48 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
تنسيق أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1456): قال الإمام المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:
فإذا اختلف عالمان؛ عالم عنده الدليل وعالم ليس معه دليل، إذا أخذت بالدليل فأنت احتكمت إلى الله، وإذا رفضت الدليل فأنت رافض للحق والدليل، وهذا أمر خطير جدا وقد يقع صاحبه في الكفر إذا عرف الدليل وتركه تعلقا بقول فلان وفلان، قد يقع في الكفر والعياذ بالله؛ لأنه رد أمر الله ورد حكم الله عزوجل بعناده وهواه.
المجموع الرائق الرائق من الوصايا والزهديات والرقائق
صفحة (420)
______________
(1457): [فضلُ سقي الماء] …
قال الحافظ ابن بطّال رحمه الله:
سَقيُ الماءِ مِن أعظم القُرباتِ إلى الله تعالى، وقد قال بعض التّابعين:
مَنْ كثُرتْ ذُنوبه فعليه بسقي الماء، وإذا غُفرت ذنوب الّذي سَقى الكلبَ فما ظنُّكم بمَنْ سَقى رجلاً مؤمناً مُوحِّداً أو أحياهُ بذلك؟ ..
شرح صحيح البخاري (6) / (503) …
______________
(1458): [فضل سقي الماء]
قال العلامة ابن باز رحمه الله:
*فإذا كان سقي الكلاب ونحوها رحمةً لها من أسباب المغفرة، فسقي بني آدم المعصومين أعظم وأكبر، ولا سيما المسلمون*.
فجديرٌ بالمؤمن أن يحرص على سقي الماء في الفلاة في المواضع التي يحتاج الناس فيها إلى الماء، وفي أيام الصوم في رمضان بإيجاد البرادات التي تسقي الناس، وفي كل موضعٍ يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإن في ذلك فضلًا عظيمًا وخيرًا كثيرًا.
https://binbaz.org.sa/audios/3347/
باب-فضل-سقي-الماء
______________
(1459): قَالَ زَيْنُ الدِّيْنِ المُنَاوِيُّ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” فَالْقُرْآنُ هُوَ الشِّفَاءُ التَّامُّ مِنْ جَمِيْعِ الأَدْوَاءِ القَلْبِيَّةِ وَالبَدَنِيَّةِ، لَكِنْ لَا يُحْسِنُ التّدَاوِيَ بِهِ إِلَّا المُوَفَّقُونَ “.
[فَيْضُ القَدِيْرِ ((536) / (4))]
______________
(1460): قال الشيخ زيد المدخلي:
اختر الزملاء الصالحين والقرناء المفلحين.
فإن مصاحبة هذا الصنف من الناس هداية وفضيلة، ومخالطتهم غنيمة جليلة ومذاكرتهم في فنون العلم لها فوائد جزيلة.
منهم يؤخذ حسن الأدب، ومن سلوكهم تظفر بخير المنقلب، ومن خلال ملازمتهم تحكم طريق الطلب.
الأجوبة السديدة ((225)).
______________
(1461): قال العلّامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
“القلب يعرض له مرضان عظيمان
إنْ لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التّلف
وهما الرياء والكِبر فدواء الرياء بإِيَّاكَ نَعْبُدُ ودواء الكِبر بإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”.
[مدارج السالكين (78/ 1)].
______________
(1462): ومن السُّنَّة أن يقول المسلم إذا رأى أحدًا من أهلِ البلاء: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، وهي دعوةٌ عظيمةٌ نافعةٌ مَن قالَها حين يرى البلاءَ، لَم يُصبه ذلك البلاءًُ بإذن الله ، ففي الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «مَنْ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاَءُ» (1).
وليَحذر المسلمُ من الشماتة بأهل البلاء؛ فإنَّه لا يأمن أن يبتليه الله بما ابتلاهم فيه، يقول إبراهيم النَّخعي : «إنِّي لأرى الشيءَ أكرهه، *فما يَمنعُنِي أن أتكلَّم فيه إلاَّ مخافة أن أُبتَلَى بمثله*».
فقه الأدعية والأذكار (3) / (302)
______________
(1463): من جميل تغريدات الشيخ خالد الردادي رحمه الله
*درج أهل البدع والتحزب الطعن في ولاة الأمر والتحريض عليهم في مجالسهم الخاصة وحتى يكون الأمر سرا يختمون بحديث: (المجالس بالأمانة) *
وليتهم أتموه-على فرض صحته-ففيه نقض لما زعموا وهو:
( .. إلا ثلاثة مجالس؛ مجلس يسفك فيه دم حرام، و مجلس يستحل فيه فرج حرام، و مجلس يستحل فيه مال من غير حق).
