682 – 707 إعانة المجيب في الحكم على أحاديث الترغيب والترهيب
تعليق سيف بن دورة الكعبي
وطبعه وراجعه مصطفى الموريتاني
مراجعة محمد الرحيمي … محمد ديرية وأحمد بن علي وموسى الصومالي ومحمد الفاتح … وعبدالله البلوشي وعدنان البلوشي وإسلام ومصطفى الموريتاني ومحمد أشرف وعبدالله كديم وجمعه النعيمي وسلطان الحمادي ومحمد سيفي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
20 – (الترغيب في صلاة الاستخارة. . . .).
682 – (1) [صحيح] وعن جابرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما قال: كان رسولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يعلِّمنا الاستخارةَ في الأمورِ كلَّها، كما يعلمنا السورةَ من القرآن، يقول: “إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر فليركعْ ركعتين من غير الفريضةِ، ثم لِيَقُل: (اللهمَّ إنّي أستخيرك بعلمِك، وأستقدِرُك بقدرتِك، وأسألك من فضلِكَ العظيم؛ فإنَّك تَقدِر ولا أقدِرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علامُ الغيوبِ، اللهم إنْ كنتَ تعلمُ أنّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدُره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفْه عني، واصرفني عنه، واقدُر لي الخيرَ حيث كان، ثم رضِّني به). -قال-: ويسمِّي حاجته”.
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجه.
7 – كتاب الجمعة.1
– (الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها، وما جاء في فضل يومها وساعتها).683 – (1) [صحيح] عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”مَن توضأَ فأحسنَ الوُضوء، ثم أتى الجمعةَ فاستمعَ وأنصتَ؛ غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعةِ الأخرى، وزيادةُ ثلاثة أيام، ومَن مَسَّ الحصا فقد لَغا”.رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه. (لغا) قيل: معناه خاب من الأجر، وقيل أخطأ، وقيل: صارت جمعته ظهراً، وقيل غير ذلك.
———-
ذكر الإمام أحمد الحديث وقال وأدرج “وزيادة ثلاثة أيام” راجع جامع العلوم للإمام أحمد، وكذلك وردت هذه اللفظة وزيادة ثلاثة أيام في حديث سلمان. وعللها أبو حاتم العلل (580) و الدارقطني (10/ 349)، وورد من حديث ابن عمر وهو في ذخيرة الحفاظ للمقدسي.
684 – (2) [صحيح] وعنه عن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتنِبَتِ الكبائرُ”.رواه مسلم وغيره.
685 – (3) [صحيح لغيره] وروى الطبراني في “الكبير” مِن حديث أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”الجمعةُ كفَّارةٌ لما بينها وبين الجمعةِ التي تليها، وزيادةٍ لثلاثةِ أيام، وذلك بأنَّ الله عز وجل قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}
—————
“.فيه محمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف، ولكن ورد من طريق حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا “يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها بلهو فهو حظه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعا الله .. الحديث”.
686 – (4) [صحيح] وعن أبي سعيد؛ أنَّه سمعَ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:”خمسٌ مَنْ عمِلهنَّ في يومٍ كَتبهُ اللهُ من أهلِ الجنةِ؛ مَن عاد مريضاً، وشَهِدَ جنازةٌ، وصام يوماً، وراح إلى الجمعةِ، وأعتق رقبة”.رواه ابن حِبَّان في “صحيحه”.
——
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
سنده عند ابن حبان
(2771) – أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قالَ: حَدَّثَنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيى، قالَ: حَدَّثَنا بن وهْبٍ قالَ: أخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أنَّ بَشِيرَ بْنَ أبِي عَمْرٍو الخَوْلانِيَّ أخْبَرَهُ أنَّ الوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ.
أنَّ أبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ
قال محقق ابن حبان: إسناده قوي. الوليد بن قيس التجيبي روى عنه جمع، وذكره المؤلف في «الثقات»، وقال العجلي: مصري تابعي ثقة، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو يعلي «(1044)» من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد، بلفظ: «خَمْسٌ مَن عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ كَتَبَهُ اللَّهُ من أهل الجنة: من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وشهد جنازة، وأعتق رقبة» ولم يذكر الخامسة وهي «وعاد مريضا» كما جاءت في رواية المؤلف. وذكره الهيثمي في «المجمع» (2) / (169) «: عن أبي يعلى، وقال: رجاله ثقات.
