47 – فتح رب البرية بينابيع الحكمة من أقوال الأئمة
جمع أحمد بن خالد وآخرين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف الشيخ د. سيف بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
(1425) {قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَني بِهِم جَميعًا إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ} [يوسف: (83)]
تفسير السعدي:
فلما رجعوا إلى أبيهم وأخبروه بهذا الخبر؛ اشتدَّ حزنُه وتضاعف كَمَدُهُ واتَّهمهم أيضًا في هذه القضيَّة كما اتَّهمهم في الأولى و {قال بل سوَّلَتْ لكم أنفسُكم أمرًا فصبرٌ جميلٌ}؛ أي: ألجأ في ذلك إلى الصبر الجميل الذي لا يصحَبُه تسخُّط ولا جزعٌ ولا شكوى للخلق. ثم لجأ إلى حصول الفرج لما رأى أنَّ الأمر اشتدَّ والكربة انتهت، فقال: {عسى اللهُ أن يأتيني بهم جميعًا}؛ أي: يوسف وبنيامين وأخوهم الكبير الذي أقام في مصر. {إنَّه هو العليم}: الذي يعلم حالي واحتياجي إلى تفريجه ومنَّته واضطراري إلى إحسانه، {الحكيم}: الذي جعل لكلِّ شيءٍ قَدَرًا، ولكلِّ أمرٍ منتهىً بحسب ما اقتضته حكمته الربانيَّة.
______________
(1426): قال ابن رجب -رحمه الله-:
من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقّه الذي عرفه. من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله، وقد قرّبه وأزلفه. من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف، فليقم لله بحقّ الرجاء والخوف. من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى. من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد ربّ البيت؛ فإنّه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.
لطائف المعارف (1) / (500)
______________
(1427): رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيِّ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ أَنَّهُ قَرَأَ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا) ثُمَّ يَبْكِي وَيَقُولُ: يَا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ تَرْفَعُ قَوَائِمَ بَيْتِ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ مُشْفِقٌ أَنْ لَا يَتَقَبَّلَ مِنْكَ.
تفسير ابن كثير – ط العلمية (1) / (302) — ابن كثير (ت (774)).
______________
(1428): قال الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله:
المسلم إذا اعتقد وآمن بأنّ الله أكبر من كلِّ شيء، وأنّ كلَّ شيء مهما كبر يصغر عند كبرياء الله وعظمته، علمَ من خلال ذلك علم اليقين أن كبرياءَ الربِّ وعظمتَه وجلالَه وجمالَه وسائرَ أوصافه ونعوته أمرٌ لا يمكن أن تحيط به العقول أو تتصوّره الأفهام أو تدركه الأبصار والأفكار، فالله أعظم وأعظم من ذلك، بل إنّ العقولَ والأفهامَ عاجزةٌ عن أن تدركَ كثيرًا من مخلوقات الرب فكيف بالرب سبحانه.
فقه الأدعية والأذكار (287) / (1)
______________
(1429): س: هل يشرع لنا التكبير بعد صلاة الفريضة مباشرة وقبل الأذكار التي تقال بعد الصلاة أثناء أيام عشر ذو الحجة، أم هذا خاص بأيام التشريق بما فيها يوم عيد الأضحى، أفيدونا بارك الله فيكم؟
ج (2): التكبير المقيد بأدبار الصلوات الفرائض خاص بأيام التشريق، ويؤتى به بعد السلام مباشرة قبل الشروع في الأذكار.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
______________
(1430): قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّةَ رحمه الله:
وكان السَّلَفُ يَتناظَرون في المسألةِ مُناظَرةَ مُشاوَرةٍ ومُناصَحةٍ، وربَّما اختَلَف قولُهم في المسألةِ العِلميَّةِ والعَمَليَّةِ مع بقاءِ الأُلفةِ والعِصمةِ وأخُوَّةِ الدِّينِ …
مج الفتاوى (172) / (24) …
______________
(1431): سئل العلامة المُحدِّث عبد المحسن العبَّاد حفظه الله:
هل يمكن أن يقال عن “السرطان” إنه المرض الخبيث؟
فأجاب:
لا ينبغي أن يُطلق على الأمراض لفظ “الخبيث”، وإنما يسمَّى باسمه، أو بالشيء الذي يدل عليه، ولا يوصف المرض بأنه خبيث …..