_____________
: (1464) قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ:
“وَلَا خِلَافَ بَيْنَ العُلَمَاءِ فِيْمَا نَعْلَمُهُ فِيْ اسْتِحْبَابِ لُبْسِ أَجْوَدِ الثِّيَابِ لِشُهُوْدِ الجُمُعَةِ وَالأَعْيَادِ.
وَرَوَىْ وَكِيْعٌ فِيْ كِتَابِهِ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِيْ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِيْ لَيْلَى، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَشْيَاخَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ إِذَا كاَنَ يَوْمُ الجُمُعَةِ اغْتَسَلُوْا، وَلَبِسُوْا أَحْسَنَ ثيَِابِهِمْ، وَتَطَيَبُوْا بِأَطْيَبِ طِيْبِهِمْ، ثُمَّ رَاحُوْا إِلِى الجُمُعَةِ”.
فَتْحُ البَارِيْ لِابْنِ رَجَبٍ الَحَنْبَلِيِّ
ج (8) ص (119)
______________
(1465): قَالَ ابْنُ الجَوْزِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
“فَإِذَا جَاءَ إِبْلِيْسُ فَقَالَ: كَمْ تَدْعُوْهُ وَلَا تَرَى إِجَابَةً!؟
فَقُلْ: أَنَا أَتَعَبَّدُ بِالدُّعَاءِ”.
صَيْدُ الخَاطِرِ
ص (222)
______________
(1466): قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ الحَرَّانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
“قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِيْ صِفَةِ العِلْمِ:
إِنَّ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَمُذَاكَرَتُهُ تَسْبِيْحٌ، وَالبَحْثُ عَنْهُ جِهَادٌ، وَتَعْلِيْمُهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، بِهِ يُعْرَفُ اللهُ، وَيَعْبُدُوْنَهُ، وَيُمَجَّدُ اللهُ وَيُحَّدُ”.
مِنْهَاجُ السُّنَّةِ ج (8) ص (209) – (210)
______________
(1467): قال ابن القيم رحمه الله:
يوم الجمعة هو في الأيام كشهر رمضان في الشهور
وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
زاد المعاد (1) / (492)
______________
(1468): قال ابن القيم -رحمه الله-:
وعندي أنَّ ساعةَ الصلاة ساعةٌ ترجى فيها الإجابة أيضًا، فكلاهما ساعة إجابة. وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخرَ ساعة بعد العصر، فهي ساعة معيَّنة من اليوم، لا تتقدَّم ولا تتأخَّر. وأمَّا ساعة الصلاة فتابعة للصلاة، تقدَّمت أو تأخَّرت، لأنَّ لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرُّعهم وابتهالهم إلى الله تأثيرًا في الإجابة، فساعةُ اجتماعهم ساعةٌ ترجى فيها الإجابة. وعلى هذا، فتتفق الأحاديث كلُّها، ويكون النَّبيُّ قد حضَّ أمَّتَه على الدعاء والابتهال إلى الله في هاتين الساعتين ..
زاد المعاد (1) / (487)
______________
(1469): قال ابن القيم -رحمه الله-:
“وهذه الساعة هي آخر ساعة بعد العصر، يُعَظِّمُها جميع أهل الملل”.
زاد المعاد (1) / (489)
______________
(1470): [سَلِ الله الْعَفْوَ والْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ]
[حكم الألباني]
(صحيح) انظر حديث رقم: (3631) في صحيح الجامع
قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ الْعَافِيَةُ أَنْ تَسْلَمَ مِنَ الْأَسْقَامِ وَالْبَلَايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ وَالْمُعَافَاةُ هِيَ أَنْ يُعَافِيَكَ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ وَيُعَافِيَهُمْ مِنْكَ أَيْ يُغْنِيَكَ عَنْهُمْ وَيُغْنِيهِمْ عَنْكَ وَيَصْرِفَ أَذَاهُمْ عَنْكَ وَأَذَاكَ عَنْهُمْ وَقِيلَ هِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْعَفْوِ وهو أن يعفوا عَنِ النَّاسِ وَيَعْفُوَهُمْ عَنْهُ انْتَهَى. انظر:،تحفة الاحوذي (9/ 347).
و قال العلامة فيصل ال مبارك رحمه الله: في هذا الحديث: إرشاد إلى أنه ينبغي لكل أحد سؤال العافية في الدنيا بالسلامة من الأسقام، والمحن، والآلام والآخرة بالعفو عن الذنوب، وإنالة المطلوب.
