230 الشفاء فيما قال فيه العقيلي أصح وأولى:
جمع أبي صالح حازم
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
قال العقيلي رحمه الله تعالى في كتاب الضعفاء له:
230 – جعفر بن عبد الله بن عثمان بن حميد القرشي الحميدي مكي في حديثه وهم واضطراب
حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا بشر بن السري قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن عثمان الحميدي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس «أن النبي عليه السلام قبل الحجر ثم سجد عليه» ورواه أبو عاصم وأبو داود الطيالسي عن جعفر، فقالا: عن ابن عباس، عن عمر، مرفوعا
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر «أنه رأى ابن عباس قبل الحجر وسجد عليه» حديث ابن جريج أولى
حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن بكار العيشي قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا جعفر بن عبد الله القرشي قال: أخبرني عمر بن عروة بن الزبير قال: سمعت عروة بن الزبير، يحدث عن أبي ذر قال: قلت: «يا رسول الله كيف علمت أنك نبي؟» فذكر حديثا طويلا. . . لا يتابع عليه
1 – ترجمة جعفر بن عبد الله بن عثمان قال الإمام أحمد ثقة كما في العلل ومعرفة الرجال وكذلك نقله ابن أبي حاتم كما في الجرح والتعديل له، وكناه الإمام مسلم كما في الكنى والأسماء بأبي عبد الله وكذا البخاري في التاريخ الكبير، وذكره البخاري في التاريخ الكبير ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال العقيلي في الضعفاء في حديثه وهم واضطراب، وذكره ابن حبان في الثقات، وقَالَ الحافظ الحاكم أبو عبد الله بن خلفون: جعفر هذا مشهور ليس به بأس كما نقله ابن رشيد في ملء العيبة، وقال ابن الملقن في البدر المنير وهو ثقة كما قال أحمد وأبو خالد، قلت ولم أعرف أبا خالد هذا. ونقل بعضهم أن أبا حاتم الرازي وثقه ووهمه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان.
2 – أخرج العقيلي كما هنا من طريق بشر بن السري قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن عثمان الحميدي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس «أن النبي عليه السلام قبل الحجر ثم سجد عليه»
تابعه أَبُو دَاوُدَ الطيالسي في مسنده 28 ومن طريقه أبو يعلى في مسنده219 – ومن طريق أبي يعلى الضياء المقدسي في المختارة على الصحيحين 173 – وكذلك البيهقي في السنن الكبرى 9490 قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ خَالَكَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «لَوْ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَهُ مَا قَبَّلْتُهُ» وسقط ذكر ابن عباس من إسناد أبي يعلى فلعله من الناسخ وذلك لأن ابن عباد لم ير عمر بن الخطاب.
قال الضياء عقبه
أَمَّا تَقْبِيلُ الْحَجَرِ فَقَدْ رُوِيَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ مِنْ غَيْرِ طَرِيقٍ وَإِنَّمَا أَرَدْنَا هُنَا السُّجُودَ عَلَيْهِ (إِسْنَاده حسن)
تابعه أبو عاصم النبيل قال أخبرنا جعفر بن عبد الله به أخرجه الدارمي في سننه 1907 والفاكهي في أخبار مكة 76 والبزار في مسنده 215 وابن خزيمة في صحيحه 2714 وابن السكن في صحيحه – نقله ابن القطان في بيان الوهم والإيهام – والحاكم في المستدرك 1674 – وعن الحاكم البيهقي في السنن الكبرى 9490 وقال البزار عقبه وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
وقال الحاكم صحيح الإسناد
تابعه عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ جَعْفَر به أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 77 وأورد الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة من مسند أبي يعلى ثم ذكر حديث عمر الذي أخرجه مسلم في صحيحه 1271 عن سويد بن غفلة قال رأيت عمر قبل الحجر والتزمه وقال * رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا قال شيخ الإسلام وحديث عمر- أي هذا الحديث- يؤيد هذا
3 – أخرج عبد الرزاق في مصنفه 8912 ومن طريقه العقيلي في الضعفاء كما هنا عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر «أنه رأى ابن عباس قبل الحجر وسجد عليه» وزاد عبد الرزاق في سنده رجلا كناه بأبي جعفر وقال الألباني هو محمد بن علي بن الحسين وأقول بل الأرجح أنه محرف من قوله محمد بن عباد ” بن جعفر” والله أعلم وخاصة أنه يكنى بأبي جعفر
تابعه وكيع عن ابن جريج به وزاد ” فعل ذلك ثلاثا” أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14972 والفاكهي في أخبار مكة 84
تابعه سعيد عن ابن جريج عن أبي جعفر به أخرجه الإمام الشافعي في الأم ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 9224
تابعه سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر به أخرجه الأزرقي في أخبار مكة، والفاكهي في أخبار مكة 85
تابعه مسلم بن خالد عن ابن جريج به أخرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار 9822
تابعه عبد العزيز بن محمد عن ابن جريج به أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 84
4 – تابعه حنظلة قال: رأيت طاوسا يمر بالركن فإن وجد عليه زحاما مر ولم يزاحم وإن رآه خاليا قبله ثلاثا ثم قال رأيت بن عباس فعل مثل ذلك وقال بن عباس رأيت عمر بن الخطاب فعل مثل ذلك ثم قال إنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبلك ما قبلتك ثم قال عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل مثل ذلك
أخرجه النسائي في السن الصغرى 2938 والسنن الكبرى 3908 قال أخبرنا عمرو بن عثمان قال حدثنا الوليد عن حنظلة به
تابعه سعيد عن حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس أنه كان لا يستلم الركن إلا أن يراه خاليا، قال وكان إذا استلمه قبله ثلاث مرات وسجد عليه على أثر كل تقبيلة. أخرجه الشافعي في الأم والأزرقي في أخبار مكة وزاد ” وقال: قال عمر: إنك لحجر, ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك.”