وأخرجه أبو يعلى» (1043) «من طريق ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن قيس، أن أبا سعيد
687 – (5) [صحيح] وعن يزيدَ بن أبي مريم قال: لحقني عَبايةُ بن رِفاعة بن رافع وأنا أمشي إلى الجمعة، فقال أَبشِرْ؛ فإنَّ خُطاك هذه في سبيل الله، سمعت أبَا عَبْسٍ يقول: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”مَن اعبَرَّتْ قدماه في سبيلِ اللهِ؛ فهما حرامٌ على النار”.رواه الترمذي وقال: “حديث حسن صحيح”.ورواه البخاري، وعنده: قال عَباية: أدرَكَني أبو عَبْسٍ وأنا ذاهب إلى الجمعة، فقال: سمعت رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:”مَن اغبرَّت قدماه في سبيل الله حرَّمهُ اللهُ على النار”. (وفي رواية):”ما اغبرَّت قدما عبدٍ في سبيلِ الله فتمسَّهُ النارُ”.وليس عنده قول عباية ليزيد.
688 – (6) [صحيح لغيره] وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:”مَن اغتسل يومَ الجمعة، ومَسَّ من طيبٍ إنْ كان عنده، ولَبِسَ من أحسنِ ثيابه، ثم خرج حتى يأتيَ المسجدَ، فيركع ما بدا له، ولم يُؤذِ أحداً، ثم أنصتَ حتى يصلِّي؛ كان كفارةً لما بينها وبين الجمعة الأخرى”.رواه أحمد والطبراني، وابن خزيمة في “صحيحه”، ورواة أحمد ثقات.
———
قال الهيثمي:
رَواهُ كُلَّهُ أحْمَدُ والطَّبَرانِيُّ فِي الكَبِيرِ ورِجالُهُ ثِقاتٌ.
وصححه محققو المسند لغيره من أجل عمران بن أبي يحيى ليس فيه توثيق لكن روى عنه اثنان.
689 – (7) [صحيح] وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”لا يغتسل رجلٌ يومَ الجمعةِ، ويَتَطهَّرُ ما استطاع من طُهرٍ، ويَدَّهِنُ من دُهْنِهِ، ويَمسُّ طيبِ بَيتِه، ثم يخرجُ فلا يفرِّقُ بين اثنين، ثم يصلِّي ما كُتِبَ له، ثم يُنصتُ إذا تكلَّم الإمام؛ إلاَّ غُفرَ له ما بينه وبين الجمعةِ الأخرى”.رواه البخاري والنسائي.
[حسن صحيح] وفي رواية للنسائي: “ما مِن رجل يَتَطهَّر يومَ الجمعة كما أُمِر، ثم يخرجُ من بيتِه حتى ياتيَ الجمعةَ، ويُنصتُ حتى يَقضيَ صلاتَه؛ إلا كان كفارةً لما قبله من الجمعة”.ورواه الطبراني في “الكبير” بإسناد حسن نحو رواية النَّسائي، وقال في آخره:”إلاَّ كان كفارةً لما بينه وبين الجمعة الأُخرى، ما اجتُنِبَتِ المَقْتَلةُ. . .”.
—–
وحذف الألباني منه لفظة (وذلك الدهر كله) لأن في إسناد الطبراني مغيرة بن مقسم الضبي مدلس انتهى وهو منقول في تراجعات الألباني أخيرا فضعفها بعد كان يصححها
قال الشلاحي في تخريج البلوغ:
قلت: رجاله لا بأس بهم ومغيرة بن مقسم الضبي ثقة ثبت وقد وصف بالتدليس وقد عنعن لكن تابعه منصور بن المعتمر كما في رواية النسائي وابن خزيمة.
ولهذا حَسَّنَ إسناد الحديث المنذري في «الترغيب والترهيب» (1) / (487) والهيثمي في «مجمع الزوائد» (2) / (174).
وصححه الألباني حفظه الله كما في «صحيح الترغيب والترهيب» (1) / (289) ((689)). انتهى
لكن يشهد لمعنى (وذلك الدهر كله) ما في صحيح مسلم
(228)) عن إسْحاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاصِ، حَدَّثَنِي أبِي، عَنْ أبِيهِ، قالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمانَ فَدَعا بِطَهُورٍ فَقالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلّا كانَتْ كَفّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»
690 – (8) [صحيح] وعن أوسِ بنِ أوسٍ الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:”مَن غَسَّل (1) يومَ الجمعة واغتَسل، وبَكَّر وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا مِن الإمام فاستمعَ، ولم يَلْغُ؛ كان له بكل خُطوة عَملُ سنةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها”.رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: “حديث حسن”، والنسائي وابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبان في “صحيحيهما”، والحاكم وصححه.
——
أخرجه أبو داود وقلنا على شرط الذيل على الصحيح المسند.
