تخريج الفتح 7085، 7086،7087،7089،7090،7091
قام به أحمد بن علي و سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
12 – باب: من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم
وقد جاء عن بن مسعود مرفوعا من كثر سواد قوم فهو منهم ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به أخرجه أبو يعلى.
ضعفه صاحب أنيس الساري 3736 وضعفه محقق المطالب العالية 8/ 319
قال في أنيس الساري:
(3736) – عن ابن مسعود مرفوعا «من كثّر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به»
قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى، وله شاهد عن أبي ذر في «الزهد» لابن المبارك غير مرفوع «
ضعيف
أخرجه أبو يعلى (نصب الراية (4) / (346) – المطالب (1673) – إتحاف الخيرة (4454)) ثنا أبو همام ثنا ابن وهب أنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث أنّ رجلًا دعا عبد الله بن مسعود إلى وليمة، فلما جاء ليدخل سمع لهوا فلم يدخل، فقال له: لم رجعت؟ قال: إني سمعت رسول الله – ? – يقول:» من كثر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به”
ورواه علي بن معبد في كتاب» الطاعة والمعصية «كما في» نصب الراية «ثنا ابن وهب به.
وإسناده منقطع بين عمرو بن الحارث وبين ابن مسعود فإنّه لم يدركه.
وحديث أبي ذر أخرجه ابن المبارك في» الزهد «كما في» نصب الراية «ثنا خالد بن حميد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم أنّ أبا ذر الغفاري دعي إلى وليمة، فلما حضر إذا هو بصوت فرجع، فقيل له: ألا تدخل، قال: إني أسمع صوتا، ومن كثّر سوادا كان من أهله، ومن رضي عملا كان شريك من عمله.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. انتهى
واعتبروا في الباب حديث من تشبه بقوم فهو منهم كما في نصب الراية
قال السخاوي في المقاصد بعد أن ذكر حديث ابن مسعود: وشاهده حديث: من تشبه بقوم فهو منهم
وذكر البوصيري حديث ابن مسعود ثم قال:
(3297) / (2) – – رَواهُ البَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِن طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمير أخي عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: {إذا عُمِلَ بِالخَطِيئَةِ فِي الأرْضِ كانَ مَن شَهِدَها فَكَرِهَها كَمَن غابَ عَنْها، ومَن غابَ عَنْها فَرَضِيها كانَ كَمَن شَهِدَها}. انتهى
قال محقق المطالب عبدالله بن عمير مجهول
لكن ورد: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ((15) / (117))، كتاب الفتن، قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله: إن الرجل يشهد المعصية فينكرها فيكون كمن غاب عنها، ويكون يغيب عنها فيكون كمن شهدها.
وهذا إسناد رجاله ثقات كما في تراجمهم في التقريب.
وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن ((716))، من طريق أخرى.
وذكره السيوطي في الجامع الكبير ((2) / (540))، وعزاه لابن أبي شيبة ونعيم بن حماد.
ثم ذكر حديث أبي ذر وقال:
وهذا الإسناد فيه عبد الرحمن بن زياد، وهو ضعيف في حفظه.
فهذه خمسة أحاديث بعضها يشدّ بعضًا وتصلح لأن تكون شاهدًا لحديث الباب الضعيف بسبب الانقطاع، فيرتقي بها إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
يقصد بحديث الباب حديث ابن مسعود من كثر سواد قوم …
وفي الباب حديث أسر العباس وفيه:
قالَ: فَإنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا قَبْلَ ذَلِكَ، وإنَّما اسْتَكْرَهُونِي قالَ: «اللَّهُ أعْلَمُ بِشَانِكَ، إنْ يَكُ ما تَدَّعِي حَقًّا فاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، فَأمّا ظاهِرُ أمْرِكَ فَقَدْ كانَ عَلَيْنا؛ فافْدِ نَفْسَكَ …
قال الهيثمي:
رَواهُ أحْمَدُ، وفِيهِ راوٍ لَمْ يُسَمَّ، وبَقِيَّةُ رِجالِهِ ثِقاتٌ.
