جبير بن مطعم قال:
كنا عند النبي – ﷺ – بـ (الجُحْفَة) فقال:
“أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وأن القرآن جاء من عند الله؟! “.
قلنا: بلى. قال:
“فأبْشِروا، فإنّ هذا القرآنَ طرفُه بيدِ الله، وطرفُه بأيديكم، فتمسّكوا به، فإنكم لنْ تهلِكوا، ولن تضلّوا بعده أبداً”.
رواه البزار، والطبراني في “الكبير” و”الصغير”.
———
يشهد له الحديث السابق
40 – (4) [صحيح] وعنه أيضاً [يعني ابن عباس]:
أن رسول الله – ﷺ – خطب الناس في حَجَة الوَداع فقال:
“إنّ الشيطانَ قد يَئسَ أن يُعبدَ بأرضِكم، ولكنْ رَضِيَ أنْ يطاعَ فيما سوى
ذلك مما تَحاقَرون من أعمالِكم، فاحذَروا، إني قد تركتُ فيكم ما إنْ اعتصمتُم به فلن تضلّوا أبداً، كتابَ الله، وسنةَ نبيه” الحديث.
رواه الحاكم وقال:
“صحيح الإسناد، احتجَّ البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بأبي أُوَيْس، وله أصل في (الصحيح) “.
41 – (5) [صحيح موقوف] وعن ابن مسعود ﵁ قال:
الاقتصادُ فى السنّة أحسنُ من الاجتهاد في البدعة.
رواه الحاكم موقوفاً وقال:
“إسناه صحيح على شرطيهما”.
42 – (6) [صحيح] وعن أبي أيوبَ الأنصاريِّ [عن عوف بن مالك] قال:
خرج علينا رسول الله – ﷺ – وهو مرعوب فقال:
“أطيعوني ما كنتُ بين أظهركم، وعليكم بكتابِ اللهِ، أحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه”.
رواه الطبراني في “الكبير”، ورواته ثقات (1).
__________
قال أبوحاتم باطل العلل 1410
وذكر الألباني له شاهد من حديث معاذ لكن فيه ابوقبيل وكذا فيه ابن لهيعة وكثير بن جعفر مجهول .
وورد من حديث عبدالله بن عمرو وفيه ابن لهيعة . وعبدالله بن صريح غير معروف .
43 – (7) [صحيح] رواه [يعني حديث ابن مسعود الموقوف الذي في “الضعيف”] موفوعاً من حديث جابر، وإسناده (1) جيد.
44 – (8) [صحيح] وعن عابس بن ربيعة قال:
رأيت عُمَرَ بنَ الخطاب ﵁ يُقبِّلُ الحجرَ (يعني الأسودَ)، ويقول: إني لأعلمُ أنّك حَجرٌ لا تضرُّ ولا تَنفعُ، ولولا أنّي رأيتُ رسولَ الله – ﷺ – يقبِّلك ما قبَّلتك.
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
45 – (9) [صحيح] وعن عروة بن عبد الله بن قُشَيرٍ قال: حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال:
أتيتُ رسولَ الله – ﷺ – في رَهْطٍ من مُزَينةَ، فبايعناه وإنه لَمُطْلَقُ الأزرارِ، فأدخلتُ يدي في جَيبِ قميصِه، فمَسَسْتُ الخاتمَ، قال عروة: فما رأيتُ معاويةَ ولا ابنَه قط في شتاءٍ ولا صيف إلا مُطْلَقَيِ الأزرارِ.
رواه ابن ماجه (2) وابن حبان في “صحيحه”، واللفظ له، وقال ابن ماجه:
“إلا مُطْلَقَةً أزرارُهما”.
—–
في الصحيح المسند
46 – (10) [صحيح] وعن مجاهد قال:
كنا مع ابن عُمر ﵀ في سفرٍ، فمرَّ بمكان، فحادَ عنه، فسئل: لمَ فعلتَ ذلك؟ قال: رأيتُ رسول الله – ﷺ – فعل هذا؛ ففعلتُ.
