2780، 2781، 2782، 2783، 2784 فتح ذي النعم بالبدر الأتم شرح صحيح مسلم
شارك محمد البلوشي وعبدالله المشجري … وعبدالله كديم وطارق أبي تيسير وعبدالحميد البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
تكملة [5] التعليق على كتاب المنافقين من صحيح مسلم
==========
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
[(7012)] ((2780)) – (حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعاذٍ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنا أبِي، حَدَّثَنا قُرَّةُ بْنُ خالِدٍ، عَنْ أبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «مَن يَصْعَدُ الثَّنِيَّةَ ثَنِيَّةَ المُرارِ، فَإنَّهُ يُحَطُّ عَنْهُ ما حُطَّ عَنْ بَنِي إسْرائِيلَ»، قالَ: فَكانَ أوَّلَ مَن صَعِدَها خَيْلُنا خَيْلُ بَنِي الخَزْرَجِ، ثُمَّ تَتامَّ النّاسُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «وكُلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ، إلّا صاحِبَ الجَمَلِ الأحْمَرِ»، فَأتَيْناهُ، فَقُلْنا لَهُ: تَعالَ يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَقالَ: والله لأنْ أجِدَ ضالَّتِي أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صاحِبُكُمْ، قالَ: وكانَ رَجُلٌ يَنْشُدُ ضَآلَّةً لَهُ).
شرح الحديث:
(عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) -رضي الله عنهما-؛ أنه (قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «مَن)
وقوله: (الثَّنِيَّةَ) بالنصب مفعول «يصعد»، وهي الطريق الصاعد في الجبل، وقوله: (ثَنِيَّةَ المُرارِ) بالنصب بدل، أو عطف بيان لـ «الثنيّة»، قال النوويّ رحمه الله: قوله: «من يصعد الثنية ثنية المرار» هكذا هو في الرواية الأُولى: «المرار» بضم الميم، وتخفيف الراء، وفي الثانية: «المَرار»، أو «المُرار» بضم الميم، أو فتحها على الشكّ، وفي بعض النسخ بضمها، أو كسرها، والله أعلم.
و «المرار» شجر مُرّ، وأصل الثنية: الطريق بين جبلين، وهذه الثنية عند الحديبية، قال الحازميّ: قال ابن إسحاق: هي مهبط الحديبية. انتهى. [«شرح النوويّ» (17) / (126)].
(ثُمَّ تَتامَّ النّاسُ) والمعنى: صَعِدوا الثنية كلُّهم. (فَقالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «وكُلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ، إلّا صاحِبَ الجَمَلِ الأحْمَرِ») قال القاضي عياض: قيل: هذا الرجل هو الجدّ بن قيس المنافق [«إكمال المعلم» (8) / (312)]،
وقال القاري: هو عبد الله بن أُبَيّ رئيس المنافقين، فالاستثناء منقطع، نحو جاء القوم إلا حمارًا، قال جابر -رضي الله عنه-: (فَأتَيْناهُ)؛ أي: ذلك الرجل، (فَقُلْنا لَهُ: تَعالَ) إلى مجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (يَسْتَغْفِرْ لَكَ) فقال عز وجل: {ولَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوّابًا رَحِيمًا} [النساء (64)].
(أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صاحِبُكُمْ)؛ يعني: النبيّ – صلى الله عليه وسلم -، وهذا غاية النفاق، وغاية الاستخفاف بالنبيّ – صلى الله عليه وسلم -، فقد عبّر بقوله: «صاحبكم»؛ لأنه لا يراه صاحبًا له، كفى به شقيًّا.
وقال القاري رحمه الله: وهذا كفر صريح منه، وقد أشار إليه قوله تعالى: {وإذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ ورَأيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ((5)) سَواءٌ عَلَيْهِمْ أسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون (5)، (6)].
وحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
[تنبيه]: أخرج الترمذيّ رحمه الله حديث جابر -رضي الله عنه- هذا بلفظ: «ليدخلنّ الجنة من بايع تحت الشجرة … »، فقال في «جامعه»:
((3863)) – حدّثنا محمود بن غيلان، حدّثنا أزهر السمان، عن سليمان التيميّ، عن خِداش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قال: «ليدخلنّ الجنة من بايع تحت الشجرة، إلا صاحب الجمل الأحمر»، قال أبو عيسى: هذا حديث حسنٌ غريبٌ. انتهى [«جامع الترمذيّ» (5) / (696)، وفي إسناده خِداش بن عيّاش البصريّ ليّن الحديث، كما في «التقريب»، ولذا ضعّف الحديث الشيخ الألبانيّ رحمه الله].
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
[(7014)] ((2781)) – (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رافِعٍ، حَدَّثَنا أبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنا سُلَيْمانُ- وهُوَ ابْنُ المُغِيرَةِ- عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: كانَ مِنّا رَجُلٌ مِن بَنِي النَّجّارِ، قَدْ قَرَأ «البَقَرَةَ»، و «آلَ عِمْرانَ»، وكانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، فانْطَلَقَ هارِبًا، حَتّى لَحِقَ بِأهْلِ الكِتابِ، قالَ: فَرَفَعُوهُ، قالُوا: هَذا قَدْ كانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ، فَما لَبِثَ أنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ، فَحَفَرُوا لَهُ، فَوارَوْهُ، فَأصْبَحَتِ الأرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلى وجْهِها، ثُمَّ عادُوا، فَحَفَرُوا لَهُ، فَوارَوْهُ، فَأصْبَحَتِ الأرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلى وجْهِها، ثُمَّ عادُوا، فَحَفَرُوا لَهُ، فَوارَوْهُ، فَأصْبَحَتِ الأرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلى وجْهِها، فَتَرَكُوهُ مَنبُوذًا).
شرح الحديث:
(مِن بَنِي النَّجّارِ) بكسر النون، وتشديد الجيم قبيلة من الأنصار، وهي قبيلة أنس -رضي الله عنه-، قال ابن الأثير رحمه الله: اسم النجّار: تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وإنما قيل له: النجّار؛ لأنه اختَتَن بقدّوم، وقيل: لأنه ضرب رجلًا بقدّوم. انتهى. [«اللباب في تهذيب الأنساب» (3) / (298)].
[فإن قلت]: قوله: «منّا، من بني النجّار» يعارض ما في «صحيح البخاريّ» بلفظ: «كان رجل نصرانيًّا، فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران»، فكيف الجمع بينهما؟
[قلت]: يُجاب بأنه يمكن أن الرجل كان من بني النجّار، فتنصّر قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام أسلم، ثم ارتدّ بعد ذلك، والله تعالى أعلم.
(
(بِأهْلِ الكِتابِ) متعلّق بـ «لحِق»، وفي رواية البخاريّ: «فعاد نصرانيًّا، فكان يقول: ما يدري محمد، إلا ما كتبت له»، وفي رواية الإسماعيليّ: «وكان يقول: ما أرى يُحسن محمد إلا ما كنت أكتب له»، وروى ابن حبان من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نحوه.
وهذا الذي قاله كذبٌ وزور، وافتراء، واجتراء على الله سبحانه وتعالى، وعلى رسوله – صلى الله عليه وسلم -، ولذا عاجله الله تعالى بالعقوبة. انتهى [«المصباح المنير» (2) / (393)].
قال الإتيوبي عفا الله عنه: (أنْ قَصَمٍ اللهُ عُنُقَهُ): أهانه، وأذلّه، وقيل: قرّب موته [» المصباح المنير «(2) / (506)]، ومنه قوله تعالى: {وكَمْ قَصَمْنا مِن قَرْيَةٍ} [الأنبياء (11)]؛ أي: أهلكناها.
، وفي رواية البخاريّ: «فأماته الله، فدفنوه، فأصبح، وقد لفَظته الأرض، فقالوا: هذا فِعل محمد، وأصحابه، لَمّا هَرَب منهم نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا، فأصبح، وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فِعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لمّا هرب منهم، فألقوه، فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه».
وقوله: «وقد لفظته الأرض»؛ أي: رمته من القبر إلى الخارج، ولَفَظَته بكسر الفاء، وبفتحها، وقال القزاز في «جامعه»: كلّ ما طرحته من يدك فقد لَفَظْته، ولا يقال بكسر الفاء، وإنما يقال بالفتح. انتهى [«عمدة القاري» (16) / (150)].
