: 136مختلف الحديث
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
شارك سيف بن دورة الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–
في سنن الترمذي:
(404) – حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حَدَّثَنا رِفاعَةُ بْنُ يَحْيى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِفاعَةَ بْنِ رافِعٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ عَمِّ أبِيهِ مُعاذِ بْنِ رِفاعَةَ، عَنْ أبِيهِ، قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ? فَعَطَسْتُ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ، مُبارَكًا عَلَيْهِ، كَما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرْضى، فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللهِ ? انْصَرَفَ، فَقالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاَةِ؟، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أحَدٌ، ثُمَّ قالَها الثّانِيَةَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاَةِ؟، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أحَدٌ، ثُمَّ قالَها الثّالِثَةَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاَةِ؟ فَقالَ رِفاعَةُ بْنُ رافِعٍ ابْنُ عَفْراءَ: أنا يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟، قالَ: قُلْتُ: الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ مُبارَكًا عَلَيْهِ، كَما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرْضى، فَقالَ النَّبِيُّ ?: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ ابْتَدَرَها بِضْعَةٌ وثَلاَثُونَ مَلَكًا، أيُّهُمْ يَصْعَدُ بِها.
وفِي البابِ عَنْ أنَسٍ، ووائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وعامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ.
حَدِيثُ رِفاعَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وكَأنَّ هَذا الحَدِيثَ عِنْدَ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ أنَّهُ فِي التَّطَوُّعِ.
لأنَّ غَيْرَ واحِدٍ مِنَ التّابِعِينَ قالُوا: إذا عَطَسَ الرَّجُلُ فِي الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ إنَّما يَحْمَدُ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ ولَمْ يُوَسِّعُوا بِأكْثَرَ مِن ذَلِكَ.
على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
وأخرجه أبوداود (773) وقلنا في تخريجنا لسنن أبي داود صحيح ونقلنا كلام ابن حجر الذي سيأتي
قال صاحب أنيس الساري:
قال الترمذي: حديث حسن «
قلت: رفاعة بن يحيى ذكره ابن حبان في» الثقات «، وقال الذهبي في» الكاشف «: ثقة، وقال الحافظ في» التقريب «: صدوق.
ومعاذ بن رفاعة مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين.
والحديث في البخاري
(799) – حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيى بْنِ خَلّادٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ رِفاعَةَ بْنِ رافِعٍ الزُّرَقِيِّ، قالَ: «كُنّا يَوْمًا نُصَلِّي وراءَ النَّبِيِّ ?، فَلَمّا رَفَعَ رَاسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ»، قالَ رَجُلٌ وراءَهُ: رَبَّنا ولَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ، فَلَمّا انْصَرَفَ، قالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قالَ: أنا، قالَ: «رَأيْتُ بِضْعَةً وثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها أيُّهُمْ يَكْتُبُها أوَّلُ»
فكيف التوفيق بين الروايات:
