4 – بَابُ تَوَكُّلِهِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَعِصْمَةِ اللهِ تَعَالَى لَهُ مِنَ النَّاسِ
13 – (843) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، ح وحَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ – وَاللَّفْظُ لَهُ – أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَالَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، قَالَ: فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ” ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
14 – (843) وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُمَا، أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ يَوْمًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَمَعْمَرٍ.
14 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ، بِمَعْنَى حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ وَلَمْ يَذْكُرْ: ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الفوائد
———————
-أخرجه البخاري 2910 و2913 في الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وباب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستضلال بالشجر.
قال صاحبنا أبو تيسير: وقع في السلسلة الصحيحة –
رقم الحديث:2489: [كان يحرس حتى نزلت هذه الآية {والله يعصمك من الناس} فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال لهم يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله]. (صحيح).
وله شاهد من حديث أبي هريرة وفيه ( … فقال يا محمد من يمنعك مني الليلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله. فأنزل الله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} الآية. وإسناده حسن. فيه تحقيق عن ادعاء الشيعة أن الآية المذكورة نزلت يوم غدير خم في علي رضي الله عنه. انتهى
– ورد أن الذي سلَّ السيف غورث بن الحارث وهو في مسند أحمد 14929 من طريق سليمان بن قيس عن جابر وقلنا في تخريجه أن أبا بشر جعفر بن أبي وحشية لم يسمع من سليمان بن قيس بل قال ابن حبان لم يره (أحاديث معلة83)
لكن نقل محققو المسند 23/ 194 أن هذا كتاب، وأكد ذلك صاحبنا أبوصالح.
وقال محققو المسند كذلك: ورد عن قتادة عن سليمان بن قيس وهي مثل رواية أبي بشر.
قلت: لكن رواية قتادة إنما فيها (جاء رجل … ) أخرجها الطبري 10/ 106، وابن حبان 2882
لكن رواية أبي بشر كتاب كما سبق.
قال ابن خزيمة: أهل المعرفة من أصحابنا يذكرون أن سليمان بن قيس مات قبل جابر بن عبد الله، وإن صحيفته التي كتبها عن جابر بن عبدالله وقعت إلى البصرة فروى بعضها أبو بشر، وروى بعضها قتادة، وروى بعضها غيرهما (نقله باحث وعزاه لكتاب التوحيد 2/ 856 مكتبة الرشد) وصحح هذه صحيفة سليمان بن قيس اليشكري ابن القيم كما في إعلام الموقعين 2/ 127، وراجع الجرح والتعديل 4/ 136 قال أبوحاتم: جالس سليمان اليشكري جابراً فسمع منه وكتب عنه صحيفة فتوفي وبقيت الصحيفة وبقيت عند امرأته فروى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة، وكذلك قتادة.
وذكر الحديث البخاري 4135 من طريق ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وفيه (ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة) (فإذا أعرابي جالس) و4136 قال أبان حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر وفيه (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم … الحديث وفي آخره أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف، وقال مسدد عن أبي عوانه عن أبي بشر: اسم هذا الرجل غورث بن الحارث وقاتل فيها محارب خصفة. انتهى من البخاري.
قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: ذكر ابو بكر الإسماعيلي عن أبي عوانه عن أبي بشر اسم الرجل غورث … قال البخاري في التاريخ الكبير: روى أبو بشر وقتادة والجعد أبو عثمان عن كتاب سليمان … انتهى كلام الحميدي.
أما من سماه دعثور فقال صاحبنا أبوصالح: هي من طريق الواقدي، وفيه (فأسلم)
قلت: قال ابن حجر في الفتح: وفي مغازي الواقدي أنه دعثور
قال في ترجمة دعثور في الإصابة: فيحتمل التعدد أو أحد الاسمين لقب إن ثبت الإتحاد.