691 – (9) [صحيح لغيره] ورواه الطبراني في “الأوسط” من حديث ابن عباس رحمه الله. قال الخطابي: “قوله عليه السلام: “غسَّل واغتسل، وبكِّر وابتكر”.اختلف الناس في معناه، فمنهم مَن ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين، وقال: ألا تراه يقول في هذا الحديث: “ومشى ولم يركب”، ومعناهما واحد؟ وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد. وقال بعضهم: قولهُ: “غسل”. معناه غسل الرأس خاصة، وذلك لأنَّ العرب لهم لِمَمٌ وشعور، وفي غسلها مؤنة، فأفْرَدَ غسل الرأس من أجل ذلك. وإلى هذا ذهب مكحول. وقوله: “اغتسل” معناه غسل سائر الجسد. وزعم بعضهم أن قوله: “غَسَّل” معناه: أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة، ليكون أملك لنفسه، وأحفظ في طريقه لبصره. وقوله: “وبكَّر وابتكر” زعم بعضهم أن معنى “بكَّر”: أدرك باكورة الخطبة وهي أولها، ومعنى “ابتكر”: قدم في الوقت. وقال ابن الأنباري: معنا (بكَّر): تصدق قبل خروجه، وتأوَّل في ذلك ما روي في الحديث من قوله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (باكروا بالصدقةِ؛ فإن البلاءَ لا يتخطاها) “. (وقال الحافظ) أبو بكر ابن خزيمة:”مَن قال في الخبر: “غَسَّل واغْتَسَلَ” (يعني بالتشديد) معناه: جامع فأوجب الغسل على زوجته أو أمَته واغتسل، ومن قال: “غسَل واغتسل” (يعني بالتخفيف) أراد غسل رأسه، واغتسل: فضل سائر الجسد، لخبر طاوس عن ابن عباس”.
——-
رواه الطبراني في الأوسط (4441) بمثل حديث أوس من طريق الجراح بن عبد الحميد بن ذي حماية عن عطاء بن عجلان عن مغيرة بن حكيم الصنعاني يرده إلى طاووس عن ابن عباس مرفوعا.
قال محقق الإيماء لزوائد الأمالي قال الهيثمي رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن عجلان كذاب، قلت وفي الإسناد الثاني عباد بن كثير وهو متروك. انتهي كلام المحقق.
قال البزار: عطاء بن عجلان ليس بالحافظ، والعقيلي في الضعفاء في ترجمة الصلت بن عبد الرحمن ذكر حديث ابن عباس من طريق عائذ عن الحسن بن ذكوان عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا “من بكر وابتكر واغتسل وغسل ومشى ولم يركب ودنا ولم يله واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عبادة سنة صيامها وقيامها” قال هذا أيضا غير محفوظ بهذا الإسناد ولا أعرف عائذا هذا، وقد روي هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه رواه أوس بن أوس الثقفي وغيره بإسناد صالح
692 – (10) [صحيح] ثم روى بإسناده الصحيح إلى طاوس قال: قلت لابن عباس: زعموا أن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”اغتسلوا يومَ الجمعة، واغسلوا روؤسَكم، وإنْ لم تكونوا جنباً، ومَسّوا من الطيب”.قال ابن عباس: أمَّا الطيب فلا أدري، وأمَّا الغسل فنعمْ.
——-
عزاه الألباني للبخاري
لفظ البخاري: (884) – حَدَّثَنا أبُو اليَمانِ، قالَ: أخْبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ طاوُسٌ: قُلْتُ لِابْنِ عَبّاسٍ: ذَكَرُوا أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ واغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وإنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا وأصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ» قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: أمّا الغُسْلُ فَنَعَمْ، وأمّا الطِّيبُ فَلاَ أدْرِي
693 – (11) [صحيح] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”مَن غَسَّلَ واغتَسَلَ، ودنا وابتكرَ، واقترب واستمع، كان له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها قيامُ سنةٍ وصيامُها”.رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
————
سبق في حديث أوس برقم (690) بمعناه، وراجع تعليقنا على مسند أحمد (6954). قلنا: قال البيهقي هكذا رواه عثمان الشامي والصحيح رواية الجماعة عن أبي الأشعث عن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم وسبق حديث أوس وفيه (غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام) وورد في مسند أحمد 4/ 104 … ولفظه: بكل خطوة كأجر سنه صيامها وقيامها.
واعتبرها البيهقي وهم ورجح رواية ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام لانها رواية الجماعة ونقل محققو المسند تعقب ابن التركماني عليه بأنها محفوظة.