ومنه قصة هلاك امرأة لوط حيث هلكت لأنها راضية. وكذلك قصة مسخ أصحاب السبت
وقول الله عزوجل:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا? مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا? فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذ?ا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}
[سُورَةُ النِّسَاءِ: (140)]
………………………
13 – باب: إذا بقي في حثالة من الناس
وهَذِهِ التَّرْجَمَةُ لَفْظُ حَدِيثٍ أخرجه الطَّبَرِيّ وصَححهُ بن حِبّانَ مِن طَرِيقِ
العَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أبِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ? كَيْفَ بِكَ يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو إذا بَقِيتَ فِي حُثالَةٍ مِنَ النّاسِ قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وأماناتُهُمْ واخْتَلَفُوا فَصارُوا هَكَذا وشَبَّكَ بَيْنَ أصابِعِهِ قالَ فَما تَامُرُنِي قالَ عَلَيْكَ بِخاصَّتِكَ ودَعْ عَنْك عوامهم قالَ بن بَطّالٍ أشارَ البُخارِيُّ إلى هَذا الحَدِيثِ ولَمْ يُخَرِّجْهُ لِأنَّ العَلاءَ لَيْسَ مِن شَرْطِهِ فَأدْخَلَ مَعْناهُ فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ قُلْتُ يَجْتَمِعُ مَعَهُ فِي قِلَّةِ الأمانَةِ وعَدَمِ الوَفاءِ بِالعَهْدِ وشِدَّةِ الِاخْتِلافِ وفِي كُلٍّ مِنهُما زِيادَةٌ لَيْسَتْ فِي الآخر وقد ورد عَن بن عُمَرَ مِثْلُ حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ أخْرَجَهُ حَنْبَلُ بْنُ إسْحاقَ فِي كِتابِ الفِتَنِ مِن طَرِيقِ عاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أخِيهِ واقِدٍ وتَقَدَّمَ فِي أبْوابِ المَساجِدِ مِن كِتابِ الصَّلاةِ مِن طَرِيقِ واقِدٍ وهُوَ مُحَمَّدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ? يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو كَيْفَ بِكَ إذا بَقِيتَ فِي حُثالَةٍ مِنَ النّاسِ إلى هُنا انْتَهى ما فِي البُخارِيِّ وبَقِيَّتُهُ عِنْدَ حَنْبَلٍ مِثْلُ حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ سَواءٌ وزادَ قالَ فَكَيْفَ تَامُرُنِي يا رَسُولَ اللَّهِ قالَ تَاخُذُ بِما تَعْرِفُ وتَدَعُ ما تُنْكِرُ وتُقْبِلُ عَلى خاصَّتِكَ وتَدَعُ عَوامَّهُمْ وأخْرَجَهُ أبُو يَعْلى مِن هَذا الوَجْهِ وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ مِن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو نَفْسِهِ مِن طُرُقٍ بَعْضُها صَحِيحُ الإسْنادِ وفِيهِ قالُوا كَيْفَ بِنا يا رَسُولَ اللَّهِ قالَ تَاخُذُونَ ما تَعْرِفُونَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِصِيغَةِ
الجَمْعِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وأخْرَجَهُ الطَّبَرانِيُّ وبن عَدِيٍّ مِن طَرِيقِ عَبْدِ الحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرِ
بْنِ الحَكَمِ عَنْ أبِيهِ عَنْ عِلْباءَ بِكَسْرِ المُهْمَلَةِ وسُكُونِ اللّامِ بَعْدَها مُوَحَّدَةٌ ومَدٌّ رَفَعَهُ لا تَقُومُ السّاعَةُ إلّا عَلى حُثالَةِ النّاسِ الحَدِيثَ ولِلطَّبَرانِيِّ مِن حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ ? ونَحْنُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عَمْرُو بْنُ العاصِ وابْناهُ فَقالَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وزادَ وإيّاكُمْ والتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ انتهى من فتح الباري
حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بك يا عبد الله بن عمرو …
في تخريجنا لسنن ابي داود ذكرنا حديث عبدالله بن عمرو وقلنا أخرجه البخاري (478)، (479)، وفيه يا عبدالله بن عمر أو ابن عمرو. وكذلك (480) ولفظه (يا عبدالله بن عمرو كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس).