وقال المجد رحمه الله: لَفَظه، وبه، كضرب، وسَمِعَ: رماه. انتهى [«القاموس» ص (1182)].
وقال الإمام أحمد رحمه الله في «مسنده»:
((12236)) – حدّثنا يزيد بن هارون، أنا حميد، عن أنس، أن رجلًا كان يكتب للنبيّ – صلى الله عليه وسلم -، وقد كان قرأ البقرة، وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة، وآل عمران (((جَدّ فينا – يعني: عَظُم- فكان النبيّ – صلى الله عليه وسلم – يملي عليه: غفورًا رحيمًا، فيكتب: عليمًا حكيمًا، فيقول له النبيّ – صلى الله عليه وسلم -: اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت، ويملي عليه: عليمًا حكيمًا، فيقول: اكتب سميعًا بصيرًا، فيقول: اكتب اكتب كيف شئت، فارتدّ ذلك الرجل عن الإسلام، فلَحِق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد، إن كنت لأكتب ما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبيّ – صلى الله عليه وسلم -: «إن الأرض لم تقبله»، وقال أنس: فحدّثثي أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل، فوجده منبوذًا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفنّاه مرارًا، فلم تقبله الأرض. انتهى [«مسند الإمام أحمد بن حنبل» (3) / (120)]، والله تعالى أعلم.
وحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
[تنبيه]: من الغريب أن صاحب «التكملة» -[راجع شرحه (6) / (107)، و «شرح الهرريّ» (25) / (367)]-، قال: هذا الحديث لم يُخرجه أحد من الأئمة الستّة غير المصنّف، وتبعه على ذلك الشيخ الهرريّ، وليس كما قالا، فقد أخرجه البخاريّ في «صحيحه» في «كتاب المناقب» في «باب علامات النبوّة في الإسلام»، فقال: ((3617)) – حدّثنا أبو معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز، عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رجل نصرانيّا، فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران، فكان يكتب للنبي – صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًّا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح، وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فِعل محمد وأصحابه لَمّا هرب منهم، نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا، فأصبح، وقد لَفَظَته الأرض، فقالوا: هذا فِعل محمد، وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لمّا هرب منهم، فألقوه، فحفروا له، وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لَفَظَته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه. انتهى [«صحيح البخاريّ» (3) / (1325)].
فوائد وفقه الحديث:
(1) – (منها): بيان معجزة ظاهرة للنبيّ – صلى الله عليه وسلم – حيث أظهر الله سبحانه وتعالى على هذا المرتدّ عن دينه هذه الخارقة الباهرة؛ ليكون نكالًا وعظة لمن بعده، قال في «العمدة»: ظهرت معجزة النبيّ – صلى الله عليه وسلم – في لَفْظ الأرض إياه مرات؛ لأنه لمّا ارتدّ عاقبه الله تعالى بذلك؛ لتقوم الحجة على من يراه، ويدلّ على صدق نبوّة النبيّ – صلى الله عليه وسلم – [«عمدة القاري» (16) / (150)].
(2) – (ومنها): بيان أن الهداية بيد الله تعالى، فالمهديّ من هداه الله، وليست الآيات والبراهين كافية إلا أن يشاء الله تعالى، فإن هذا الرجل قد شاهد من الآيات، وكَتَب الوحي، واطلع على محاسن الإسلام كلّها، ومعِ ذلك أعرض؛ لأنه سبحانه وتعالى لم يُرِد أن يهديه للإسلام، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ} [المائدة (41)]، اللَّهُمَّ اهدنا فيمن هديت، آمين.
(3) – (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله: إنما أظهر الله تعالى تلك الآية في هذا المرتدّ؛ ليوضّح حجة نبيّه – صلى الله عليه وسلم – لليهود عيانًا، وليُقيم لهم على ضلالة من خالف دينه برهانًا، وليزداد الذين آمنوا إيمانًا ويقينًا. انتهى، والله تعالى أعلم. [البحر المحيط الثجاج، بتصرف].