694 – (12) [حسن صحيح] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عُرِضتْ الجمعةُ على رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ جاءه بها جبرائيل عليه السلام في كَفِّه كالمرآة البيضاء، في وسَطها كالنُّكتة السوداء، فقال: ما هذه يا جبرائيل! قال: هذه الجمعة، يَعرضها عليك ربُّك؛ لتكون لك عيداً، ولقومك من بعدك، ولكم فيها خير، تكون أنت الأولَ، وتكون اليهود والنصارى من بعدك، وفيها ساعة لا يدعو أحدٌ ربَّه فيها بخير هو له قُسِمَ؛ إلاَّ أعطاه، أو يتعوَّذ من شر؛ إلا دُفِع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد. . .” الحديث).رواه الطبراني في “الأوسط” بإسناد جيّد.
——-
أخرجه أبو يعلى وذكره الشيخ مقبل في أحاديث معلة، قال:
هذا الحديث ظاهر إسناده الحسن، ولكن انظر ما يقول عنه أئمة العلل قال لي ابن أبى حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن أنس عن النبي فذكره.
قال أبو زرعة هذا خطأ رواه سعيد بن زيد عن علي بن الحكم عن عثمان بن عثمان عن أنس عن النبي قال أبي نقص الصعق رجلا من الوسط. اهـ من» العلل «(ج (1) ص (198) (199)).
قلت عثمان هو أبو اليقظان، ففي» تهذيب التهذيب «قال البخاري فيه وأبو حاتم وأحمد -في رواية – والجوزجانى: منكر الحديث، زاد البخاري ولم يسمع من أنس أهـ المراد.
وفى» التقريب «ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع. اهـ
فقوله: [ابن عثمان] هكذا في» العلل” ولعله خطأ ولهذا جعلناه بين معكوفتين كما ترى فيقال فيه: ابن عمير، وقيل ابن قيس،
وقيل: ابن قيس وقيل: ابن أبى حميد.
695 – (13) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”خيرُ يومٍ طَلعتْ عليه الشمسُ يومُ الجمعة، فيه خُلق آدمُ، وفيه دخل الجنةَ، وفيه أُخرج منها”.رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. [صحيح] وابن خزيمة في “صحيحه”، ولفظه: قال:”ما طلعتِ الشمسُ ولا غَربتْ على يومٍ خيرٍ من يوم الجمعة، هدانا الله له، وضَلَّ الناس عنه، فالناسُ لنا فيه تَبَعٌ، فهو لنا، ولليهود يومُ السبت، وللنصارى يومُ الأحد، إنَّ فيه لساعةً لا يوافقها مؤمن يصلِّي يسأل الله شيئاً؛ إلا أعطاه” فذكر الحديث.
696 – (14) [صحيح] وعن أوسِ بنِ أوسٍ الثقفي رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”إنَّ من أفضلِ أيامِكم يومَ الجمعة، فيه خُلق آدَمُ، وفيه قُبضَ، وفيه النفخةُ، وفيه الصعقةُ، فأكثِروا علي من الصلاة فيه، فإنّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ”.قالوا: وكيف تُعرَض صلاتُنا عليك وقد أَرَمْتَ؟ أي: بَليت. فقال:”إنّ الله جل وعلا حَرَّمَ على الأرضِ أنْ تأكلَ أجسامَنا”.رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وابن حبان في “صحيحه”، واللفظ له، وهو أتمُّ. وله علّة دقيقة، أشار إليها البخاري وغيره، وليس هذا موضعها، وقد جمعت طرقه في جزء. (أَرَمْتَ) بفتح الراء وسكون ميم، أي: صِرت رميماً. ورُوي (أُرِمْتَ) بضم الهمزة وسكون الراء.
——-
ورد في مختلف الحديث 127 حديث أبي موسى في العجوز التي دلت بني إسرائيل على عظام يوسف عليه السلام
قال الشيخ الألباني رحمه الله
في السلسلة الصحيحة (1/ 623)
“كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث ” عظام يوسف ” لأنه يتعارض بظاهره مع الحديث الصحيح:
“إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء” حتى وقفت على حديث ابن عمر
” أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن، قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك
منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين “.
أخرجه أبو داود (1081) بإسناد جيد على شرط مسلم.
*فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون ” العظام “، ويريدون البدن كله، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل*، كقوله تعالى: (وقرآن الفجر) أي: صلاة الفجر.
فزال الإشكال والحمد لله، فكتبت هذا لبيانه. انتهى
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أعله الشيخ مقبل رحمه الله في أحاديث معلة ظاهرها الصحة تحت الرقم (292)
قال: الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالح للحجية، ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول في “تفسيره” (ج3ص355) بعد ذكر هذا الحديث: وهذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف. والله أعلم.