تطريز رياض الصالحين (1/ 815).
______________
(1471) موعظة
قال ابن الجوزي – رحمه الله -:
“يا هذا؛ الأيّام ثلاثة: أمسٍ قَد مضَى بِمَا فِيه، وغَدٍ لعلَّكَ لا تُدرِكُهُ، وإنَّما هُوَ يَومُكَ هَذا فاجتَهِدْ فِيه؛ ولِلهِ درُّ مَن تنبَّهَ لِنَفسِه، وتزوَّدَ لِرَسمِه، واستدرَكَ ما مضَى مِن أمسِهِ قبلَ طولِ حَبسِه”.
[التبصرة ((153) / (1))].
نسأل الله تعالى أن ينبهنا من الغفلة وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه.
______________
(1472): قَالَ أَبُو زيد: مَا زلت أسوق نَفسِي إِلَى الله وَهِي تبْكي حَتَّى سقتها وَهِي تضحك.
المدهش (1) / (463) — ابن الجوزي.
______________
(1473): كان من دعاء عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-
اللهم إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك، فإن رحمتك أهل أن تبلغني، رحمتك وسعت كل شيء، وأنا شيء فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنك خلقت قوما فأطاعوك فيما أمرتهم، وعملوا في الذي خلقتهم له، فرحمتك إياهم كانت قبل طاعتهم لك، يا أرحم الراحمين ..
حلية الأولياء (5) / (298)
______________
(1474): حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، أَبُو سِنَانٍ الْقَسْمَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، وَأَقْبَلَ عَلَى عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فَقَالَ لَهُ: «وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَحْمِلُ عِلْمَكَ إِلَى أَبْوَابِ الْمُلُوكِ وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا، وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ، أَتَأْتِي مَنْ يُغْلِقُ عَنْكَ بَابَهُ، وَيُظْهِرُ لَكَ فَقْرَهُ، وَيُوارِي عَنْكَ غِنَاهُ، وَتَدَعُ مَنْ يَفْتَحُ لَكَ بَابَهُ، وَيُظْهِرُ لَكَ غِنَاهُ، وَيَقُولُ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: (60)] وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ، ارْضَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَةِ، وَلَا تَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِكْمَةِ مَعَ الدُّنْيَا، وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ، إِنْ كُنْتَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَإِنَّ أَدْنَى مَا فِي الدُّنْيَا يَكْفِيكَ، وَإِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ يَكْفِيكَ، وَيْحَكَ يَا عَطَاءُ، فَإِنَّ بَطْنَكَ بَحْرٌ مِنَ الْبُحُورِ، وَوَادٍ مِنَ الْأَوْدِيَةِ، وَلَا يَمْلَؤُهُ إِلَّا التُّرَابُ»
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة (4) / (43) — أبو نعيم الأصبهاني (ت (430))
______________
(1475): قال وهب بن منبه:
“من يتعبد يزدد قوة، ومن يكسل يزدد فترة”.
الزهد لأحمد بن حنبل (1) / (303)
______________
(1476): قال مجاهد: إن العبد إذا أقبل على اللَّه عز وجل أقبل اللَّه بقلوب المؤمنين إليه.
الزهد لأحمد بن حنبل (1) / (306)
______________
(1477): الصحبة الصالحة من أسباب بهجة النفس
خرج عبدالله بن مسعود على أصحابه فقال: أنتم جلاء حزني
روضة العقلاء: ص ((245))
______________
(1478): قَال علِي -رضي الله عنه-:
«الْإِيمَانُ يَبْدَأُ لُمْظَةٌ بَيْضَاءُ فِي الْقَلْبِ، كُلَّمَا ازْدَادَ الْإِيمَانُ ازْدَادَتْ بَيَاضًا حَتَّى يَبْيَضَّ الْقَلْبُ كُلُّهُ، وَإِنَّ النِّفَاقَ يَبْدَأُ لُمْظَةٌ سَوْدَاءُ فِي الْقَلْبِ فَكُلَّمَا ازْدَادَ النِّفَاقُ ازْدَادَتْ حَتَّى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ كُلُّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ شَقَقْتُمْ عَنْ قَلْبِ مُؤْمِنٍ وَجَدْتُمُوهُ أَبْيَضَ الْقَلْبِ، وَلَوْ شَقَقْتُمْ عَنْ قَلْبِ مُنَافِقٍ وَجَدْتُمُوهُ أَسْوَدَ الْقَلْبِ»
الإيمان لابن أبي شيبة (1) / (19)
______________
(1479): *قالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ:*
