2942.2943 تابع لشرح مسلم حديث الجساسة (تخريج)
7 – تخريج مطول لحديث الجساسة مع شواهده بقلم عصام عبدالله السناني:
تخريج الحديث:
روى الإمام مسلم الحديث في “صحيحه” عن حجاج بن الشاعر، وعبد الوارث بن عبد الصمد، كلاهما
عن عبد الصمد بن عبد الوارث. – ورواه الداني في السنن الواردة في الفتن ((626)) من طريق مسلم، عن عبد الوارث بن عبد الصمد وحده.
به إلا أنه لم يذكر قصة نكاحها أوله. وتابع مسلماً في روايته عن عبد الوارث: محمد بن علي بن طرخان، خرج حديثه البيهقي في البعث
والنشور ( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ) بنحوه. وتابع عبد الوارث وحجاجاً في روايتهما عن عبد الصمد: حجاج بن أبي يعقوب، خرج حديثه أبو داود ((4326))، ومن طريقه البيهقي كذلك في البعث والنشور ( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم )، إلا أنه لم يذكر قصة نكاحها،
وساقه مختصراً فحكى آخره بالمعنى.
وتابع عبد الصمد في روايته عن أبيه عبد الوارث بن سعيد: عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري، خرج
حديثه الطبراني في المعجم الكبير ((958))، وابن منده في الإيمان ( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم )، والبيهقي في البعث والنشور
( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم )، من طريق أبي معمر المنقري، بنحوه وزاد أوله: “أَنَّهُ سَأَلَ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَاكِ بْنِ قيْسٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُولِ، قَالَ: حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تُسْنِدِيهِ إِلَى أَحَدٍ غَيْرِكِ، قَالَتْ: لَئِنْ شِئْتَ لأَفْعَلَنَّ، قَالَ لَهَا: أَجَلْ حَدِّثِيني”، فذكره إلا أن الطبراني لم يذكر قصة نكاحها.
وخولف حسين بن ذكوان المعلم في روايته عن ابن بريده من وجهين: أحدهما بإبدال الشعبي بيحيى بن يعمر
، والثاني بجعل الحديث من مسند أبيه بريدة بدل فاطمة:
الوجه الأول: رواه ابن حبان ((6787)) من طريق هارون بن عيسى، وابن المقرئ في معجمه ((953)) م
طريق عبد الله بن علي الموصلي، كلاهما عن الفضل بن موسى البصري، عن عون بن كهمس بن الحسن، عن أبيه، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن فاطمة، فأبدل الشعبي بيحيى بن يعمر. وفي حديث ابن حبان قال: “فلقيتنا جارية تَحْرُ شَعْرَهَا، لا نَدْرِي مُقْبِلَةٌ هِيَ أَمْ مُدْبِرَةٌ، وفيه: “قَالَ: إِنَّهُ صَادِقٌ فَاتَّبِعُوهُ”. وزاد آخره: “قَالَ كَهْمَسٌ: فَذَكَرَ ابْنُ بُرَيْدَةَ شَيْئًا لَمْ أَحْفَظْهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ، وَيَاتِي عَلَى جَمِيعِهِنَّ في أربعين صباحا”. وذكر ابن المقرئ أوله ثم قال: “فَذَكَرَ حَدِيثَ الْحَسَّاسَةِ بِطُولِهِ”. الوجه الثاني: ذكره ابن أبي حاتم في العلل ((524) / (6))، والدار قطني في العلل ((375) / (15)) معلقاً، من طريق بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه الله، عن النبي، دون سياق متنه بل باسمه “قصة الجساسة” أو “حديث الجساسة”. والمحفوظ حديث ابن بريدة عن الشعبي، عن فاطمة له، فأما الطريق الأول من حديث ابن بريدة عن يحيى بن يعمر ففيه الفضل بن موسى البصري وشيخه عون بن كهمس وهما مجهولان، تفرد ابن حبان بذكرهما في “ثقاته ((26)). وأما الثاني من حديث ابن بريدة، عن أبيه، ففيه بشير بن المهاجر قال الإمام أحمد عنه: “منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب. ((27)). وقد سأل ابن أبي حاتم أباه وأبا زرعة الرازيين عن حديثه هذا: ما علته؟ فقالا: “له عورة، قلت: وما هي؟ قالا: روى عبد الوارث، عن حسين بن ذكوان المعلم، عن ابن بريدة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس عن النبي
في ذلك. قالا: فأفسد هذا الحديث حديث بشير”. *
وتوبع عبد الله بن بريدة في روايته عن الشعبي من طرق:
الطريق الأول: رواية سيار أبي الحكم عن الشعبي:
خرج حديثه الطيالسي ((1751))، ومن طريقه مسلم ((2942))، والطبراني في المعجم الكبير ((968))، والبيهقي في البعث والنشور ورواه البغوي في شرح السنة ((4269)) من طريق حماد بن مسعدة.
كلاهما الطيالسي، وابن مسعدة، عن قرة بن خالد، عن سيار أبي الحكم، عن الشعبي بنحوه مختصراً، إلا
أن الشعبي قال أوله: دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَأَتْحَفَتْنَا بِرُطَبٍ يُقَالُ لَهُ رُطَبُ ابْنِ طَابِ، وَأَسْقَتْنَا سَوِيقَ
سُلْتٍ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلاثًا أَيْنَ تَعْتَدُّ؟ قَالَتْ: طَلَّقَنِي بَعْلِي ثَلاثًا، فَأَذِنَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَعْتَدَّ فِي
أَهْلِي”. وقال فيه: «إِنَّ بَنِي عَمَّ لِتَمِيمِ الدَّارِيِّ رَكِبُوا فِي الْبَحْرِ» بدل مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْ لَحْمٍ وَجُذَامَ»، وقال
: «فَرَأَوْا هُنَاكَ دَابَّةً يُوَارِيهَا شَعْرُهَا» بدل دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِير الشَّعْر، لا يعرفون قُبُلَه مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ
الشعر». وقال فيه «وَأَهْوَى بِمِخْصَرَتِهِ إِلَى الأَرْضِ» بدل «وَطَعَنَ بِمِحْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ»، ولفظ الطيالسي في
“مسنده” فيه، ومن طريقه البيهقي: «يَقُولُ بِمِخْصَرَتِهِ: أَلاَ وَهَذِهِ طَيْبَةُ – يُؤْمِنُ إِلَى أَرْضِ الْمَدِينَةِ – وَمَكَّةُ
مكة»، فزاد فيه ذكر مكة. قال البغوي: “هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن يحيى بن حبيب الحارثي
، عن خالد بن الحارث الهجيمي، عن قرة، وأخرجه من طرق أخر عن الشعبي”. وقال البيهقي: “أخرجه
مسلم في الصحيح، عن يحيى بن حبيب، عن خالد بن الحارث، عن قرة”.
الطريق الثاني: رواية غيلان بن جرير عن الشعبي:
خرج حديثه مسلم ((2942)) من طريق أحمد بن عثمان النوفلي. وتمام في فوائده ((1704)) من طريق يحيى بن
أبي طالب. وابن بشران في فوائده ((662))، وعنه البيهقي في البعث والنشور من طريق يحيى بن
جعفر ثلاثتهم النوفلي، وابن أبي طالب، وابن جعفر)، عن وهب بن جرير.
ورواه ابن منده في الإيمان ((1060)) من طريق موسى بن إسماعيل.
كلاهما وهب، وابن إسماعيل)، عن جرير بن حازم، عن غيلان بن جرير، عن الشعبي بنحوه مختصراً، فلم
يذكر في حديثه قصة خطبتها، وأين مقامها بعد فراقها، ولا ذكر آخره جهة خروجه أو الشك في ذلك،
وقال فيه: «فَخَرَجَ إِلَيْهَا يَلْتَمِسُ الْمَاءَ، فَلَقِيَ إِنْسَانًا يَجُرُّ شَعَرَهُ» بدل «فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ
كَثِيرُ الشَّعَرِ». وزاد في حديثه بعد جوابهم عن أسئلته: «فَوَثَبَ وَقَدْ كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ»، وقال
آخر الحديث: فَقَالَ: هَذِهِ طَيْبَةُ، وَذَاكَ الدَّجَّالُ».