وقال ابن حجر أيضاً في ترجمة غورث بن الحارث: ونقل أنه أسلم قاله البخاري، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه، وليس في البخاري تعرض لإسلامه ثم ذكر روايات البخاري، وقال: رويناه في المسند الكبير لمسدد بتمامه، وفيه ما يصرح بعدم إسلام غورث، وذلك أنه رواه عن أبي عوانه عن أبي بشر عن سليمان بن قيس بطوله وفيه (أو تسلم؟ قال: لا، ولكن أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك … فجاء لأصحابه، وقال: جئتكم من عند خير الناس) وكذا أخرجه أحمد في مسنده من طريق أبي عوانه
وترجم لدعثور في الجرح والتعديل وذكر عن أبي حاتم أنه أسلم.
معاني الكلمات:
((شام السيف)): أي: أغْمَدَه. انظر “لسان العرب” (12/ 330).
مشكل الحديث:
– لا تعارض بين قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) مع قوله صلى الله عليه وسلم (وهذا أوان انقطاع أبهري)
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله – كما في ” تدريب الراوي ” (2/ 176) -: ” لا أعرف حديثين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما “.انتهى نقل عبدالرحمن المزروعي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
لا يجوز أن يوجد في الشرع خبران متعارضان من جميع الوجوه، وليس مع أحدهما ترجيح يقدم به.
” المسودة ” (306).
وقال ابن القيم – رحمه الله -:
فصلوات الله وسلامه على مَن يصدّق كلامُه بعضه بعضاً، ويشهد بعضه لبعض، فالاختلاف، والإشكال، والاشتباه إنما هو في الأفهام
” مفتاح دار السعادة ” (3/ 383).وراجع ” زاد المعاد ” (4/ 149).
وقال الشاطبي – رحمه الله -:
كل مَن تحقق بأصول الشريعة: فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض … لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ: أمكن التعارض بين الأدلة عندهم.
” الموافقات ” (4/ 294).
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله – كما في ” تدريب الراوي ” (2/ 176) -: ” لا أعرف حديثين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما “.
ثالثاً:
” العصمة ” في الآية هي: العصمة من الفتنة، ومن الضلال، ومن القتل قبل تبليغ الرسالة، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً) المائدة/ من الآية 3، وقد ذكر بعض العلماء معنى لطيفاً ها هنا، وهو أن الله تعالى أبى إلا أن يجمع لنبينا صلى الله عليه وسلم بين النبوة والشهادة.
وقال صلى الله عليه وسلم (مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ) بعد أن أخبرته أنها أرادت قتله، وهو نص إما في عصمته من القتل بالسم حتى فارق الدنيا، أو هو نص في ذلك قبل تبليغ الرسالة. يعني أنه معصوم حتى يبلغ الرسالة.
- قال ابن كثير – رحمه الله -:
ومِن عصمة الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: حفْظُه له من أهل مكة، وصناديدها، وحسَّادها، ومُعَانديها، ومترفيها، مع شدة العداوة، والبِغْضة، ونصب المحاربة له ليلاً، ونهاراً، بما يخلقه الله تعالى من الأسباب العظيمة بقَدَره، وحكمته العظيمة، فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب، إذ كان رئيساً مطاعاً كبيراً في قريش، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شرعيَّة، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها، ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر، هابوه، واحترموه، فلما مات أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيراً، ثم قيض الله عز وجل له الأنصار، فبايعوه على الإسلام، وعلى أن يتحول إلى دارهم – وهي المدينة -، فلما صار إليها حَمَوه من الأحمر والأسود، فكلما همَّ أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء: كاده الله، ورد كيده عليه، لما كاده اليهود بالسحر: حماه الله منهم، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء، ولما سم اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر: أعلمه الله به، وحماه الله منه؛ ولهذا أشباه كثيرة جدّاً، يطول ذِكْرها.
” تفسير ابن كثير ” (3/ 154).