رواه أحمد والبزار بإسناد جيد.
قوله: (حاد) بالحاء والدال المهملتين؛ أي: تنحّى عنه، وأخذ يميناً أو شمالاً.
47 – (11) [حسن] وعن ابن عمر ﵄:
“أنّه كان يأتي شجرةً بين مكة والمدينة فَيَقِيلُ تحتها، ويُخبِر أنّ رسولَ الله – ﷺ – كان يفعلُ ذلك”.
رواه البزار بإسناد لا بأس به. (1)
48 – (12) [صحيح] وعن [أنس] (2) بن سيرين قال:
كنتُ مع ابنِ عمرَ -﵀- بـ (عرفات)، فلما كان حين راحَ، رُحْتُ معه، حتى أتى الإِمامُ فصلّى معه الأولى والعصرَ، ثم وقفَ وأنا وأصحابٌ لي، حتى أفاضَ الإمامُ، فَأَفَضْنا معه، حتى انتهى إلى المضيقِ دون المأْزِمَين، فأَناخَ وأنخْنا، ونحن نَحسِب أنه يريد أن يصلّي، فقال غلامُه الذي يُمسك راحلته: إنَّه ليس يريد الصلاة، ولكنه ذكر أنّ النبي – ﷺ – لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجتَه، فهو يحبّ أن يقضيَ حاجَتَه.
رواه أحمد، ورواته محتج بهم في “الصحيح”.
قال الحافظ ﵀:
“والآثار عن الصحابة ﵃ في اتباعهم له، واقتفائهم سنّته كثيرة جداً، والله الموفق، لا ربَّ غيره”.
__________
2 – (الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء)
49 – (1) [صحيح] عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله – ﷺ -:
“من أحْدَثَ في أمرِنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ”.
رواه البخاري ومسلم، وأبو داود، ولفظه:
“مَن صنع أمراً على غير أمرِنا؛ فهو ردٌّ”.
وابن ماجه. وفي رواية لمسلم:
“من عمل عملاً ليس عليه أمرُنا؛ فهو ردٌّ”.
50 – (2) [صحيح] وعن جابر ﵁ قال:
كان رسولُ الله – ﷺ – إذا خطب احمرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه، واشتدَّ غضبُه، كأنَّهُ منذرُ جيشٍ، يقول: صَبَّحكم ومَسَّاكم. -ويقول:- (1)
“بُعِثْتُ أنا والساعةُ كهاتين”. -وَيَقرنُ بين إصبَعَيْه السبابّةِ والوُسطى ويقول:-
“أمّا بعد، فإنّ خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهَدْي هَدْيُ محمدٍ، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكل بدعة ضلالة (2) “. ثم يقول:
“أنا أولى بكل مؤمن من نفسِه، من ترك مالاً فلأهلِه، ومن تَرَكَ دَيناً أو ضياعاً (1) فإليَّ، وعليَّ”.
رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما.
51 – (3) [حسن صحيح] وعن معاويَة ﵁ قال: قام فينا رسول الله – ﷺ – فقال:
“ألا إنَّ مَن كان قبلكم من أهلِ الكتابِ افترَقُوا على ثِنْتَيْنِ وسبعين مِلَّة، وإنَّ هذه الأمَّة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين، ثِنْتَانِ وسبعون في النار، وواحدةٌ في الجنّة، وهي الجماعةُ” (2).
[حسن] رواه أحمد وأبو داود، وزاد في رواية (3):
“وإنه سيخرجُ في أُمتي أقوامٌ تَتَجارى بهم الأهواءُ، كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، ولا يَبقى منه عِرق ولا مفصلٌ إلا دَخله”.
قوله: (الكَلَب) بفتح الكاف واللام، قال الخطابي:
“هو داء يعرض للإنسان من عضّة الكلْب الكَلِب، قال: وعلامة ذلك في الكلْب أن تحمرّ عيناه، ولا يزال يُدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنساناً ساوَرَه (4) “.