الطريق الثالث: رواية أبي الزناد عبد الله بن ذكوان عن الشعبي:
خرج حديثه مسلم ((2942)) من طريق أبي بكر بن إسحاق الصَّعاني. والطبراني في المعجم الكبير ((962)) من
طريق روح بن الفرج، وعمرو بن أبي الطاهر، وإسحاق بن إبراهيم القطان وابن منده في الإيمان ((1058))
من طريق إسحاق بن إبراهيم القطان، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد وأبي عمرو الداني في الفتن ((625)) من طريق روح بن الفرج. والبيهقي في البعث والنشور من طريق محمد بن إسماعيل السلمي، وأبي عبد الله البوشنجي. سبعتهم الصغاني، وروح، وابن أبي الطاهر، والقطان، وابن إبراهيم، والسلمي، والبوشنجي)، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن أبي الزناد، عن الشعبي بنحوه مختصراً، فلم يذكر أوله في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، ولا ذكر آخره جهة خروجه أو الشك في ذلك، ولفظ أوله: «حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ أَنَّ أَنَاسًا مِنْ قَوْمِهِ كَانُوا فِي الْبَحْرِ فِي سَفِينَةٍ لَهُمْ، فَانْكَسَرَتْ فَرَكِبَ بَعْضُهُمْ عَلَى لَوْحٍ مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَرَجُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِامْرَأَةٍ شَعْثَةٍ سَوْدَاءَ لَهَا شَعَرٌ مُنْكَر»، بدل: «فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ». وقال في حديثه: فَادْخُلُوا الْقَصْرَ، فَدَخَلُوا فَإِذَا شَيْخٌ مَرْبُوطٌ بسلاسل بدل «فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وثَاقًا». قال البيهقي: “رواه مسلم في الصحيح، عن أبي بكر بن إسحاق الصغاني، عن يحيى ابن بكير “. وأشار الحافظ ابن حجر لصحة هذا الطريق فقال: ” في بعض طرقه عند البيهقي أنه (شيخ) وسندها
صحيح
الطريق الرابعة: رواية داود بن أبي هند عن الشعبي:
خرجه حديثه النسائي في الكبرى ((4244)) من طريق حجاج بن منهال، وأحمد ((27350))، من طريق يونس بن محمد وعفان بن مسلم والطبراني في المعجم الكبير ((964)) من طريق حجاج بن منهال، وأبي عمر الضرير، وأبي عمر الحوضي وابن حبان ((6) صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ) من طريق أحمد بن يحيى بن حميد
الطويل. ستتهم عن حماد بن سلمة.
ورواه الروياني ((1543)) من طريق إسحاق بن شاهين والطبراني في المعجم الكبير ((965)) من طريق وهب بن
بقية. كلاهما، عن خالد بن عبد الله الطحان.
ورواه تمام في فوائده ((1247)) من طريق سابق البربري.
ثلاثتهم حماد)، والطحان، وسابق عن داود بن أبي هند – وهو أحد الأثبات -، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، ولا ذكر آخره جهة خروجه أو الشك في ذلك، أوله: “أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ”، وقال فيه «أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فَلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ» بدل مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْ لَحْمٍ وَجُذَامَ». وقال: «مَا يُدْرَى أَذَكَرْ هُوَ أَمْ أُنْثَى لِكَثْرَةِ شَعْرِهِ» بدل «لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ»، وقال الطحان في روايته عن داود قال: «فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ قَصِيرٌ وَجْهُهُ بِهِ زَمَانَةٌ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: مُوثَقٌ، واختلف على حماد عن داود، فقال يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عنه: «فَإِذَا رَجُلٌ أَعْوَرُ مُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، وقال عفان والحجاج في رواية النسائي عنه: «فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِيرٌ وَمُصَفَدٌ فِي الْحَدِيدِ»، وقال أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ: «فَإِذَا بِرَجُلٍ مَرِيرٍ مُصَفَدٍ بِالْحَدِيدِ». وزاد في سؤالهم في رواية حماد عن داود: «ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَتْ فَارِسُ؟ قَالُوا: لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا». ولفظ الطحان عن داود: «فَمَا صَنَعَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قُلْنَا: الْعَرَبُ تَغْزُوهُمْ». وقال في آخر حديثه – بعد سؤاله لهم -: «فَوَثَبَ وَثْبَةً حَتَّى خَشِينَا أَنَّهُ يَنْفَلِتُ». قلت: لم يخرجه مسلم لكنه على شرطه
فقد احتج برواته .
الطريق الخامسة: رواية مجالد بن سعيد عن الشعبي:
خرج حديثه أبو داود ((4327)) عن المعتمر بن سليمان وابن ماجه ((4074)) من طريق عبد الله بن نمير.
والمحاملي في الأمالي من طريق المعتمر. والآجري في الشريعة ((886)، (885)) من طريق أبي شهاب الحناط والمعتمر. والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق المعتمر. (ثلاثتهم) عن إسماعيل بن أبي خالد. ورواه أحمد والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق مسدد. كلاهما (أحمد،
ومسدد)، عن يحيى بن سعيد.
ورواه الحميدي ((368)) والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق إبراهيم الرمادي. وأبو نعيم في حلية الأولياء من طريق السري بن المغلس، ثلاثتهم الحميدي، والسري، والرمادي)، عن ابن عيينة.
ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف ((37636))، وكذا إسحاق بن راهويه في مسنده ((2362))، كلاهما
عن أبي أسامة حماد بن أسامة.
ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف ((37520)) عن علي بن مسهر
والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق إسماعيل بن أبي خالد وزيد بن أبي أنيسة. ستتهم (يحيى، وسفيان، وأبو أسامة، وابن مسهر، إسماعيل، وزيد، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي بنحوه، إلا أن في حديث يحيى بن سعيد وحده عند أحمد أوله قالت: “أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ،
فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي أَخُوهُ: اخْرُجِي مِنَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لِي نَفَقَةً وَسُكْنَى حَتَّى يَحِلَّ الأَجَلُ، قَالَ: لا، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا طَلَّقَنِي، وَإِنَّ أَخَاهُ أَخْرَجَنِي وَمَنَعَنِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا لَكَ وَلَابْنَةِ آلِ قَيْسٍ؟»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ أَخِي طَلَّقَهَا ثَلاثًا جَمِيعًا، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «انْظُرِي يَا بِنْتَ آلِ قَيْسٍ، إِنَّمَا النَّفَقَةُ وَالسُّكْنَى لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا مَا كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ فَلَا نَفَقَةً وَلاَ سُكْنَى، اخْرُجِي فَانْزِلِي عَلَى فُلانَةَ» – ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ يُتَحَدَّثُ إِلَيْهَا، انْزِلِي عَلَى ابْنِ أُمَّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ أَعْمَى لَا يَرَاكِ، ثُمَّ لَا تَنْكِحِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُنْكِحُكِ»، قَالَتْ: فَخَطَبَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَأْمِرُهُ، فَقَالَ: «أَلَا تَنْكِحِينَ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ؟»، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! فَأَنْكِحْنِي مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَتْ: فَأَنْكَحَنِي أُسَامَةَ بْنَ زيد”. فلم يذكر إصابته في الجهاد بل طلاق البتة، ولا سمى أم شريك، ولا ذكر أن ابن أم مكتوم ابن عمها.
وقالت بعده: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ الْمِنْبَرَ، وَكَانَ لا يَصْعَدُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ إِلا يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَاسْتَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَبَيْنَ قَائِمٍ وَجَالِسٍ، فَأَوْمَا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ: أَنِ اجْلِسُوا، فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِأَمْرٍ يُنَغَصُكُمْ لِرَهْبَةٍ وَلَا لِرَغْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ»، فذكر نحوه. فلم يذكر النداء «يُنَادِي: الصَّلاةَ جَامِعَةً». وقال في روايته عن الجساسة: لا يَدْرُونَ أَرَجُلٌ هُوَ أَوْ امْرَأَةٌ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلامَ» بدل «لا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ». وقال: «فَإِذَا هُمْ بِشَيْلٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ، يُظْهِرُ الْحُزْنَ شَدِيدِ التَّشَكِّي» بدل «فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا». وقال: «قَالَ: فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ» بدل «فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ». وقال: «فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ». وزاد «فَزَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ» أي الدجال. وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي. ثَلاثَ مِرَارٍ. إِنَّ طَيِّبَةَ الْمَدِينَةَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ حَرَمِي عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهَا، ثُمَّ حَلَفَ رَسُولُ اللهِ الله: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلَا وَاسِعٌ فِي سَهْلٍ وَلا فِي جَبَلٍ إِلا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا».