- وقال النووي – في شرحه لحديث الشاة المسمومة -:
فيه بيان عصمته صلى الله عليه و سلم من الناس كلهم، كما قال الله: (والله يعصمك من الناس) وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سلامته مِن السم المهلك لغيره، وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة، وكلام عضو منه له، فقد جاء في غير مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الذراع تخبرني أنها مسمومة).
” شرح مسلم “.
- وقال ابن الجوزي – رحمه الله -:
قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) قال ابن قتيبة: أي: يمنعك منهم، وعصمة الله: منعه للعبد من المعاصي ….
فان قيل: فأين ضمان العصمة وقد شُجَّ جبينه؟: فعنه جوابان:
أحدهما: أنه عصمه من القتل، والأسرِ، وتلفِ الجملة، فأمّا عوارض الأذى: فلا تمنع عصمة الجملة.
والثاني: أن هذه الآية نزلت بعدما جرى عليه ذلك؛ لأن ” المائدة ” من أواخر ما نزل.
” زاد المسير ” (2/ 397).
- وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء: فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام , بل أصابه شيء من ذلك , فقد جُرح يوم أحد , وكُسرت البيضة على رأسه … ورفع الله به درجاته , وأعلى به مقامه , وضاعف به حسناته …
” فتاوى الشيخ ابن باز ” (8 / ص 150).
- وقال القرطبي – رحمه الله -:
ليس في الآية ما ينافي الحراسة، كما أن إعلام الله نصر دينه وإظهاره، ما يمنع الأمر بالقتال، وإعداد العدد.
” المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ” (6/ 280).
- وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله – بعد أن ساق كلام القرطبي هذا -:
وعلى هذا فالمراد: العصمة من الفتنة، والإِضلال، أو إزهاق الروح، والله أعلم.
” فتح الباري ” (6/ 82).
-قال ابن تيميه في الجواب الصحيح:
فصل:
النوع السابع في كفاية الله له أعداءه وعصمته له من الناس وهذا فيه آية لنبوته من وجوه منها أن ذلك تصديق لقوله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون) فهذا إخبار الله بأنه يكفيه المشركين المستهزئين وأخبر أنه يكفيه أهل الكتاب بقوله ( … فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)
فوائد:
قال النووي: فيه بيان توكل النبي صلى الله عليه وسلم على الله، وعصمة الله تعالى له من الناس، كما قال الله تعالى (والله يعصمك من الناس)، وفيه جواز الاستظلال بأشجار البوادي، وتعليق السلاح وغيره فيها، وجواز المن على الكافر الحربي، وإطلاقه، وفيه الحث على مراقبة الله تعالى، والعفو والحلم ومقابلة السيئة بالحسنة،.
” شرح مسلم ” (15/ 44).
قال ابن حجر في فتح الباري: ” وفي الحديث فرط شجاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقوة يقينه، وصبره على الأذى، وحلمه عن الجهال، وفيه جواز تفرق العسكر في النزول ونومهم وهذا محله إذا لم يكن هناك ما يخافون منه “.
فائدة: قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) فيه دليل على نبوته ثم ذكر ألفاظ الحديث …
ثم قال تقدم الكلام في هذا المعنى في هذه السورة عند قوله (إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم)، وفي النساء في ذكر صلاة الخوف …
-قال القرطبي في تفسيره معترضا على رواية فيها أن أبا طالب كان يرسل حرسا حتى أنزلت هذه الآية: (والله يعصمك من الناس) قال: أن هذه السورة مدنية بإجماع؛ ومما يدل على أن هذه الآية مدنية ما رواه مسلم في الصحيح عن عائشة قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة ليلة فقال: “ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة” قالت: فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح؛ فقال: “من هذا”؟ قال: سعد بن أبي وقاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما جاء بك”؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه؛ فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام.