قلت سيف بن دوره:
قال العراقي في تخريج الإحياء: فيه نظر
وأورده الطبري موقوفا على مجاهد من طريق عيسى وابن أبي نجيح عن مجاهد. الأرشيف
وانظر تحقيق المطالب العالية حيث ذكر له شاهد من حديث علي وإسناده ضعيف جدا. ومن حديث حسين بن علي وفيه ضعف وقواه المحقق به … لكن الراجح أنه لا يتقوي بحديث أبي موسى لأن حديث أبي موسى استغربه ابن كثير ورجح وقفه.
قال محققو سنن أبي داود (1047) عن حديث “إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء”: صحيح لغيره، وهـذا إسناد رجاله ثقات، عبد الرحمن بن يزيد- وإن جاء مقيدا هـنا وفي بعض مصادر التخريج بابن جابر- اختلف في تعيينه، فذهـب الدارقطني وغيره إلى أنه ابن جابر الثقة، وعليه فالإسناد صحيح، وذهـب البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وأبو داود وابن حبان إلى أنه ابن تميم الضعيف، وعليه فالإسناد ضعيف.
ذكر ذلك ابن رجب في “شرح العلل” 2/ 681 – 682، وابن القيم في “جلاء الأفهام” ص35.
قال الأرنؤوط في تحقيق سنن ابن ماجه:
ويشهد لقوله: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» حديث أنس: «الأنبياء أحياء في قبورهم» عند أبي يعلى ((3425)) وغيره، وسنده حسن.
وحديث أنس أيضًا عند مسلم ((2375)) وغيره مرفوعًا: «مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره».
وذكر باحث علة أخرى نقلها ابن القيم في جلاء الأفهام أن ابن المديني لم يسمع ابن يزيد من أبي الاشعث انتهى
لكن ابن القيم بعد أن نقل العلة ذكر له شواهد وإليك كلامه: وأما رِوايَة حُسَيْن الجعْفِيّ عَن ابْن جابر فقد ذكره شَيخنا فِي التَّهْذِيب وقالَ روى عَنهُ حُسَيْن بن عَليّ الجعْفِيّ وأبُو أُسامَة حَمّاد بن أُسامَة إن كانَ مَحْفُوظًا فَجزم بِرِوايَة حُسَيْن عَن ابْن جابر وشك فِي رِوايَة حَمّاد
فَهَذا ما ظهر فِي جَواب هَذا التَّعْلِيل
ثمَّ بعد أن كتب ذَلِك رَأيْت الدّارَقُطْنِيّ قد ذكر ذَلِك أيْضا فَقالَ فِي كَلامه على كتاب أبي حاتِم فِي الضُّعَفاء قَوْله حُسَيْن الجعْفِيّ روى عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم خطأ الَّذِي يروي عَنهُ حُسَيْن هُوَ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جابر وأبُو أُسامَة يروي عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم فيغلط فِي اسْم جده تمّ كَلامه
ولِلْحَدِيثِ عِلّة أُخْرى وهِي أن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد لم يذكر سَماعه من أبي الأشْعَث قالَ عَليّ بن المَدِينِيّ حَدثنا الحُسَيْن بن عَليّ بن الجعْفِيّ حَدثنا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جابر سمعته يذكر عَن أبي الأشْعَث الصَّنْعانِيّ عَن أوْس بن أوْس فَذكره
وقالَ إسْماعِيل بن إسْحاق فِي كِتابه حَدثنا عَليّ بن عبد الله فَذكره
ولَيْسَت هَذِه بعلة قادحة فَإن للْحَدِيث شَواهِد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وأبي الدَّرْداء وأبي أُمامَة وأبي مَسْعُود الأنْصارِيّ وأنس بن مالك والحسن عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُرْسلا
صفحة (84) – (85)
وممن صححه بمجموع طرقه الاثيوبي
697 – (15) [حسن] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”لا تطلُعُ الشمسُ ولا تغرُبُ على أفضلَ من يومِ الجمعةِ، وما من دابَّةٍ إلاَّ وهي تَفزَعُ يومَ الجمعةِ، إلاَّ هذين الثقلين: الجن والإنس”.رواه ابن خزيمة وابن حبان في “صحيحيهما”، ورواه أبو داود وغيره أطول من هذا، وقال في آخره:”وما من دابَّة إلا وهي مُصيخةٌ يومَ الجمعة من حين تصبح، حتى تطلع الشمس، شفقاً من الساعة، إلا الإنسَ والجنَّ”. (مصيخة) معناه: مستمعة مصغية، تتوقّع قيام الساعة.