4 – (ومنها): قال الراجحي: في هذا الحديث: عظةٌ وعبرةٌ لليهود بهذا الرجل الذي كان منافقًا؛ حيث إن الأرض نبذته من بطنها ولفظته. [توفيق الرب المنعم (8/ 111)].
5 – (ومنها): خطورة المنافقين بين صفوف المسلمين، واستغلال أهل الكتاب لهم.
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
[(7015)] ((2782)) – (حَدَّثَنِي أبُو كُرَيْبِ مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنا حَفْصٌ – يَعْنِي: ابْنَ غِياثٍ – عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ أبِي سُفْيانَ، عَنْ جابِرٍ، أنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَدِمَ مِن سَفَرٍ، فَلَمّا كانَ قُرْبَ المَدِينَةِ، هاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، تَكادُ أنْ تَدْفِنَ الرّاكِبَ، فَزَعَمَ أنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قالَ: «بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنافِقٍ»، فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ، فَإذا مُنافِقٌ عَظِيمٌ مِنَ المُنافِقِينَ قَدْ ماتَ).
شرح الحديث:
قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في جميع النسخ: «تَدفِن» بالفاء، والنون؛ أي: تُغَيِّبه عن الناس، وتَذهب به؛ لشدتها. انتهى [» شرح النوويّ «(17) / (127)].
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: «هاجت ريح تكاد أن تدفن الراكب»؛ أي: هبّت ريح شديدة، تَحْمِل معها التراب والرمل؛ لشدتها، حتى لو عارضها راكب على بعيره لدفنته بما تُسَفّي عليه من التراب والرمل، وكأن هذه الريح إنما هاجت عند موت ذلك المنافق العظيم؛ ليعذَّب بها، أو جعلها الله علامة لنبيّه – صلى الله عليه وسلم – على موت ذلك المنافق، وأنه مات على النفاق -والله تعالى أعلم-. انتهى [» المفهم «(7) / (413) – (414)].
قال ابن بشكوال رحمه الله: هذا المنافق هو رفاعة بن زيد بن التابوت، قاله محمد بن إسحاق، وذكر أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قاله، وهو قافل من غزوة بني المصطلق. [«غوامض الأسماء المبهمة» (1) / (201)].
وأخرج عبد بن حميد في «مسنده»: عن جابر -رضي الله عنه-: كنا مع النبيّ – صلى الله عليه وسلم – في سفر، هاجت ريح تكاد تَدفِن الراكب، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «بُعثت هذه الريح لموت منافق، فلما رجعنا إلى المدينة، وجدنا مات في ذلك اليوم منافق عظيم النفاق، فسمعت أصحابنا بعدُ يقولون: هو رافع بن التابوت». انتهى [«مسند عبد بن حميد» (1) / (315)].
وقال ابن الجوزيّ: قال الواقديّ: هذا القفول كان في غزوة المريسيع [قال الإتيوبي معلقا في الحاشية: “لا يخالف هذا ما تقدّم من أنها غزوة بني المصطلق؛ لأن غزوة المريسيع هي غزوة بني المصطلق، فتنبّه”. انتهى.]، وكان بين عيينة بن حِصْن الفزاريّ وبين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مدّة، فخاف أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يكون عيينة قد أغار على المدينة، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ليس عليكم بأس، ما بالمدينة من نَقْب، إلا عليه ملَك، وما كان ليدخلها عدوّ حتى تأتوها، ولكنه مات اليوم رجل من المنافقين عظيم، ولذلك عصفت هذه الريح، وهو زيد بن رفاعة بن التابوت». انتهى [«كشف المشكل من حديث الصحيحين» ص (752)]، والله تعالى أعلم.
وحديث جابر -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف [قال الإتيوبي في الحاشية: “فقول القاري في «المرقاة» (10) / (227): وكذا أخرجه البخاري، فمن غلطه، فتنبّه” انتهى.] رحمه الله.