وفي غير الصحيح قالت: فبينما نحن كذلك سمعت صوت السلاح؛ فقال: “من هذا”؟ فقالوا: سعد وحذيفة جئنا نحرسك؛ فنام صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه ونزلت هذه الآية؛ فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قبة آدم وقال: “انصرفوا أيها الناس فقد عصمني الله”.
قلت: أخرجه سعيد بن منصور في سننه من حديث عائشة قال محققه 768 دار الصميعي: تقدم في الحديثين [33] و [104] أنه ثقة، إلا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وممن روى عنه قبل الاختلاط: إسماعيل بن إبراهيم بن عليَّة، ووُهيب بن خالد، وقد رويا عنه هذا الحديث مرسلاً كما سيأتي، فخالفهم الحارث فوصله، والصواب فيه الإرسال؛ لأن الحارث لم يُذكر فيمن روى عن سعيد قبل الاختلاط، ومع ذلك فالحارث ضعيف من قبل حفظه كما سبق.
ويشهد لبعض معناه ما أخرجه البخاري 2885 في الجهاد باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، و7231 في التمني، باب قوله صلى الله عليه وسلم (ليت كذا وكذا) ومسلم في صحيحة 1875 في فضائل الصحابة باب في فضل سعد بن أبي وقاص
ثم ذكر المحقق حديث أبي هريرة.
وحديث أبي هريرة ذكره ابن حجر وحسنه، قال في “فتح الباري” (6/ 98) في شرح هذا الحديث إلى أنه – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يُحرس، ثم قال: ((قيل: إن هذه القصة سبب نزول قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس}، وذلك فيما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كنا إذا نزلنا طلبنا لِلنَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أعظم شجرة … وهذا إسناد حسن، فيحتمل إن كان محفوظًا أن يقال: كان مخيَّرًا في اتخاذ الحرس، فتركه مرةً لقوة يقينه، فلما وقعت هذه القصة ونزلت هذه الآية، ترك ذلك)). اهـ.
وكنت كتبت هذا الحديث وأفادني إياه كذلك أبوصالح
-وهل الإسلام انتشر بالإكراه:
الجواب: هذا مخالف لقوله تعالى (لا إكراه في الدين) ولعلنا هنا ننقل نقول لأهل العلم، ويكون التوسع إن شاء الله في كتاب الجهاد:
قال الطبري: وإن مالوا إلى مسالمتك، ومتاركتك الحرب إما بالدخول وإما إعطاء الجزية وإما بموادعه ونحو ذلك من أسباب السلم فاجنح لها.
قال ابن تيمية: وقد كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتزمون أحكام الإسلام الظاهرة لا سيما في آخر الأمر ما لم يلتزمه كثير من المنافقين الذين من بعدهم؛ لعز الإسلام وظهوره إذ ذاك بالحجة والسيف، تحقيقا لقوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) الإيمان الأوسط
قال صاحبنا (سيف المطوع):قال ابن كثير:
يقول تعالى إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم عهدهم على سواء فإن استمروا على حربك ومنابذتك فقاتلهم «وإن جنحوا» أي مالوا «للسلم» أي المسالمة والمصالحة والمهادنة «فاجنح لها» أي فمل إليها واقبل منهم ذلك ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر … آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك فأما إن كان العدو كثيفا فإنه يجوز مهادنتهم كما دلت عليه هذه الآية الكريمة وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص والله أعلم
(21) / (05) / (2015)، (1): (42) م – سيف الكعبي: وختاما:
هناك كتاب مناورات الأشقياء في محاولة قتل خير الأنبياء:
المناورة الأولى
قال الله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30) راجع تفسير ابن كثير
المناورة الثانية …
قال الإمام البيهقي في دلائل النبوة: باب اتباع سراقة بن مالك بن جعشم أثر رسول الله وما ظهر في ذلك من دلائل النبوة …
قال صاحبنا أبوصالح: حديث سراقة أخرجه البخاري 3906
المناورة الثالثة …
قال ابن كثير في البداية والنهاية … في أول سنة ثلاث من الهجرة كانت غزوة نجد ويقال لها غزوة ذي أمر قال ابن اسحاق فلما رجع رسول الله (من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة أو قريبا منها غزا نجدا يريد غطفان وهي غزوة ذي أمر قال ابن هشام واستعمل على المدينة عثمان بن عفان قال ابن اسحاق فأقام بنجد صفرا كله أو قريبا من ذلك ثم رجع ولم يلق كيدا: ثم ذكر قصة غورث)
قلت (سيف) وسبق تفصيل الروايات.