«نَظَرْتُ فِي السَّخاءِ فَما وجَدْتُ لَهُ أصْلًا ولا فَرَعًا إلّا حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأصْلُ البُخْلِ وفَرْعُهُ سَوْءُ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وجَلَّ»
[شعب الإيمان للبيهقي ((10399))]
______________
(1480): {وَقالُوا الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَذهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفورٌ شَكورٌ} [فاطر: (34)]
{و} لمَّا تمَّ نعيمُهم وكَمُلَتْ لَذَّتُهم؛ {قالوا الحمدُ لله الذي أذْهَبَ عنَّا الحَزَنَ}: وهذا يشملُ كلَّ حزنٍ؛ فلا حزنَ يعرض لهم بسبب نقص في جمالهم ولا في طعامهم وشرابهم ولا في لذَّاتهم ولا في أجسادهم ولا في دوام لَبْثِهم؛ فهم في نعيمٍ ما يرونَ عليه مزيدًا، وهو في تزايدٍ أبدَ الآباد. {إنَّ ربَّنا لَغفورٌ}: حيث غَفَرَ لنا الزلاتِ. {شكورٌ}: حيث قَبِلَ منَّا الحسناتِ وضاعَفَها، وأعطانا من فضلِهِ ما لم تَبْلُغْهُ أعمالُنا ولا أمانينا. فبمغفرتِهِ؛ نَجَوْا من كلِّ مكروه ومرهوبٍ، وبشكرِهِ وفضلِهِ؛ حصل لهم كلُّ مرغوبٍ محبوبٍ.
تفسير السعدي
______________
(1481): قال عطاء الخراساني:
قيام الليل محياة للبدن، ونور في القلب، وضياء في الوجه، وقوة في البصر والأعضاء كلها، وإن الرجل إذا قام بالليل أصبح فرحا مسرورا، وإذا نام عن حزبه أصبح حزينا مكسور القلب كأنه قد فقد شيئا، وقد فقد أعظم الأمور له نفعا.
البداية والنهاية (9) / (294)
______________
(1482): *أسخف شعر قالته العرب! *
كأننا والماء مِن حولِنا
قوم جلوس حولهم ماء
الأرض أرض والسماء سماء
والماء ماء والهواء هواء
والماء قِيل بأنه يروي الظما
واللحم والخبز السمين غِذاء
ويقال أن الناس تنطِق مِثلنا
أما الخِراف فقولها مأماء
كل الرجالِ على العمومِ مذكر
أما النِساء فكلهن نِساء
والقصيدة لعلي بن سودون الجركسي اليشبغاوي القاهري من القرن الرابع عشر الميلادي.
*والبيت الأول من القصيدة هو الذي اشتهر، وقد وصفه بعضهم بأنه «أسخف بيت شعر قالته العرب»، وحسب العاملي في الكشكول، فإن ابن الوردي قال تعليقاً على بيت سودون:*
* «وشاعر أوقَد الطبعُ الذكاءَ له*
*فكاد يحرقه من فرطِ إذكاءِ*
*أقام يُجهد أياماً قريحته*
*وشبّه الماء بعد الجهد بالماء.» *
______________
(1483): قَالَ تَعَالَى:
{واذكُرُوا للهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
قَالَ القُرطُبِيُّ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” اُذْكُرُوا اللّاهَ عِنْدَ جَزَعِ قُلُوبِكُمْ، فَإِنَّ ذِكْرَهُ يُعِيْنُ عَلَى الثَّبَاتِ فِي الشَّدَائِدِ “.
[الجَامِعُ لأحْكَامِ القُرآنِ ((23) / (8))]
______________
(1484): قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ يَتَعرَّضُ لَنَا قَطُّ أَحَدٌ مِنْ أَفنَاءِ النَّاسِ إلَّا رُمِيَ بِقَارعَةٍ، وَلَمْ يَسْلَمْ وَكُلَّمَا حَدَّثَ الجُهَالُ أَنفسَهُم أَنْ يَمْكُرُوا بِنَا رَأَيْتُ مِنْ ليلتِي فِي المَنَامِ نَارًا تُوَقَدُ ثُمَّ تُطفَأُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتفَعَ بِهَا فَأَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ تَعَالَى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه} [المَائِدَة: (64)]. وَكَانَ هِجِّيرَاهُ (1) مِنَ اللَّيْلِ إِذَا أَتيتهُ فِي آخِرِ مَقْدَمِهِ مِنَ العِرَاقِ: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِه} [آل عِمْرَان: (160)]، الآيَة. … سير أعلام النبلاء – ط الحديث (10) / (116) — شمس الدين الذهبي
______________
(1485): قال ابن تيمية -رحمه الله-:
الذُّنُوبُ لَهَا عُقُوبَاتٌ: السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلَانِيَةُ بِالْعَلَانِيَةِ
مجموع الفتاوى (14) / (111)
______________
(1486): قال سفيان الثوري رحمه الله:
لا يذوق العبدُ حلاوةَ الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
تاريخ دمشق لابن عساكر (10/ 204).