قال الراجحي: في هذا الحديث: أنه لا مانع من أن تهيج الريح لموت إنسان كافر؛ فقد هلكت بالريح أمةٌ عظيمة من الأمم، وهي عادٌ قبيلةُ هودٍ عليه السلام، والنبي صلى الله عليه وسلم نُصر بالصَّبَا، وأُهلكت عادٌ بالدبور، أما الشمس والقمر فلا ينكسفان. [توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (8/ 111)].
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
[(7016)] ((2783)) – (حَدَّثَنِي عَبّاسُ بْنُ عَبْدِ العَظِيمِ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنا أبُو مُحَمَّدٍ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسى اليَمامِيُّ، حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنا إياسٌ، حَدَّثَنِي أبِي، قالَ: عُدْنا مَعَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – رَجُلًا مَوْعُوكًا، قالَ: فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: والله ما رَأيْتُ كاليَوْمِ رَجُلًا أشَدَّ حَرًّا ((1))، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُخْبِرُكُمْ بِأشَدَّ حَرًّا مِنهُ يَوْمَ القِيامَةِ، هَذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ الرّاكِبَيْنِ المُقَفِّيَيْنِ»، لِرَجُلَيْنِ حِينَئِذٍ مِن أصْحابِهِ).
((1)) وفي نسخة: «بأشد حرٍّ».
شرح الحديث:
(مَوْعُوكًا)؛ أي: مصاب بشدّة ألم الحُمّى، ….. انتهى كلام المرتضى [» تاج العروس” ص (6811)].
قال النوويّ رحمه الله: سمّاهما من أصحابه؛ لإظهارهما الإسلام، والصحبة، لا أنهما ممن نالته فضيلة الصحبة. انتهى. [» شرح النوويّ «(17) / (128)].
وقال القرطبيّ رحمه الله: إنما نَسَبهما الراوي لأصحاب النبيّ – صلى الله عليه وسلم -؛ لأنّهما كانا في غمارهم، ودخلا بحكم ظاهرهما في دينهم، والعليم الخبير يَعلم ما تُجنّه الصدور، وما يَختلج في الضمير، فأعلم الله تعالى نبيّه – صلى الله عليه وسلم – بخبث بواطنهما، وبسوء عاقبتهما، فارتفع اسم الصحبة، وصِدق اسم العداوة والبغضاء. انتهى. [» المفهم” (7) / (414)]، والله تعالى أعلم.
وحديث سلمة بن عمرو بن الأكوع -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
وقد سبق أن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات وأسماء بعض المنافقين.
وقال الإمام مسلم رحمه الله:
[(7017)] ((2784)) – حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَص (231) ر (5) كةاة (21) بْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنا أبِي (ح) وحَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أبُو أُسامَةَ، قالا: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ (ح) وحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنّى- واللَّفْظُ لَهُ- أخْبَرَنا عَبْدُ الوَهّابِ- يَعْنِي: الثَّقَفِيَّ – حَدَّثَنا عُبَيدُ اللهِ، عَنْ نافِعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قالَ: «مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَلِ الشّاةِ العائِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْنِ، تَعِيرُ إلى هَذهِ مَرَّةً، وإلى هَذِهِ مَرَّةً»).
شرح الحديث:
وقال في «اللسان»: العائرة: التي تخرج من الإبل إلى أخرى ليضربها الفحل. انتهى. وقال السنديّ: وهي التي تطلب الفحل، فتتردد بين قطيعين، ولا تستقرّ مع إحداهما، والمنافق مع المؤمنين بظاهره، ومع المشركين بباطنه؛ تبعًا لهواه وغرضه الفاسد، فصار بمنزلة تلك الشاة. وفيه سلب الرجوليّة عن المنافقين. والغنمة واحدة، والغنم جمع، ففي هذا الحديث تثنية للجمع بتأوله بالجماعة. انتهى.
ونقل الطيبي هذا المعنى وذكر الآية التي وصفتهم بالتذبذب كما سيأتي
قال الإتيوبي عفا الله تعالى عنه: قوله: «والغنمة واحدة إلخ» هذا غلط، فقد صرّح في «القاموس»، و «اللسان»، و «المصباح»، وغيرها من كتب اللغة أن الغنم لا واحد لها من لفظها، وإنما واحدها الشاة من غير لفظها، فتبصّر. والله تعالى أعلم.