وذكره ابن حجر أنه في البخاري واعتبر صحابيه عبدالله بن عمر وليس ابن عمرو
وحديث أبي هريرة، أخرجه ابن حبان والطحاوي وغيرهم من طريق العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وصححه أبوتراب الأندونيسي في منتخب الأخبار، ولفظه (كيف بك يا عبدالله إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم، وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا، وشبك بين أصابعه، قال: قلت: يا رسول الله ما تأمرني، قال: عليم بخاصتك، ودع عنك عوامهم) وراجع الصحيحة (205)، (206)، (1535)
وهو على شرط الذيل
ومسند أحمد (7063) – حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبِي حازِمٍ، عَنْ عُمارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ?: «يُوشِكُ أنْ يُغَرْبَلَ النّاسُ غَرْبَلَةً …. قال محققو المسند اسناده صحيح
وأخرج أبو داود ((4342))، وابن ماجه ((3957)) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم، به. قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ? من غير وجه.
وسلف برقم ((6508)) -وذكرنا هناك شواهده والخلاف في صحابيه-، وبرقم ((6987)) و ((7049)).انتهى من تحقيق المسند
وقول ابي شريح إنما النخالة فيمن بعدهم
………………………………..
وللطبراني من حديث سهل بن سعد قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس فيه عمرو بن العاص وابناه فقال فذكر مثله وزاد وإياكم والتلون في دين الله
في تحقيق المطالب العالية:
وأخرجه الطبراني في الكبير ((6) / (164)) من طريق بكر بن سُليم، حدثني أبو حازم به، فذكره، وليس فيه: وإياك والتلوّن في دين الله».
وذكرهما الهيثمي في المجمع ((7) / (279))، ثم قال: رواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات.
قلت: بكر بن سُليم هذا هو الصواف، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص (126)).
………………………………….
باب التعرب في الفتنة
وأخرج النسائي من حديث بن مسعود رفعه لعن الله آكل الربا وموكله الحديث وفيه والمرتد بعد هجرته أعرابيا
صحيح. الإروء 1336، وقال محققو المسند 3881: على شرط الشيخين
وهو في صحيح الترغيب
757 – (4) [حسن لغيره] وعن مسروق قال: قال عبد الله:
“آكلُ الربا، ومُوكِلُه، وشاهداه إذا علماه، والواشمة والموتَشِمَةُ، ولاوي
الصدقةِ، والمرتدُّ أعرابياً بعد الهجرة …
وقلنا في تخريجه:
ورد عند أحمد من طريق الهزيل عن عبد الله وهو في الصحيح المسند برقم (850) وليس فيه المرتد أعرابيا ولفظه “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمتوشمة والواصلة والموصولة والمحلل والمحلل له وآكل الربا ومطعمه” أما حديث الباب (692) فذكر الدارقطني الخلاف ورجح رواية من رواه عن الحارث عن ابن مسعود خلافا لمن قال عن مسروق وقال رواه الشعبي عن الحارث عن علي بن أبي طالب فطرقه تدور على الحارث وقد كذب وللحديث شواهد بين ضعفها ابن الجوزي في الموضوعات وفي بعضها ولا ولد زنى.