وفيه مجالد بن سعيد الهمداني ليس بالقوي عندهم، وكان يحيى القطان يقول لبعض أصحابه: “أين تذهب؟ قال: إلى وهب بن جرير اكتب السيرة عن أبيه، عن مجالد، قال تكتب كذباً كثيرا، لو شئت أن يجعلها إلي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل . وقد روى عنه هذا الحديث يحيى بن
سعيد نفسه وغيره من الحفاظ كسفيان، وقد حفظه مجالد وجود لفظه عن الشعبي.
الطريق السادسة: رواية قتادة عن الشعبي:
خرج حديثه الترمذي ((2253)) عن محمد بن بشار وإسحاق بن راهوية في مسنده ((2361)). كلاهما (ابن
بشار، وإسحاق)، عن معاذ بن هشام، عن أبيه هشام الدستوائي.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير ((967)) من طريق الوليد بن الوليد القلانسي، عن سعيد بن بشير الأزدي.
كلاهما هشام، وسعيد، عن قتادة، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، ولا ذكر آخره جهة خروجه، أو الشك في ذلك، إلا ما يأتي في حديث سعيد بن بشير، وقال هشام بن معاذ في أول حديثه: «إِنَّ تَمِيمَ الدَّارِيَّ حَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ فَرِحْتُ بِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَحَدَّثَكُمُوهُ لِتَفْرَحُوا بِمَا فَرِحَ بِهِ نَبِيُّكُمْ»، وفيه: «أَنَّ أُنَاسًا مِنْ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا السَّفِينَةَ» بدل «مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْ لَحْمٍ وَجُذَامَ». وقال في حديثه: «بِدَابَّةٍ لَبَاسَةٍ ، نَاشِرَةٍ شَعْرَهَا» بدل دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ». وقال: «فَأَتَيْنَا أَقْصَى الْقَرْيَةِ فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ بِسِلْسِلَةٍ» بدل «حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا»، وقال: «فَهَلْ دَخَلَ النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: هُمْ إِلَيْهِ سِرَاعٌ، قَالَ: فَنَزَّ نَزْوَةً كَادَ أَنْ تَنْقَطِعَ السِّلْسِلَةُ».
وأما سعيد بن بشير فأغرب في روايته عن قتادة حين قال في حديثه حَتَّى لَقِيَهُمْ مَنْ غَطَّاهُ الشَّعْرُ مَا يَسْتَبِينُ مِنْهُ ذَاكَ أَذَكَرْ أَمْ أُنْثَى، قَالُوا: الْخَبَرُ، قَالَ: الْخَبَرُ عِنْدَ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ، فَأَنَا الْحَسَّاسُ، فَأَتَوُا الدَّيْرَ فَإِذَا رَجُلٌ مُوقَرٌ بِالْحَدِيدِ، فَسَأَلَهُمْ مِمَّنْ هُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ نَبِيُّ الْعَرَبِ؟ أَخْرَجَ بَعْدُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ يَتْبَعُهُ السَّفَلَةُ أَمْ أَشْرَافُ النَّاسِ، قَالُوا: يَتْبَعُهُ السُّفَهَاءُ، قَالَ: يَكْثُرُونَ أَمْ يَقِلُونَ؟ قَالُوا: يَكْثُرُونَ، قَالَ: يَرْجِعُ أَحَدٌ مِمَّنْ أَتَاهُ؟ قَالُوا: لا»، وقال آخر حديثه: «قَالَ رَسُولُ اللهِ الله: وَهَذِهِ طَيِّبَةُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ نَحْوَ الْعِرَاقِ، مَا هُوَ نَحْوَ الْعِرَاقِ، مَا هُوَ». قلت: وفي الإسناد الأول معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي تكلموا في حفظه وأنه صدوق يغلط وفي الإسناد الثاني صاحب قتادة سعيد بن بشير، ضعفوه لكثرة غلطه خاصة في قتادة والراوي عنه الوليد بن الوليد القلانسي متروك ((34))، وقتادة ذكروا أنه لم يسمع من الشعبي ((35)). ويظهر ذلك هنا من التفرد بألفاظ لا يُتابع عليها كالقول عن الدجال: «مَنْ يَتْبَعُهُ السَّفَلَةُ أَمْ أَشْرَافُ النَّاسِ، قَالُوا: يَتْبَعُهُ السُّفَهَاءُ، قَالَ: يَكْتُرُونَ أَمْ يَقِلُونَ؟ قَالُوا: يَكْثُرُونَ، قَالَ: يَرْجِعُ أَحَدٌ مِمَّنْ أَتَاهُ؟ قَالُوا: لا». ومع ذلك قال الترمذي بعد أن أسنده من طريق معاذ: “وهذا حديث حسن صحيح
غريب من حديث قتادة عن الشعبي، وقد رواه غير واحد عن الشعبي”.
الطريق السابعة: رواية أبي إسحاق سليمان الشيباني عن الشعبي: *
خرج حديثه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ((2947))، وفي رسالته التسوية بين حدثنا وأخبرنا” ((5)) من
طريق محمد بن عمرو السوسي. وابن منده في الإيمان ((1057)) عن محمد بن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن الأزهر بن منيع والبيهقي في دلائل النبوة ((417) / (5)) عن الحاكم، عن محمد بن أحمد العطار، قالا: حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان (ثلاثتهم)، عن أسباط بن محمد. ورواه الطبراني في المعجم الكبير ((960))، وابن منده في الإيمان من طريقين عن عثمان بن أبي شيبة
، عن محمد بن فضيل.
كلاهما أسباط، وابن فضيل، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، وقال أوله: بَيْنَمَا النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ آمِنِينَ لَيْسَ بِهِمْ فَزَعٌ إِذْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَفَزِعَ النَّاسُ قَالَتْ: فَلَمَّا رَأَى فِي وُجُوهِهِمْ ذَلِكَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أُفْزِعْكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي أَمْرٌ فَرِحْتُ بِهِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِفَرَح نَبِيِّكُمْ»، وقال فيه: «أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي عَمَّ لَهُ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ» بدل مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْ لَحْمٍ وَجُذَامَ». وقال: «فَإِذَا هُمْ بِإِنْسَانٍ لَا يَدْرُونَ ذَكَرًا هُوَ أَوْ أُنْثَى» بدل دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ». وقال: «فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ بِالْحَدِيدِ يَتَأَوَّهُ شَدِيدَ التَّأَوَّهِ» بدل «فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا». وقال آخره: «فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحُ نَبِيِّكُمْ، ثُمَّ قَالَ: هِيَ طَيِّبَةُ هِيَ طَيِّبَةُ – يَعْنِي الْمَدِينَةَ وَمَا فِيهَا طَرِيقٌ، وَلَا مَوْضِعٌ ضَيِّقٌ، وَلاَ وَاسِعٌ، وَلاَ ضَعِيفٌ إِن لاً عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ، لَوْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا ضَرَبَ وَجْهَهُ بِالسَّيْفِ». قلت: إسناده صحيح، أبو إسحاق سليمان الشيباني ثقة، احتج الشيخان
الطريق الثامنة: رواية أبي الأشهب جعفر بن حيان عن الشعبي:
خرج حديثه عبد الباقي بن قانع في حديثه عن شيوخه ((54))، والطبراني في المعجم الكبير ((957))، وفي المعجم الأوسط ((4859)) من طريق أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، عن سيف بن مسكين الأسواري، عن أبي الأشهب جعفر بن حيان، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، وقال في حديثه رَكِبَ فِي ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْ لَحْمٍ وَجُذَامٍ، وَهُمَا حَيَّانِ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ»، فزاد جهتهم اليمن. وقال في حديثه عن الجساسة «فَأَذِنَ اللَّهُ فَكَلَّمَتْنَا بِلِسَانٍ ذَلِقٍ طَلِق». وزاد في وصف الدجال: «وَإِذَا هُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ نُخَامَةٌ فِي جِدَارٍ مُحَصَّصِ»، وزاد قول الدجال: «مَا أَوْقَعَكُمْ هَذِهِ الْجَزِيرَةَ؟ وَهَذِهِ الْجَزِيرَةُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا آدَمَيٌّ مُنْذُ صِرْتُ إِلَيْهَا».