شرح سنن الترمذي/ ك الطب /ش (223).
______________
(1432): ادراك العشر من الصلاة لا يحقق النهي عن الفحشاء و المنكر
قال العلامة صالح اللحيدان حفظه الله:
فإذا كان الواحد يصلي فربما لا يدرك من صلاته سوى العشر، هذا العشر لا يحقق النهي عن الفحشاء والمنكر، والله جل وعلا ذكر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فينا وفي غيرنا، فالإنسان لا يتحاشى عن بعض الأمور ويصلي، فلو كانت الصلاة تؤدى كاملة ولم يفلت منها أعشار ولا أرباع ولا أخماس لنهت؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: «إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فنسأل الله الهداية.
تذكير الأنام بفوائد عمدة الأحكام ((775)).
______________
(1433): قال الآجري -رحمه الله-:
فَلو فعلَ إِنسانٌ فعلاً كان له فيه قدوة بأحدٍ مِنْ أَصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان على الطريق المُستَقِيم، ومَنْ فعلَ فِعلاً يُخَالِفُ فيه الصحابةَ فَنَعُوذُ بِالله مِنْهُ، ما أَسْوأَ حالَه!.
[الشريعة: ((4) / (1790))]
______________
(1434): قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
{إنَّهم كانوا يسارِعون في الخيراتِ}؛ أي: يبادرون إليها، ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، ويكمِّلونها على الوجه اللائق الذي ينبغي، ولا يتركون فضيلةً يقدِرون عليها إلا انتهزوا الفرصة فيها.
تيسير الكريم الرحمن (1) / (530)
______________
(1435): الدنيا دار ابتلاء و محن
قال ابن الجوزي: وإذ بان أنها دار ابتلاء وسجن ومحن فلا ينبغي أن يقع جزع من البلوى.
” الثبات عند الممات” ((27))
______________
(1436): قال الإمام البخاري في صحيحه: وتَوَضَّأ عُمَرُ بالحميم مِن بَيْتِ نَصْرانِيَّةٍ.
فيهِ دَلِيلٌ عَلى جَوازِ اسْتِعْمالِ مِياهِ أهْلِ الكِتابِ مِن غَيْرِ اسْتِفْصالٍ
قالَ الشّافِعِي فِي (الام): لا بَاس بِالوضُوءِ من ماء المُشرك وبفضل وضوئِهِ ما لم يعلم فِيهِ نَجاسَة. انظر: [فتح الباري لابن حجر ((1) / (512)]
______________
(1437): قالَ ابْن بطة: اجتاز بعض المحبين للبربهاري ممن يحضر مجلسه من العوام وهو سكران عَلى بدعي فَقالَ البدعي: هَؤُلاءِ الحنبلية قالَ: فرجع إلَيْهِ وقالَ:
*الحنبلية عَلى ثلاثة أصناف صنف زهاد يصومون ويصلون وصنف يكتبون ويتفقهون وصنف يصفعون لكل مخالف مثلك وصفعه وأوجعه.*
طبقات الحنابلة (2) / (43) — ابن أبي يعلى
______________
(1438): ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ومغفرة مِمَّن يجودُ ويُكرِمُ
فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ
ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ
يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ
فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ
فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ
فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقهُ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ
ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وأحْقرَ منهُ عندها وهو ألأَمُ
ميمية ابن القيم
______________
(1439): قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود:
“لو أن رجلًا جلس على ظهر الطريق ومعه خرقة فيها دنانير؛ لا يمر إنسان إلا أعطاه دنانير؛ وآخر إلى جانبه يكبر؛ لكان صاحب التكبير أعظم أجرًا”.
الزهد لأحمد بن حنبل (2323).
______________
(1440): قال الإمام ابن عثيمين – رحمه الله -:
لا يجوز قول:
«هذه سنة الحياة»
بل يُقال:
هذه سُنة الله.
فتاوى سؤال على الهاتف (1) / (148)
______________
(1441): *من يجادل تعنتاً لا يجاب ولا يناظر*
قال تعالى: وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)
قال العلامة القرطبي رحمه الله: في هذه الآية أدب حسن علمه الله عباده في الرد على من جادل تعنتا ومراء ألا يجاب، ولا يناظر، ويدفع بهذا القول الذي علمه الله لنبيه – صلى الله عليه وسلم -.