المناورة الرابعة …
قال ابن كثير في البداية والنهاية
فصل فيما لقي النبي (يومئذ، أي يوم أحُد، من المشركين قبحهم الله)
المناورة الخامسة …
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
– في صحيح البخاري عن ابن عباس4029 أنه كان يسميها سورة بني النضير وحكى البخاري عن الزهري عن عروة أنه قال كانت بنو النضير بعد بدر بستة أشهر قبل أحد …. قال ابن اسحاق ثم خرج رسول الله (الى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية للعهد الذي كان (أعطاهما، وكان بين بني النضير وبين بني عامر عهد وحلف فلما أتاهم (قالوا نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه ورسول الله (الى جنب جدار من بيوتهم قاعد فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة ويريحنا منه.
قلت بوب البخاري (باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم في دية الرجلين وما أرادو من الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزهري عن عروة … وسبق، ثم ذكر البخاري 4028 حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومنَّ عليهم حتى حاربت قريظة …
ونقل ابن كثير القصة في السيرة لابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان.
وكذلك قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض آل يامين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليامين: ألم تر ما لقيت من ابن عمك وما همَّ به من شأني ….
فيدلك هذا أن لقصة الغدر أصل
قال صاحبنا أبوصالح: المناورة الخامسة
أخرجه ابن إسحق في السيرة قال حدثني يزيد بن رومان فذكره ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة.
وأخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح إلى مجاهد مختصرا جدا.
وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث عروة بن الزبير، وفي إسناده ابن لهيعة.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى من حديث الزهري.
فهذه مراسيل يشد بعضها بعضا رجحها الحافظ على الذي أخرجه عبد بن حميد وابن مردويه من طريق معمر عن الزهري أخبرني عبدالله بن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة بني النضير ومحاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته
قال الحافظ في الفتح:
وروى ابن مردويه قصة بني النضير بإسناد صحيح إلى معمر عن الزهري أخبرني عبدالله بن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم … (قلت فذكر قصة تآمر بني النضير بطريقة يصعب الجمع بينها وبين المراسيل المذكورة المشهورة) ثم قال الحافظ وكذا أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق …. فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحق من أن سبب غزوة بني النضير طلبه صلى الله عليه وسلم أن يعينوه في دية الرجلين لكن وافق ابن إسحق جل أهل المغازي فالله أعلم وإذا ثبت أن سبب إجلاء بني النضير ما ذكر من همهم بالغدر به صلى الله عليه وسلم وهو إنما وقع عندما جاء إليهم ليستعين بهم في دية قتيلي عمرو بن أمية تعين ما قال ابن إسحق ?ن بئر معونة كانت بعد أحد بالاتفاق … انتهى نقل صاحبنا أبي صالح.
المناورة السادسة …
قال ابن كثير في البداية والنهاية
قصة غورث بن الحارث
قلت (سيف) كررها لأنه سابقا اختلف عليه هل هو غورث: أم دعثور، وهل هما شخص واحد، أم اثنان وسبق أن ذكرنا أن قصة دعثور في مغازي الواقدي.
المناورة السابعة …
قال ابن كثير في البداية والنهاية
قصة الشاة المسمومة والبرهان الذي ظهر.