__________
52 – (4) [صحيح] وعن أبي بَرْزَة ﵁ عن النبي – ﷺ – قال:
“إنّما أخشى عليكم شهواتِ الغَيّ في بطونكم وفروجكم، ومُضِلاَّتِ الهوى”.
رواه أحمد والبزّار والطبراني في “معاجمه الثلاثة”، وبعض أسانيدهم رواته ثقات.
——-
قلت (سيف): ذكر محققو المسند أن فيه انقطاع بين ابي الحكم وأبي برزة
قلت: قال البيهقي في الزهد: وهذا مرسل
وهو في ذم الكلام وفيه (شهوات الغنى) وعزاه للطبراني لفظ عاصم وقال عثمان إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخشى عليكم شهوات الغي) رواه أحمد والباقي سواء.
وهو هكذا في الحلية م طريق عاصم (شهوات الغنى) ( تخريجنا لنضرة النعيم )
53 – (5) [حسن لغيره] وعن أنس ﵁ عن رسول الله – ﷺ – قال:
“وأمّا المهلكاتُ؛ فَشُحٌّ مطاعٌ، وهوىً مُتَّبعٌ، وإعجابُ المرءِ بنفسِهِ”.
رواه البزار والبيهقي وغيرهما، ويأتي بتمامه في “انتظار الصلاة” إن شاء الله تعالى (1).
—–
يأتي إن شاء الله الحكم عليه في باب انتظار الصلاة
54 – (6) [صحيح] وعن أنسِ بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله – ﷺ -:
“إنّ الله حَجَبَ التوبةَ عن كلِّ صاحبِ بدعة حتى يَدعَ بِدعَتَهُ”.
رواه الطبراني وإسناده حسن (2). (*)
قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: زاد المنذري هنا:
[وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه وَابْن أبي عَاصِم فِي كتاب «السّنة» من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَلَفْظهمَا قَالَ رَسُول الله – ﷺ-: «أَبى الله أَن يقبل عمل صَاحب بِدعَة حَتَّى يدع بدعته»]
وقد أورده الشيخ مشهور في طبعته، وصدّره بالحكم [صحيح لغيره] وقال: «استدركناه من أصول الشيخ – ﵀ تعالى-»
١ / ١٣٠
‘———–
تراجع الألباني عن تصحيحه كما في مقدمة صحيح الترغيب ص 31
55 – (7) [صحيح] وعن العِرباض بن سارية ﵁ قال: قال رسولُ الله – ﷺ -:
“إيّاكم والمحدَثاتِ، فإن كل محدثةٍ ضلالة”.
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وابن حبان في “صحيحه”، وقال الترمذي:
“حديث حسن صحيح”. وتقدم بتمامه بنحوه [1 – باب]
__________
56 – (8) [صحيح] وعن عبد الله بن عمروٍ قال: قال رسول الله – ﷺ -:
“لكل عملٍ شِرَّةٌ، ولكل شِرةٍ فَترةٌ، فمن كانت فترتُه إلى سنّتي فقد اهتدى، ومن كانت فترتُه إلى غير ذلك فقد هلَكَ”.
رواه ابن أبي عاصم وابن حبان في “صحيحه” (1).
—– هو في الصحيح المسند 802
57 – (9) [صحيح] ورواه ابن حبان في “صحيحه” (2) أيضاً من حديث أبي هريرة؛ أن النبي – ﷺ – قال:
“لكل عمل شِرَّةٌ، ولكل شِرَّة فترةٌ، فإن كان صاحبُها سددَّ أو قاربَ فأرجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تَعُدُّوه”.
(الشِّرَّة) بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء، وبعدها تاء تأنيث: هي النشاط والهمة، وشرة الشباب: أوله وحدّته.
58 – (10) [صحيح] وعن أنس ﵁ قَال: قال رسول الله – ﷺ -:
“مَنْ رَغِبَ عن سنتي فليسَ مِني”.