[تفسير القرطبي ((14) / (444))].
______________
(1442): (248) -بَابُ دُعَاءِ الْأَخِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ – (278)
(487) / (624) (صحيح الإسناد) عن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ صلى الله عليه وسلم : * «إِنَّ دَعْوَةَ الْأَخِ فِي الله تستجاب»*.
(488) / (625) (صحيح) عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ- وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ بِنْتُ أَبِي الدَّرْدَاءِ- قَالَ: قَدِمْتُ عَلَيْهِمُ الشَّامَ، فَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فِي الْبَيْتِ، وَلَمْ أَجِدْ أَبَا الدَّرْدَاءِ. قَالَتْ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ دَعْوَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَاسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ». قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي السُّوقِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، يَاثُرُ عَنِ النَّبِيِّ
صحيح الأدب المفرد (1) / (234)
______________
(1443): قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:
من دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء كأكل الحرام ونحوه فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة، فلهذا قال: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}؛ أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة، ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره سبب لحصول العلم كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا}.
تيسير الكريم الرحمن (1) / (87)
______________
(1444): {وَتَزَوَّدُوا فَإنّ خَيْرَ الزَّادِ التّقْوَى} [البقرة: (197)]
قال ابن عمر وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن زيد: نزلت الآية في طائفة من العرب كانت تجيء إلى الحج بلا زاد ويقول بعضهم: نحن المتوكلون، ويقول بعضهم: كيف نحج بيت الله ولا يطعمنا، فكانوا يبقون عالة على الناس، فنهوا عن ذلك وأمروا بالتزود.
تفسير ابن عطية (1) / (273)
______________
(1445): [الافتراق المحذر منه في الآية والحديث إنما هو في أصول الدين وقواعده]
قال تعالى: وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)
قال العلامة القرطبي رحمه الله في التفسير ((15) / (52)):
هذه الآية تنظر إلى قوله – صلى الله عليه وسلم -: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة الحديث. خرجه أبو داود، ورواه الترمذي وزاد: قالوا ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي خرجه من حديث عبد الله بن عمرو.
وهذا يبين أن الافتراق المحذر منه في الآية والحديث إنما هو في أصول الدين وقواعده، لأنه قد أطلق عليها مللا، وأخبر أن التمسك بشيء من تلك الملل موجب لدخول النار.
ومثل هذا لا يقال في الفروع، فإنه لا يوجب تعديد الملل ولا عذاب النار؛ قال الله تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا.
______________
(1446): قال ابن كثير -رحمه الله-:
وقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: (228)] وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” وكان من أخلاقه – صلى الله عليه وسلم – أنه جميل العشرة دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها -، يتودد إليها بذلك، قالت: سابقني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسبقته، وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني، فقال: “هذه بتلك”.ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان إذا صلى العشاء فدخل منزله يسمر مع أهله قليلًا قبل أن ينام، يؤانسهم بذلك، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد، يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار. وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: (21)]
تفسير ابن كثير (2) / (212)
______________
(1447): الدِّين كلُّه خُلقٌ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدِّين.
وقد قيل: إنّ أحسنَ الخُلُق بذلُ النّدى، وكفُّ الأذى، واحتمال الأذى
وقيل: حسنُ الخُلق: بذلُ الجميل، وكفُّ القبيح.
وقيل: التّخلِّي من الرّذائل، والتّحلِّي بالفضائل.
وحسنُ الخُلق يقوم على أربعة أركانٍ لا يُتصوَّر قيامُ ساقِه إلّا عليها: الصّبر، والعفّة، والشّجاعة، والعدل.
فالصّبر: يحمله على الاحتمال، وكَظْمِ الغيظ، وكفِّ الأذى، والحِلْمِ والأناة والرِّفق، وعدمِ الطَّيش والعَجَلة.
والعفّة: تحمله على اجتناب الرّذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، وهو رأس كلِّ خيرٍ. وتمنعه من الفُحش، والبخل والكذب والغيبة والنّميمة.