ففي سنن الترمذي أن ذلك الدعاء قاله بعد العطاس أما في البخاري فقاله بعد الرفع من الركوع
———
قال المباركفوري وذكر رواية البخاري أيضا:
ولَمْ يَذْكُرِ العُطاسَ ولا زادَ كَما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرْضى وزادَ أنَّ ذَلِكَ عِنْدَ الرَّفْعِ مِنَ الرُّكُوعِ فَيُجْمَعُ بَيْنَ الرِّوايَتَيْنِ بِأنَّ الرَّجُلَ المُبْهَمَ فِي رِوايَةِ البُخارِيِّ هُوَ رِفاعَةُ كَما فِي حَدِيثِ البابِ ولا مانِعَ أنْ يُكَنِّيَ عَنْ نَفْسِهِ إمّا لِقَصْدِ إخْفاءِ عَمَلِهِ أوْ لِنَحْوِ ذَلِكَ ويُجْمَعُ بِأنَّ عُطاسَهُ وقَعَ عِنْدَ رَفْعِ رَاسِهِ
قَوْلُهُ (وكانَّ هَذا الحَدِيثُ عِنْدَ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ أنَّهُ فِي التَّطَوُّعِ) قالَ الحافِظُ فِي الفتح وأفاد بشر بن عمر الزاهراني فِي رِوايَتِهِ عَنْ رِفاعَةَ بْنِ يَحْيى أنَّ تِلْكَ الصَّلاةَ كانَتِ المَغْرِبَ انْتَهى
فَهَذِهِ الرِّوايَةُ تَرُدُّ عَلى مَن حَمَلَ هَذا الحَدِيثَ عَلى التَّطَوُّعِ (قالُوا إذا عَطَسَ الرَّجُلُ فِي الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ إنَّما يَحْمَدُ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ ولَمْ يوسعوا بأكثر من ذلك) قال القاراء في المرقاة قال بن المَلَكِ يَدُلُّ الحَدِيثُ عَلى جَوازِ الحَمْدِ لِلْعاطِسِ فِي الصَّلاةِ
يَعْنِي عَلى الصَّحِيحِ المُعْتَمَدِ بِخِلافِ رواية البطلان
فَإنَّها شاذَّةٌ لَكِنَّ الأوْلى أنْ يَحْمَدَ فِي نَفْسِهِ أوْ يَسْكُتَ خُرُوجًا مِنَ الخِلافِ عَلى ما فِي شَرْحِ المُنْيَةِ انْتَهى
قُلْتُ لَوْ كان سكت القاراء عَنْ قَوْلِهِ أوْ يَسْكُتُ لَكانَ خَيْرًا لَهُ فَإنَّ حَدِيثَ البابِ يَدُلُّ عَلى جَوازِ الحَمْلِ لِلْعاطِسِ بِلا مِرْيَةٍ انتهى
قال ابن حجر:
قالَ بن بَشْكُوالٍ هَذا الرَّجُلُ هُوَ رِفاعَةُ بْنُ رافِعٍ راوِي الخَبَرِ ثُمَّ اسْتَدَلَّ عَلى ذَلِكَ بِما رَواهُ النَّسائِيُّ وغَيْرُهُ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ رِفاعَةَ بْنِ يَحْيى الزُّرَقِيِّ عَنْ عَمِّ أبِيهِ مُعاذِ بْنِ رِفاعَةَ عَنْ أبِيهِ قالَ صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ? فَعَطَسْتُ فَقُلْتُ الحَمد لله الحَدِيث ونوزع فِي تَفْسِيرُهُ بِهِ لِاخْتِلافِ سِياقِ السَّبَبِ والقِصَّةِ والجَوابُ أنَّهُ لا تَعارُضَ بَيْنَهُما بَلْ يُحْمَلُ عَلى أنَّ عُطاسَهُ وقَعَ عِنْدَ رَفْعِ رَاسِ رَسُولُ اللَّهِ ? ولا مانِعَ أنْ يَكُنِّي عَنْ نَفْسِهِ لِقَصْدِ إخْفاءِ عَمَلِهِ أوْ كَنّى عَنْهُ لِنِسْيانِ بَعْضِ الرُّواةِ لِاسْمِهِ وأمّا ما عَدا ذَلِكَ مِنَ الِاخْتِلافِ فَلا يَتَضَمَّنُ إلّا زِيادَةً لَعَلَّ الرّاوِيَ اخْتَصَرَها كَما سَنُبَيِّنُهُ وأفادَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزُّهْرانِيُّ فِي رِوايَتِهِ عَنْ رِفاعَةَ بْنِ يَحْيى أنَّ تِلْكَ الصَّلاةَ كانَتِ المَغْرِبَ … الفتح لابن حجر
قال ابن رجب في شرح حديث البخاري:
وقد دل الحديث على فضل هذا الذكر في الصلاة، وأن المأوم يشرع له الزيادة على التحميد بالثناء على الله ?، كما هو قول الشافعي وأحمد –في رواية -، وأن مثل هذا الذكر حسنٌ في الاعتدال من الركوع في الصلوات
المفروضات؛ لأن الصحابة – رضي الله عنهم – أنما كانوا يصلون وراء النبي – ? – الصلوات المفروضة غالبًا، وأنما كانوا يصلون وراءه التطوع قليلًا.
وفيه – أيضًا -: دليل على أن جهر المأموم أحيانا وراء الإمام بشيء من الذكر غير مكروه، كما أن جهر الإمام أحيانًا ببعض القراءة في صلاة النهار غير مكروه.