قلت (سيف) وسبق ذكر الروايات عند ذكر مسلم الحديث
المناورة الثامنة
حاول المغضوب عليهم التأثير على عقل المعصوم حيث لجأ خبثاؤهم إلى السحر
المناورة التاسعة
وقال ابن كثير في “البداية والنهاية “:
وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل واربد بن مقيس
قال ابن اسحاق وقدم على رسول الله (وفد بني عامر بن الطفيل وأربد بن مقيس ابن جزء بن جعفر بن خالد وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم وقدم عامر بن الطفيل عدو الله على رسول الله (وهو يريد الغدر به وقد قال له قومه يا أبا عامر: ان الناس قد اسلموا فاسلم .. قال: والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش؟ ثم قال لاربد: ان قدمنا على الرجل فاني سأشغل عنك وجهه فاذا فعلت ذلك فأعله بالسيف
وروى الحافظ البيهقي من طريق الزبير بن بكار حدثتني فاطمة بنت عبد العزيز بن موءلة عن أبيها عن جدها موءلة بن جميل قال أتى عامر بن الطفيل رسول الله ….
قال ابن هشام وذكر زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال فانزل الله عز وجل في عامر وأربد قوله تعالى: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يده ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) يعني محمدا (ثم ذكر أربد وقتله، فقال الله تعالى: (وإذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له
وقد وقع لنا إسناد ما علقه ابن هشام رحمه الله فروينا من طريق الحافظ أبي القاسم سليمان بن احمد الطبراني في معجمه الكبير حيث قال حدثنا مسعدة بن سعد العطار حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله … فقال عامر: نجد اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله (لا … فلما قفا من عنده قال عامر أما والله لاملأنها عليك خيلا ورجالا فقال رسول الله (:يمنعك الله فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد أنا اشغل محمدا بالحديث فاضربه بالسيف فان الناس اذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية
قلت: ذكرها الطبري حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال ابن زيد معضل، وابن أبي حاتم من طريق أصبغ بن الفرج عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم معضل فلعل هذه الرواية تعل الرواية السابقة خاصة أن محقق تفسير ابن كثير دار الفتح قال: عبدالعزيز بن عمران وعبدالرحمن وعبدالله ابنا زيد بن أسلم كلهم ضعاف، وقبل ذلك ذكره ابن كثير كذلك وعزاه للطبري عن ابن جريج مرسلا، قال المحقق: وفيه مع الإرسال الحسين بن داود المعروف بسنيد ضعيف.
وعزاه في تخريج الكشاف للثعلبي وفيه الكلبي
قال صاحبنا أحمد بن علي: –
قال العراقي: رواه الطبراني في الأكبر والأوسط من حديث ابن عباس بطوله بسند فيه لين اهـ.
قلت: عامر بن الطفيل رئيس بني عامر في الجاهلية وقصة قدومه على النبي – صلّى الله عليه وسلم – مشهورة فإنه قدم على النبي – صلّى الله عليه وسلم – وهو ابن ثمانين سنة فقال له أبايعك على أن لي كذا وكذا وذكر شروطاً فامتنع النبي – صلّى الله عليه وسلم – ودعا عليه فأصابته غدة فكان يقول غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية.
تخريج أحاديث إحياء علوم الدين
المناورة العاشرة …
فجندت أم قرفة هذه بنيها وكانوا عصبة وضمت إليهم عصابة من المجرمين …
قلت (سيف) وفيها الواقدي
وفي امالي المحاملي كما في الإيماء إلى زوائد الأمالي وفيه عبدالله بن شبيب ويحيى بن محمد بن عباد ضعيفان وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 19/ 365 من طريق المحاملي، وعزاه صاحب نصب الراية 4/ 256 لأبي نعيم في الدلائل وفيه إبراهيم بن يحيى بن عباد وأبيه ضعفاء.
وذكره العقيلي في ترجمة يحيى بن محمد بن عباد فيما أنكر عليه وقال: لا يعرف إلا به.