———-
الدارقطني سئل عن حديث أبي هريرة ورجح أنه عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وورد من حديث العلاء عن أبيه عن أبي سعيد، ورجح أنه عن أبي هريرة.
وقال أيضا في الخلاف في أسانيد أبي هريرة والأشبه أن يكون القولان عن أبي هريرة صحيحين يقصد العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، وكذلك العلاء عن إسحاق بن عبد الله عن أبي هريرة.
698 – (16) [حسن] وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”تُحشَر الأيامُ على هيئتها، ويحشر يوم الجمعة زهراءَ منيرةً، أهلُها يَحُفُّون بها كالعروس تُهدَى إلى خِدرها، تضيء لهم؛ يمشون في ضوئها، ألوانُهم كالثلجِ بياضاً، وريحهم كالمسك، يخوضون في جبالِ الكافور، ينظر إليهم الثقلان، لا يُطرقِون تعجباً، حتى يدخلون (1) الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذِّنون المحتسِبون”.رواه الطبراني، وابن خزيمة في “صحيحه”، وقال:”إنْ صح هذا الخبر، فإنَّ في النفس من هذا الإسناد شيئاً”. (قال الحافظ): “إسناده حسن، وفي متنه غرابة”.
———–
قال المقدسي في ذخيرة الحفاظ (2402) رواه طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان عن طاووس عن أبي موسى، وطلحة هذا متروك الحديث، وكذلك له أسانيد أُخَرْ ذكرها في ذخيرة الحفاظ (1002). وسئل عنه أبو حاتم وذكر أنه روي عن أبي معبد ولم يدرك طاووس وعبيدة بن حسان لم يدرك طاووس، وهذ الحديث حديث محمد بن سعيد الشامي وهو متروك العلل (594)
(594).699 – (17) [صحيح] وعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”أضلَّ الله تبارك وتعالى عن الجمعة من كان قبلنا، كان لليهود يومُ السبت، والأحدُ للنصارى، فهم لنا تَبَع إلى يوم القيامة، نحن الآخِرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيُّ لهم قبل الخلائق”.رواه ابن ماجه والبزار، ورجالهما رجال “الصحيح”؛ إلا أنَّ البزار قال:”نحنُ الآخِرون في الدنيا، الأوَّلون يوم القيامة، المغفورُ لهم قبل الخلائق”.وهو في مسلم بنحو اللفظ الأول من حديث حذيفة وحده.
—-
قال الألباني في حاشية صحيح الترغيب أخرجه مسلم عنهما معا.
700 – (18) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ذكر يوم الجمعة فقال:”فيها ساعةٌ لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلي؛ يسألُ اللهَ شيئاً؛ إلا أعطاه [إياه]. وأشار بيده يقلِّلُها”.رواه البخاري ومسلم
والنسائي وابن ماجه. (وأما تعيين الساعة) فقد ورد فيه أحاديث كثيرة صحيحة، واختلف العلماء فيها اختلافاً كثيراً، بسطتُه في غير هذا الكتاب، وأذكر هنا نبذة من الأحاديثِ الدالَّةِ لبعض الأقوال.
——
في حاشية الألباني رجح لفظة فيه ساعة بدل فيها ساعة
701 – (19) [حسن لغيره] ورُوي عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه عن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”التمِسوا الساعةَ التي تُرجَى في يوم الجمعة بَعدَ صلاةِ العصرِ، إلى غَيبوبةِ الشمسِ”.رواه الترمذي وقال: “حديث غريب”.ورواه الطبراني من رواية ابن لهيعة. وزاد في آخره:”يعني قدْر هذا”. يعني قبضة. وإسناده أصلح من إسناد الترمذي.
——-
فيه ابن لهيعة … وانظر حديث رقم 703
702 – (20) [حسن صحيح] وعن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جالس: إنا لنجِد في كتاب الله تعالى: في يوم الجمعة ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يصلِّي يسألُ اللهَ فيها شيئاً، إلا قضى الله له حاجته. قال عبد الله: فأشار إليَّ رسولُ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”أو بعضُ ساعةٍ”.فقلت: صدقتَ، أو بعض ساعة. قلت: أيُّ ساعةٍ هي؟ قال:”آخرُ ساعات النهار”.قلت: إنها ليست ساعةَ صلاةٍ. قال:”بلى؛ إن العبد إذا صلَّى، ثم جلس لم يُجلِسْهُ إلا الصلاة، فهو في صلاة”.رواه ابن ماجه، وإسناده على شرط “الصحيح”.
———
هو في الصحيح المسند برقم (582) ذكر لأحمد هذا الحديث وسئل هل سمع أبو سلمة من عبد الرحمن بن عبد الله بن سلام في الساعة التي في الجمعة فقال أما هو فقد أدرك عثمان، قال محقق جامع علوم الإمام أحمد للمتن شاهد صحيح دون ذكر وقت الساعة أخرجه البخاري برقم (935) من حديث أبي هريرة.
