137 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه:
(4) باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن
137 – حدثنا علي قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب وعن عباد بن تميم عن عمه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا
فوائد الباب
1 – قال العيني:
الشك في اللغة خلاف اليقين واليقين العلم وزوال الشك قاله الجوهري وغيره وفي اصطلاح الفقهاء الشك فيه ما يستوي فيه طرف العلم والجهل وهو الوقوف بين الشيئين بحيث لا يميل إلى أحدهما فإذا قوي أحدهما وترجح على الآخر ولم يأخذ بما ترجح ولم يطرح الآخر فهو ظن وإذا عقد القلب على أحدهما وترك الآخر فهو أكبر الظن وغالب الرأي ويقال الشك ما استوى فيه طرفا العلم والجهل فإذا ترجح أحدهما على الآخر فالطرف الراجح ظن والطرف المرجوح وهم.
«عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (2/ 250)
2 – قال ابن حجر: قَوْلُهُ يُخَيَّلُ بِضَمِّ أوَّلِهِ وفَتْحِ المُعْجَمَةِ وتَشْدِيدِ الياءِ الأخِيرَةِ المَفْتُوحَةِ وأصْلُهُ مِنَ الخَيالِ والمَعْنى يَظُنُّ والظَّنُّ هُنا أعَمُّ مِن تَساوِي الِاحْتِمالَيْنِ أوْ تَرْجِيحِ أحَدِهِما عَلى ما هُوَ أصْلُ اللُّغَةِ مِن أنَّ الظَّنَّ خِلافُ اليَقِينِ قَوْلُهُ يَجِدُ الشَّيْءَ أيْ الحَدَثَ خارِجًا مِنهُ وصَرَّحَ بِهِ الإسْماعِيلِيُّ ولَفْظُهُ يُخَيَّلُ إلَيْهِ فِي صَلاتِهِ أنَّهُ يَخْرُجُ مِنهُ شَيْءٌ.
3 – قوله (لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن) أي اليقين لا يزول بالشك. قال ابن الملقن في التوضيح هذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها والعلماء متفقون على هذه القاعدة.
4 – وذكر ابن العثيمين في التعليق على البخاري ان الحديث يستفاد منه ثلاث قواعد فذكر:
الأصل بقاء ما كان على ما كان، و اليقين لا يزول بالشك
ثم قال:
والقاعدة الثالثة: إذا شك في وجود شيء فالأصل عدمه، رجل شك هل توضأ أم لا،؟.
نقول يجب أن تتوضأ؛ لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان؛ ولأن اليقين لا يزول بالشك
والقاعدة الثالثة؛ هنا شككنا هل وجد الوضوء أو لا؟ والأصل عدمه , وهذا ينفعك في كل أبواب الفقه.
مثلا: رجل شك هل ركع أو لم يركع , يعني هو الآن ساجد؟.
الأصل عدم الركوع.
5 – حديث عبد الله بن زيد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وأشار إليه الترمذي بقوله وفي الباب عن عبد الله بن زيد.
6 – فيه الدليل على أن من تيقن الطهارة، ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك قاله النووي في شرح صحيح مسلم.
7 – فيه مشروعية سؤال العلماء عما يحدث من الوقائع، وجواب السائل. قاله ابن الملقن في التوضيح.
8 – فيه ترك الاستحياء في العلم، وأنه – صلى الله عليه وسلم – كان يعلمهم كل شيء، وأنه يصلي بوضوء صلوات ما لم يحدث. نقله ابن الملقن في التوضيح عن الداودي.
9 – وفِيهِ العُدُولُ عَنْ ذِكْرِ الشَّيْءِ المُسْتَقْذَرِ بِخاصِّ اسْمِهِ إلّا لِلضَّرُورَةِ قال ابن حجر
10 – باب من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات. قاله البخاري
11 – قال ابن باز: فالذي يخيل إليه أنه خرج منه شيء لا يبطل وضوءه ولا صلاته بل هو على حاله، صلاته صحيحة ووضوءه صحيح حتى يعلم يقيناً أنه خرج منه شيء، ولو بغير الصوت والريح، إذا علم يقيناً أنه خرج منه ريح أو خرج منه بول بطلت الطهارة وبطلت الصلاة، أما ما دام هناك شك ولو واحد في المائة فصلاته صحيحة وطهوره صحيح؛ لأن هذا من وساوس الشيطان ومن أعماله الخبيثة، يخيل للإنسان أنه خرج منه شيء، ينفخ في مقعدته حتى يخيل له أنه خرج منه شيء، يحرك أشياء حول مقعده. فتاوى ابن باز مفرغ
12 – باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر. قاله البخاري
13 – قوله (شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل) ولم يرد الرجل خاصة دون المرأة، إنما أراد الرجال والنساء جميعًا. انتهى قاله ابن الأثير كما في الشافي في شرح مسند الشافعي.
14 – قوله (أنه يجد الشيء في الصلاة) زاد ابن أبي شيبة في المصنف 8079 “يتشبه عليه “، وزاد أبو نعيم كما عند البخاري ” أيقطع الصلاة”.
15 – ذكر وجوب الوضوء من الريح الذي يسمع صوتها بالأذن أو يوجد رائحتها بالأنف قاله ابن خزيمة في صحيحه.