وقال عن بحيرة طبرية: «هَلْ نَضَبَ مَاؤُهَا؟ هَلْ بَدَا مَا فِيهَا مِنَ الْعَجَائِبَ؟»، وأغرب عن الجميع، فقال في آخره: قَالَتْ فَاطِمَةُ: «فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ، إِنَّ هَذِهِ طَيِّبَة – ثلاثًا – ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ؟ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: بَلْ هُوَ فِي بَحْرِ الْيَمَنِ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ فِي بَحْرِ الْعِرَاقِ – ثَلَاثًا – يَخْرُجُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَلْدَةٍ، يُقَالُ لَهَا: أَصْبَهَانَ، مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَاهَا، يُقَالُ لَهَا: رُسْتُقْبَاذُ يَخْرُجُ حِينَ يَخْرُجُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ مَعَهُ نَهْرَانِ: نَهَرٌ مِنْ مَاءٍ، وَنَهَرٌ مِنْ نَارٍ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَقِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْمَاءَ، فَلَا يَدْخُلْه، فَإِنَّهُ نَارٌ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ النَّارَ، فَلْيَدْخُلْهَا؛ فَإِنَّهُ مَاءٌ». قال الطبراني بعده: ” لم يرو هذا الحديث عن أبي الأشهب إلا سيف بن مسكين، تفرد به أبو عبيد”. قلت: العسكري عبد الوارث بن إبراهيم شيخ الطبراني مجهول، قال الهيثمي: ” لم أعرفه وشيخه سيف بن مسكين الأسواري قال عنه ابن حبان: يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات
في الروايات على قلتها، وقال الدار قطني: “ليس بالقوي ” ((40)).
الطريق التاسعة: رواية عمران بن سليمان المرادي عن الشعبي:
خرج حديثه ابن حبان ((6788)) من طريق عمر بن محمد الهمداني، عن عبد الملك بن سليمان الفرنساني. والطبراني في المعجم الكبير ((959)) عن عبد الله بن الحسين الحراني والبغوي في شرح السنة ((4268)) من
طريق جعفر بن محمد الفرقدي. كلاهما عن عبد الله بن جعفر الرقي.
کلاهما (القرقساني، والرقي)، عن عيسى بن يونس، عن عمران بن سليمان، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، وزاد أوله أنها قالت: «صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المنبر، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلا وَقَدْ أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، وَهُوَ كَائِنٌ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الأُمَّةُ، إِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، لا أُمَّةً بَعْدَكُمْ». وقال: «أَنَّ ابْنَ عَمَّ لَهُ وَأَصْحَابَهُ رَكِبُوا بَحْرَ الشَّامِ» بدل «مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلاً مِنْ لَحْمٍ وَجُذَامَ». وقال: «فإذ هُمْ بِدَهْمَاءَ ((41)) تَحُرُّ شَعْرَهَا» بدل دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ». وقال: «فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ إِلَى سَارِيَةٍ» بدل «فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وثَاقًا». وزاد في سؤاله: «ثُمَّ قَالَ: مَا بُيُوتُكُمْ؟. في رواية: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ أَيُّ شَيْءٍ لِبَاسُهُمْ؟. قَالُوا: مِنْ شَعَرٍ وَصُوفٍ تَغْزِلُهُ نِسَاؤُنَا، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَيْهَاتَ». وقال آخره: «فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : هذه طَيِّبَةُ حَرَّمْتُهَا كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِيهَا نَقْبٌ فِي سَهْلٍ وَلَا جَبَلٍ إِلا وَعَلَيْهِ مَلَكَانِ شَاهِرَا السَّيْفِ يمنعان الدجال إلى يوما القيامة».
قلت: في إسنادي ابن حبان والبغوي من لا يعرف، بخلاف إسناد الطبراني إلى عمران بن سليمان فهو صحيح، لكن عمران هذا الراوي عن الشعبي فيه جهالة؛ ذكره ابن حبان في “ثقاته”، وترجم له البخاري في “تاريخه”، وابن أبي حاتم في
“الجرح والتعديل” فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ((42)).
الطريق العاشرة: رواية محمد بن أبي أيوب الثقفي عن الشعبي:
خرج حديثه حديثه الطبراني في المعجم الكبير ((956))، عن علي بن عبد العزيز البغوي، عن أبي نعيم الفضل
بن دكين، عن محمد بن أيوب الثقفي ((43))، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين
مقامها بعد فراقها، وقال أوله «أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا أَجْلَسَنِي خَبَرٌ – قَالَتْ: وَفِي غَيْرِ السَّاعَةِ الَّتِي كَانَ يَجْلِسُ
فِيهَا – أَنَّ تَمِيمَ الدَّارِ دَخَلَ عَلِيَّ الْيَوْمَ فِي الْهَاجِرَةِ أَوْ فِي الظَّهِيرَةِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ بَنِي عَمِّ لَهُ أَلْقَتْهُمُ سَفِينَةٌ لَهُمْ فِي
الْبَحْرِ عَلَى جَزِيرَةٍ وَلَا يَعْرِفُونَهَا، فَخَرَجُوا فِيهَا يَمْشُونَ، فَلَقُوا شَيْئًا لَا يَدْرُونَ رَجُلاً هُوَ أَوِ امْرَأَةً مِمَّا عَلَيْهِ مِنَ
الشَّعْرِ». وقال فيه: «حَتَّى دَخَلْنَا فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ بِحَدِيدٍ كَبِيرٍ ثَقِيل، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ ظَهْرُهُ إِلَى سَفْحٍ جَبَلٍ»
حتى قال: «ثُمَّ زَفَرَ فَسَارَ فِي الْجَبَلِ ثُمَّ وَقَعَ، ثُمَّ سَارَ أُخْرَى أَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ وَقَعَ، ثُمَّ سَارَ الثَّالِثَةَ فَذَهَبَ فِي الْجِبَلِ، ثُمَّ وَقَعَ، قَالَ: قُلْنَا: مَا لَهُ لَا بَارَكَ اللهُ فِيهِ»، وقال آخره: «طَيِّبَةُ – مَرَّتَيْنِ – لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، لَيْسَ مِنْهَا نَقْبٌ إِلا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرُ السَّيْفِ، وَمِنْ نَحْوِ الْيَمَنِ مَا هُوَ. ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ – وَكُمُ قَمِيصِهِ – قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ مَرَّةٍ مِنْ نَحْوِ الْعِرَاقِ، وَمَا هُوَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ مَرَّة». قلت: هذا إسناد صحيح؛ فعلي بن عبد العزيز ثقة مأمون ((44))، ورواية أبي نعيم ابن دكين عن محمد بن أبي أيوب على شرط مسلم خرج به حديثاً
واحداً ((45)).
الطريق الحادي عشر: رواية عمرو بن منصور عن الشعبي:
خرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير عن محمد بن عمرو بن خالد الحراني، عن أبيه، عن عيسى بن يونس، عن عمرو بن منصور المشرقي، عن الشعبي مختصراً بلفظ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الدَّجَّالَ، قَالَ: مِنْ نَحْوِ الْعِرَاقِ مَا هُوَ مِنْ نَحْوِ الشَّامِ، مَا هُوَ»، وَذَكَرَ الحَدِيث”. قلت: وفيه عمرو بن منصور المشرقي وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم، قال الحافظ ابن حجر: “صدوق يهم ((46)).