703 – (21) [صحيح] وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”يومِ الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله عزّ وجلّ شيئاً إلاَّ آتاه إياه، فالتمسوها آخرَ ساعة بعد صلاةِ العصرِ”.رواه أبو داود والنسائي -واللفظ له-، والحاكم وقال:”صحيح على شرط مسلم”. وهو كما قال. قال الترمذي:”ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وغيرهم أن الساعة التي ترجى [فيها] [إجابة الدعوة] بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد وإسحاق. وقال أحمد: أكثر الحديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر. قال: (وتُرجَى بعد الزوال) “. ثم روى حديث عمرو بن عوف المتقدم. [في “الضعيف”].قال الحافظ أبو بكر بن المنذر:”اختلفوا في وقت الساعة التي يُستجابُ فيها الدعاء من يوم الجمعة، فرُوِّينا عن أبي هريرةَ قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمسِ، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. وقال الحسن البصري وأبو العالية: هي عند زوال الشمس. وفيه قول ثالث، هو أنّه “إذا أذّن المؤذّن لصلاة الجمعة”، رُوي ذلك عن عائشة. ورُوِّينا عن الحسن البصري أنَّه قال: “هي إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ”.وقال أبو بردة: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة. وقال أبو السوّار العدوي: كانوا يرون الدعاء مستجاباً ما بين أنْ تزول الشمس إلى أنْ يدخل في الصلاة. وفيه قول سابع، وهو أنَّها ما بين أنْ تزيغ الشمس بشبر إلى ذراع. ورُويِّنا هذا القول عن أبي ذر. وفيه قول ثامن، وهو أنَّها ما بين العصر إلى أنْ تغرب الشمس. كذا قال أبو هريرة، وبه قال طاوس وعبد الله بن سلام. والله أعلم”.
2 – (الترغيب في الغُسل يوم الجمعة).وقد تقدم ذكر الغُسل في الباب قبله في حديث سلمان الفارسي، وأوس بن أوس، وعبد الله بن عمروٍ.
———
حديث جابر قلنا في تخريج سنن أبي داود:
الحديث في الصحيح المسند لمقبل الوادعي (238)
أعل بالوقف لكن نقل بعض التابعين أن الصحابة مرة اجتمعوا وذكروا ساعة الإجابة فلم يختلفوا آخر ساعة من يوم الجمعة. نقله الألباني لكن قد يعارض أنهم جماعة وليس إجماعا فتبقى أنها أرجى من غيرها وليس يقينا فيحاول أن يكون له دعاء في كل ساعة لعله يصادف ساعة الإجابة
لكن رجح ابن رجب أنه موقوف:
قال في الفتح: قال عبد الله بن سلامٍ: النهار اثنا عشرة ساعةً، والساعة التي تذكر من يوم الجمعة آخر ساعات النهار.
خرّجه عبد الرزاق، عن ابن جريجٍ: حدثني موسى بن عقبة، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، أنه سمع عبد الله بن سلام يقوله.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
وقد رواه الجلاح أبو كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن جابر، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بمعناه.
خرّجه أبو داود والنسائي.
وعندي: أن روايةٍ موسى بن عقبة الموقوفة أصح.
ويعضده: أن جماعةً رووه، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، ومنهم من قال: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن عبد الله بن سلامٍ، كما سياتي.
فتح الباري لابن رجب (8) / (288)
2 الترغيب في الغُسل يوم الجمعة
704 – (1) [حسن] وعن عبد الله بن أبي قتادة قال: دخل عليَّ أبي وأنا أغتسل يومَ الجمعةَ، فقال: غُسلُك هذا من جنابة أو للجمعة؟ قلت: مِن جنابة. قال: أعِدْ غُسلاً آخر، إنِّي سمعتُ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:”مَن اغتسل يومَ الجمعة؛ كان في طهارةٍ إلى الجمعةِ الأخرى”.رواه الطبراني في “الأوسط”، وإسناده قريب من الحُسْن، وابن خزيمة في “صحيحه” وقال:”هذا حديث غريب لمْ يروه غير هارون -يعني ابن مسلم صاحب الحِنّاءِ -“.ورواه الحاكم بلفظ الطبراني وقال:”صحيح على شرطهما”، ورواه ابن حبان في “صحيحه”، ولفظه:”مَن اغتسل يوم الجمعة؛ لم يزلْ طاهراً إلى الجمعة الأخرى”.