وقد سبق ذكر الجهر مستوفى. انتهى من الفتح (7) / (201)
ولم يشر لاختلاف الرواية مع رواية الترمذي ووجه الجمع
قال الشوكاني:
وقال الشوكاني في النيل: يجمع بين الروايتين بأن الرجل المبهم في رواية البخاري وهو رفاعة كما في حديث الباب، ولا مانع أن يكني عن نفسه إما لقصد إخفاء عمله أو لنحو ذلك، ويجمع أيضًا بأن عطاسه وقع عند رفع رأسه. نيل الأوطار
وقال أعضاء اللجنة الدائمة: ….
ومن عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه، سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا، وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين، وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد، على خلاف بينهم: هل يسر بذلك أو يجهر به، والصحيح من قولي العلماء ومذهب الإمام أحمد أنه يجهر بذلك، ولكن بقدر ما يسمع نفسه؛ لئلا يشوش على المصلين، ويدل لذلك عموم ما رواه أبو هريرة ?، أن النبي ? قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله ((2))» .. الحديث أخرجه البخاري، ويؤيد ذلك أيضا
ما رواه رفاعة بن رافع قال: «صليت خلف رسول الله ?، فعطست فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى) فلما صلى رسول الله ? وانصرف قال: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية: من المتكلم في الصلاة؟ فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثالثة: من المتكلم في الصلاة؟ فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى)، فقال النبي ?: فوالذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها ((1))» أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن، والذي نقله الحافظ في (التهذيب) عن الترمذي أنه صححه، وأخرجه البخاري في صحيحه إلا أنه لم يذكر أنه قال ذلك بعد أن عطس، وإنما قاله بعد الرفع من الركوع، فيحمل على أن عطاسه وقع عند رفعه من الركوع، فقال ذلك لأجل عطاسه، فأقره النبي ? على ذلك ولم ينكر عليه، فدل ذلك على مشروعيته في الصلاة، لكن من عطس في الصلاة ثم حمد الله فإنه لا يجوز لمن سمعه أن يشمته؛ لأن التشميت من كلام الناس، فلا
يجوز في الصلاة، وقد ثبت عن النبي ? أنه أنكر على من شمت العاطس في الصلاة، ثم قال له: «إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ((1))» أخرجه الإمام مسلم وأبو داود والنسائي.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب الرئيس … الرئيس
بكر بن عبد الله أبو زيد … صالح بن فوزان الفوزان … عبد العزيز آل الشيخ … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
قال الألباني في اصل صفة الصلاة وذكر الحديث الذي عند البخاري ورواية الترمذي وقال في الحاشية:
وقال
الترمذي:
» حديث حسن “. وهو كما قال. وفيه زيادات ليست في الأول، كما أن في هذا أن
ذلك كان بعد العطاس، وفي ذاك أنه كان بعد الركوع، وقد جمع الحافظ بينهما بأن
العطاس كان وقع بعد الرفع من الركوع.
وللحديث شواهد:
منها: عن عامر بن ربيعة: عند أبي داود بنحو حديث رِفاعة بن يحيى.
وسنده ضعيف. وأما العراقي؛ فقال في «تخريج الإحياء» ((2) / (183)):
«وإسناده جيد»!
ومنها: عن ابن عمرو: عند البزار.
وعن ابن عمر: عند الطبراني في «الكبير» بنحو حديث مالك.
وإسناد كل منهما ضعيف.
وعن وائل بن حُجْر، وليس فيه ذكر الركوع ولا العطاس.
رواه النسائي، وأحمد ((4) / (317)). ورجاله ثقات رجال مسلم، لكنه منقطع
وقال بعض لجان الفتوى:
وذهب بعض العلماء إلى أنه يحمد في نفسه، بل ذهب طائفة منهم إلى أنه لا يحمد ولو في نفسه، كما جاء في المنتقى شرح الموطأ: وعطس في الصلاة فلا يحمد الله إلا في نفسه. قال سحنون: ولا في نفسه.
والحديث يردَّ عليهم، وكما قال صاحب تحفة الأحوذي: فإن حديث الباب يدل على جواز الحمد للعاطس بلا مرية. انتهى
وسواء كان المصلي في القيام أو في الركوع أو في السجود أو غير ذلك.
والله أعلم.