الطريق الثاني عشر: رواية مطرف عن الشعبي:
خرج حديثه ابن حبان في الثقات ((247) / (9)) عن إبراهيم بن محمد الدستوائي وابن المقرئ في معجمعن محمد بن عمر التستري والبحيري في السابع من فوائده ((6)) عن زاهر بن أحمد، عن أبي يحيى بن إبراهيم
بن فهد. (ثلاثتهم) عن يعقوب بن إسحاق القلوسي، عن هانئ بن خلف، عن أبي جعفر الرازي، عن
مطرف، عن الشعبي دون سياقه متنه قال: وذكر حديث الجساسة”. قلت: فيه هانئ بن خلف أورده
العقيلي في كتاب “الضعفاء” وذكر له حديثاً آخر عن أبي جعفر الأزدي، فقال: “حديثه غير محفوظ، وليس
بمعروف بالنقل، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به، ونقل الذهبي تجهيله عن أبي حاتم الرازي ((47)). وشيخه أبو
جعفر الرازي عيسى ماهان صدوق سيء الحفظ ((48)).
الطريق الثالثة عشرة: رواية جماعة عن الشعبي:
رواه الطبراني في المعجم الكبير ((976)) عن أحمد بن حمدان الخلال التستري بعبادان من أصل كتابه، عن علي بن حرب الجنديسابوري، عن أشعث بن عطاف، عن أبي هاني عمر بن بشير، وعبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، وأبو عمرو التمار، وحبيب بن جري القيسي كلهم، عن الشعبي دون ذكر المتن قال: فذكر حديث الجساسة بطوله ((49)). قلت: فيه شيخ الطبراني لم يوثقه أحد، لكنه شيخ لابن حبان في
“صحيحه” ((50))، وروى الطبراني عنه الحديث من أصل كتابه.
الطريق الرابعة عشرة: رواية مطيع الغزال عن الشعبي:
رواه الطبراني في المعجم الكبير عن محمد بن يعقوب الخطيب الأهوازي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الجهضمي، عن عبد الله بن داود الخريبي، عن مطيع الغزال، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس له مختصراً
بسنده دون متنه قال: قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحمد الله وأثنى عليه، فذكر حديث الجساسة بطوله”. قلت: شيخ الطبراني اعتمده ابن حبان في صحيحه ولم يوثقه أحد ((1)).
الطريق الخامسة عشرة: رواية ابن أبي السفر عن الشعبي:
رواه الطبراني في المعجم الكبير ((974)) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن محمد التبعي، عن
القاسم العربي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن أبي السفر، عن عامر الشعبي، عن
فاطمة بنت قيس الله، مختصراً بسنده دون متنه قال: فذكر الحديث نحوه”. قلت: فيه القاسم بن الحكم
حديثه حسن بالمتابعات، قال أبو حاتم عنه: “محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به”. وقال العقيلي: “لا
يتابع على كثير من حديثه”، وقال ابن. حبان: “مستقيم الحديث، فتوسط ابن حجر، فقال: “صدوق فيه لين ((52)).
الطريق السادسة عشرة: رواية عمارة بن غزية عن الشعبي:
خرج حديثه أبو يعلى الموصلي في معجمه عن كامل بن طلحة الجحدري، عن عبد الله ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن الشعبي مختصراً، ولم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، وفيه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَاتِنِي خَبَرٌ مِنْ عَدُوَّكُمْ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَعَصَفَتِ الرِّيحُ، فَأَصَافَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ، فَنَزَلُوا، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ تَحُرُّ شَعَرَهَا، قُلْتُ: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَسَّاسَةُ أَوِ الدَّسَّاسَةُ، فَقَالَتِ: انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الدَّيْرِ، فَإِنَّ ثُمَّ الْخَبَرَ إِلَى دَيْرٍ قَرِيبٍ مِنَّا. قَالُوا: فَانْطَلَقْنَا،
فَإِذَا الدَّجَّالُ نَعْرِفُهُ بِعَيْنِهِ … »، فذكره. قلت: وفيه ابن لهيعة ضعيف ((53)).
الطريق السابعة عشرة: رواية عيسى بن أبي عيسى الحناط عن الشعبي:
خرج حديثه الطبراني المعجم الكبير ((963)) من طريق حاتم بن إسماعيل، ويحيى بن أيوب.
وابن المقرئ في معجمه من طريق يحيى بن أيوب.
وأبو نعيم في حلية الأولياء ((136) / (8)) من طريق سعيد بن أبي بلال.
ثلاثتهم (حاتم، ويحيى، وسعيد، عن عيسى الحناط، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، وفي بعض ألفاظه غرابة، قال في أوله: «لَمْ أَجْمَعُكُمْ عَنْ خَبَرٍ جَاءَنِي مِنْ قِبَلِ عَدُوٌّ لَكُمْ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ أَنَّ بَنِي عَمِّ لَهُ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَأَصَابَتْهُمْ رِيحٌ لَا يَدْرُونَ أَشَرَّقُوا أَمْ غَرَّبُوا»، وقال فيه: «فَإِذَا هُمْ بِالدَّجَّالِ يَعْرِفُونَهُ مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ»، وقال في آخره: «وَهُوَ فِي الْبَحْرِ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَهُوَ إِلَى الْمَشْرِقِ أَقْرَبُ». وأبو عيسى الحناط متروك الحديث ((54)). قال أبو نعيم وقد أسنده عن محمد بن عبد الجبار عن فضيل بن عياض، ثنا سعيد بن أبي بلال: “غريب من حديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الجبار، وهو حديث صحيح ثابت متفق
عليه، رواه عن الشعبي عدة من الكبار والتابعين”.
الطريق الثامنة عشرة: رواية سعد الإسكاف عن الشعبي: خرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير وفي المعجم الأوسط عن أحمد بن عبيد الله الجبيري، عن إبراهيم بن محمد التيمي القاضي، عن عبد الله بن داود الخريبي، عن سعد بن طريف الإسكاف، عن الشعبي مختصراً بلفظ: «حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَأَلْجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَهْلَبَ، فَقَالُوا: مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْحَسَّاسَةُ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْحَسَّاسَةِ. قلت:
وفيه سعد بن طريف الإسكاف متروك ((55)).
الطريق التاسعة عشرة: رواية زياد بن كليب عن الشعبي:
خرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير عن عبيد العجل وعلان بن عبد الصمد ماغمة والهيثم بن خلف الدوري، قالوا: ثنا يحيى بن المعلى بن منصور، عن محمد بن الطفيل، عن طلق بن غنام، عن عمرو بن ثابت، عن أبان بن تغلب، عن زياد بن كليب، عن الشعبي مختصراً بلفظ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ يَخْطُبُنَا فِي مِثْلِهِ، فَقَالَ: مَا خَطَبْتُكُمْ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا بِخَبَرٍ أَتَانِي، أَخْبَرَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: أَنَّ بَنِي عَمَّ لَهُ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَكُسِرَتْ سَفِينَتُهُمْ بِجَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ، قَالُوا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ». قلت: فيه عمرو بن ثابت رافضي متروك ((56)).
الطريق العشرون: رواية عبد الملك بن عمير عن الشعبي:
خرج حديثه ابن الأعرابي في معجمه ((961))، عن أحمد بن عمرو، عن عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه
، عن تليد بن سليمان، عن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، مختصراً قال: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ
بنْتِ قَيْسٍ، قِصَّة الجسَّاسَةِ”. قلت: فيه تليد بن سليمان رافضي ضعيف ((57)).
الطريق الحادي والعشرون: رواية سلمة بن كهيل عن الشعبي:
خرج حديثه عبد الله بن أحمد في السنة عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، نا أبي، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن الشعبي فذكره مختصراً: «أَنَّ النَّبِيَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ عِنْدَ الظُّهْرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ جَاءَنِي فَحَدَّثَنِي أَنَّ قَوْمًا رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ فَعَصَفَتْ بِهِمُ الرِّيحُ فَأَلْقَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ، فَقَالُوا لَهَا: مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. – وَذَكَرَ الْحَدِيثَ – ثُمَّ قَالَتْ لَهُمْ: لَوْ خَرَجْتُ مَا تَرَكْتُ أَرْضًا إِلَّا وَطَأَتْهَا رِجْلَيَّ غَيْرَ طَيِّبَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ سَلَّمَ لِلْمَدِينَةِ هَذِهِ طَيِّبَةُ، وَإِنَّهُ خَارِجٌ فِيكُمْ فَمَا شُبِّهَ عَلَيْكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ». قلت: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الكوفي لا يحتج به، تركه أبو حاتم
واتهمه أبو زرعة ((58)).