رواه مسلم (3).
———-
ورد في الصحيح المسند 1486 قصة وان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن فلانة مولاه لعبدالمطلب وذكروا أنها تقوم الليل .
59 – (11) [صحيح] وعن العِرباض بن سارية ﵁؛ أنه سمع رسول الله – ﷺ – يقول:
“لقد تركتُكم على مِثْلِ البيضاء (1)، ليلُها كنهارِها، لا يَزيغُ عنها إلا هالكٌ”.
رواه ابن أبي عاصم في “كتاب السّنة” بإسناد حسن (2).
60 – (12) [صحيح لغيره موقوف] وعن عَمرو بن زرارة قال:
وقف عليَّ عبد الله -يعني ابن مسعود- وأنا أقُصُّ، فقال:
يا عَمرو! لقد ابتدعتَ بدعةً ضلالةً، أو إنَّك لأهدى من محمدٍ وأصحابه! فلقد رأيتُهم تفرّقوا عنّي حتى رأيتُ مكاني ما فيه أحدٌ.
رواه الطبراني في “الكبير” بإسنادين أحدهما صحيح (3).
قال الحافظ عبد العظيم:
“وتأتي أحاديث متفرّقة من هذا النوع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى”.
_________
3 – (الترغيب في البداءة بالخير ليُستن به، والترهيب من البداءة بالشر خوف أن يستن به)
61 – (1) [صحيح] عن جَريرٍ ﵁ قال:
كنا في صدر النهار عند رسولِ الله – ﷺ -، فجاءه قومٌ غراةٌ مُجتابي النِّمار والعَباء، مُتقلِّدي السيوفِ، عامَّتهم من مُضر، بل كلهم من مُضر، فَتَمَعَّر وجهُ رسولِ الله – ﷺ – لَمّا رأى ما بهم من الفاقة، فدخل، ثم خرج، فأمر بلالاً فأذَّن وأقام، فصلى (1)، ثم خطب فقال:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}، إلى آخر الآية. . . (2) {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، والآية التي في (الحشر): {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (3) تَصَدَّقَ رجلٌ من دينارِه، من درهمِه، من ثوبِه، من صاعِ بُرِّه، من صاعِ تَمره، -حتى قال:- ولو بِشِقِّ تمرة. قال: فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّةِ كادَتْ كَفُّه تَعجِزُ عَنها، بل قد عَجَزَتْ. -قال:- ثم تتابعَ الناسُ حتى رأيتُ كَومَيْنِ من طعامِ وثيابٍ، حتّى رأيت وجهَ رسول الله – ﷺ – يَتَهلَّلُ كأنه مُذْهبةٌ، فقال رسول الله – ﷺ -:
“من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فلَه أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده، من غير أن يَنقصَ من أجورِهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليهِ وِززها وزرُ من عملَ بها من غير أن ينقصَ من أوزارهم شيء”.
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة.
قوله: (مجتابي) هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة.
__
و (النمار) جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط، أي: لابسي النمار، قد خرقوها في رؤوسهم.
و (الجوب): القطع.
وقوله: (تَمَعَّرَ) هو بالعين المهملة المشددة؛ أي: تغيّر.
وقوله: (كأنه مُذهبة) ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون، وضبطه بعضهم بذال معجمة وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة، وهو الصحيح المشهور. ومعناه على كلا التقديرين: ظهور البِشْر في وجهه – ﷺ – حتى استنار وأشرق من السرور.
و (المذهبة): صفيحة منقشة بالذهب، أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب، يصف حسنه وتلألؤه.
