29 – بَابُ التَّدَاوِي بِالْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ
88 – (2215) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ وَالسَّامُ الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ»
88 – وحَدَّثَنِيهِ أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، كُلُّهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عُقَيْلٍ، وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ، وَيُونُسَ الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ وَلَمْ يَقُلِ الشُّونِيزُ
89 – (2215) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ دَاءٍ، إِلَّا فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ، إِلَّا السَّامَ»
—————-
الفوائد:
– صوب ابن القيم أن الحبة السوداء، هي الشونيز، وهو لغة فارس وهي الكمون الأسود، وتسمى الكمون الهندي (راجع زاد المعاد) وقال أبو نعيم: شونيز وهو شنيز فارسي الأصل وفي الهندية (كلونجي) وهو غير حب النيل والشبرم.
– قال ابن القيم هذا الحديث مثل قوله تعالى (تدمر كل شيء بأمر ربها) أي كل شيء يقبل التدمير. فعلى هذا لا مطعن للكفار في هذا الحديث؛ بدعوى مخالفته للواقع، وأن هناك أمراض لا تداويها الحبة السوداء.
مع أن بعض العلماء قال: بعدم عموم الحديث وتأول الحديث؛ أظنه ابن العربي، وقبله ابن حبان فقد بوب؛ باب ذكر الأمر بالتداوي بالحبة السوداء لمن كان ذلك ملائما لطبعه، لكن ابن أبي جمرة وابن بطال وابن القيم وابن حجر رجحوا العموم، وقالوا: لأنه يتداوى بها على انفراد، ومركب، أو مسحوقا … (راجع تحفة الأحوذي)
وفي التيسير شرح الجامع الصغير: أنها شفاء من كل مرض يحدث من الرطوبة والبرودة؛ لأنها حارة يابسة.
وقال ابن القيم: أنها تساعد الأدوية الباردة على النفوذ.
وراجع كتاب الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية.
– الموت حق.
– من دلائل النبوة.
– استحباب التداوي وسبق التفصيل فيه.
– جواز التداوي بالمطعومات وأن هذا ليس إهانة لها.
– ليس من داء إلا له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.
– وورد الحديث عن عائشة في البخاري فعن خالد بن سعيد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق، فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها، ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب ثم ذكر الحديث عن عائشة مرفوعاً (إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام).
وذكر البغوي في شرح السنة عن قتادة أنه كان يأخذ إحدى وعشرين حبه، فيضعها في خرقة فينقعها فيسعط به كل يوم …
– ذكرت الحبة السوداء في الأدوية التي تفك السحر.
– ذكرت الحبة السوداء في الأطعمة التي تزيد الحفظ فتخلط مع اللبان والعسل. وذكرت كذلك في الأدوية النافعة للسعال، فتخلط مع الثوم أو تخلط مع الزعتر والعسل.
– الآن تجرب الحبة السوداء لتقوية المناعة في مرض الإيدز.
– خرجت أبحاث تدلل أن في الحبة السوداء تقوية لمناعة الجسم، ولها خواص مضادة للجراثيم والسرطان.
– نقل عن أنس بسند فيه ضعف؛ أنه كان يستفه ثم يشرب عليه ماء وعسل، لكن أحد زملائي في السودان أصيب بمرض التفؤيد، فكان يستفه فعجل الله برأه.
والسَّف هو بلعه بكميات كبيرة.
– ذكر ابن القيم في زاد المعاد 4/ 299 مجموعة من الأمراض التي تعالجها الحبة السوداء بإذن الله، وطرق الاستخدام. فقال:
والشونيز حار يابس في الثالثة، مذهب للنفخ، مخرج لحب القرع، نافع من البرص وحمى الربع، والبلغمية مفتح للسدد، ومحلل للرياح، مجفف لبلة المعدة ورطوبتها. وان دق وعجن بالعسل، وشرب بالماء الحار، أذاب الحصاة التي تكون في الكليتين والمثانة، ويدر البول والحيض واللبن إذا أديم شربه أياماً، وإن سخن بالخل، وطلي على البطن، قتل حب القرع، فإن عجن بماء الحنظل الرطب، أو المطبوخ، كان فعله في إخراج الدود أقوى، ويجلو ويقطع، ويحلل، ويشفي من الزكام البارد إذا دق وصير في خرقة، واشتم دائماً، أذهبه.
ودهنه نافع لداء الحية، ومن الثآليل والخيلان، وإذا شرب منه مثقال بماء، نفع من البهر وضيق النفس، والضماد به ينفع من الصداع البارد، وإذا نقع منه سبع حبات عدداً في لبن امرأة، وسعط به صاحب اليرقان، نفعه نفعاً بليغاً.
وإذا طبخ بخل، وتمضمض به، نفع من وجع الأسنان عن برد، وإذا استعط به مسحوقاً، نفع من ابتداء الماء العارض في العين، وإن ضمد به مع الخل، قلع البثور والجرب المتقرح، وحلل الأورام البلغمية المزمنة، والأورام الصلبة، وينفع من اللقوة إذا تسعط بدهنه، وإذا شرب منه مقدار نصف مثقال إلى مثقال، نفع من لسع الرتيلاء، وإن سحق ناعماً وخلط بدهن الحبة الخضراء، وقطر منه في الأذن ثلاث قطرات، نفع من البرد العارض فيها والريح والسدد.
وإن قلي، ثم دق ناعماً، ثم نقع في زيت، وقطر في الأنف ثلاث قطرات أو أربع، نفع من الزكام العارض معه عطاس كثير.
وإذا أحرق وخلط بشمع مذاب بدهن السوسن، أو دهن الحناء، وطلي به القروح الخارجة من الساقين بعد غسلها بالخل، نفعها وأزال القروح.
وإذا سحق بخل، وطلي به البرص والبهق الأسود، والحزاز الغليظ، نفعها وأبرأها.
وإذا سحق ناعماً، واستف منه كل يوم درهمين بماء بارد من عضه كلب كَلِب قبل أن يفرغ من الماء، نفعه نفعاً بليغاً، وأمن على نفسه من الهلاك. وإذا استعط بدهنه، نفع من الفالج والكزاز، وقطع موادهما، وإذا دخن به، طرد الهوام.
وإذا أذيب الأنزروت بماء، ولطخ على داخل الحلقة، ثم ذر عليها الشونيز، كان من الذرورات الجيدة العجيبة النفع من البواسير، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا، الشربة منه درهمان، وزعم قوم أن الإكثار منه قاتل. انتهى
قلت: وطليناه مع خل على أحد الأصدقاء على ورم في رجله وساقه أثر إصابته بحديده، فلله الحمد أصبح وقد ذهب الورم.
تنبيه: يتناقل البعض أن أكل المطحون من الحبة السوداء منه مضر، وذكر لي أحد الحاضرين أنه تضرر منه، فلا أدري المعلومة صحيحة أم يرجع لسوء تخزينها أو قطفها قبل نضجها.