وقال السيوطيّ رحمه الله في «شرحه»: قال الزمخشريّ في «المفصّل»: قد يُثنّى الجمع على تأويل الجماعتين، والفرقتين، ومنه هذا الحديث. انتهى.
(تَعِيرُ) بفتح أوله، من باب ضرب يضرب؛ أي: تتردّد، وتذهب
(و) تعير (إلى هَذِهِ مَرَّةً)؛ يعني: أنها تارة تذهب إلى هذه الغنم، وأخرى إلى هذه الغنم.
وفي الرواية التالية:» تكرّ في هذه مرّةً، وفي هذه مرّةً «، وهو بكسر الكاف؛ أي: تعطِف على هذه مرّة، وعلى هذه مرّة.
وزاد النسائيّ في روايته:» لا تَدْرِي أيَّها تَتْبَعُ” بفتح أوله، وسكون ثانيه، قال الطيبيّ: … فلا تستقر على حال، ولذلك وُصفوا في التنزيل: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إلى هَؤُلاءِ ولا إلى هَؤُلاءِ} [النساء: (143)] [«فيض القدير» (5) / (516)]، [«عمدة القاري» (16) / (69)]، والله تعالى أعلم.
وحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
وقوله: (تَكِرُّ فِي هَذِهِ مَرَّةً … إلغ) بكسر الكاف؛ أي: تعطف على هذه، وعلى هذه، قاله النوويّ رحمه الله [«شرح النوويّ» (17) / (128)].
قال الإتيوبي عفا الله عثه: هكذا ضبط النوويّ «تكرّ» بكسر الكاف، وتبعه الشراح، وهذا وإن كان هو الأصل في المضاعف اللازم، إلا أن السماع بالضمّ، وهو الموجود في كتب اللغة، فقد ضبطه في «المصباح» من باب قتل، وهو ظاهر عبارة «القاموس» و «شرحه»، وكذا عدّ ابن مالك في «لاميّته» أن «كرّ» من الأفعال اللازمة التي سُمعت بضمّ عين مضارعها، فقال:
واضْمُمَنَّ مَعَ الـ … لُزُومِ فِي امْرُرْ بِهِ وجَلَّ مِثْلُ جَلا
هَبَّتْ وذَرَّتْ وأجَّ كَرَّ هَمَّ بِهِ … وعَمَّ زَمَّ وسَحَّ مَلَّ أيْ ذَمَلا
والحاصل أن الصواب ضبطه بضمّ الكاف، لا بكسرها، فليُتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقال القاضي عياض رحمه الله: قوله: «تكرّ في هذا مرّة» كذا في بعض الروايات، وعند العذريّ: «تكرّ» بكسر الكاف، وعند الفارسيّ: «تكير» بزيادة ياء باثنتين تحتها، وعند ابن ماهان: «تكبُنُ» بسكون الكاف، وباء موحّدة مضمومة، وآخره نون، وهذا الوجه هو الصواب في هذا الحرف – إن شاء الله -، وهو بمعنى «تَعِير» في الحديث الأول، قال صاحب «العين»: الكبن: عدوّ ليّن، كبن يكبُن كُبونًا، ولرواية العذريّ وجه بمعنى «تَعِير» أيضًا، يقال: كرّ على الشيء، وإليه: عطف عليه، وكرّ عنه: ذهب، والكسر في مستقبله أصل المضاعف غير المعدّى، ولرواية الفارسيّ أيضًا وجه بمعناه، يقال: كار الفرس: إذ جرى، ورفع ذنبه عند جريه. انتهى كلام عياض رحمه الله [» إكمال المعلم «(7) / (313) – (314)].
قال الراجحي: وفي هذا الحديث: أن ضرب الأمثال كما يكون للعظة والاعتبار فإنه يكون لتقريب الأمر المعنوي بالِحسِّيِّ؛ فيسهل على النفس إدراكه.
والمعنى: مثل المنافقين في عدم ثبات الإيمان في قلوبهم- كما قال الله تعالى: {لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} – كالشاة المترددة الحائرة بين الغنمين، تتردد إلى هذه مرة، وإلى تلك مرة أخرى. [توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (8/ 113)].