المناورة الحادية عشرة …
باب سرية نجد يقال أنها كانت في المحرم سنة ست من الهجرة بعث فيها محمد بن مسلمة فجاء بسيد أهل اليمامة ثمامة بن أثال وما ظهر في أخذه وإسلامه من الآثار
ابن إسحاق قال حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة قال كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله دعا الله حين عرض لرسول الله بما عرض له أن يمكنه الله منه وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله … الحديث في قصة أسره
وحديث ابن إسحاق أخرجه البيهقي في الكبرى 9/ 66
وقصة أسر ثمامة في البخاري 4372، ومسلم 1764، وانظر تحقيق المسند 12/ 318، قال باحث: أتم الروايات رواية ابن إسحاق وهي على شرط المتمم على الذيل. حيث صرح ابن إسحاق بالتحديث.
المناورة الثانية عشرة …
قال ابن كثير في البداية والنهاية
حدثني بعض أهل العلم أن فضالة بن عمير بن الملوح يعني الليثي أراد قتل النبي (وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله (: أفضالة؟ قال: نعم .. فضالة، يا رسول الله …. قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء .. كنت أذكر الله … قال فضحك النبي (ثم قال: استغفر الله … ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه)
وضعفها الألباني في كتابه دفاع عن الحديث النبوي رقم 19 حيث ذكر قصة فضالة ابن هشام بدون إسناد. وعزاه ابن حجر في الإصابة إلى ابن عبدالبر في الدرر في السير بلا سند.
المناورة الثالثة عشرة …
– قال البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ ومحمد ابن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد بن بكير الحضرمي ثنا ايوب بن جابر عن صدقة بن سعيد عن مصعب بن شيبة عن ابيه قال خرجت مع رسول الله (يوم حنين والله ما أخرجني إسلام ولا معرفة به ولكن أبيت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه يا رسول الله إني أرى خيلا بلقا … فقال: يا شيبة إنه لا يراها الا كافر؛ فضرب يده في صدري ثم قال: اللهم أهد شيبة …
وقال البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو محمد أحمد عبد الله المزني ثنا يوسف بن موسى ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة مولى ابن عباس عن شيبة بن عثمان قال لما رأيت رسول الله (يوم حنين قد عرى ذكرت أبى وعمى وقتل على وحمزة اياهما فقلت اليوم ادرك ثأري من رسول الله .. )
هذا الإسناد فيه أبوبكر الهذلي، وهو ضعيف.
والسند الأول فيه صدقة بن سعيد ومصعب بن شيبة ضعفاء وايوب بن جابر ضعيف كذلك.
وذكر صاحبنا رجب مناورة أخرى ولنجعلها
المناورة الرابعة عشر:
مناورة عمير بن وهب الجمحي لما تذكر من قتل في بدر فتمني أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وتكفل له صفوان بأولاده، فلما قدم المدينة أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما دار بينه وبين صفوان فاسلم
لكنه ورد عن عروة مرسلا كما في السيرة لابن هشام وتاريخ الطبري والمعجم الكبير 17/ 56، ورواه الطبراني من وجه آخر عن أبي عمران الجوني وهو ثقة من الرابعة قال صاحب دراسة نقدية في شخصية عمر: أحمد بن زهير التستري لم أجد له ترجمة.
قلت: هو أحمد بن يحيى بن زهير ثقة حافظ (تراجم شيوخ الطبراني)
عبدالرزاق أنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني لا أعلمه إلا عن أنس، وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه عن ابن عمران إلا من هذا الوجه، قال صاحب دراسية نقدية لشخصية عمر: لعل الصواب أبي عمران. ورواه الطبراني من وجه آخر أيضا وهو من مراسيل الزهري. انتهى
وورد من مراسيل محمد بن جعفر بن الزبير، قال الهيثمي رواه الطبراني مرسلا وإسناده جيد
قال صاحبنا أبوصالح: تحسن بمجموعها.