______________
(1487): قَالَ الكِسَائِيُّ – رَحِمَهُ اللّاهُ تَعَالَى -:
” احْفَظْ لِسَانَكَ لَا تَقُولُ فَتُبْتَلَى
إنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ “.
[نُزْهَةُ الأَلِبَّاءِ ((62))]
______________
(1488): قال العلامة بن عثيمين رحمه الله:
كلما كنت في حاجة أخيك كان الله في حاجتك، فأكثر من المعروف، أكثر من الإحسان ولا تحقرن شيئا ولو كان قليلا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة” والفرسن: ما يكون في ظلف الشاة وهو شيء بسيط زهيد، أي: لا تحقر ولو هذا الشيء القليل.
شرح رياض الصالحين ((4) – (295)).
______________
(1489): مسائل في المرور بين يدي المصلي.
مسألة: إذا أراد قطّ أو ما أشبه ذلك أن يمر فهل يمنعه الإنسان؟ وهل يمنع بقية البهائم أو الدواب؟
الجواب: نعم يمنعها لئلا تشوش عليه، لكنها لو مرت فإنها لا تبطل ولا تضر -يعني: في نقص الصلاة فإنها لا تضر – لكنه يمنعها.
مسألة: هل الطفل له حكم الكبير في المرور، وهل يقطع الصلاة إذا كانت أنثى؟
الجواب: لا، فالأنثى لابد أن تكون بالغة، فما دون البلوغ لا تقطع الصلاة، ويمنع الصبي ولو لم يبلغ، والطفل ولو سنتين أو ثلاثة؛ لأنه لا ينبغي أن تمكن أحدا أن يحول بينك وبين قبلتك.
التعليق على صحيح مسلم المجلد الثالث ص (287) – (288) للعلامة العثيمين رحمه الله.
______________
(1490): قال العلامة العثيمين رحمه الله:
المرأة ضعيفة؛ ضعيفة العقل وضعيفة الدين كما وصفها بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن).
وكثير من الرجال مع الأسف الشديد هم رجال في ثياب رجال وإلا فهم نساء، التدبير للنساء عليهم، وهنّ القوامات عليهم، عكس ما أمر الله: الرجال قوامون على النساء، لكن أصبح الآن بين كثير من الناس النساء قوامات على الرجال، هي التي تدبر الرجل.
شرح رياض الصالحين (2/ 447).
______________
(1491): قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله:
إذا أردت طيب الحياة فارض بالقضاء والقدر فلن تجد مَن هو أنعم بالاً من المؤمن بالقضاء والقدر
ولهذا قال النبي :
” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ”
ولا تقل لو كنت فعلت كذا لكان كذا بل ارض بالواقع ..
و إذا كرهت الشيء الواقع فقل:
الحمدلله، هذا قضاء الله و قدره.
التعليق على الاقتضاء (747)
______________
(1492): عند ابن حبان كتاب الحج – (باب فيمن مضت عليه خمسة أعوام وهو غني ولم يحج أو يعتمر) عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله قال: ” قال الله: إن عبدا أصححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسة أعوام، لا يفد إلي: لمحروم “.
“الصحيحة” (1662)
______________
(1493): [تعلق بالله وحده يكفيك ويغنيك]
-قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
كلما اشتدت الكربة،
واشتد تعلقك بالله فُرجت،
وأما إذا اشتدت الكربة وجعلت تفكر!
أين أذهب؟! إلى كذا، إلى فلان، إلى فلان؟ فإنك توكل إليه،
أمّا إذا كنت تفزع إلى الله، فاعلم أن الفرج قريب.
التعليق على صحيح مسلم ((2) / (510)).
______________
(1494): [من فقه النفس المبادرة بدوائها]
” إذا رأيت من نفسك إركاساً؛ فانتشلها بالتوبة والإستغفار لله عز وجل، وسؤال الله الثبات، ولا تتهاون، ولا تقل إن شاء الله سيقوى إيماني؛ بل من الآن، من حين أن تحس بالمرض فعليك بالدواء”.
تفسير سورة النساء لـ ابن عثيمين: (2) / (53)