الطريق الثاني والعشرون: رواية إبراهيم بن عامر عن الشعبي:
رواه الطبراني ((967)) عن الحسن بن علي المعمري، عن أيوب بن محمد الوراق، عن الوليد بن الوليد، عن
سعيد بن بشير، عن إبراهيم بن عامر، عن الشعبي بنحوه، إلا أنه لم يذكر في حديثه قصة خطبتها وقال فيه
: «أَنَّ بَنِي عَمَّ لَهُ رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ لَهُمْ فِي الْبَحْرِ تُحَارًا وأغرب في روايته حين قال في حديثه: «حَتَّى لَقِيَهُمْ مَنْ
غَطَّاهُ الشَّعْرُ مَا يَسْتَبِينُ مِنْهُ ذَاكَ أَذَكَرْ أَمْ أُنْثَى، قَالُوا: الْخَبَرُ، قَالَ: الخَبَرُ عِنْدَ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ، فَأَنَا
الْحَسَّاسُ، فَأَتَوُا الدَّيْرَ فَإِذَا رَجُلٌ مُوقَرٌ بِالْحَدِيدِ، فَسَأَلَهُمْ مِمَّنْ هُمْ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ نَبِيُّ الْعَرَبِ؟
أَخْرَجَ بَعْدُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ يَتْبَعُهُ السَّفَلَةُ أَمْ أَشْرَافُ النَّاسِ؟ قَالُوا: يَتْبَعُهُ السُّفَهَاءُ، قَالَ: يَكْثُرُونَ أَمْ
يَقِلُونَ؟ قَالُوا: يَكْثُرُونَ، قَالَ: يَرْجِعُ أَحَدٌ مِمَّنْ أَتَاهُ؟ قَالُوا: لا، وقال آخر حديثه: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
وَهَذِهِ طَيِّبَةُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ نَحْوَ الْعِرَاقِ، مَا هُوَ نَحْوَ الْعِرَاقِ، مَا هُوَ». قلت: في
إسناده سعيد بن بشير، ضعفوه لكثرة غلطه ((59))، والراوي عنه الوليد بن الوليد القلانسي متروك ((60))، ويظهر ذلك في تفرده هنا بألفاظ لا يتابع عليها كقوله عن الدجال: «مَنْ يَتْبَعُهُ السَّفَلَةُ أَمْ أَشْرَافُ النَّاسِ، قَالُوا: يَتْبَعُهُ السُّفَهَاءُ، قَالَ: يَكْثُرُونَ أَمْ يَقِلُونَ؟ قَالُوا: يَكْثُرُونَ، قَالَ: يَرْجِعُ أَحَدٌ مِمَّنْ أَتَاهُ؟ قَالُوا: لا» ((61)).
الطريق الثالثة والعشرون: رواية أبي بكر الهذلي عن الشعبي:
رواه الطبراني في المعجم الكبير من طريق العباس بن بكار الضبي. وأبو نعيم أصبهان في تاريخ أصبهان ((234) / (1)) من طريق محمد بن عبد الله المقرئ، كلاهما عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي، عن فاطمة بنت
قيس وان، بنحوه مختصراً بسنده دون متنه، إلا أنه قال في أوله: نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الصَّلاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي كُنْتُ أَخْبَرْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ، وَهَذَا تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يُخْبِرُكُمْ، أَخْبَرَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ … »، فذكر الحديث بطوله. قلت: وأبو بكر
الهذلي أخباري متروك ((22)).
الطريق الرابعة والعشرون: رواية السري بن إسماعيل عن الشعبي:
رواه الطبراني المعجم الكبير عن أحمد بن زهير التستري، عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير،
عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس الله مختصراً بسنده دون متنه قال: “فذكر
الحديث نحوه”. قلت: فيه السري بن إسماعيل متروك ((63)).
وتوبع الشعبي في روايته عن فاطمة من طرق:
الطريق الأول: رواية أبي سلمة عن فاطمة الله:
خرج حديثه أبو داود ((4325)) عن النفيلي، عن عثمان بن عبد الرحمن وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني
عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن محمد، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك. وأبو يعلى في
معجمه ((157)) عن حجاج بن يوسف، عن عثمان بن عمر وأبو العباس الأصم في حديثه (مجموع فيه
مصنفاته: ) عن محمد بن عبد الله بن الحكم، عن ابن أبي فديك والطبراني في المعجم الكبير عن
إسماعيل بن الحسن الخفاف، عن أحمد بن صالح، عن ابن أبي فديك، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ((7799)) عون علي بن أحمد بن محمد المقدسي، عن الحسن بن الفرج العزي، عن هشام بن عمار، عن شعيب بن إسحاق. سنتهم (عثمان وعبدالعزيز ومعن وابن أبي فديك، وعثمان، وشعيب)، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب الحافظ.
ورواه ابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني عن يعقوب بن حميد، والطبراني في المعجم الكبير عن محمد بن نصر الصائغ، عن محمد بن إسحاق المسيبي، وابن بشران في الأمالي ((66)) عن أبي الحسن بن إسحاق الطيبي، عن الحسن بن علي السري، عن أحمد بن الحسين اللِّهبي (أربعتهم) عن فضالة بن يعقوب الأنصاري، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مُجمّع – وهو ضعيف.
كلاهما (ابن أبي ذئب، وابن مجمع)، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن فاطمة رضي الله عنها بنحوه مختصراً فلم يذكر في حديثه قصة خطبتها وأين مقامها بعد فراقها، ولا ذكر آخره جهة خروجه، وخالف في بعض الفاظه، ففيه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ الله أخر ليلة صلاة العشاء الآخرة ثم خرج، قال: إِنما حبسني حديث حدثنيه تميم الداري عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فإذا بامرأة تجؤطر شعرَها فَقَالَ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أنا الجساسة، أَتَعْجَبُ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَاذْهَبْ إِلى ذَلِكَ الْقَصْرِ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا فِيهِ رَجل يجر شعرة مسلسل في الأغلال ينزو بين السماء والأرض». وخالف ابن أبي ذئب وابن مجمع: عبد الرحمن بن يزيد، فرواه عن الزهري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس، ذكره الدار قطني معلقاً، وقال: “حديث أبي سلمة أصبح، قلت: حديث ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة صحيح غريب وهو على شرط البخاري ومسلم، قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث: – يعني: حديث الحساسة -، فقال: يرويه الزهري عن أبي سلمة، عن فاطمة ابنة قيس – قال محمد: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال، هو حديث صحيح.
الطريق الثاني: رواية طارق بن شهاب عن فاطمة:
خرج حديثه الطبراني في المعجم الكبير ((926))، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن منجاب بن الحارث، عن حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق بن خليفة، عن طارق بن شهاب، عن فاطمة بنت قيس دون ذكر المتن قال: “عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الجساسة”. أشار إليه ابن عدي فقال: “لا يرويه عن مخارق إلا حصين بن عمر “، قلت: إسناده تالف فحصين بن عمر الأحمسي متروك.
ولحديث فاطمة بنت قيس شواهد آخر:
الشاهد الأول: عن عائشة رضي الله عنها:
حديث عائشة رضي الله عنها جاء في آخر رواية مجالد والشيباني عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها الآنف، إلا أنهما اختلافا في اسم الراوي عن عائشة رضي الله عنها، فالأول يذكر القاسم بن محمد، والثاني يذكر عبد الرحمن بن أبي بكر:
– الوجه الأول بذكر حديث القاسم عن عائشة رضي الله عنها:
خرج حديثه أحمد ((27349))، والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق مسدد كلاهما (أحمد، ومسدد)، عن يحيى بن سعيد.
والحميدي ((368)) والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي. كلاهما الحميدي والرمادي)، عن سفيان بن عيينة.
وأبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف ((37636))، وإسحاق بن راهويه في مسنده ((2362))، كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة.
والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق إسماعيل بن أبي خالد وزيد بن أبي أنيسة. خمستهم (يحيى، وسفيان، وأبو أسامة، وإسماعيل، وزيد)، عن مجالد بن سعيد، عن مجالد، عن الشعبي قال: ثم لقيت القاسم بن مُحَمَّدٍ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتُنِي كَمَا حدثتك فاطمة، غير أنها قالت: الحرمان عَلَيْهِ حَرَام مَكَّةَ وَالْمَدِينَةُ”.
الوجه الثاني بذكر عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها:
خرج حديثه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ((2947))، وكذا في “التسوية بين حدثنا وأخبرنا” من طريق محمد بن عمرو السوسي وابن منده في الإيمان ((1057)) عن محمد بن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن الأزهر. والبيهقي في دلائل النبوة ((417) / (5)) عن أبي عبد الله الحاكم، عن محمد بن أحمد العطار، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان (ثلاثتهم)، عن أسباط بن محمد. والطبراني في المعجم الكبير ((960)) عن الحسين بن إسحاق التستري. وابن منده في الإيمان ((1057)) عن أحمد بن إسحاق بن أيوب، عن إبراهيم بن يوسف بن خالد كلاهما (الحسين، وإبراهيم)، عن عثمان بن أبي شبيبة، عن محمد بن فضيل.
كلاهما (أسباط، وابن فضيل)، عن أبي إسحاق سليمان الشيباني، عن الشعبي قال: «فلقيت عبد الرحمن بن أَبِي بَكْرٍ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: هَلْ زَادَ فِيهِ شَيْئًا؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: صَدَقَ، أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها: أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي هَذَا، غَيْرَ أَنَّهَا زَادَتْ فِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَمَكَّةَ مِثْلُهَا». هذا لفظ أسباط. وذكر القاسم تفرد مجالد فيه، وهو ليس بالقوي عندهم، وخالفه أبو إسحاق سليمان الشيباني، فرواه عن عامر الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة، وأبو إسحاق ثقة، احتج الشيخان بروايته عن الشعبي، وبرواية أسباط وفضيل عنه، وعبد الرحمن هو ابن أبي بكر بن الحارث المخزومي أحد الأئمة الفقهاء السبعة، فهو إسناد صحيح.
الشاهد الثاني حديث أبي هريرة:
خرج حديثه أحمد والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق مسدد. كلاهما (أحمد، ومسدد)، عن يحيى بن سعيد. والحميدي ((368)) والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي. كلاهما الحميدي والرمادي)، عن سفيان بن عيينة. وأبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف ((37636))، وإسحاق بن راهويه في مسنده ((2362))، كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة.
والطبراني في المعجم الكبير ((961)) من طريق إسماعيل بن أبي خالد وزيد بن أبي أنيسة.
خمستهم (يحيى، وسفيان، وأبو أسامة، وإسماعيل، وزيد)، عن مجالد بن سعيد.
وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ((2947))، وفي التسوية بين حدثنا وأخبرنا من طر محمد بن عمرو السوسي. وابن منده في الإيمان ((1057)) عن محمد بن الحسين بن الحسن، عن أحمد بن الأزهر بن منبع. والبيهقي في دلائل النبوة ((417) / (5)) عن أبي عبد الله الحاكم، عن محمد بن أحمد العطار، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان (ثلاثتهم)، عن أسباط بن محمد. والطبراني في المعجم الكبير ((960)) عن الحسين بن إسحاق التستري. وابن منده في الإيمان ((1057)) عن أحمد بن إسحاق بن أيوب، عن إبراهيم بن يوسف بن خالد كلاهما الحسين، وإبراهيم)، عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل.
كلاهما (أسباط، وابن فضيل)، عن أبي إسحاق سليمان الشيباني. وكلاهما (مجالد، والشيباني)، عن الشعبي، عن المحرر بن أبي هريرة.
وأخرجه أبو يعلى كما في البداية والنهاية: صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم / صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ) عن محمد بن أبي بكر، عن أبي عاصم سعد بن زياد، حدثني نافع مولاي – هو مولى حمنة بنت شجاع كلاهما (المحرر، ونافع)، عن أبي هريرة بنحوه، ولفظ حديث المحرر بن أبي هريرة هو بنحو لفظ حديث مخالد والشيباني عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الطريق الخامسة والطريق السابعة، قال الشعبي آخره: فلقيت محرر بن أبي هريرة فحدثته، فقال: صدق أشهد على أبي هريرة أنه حدثني بهذا الحديث، وزاد فيه، ثُمَّ قَالَ: نَحْوَ الشَّامِ مَا هُوَ، نَحْوَ الْعِرَاقِي مَا هُوَ، ثُمَّ أَهْوَى بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ عِشْرِينَ مَرَّةً»، وأما لفظ حديث نافع مختصراً: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: حَدَّثي تميمٌ، فَرَأَى تَمِيمًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فقَالَ: يَا تَمِيمٌ حَدِّثِ النَّاسَ مَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ: كُنَّا في جزيرة، فإذا نَحْنُ بِدَابَّةٍ لَا يُدْرَى قُبُلُهَا مِنْ دُبُرِهَا، فَقَالَتْ: تَعْجَبُونَ مِنْ خَلْقِي، وَفِي الدَّيْر مَنْ يَشْتَهِي كَلامَكُمْ فَدَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ مُوثَقِي فِي الْحَدِيدِ، من كَعْبِهِ إِلَى أُذُنِهِ، وَإِذَا أَحَدُ مِنْخَرَيْه مَسْدُودٌ، وَإِحْدَى عَيْنَيْهِ مطموسة، والأُخْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّي. قَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَأَحْبَرْنَاهُ، فذكر باقيه قلت: حديث المحرر بن أبي هريرة من طريق مخالد بن سعيد، وهو ليس بالقوي عندهم. لكن تابعه أبو إسحاق سليمان الشيباني عن الشعبي عن المحرر، وإسناد حديثه صحيح رجاله ثقات ما عدا المحرر بن أبي هريرة؛ فقد ذكره ابن حبان في وحده “الثقات”، وصحح له الحاكم وابن حبان.
وأما حديث: سعد بن زياد عن نافع مولى حمنة بنت شجاع ففيه سعد بن زياد، تفرد ابن حبان في ذكره في “الثقات”، وقال عنه أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين، وشيخه نافع ذكره ابن حبان في “الثقات”، وسكت عنه ابن أبي حاتم عنه فلم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً. قال ابن كثير بعده “وهذا حديث غريب جدًا”. قلت: حديث أبي هريرة حديث حسن الأمور:
الأول: أن طريق أبي إسحاق الشيباني ومجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن المحرر، عن أبيه أبي هريرة له،
اعتضد برواية سعد بن زياد، عن نافع مولى حمنة، عن أبي هريرة له. وقد ذكر أبو حاتم أن سعد بن زياد يكتب حديثه، أي للاعتبار وقبول التقوية. وقد شهد الحديثهما حديث فاطمة الله عند مسلم.
الثاني: أن الجهالة في التابعين قبلها كثير من المصنفين لمن كان مقلاً لعدم فشو الكذب، وعدم ظهور علم الجرح والتعديل بشكله المنهجي. قال ابن الصلاح بعد ذكر من قبل حديث المساتير: “قلت: ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم.
وتعذرت الخبرة الباطنة بهم، والله أعلم وقال الذهبي: “وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين، أو أوساطهم احتمل حديثه، وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول، وركاكة الألفاظ. وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأنى في رواية مخبره، ويختلف ذلك باختلاف خلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك. وإن كان المجهول من أتباع التابعين فمن بعدهم، فهو أضعف الخبرة سيما إذا انفرد به.
وقال المعلمي اليماني بعد ذكر طريقة ابن حبان: والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء، وكذلك ابن سعد وابن معين والنسائي، وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة بأن يكون له فيما يروي متابع أو مشاهد، وإن لم يروا عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد فسمن وثقه ابن معين من هذا الضرب الأسقع بن الأسلع والحكم بن عبد الله البلوي ووهب بن جابر الخيواني وآخرون، وممن وثقه النسائي رافع ابن إسحاق وزهير بن القمر وسعد بن سمرة وآخرون، قلت: بل خرج البخاري ومسلم الجماعة من التابعين لم يوثقهم قبلهما أحد.
