258 – رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة.
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة.
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
وناصر الكعبي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إماراتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا)
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري في كتاب الغسل من صحيحه:
6 – باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل.
258 – حدثنا محمد بن المثنى؛ قال: حدثنا أبو عاصم عن حنظلة عن القاسم عن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب، فأخذ بكفه فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر، فقال بهما على رأسه.
الشرح:
1 – حديث أم المؤمنين. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
2 – قوله: (دعا بشيء نحو الحلاب) وعند ابن خزيمة 245: ” يغتسل من حلاب”، وزاد ابن حبان في صحيحه 1197 من طريق عمرو بن علي: ” في حلاب مثل هذه -وأشار أبو عاصم بكفيه-“.
وعند أبي عوانة 853 عن يزيد بن سنان: ” يغتسل في حلاب مثل هذا – ووصف أبو عاصم بيده أقل من شبر في شبر –”، وعند البيهقي في السنن الكبرى 872 من طريق العباس الدوري: ” وأرانا أبو عاصم قدر الحلاب بيده، فإذا هو كقدر كوز يسع ثمانية أرطال”.
3 – قوله: (فقال بهما على رأسه) لأبوي ذر والوقت والأصيلي: “على وسَط رأسه”، وهو بفتح السين. قاله الجكني الشنقيطي في كوثر المعاني، وهي التي وقعت للقرطبي في اختصار صحيح البخاري.
4 – وقوله: (بهما) أي بالكفين، يعني: صبَّ بهما، ففيه: إطلاق القول على الفعل. قاله زكريا الأنصاري الشافعي في تحفة الباري، وعند ابن خزيمة 245: ” فيجعله في وسط رأسه”. وعند ابن حبان 1197: “فيصب على سائر جسده”.
وهذه الفقرة الأخيرة لم أجدها إلا عند ابن حبان.
5 – الحلاب: إناء يسع قدر حلبة ناقة. قاله الخطابي في أعلام الحديث.
6 – قال ابن بطال في شرحه: ” فأما المحلب، بفتح الميم، فهو الحب الطيب الريح، وأظن البخاري جعل الحلاب في هذه الترجمة ضربا من الطيب، وإن كان ظن ذلك فقد وهم، وإنما الحلاب: الإناء الذي كان فيه طيب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يستعمله عند الغسل”.
7 – الْحِلابُ: الْقَدَحُ الَّذِي أُحْلِبَ فِيهِ الْحِلابُ الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ اللَّبَنُ؛ أَيْ بِذَلِكَ الْقَدَحِ كَانَ يَغْتَسِلُ. شِقُّ الرَّاسِ جَانِبُه.
قاله أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم.
8 – الحث على استعمال الطيب عند الغسل تأسيا بالنبي -صلى الله عليه وسلم. قاله ابن بطال.
9 – لم يتوهم البخاري ذلك بل أراد به الإناء ومقصوده أنه -صَلَّى الله عليه وسلّم- كان يبتدئ عند الغسل بطلب ظرف للماء. فإن قلت: فحينئذٍ لا يكون في الباب ذكرٌ للطيب. قلت: ما عقد ترجمة الباب إلا بأحد الأمرين حيث جاء بأو الفاصلة دون الواو الواصلة، فوفى بذكر أحدهما. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
10 – قال القاضي عياض: “ترجم البخاري على الحديث: من بدأ بالحلاب والطيب، وقد وقع لمسلم فى بعض تراجمه من بعض الروايات مثل ترجمة البخاري على هذا الحديث، ونصُّهُ: باب التطييب بعد الغسل من الجنابة، وقال الهروي في هذا الحديث: ” مثل الجُلَّاب ” بضم الجيم وتشديد اللام. قال الأزهري: أراد بالجُلَّاب ماء الورد، وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ والله أعلم. قال الهروي: أراهُ الحلابُ وذكر نحو ما ذكره الإمام، وبالحاء هو المشهورُ والمعروف في الرواية”.
[إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 160)].
(11) – قال ابن الجوزي: “الحلاب والمحلب: الْإِنَاء الَّذِي تحلب فِيهِ ذَوَات الألبان، وَهُوَ يسع قدر حلبة نَاقَة، وأنشدوا:
(صَاح، هَل رَأَيْت أَو سَمِعت براع … رد فِي الضَّرع مَا قرا فِي الحلاب)
وَقد غلط جمَاعَة فِي تَفْسِيره، مِنْهُم البُخَارِيّ؛ فَإِنَّهُ ظن الحلاب شَيْئا من الطّيب؛ فَقَالَ: بَاب من بَدَأَ بالحلاب وَالطّيب، وَذكر هَذَا الحَدِيث فَقَط، وَكَأَنَّهُ توهم أَن الحلاب هُوَ المحلب الَّذِي يسْتَعْمل فِي غسل الْأَيْدِي، وَلَيْسَ هَذَا مَكَانَهُ.