والشّجاعة: تحمله على عزّة النّفس، وإيثارِ معالي الأخلاق والشِّيَم، وعلى البذل والنّدى الذي هو شجاعة النّفس وقوّتها على إخراج المحبوب ومفارقتِه، وتحمله على كظْم الغيظ والحِلم، فإنّه بقوّة نفسه وشجاعتها أمسكَ عِنانَها، وكبَحَها بلجامها عن التسرُّع والبَطْش، كما قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم : «ليس الشّديدُ بالصُّرَعة، إنّما الشّديد الذي يملك نفسَه عند الغضب»
وهذه حقيقة الشّجاعة، وهي ملكةٌ يقتدر بها على قَهْر خصمه.
والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسُّطِه فيها بين طرفَي الإفراط والتّفريط، فيحمله على خُلُق الجود والسّخاء الذي هو توسُّطٌ بين الإمساك والإسراف والتبذير، وعلى خُلق الحياء الذي هو توسُّطٌ بين الذُّلِّ والقِحَة، وعلى خُلق الشّجاعة الذي هو توسُّطٌ بين الجُبْن والتّهوُّر، وعلى خُلق الحِلم الذي هو توسُّطٌ بين الغضب والمَهانة وسقوط النّفس.
ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.
مدارج السالكين – ط عطاءات العلم (3) / (31) — ابن القيم (ت (751))
منزلة الخلق صلى الله عليه وسلم الأركان الأربعة لحسن الخلق
______________
(1448): * صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم | [فَائِدة الليًّلة:*
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال الإمام ابن باز – رحمه الله -:
* «لا تسمح لتارك الصلاة أن يذبح لك الأضحية لأنها كالميتة والجيفة».*
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم نور على الدرب ((198) / (24))
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم
______________
(1449): قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -:
إذا قام الإنسان بالعملِ الصالحِ في هذا الأيّام
العشرة إِحيَاءً لِمَا أَرشَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ
الأعمالِ الصالحةِ؛ فَإِنَّهُ على خيرٍ عظيم.
مجموع الفتاوى ((38) / (21))
______________
(1450): قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -:
الصدقة في عشر ذي الحجَّة؛ أحبُّ إلى الله
من الصدقة في عشر رمضان.
اللقاء الشهري ((10) / (2))
______________
(1451): قال ابن القيم رحمه الله:
ومَنْ كانت شِيمتُهُ التوبة والاستغفار فقد هُدي لأحسن الشيم ..
إغاثة اللهفان (2) / (954)
______________
(1452): فائدة عظيمة …
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: عن أهل مدينة رأى بعضهم هلال ذي الحجة، ولم يثبت عند حاكم المدينة فهل لهم أن يصوموا اليوم الذي في الظاهر التاسع. وإن كان في الباطن العاشر؟.
فأجاب: نعم. يصومون التاسع في الظاهر المعروف عند الجماعة، وإن كان في نفس الأمر يكون عاشراً، ولو قدر ثبوت تلك الرؤية. فإن في السنن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون) أخرجه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي وصححه. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضح الناس) رواه الترمذي، وعلى هذا العمل عند أئمة المسلمين كلهم.
فإن الناس لو وقفوا بعرفة في اليوم العاشر خطأ أجزأهم الوقوف بالاتفاق، وكان ذلك اليوم يوم عرفة في حقهم. ولو وقفوا الثامن خطأ ففي الأجزاء نزاع. والأظهر صحة الوقوف أيضاً، وهو أحد القولين في مذهب مالك، ومذهب أحمد وغيره. قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ «إنما عرفة اليوم الذي يعرفه الناس» ا. هـ الفتاوى 25/ 202
______________
(1453): قال النووي رحمه الله تعالى: قال أصحابنا: ليس يوم الفطر أول شوال مطلقا وإنما هو اليوم الذي يفطر فيه الناس؛ بدليل حديث: (فطركم يوم تفطرون) وكذلك يوم النحر، وكذلك يوم عرفة هوَ اليوم الذي يظهر للناس، أنه يوم عرفة، سواء كانَ التاسع أو العاشر وقال الشافعي في (الأم) عقب هذا الحديث: فبهذا نأخذ. قالَ: وإنما كلف العباد الظاهر، ولم يظهر الفطر إلا يوم أفطروا. انتهى المجموع شرح المهذب 5/ 33 فتح الباري 8/ 462