………………………
وقد أخرج الطبراني من حديث جابر بن سمرة رفعه لعن الله من بدا بعد هجرته إلا في الفتنة فإن البدو خير من المقام في الفتنة
ضعيف. أنيس الساري 3013، الموسوعة الحديثية 3888، إتحاف الخيرة للبوصيري 7574
قال في أنيس الساري:
ضعيف
أخرجه الطبراني في «الكبير» ((2074)) ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعبدان بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن مالك الغبري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبو محمد السوائي من ولد جابر بن سمرة عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة مولى جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة مرفوعًا» لعن الله من بدا بعد هجرة «ثلاثا» إلا في الفتنة، فإنّ البدو خير من المقام في الفتنة «
قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم» المجمع (5) / (254)
قلت: الغبري والسوائي لم أعرفهما، وحرب وميسرة ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في «الثقات» على قاعدته.
………………………………..
فأخرج أحمد من طريق سعيد بن إياس بن سلمة أن أباه حدثه قال قدم سلمة المدينة فلقيه بريدة بن الخصيب فقال ارتددت عن هجرتك فقال معاذ الله إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ابدوا يا أسلم أي القبيلة المشهورة التي منها سلمة وأبو برزة وبريدة المذكور قالوا إنا نخاف أن يقدح ذلك في هجرتنا قال أنتم مهاجرون حيث كنتم وله شاهد من رواية عمرو بن عبد الرحمن بن جرهد قال سمعت رجلا يقول لجابر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع فقال رجل أما سلمة فقد ارتد عن هجرته فقال لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأسلم ابدوا قالوا إنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا قال أنتم مهاجرون حيث كنتم وسند كل منهما حسن
حسن لغيره. مسند أحمد 14892
قال محققو المسند:
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الله بن الحصين وشيخه عمر، ويقال: عمرو بن عبد الرحمن، ويقال: عبد الله، كلاهما في عداد المجهولين.
ثم ذكروا حديث سلمة بن الاكوع الذي في البخاري ثم قالوا:
وعن سلمة بن الأكوع أيضاَ في قصته مع بريدة بن الحُصيب عندما قال له: ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟ فقال: معاذ الله، إني في إذن من رسول الله ?، إني سمعت رسول الله ? يقول:» ابدوا يا أسلم، فتنسَّموا الرياح، واسكنوا الشعاب «فقالوا: إنا نخاف أن يضرنا ذلك في هجرتنا. قال:» أنتم مهاجرون حيث كنتم «. وسيأتي (5) / (55).
وعن عائشة سيأتي (6) / (133)، وفيه قول النبي ? عن أسلم:» إنهم ليسوا بالأعراب، هم أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دعوا أجابوا، فليسوا بالأعراب”. وإسناده حسن.
وقالوا في حديث سلمة مع بريدة
(16553) – حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ غَيْلانَ قالَ: حَدَّثَنا المُفَضَّلُ يَعْنِي ابْنَ فَضالَةَ، قالَ: حَدَّثَنِي يَحْيى بْنُ أيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إياسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ، أنَّ أباهُ حَدَّثَهُ، أنَّ سَلَمَةَ قَدِمَ المَدِينَةَ فَلَقِيَهُ بُرَيْدَةُ بْنُ الحَصِيبِ فَقالَ: ارْتَدَدْتَ عَنْ هِجْرَتِكَ يا سَلَمَةُ …
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن إياس بن سلمة، لم نقع له على ترجمة، ولم يترجمه الحسيني في» الإكمال «، ولا الحافظ في» التعجيل «، مع أنه على شرطهما، وقد توبع بأخيه محمد بن إياس إلا أنه مجهول الحال،
وفي مسند أحمد
(16554) – حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ غَيْلانَ، قالَ: حَدَّثَنا المُفَضَّلُ بْنُ فَضالَةَ، قالَ: حَدَّثَنِي يَحْيى بْنُ أيُّوبَ، عَنْ بُكَيْرِ ((1)) بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلى سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ قالَ: أتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ? فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ: «أنْتُمْ أهْلُ بَدْوِنا ونَحْنُ أهْلُ حَضَرِكُمْ»
قال محققو المسند:
حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي المصري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد مولى سلمة: هو يزيد بن أبي عبيد.