الثالث: يتأيد ذلك في حال المحرر بن أبي هريرة بأن ابن حبان صحح حديثاً للشعبي عن المحرر عن أبيه)، وصحح الحاكم حديثاً للشيباني عن الشعبي عن المحرر عن أبيه)
الرابع: يؤيده كذلك أن حديث المحرر قد جاء في سياق حديث الشعبي عن فاطمة، فالشعبي – وهو أحد أئمة التابعين – إنما نقل عن المحرر ما نقل تأييداً لحديث فاطمة واحتجاجاً بحديث المحرر عن أبيه. والله أعلم.
الشاهد الثالث: حديث جابر رضي الله عنه:
خرج حديثه أبو داود ((4328)) عن واصل بن عبد الأعلى. وكذا أبو يعلى في مسنده ((2164))، عن أبي هشام الرفاعي، وعبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى، وأبو الفضل الزهري في حديثه عن أحمد بن سابور، عن واصل بن عبد الأعلى ثلاثتهم (واصل، وأبو هشام، وابن عمر)، عن محمد بن فضيل، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر الله، قَالَ: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي ثُمَّ أَقُمْ فِيكُمْ بِخَبَرٍ جَاءَنِي مِنَ السَّمَاءِ، وَلَكِنِّي بَلَغَنِي عَبْرٌ فَفَرِحْتُ بِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَفْرَحُوا بِفَرَح نَبِيِّكُمْ إِنَّهُ بَيْنَا رَكْبٌ يَسِيرُونَ فِي الْبَحْرِ إِذْ نَقِدَ طَعَامُهُمْ فَرُفِعَتْ لَهُمْ جَزِيرَةً فَخَرَجُوا يُرِيدُونَ الخُبرَ فَلَقِيَتْهُمُ الْجَسَّاسَةُ – فَقُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَ: امْرَأَةٌ بَحْرُ شَعَرَ جِلْدِهَا وَرَاسِهَا – فَقَالَتْ: فِي هَذَا الْقَصْرِ خَبَرُ مَا تُرِيدُونَ، فَأَتَوْهُ فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوَتَّقُ فقَالَ: أَخْبِرُونِي أَوْ سَلُونِي أَخْبِرُكُمْ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ أَطْعَمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قال: أخبِرُونِي عَنْ حَمَّاةِ زُغَرَ فِيهَا مَاءً؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: هُوَ الْمَسِيحُ تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ طَيِّبَةَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَطَيِّبَةُ الْمَدِينَةُ مَا بَابٌ مِنْ أَبْوَابِهَا إِلا مَلَكٌ مُصَلَّتْ سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ، وَمَكَّة مِثْلُ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: فِي بَحْرٍ فَارِسَ مَا هُوَ، فِي بَحْرِ الرُّومِ مَا هُوَ – ثلاثًا -، ثُمَّ ضَرَبَ بِكَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى ثلاثا.
فَقَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ شَيْئًا مَا حَفِظْتُهُ، قَالَ: فَشَهِدَ جَابِرٌ أَنَّهُ ابْنُ صَيَّادٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ صَيَّادٍ قَدْ مَاتَ، قَالَ: وَإِنْ مَاتَ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ قَدْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ». قال عنه الحافظ ابن حجر: أخرجه أبو داود بسند حسن من رواية أبي سلمة عن جابر. وقال ابن كثير: تفرد به أبو داود، وهو غريب جدا.
قلت: فيه ثلاث علل: الأولى: أن الوليد بن جميع احتج به مسلم، لكنه مختلف فيه؛ فقواه يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم. وقال العقيلي: “في حديثه اضطراب”، وذكره ابن حبان في “الثقات”، ثم في ” المجروحين” وقال عنه: “كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، فلما فحش ذلك منه، بطل الاحتجاج به”، وقال الحاكم: لو لم يخرج له مسلم لكان أولى.
الثانية: أن الوليد خولف فيه، حيث تفرد هو برواية الحديث عن أبي سلمة عن جابر، وخالفه الزهري إمام الحفاظ فرواه عن أبي سلمة عن فاطمة، وقد تقدم تخريجه في مسندها فيمن تابع الشعبي – رواية أبي سلمة عن فاطمة – لذا لما ذكره الدارقطني قال: يرويه الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة، عن جابر، وخالفه الزهري، رواه عن أبي سلمة عن فاطمة بنت قيس، وقول الزهري أشبه بالصواب. الثالثة: أن المصنفين ذكروا هذا الحديث في ترجمة الوليد في كتب الضعفاء كالعقيلي وابن عدي، وأنه اضطرب فيه، فمرة يرويه عن جابر، ومرة يرويه عن أبي سعيد، قال ابن عدي: “وللوليد بن جميع أحاديث، وروى عن أبي سلمة عن جابر، ومنهم من قال: عنه عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري حديث الجساسة بطوله، ولا يرويه غير الوليد بن عبد الله بن جميع هذا.
الشاهد الرابع حديث علي رضي الله عنه:
خرج حديثه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ((500) / (1))، في ترجمة إسماعيل بن يحيى التيمي، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبيد اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَارِ، عَنْ عَلَى قال: كُنا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ جُلُوسًا، إِذْ جَاءَ تَمِيمُ الدَّارِي، فَذَكَرَ حَدِيث الجساسة بطوله. قال ابن عدي بعده: “وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل”. قلت: إسماعيل بن يحيى مجمع على تركه، وكذبه بعض الأئمة، وقال ابن عدي في ترجمته: “يحدث عن الثقات بالبواطيل. وقال في ترجمة الحسن بن عمارة: وهذا الحديث غريب الإسناد لا يعرف عن علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه، ولم أكتبه إلا عن هذا الشيخ، وليس البلاء في هذا الإسناد من الحسن بن عمارة، إنما البلاء من إسماعيل بن يحيى لأنه ضعيف
2942.2943 تابع لشرح مسلم حديث الجساسة (تخريج)
7 – تخريج مطول لحديث الجساسة مع شواهده بقلم عصام عبدالله السناني:
تخريج الحديث:
روى الإمام مسلم الحديث في “صحيحه” عن حجاج بن الشاعر، وعبد الوارث بن عبد الصمد، كلاهما
عن عبد الصمد بن عبد الوارث. – ورواه الداني في السنن الواردة في الفتن ((626)) من طريق مسلم، عن عبد الوارث بن عبد الصمد وحده.
به إلا أنه لم يذكر قصة نكاحها أوله. وتابع مسلماً في روايته عن عبد الوارث: محمد بن علي بن طرخان، خرج حديثه البيهقي في البعث
والنشور ( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ) بنحوه. وتابع عبد الوارث وحجاجاً في روايتهما عن عبد الصمد: حجاج بن أبي يعقوب، خرج حديثه أبو داود ((4326))، ومن طريقه البيهقي كذلك في البعث والنشور ( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم )، إلا أنه لم يذكر قصة نكاحها،
وساقه مختصراً فحكى آخره بالمعنى.
وتابع عبد الصمد في روايته عن أبيه عبد الوارث بن سعيد: عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري، خرج
حديثه الطبراني في المعجم الكبير ((958))، وابن منده في الإيمان ( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم )، والبيهقي في البعث والنشور
( صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم )، من طريق أبي معمر المنقري، بنحوه وزاد أوله: “أَنَّهُ سَأَلَ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَاكِ بْنِ قيْسٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُولِ، قَالَ: حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تُسْنِدِيهِ إِلَى أَحَدٍ غَيْرِكِ، قَالَتْ: لَئِنْ شِئْتَ لأَفْعَلَنَّ، قَالَ لَهَا: أَجَلْ حَدِّثِيني”، فذكره إلا أن الطبراني لم يذكر قصة نكاحها.
وخولف حسين بن ذكوان المعلم في روايته عن ابن بريده من وجهين: أحدهما بإبدال الشعبي بيحيى بن يعمر
، والثاني بجعل الحديث من مسند أبيه بريدة بدل فاطمة:
الوجه الأول: رواه ابن حبان ((6787)) من طريق هارون بن عيسى، وابن المقرئ في معجمه ((953)) من