______________
(1454): سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عما إذا اختلف يوم عرفة نتيجة لاختلاف المناطق المختلفة في مطالع الهلال فهل نصوم تبع رؤية البلد التي نحن فيها أم نصوم تبع رؤية الحرمين؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا يبنى على اختلاف أهل العلم: هل الهلال واحد في الدنيا كلها أم هو يختلف باختلاف المطالع؟
والصواب أنه يختلف باختلاف المطالع، فمثلا إذا كان الهلال قد رؤي بمكة، وكان هذا اليوم هو اليوم التاسع، ورؤي في بلد آخر قبل مكة بيوم وكان يوم عرفة عندهم اليوم العاشر فإنه لا يجوز لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنه يوم عيد، وكذلك لو قدر أنه تأخرت الرؤية عن مكة وكان اليوم التاسع في مكة هو الثامن عندهم، فإنهم يصومون يوم التاسع عندهم الموافق ليوم العاشر في مكة، هذا هو القول الراجح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا) وهؤلاء الذين لم ير في جهتهم لم يكونوا يرونه، وكما أن الناس بالإجماع يعتبرون طلوع الفجر وغروب الشمس في كل منطقة بحسبها، فكذلك التوقيت الشهري يكون كالتوقيت اليومي. [مجموع الفتاوى 20]
______________
(1455): وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من بعض موظفي سفارة بلاد الحرمين في إحدى الدول: ونحن هنا نعاني بخصوص صيام شهر رمضان المبارك وصيام يوم عرفة، وقد انقسم الأخوة هناك إلى ثلاثة أقسام:
قسم يقول: نصوم مع المملكة ونفطر مع المملكة.
قسم يقول نصوم مع الدولة التي نحن فيها ونفطر معهم.
قسم يقول: نصوم مع الدولة التي نحن فيها رمضان، أما يوم عرفة فمع المملكة.
وعليه آمل من فضيلتكم الإجابة الشافية والمفصلة لصيام شهر رمضان المبارك، ويوم عرفة مع الإشارة إلى أن دولة. . . وطوال الخمس سنوات الماضية لم يحدث وأن وافقت المملكة في الصيام لا في شهر رمضان ولا في يوم عرفة، حيث إنه يبدأ صيام شهر رمضان. بعد إعلانه في المملكة بيوم أو يومين، وأحيانا ثلاثة أيام.
فأجاب: فأجاب:
اختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا رؤي الهلال في مكان من بلاد المسلمين دون غيره، هل يلزم جميع المسلمين العمل به، أم لا يلزم إلا من رأوه ومن وافقهم في المطالع، أو من رأوه، ومن كان معهم تحت ولاية واحدة، على أقوال متعددة، وفيه خلاف آخر.
والراجح أنه يرجع إلى أهل المعرفة، فإن اتفقت مطالع الهلال في البلدين صارا كالبلد الواحد، فإذا رؤي في أحدهما ثبت حكمه في الآخر، أما إذا اختلفت المطالع فلكل بلد حكم نفسه، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو ظاهر الكتاب والسنة ومقتضى القياس:
أما الكتاب فقد قال الله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) فمفهوم الآية: أن من لم يشهده لم يلزمه الصوم.
وأما السنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) مفهوم الحديث إذا لم نره لم يلزم الصوم ولا الفطر.
وأما القياس فلأن الإمساك والإفطار يعتبران في كل بلد وحده وما وافقه في المطالع والمغارب، وهذا محل إجماع، فترى أهل شرق آسيا يمسكون قبل أهل غربها ويفطرون قبلهم، لأن الفجر يطلع على أولئك قبل هؤلاء، وكذلك الشمس تغرب على أولئك قبل هؤلاء، وإذا كان قد ثبت هذا في الإمساك والإفطار اليومي فليكن كذلك في الصوم والإفطار الشهري ولا فرق.
ولكن إذا كان البلدان تحت حكم واحد وأَمَرَ حاكمُ البلاد بالصوم، أو الفطر وجب امتثال أمره؛ لأن المسألة خلافية، وحكم الحاكم يرفع الخلاف.
وبناء على هذا صوموا وأفطروا كما يصوم ويفطر أهل البلد الذي أنتم فيه سواء وافق بلدكم الأصلي أو خالفه، وكذلك يوم عرفة اتبعوا البلد الذي أنتم فيه. ” [مجموع الفتاوى 19].