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5) / (354)، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث عائشة بإسنادِ حسن سيرد (6) / (133).
…………………………….
وقد وقع لخزيمة بن ثابت أنه كان مع علي وكان مع ذلك لا يقاتل فلما قتل عمار قاتل حينئذ وحدث بحديث يقتل عمارا الفئة الباغية أخرجه أحمد وغيره
تاريخ الطبري 11/ 509 والمرفوع في البخاري 447
في تاريخ الطبري:
قال ابن عمر: حدثنى عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن عماره بن خزيمة ابن ثابت، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا، وشهد صفين وقال: انا لا أضل ابدا، حتى يقتل عمار فانظر من يقتله، [فانى سمعت رسول الله ص يقول: تقتله الفئة الباغيه،] قال: فلما قتل عمار قال خزيمة:
قد بانت لي الضلالة، ثم اقترب فقاتل حتى قتل.
وفي اتحاف المهرة:
(4490) – حَدِيثٌ (كم حم): «تَقْتُلُ عَمّارًا الفِئَةُ الباغِيَةُ»، وفِيهِ قِصَّةٌ.
-[(432)]- كم فِي مَناقِبِ عَمّارٍ: عَنِ ابْنِ بَطَّةَ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ الجَهْمِ، عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ الفَرَجِ، عَنِ الواقِدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عُمارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أبِيهِ، بِهِ. وفِي مَناقِبِ خُزَيْمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الحافِظِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكّارٍ، ثنا أبُو مَعْشَرٍ المَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثابِتٍ قالَ: كانَ جَدِّي كافًّا سِلاحَهُ يَوْمَ الجَمَلِ ويَوْمَ صِفِّينَ … فَذَكَرَ القِصَّةَ والحَدِيثَ. أحْمَدُ: ثنا يُونُسُ، وخَلَفُ بْنُ الوَلِيدِ، قالا: ثنا أبُو مَعْشَرٍ المَدَنِيُّ، بِالقِصَّةِ والحَدِيثِ.
إتحاف المهرة لابن حجر (4) / (431)
……………………………….
باب التعوذ من الفتن
قالَ ابن بَطّالٍ فِي مَشْرُوعِيَّةِ ذَلِكَ الرَّدُّ عَلى مَن قالَ اسْألُوا اللَّهَ الفِتْنَةَ فَإنَّ فِيها حَصادَ المُنافِقِينَ وزَعَمَ أنَّهُ ورَدَ فِي حَدِيثٍ وهُوَ لا يَثْبُتُ رَفْعُهُ بَلِ الصَّحِيحُ خِلافُهُ قُلْتُ أخْرَجَهُ أبُو نُعَيْمٍ مِن حَدِيثِ عَلِيٍّ بِلَفْظِ لا تَكْرَهُوا الفِتْنَةَ فِي آخِرِ الزَّمانِ فَإنَّها تبير المُنافِقِينَ وفِي سَنَدِهِ ضَعِيفٌ ومَجْهُولٌ وقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّعَواتِ عِدَّةُ تَراجِمَ لِلتَّعَوُّذِ مِن عِدَّةِ أشْياءَ مِنها الِاسْتِعاذَةُ مِن فِتْنَةِ الغِنى والِاسْتِعاذَةُ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ والِاسْتِعاذَةُ مِن أرْذَلِ العُمُرِ ومِن فِتْنَةِ الدُّنْيا ومِن فِتْنَةِ النّارِ وغَيْرِ ذَلِكَ قالَ العُلَماءُ أرادَ ? مَشْرُوعِيَّةَ ذَلِكَ لِأُمَّتِهِ انتهى من الفتح
منكر. الضعيفة 5235