62 – (2) [حسن صحيح] وعن حذيفةَ ﵁ قال:
سأل رجلٌ على عهدِ رسولِ الله – ﷺ -، فأمسكَ القومُ، ثم إنّ رجلاً أعطاه؛ فأعطى القومُ، فقال رسولُ الله – ﷺ -:
“من سَنَّ خيراً فاستُنَّ به، كان له أجرُهُ، ومثلُ أجور من تَبِعَهُ، غير مُنْتَقَصٍ من أجورهم شيئاً، ومن سَنَّ شراً فاستُنَّ به، كان عليه وزرُه، ومثلُ أوزار من تبعه، غير مُنتقصٍ من أوزارهم شيئاً”.
رواه أحمد، والحاكم وقال: “صحيح الإسناد”.
——
يشهد له الحديث السابق
63 – (3) [صحيح] ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة (1).
—–
تعقبه الألباني في الحاشية بأن مسلم أخرجه
64 – (4) [صحيح] وعن ابن مسعود ﵁، أن النبي – ﷺ – قال:
“ليس مِن نفسٍ تُقتَلُ ظلماً إلا كان على ابنِ آدمَ الأولِ كِفلٌ (2) من دمِها،
لأنّه أولُ من سَنَّ القتلَ”.
رواه البخاري ومسلم والترمذي.
65 – (5) [حسن صحيح] وعن واثلة بن الأسقع عن النبي – ﷺ – قال:
“من سَنَّ سنةً حسنةً فله أجرُها ما عُمِلَ بها في حياتِه، وبعد مماته حتّى تُتركَ، ومن سَنَّ سنةً سيئةً فعليه إِثْمُها حتى تُتركَ، ومن مات مُرابِطاً جَرى عليه عملُ المرابطِ حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ”.
رواه الطبراني في “الكبير” بإسناد لا بأس به.
——
سيأتي إن شاء الله في الجهاد 1222
66 – (6) [حسن لغيره] عن سهل بن سعد ﵄؛ أنّ النبي – ﷺ – قال:
“إن هذا الخيرَ خزائنُ، ولتلك الخزائن مفاتيحُ، فطوبى لعبدٍ جَعَلَهُ الله ﷿ مفتاحاً للخيرِ، مغلاقاً للشرِّ، وويلٌ لِعبدٍ جَعَلَهُ الله مفتاحاً للشرِّ، مغلاقاً للخير”. (1)
رواه ابن ماجه -واللفظ له-، وابن أبي عاصم، وفي سنده لين، وهو في “الترمذي” بقصةٍ (2).
__________
تعقبه الألباني بأن عزوه للترمذي سهو وراجع الصحيحة 1332
وتراجع الألباني عن تضعيه
وذكره صاحب ذخيرة الحفاظ 1974 ونقل ضعف عبدالرحمن بن زيد بن أسلم
وكذلك ضعفه السخاوي بعبدالرحمن بن زيد وذكر له شاهد من حديث أنس وقال وابن أبي حميد منكر الحديث
وقال صاحب إبانة الحاجة على مقدمة ابن ماجه : إسناد ساقط ورجح مقبل أن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم لا يقبل في الشواهد
وضعف إسناده الأرناؤوط في تحقيق ابن ماجه بعبدالرحمن بن زيد بن أسلم
وذكر الألباني متابعا لعبدالرحمن بن زيد هو عقبة بن محمد عن زيد بن أسلم
وعقبة الظاهر انه أخو اسباط بن محمد قال ابن أبي حاتم عن أبيه : لا أعرفه
وللحديث شاهد اخر مرسل ضعيف فالحديث بمجموع طرقه حسن . انتهى من الصحيحة
قلت سيف بن دورة : في المسند المعلل ذكروا رواية عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وقالوا :
ـ قال البخاري: محمد بن عقبة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم، قال: إن عند الله خزائن الخير والشر، مفاتيحها الرجال.
قال لي علي: عن معتمر بن سليمان، سمع محمد بن عقبة.
وقال لي أَبو بكر: عن عبد الأعلى بن حماد، عن معتمر، عن عقبة بن محمد، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم.
قال أَبو عبد الله: وعبد الرحمن لا يصح حديثه. «التاريخ الكبير» 1/ 200.