وصحف آخَرُونَ لَفظه، مِنْهُم الْأَزْهَرِي فَإِنَّهُ قَالَ: دَعَا بِشَيْء مثل الْجلاب بِالْجِيم وَتَشْديد اللَّام، وَقَالَ: هُوَ مَاء الْورْد، وَهُوَ فَارسي مُعرب … وَهَؤُلَاء عَن معرفَة الحَدِيث بمعزل، إِنَّمَا البُخَارِيّ أعجب حَالا؛ لِأَن لفظ الحَدِيث: دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب، فَلَو كَانَ دَعَا بالحلاب كَانَ رُبمَا يشكل، وَنَحْو الشَّيْء غَيره، على أَنه فِي بعض الْأَلْفَاظ: دَعَا بِإِنَاء مثل الحلاب، وَأما الْفرق فالراء مَفْتُوحَة، وَمِقْدَار الْفرق سِتَّة عشر رطلا، وَمن سكن الرَّاء فقد غلط؛ لِأَن الْفرق بالتسكين مائَة وَعِشْرُونَ رطلا”.
[كشف المشكل من حديث الصحيحين (4/ 260)].
12 – قال ابن رجب: “وظاهر تبويب البخاري على هذا الحديث: يدل على أنه فهم منه أن الحلاب نوع من الطيب، وأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ يستعمل شيئاً من الطيب في رأسه في غسل الجنابة.
وقد أنكر العلماء ذَلِكَ على البخاري – رحمه الله، ونسبوه فيهِ إلى الوهم، منهم: الخطابي والإسماعيلي وغير واحد.
وقالوا: إنما الحلاب إناء يحلب فيهِ، ويقال لهُ: المحلب – أيضاً.
والمراد: أنه كانَ يغتسل من مد نحو الإناء الذي يحلب فيهِ اللبن من المواشي، وهو معنى الحديث الآخر: أنه نحو الصاع.
ويشهد لذلك: أنه روي في بعض طرق هذا الحديث، أن القاسم سئل: كم يكفي من غسل الجنابة، فحدث بهذه الحديث. وإنما كانَ السؤال عن قدر ماء الغسل، لا عن الطيب عندَ الغسل. ذكره الإسماعيلي في ((صحيحه)).
وذكر – أيضاً – حديث ابن عباس، أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قرب إليه حلاب فيهِ لبن، فشرب منه – يعني: يوم عرفة.
وزعم بعضهم: أنه (الجلاب) – بالجيم -، وأن المراد به: ماء الورد.
وهو أيضاً – تصحيف، وخطأ ممن لا يعرف الحديث.
وزعم آخرون: أن (الحلاب) – بالحاء – وعاء للطيب. ولا أصل لذلك.
وخرج أبو بكر عبد العزيز بن جعفر الفقيه في (كتاب الشافي)، في هذا الحديث، من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن حنظلة، عن القاسم، عن عائشة، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ يغتسل في حلاب قدر هذا – وأرانا أبو عاصم قدر الحلاب بيده، فإذا هوَ كقدر كوز يسع ثمانية أرطال-، ثم يصب على شق رأسه الأيسر، ثم يأخذ بكفيه فيصب وسط رأسه”.
[فتح الباري لابن رجب، (1/ 269)].
13 – المقصود رفع الأذى، وذلك بأحد أمرين: إما بمزيل له وهو ما يغسل اليد به، وإما بتحصيل ضده وهو الطيب. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
14 – هو الإناء الذي كان فيه طيبه -صلى الله عليه وسلم – الذي كان يستعمله عند الغسل. قاله ابن الملقن.
قلت وهو الأقرب إلى الترجمة.
15 – فيه استحباب بدء المغتسل بإفاضة الماء على الميامن قبل المياسر. قاله ابن خزيمة في صحيحه.
16 – بدأ بشق رأسه الأيمن؛ لأنه كان يحب التيامن في طهوره. قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح.
17 – فيه استبراء البشرة في الغسل من الجنابة. قاله النسائي في السنن الصغرى.
18 – فيه ذكر وصف الغرفات الثلاث التي وصفناه للمغتسل من جنابته. قاله ابن حبان في صحيحه.
19 – واستنبط من قولها: “كان النبي -صلى الله عليه وسلم-” مداومته على ذلك، لأن هذه اللفظة تدل على الاستمرار والدوام. قاله الجكني الشنقيطي في كوثر المعاني.
20 – قوله: (حدثنا محمد بن المثنى) تابعه أحمد بن سعيد الدارمي كما عند ابن خزيمة في صحيحه 245، تابعه عباس الدوري كما عند أبي عوانة في مستخرجه 854، تابعه عمرو بن علي كما عند ابن حبان في صحيحه 1197، تابعه يزيد بن سنان كما عند أبي عوانة في مستخرجه 853.
21 – قوله: (حدثنا أبو عاصم) وعند النسائي 424: ” حدثنا الضحاك بن مخلد”.
22 – قوله: (عن حنظلة) وعند ابن حبان في صحيحه 1197:”حدثنا حنظلة بن أبي سفيان”.
23 – قوله: (عن القاسم) وعند ابن خزيمة 245: “سمعت القاسم” هو ابن محمد بن أبي بكر وعائشة عمته.
24 – قوله: (عن عائشة) وعند ابن خزيمة “سمعت عائشة”.