وقال عن حديث اسألوا الله الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين باطل
ونقل السخاوي كلام ابن بطال واقرار ابن حجر. قال السخاوي:
ويشهد لمعنى أحاديث التعوذ من الفتن حديث: لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا اللَّه العافية، قد يشهد لعدم صحته. المقاصد
وورد في الجد الحثيث فيما ليس بحديث:
(608) – لا تَكْرَهُوا الفِتَنَ فَإنَّ فِيها حَصادَ المُنافِقِينَ
قالَ الرَّبِيعُ سَمِعْتُ ابْنَ وهْبٍ – وقِيلَ لَهُ – إنَّ فُلانًا حَدَّثَ عَنْكَ عَن النَّبِي ? «لا تَكْرَهُوا الفِتَنَ فَإنَّ فِيها حَصادَ المُنافِقِينَ» فَقالَ ابْنُ وهْبٍ أعْماهُ اللَّهُ إنْ كانَ كَذِبَ قالَ الرَّبِيعُ فَأخْبَرَنِي أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنَّ الرَّجُلَ عَمِيَ
(609) – لا تَسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنَ الفِتَنِ فَإنَّها حَصادُ المُنافِقِينَ
قالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ إنَّهُ باطِلٌ ومِمَّنْ أنْكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ والسَّخاوِيُّ
(610) – لا تَكْرَهُوا الفِتْنَةَ فِي آخِرِ الزَّمانِ فَإنَّها تُبِيرُ المُنافِقِينَ
رُوِيَ مِن حَدِيثِ عَلِيٍّ وأنْكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ. انتهى
وفي الزيادات على الموضوعات للسيوطي:
(1035) – ((24)) (لا تَكرهوا الفتن فإنّ فيها حصاد المنافقين)
قال المحقق:
أحاديث القصاص ص (74) رقم (39) لابن تيمية، ومجموع الفتاوى ((18) / (381)، (126)).
وروى أبو نعيم في تاريخ أصبهان ((2) / (76)) [ترجمة عبد الرحمن بن أحمد بن أبي يحيى الزهري، وعنه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج (4) ص (159) – (160)) معلقًا]، من طريق إبراهيم بن قتيبة عن قيس عن العباس بن ذَريح عن شريح بن هانئ عن علي رضي الله عنه مرفوعًا: (لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنها تبير المنافقين).
قال الحافظ ابن حجر: (في سنده ضعيف ومجهول) فتح الباري ((13) / (55)).
وقيس هو ابن الربيع (صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به) تقريب التهذيب ((5573)).
وإبراهيم بن قتيبة الأصفهاني أورده الحافظ في لسان الميزان ((1) / (336)) رقم (244) وقال: (ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة الإمامية).
…………………………………
وعند أحمد من رواية محمد بن عمرو عن أبي عن أبي هريرة رفعه لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به فقال عبد الله بن حذافة من أبي يا رسول الله قال حذافة بن قيس فرجع إلى أمه فقالت له ما حملك على الذي صنعت فقد كنا في جاهلية فقال إني كنت لأحب أن أعلم من هو أبي من كان من الناس
حسن. مسند احمد 10531
والحديث الذي ورد في مسند أحمد (16) / (314) من حديث أبي هريرة.
وحديث ابن أبي عدي عن حميد عن أنس (19) / (101) وابن أبي عدي شيخ لأحمد فهو من ثلاثياته.