مسائل متعلقة بالحديث:
قال ابن تيمية رحمه الله:
“وذكر الواقدي عن أشياخه قالوا: وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فربما أملى عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «سميع عليم» فيكتب «عليم حكيم» فيقرأه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقول: كذاك قال الله ويقرأه فافتتن، وقال: ما يدري محمد ما يقوله إني لأكتب له ما شئت، هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا، فأهدر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دمه يوم الفتح، فلما كان يومئذ جاء ابن أبي سرح إلى عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة، فقال: يا أخي إني والله أستجير بك فاحبسني ها هنا واذهب إلى محمد فكلمه في؛ فإن محمدا إن رآني ضرب الذي فيه عيناي إن جرمي أعظم الجرم وقد جئت تائبا فقال عثمان: بل اذهب معي قال عبد الله: والله لئن رآني ليضربن عنقي ولا ينظرني قد أهدر دمي وأصحابه يطلبونني في كل موضع، فقال عثمان: انطلق معي فلا يقتلك إن شاء الله فلم يرع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا عثمان آخذا بيد عبد الله بن سعد ابن أبي سرح واقفين بين يديه، فأقبل عثمان على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتفطمه وكانت تلطفني وتتركه فهبه لي فأعرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وجعل عثمان كلما أعرض عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بوجهه استقبله، فيعيد عليه هذا الكلام، وإنما أعرض النبي – صلى الله عليه وسلم – إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه؛ لأنه لم يؤمنه، فلما رأى أن لا يقوم أحد وعثمان قد أكب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقبل رأسه، وهو يقول: يا رسول الله بايعه فداك أبي وأمي، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((نعم))، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: ما منعكم أن يقوم رجل منكم إلى هذا الكلب فيقتله أو قال الفاسق، فقال عباد بن بشر: ألا أومأت إلي يا رسول الله فو الذي بعثك بالحق إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلي فأضرب عنقه ويقال: قال هذا أبو اليسر ويقال: عمر بن الخطاب فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «إني لا أقتل بالإشارة».
وقائل يقول: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال يومئذ: «إن النبي لا تكون له خائنة الأعين».
فبايعه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فجعل يفر من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كلما رآه، فقال عثمان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: بأبي وأمي لو ترى ابن أم عبد الله يفر منك كلما رآك، فتبسم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: «ألم أبايعه وأومنه؟» قال: بلى يا رسول الله، ولكنه يتذكر عظيم جرمه في الإسلام، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «الإسلام يجب ما كان قبله» فرجع عثمان إلى ابن أبي سرح فأخبره فكان يأتي فيسلم على النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الناس.
فوجه الدلالة: أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح افترى على النبي – صلى الله عليه وسلم -، وهذا الطعن على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى كتابه، والافتراء عليه بما يوجب الريب في نبوته قدر زائد على مجرد الكفر به والردة في الدين وهو من أنواع السب.
وكذلك ما افترى عليه كاتب آخر مثل هذه الفرية قصمه الله وعاقبه عقوبة خارجة عن العادة حيث لفظته الأرض.
ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذ تعرض أهله لسب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحة وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما فيه.
وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين.
وكذلك لما تمكن النبي – صلى الله عليه وسلم – من ابن أبي سرح أهدر دمه لما طعن في النبوة وافترى عليه الكذب مع أنه قد آمن جميع أهل مكة الذين قاتلوه وحاربوه أشد المحاربة ومع أن السنة في المرتد أنه لا يقتل حتى يستتاب إما وجوبا أو استحبابا.
وسنذكر إن شاء الله أن جماعة ارتدوا على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم دعوا إلى التوبة وعرضت عليهم حتى تابوا وقبلت توبتهم … [الصارم المسلول على شاتم الرسول، لابن تيمية (ت (728)) (1) / (114) وما بعدها].
[تنويه]: بعض الكتب في الباب: صفة النفاق ونعت المنافقين لأبي نعيم الأصبهاني (ت (430)).
وصفات المنافقين تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 – 751) رحمه الله، من كتاب ’مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.