تابعه وكيع، عن حنظلة، عن طاووس؛ أن عمر سجد عليه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14974 وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة 14979 عن حنظلة قال رأيت طاووسا فعله يعني سجد عليه.
تابعه حميد بن عبد الرحمن، عن حنظلة، عن طاووس؛ أن عمر قبل الحجر ثلاثا وسجد عليه لكل قبلة، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14976
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في شرح العمدة:”
وَأَمَّا السُّجُودُ عَلَيْهِ: فَقَدْ ذكر لِأَحْمَدَ حَدِيث ابْنِ عَبَّاسٍ فِي السُّجُودِ عَلَى الْحَجَرِ فَحَسَّنَه”.
5 – الخلاصة الحديث المرفوع أخرجه ابن خزيمة وابن السكن والحاكم في صحاحهم وهؤلاء اشترطوا الصحة فيما يوردونه من الأحاديث
وقال الضياء المقدسي إسناده حسن.
6 – بشر بن السري أحد الرواة عن جعفر بن عبد الله بن عثمان جعله من مسند ابن عباس، خالفه أبو عاصم وأبو داود الطيالسي وعبد الله بن داود الخريبي ثلاثة من الرواة جعلوه عن ابن عباس عن عمر فقولهم مقدم عند الترجيح.
7 – أما ابن جريج فأوقفه على ابن عباس رضي الله عنهما وهو أوثق من جعفر فإما أن يقال قد ينشط الراوي -وهو هنا محمد بن عباد- فيذكر الحديث كاملا، وقد يكسل فيوقفه فلا يعل الموقوف المرفوع، وإما أن يقال يقدم الأوثق والله أعلم.
8 – * تنبيه هناك بحث بعنوان
تخريج حديث السجود على الحجر الأسود. وذكر الباحث طرق الحديث وبين ضعفها الشديد وذكر أثر عمر:
• قال ابن أبي شيبة ((3) / (326)): حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حنظلة عن طاوس: أن عمر قبَّل الحجر وسجد عليه لكل قبلة وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله.
قلت: وهذا ضعيف أيضا، وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع، فطاوس لم يدرك عمر كما في كتب المراسيل.
الثانية: الاضطراب:
تلخيص أوجه الاضطراب في الحديث السابق
• أما حميد بن عبد الرحمن فرواه عن حنظلة عن طاوس عن عمر مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
• وأما عبيد الله بن موسى وابن المبارك أو غيره فروياه عن حنظلة عن طاوس عن عمر موقوفا عليه.
• وأما وكيع ومحمد بن خالد المخزومي وعثمان بن عمرو بن ساج فرووه عن حنظلة عن طاوس من فعله فقط.
وهذا الاضطراب شديد كما ترى يسقط هذه الرواية، والله تعالى أعلم.
وخلاصة جميع ما سبق:
أن السجود على الحجر الأسود لم يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح أيضا عن عمر بن الخطاب.
ولكن صح من فعل عبد الله بن عباس، والله تعالى أعلم. إنتهى كلام الباحث
9 – ولفت نظري أن الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه أخرج الأثر عن عكرمة من فعله وأخرجه عن عكرمة عن عمر أيضا بنفس الإسناد فكأنه رحمه الله قطع – بتشديد الطاء- الحديث كما يفعل البخاري في صحيحه، ليستدل أنه من فعل عكرمة وهو تابعي وأن عكرمة رواه عن عمر. فلا يقال الحديث مضطرب والحالة هذه ثم كون ابن عباس فعله ولا مخالف له من الصحابة أو لم يثبت ذلك فننتقل للسؤال: ما حكم الفعل هل هو سنة أم لا؟