12044 – حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ ” قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: ” أَبُوكَ حُذَافَةُ ” فَقَالَتْ أُمُّهُ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ، قَالَ حُمَيْدٌ: وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضِبِ اللهِ، وَغَضِبِ رَسُولِهِ (1)
مسند أحمد (19/ 101 ط الرسالة)
قال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12192) و (12659) و (12786) و (12820) و (13147) و (13666) و (13667) و (13834) انتهى
والحديث في البخاري (7089) ومسلم (2359)
بل تسمية السائل عبدالله بن حذافة في البخاري (93) و (540) و (7294) ولفظ (93) -[عن أنس بن مالك:] أنّ رَسولَ اللهِ ? خَرَجَ، فَقامَ عبدُ اللهِ بنُ حُذافَةَ فَقالَ: مَن أبِي؟ فَقالَ: أبُوكَ حُذافَةُ ثُمَّ أكْثَرَ أنْ يَقُولَ: سَلُونِي فَبَرَكَ عُمَرُ على رُكْبَتَيْهِ فَقالَ: رَضِينا باللهِ رَبًّا وبالإسْلامِ دِينًا وبِمُحَمَّدٍ ? نَبِيًّا فَسَكَتَ ..
وفي صحيح مسلم أيضا سماه عبدالله بن حذافة
136 – (2359) وحدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج حين زاغت الشمس، فصلى لهم صلاة الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن قبلها أمورا عظاما، ثم قال: «من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه، فوالله لا تسألونني عن شيء إلا أخبرتكم به، ما دمت في مقامي هذا» قال أنس بن مالك: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: «سلوني» فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ يا رسول الله قال: «أبوك حذافة» فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول: «سلوني» برك عمر فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولى، والذي نفس محمد بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا، في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر» قال ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قالت أم عبد الله بن حذافة، لعبد الله بن حذافة: ما سمعت بابن قط أعق منك؟ أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية، فتفضحها على أعين الناس؟ قال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته.
مسلم
………………………………….
وعند أحمد عن أبي عامر العقدي عن هشام بعد قوله أبوك حذافة فقال رجل يا رسول الله في الجنة أنا أو في النار قال في النار وسيأتي ذلك في الاعتصام من رواية الزهري عن أنس انتهى من فتح الباري
أخرجه أحمد (12820) – حَدَّثَنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنا هِشامٌ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أنَسٍ وفيه
قالَ: أبُو عامِرٍ وأحْسَبُهُ قالَ: فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، فِي الجَنَّةِ أنا أوْ فِي النّارِ؟ قالَ: «فِي النّارِ»
واعتبر محققو المسند الحرف الذي شك فيه أبوعامر غير محفوظ من حديث قتادة
قال محققو المسند:
12820 إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.
وأخرجه أبو يعلى ((3135)) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ((6362)) و ((7089))، ومسلم ((2359)) ((137))، وأبو عوانة في المناقب كما في «الإتحاف» (2) / (212)، والطبراني في «الأوسط» ((2719)) من
طرق عن هشام الدستوائي، به.
وأخرجه البخاري ((7091))، ومسلم ((2359)) ((137))، وأبو يعلى ((3134))، وأبو عوانة، وابن حبان ((6429)) من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن قتادة، به.
وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم ((13666)) و ((13667)).
وانظر ما سلف برقم ((12044)).
والحرف الذي شك فيه عبد الملك بن عمرو وهو قوله:» وأحسبه قال: فقال رجل: يا رسول الله … الخ «غير محفوظ في حديث قتادة، وقد جاء من حديث الزهري عن أنس فيما سلف برقم ((12659))، وانظر كلامنا عليه هناك.
فأخرج أحمد:
(12659) – حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، حَدَّثَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخْبَرَنِي أنَسُ بْنُ مالِكٍ به وفيه قالَ أنَسٌ: فَقامَ رَجُلٌ، فَقالَ: أيْنَ مَدْخَلِي يا رَسُولَ اللهِ؟ فَقالَ: «النّارُ» ….
قال محققو المسند:
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في «مصنف عبد الرزاق» ((20796))، ومن طريقه أخرجه البخاري ((7294))، ومسلم ((2359)) ((136))، وأبو يعلي ((3601))، والبغوي ((3720)).