16 – قال الخطابي:
قوله: (حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) يريد أن يمضي في صلاته ما لم يتيقن الحدث، ولم يرد بذكر هذين النوعين من الحدث تخصيصهما وقصر الحكم عليهما حتى لا يقع نقض الطهارة بغيرهما، وإنما هو جواب خرج على حدود المسألة التي سأل عنها السائل، وقد دخل في معناه كل ما يخرج من السبيلين من غائط وبول ومذي وودي ودم ونحوها، وقد يخرج منه الريح ولا يسمع لها صوتا ولا يجد لها ريحا، فيكون عليه استئناف الطهارة إذا تيقن ذلك، وقد يكون بأذنه وقر لا يسمع معه الصوت، وقد يكون أخشم فلا يجد الريح، والمعنى إذا كان أوسع من الاسم كان الحكم للمعنى.
«أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)» (1/ 227)
وعزاه إليه ابن حجر في الفتح لكنه اختصره
17 – قوله (لا ينفتل أو لا ينصرف) قال الحافظ ابن حجر هو شك من الراوي وكأنه من علي لأن الرواة غيره رووه عن سفيان بلفظ لا ينصرف من غير شك انتهى قلت فيه نظر فإن الإمام الشافعي رواه عن سفيان بلفظ ” لا ينفتل” كما في مسند الشافعي 65 وكذا الإمام أحمد في مسنده 16450 عن سفيان به، ورواه أبو داود في سننه 176 من طريقين آخرين عن سفيان به. فكأن الشك من سفيان والله أعلم، وعند ابن أبي شيبة في المصنف 8079 … “إنه لا يجب عليه شيء”
18 – قوله (حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) معناه: حتى يعلم وجود أحدهما يقينا، ولا يشترط اجتماع السماع والشم بالإجماع. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
19 – قال ابن عثيمين:
ومن فوائد هذا الحديث سهولة تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث ذكر هذين المثالين، سماع الصوت ووجود الريح؛ لأن كل إنسان يدركهما، لو قال: حتى يستيقن , لأورد سؤالا وقال: متى يستيقن؟
ولا يجوز لأحد أن يمضي في صلاته إذا أحدث فيها ولو حياء وخجلا، لا تستحي، إن الله لا يستحيي من الحق. اهـ التعليق على البخاري
20 – عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا» رواه مسلم 362.
21 – عن عبد الله – هو ابن مسعود رضي الله عنه-، قال: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيبل إحليله حتى يرى أنه قد أحدث، وأنه يأتيه فيضرب دبره، فيريه أنه قد أحدث، فلا تنصرفوا حتى تجدوا ريحا، أو تجدوا بللا. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8083. إسناده صحيح، وهو موقوف وله حكم الرفع
22 – فيه شدة عداوة الشيطان للإنسان وحرصه على صرف الإنسان عن الصلاة.
23 – عن ابن عباس، قال: إن الشيطان يطيف بالعبد ليقطع عليه صلاته فإذا أعياه نفخ في دبره فلا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا، ويأتيه فيعصر ذكره فيريه أنه أخرج منه شيء فلا ينصرف حتى يستيقن. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8091. إسناده صحيح
24 – قوله (حدثنا علي) أي ابن المديني، تابعه عمرو الناقد، وزهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن عيينة به كما عند مسلم 361 تابعه قتيبة كما عند النسائي 160 وأبي داود 176 تابعه محمد بن منصور عن سفيان به كما عند النسائي 160 تابعه محمد بن أحمد بن أبي خلف كما عند أبي داود 176 تابعه محمد بن الصباح كما عند ابن ماجه 513.
25 – تابعه أبو الوليد كما عند البخاري 177 تابعه أبو نعيم كما عند البخاري 2056 كلاهما عن ابن عيينة عن عباد به.
26 – قوله (عن سعيد بن المسيب وعن عباد بن تميم) أي كلاهما يرويه عن عم عباد صرح بذلك المزي في تحفة الأشراف. وقال ابن الملقن في التوضيح ” يعني به أن الزهري رواه عنهما جميعا أعني: سعيد بن المسيب، وعباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد “، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه رواه “الْحفاظ من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن سعيد عَن عبد الله بن زيد”.
27 – وقال العقيلي في الضعفاء في ترجمة عبد الرحمن بن محمد المحاربي وهذا الحديث رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلا وعباد بن تميم، عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا، ثم ذكر من أسنده من طريق الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. قلت وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 534 عن الزهري، عن ابن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه مرسلا. وعلى كل نقل عن الإمامين الشافعي واحمد بن حنبل أن مرسلات ابن المسيب حسان كما في تهذيب الكمال للمزي.
28 – عن سعيد بن الْمسيب عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التَّشَبُّه فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَا ينْصَرف حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا
هَذَا إِسْنَاد رِجَاله ثِقَات إِلَّا أَنه مُعَلل بِرِوَايَة الْحفاظ من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن سعيد عَن عبد الله بن زيد وَحَدِيث عبد الله بن زيد بن عَاصِم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَحَدِيث أبي سعيد رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده انتهى وأنكره الإمام أحمد واستعظمه قال أبي: المحاربي عن معمر قلت: نعم وأنكره جدا انتهى من العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية ابنه عبد الله
29 – عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، أنه سمعه يقول: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، ثم ينبض عند عجانه فيخرجه، فلا يخرج أحدكم حتى يسمع حسا، أو يجد ريحا. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8086 وإسناده صحيح.
عجانه: بين الدبر والأنثيين وقيل الدبر
ذكرها أبو إسحق الحربي في غريب الحديث
30 – قوله (عن عمه) صرح مسلم في رواية بأنه ” عبد الله بن زيد”.