———-
قال الذهبي هذا حديث منكر وهارون لا يدرى من هو، قال الألباني هذا من أوهام الذهبي فهارون هو ابن مسلم صاحب الحناء اختلط عليه براو يشبهه في الاسم وراجع المغني، أما ابن خزيمة فأعله بعنعنة يحيى فقال إن يحيى بن أبي كثير سمع الخبر من عبد الله بن أبي قتادة، قال الألباني أحتج به الشيخان فالظاهر أن عنعنته تضر في ما رواه عن أنس ونحوه انتهي من الصحيحة (5078).
قلت (سيف) في لسان الميزان هارون بن مسلم بن هرمز العجلي صاحب الحناء أبو الحسين البصري عن قتادة وعنه أبوداود الطيالسي قال أبو حاتم مجهول، بينما التجهيل في تهذيب التهذيب نقله في هارون بن مسلم البصري عن قتادة، ثم أورد هارون بن مسلم صاحب الحناء وقال فيه أبو حاتم فيه لين، وقال الحاكم ثقة، وهو أصغر من الذي قبله.
بينما في لسان الميزان برقم (641) ذكره على الصواب قال أبو حاتم لين ووثقه الحاكم.
في سؤالات البرقاني قال الدارقطني هارون بن مسلم بن هرمز صاحب الحناء صويلح يعتبر به، راجع موسوعة أقوال الدارقطني، قال صاحب تحرير التقريب صدوق كما قال ابن حجر، قال الحويني لينه أبو حاتم، واستغرب حديثه ابن خزيمة نثل النبال بمعجم الرجال، بينما الحاكم قال ثقة، وروى عنه أحمد بن حنبل وعبيد الله، قال الدارقطني في العلل كان ضعيفا، راجع الجامع في الجرح والتعديل، قال الذهبي في المغني في الضعفاء قال أبو حاتم فيه لين قلت روى عنه سويد ونصر بن علي ووثقه الحاكم.
705 – (2) [صحيح] (*) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”إذا كان يومُ الجمعة، فاغتسل الرجلُ، وغَسَلَ رأسَه، ثم تَطيَّبَ من أطيب طيبه، ولَبِس من صالح ثيابهِ، ثم خرج إلى الصلاة، ولم يُفَرِّقْ بين اثنين، ثم استمعَ للإمام؛ غُفِرَ له من الجمعة إلى الجمعة، وزيادةُ ثلاثة أيام”.رواه ابن خزيمة في “صحيحه”.قال الحافظ: “وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه مكحول ومَن تابعه في تفسير قوله: “غَسَلَ واغتسل”، والله أعلم”.
—–
رجح الدارقطني رواية ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن وديعة عن سلمان الفارسي وانظر علل ابن أبي حاتم (580) (581) وعلل الدارقطني (1108) و (2045) والتتبع والإلزامات (75)، ابن أبي حاتم برقم (580) نقل رجحانية حديث سلمان على حديث أبي ذر، و (581) رجح حديث سلمان على حديث أبي هريرة، وراجع حديث رقم (683) حيث عزاه المنذري لمسلم، ورد في غسل الرأس حديث لأبي هريرة في مسلم “حق لله على كل مسلم ان يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده.
706 – (3) [صحيح] وعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”غُسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلم، وسِواكٌ. ويَمَسُّ من الطيب ما قَدِرَ عليه”.رواه مسلم وغيره.
707 – (4) [حسن لغيره] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:”إنّ هذا يومُ عيدٍ، جعله الله للمسلمين، فمَن جاءَ الجمعةَ فليغتسلْ، وإنْ كان طيبٌ فليمَسَّ منه، وعليكم بالسواكِ”.رواه ابن ماجه بإسناد حسن. وستأتي أحاديث تدلّ لهذا الباب فيما يأتي من الأبواب إن شاء الله تعالى.
———
رجح المرسل البيهقي والذهبي وابن عبد البر وأبو حاتم، راجع أنيس الساري، قال الأرناؤوط صحيح لغيره في تحقيقه لسنن ابن ماجه وهذا إسناد ضعيف من أجل صالح بن أبي الأخضر وقد خالفه مالك فأرسله، وأخرجه الدارقطني في العلل (2/ 45) من طريق عمار بن خالد الواسطي بهذا الإسناد وأخرجه مالك في الموطأ عن الزهري عن ابن السباغ مرسلا ويشهد له ما قبله يقصد حديث ابي ذر وحديث ابي أيوب عند أحمد (23571) وكونه عيد ورد عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤنها، لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا! قال فأي آية؟ قال: {اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعرفات، في يوم الجمعة، أشار عمر إلى ذلك اليوم يوم عيد لنا. متفق عليه.