ووقع في رواية أبي يعلي وحده: «أين مدخل أبي»، ولم يسق مسلم لفظه، وأحال على حديث يونس بن يزيد عن الزهري وليس في هذا قصة الرجل الذي سأل عن مدخله، ولم يُشِر مسلم إليه في حديث معمر خلافًا لعادته في الإشارة إلى الزيادات في حديث الشيوخ عندما يسوق رواياتهم، فكأنه لم يرضَ هذا الحرف، والله تعالى أعلم.
قلنا: ولم يُسمع هذا الحرفُ في غير حديث معمر عن الزهري، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ((93)) و ((540)) و ((7294))، ومسلم ((2359)) ((136)) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري في «الأدب المفرد» ((1184)) من طريق إسحاق بن يحيى الكلبي، ومسلم ((2359)) ((136))، وابن حبان ((106)) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، به -ولم يذكر فيه شعيب عند البخاري في الموضع الثاني ومسلم قصة الرجل الذي سأل عن مدخله، وروايته عند البخاري في الموضع الثالث مقرونة برواية معمر، لكن البخاري ساق في هذا الموضع لفظ معمر، وأما يونس فلم يذكر هذا الحرف أيضًا، وكذا إسحاق بن يحيى لم يذكره ولم يذكر أيضًا قصة ابن حذافة.
وأخرجه مسلم ((2359)) ((134))، والنسائي في «الكبرى» ((11154)) من طريق موسى بن أنس، عن أبيه أنس -ولم يذكر قصة الرجل الذي سأل عن مدخله.
والطريق التي اعتبروا معمر وهم فيها أخرجها البخاري كما قالوا
6864 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عن الزُهري: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سلَّم قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا). قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَقُولَ: (سَلُونِي). فَقَالَ أَنَسٌ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (النَّارُ). فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (أَبُوكَ حُذَافَةُ). قَالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: (سَلُونِي، سَلُونِي). فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: (أولى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، وَأَنَا أُصَلِّي، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ).
[ر: 93]
صحيح البخاري (6/ 2660 ت البغا)
وقال في «الفتح» أيضًا في «كتاب الاعتصام»: وزاد في رواية الزهريّ: «فقام إليه رجل، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: النار»، قال الحافظ:
ولم أقف على اسم هذا الرجل في شيء من الطرق، كأنهم أبهموه عمدًا للستر عليه، وللطبرانيّ من حديث أبي فِراس الأسلمي نحوه، وزاد: «وسأله رجل: في الجنة أنا؟ قال: في الجنة»، قال: ولم أقف على اسم هذا الآخر، ونقل ابن عبد البرّ عن رواية مسلم أن النبيّ ? قال في خطبته: «لا يسألني أحد عن شيء إلا أخبرته، ولو سألني عن أبيه»، فقام عبد الله بن حُذافة، وذكر فيه عتاب أمه له، وجوابه، وذكر فيه: «فقام رجل، فسأل عن الحجّ»، فذكره، وفيه: «فقام سعد مولى شيبة، فقال: من أنا يا رسول الله؟ قال: أنت سعد بن سالم مولى شيبة»، وفيه: «فقام رجل من بني أسد، فقال: أين أنا؟ قال: في النار»، فذكر قصة عمر، قال: «فنزلت: {ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْألُوا عَنْ أشْياءَ} [المائدة (101)]، ونَهى النبيّ ? عن قيل وقال، وكثرة السؤال».
وبهذه الزيادة يتضح أن هذه القصة سبب نزول {لا تَسْألُوا عَنْ أشْياءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فإن المَساءة في حقّ هذا جاءت صريحةً، بخلافها في حقّ عبد الله بن حُذافة، فإنها بطريق التجوّز؛ أي: لو قُدِّر أنه في نفس الأمر لم يكن لأبيه، فبين أباه الحقيقيّ، لافتضحت أمه، كما صَرّحت بذلك أمه حين عاتبته على هذا السؤال، كما تقدم. انتهى نقلناه في (رياح المسك العطرة شرح البخاري)